أخبار سوريا...."شبّعنا الخبز بعدين ترشّح".. السويداء تنتفض على الأسد.. تواطؤ روسي مع إسرائيل أم سياسة تَوازُن في سورية؟....«لقاء سري» بين مبعوث بوتين والأسد تناول ترتيبات سياسية وعسكرية..«الأخبار» على طريق دير الزور: «خطٌ أحمر لا يُقطع»...الحسكة تغلي.. اتهامات لدمشق بخلق فتنة عربية كردية... . سببان يحددان السقف العالي للقوات الكردية في الحسكة...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 2 شباط 2021 - 6:15 ص    عدد الزيارات 1649    التعليقات 0    القسم عربية

        


تواطؤ روسي مع إسرائيل أم سياسة تَوازُن في سورية؟....

الراي... | كتب - ايليا ج. مغناير |... - مصادر قيادية عسكرية: إيران في سورية لتبقى وإسرائيل خسرت المعركة والحرب...

قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن بلاده «قامت بـ 500 ضربة جوية ضد سورية في عام 2020 وحده». وكان سلفه اللواء غادي آيزنكوت صرح العام 2019 بأن «إسرائيل قامت بآلاف الغارات ضد أهداف إيرانية في سورية خلال الأعوام الماضية». وإذا أُخذت هذه الأرقام على محمل الجدِّ، فإن «آلاف الغارات تبيد أي جيش سوري وإيراني مجتمعين على أرض سورية». ولكن السؤال الأهمّ يطرح نفسه: لماذا استطاع تنظيمٌ صغير مثل «حزب الله» اللبناني فرْض «معادلة الردع» على إسرائيل بعد سقوط أحد مقاتليه في الشام، ولا يستطيع الجيش السوري بقواته وقدراته الصاروخية، فرْض المعادلة نفسها لمنْع الطائرات الإسرائيلية من قصف أي هدف في الداخل؟ ....مما لا شك فيه أن إسرائيل تستفيد من الوجود الروسي في سورية وتستغله لمنْع دمشق من فرض قوتها الصاروخية وتثبيت «معادلة الردع». فهل هو تواطؤ من موسكو لمصلحة إسرائيل؟.... عندما اقتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - بعد جلسة خاصة دامت ساعتين مع اللواء قاسم سليماني (الذي اغتالته الولايات المتحدة في بغداد العام 2020) في صيف 2015 أنتجتْ تدخلاً روسياً في الحرب السورية الكونية - حصل تغيير في سلوك إسرائيل. فقبل 2015، كانت الضربات خجولة جداً وقد ازدادت على مر السنوات لتشتدّ بعدما تبيّن أن الجيش السوري انتصر وأن غالبية الأرض باتت تحت سيطرة حكومة دمشق وحلفائها. وعند دخول موسكو إلى جانب دمشق، أوضحت موقفها مع الحليفين اللذين تربطها بهما علاقات مميزة، إيران وإسرائيل، بأنها لن تكون جزءاً من حربهما وصراعهما ولن تدعم طرفاً ضد آخر. وفي سبتمبر 2018، هاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع سورية بعدما اختبأت في «خط الطيران» الذي تستخدمه موسكو ولم تعط قاعدتها في حميميم الوقت الكافي لتستدعي طائرتها لتتجنب الدفاعات الصاروخية السورية (قتل 15 جندياً وضابطاً روسياً)، ما أغضب الكرملين الذي سلّم السوريين منظومة «اس 300» للدفاع الجوي، ودرّبهم عليها، لكن منعهم من استخدامها. ولا شك في أن التدخل الروسي في سورية «قَلَبَ الدفة» بسرعة للرئيس بشار الأسد وحلفائه الذين كانوا يقاتلون على الأرض لسنوات واستطاعوا وقف تقدم «القاعدة» و«داعش» نحو دمشق واستعادوا مدناً دون مناطق ريفية عدة. وكان التدخل الجوي الروسي مهماً جداً لأنه سمح للقوات البرية - التي لم تكن تملكها روسيا - بالتقدم واستعادة الجغرافيا. وفي أول مراحل التدخل، كانت موسكو تريد عقد الصفقات مع واشنطن ووقف الحرب وإيجاد خطوط تماس بسبب خوف بوتين من «الوحول السورية» التي تجذب إليه ذاكرة الحرب الأفغانية بعد الغزو السوفياتي في 1979. إلا أن التدخل الروسي كان أساسياً في الأمم المتحدة، بحيث منع الأميركيين من قصف الجيش السوري ودمشق، بما كان من شأنه دحرجت الحرب إلى إقليمية، لأن الرد الطبيعي لسورية وحلفائها كان ضد إسرائيل وسيفتح الحرب على الولايات المتحدة في أماكن أخرى مثل العراق وأفغانستان واليمن. ومما لا شك فيه ان روسيا تحبّذ أن تكون صاحبة القرار في سورية من دون مُنافِس، بينما تتعامل إيران مع الأسد كقوة تحت تصرفه وله حساباته وسياسته، التي ربما لا تتفق مع طهران دائماً، ولكن في أكثر الأحيان. من خلال وجودي (كاتب هذه السطور) في سورية أثناء سنوات الحرب، كان هناك وقت لم تكن روسيا متمسكة بشخص الأسد ولم تكن لترفض تسوية يتنحى فيها. بينما رفضت إيران بكل قوة أي تدخل في مَن يجلس على كرسي الرئاسة السورية وتمسّكتْ بأن الأسد شخص أساسي في «محور المقاومة» الذي لا تريد موسكو الاقتراب منه أو أن يُنسب إليها بأي شكل من الأشكال. وقد قالها سيرغي لافروف صراحة، إن «روسيا لن تسمح بصراع إسرائيلي - ايراني على أرض سورية». إلا أن وزير الخارجية الروسي لم يشرح كيف سيمنع الدولة العبرية التي تدّعي أنها قامت بآلاف الغارات في بلاد الشام. فقبل التدخل الروسي لمصلحة وحدة سورية، لم تتجرأ إسرائيل على ضرب البلاد، إلا عندما قصفت موقعاً في دير الزور العام 2007 لاشتباهها بأنه معدّ لبناء مفاعل نووية. أما اليوم، فقد دمّرت إسرائيل أكثر من نصف الـ 32 لواء صواريخ من مختلف العيارات، أي ما يعادل 170 كتيبة صاروخية للدفاع الجوي السوري خلال سنوات الحرب. واستطاعت إحداث هذا التدمير، لأن الجيش السوري كان يملك 450 موقع دفاع جوياً قبل 2011 ما كان يجعل أي تسلل إسرائيلي داخل الأجواء السورية أو ضرب أي هدف دونه مخاطر جمة، بعيداً عن النزهة التي تقوم بها إسرائيل اليوم. وقد استطاع المسلّحون الذين أرادوا تقسيم سورية تدمير أكثر هذه المواقع وتفكيكها خصوصاً على الحافة الأمامية في جنوب دمشق وفي القنيطرة وكذلك في العمق السوري، من دون أن يقدم هؤلاء أي شرح لفعلتهم التي تكشف الفضاء السوري لعدو الدولة. وبقي 75 فقط من أصل 450 موقعاً. ما اليوم، فإن الموقف الروسي المحايد يرعى التوازن الإيراني - الإسرائيلي ويحاول فك الاشتباك من دون أن ينجح بوقف اسرائيل. وجّل ما تستطيع روسيا فعله ان تسلّم سورية أعداداً كبيرة من الصواريخ الاعتراضية المضادة لاصطياد أكبر عدد من الصواريخ الإسرائيلية الآتية ضد أهداف تبلغ روسيا عنها القيادتين السورية والإيرانية قبل ساعات من حدوثها لإخلاء المواقع التي ستُستهدف ونقل ما يستطيع الأطراف نقله وسحب العناصر البشرية لإفشال مفعول الضربات. وتعتبر روسيا بإنذارها القوات الحليفة السورية - الإيرانية أنها توجِد التوازن لأنها تمنع وقوع إصابات بشرية أو إصابة قدرات عسكرية حساسة خصوصاً أن إيران تصر على استبدال كل الصواريخ والمعدات العسكرية المدمّرة.

