أخبار سوريا.... « وردة الجليل» يستهدف صواريخ «حزب الله» في الجنوب وبيروت ..«رسائل» روسية وراء «صفقة إنسانية» بين سوريا وإسرائيل... «ثلاثي آستانة» يتمسك بـ«الدستورية» وهدنة إدلب...عراقيل أمام الصفقة السورية - الإسرائيلية: أبعد من تبادل معتقلين؟...

تاريخ الإضافة الخميس 18 شباط 2021 - 4:26 ص    عدد الزيارات 1867    التعليقات 0    القسم عربية

        


« وردة الجليل» يستهدف صواريخ «حزب الله» في الجنوب وبيروت .. وساطة روسية لتبادل معتقلين بين سورية وإسرائيل...

الراي.... |القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |... - تحذير إسرائيلي من نشر إيران 200 صاروخ في العراق....

عقدت الحكومة الإسرائيلية، جلسة «أمنية سرية طارئة»، مساء الثلاثاء، لبحث «مسألة إنسانية تتعلّق بسورية»، في حين ذكرت «وكالة سانا للأنباء»، أنه يجري العمل حالياً على تبادل للأسرى بين سورية وإسرائيل، عبر وساطة روسية. وأضافت الوكالة السورية، أنه «سيتم تحرير السوريين نهال المقت وذياب قهموز، في مقابل إطلاق فتاة إسرائيلية دخلت منطقة القنيطرة بطريق الخطأ». إيرانياً، حذرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، من أن إيران قد تنشر 200 صاروخ في العراق لتوجيه ضربات لإسرائيل، مشيرة إلى أن طهران تمتلك مئات الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى تل أبيب، بينما اعتبرت أن فرص المواجهة المباشرة بين البلدين «منخفضة». عسكرياً، أنهى سلاح الجو، أول من أمس، تدريباً عسكرياً مفاجئاً انطلق الأحد، ويُحاكي اندلاع جولة قتالية تتحوّل إلى حرب واسعة في أعقاب إطلاق «حزب الله»، صاروخاً موجهاً ضد «طائرة مسيرة» إسرائيلية، من دون أن يتمكن من إسقاطها. وشمل تدريب «وردة الجليل»، سيناريو، استهداف منظومات صواريخ لـ«حزب الله» في جنوب لبنان وبيروت، بحسب «كان 11». ونقل موقع «واللا» عن مسؤول عسكري رفيع المستوى، أنّ القوات الجوية تدرّبت على مهاجمة ثلاثة آلاف هدف خلال 24 ساعة، مشيراً إلى أنّ «حرب لبنان الثانية، استمرت 32 يوماً، تمت خلالها مهاجمة نحو 5000 هدف - بمعدل 100 في اليوم». من ناحية ثانية، وافقت لجنة وزارية على شراء سرب جديد من مقاتلات الجيل الخامس «إف - 35»، وأربع طائرات جديدة للتزويد بالوقود وذخائر أميركية، في صفقة تُقدر بمليارات الدولارات. وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض مساء الثلاثاء، أنّ أول اتصال للرئيس الأميركي جو بايدن مع زعيم في المنطقة سيكون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«تحرير الشام» تفرج عن أميركي

الراي.... بيروت - أ ف ب - أطلقت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، أمس، سراح أميركي يقدم نفسه على أنه صحافي، لكن يشتبه بارتباطه بتنظيمات متشددة في شمال غربي سورية، بعد ستة أشهر من اعتقاله، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر «المرصد» ان «هيئة تحرير الشام عمدت إلى الإفراج عن بلال عبدالكريم بعد أكثر من 6 أشهر على اعتقاله في ريف إدلب» بموجب وساطة «من وجهاء المنطقة». وتمّ اعتقال عبدالكريم (49 عاماً)، وهو أميركي اعتنق الإسلام، في بلدة أطمة«قرب الحدود التركية في أغسطس الماضي، بعد أسبوع من نشره حينها مقابلة مع زوجة البريطاني توقير شريف الذي اعتقلته الهيئة أيضاً ويقدّم نفسه على أنه عامل إغاثة. واتهمت الزوجة في المقابلة الفصيل بسجن زوجها تعسفياً وممارسة التعذيب بحقه. وحكمت الهيئة حينها على عبدالكريم، واسمه الحقيقي داريل لامونت فيلبس، بالسجن لمدة عام ونصف العام. وقد دخل إلى سورية عام 2012 آتياً من ليبيا، وفق«المرصد». وعمل مع وسائل إعلام بارزة مثل«سي إن إن» قبل أن يؤسس قناته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

الأسيرة المحررة نهال المقت لـ RT: رفضت الإبعاد.. والإفراج كان دون شرط....