طهران...

وتضيف: «لقد بدأت إسرائيل منذ مدة ليست بقصيرة بالقيام بمناورات دفاعية في الداخل خوفاً من تقدم قوات معادية إلى الأراضي التي تحتلها، والاشتباك معها». وتتابع المصادر العسكرية: «اليوم هناك حضور كان مفقوداً قبل الحرب السورية، لإيران بشكل كثيف (والحلفاء)، في الميادين والبوكمال ودير الزور والـT3 والسخنة وكباجب وتدمر وصولاً إلى حمص. وكذلك استحدثت مراكز في حندرات شمال حلب. ولم تستهدف إسرائيل بآلاف غاراتها أهدافاً فيزيائية بل مواقع استبدلت وأكثرها في مناطق غير مأهولة ولكن بعضها يحوي صواريخ ومعدات عسكرية. ولكن الهدف الإستراتيجي فشل حتى ولو استفادت من الوجود الروسي الصديق لها واختبأ نتنياهو تحت عباءة بوتين». وتختم المصادر مؤكدة «اليوم إيران في سورية، لتبقى، وإسرائيل خسرت المعركة والحرب، ولها الاستعراض الجوي ما دام محمياً من روسيا»....

«لقاء سري» بين مبعوث بوتين والأسد تناول ترتيبات سياسية وعسكرية.... لافرينتييف و«جنرالات كبار» زاروا العاصمة السورية قبل التوجه إلى جنيف

الشرق الاوسط....لندن: إبراهيم حميدي.... المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، الذي يتردد على دمشق كثيراً، قام و«جنرالات كبار» بزيارة سرية إلى العاصمة السورية نهاية الأسبوع الماضي، والتقى الرئيس بشار الأسد. فلماذا لم تعلن موسكو دمشق عن هذه الزيارة؟..... حسب المعلومات المتوفرة، السبب المباشر كان له علاقة بانعقاد اجتماع اللجنة السورية في جنيف وكيفية ترميم الفجوة بين دمشق وموسكو. والسبب الأعمق، له علاقة بثبات تفاهمات إدلب وتعزيزها بترتيبات ميدانية لوقف التدهور العسكري جنوب سوريا وشمالها الشرقي، خصوصاً مع تسلم إدارة الرئيس جو بايدن وقرب «استحقاق» الانتخابات الرئاسية السورية منتصف العام، الذي تدعمه روسيا وتريده «منعطفاً» بعلاقة دمشق والخارج.

تطابق «الضامنين»

بعد لقائه الأسد في دمشق، توجه لافرينتييف إلى جنيف لمتابعة أعمال «الدستورية» ولقاء الطرفين الآخرين لـ«ضامني» آستانة، والمبعوث الأممي غير بيدرسن. كان لافتاً «مدى التطابق» بين «الضامنين» الثلاثة، روسيا وإيران وتركيا، خلال اجتماعهم في جنيف. تقييم المتحدثين الثلاثة لأعمال «الدستورية» كان واحداً، مفاده ضرورة الاستمرار في عملها رغم البطء وعدم تحقيق اختراق، وضرورة التمسك بـ«هذا الإنجاز السياسي» ورفض فرض أي برنامج زمني من الخارج على هذه «العملية، وهي ملكية سورية وبقيادة سورية». ليس جديداً التقارب بين روسيا وتركيا، لكن الجديد كان قرب التقييم التركي من قراءتهما. الاعتقاد السائد لدى دبلوماسيين غربين، أن الفجوة تضيق بين الأطراف الثلاثة مع تسلم الرئيس بايدن وقناعتهم أن فريقه داعم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي بقيادة «وحدات حماية الشعب» الكردية. قبل اجتماع «الضامنين» الثلاثة، حصل كل طرف على قراءة لنتائج الجولة الخامسة لـ«الدستورية». 5 أيام، كانت أشبه بـ«ندوة ثقافية» بين نشطاء وخبراء ومحللين، و«ليس تفاوضاً سياسياً». وفد الحكومة، كان يقول إنه «قبل الدخول في صياغة الدستور» لا بد من إجراء مزيد من «النقاش والإعداد» حول السيادة وحدودها والرموز الوطنية والعروبة وعلمانية الدولة واللامركزية الإدارية والموقف من «الاحتلالين التركي والأميركي». رئيسه أحمد الكزبري قدّم ورقة خطية بهذا المعنى هي نسخة مختصرة من ورقة قدّمها بالدورة السابقة. وفد «هيئة التفاوض» المعارضة، الذي فقد ممثلي «منصتي» القاهرة وموسكو، كان مستعداً للدخول في صياغة مبادئ الدستور والاتفاق على آليات العمل للجولات المقبلة. ورئيسه هادي البحرة، قدّم ورقة لـهذه «المبادئ». المبعوث الأممي غير بيدرسن كان يراقب هذا الخلاف، ونقله إلى «الضامنين». لأول مرة اقترب بيدرسن، المعروف باختيار كلماته بدقة، من تحميل وفد الحكومة مسؤولة الفشل. قال علناً إنه أصيب بـ«خيبة» وإن الكزبري لم يقبل مقترحات البحرة. وكان لافتاً أن بيدرسن لم يعلن في ختام الجولة الخامسة موعد الجولة المقبلة بداية مارس (آذار)، لأنه يريد «ممارسة بعض الضغط» على موسكو ودمشق للوصول إلى «صفقة كاملة»، تتضمن موعد الجولة المقبلة، وآليات العمل وصياغة الدستور، وآلية التنسيق بين الكزبري والبحرة.

ترتيبات عسكرية

لافرينتييف، القادم من دمشق ولقاء الأسد، كان يتابع الفجوة السورية والتقارب الثلاثي. يعرف أن فرنسا تدفع لإعلان وفاة «اللجنة الدستورية». يعرف أن إدارة بادين ستدفع لـ«شرعنة سياسية» لحلفائها الأكراد، هو يعرف أن ضغوطاً تمارس على بيدرسن لفتح بوابات أخرى لتنفيذ القرار 2254. كان يتوقع أن «تلعب دمشق شكلياً بطريقة أفضل»، وكان هذا أحد أسباب زيارته لدمشق. لكن أغلب الظن، هناك أسباب أخرى يريدها الجيش الروسي وجنرالاته، تخص أموراً ميدانية. خطوط التماس ثابتة في إدلب بفضل تفاهمات موسكو وأنقرة، لكن هناك 3 ملفات ميدانية ساخنة حالياً؛ درعا، السويداء، الحسكة. بالنسبة إلى الملف الأول، الخاص بالوضع في غرب درعا، سعى ضباط قاعدة حميميم بالتوسط بين «لجنة التفاوض» المحلية و«الفرقة الرابعة» بقيادة اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، للوصول إلى صيغة تحول دون اقتحام عسكري لطفس. جرت جولات وتأجلت المهلة برعاية روسية للوصول إلى صيغة في منطقة تخص التفاهمات الأميركية - الروسية التي وافقت عليها إسرائيل في منتصف 2018. تفاهمات ساهم مسؤولون في إدارة باراك أوباما بصوغها والتمهيد لها، هم الآن في إدارة بايدن. يتعلق الملف الثاني بالوضع في السويداء. ليست المرة الأولى التي يحصل توتر في هذه المحافظة ذات الغالبية الدرزية. لكن اللافت هذه المرة هو خروجه إلى العلن بالتفاصيل، تسريبات من أن رئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي «وجّه إساءات» للزعيم الروحي للدروز بهجت الهجري. وتسريبات أخرى حول مطالبة الأخير بـ«اعتذار رسمي» وإقالة العلي، وعدم اكتفائه باعتذارات من مسؤولين محليين. اللافت، هو تسريب حصول اتصال بين الأسد والهجري. لم يعلن الخبر رسمياً من دمشق، لكن مواقع تواصل اجتماعي موالية لدمشق، أعلنت مساء الأحد، أن «السيد الرئيس اطمأن على صحة سماحة الشيخ الهجري، وأكد على اللحمة الوطنية وأن المسيء لا يمثل إلا نفسه». وأشارت إلى «إقالة العلي وتكليف العميد أيمن محمد بدلاً منه». لم تعلن هذه التفاصيل رسمياً، لكن مصادر محلية في السويداء أشارت إلى بعد أوسع من التفصيل المحلي. هناك اعتقاد أن «مرونة دمشق وتظهير التوتر، جاء بجهد روسي، يرمي إلى استمالة أهالي السويداء وفصائلها المحلية لإبعادهم عن إيران و(حزب الله) اللذين يعملان على الانتشار في أطراف المدينة». وهناك اعتقاد دبلوماسي، أن هذا يمس الصورة الأوسع الخاص بالعلاقة بين واشنطن وموسكو وتل أبيب والملف الإيراني. أما الملف الميداني الثالث، فيخص التوتر شمالاً. قوات «الإدارة الذاتية» تحاصر «المربع الأمني» التابع لدمشق بالحسكة. قوات الحكومة ترد بمحاصرة جيوب الطرف الآخر في حلب، وخطوط في القامشلي. ضباط قاعدة حميميم، أيضاً، دخلوا على الخط. حققوا بعض الاختراقات التي تخص تبادل إطلاق موقوفين من «قسد» وقوات الحكومة، لكن الاستعصاء لا يزال قائماً لأنه يخص الصورة الأوسع، العلاقة بين موسكو وواشنطن وأنقرة، بعد وصول بايدن الذي يضم فريقه مغرومين بالأكراد، ومجروحين من روسيا، ومشككين بتركيا. حسب اعتقاد مسؤولين غربين، هذه العناصر هي على الطاولة السورية - الروسية، وبعضها بحث خلال زيارة لافرينتييف، في وقت ظهرت أصوات أميركية تدعو لـ«انخراط مشروط» عبر مقاربة «خطوة من دمشق مقابل خطوة من واشنطن». دمشق التي تسعد للانتخابات الرئاسية تواصل تصعيد الخطاب ضد «قسد» من جهة، وضد العقوبات الغربية من جهة ثانية، وترمم علاقتها مع «حلفائها القدامى» من جهة ثالثة؛ حيث لوحظ إعلانها لتفاصيل اتصال وزير الخارجية فيصل المقداد بنظيره الصيني وانغ يي، و«إدانة الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة بشكل غير شرعي».