المصدر: RT أسامة يونس....روت الأسيرة السورية المحررة نهال المقت تفاصيل ما تعرضت له بعد حكم أصدرته بحقها السلطات الإسرائيلية، وأكدت أنها خرجت دون شروط بعدما رفضت إطلاق سراح مشروطا بالإبعاد. ومن منزلها في مجدل شمس في الجولان العربي السوري المحتل، قالت المقت في اتصال مع RT إن إطلاق سراحها، وإغلاق ملف الحكم الصادر بحقها، تم اليوم ودون شروط، وبعد مفاوضات مع الحكومة السورية عبر الحكومة الروسية، وقالت إن السلطات الإسرائيلية اشترطت إبعادها إلى دمشق فرفضت ذلك، تقول نهال: وحول ما جرى خلال الفترة السابقة، روت المقت إنها تعرضت للاعتقال بعد رد فعلها على الحكم الذي صدر على أخيها الأسير المحرر صدقي المقت في 2017، وبقيت تتعرض لمحاكمة وجلسات تحقيق. وفي التاسع من حزيران يونيو العام الماضي، صدر الحكم وكان يتضمن السجن 3 سنوات مع وقف التنفيذ، بينها 6 أشهر مع الأشغال للتطبيق الفعلي، مع سنة من الوضع تحت المراقبة، تقول نهال: وختمت المقت حديثها بتوجيه تحية إلى بلدها سوريا و"شعبه المقاوم والجيش البطل" إضافة إلى "روسيا الصديقة"، ووجهت شكرا خاصا للرئيس بشار الأسد لأنه "هو الذي عمل على إطلاق سراحي من الأساس عبر الوسيط الروسي"...... نهال المقت هي شقيقة الأسيرين: صدقي (عميد الأسرى السوريين)، وبشر. التهمة: مساعدة الأسرى والتحريض على الجيش الإسرائيلي. الحكم: 3 سنوات مع وقف التنفيذ، مع تطبيق تنفيذ الأشغال الشاقة لمدة 6 أشهر، (تم تمديدها).

لافروف والمقداد يبحثان نتائج لقاءات "صيغة أستانا" في سوتشي

المصدر: RT.... بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء مع نظيره السوري فيصل المقداد، نتائج لقاءات "صيغة أستانا" حول سوريا في سوتشي، التي عقدت يومي 16 و17 فبراير. وذكر بيان عن وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين تبادلا "وجهات النظر حول تطورات الوضع في سوريا، مع التركيز على نتائج لقاءات صيغة أستانا حول سوريا التي عقدت في سوتشي، ومهام تعزيز التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وعمل اللجنة الدستورية"​​​. وأشارت الوزارة إلى أن لافروف أكد احترام موسكو المطلق "لسيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وحق السوريين المشروع في تقرير مستقبل بلادهم". وحسب البيان فقد دان الوزيران العقوبات الأحادية غير المشروعة والأساليب المسيسة في تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، والوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على أراضيها. وتم تأكيد التزام موسكو ودمشق بتعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك المساعدات الروسية في القضاء على مظاهر الإرهاب في سوريا، واستعادة البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، ومكافحة وباء كورونا، وعودة اللاجئين والنازحين. واختتمت اليوم الأربعاء الجولة الـ15 من مفاوضات أستانا في مدينة سوتشي الروسية، والتي جرت بمشاركة وفود من الأمم المتحدة والدول الضامنة روسيا، وإيران، وتركيا، ووفدي الحكومة السورية والمعارضة.