نازحو إدلب يواجهون برد الشتاء بحرق ألبسة مستعملة وأكياس بلاستيكية

«الشرق الأوسط» تستطلع آراء سوريين في مخيمات الشمال

إدلب: فراس كرم.... دفعت الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية والصعبة، النازحين في مخيمات الشمال السوري إلى استعمال وسائل تدفئة غير تقليدية وضارة بصحة الإنسان، كالبلاستيك المستعمل والألبسة المهترئة، وبقايا الإسفنج وأكياس النايلون المنتشرة؛ لمواجهة برد الشتاء أمام ارتفاع أسعار الوقود ومواد التدفئة السليمة الأخرى، كالحطب والبيرين المستخرج من الزيتون أثناء عصره. وجالت «الشرق الأوسط» في عدد من المخيمات للنازحين في محافظة إدلب لاستقصاء هذه الظاهرة. أبو محمد (56 عاماً)، نازح من مدينة معرة النعمان ويعيش وزوجته وأفراد أسرته المؤلفة من 8 أبناء داخل خيمة بالكاد تتسع لهم، مشدودة بحبال ضعيفة وأحجار متوسطة الحجم مرمية على أطراف الخيمة لتثبيتها وحمايتها من الخراب أمام الرياح التي تهب بين الحين والآخر، وغزارة الأمطار، ضمن مخيم حربنوش شمال إدلب. يقول «خيمة مهددة بالخراب في كل لحظة تهب فيها الرياح وفي الداخل ظلام دامس بسبب عدم توفر الضوء سوى ضوء صغير معلق بسلك كهربائي مع بطارية مرتبطة بلوح طاقة شمسية صغير لا يكفي لساعة أو اثنتين بسبب غياب الشمس، ومدفأة تعمل على البلاستيك والنايلون المستعمل على مدار الساعة ودخان متصاعد من المدفأة». ويضيف «الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها بسبب النزوح والتشرد حالت بيننا وبين الوقود الذي تتراوح أسعار الليتر منه بين 1300 و1400 ليرة سورية (الدولار الأميركي يساوي 3 آلاف ليرة) والحطب الذي وصل سعر الطن منه مؤخراً إلى 100 دولار أميركي؛ الأمر الذي اضطرنا إلى البحث عن وسائل بديلة، وكان البلاستيك المستعمل وأكياس النايلون والكرتون الحل الأخير للحصول على الدفء لأطفالي». وأردف قائلاً، إنه يحصل على البلاستيك المستعمل والكرتون وأكياس النايلون من خلال إطلاق 3 من أطفاله كل يوم صباحاً نحو بلدة حربنوش والقرى المحيطة لجمعها من الطرق ومن قرب المحال التجارية ويعودون مساءً إلى المخيم، بينما هو يبقى داخل الخيمة لرعاية باقي أطفاله الصغار إلى جانب أمهم «التي تصاب بين الحين والآخر بسعال حاد والتهابات في الجهاز التنفسي نتيجة استنشاقها الغازات السامة المنبعثة من البلاستيك والنايلون المحروق داخل المدفأة». فواز الشلاش (83 عاماً)، هو من ريف حماة الشرقي نازح في مخيم الفقراء بالقرب من بلدة حزرة شمال إدلب. يقول إنه رغم أنه مصاب بمرض الربو، وأجرى عملية قسطرة قلبية سابقاً، ويشكو بشكل دائم من ضيق التنفس وناشد كثيراً من المنظمات لمساعدة بتأمين وسائل تدفئة سليمة كالحطب والوقود «لم يحصل على أي مساعدة من أي جهة؛ ما أجبرته ظروفه المادية الصعبة إلى استعمال الأحذية المهترئة وقطع الإطارات كوسيلة تدفئة داخل خيمته؛ الأمر الذي فاقم وضعه الصحي»، لافتاً إلى أنه يجري كل يومين أو 3 جلسات رذاذ لتحسين عمل الرئتين، وفي بعض الأوقات يتعرض لنوبة ضيق تنفس شديدة ويتم إسعافه إلى المشافي لتلقي الإسعافات الأولية والأكسجين. أما مصطفى وخالد ومحمود، فهم أطفال لم تبلغ أعمارهم الـ10 سنوات نازحون من قرى ريف حلب الجنوبي في مخيم البوشعبان شمال سوريا. يمضون يومهم في جمع البلاستيك وكل شيء قابل للاحتراق في المدافئ؛ بهدف تأمين الدفء لباقي أفراد اسرهم، غير مهتمين لمخاطر التعرض للبرد والإصابة بأمراض جلدية أثناء البحث عن هذه المواد وجمعها، دون ارتداء القفازات أو ما يقيهم من خطر التعرض لحوادث سير وما شابه. من جهته، يقول الدكتور حسن قدور الذي يعمل في أحد المراكز الطبية في منطقة مخيمات أطمة الحدودية مع تركيا «تردنا بشكل يومي عشرات الحالات الإسعافية لأطفال وكبار بالسن مصابين بضيق تنفس شديد والتهابات بالرئة وتقديم الإسعافات والعلاج لهم المتمثلة بإعطائهم جرعات من الرذاذ والأكسجين والأودية اللازمة»، موضحاً أن ذلك تزامن مع موجات البرد واستعمال النازحين وسائل تدفئة ضارة على صحة الإنسان كالبلاستيك والنايلون والفحم الحجري السيئ داخل الخيام واستنشاقهم لها لساعات طويلة من اليوم دون تهوية الخيام. ويلفت إلى أن الخطر الأكبر الذي يكمن خلف هذه الحالات من الإصابة بأمراض تنفسية بين النازحين هو ضعف المناعة عند النازحين؛ مما يزيد من مخاطر وتفاقم الإصابة بفيروس كورونا الذي ينتشر بين الناس خلال الآونة الأخيرة، ناصحاً النازحين إلى توخي الحذر وتهوية الخيام بشكل دائم خلال ساعات النهار للحد من الإصابة بأمراض تنفسية. من جهته، يقول أحد أعضاء فريق الخير التطوعي العاملين في ريف إدلب الشمالي، إن هناك تقصيراً ملموساً من قبل المنظمات الإنسانية والإغاثية بمساعدة النازحين وتقديم وسائل التدفئة السليمة لهم، وذلك ناجم حتماً عن عدم وضع خطة مناسبة مسبقاً، من قبل هذه المنظمات لدعم النازحين في مواجهة فصل الشتاء وبرده القارس. ويضيف، أن بعض المنظمات والجهات الخيرية تعمل على إغاثة النازحين وتقديم كميات بسيطة من الحطب والبيرين المستخرج من بقايا الزيتون، من خلال جمع بعض المبالغ المالية من قبل فاعلي خير ومتبرعين. ويرى نشطاء أن حجم المأساة والواقع المعيشي والحياتي المتردي لدى النازحين وحاجتهم إلى وسائل تدفئة نقية وسليمة خلال فصل الشتاء يتطلب مساعدات أضخم وأكبر من قبل المنظمات والجهات الإنسانية لحمايتهم من أمراض ومخاطر ناجمة عن وسائل تدفئة غير سليمة، فضلاً عن أن 10 خيام تعرضت للحرق نتيجة تصاعد الدخان والنار من المدافئ أثناء إشعالها بالبلاستيك والنايلون، وتعرض 13 طفلاً و5 نساء للحروق الخطيرة.

«الأخبار» على طريق دير الزور: «خطٌ أحمر لا يُقطع»

الاخبار....صفاء صلال .... لم تتوقّف حركة السفر رغم الكمائن الثلاثة التي تعرّضت لها حافلات وشاحنات

بعد الهجمات الأخيرة التي شنّها تنظيم "داعش" على الطرقات المؤدّية الى محافظة دير الزور، في الأشهر الماضية، والتي هدّدت بقطع الطريق إلى مدينة دير الزور ومحيطها، توجّهت "الأخبار" على متن حافلة من العاصمة دمشق، نحو المدينة التي تقع في شمال شرق البلاد. وعلى طول الطريق، سجّلت "الأخبار" عدداً من المشاهدات والملاحظات، كما تحدّثت إلى عددٍ من المسافرين، والعسكريين الذين يحرسون الطريق، والقادة الذين يعملون على تنفيذ عملياتٍ تسهم في توسيع طوق الأمان حول المدينة، والطرق المؤدية إليها .... تشقّ عجلات الشاحنات والحافلات والسيارات وجه الطريق من دمشق إلى دير الزور، الشريان الحيوي الذي يغذّي المدينة الفراتية، ويُعدّ مفتاح الشرق السوري. تخرج الحافلات إلى الدير برحلتين، صباحية ومسائية؛ الأولى تنطلق عند السابعة صباحاً، والثانية عند التاسعة مساءً، وهي التي اخترناها للتوجّه إلى الدير.