"ثلاثي أستانا" يرفض التدخل الخارجي في عمل اللجنة الدستورية السورية

روسيا اليوم...المصدر: وكالات.... عبرت روسيا وتركيا وإيران عن رفضها للتدخل الخارجي في نشاط لجنة صياغة الدستور السورية، بما فيها المحاولات الخارجية لفرض مواعيد زمنية محددة لانتهاء أعمالها. جاء ذلك في بيان مشترك تبنته الدول الثلاث في ختام الجولة الخامسة عشرة من المفاوضات بـ"صيغة أستانا" حول تسوية الأزمة السورية، والتي جرت على مدى اليومين الماضيين في مدينة سوتشي الروسية. وجددت الدول الثلاث الضامنة لـ"صيغة أستانا" في البيان الختامي تصميمها على "دعم عمل اللجنة من خلال التفاعل المستمر مع الأطراف السورية وأعضاء اللجنة الدستورية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن كميسر لضمان عملها المستدام والفعال". وقال البيان إن ممثلي إيران وروسيا وتركيا "أعربوا عن قناعتهم بأن اللجنة يجب أن تسترشد في عملها بالسعي للتوصل إلى حل وسط والتفاعل البناء دون تدخلات خارجية وفرض مواعيد نهائية من الخارج، من أجل تحقيق توافق بين أعضائها". وذكر البيان أنه تقرر إجراء الجولة التالية من المفاوضات حول سوريا بـ"صيغة أستانا" في مدينة نور سلطان، عاصمة كازاخستان، في منتصف عام 2021.

«رسائل» روسية وراء «صفقة إنسانية» بين سوريا وإسرائيل.... دمشق وتل أبيب تتبادلان إطلاق سجناء لديهما

الشرق الاوسط....لندن: إبراهيم حميدي.... منذ دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اجتماع طارئ للحكومة، مساء الثلاثاء، تصاعدت توقعات باحتمال أن يكون ذلك مرتبطاً بـ«صفقة تبادل» توسط فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتضمن إطلاق سراح إسرائيلية «اُعتُقلت بعد دخولها بالخطأ إلى القنيطرة» والحصول على معلومات عن رفات إسرائيليين في سوريا، مقابل إفراج تل أبيب عن سجناء سوريين في معتقلاتها، كما حصل في صفقة سابقة رعتها موسكو بين تل أبيب ودمشق في 2019. وما زاد من أهمية «الرسائل السياسية» لذلك، كلام المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف في ختام اجتماع «الضامنين» لمسار آستانة (روسيا، إيران، تركيا) في سوتشي أمس، وجود اتصالات روسية - إسرائيلية لـ«تخفيف التوتر ونزع فتيل التصعيد» مع التحذير من «ضربة جوابية» من دمشق على الغارات المتكررة.

- ماذا حصل؟

بعد اجتماع (الثلاثاء)، فرض وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حظراً عن نشر أي معلومات عن الاجتماع. قيل في وسائل الإعلام، إن الأمر يخص «ملفاً إنسانياً توسطت روسيا في شأنه». وذكرت صحيفة «هآرتس»، أن الاجتماع تناول «مسألة أمنية حساسة». كان نتنياهو تلقى اتصالاً من بوتين، وتحدث غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي مع نظيريهما الروسيين سيرغي شويغو وسيرغي لافروف. وكتب غانتس في العاشر من هذا الشهر، على موقع «تويتر»، أنه بحث مع نظيره الروسي «استمرار الحوار المهم بين روسيا وإسرائيل بهدف ضمان أمن العسكريين»، إضافة إلى مناقشة «الجهود الإنسانية في المنطقة ومحاربة الإرهاب». وفي 15 الشهر الحالي، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بسقوط «قتلى من جنسيات غير سورية جراء قصف إسرائيلي على مناطق قرب دمشق»، لافتاً إلى أن الغارات أسفرت عن «تدمير مستودعات أسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين». وفي اليوم التالي، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس لوكالة «تاس» الروسية، «لدينا آلية للتنسيق التكتيكي وتفادي الصدام مع العسكريين الروس، وهي تعمل جيداً جداً، ولدينا خط ساخن يعمل دائماً، ونعتبر أن كل ذلك يتسم بالأهمية الاستراتيجية». وأشار إلى أن «الجيش الإسرائيلي يأخذ بعين الاعتبار أمن الكوادر العسكريين الروس في سوريا». من جهتها، بعثت دمشق رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، حذرت فيها «إسرائيل من التداعيات الخطيرة لاعتداءاتها المستمرة على أراضيها تحت ذرائع واهية».

- بحث في مخيم

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أمس، بأنه «يجري العمل على تحرير سوريين من أبناء الجولان المحتل من سجون الاحتلال». وزادت «عملية التبادل تتم حالياً عبر وساطة روسية لتحرير نهال المقت وذياب قهموز في عملية تبادل يتم خلالها إطلاق سراح إسرائيلية دخلت خطأ في منطقة القنيطرة حيث تم اعتقالها». كان نادي الأسير الفلسطيني أعلن، الأربعاء، أن إسرائيل قررت الإفراج عن قهموز «بموجب صفقة تبادل». وأضاف، أن «إدارة سجون الاحتلال استدعت قهموز لإبلاغه بقرار الإفراج عنه إلى سوريا؛ ذلك بموجب صفقة بين سوريا وإسرائيل بوساطة روسية». ويُعتقد أن هذه «الصفقة» قد تساهم في تراكم جهود أوسع ترعاه موسكو. وفي بداية الشهر، أكد شهود في مخيم اليرموك مشاهدتهم سيارات روسية بحماية أمنية سورية مشددة يفتشون في إحدى مقبرتي المخيم، وسط أنباء عن «استئناف البحث عن رفات جنود إسرائيليين فُقدوا في سهل البقاع اللبناني في عام 1982». كان موقع «صوت العاصمة» المعارض، قال إن «الروس يستخدمون عربة طبية لجمع عينات من الجثث بهدف تحليل السلسلة الوراثية (دي إن إيه)». وذكرت، أن القوات الروسية قد أخرجت بالفعل من القبور العديد من الجثامين، وأجرت تحليل السلسلة الوراثية، قبل إعادتها إلى القبور مجدداً. وقال الشهود، إن «طوقاً أمنياً ضُرب حول المقبرة». في معركة «السلطان يعقوب» في يونيو (حزيران) 1982 خلال اجتياح لبنان، خسرت إسرائيل 20 جندياً وفقدت 3 جنود. وقالت مصادر، إن الجنديين الذين بحث الروس عن رفاتهما هما يهودا كاتس وتسفي فيلدمان. وفي تلك المعركة، استولت القوات السورية على 8 دبابات إسرائيلية، عرضت إحداها في متحف بموسكو، قبل أن يقوم بوتين في عام 2016 بإعادتها إلى إسرائيل استجابة لطلب نتنياهو. وفي أبريل (نيسان)، سلمت وزارة الدفاع الروسية إسرائيل رفات الجندي زكريا باومل الذي قُتل في «السلطان يعقوب»، بعد مراسم «احتفالية» في موسكو عقب نقل الرفات من مخيم اليرموك على أيدي خبراء روس. في المقابل، أفرجت تل أبيب عن الأسيرين السوريين أحمد خميس وزياد الطويل. وفي بداية 2020، أُفرج عن سجينين سوريين، أحدهما صدقي المقت الذي كان يمضي عقوبة بالسجن بعد إدانته بـ«التجسّس» لحساب دمشق. وقال مكتب نتنياهو وقتذاك، إنّ الإفراج عن المقت وزميله أمل أبو صالح «بادرة حسن نية» بعدما استعادة رفات باومل.

- بناء ثقة

إلى جانب رفات جنودها، لا تزال تل أبيب تطالب باستعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في دمشق عام 1965، وطلبت وساطة روسيا في «حل لغز» مصير الطيار رون أراد، الذي فُقد بعد إسقاط طائرته في لبنان عام 1986. ويسعى نتنياهو إلى تحقيق «إنجاز» قبل الانتخابات في الشهر المقبل. من جهته، قال «المرصد»، «بعد مرور أكثر من 15 يوماً على نبش مقبرة مخيم اليرموك، من المفترض أن الجانب الروسي قد توصل لنتائج حول رفات جندي إسرائيلي، وسط أنباء أن الرفات الذي يتم البحث عنها قد تكون لكوهين»، حيث جرى نبش عدد كبير من القبور وإجراء تحليل «DNA». وكانت روسيا توسطت لعقد صفقة مع أميركا والأردن نصت على «تخلي» واشنطن عن دعم المعارضة السورية في درعا والقنيطرة قرب الجولان، مقابل عودة رموز الدولة والجيش إلى الجنوب وتسهيل الجيش الروسي إعادة العمل باتفاق «فك الاشتباك» في الجولان ونشر الشرطة الروسية نقاطاً لتستأنف «القوات الدولية لفك الاشتباك» (أندوف) عملها في الجولان. كما رعت موسكو إبعاد ميليشيات تابعة لطهران عن «خط فك الاشتباك» وتفكيك أسلحة ثقيلة تابعة لها، وجددت ذلك قبل أيام، بدعم تمدد قوات الحكومة من غرب درعا باتجاه الجولان. وترددت أنباء في الفترة الأخيرة، عن وجود مساعٍ لاختبار احتمال استئناف مفاوضات السلام بين دمشق وتل أبيب، في وقت تتمسك تل أبيب بهضبة الجولان لـ«أسباب أمنية»، في حين تطالب دمشق باستعادتها، وأعلنت مع موسكو رفض قرار الرئيس دونالد ترمب دعم السيادة الإسرائيلية على الجولان المحتلة منذ عام 1967.