رافقت «الأخبار» مجموعة من قوات «الدفاع الوطني» في مهمّة موكلة إليهم

«الطريق آمن»!

تتوقّف الحافلة حاملة ما يزيد على ثلاثين مسافراً، للاستراحة في حمص لثماني ساعات، قبل استئناف رحلتها نحو الدير عند السادسة والنصف صباحاً، من منطقة الفرقلس، حيث يُسمح لجميع وسائط النقل بالذهاب والإياب نحو الداخل. أبو محمد، أحد الركّاب، لا يأبه بهجمات «داعش» على الطريق، وها هو يعود إلى مدينته بعدما قصد دمشق منذ أيام لمراجعة طبيبه الخاص. يعتبر الرجل الستيني أنّ «طريق الدير خارج التنازلات السياسية»، ويؤكّد أنّ ثقته بـ«رجال الجيش» أقوى من مخاوف انقطاع الطريق.

«الطريق آمن»، هذا ما كرّره كلّ من التقيناهم، خلال الرحلة على الطريق الدولي. لم تتوقّف حركة السفر عبر هذا الشريان، رغم الكمائن الثلاثة التي تعرّضت لها حافلات وشاحنات، خلال شهري كانون الأول/ ديسمبر، وكانون الثاني/ يناير، من قبل عناصر يتبعون لتنظيم «داعش» في البادية السورية. كانت تلك الهجمات التي تربّصت بالعسكريين السوريين، الأقسى منذ تحرير الطريق الدولي، إذ أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى؛ وهو ما استدعى عملية عسكرية واسعة لتمشيط المنطقة الممتدّة بين محوري الشولا ـــــ والمالحة على جانبي الطريق الدولي.

«الطريق آمن»، هذا ما كرّره كلُ من التقيناهم خلال الرحلة على الطريق الدوليّ

«موليّة»... ونقاط تفتيش

يُداري سائق الحافلة ساعات القيادة الطويلة، بالاستماع إلى «الموليّة» الديرية وقائمة أغانٍ اختارها بعناية لتلائم ذوقه، وهو يتحدّث عن أزمة الوقود التي تعاني منها البلاد. نسأله عن الوقت المتبقّي للوصول بعد اجتياز منطقة «تيفور»، فيجيب ضاحكاً أنّ «من الممنوعات أن تسأل أيّ سائق عن المدّة المتبقية للوصول». يتوقّف ليغني من «الموليّة»: «گلبي على أبو الزلف وعيني يا مولية... ويمّ العباية الحبرو حلوة يا ديريّة»، ثم يستأنف حديثه ليترك الوقت «لتيسير الله»، ويرتشف من كأس القهوة الكرتونية التي اشتراها من مدينة تدمر. تتوقف الحافلة عند نقطة تفتيش عسكرية في منطقة الشولا، بناءً على طلبنا. يومئ عمر، العسكري في الجيش، بيده اليمنى لسيارة آتية في اتجاه الحاجز، ويبادر ركابها السلام: «الحمد لله على السلامة... منين جايين؟»، ثم يطلب الإذن منهم للتدقيق في بطاقاتهم المدنية. يقول عمر لـ«الأخبار»: «كنت شاهداً على الكمائن الأخيرة، أغلقنا الطريق لبضع ساعات حرصاً على سلامة المدنيين ريثما قمنا بتمشيط المنطقة». ويضيف الشاب العشريني أنّ «أمن وسلامة طريق الدير مسؤوليتنا التي لن نتهاون فيها مطلقاً». على بعد أمتار عديدة، يجلس عبد الله، العسكري الثلاثيني، داخل الخيمة بعد انتهاء مناوبته. هو فقد إحدى قدميه خلال مشاركته في معركة المقابر قبل تحرير دير الزور، لكنّه لم يترك رفاقه رغم إصابته. يقول لـ"الأخبار"، إنّ «الدّير تستحقّ التضحية، وكوني ابنها... لا شيء سيوقفني عن حمايتها».

العين على التنف

من تلك النقطة العسكرية، رافقت «الأخبار» مجموعة من قوات «الدفاع الوطني» في مهمّة موكلة إليهم لتمشيط محور الشولا. يشرح قائد «الدفاع الوطني» في دير الزور، فراس الجهام، في حديث إلى «الأخبار»، على خريطة مثبّتة بتطبيق خاص على هاتفه المحمول، الوضع الميداني، مشيراً إلى نقطتين ملوّنتين بالأحمر: «من هنا سنبدأ مهمّتنا، سنمشّط نحو 400 كيلومتر مربع». يقول الجهام لـ«الأخبار»: «طريق دير الزور لا يمكن قطعه، وهو خطّ أحمر لا يمكن المساومة عليه... قاتلنا وانتصرنا على إرهابيي داعش، حتى في أحلك أيام الحصار». وعن الكمائن الأخيرة على الطريق، يوضح أنّ «الغدر وليس المواجهة، هو ما يتّبعه داعش، سعياً لإحداث الفوضى، وهذا ما جرى خلال الكمائن الأخيرة التي تعرّضت لحافلات المبيت»، مضيفاً أنّ «التنظيم يحاول إعادة إحياء نشاطه في البادية مستفيداً من الدعم الاستخباري المقدّم من قبل الضباط الأميركيين في قاعدة التنف، التي تشكّل الحاضنة الأم للتنظيم، والتي تزوّد عناصره بأحدث الأسلحة والتجهيزات». ويشير الجهام إلى أنّ «التنظيم لم يغيّر سياسته التي تعتمد مبدأ الإلهاء على جبهات عديدة وفي آن واحد... إذ ليس استهداف مبيت عسكري على طريق الدير ثم استهداف مبيت عسكري وحافلة للمدنيين على طريق إثريا، صدفة. حفظنا خططهم وتكتيكاتهم عن ظهر قلب». وكذلك، تفيد معلومات الجهام بأنّ الأميركيين "نقلوا عدداً من عناصر داعش الموجودين في سجن الصناعة في الحسكة إلى قاعدة التنف عبر المروحيات، قبل تنفيذ الكمائن بعدة أيام».