ويُعتقد أن «الصفقات الإنسانية» المتكررة برعاية روسية، ترمي إلى «بناء الثقة» بين الطرفين لنقل الأمور من المستوى الأمني والعسكري والإنساني إلى السياسي، الذي هو أكثر تعقيداً لارتباطه بأمور إقليمية أكبر، بينها وجود إيران في سوريا، الذي تطالب تل أبيب وواشنطن بأنهائه أو «منع تموضعه».

«ثلاثي آستانة» يتمسك بـ«الدستورية» وهدنة إدلب... بيدرسن يلتقي لافروف اليوم قبل زيارة دمشق

الشرق الاوسط....موسكو: رائد جبر - أنقرة: سعيد عبد الرازق.... أكدت روسيا وتركيا وإيران في ختام الجولة الـ15 من المفاوضات في إطار «مسار آستانة» توجهها لدفع عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف، وشغل هذا الملف حيزاً أساسياً في البيان الختامي، الذي تحدث عن «مناقشة تفصيلية شاملة» أجرتها الأطراف الحاضرة في جولة المفاوضات. ولفت البيان إلى توافق بين «ضامني وقف النار» على استمرار العمل بالهدنة في منطقة إدلب، وعدم السماح بانزلاق الوضع نحو تفجير مواجهات عسكرية جديدة. وعقدت الوفود المشاركة في ثاني أيام جولة المفاوضات محادثات ثنائية ومتعددة، قبل أن تنضم إلى الجلسة العامة التي تم خلالها الإعلان عن الوثيقة الختامية. وتضمّن البيان بعد الإشارات التقليدية في مقدمته إلى التزام الأطراف باحترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، تأكيداً على أولوية ملفي دفع عمل اللجنة الدستورية التي خصص لها أربعة بنود من مجموع بنود الوثيقة الـ17. وأكدت الأطراف التزامها بتعزيز مسار الحوارات في إطار اللجنة، والعمل مع الأطراف السورية ومع المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن بهدف تذليل الصعوبات وتوفير المناخ المناسب لإنجاح عمل اللجنة. وأكدت الأطراف، أن عمل «الدستورية» يجب أن يبنى على الحوار البنّاء والتوافقات من دون تدخل خارجي. وشكّل ملف إدلب العنصر الثاني الأبرز على جدول الأعمال، وانعكس ذلك في الوثيقة الختامية التي شددت على «ضمان الالتزام بالهدنة وتنفيذ الاتفاقات السابقة المتعلقة بوقف النار». علماً بأن هذا كان ملفاً خلافياً، بسبب تأكيد الوفد الحكومي في وقت سابق أن اتفاق وقف النار الموقّع قبل عام قد انتهى. وأكد البيان أيضاً، على أنه «لا حل عسكرياً» للوضع في سوريا، مشدداً على اعتماد مرجعية قرارات الأمم المتحدة والقرار 2254. وتطرق إلى الوضع في شمال وشرق سوريا، مشدداً على أهمية ضمان وحدة الأراضي السورية و«رفض كل المحاولات لخلق واقع جديد على الأرض»، وجدد رفض «الاستيلاء غير المشروع على عائدات النفط في شمال شرقي سوريا». وأعلنت أنقرة، أن الدول الثلاث «رفضت الأجندات الانفصالية التي تستهدف وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية وتشكل تهديداً للأمن القومي لدول الجوار». وتابعت «تم لفت الانتباه إلى الطبيعة غير المقبولة للمحاولات الانتهازية غير المشروعة الجارية على الساحة السورية بحجة محاربة الإرهاب». وأدان البيان الأنشطة الإرهابية المتزايدة في سوريا والتي أدت إلى مقتل أبرياء، وأعرب عن قلقه إزاء تزايد الهجمات التي تطال المدنيين شمال شرقي سوريا. وأكد ضرورة التزام الأطراف بالحفاظ على التهدئة على الأرض بموجب الاتفاقات المتعلقة بإدلب. كما أدانت الدول الضامنة لعملية «آستانة» أيضاً، «الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على سوريا والتي تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني». وتضمن البيان بنوداً حول الوضع الإنساني، وأهمية أيضال المساعدات إلى كل الأطراف، بما في ذلك في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، وأكد أهمية دفع ملف عودة