«المرصد»: 547 قتيلاً جراء الصراع في سوريا خلال يناير

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين».... ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الاثنين)، أن 547 قتلوا في الصراع في سوريا في الشهر الأول من عام 2021، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وأضاف «المرصد» أن بين القتلى في يناير (كانون الثاني) 145 مدنيا، بينهم 37 طفلا دون سن الـ18 كما قُتل 106 من قوات النظام، 17 منهم جراء استهدافهم بطائرات إسرائيلية، و50 قتلوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي. وقتل 92 من عناصر «داعش»، 90 منهم في قصف جوي من قبل القوات الروسية وفي اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

الحسكة تغلي.. اتهامات لدمشق بخلق فتنة عربية كردية

دبي- العربية.نت..... على وقع الحصار المتبادل بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد)، يستمر التوتر في العديد من المناطق السورية شمال شرق البلاد، لا سيما في الحسكة والقامشلي والشهباء. فبعد أن سقط قتيل أمس خلال تظاهرة موالية للنظام في الحسكة، وتوجيه أصابع الاتهام للقوات الكردية لا سيما الأشايس، اتهمت مصادر رسمية في الإدارة الذاتية الكردية في تصريحات للعربية، النظام بالسعي إلى خلق فتنة عربية - كردية في الحسكة والقامشلي.

طلب السلاح

كما أشارت إلى أن محافظ الحسكة وجه العشائر الموالية للنظام بطلب السلاح من الحليف الروسي لمواجهة قسد. إلى ذلك، نفت مصادر رفيعة المستوى في قسد، محاصرة المدنيين في مناطق النظام، مؤكدة أن الحصار لا يشمل المدنيين بل يقتصر على المربع الأمني فقط الذي يضم بعض المؤسسات الأمنية التابعة للنظام في الحسكة.

حصار لأكثر من 22 يوماً

ولا تزال قوى الأمن الداخلي الكردية تحاصر مناطق نفوذ النظام في الحسكة والقامشلي، لليوم الـ22 على التوالي. في المقابل، تحاصر قوات النظام بلدات وقرى عدة تسيطر عليها "قسد" في ريف حلب الشمالي، ضمن ما يعرف بمنطقة الشهباء، حيث منعت حواجز الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية إدخال الطحين والمحروقات والدواء، كما فرض إتاوات مالية كبيرة على سيارات الخضار مقابل إدخالها.

تعايش لسنوات

وكان التوتر عاد قبل أسابيع عدة بين قوات سوريا الديمقراطية المنتشرة في شمال شرق البلاد، وبين قوات النظام التي حافظت على تواجد محدود في مدينتي الحسكة والقامشلي، على الرغم من تعايش الطرفين لسنوات. وتتهم دمشق القوات الكردية بمواصلة "فرض حصارها الخانق"، ومنع دخول الآليات والمواد التموينية إلى مناطقها شمال البلاد. في حين تتهم القوات الكردية النظام بحصار عدة مناطق ذات غالبية كردية في محافظة حلب شمال سوريا، وفرض إجراءات ورسوم لدخول البضائع، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

اتهامات بالانفصال

يذكر أنه بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، أسس الأكراد بشكل تدريجي "إدارة ذاتية" في شمال وشمال شرق سوريا مع تراجع نفوذ قوات النظام. فيما بقيت مؤسسات تابعة للنظام في مركزي مدينتي القامشلي والحسكة، وارتبط وجود النظام هناك بوجود مؤسسات إدارية تابعة له. وتتهم دمشق الأكراد بشكل دوري، برغبتهم في الانفصال، لكن نهاية عام 2019، وبعد هجوم تركي على شمال سوريا، اضطرت القوات الكردية إلى طلب تدخل قوات النظام التي انتشرت إلى جانب القوات الروسية الحليفة في شمال وشمال شرق البلاد، لإيقاف الهجوم التركي.

"معادلة الأمس تغيرت".. سببان يحددان السقف العالي للقوات الكردية في الحسكة

ضياء عودة – إسطنبول.... تحركات عسكرية لروسيا في شمال شرق سوريا..... في الأيام الأخيرة من عام 2020 خرج قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، بإطلالة تحدث فيها عن "مرحلة جديدة" تُقبل عليها مناطق شمال وشرق سوريا مطلع 2021، ورغم أنه لم يخض كثيرا في تفاصيلها، إلا أنه خاطب الحاضنة الشعبية بالقول: "ما نتمناه من شعبنا هو الدفاع عن ثورته وعن مكتسباته". حديث عبدي في ذلك الوقت فتح باب تكهناتٍ واسعة عن السيناريوهات التي ستقبل عليها المنطقة التي تخضع لسيطرته، لاسيما أن قوله جاء في الوقت الذي كانت فيه الأعين تتجه إلى سياسية الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، وما رافق هذه المرحلة من تحركات عسكرية غير مسبوقة لروسيا ومعها قوات النظام السوري في مناطق شمال شرق البلاد. لم تمض أيامٌ كثيرة على ما تحدث به قائد "قسد" لقناة "روناهي" آنذاك لتشتعل جبهة بلدة عين عيسى بريف الرقة، وبعدها بأسابيع الجبهة الداخلية في محافظة الحسكة، والتي تشهد منذ 20 يوما توترا أمنيا غير مسبوق بين القوات الأمنية التابعة لـ"قسد" (أسايش) وقوات النظام، بعد إقدام الأولى على محاصرة الأخيرة في مربعين أمنيين. توترٌ من شأنه أن يغيّر معادلة الشرق السوري رأسا على عقب، مع انعدام أي فرص حالية للتهدئة. وفي الأيام الأربعة الماضية، تضاربت الروايات من كلا الطرفين حول الأسباب التي أدت إلى التوتر الحاصل في الحسكة السورية، ومعها اتجه النظام لتحريض المدنيين القاطنين في مناطق سيطرته للخروج بمظاهرات مناهضة للقوات الكردية، ما دفع الأخيرة لتفريقها بالرصاص، في حادثتين أفضت الأخيرة منها الأحد إلى مقتل عنصر في "الدفاع الوطني السوري".

حصار متبادل

رغم السيطرة الخالصة لـ"قسد" على الجزء الشرقي من سوريا منذ سنوات، إلا أن النظام احتفظ بوجود أمني محدود له، ضمن مربعين أمنيين في القامشلي ومركز الحسكة، كما تتبع له بعض المؤسسات مثل: مثل دائرة السجل المدني والقصر العدلي ومديرية المالية بالقرب من الكراج السياحي، إضافة مطار القامشلي الذي تسيطر عليه موسكو بشكل كامل. وفي مقابل الحصار المفروض على مربعه الأمني في الحسكة، كان النظام قد اتجه للمعاملة بالمثل، في حيي الأشرفية الشيخ مقصود بمدينة حلب، والذي تسيطر عليه قوات تتبع لـ"قسد"، حيث فرض حصارا كاملا عليهما أيضا، بينما منع السكان الموجودين في "جيب تل رفعت" من الدخول إلى مناطق سيطرته، وقطع جميع طرق الإمداد إليهم. وعلى اعتبار أن التوتر الحاصل بين "أسايش" وقوات النظام في الحسكة والقامشلي ليس الأول، إلا أنه يعتبر "الأعنف والأكبر من نوعه". وفي السابق، كان حد التوتر يصل في أوجه إلى اعتقالات متبادلة واشتباكات خفيفة، لكن الذي يميّز الآن هو الحصار المطبق على النظام منذ 20 يوما، وما يرافقه من خطاب هجومي ولغة غير مسبوقة بدت على لسان عدد من المسؤولين في "الإدارة الذاتية"، والتي تعتبر مشروعا يحاول الكرد في شرق سوريا التمسك به، كتثبيتٍ للامركزية الإدارية التي يريدونها.

العلاقة يتغيّر شكّلها

الكاتب الصحفي، باز بكاري، يرى أن التوتر الحاصل بين النظام السوري والقوات الأمنية لـ"قسد" يوضّح لنا شكل العلاقة بين الطرفين في ظل التطورات الحاصلة، سواء على المستوى السوري أو المستوى الدولي، وبالتحديد التغيير في الإدارة الأمريكية الجديدة. ويقول بكاري، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن "ما تطلبه قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية ذو سقف عالي. هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها هكذا ارتفاع في سقف المطالب". ويضيف الكاتب الصحفي أن "الإدارة الذاتية" تطالب النظام بإخلاء جميع مراكزه الأمنية في المدن التي تحت سيطرتها، وهذا ما يدفعنا للتفكير بأن الأمر ليس فقط قرار من "الإدارة الذاتية" لوحدها، بل بدفع من جانب الولايات المتحدة الأمريكية. ومع غياب المؤشرات الملموسة على الموقف الذي تقف عليه الولايات المتحدة مما يحصل في شرق سوريا من توتر، يذهب مراقبون للقول بإن سوريا وعلى اختلاف ملفاتها ستشهد تغييرات جذرية، خلافا على ما كانت عليه الأحوال في السنوات الماضية، في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. والتغيير في هذه الملفات يرتبط بشكل أو بآخر بالشخصيات الأميركية التي ستدير دفة الملف السوري، بينها الدبلوماسي الأميركي بريت ماكغورك، والذي عاد إلى الواجهة مجددا بعد تعيينه مؤخرا مستشارا في مجلس الأمن القومي الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، من قبل الرئيس جو بايدن. وخلال شغله منصب مبعوث التحالف الدولي، منذ 2015 حتى أواخر 2018، دعم ماكغورك "قوات سوريا الديمقراطية"، وزار سوريا والعراق عدة مرات، لدمج القوات المحلية في المعارك ضد تنظيم "داعش". وبعد قرار ترامب أواخر 2018 سحب القوات الأميركية شمالي سوريا، قدم ماكغورك استقالته، إذ أضعف القرار لاحقا موقف "قسد"، خاصة مع انسحاب عدة قواعد عسكرية في أكتوبر 2019، وشن الجيش التركي والفصائل السورية الموالية لأنقرة عملية في شرق الفرات.

سببان يحددان السقف العالي

خلال حديثه، حدد الكاتب الصحفي باز بكاري الأسباب التي تقف وراء السقف العالي الملاحظ في لهجة القوات الكردية شرق سوريا. وقال إن السبب الأول يرتبط باستعادة الولايات المتحدة الأميركية لنفوذها الفعلي في منطقة تعتبر ضمن مناطق نفوذها، وهذا ما خسرته نتيجة لسياسات الإدارة السابقة، حين سمحت لتركيا بالدخول عسكريا إلى مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية"، بالسيطرة على مدينتي تل أبيض ورأس العين. ويشير بكاري إلى أن سياسة الإدارة السابقة دفعت "الإدارة الذاتية" لعقد تفاهمات مع الروس، وبموجبها انتشرت قوات النظام والقوات الروسية في مناطق ما كانت لتحلم بالانتشار فيها بهذه السهولة. ويتابع: "اليوم يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تريد استرجاع السيطرة الكاملة على مناطق نفوذها في شرق سوريا". في المقابل يوضح الكاتب والصحفي أن السبب الآخر الذي يقف وراء التوتر الحاصل هو النية باستهداف الوجود الإيراني في المنطقة، مشيرا: "حسب المعروف هناك وجود لميليشيات تتبع لإيران في مطار القامشلي، وفي المربعات الأمنية في الحسكة، وهذا ما يؤرق القوات الأمريكية في المنطقة".

"الدفاع الوطني" شرط

وتعتبر قوات "الدفاع الوطني السوري" التشكيل العسكري الأبرز الذي يتهم بتلقيه الدعم من جانب طهران، وهو الأمر الذي أكدته عدة تقارير إعلامية، في السنوات الماضية. وحسب ما قالت مصادر إعلامية من الحسكة في تصريحات لموقع "الحرة"، فإن إخراج قوات "الدفاع الوطني" من المنطقة يعتبر شرطا أساسيا لـ"الإدارة الذاتية" لفك الطوق الأمني على عناصر النظام في المربعين الأمنيين. وتضيف المصادر أن قوات "الدفاع الوطني" تنتشر في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، سواء في القامشلي أو الحسكة، وسبق وأن أشعل عدة توترات، وصلت في معظمها إلى حد الاشتباكات المسلحة. وكان الرئيس المشترك لـ"الإدارة الذاتية"، بدران جيا كرد، قد ألمح، في تصريحات له السبت، إلى دور تلعبه طهران في مناطق شرق سوريا، ومعها "حزب الله" اللبناني. واتهم النظام السةري بتشكيل "خلايا نائمة"، لاستغلالها ضد "الإدارة الذاتية وقسد"، معتبرا أن "الكثير من عمليات الاختطاف والقتل تمت بيد أشخاص مرتبطين بشكل مباشر بالاستخبارات السورية". وقال جيا كرد: "لحكومة دمشق قوى في المربع الأمني والمطار، ومن الممكن أنها عززت قواتها هناك. معروف أن لديها تعاون وعلاقات مع قوى عدة في المنطقة، كروسيا وإيران وحزب الله، وتعمل من خلال ذلك على افتعال الأزمات والاستفزازات".

إلى أين تتجه الأمور؟

حتى اليوم تغيب أي بوادر تهدئة بين النظام السوري و"الإدارة الذاتية"، وكانت الأخيرة قد أعلنت منذ يومين أنها تتواصل فقط مع الجانب الروسي من أجل التوصل إلى خارطة طريق للمنطقة، بينما لم يصدر أي تعليق من جانب موسكو حتى ساعة إعداد هذا التقرير. وفي مقابل صمتها عما تشهده الحسكة، تستمر روسيا بدفع تعزيزاتها العسكرية إلى مطار القامشلي الذي حولته إلى قاعدة عسكرية لها، وإلى محيط الطريق الدولي "m4"، وخاصة في المناطق المحيطة ببلدة عين عيسى بريف الرقة. حكم خلّو، عضو هيئة أعيان شمال وشرق سوريا، يقول، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن النظام السوري يحاول "تأجيج الموقف" في عدة مناطق، وبالأخص في أحياء الشيخ مقصود بحلب ومخيمات الشهباء، التي يقطن فيها أكثر من 200 ألف مدني، جميعهم من مهجري منطقة عفرين. ويضيف خلو المقيم في القامشلي: "النظام السوري يحاصر مخيمات الشهباء منذ ثلاثة أشهر، ويمنع عنهم الكثير من المستلزمات الضرورية". لكن في المقابل تفيد رواية حكومة النظام السوري بأن القوات الأمنية (أسايش) تمنع وصول مستلزمات الحياة اليومية للأحياء المحاصرة في القامشلي والحسكة، وتحدثت وكالة "سانا" السبت أن مادة الطحين نفذت، والمدنيون أمام أزمة في الحصول على الخبز. وذكرت "سانا" الاثنين أيضا أن القوات الأمنية الكردية اعتقلت عددا من المدنيين في مركز مدينة الحسكة، واقتادهم إلى جهة مجهولة، وهو الأمر الذي لم يؤكده مصدر آخر. وفي سياق حديثه، اتهم خلو النظام السوري بالتنسيق مع تركيا من أجل الضغط على "الإدارة الذاتية"، قائلا: "هناك ضغوط لإفشال مشروع الإدارة الذاتية". ويضيف خلو: "في خضم تصرفات النظام هناك رد من الإدارة الذاتية بضرورة الحوار، لكن النظام متعنت ويحاول تسجيل نقاط على الأرض قبل الانتخابات الرئاسية". من جانبه، يرى الصحفي باز بكاري أن أهالي المنطقة في شرق سوريا باتوا اليوم أقرب إلى ما وصفه بـ"المشروع الأميركي" منه لـ"المشروع الروسي". واعتبر أن "روسيا تطالب الأهالي بالعودة لحضن النظام السوري، بينما تطرح واشنطن أن يكونوا شركاء في إدارة مناطقهم الغنية فعليا بكل الأسباب التي ستخلصهم من الدمار".

"شبّعنا الخبز بعدين ترشّح".. السويداء تنتفض على الأسد

نشطاء المدينة يهدفون إلى توسع رقعة الكتابة لتصل إلى معظم الأحياء

دبي - العربية.نت.... على الرغم من أن هذه المظاهر التي كانت مستهجنة بداية الأحداث على أهالي السويداء، إلا أنها باتت عادية هذه الأيام. فقد قررت المحافظة القابعة جنوب البلاد أن تنتفض مجدداً على النظام في سوريا، وأن تكسر هذه المرة حاجز الخوف وتعبّر عن رفضها ترشيح بشار الأسد لنفسه رئيساً في الانتخابات القادمة. فما كان من الناس إلا وأن خطّوا على جدران المدينة عبارات تذكر رأس النظام وحاشيته بما يعانيه الشعب السوري من جوع وحرمان. فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبارات جدارية خطها شبان في مدينة السويداء، مناهضة لرأس النظام السوري تعبر عن رفضهم للانتخابات الرئاسية القادمة، إضافة إلى عبارات ترفض تواجد الميليشيات الإيرانية في بلادهم. ووفقًا للمصادر، فإن نشطاء المدينة يهدفون إلى توسع رقعة الكتابة لتصل إلى معظم الأحياء، تعبيرًا عن رفضهم للواقع المتردي الذي سببه بقاء رأس النظام السوري، ودعمه للفساد والفقر والحال الذي آلت إليه البلاد. ومن العبارات التي كتبت على جدران المدينة باللهجة السورية: "يا مشرشح شبع الشعب خبز وترشح، وهي بما معناه كلام موجه للأسد مفاده قبل أن تفكر بترشيح نفسك رئيسا للبلاد دع الشعب يشبع من الخبز، في إشارة منهم إلى أزمة الخبز المتأزمة في سوريا منذ فترة إضافة إلى أزمات أخرى كثيرة.

تحطيم صور الأسد

وكان المرصد قد أكد قبل أيام، وجود حالة استياء شعبي عارمة تشهدها مناطق متفرقة من محافظة السويداء، على خلفية الإساءة من قبل "رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية" لرمز ديني هام في المحافظة. وشهدت المدينة غضبا كبيرا ترافق مع قيام بعض الأشخاص بتحطيم صور رئيس النظام السوري بشار الأسد، وسط مساع لتهدئة الوضع، وقيام مسؤولين بارزين في النظام السوري بتقديم اعتذار. يشار إلى أن إجراءات النظام السوري، لم تنفع بامتصاص غضب أهالي محافظة السويداء، ذات الغالبية من طائفة الموحدين الدروز، بالتخفيف من حالة الاحتقان التي عاشها أبناء المحافظة، في اليومين الأخيرين.

 



السابق

أخبار لبنان... ما جديد «مبادرة ماكرون ـ 2»؟....إرباك صحي: تمديدلا تمديد.. ومعيشي: دعم على الورق وارتفاع 50٪ للمحروقات والخبز والضروريات.... بعبدا تصطدم «بالشراكة الدستورية: الرئيس يسمي الوزراء وفقاً للمصلحة العليا»!....عين التينة "تناطح" بعبدا: تنديدٌ بـ"الثلث" وتمسُّكٌ بـ"المالية"...ماكرون وبري يحرّكان التأليف...ابراهيم يعلّق على أحداث طرابلس.."داعش" في الساحة اللبنانية؟... دينامية فرنسية متجددة حيال لبنان و«عربة الحل» تنتظر صافرة أميركا.... الجيش اللبناني يعتقل 18 لبنانيا وسوريّا على صلة بـ «الدولة الإسلامية»....«الثلث المعطل» ينفجر بين «الرئاستين»... رفع سعر الخبز...

التالي

أخبار العراق... حراك دولي وإقليمي باتجاه العراق يواكب «مرحلة الفرص»....وفد خليجي في بغداد... والربط الكهربائي يتصدر...صالح والكاظمي يشددان على تطوير العلاقات مع دول الخليج...ممثلة الأمم المتحدة في العراق تتعرض لانتقادات عقب زيارتها إيران..."يقتلون الأبرياء في العراق".. حملة إلكترونية لإغلاق حسابات الصدر والخزعلي على تويتر...

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,782,804

عدد الزوار: 7,644,270

المتواجدون الآن: 0