اللاجئين. وحدد موعداً تقريبياً لعقد الجولة المقبلة من المفاوضات في منتصف العام في عاصمة كازاخستان نور سلطان. وفي مؤتمر صحافي ختامي، لفت لافرنتييف إلى أن واشنطن «لم تبلور بعد سياستها تجاه سوريا»، معرباً عن أمل في إطلاق «محادثات بنّاءة» مع واشنطن حول الملف السوري. وأضاف، أن موسكو تتطلع أيضاً إلى أن تغير الإدارة الجديدة النهج الذي سارت عليه واشنطن في السنوات الماضية والذي اعتمد على مبدأ الضغط ومحاولات عزل سوريا سياسياً واقتصادياً. ورأى المبعوث الرئاسي الروسي، أن «رفع العقوبات وفتح الحوار مع دمشق من شأنه أن يحفز الحكومة السورية على تنشيط التحرك في مجالات التسوية السياسية». وحول الضربات الإسرائيلية، لفت لافرنتييف إلى أن موسكو تأمل في أن «يصغي الجانب الإسرائيلي إلى تحفظاتنا ودعواتنا للتوقف عن التصعيد»، محذراً من أن «صبر الحكومة السورية قد ينتهي وقد ترد بضربة جوابية على القصف المتواصل ما يهدد بدوامة عنف وتصعيد كبير لذلك نتواصل مع إسرائيل وندعو لتجنيب المنطقة هذا التصعيد». وأشار إلى «حوارات جرت بين الإسرائيليين والروس لتخفيف التوتر ونزع فتيل التصعيد»، وتعد هذه أول مرة يصدر فيها تأكيد رسمي روسي لإجراء حوارات سورية - إسرائيلية برعاية من جانب موسكو. إلى ذلك، حذر كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي، الذي رأس وفد بلاده إلى سوتشي، أنه «إذا تعرض المستشارون العسكريون الإيرانيون في سوريا للهجوم، فإن إسرائيل ستواجه رداً قاسياً»، مشدداً على أن المستشارين الإيرانيين «ينشطون في سوريا ضد الإرهاب». في الأثناء، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، أنه سيتوجه بعد زيارته موسكو اليوم إلى دمشق، حيث يواصل المشاورات حول عمل اللجنة الدستورية السورية. وقال بيدرسن «سأجري مشاورات الخميس مع وزير الخارجية (سيرغي) لافروف. وأنا أنتظر هذه المباحثات، وبعد زيارتي لموسكو سأتوجه إلى دمشق، وبعد ذلك سنرى كيف ستسير المشاورات». وبدت تعليقات بيدرسن متشائمة حول عمل «الدستورية»، وقال إن المشاورات التي أجراها في سوتشي، بما في ذلك مع وفود الحكومة والمعارضة، خلصت إلى أن «اجتماعات اللجنة الدستورية لا يمكن أن تستمر بعد الاجتماع الأخير»، مشدداً على أن «التغييرات مطلوبة قبل أن نتمكن من الاجتماع مرة أخرى». وأعرب بيدرسن عن أمله بأن تتمكن موسكو والإدارة الأميركية الجديدة من دفع عملية التسوية في سوريا. من جانبه، لفت أيمن سوسان، رئيس وفد الحكومة السورية، إلى التركيز خلال اللقاءات التي أجراها في سوتشي على أن «وجود قوات الاحتلال الأميركي والتركي يشكل العامل الأساس الذي يعيق عودة الاستقرار بشكل كامل إلى سوريا ودحر الإرهاب وإنهاء الحرب الظالمة ويشجع الحركات الانفصالية وما تقوم به من جرائم بحق أهلنا في منطقة الجزيرة السورية». وقال إن هذا المحور كان أساسياً في الحوارات الثنائية «مع الأصدقاء الروس والإيرانيين والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والوفد العراقي». لكنه شدد في الوقت ذاته على «قناعة بأنه يمكن تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية وعلى مختلف الصعد في حال التزام النظام التركي بالتفاهمات مع الجانب الروسي وخاصة لجهة القضاء على التنظيمات الإرهابية وإنهاء الوضع الشاذ في منطقة خفض التصعيد بإدلب». وبين سوسان، أن وفد الحكومة جدد خلال الاجتماعات التأكيد على أهمية الابتعاد عن تسييس الموضوع الإنساني في سوريا وأهمية وصول المساعدات إلى مستحقيها دون أي تمييز أو تسييس، وفي ظل الاحترام الكامل لسيادة سوريا، وعلى أهمية عدم وصول هذه المساعدات إلى المجموعات الإرهابية، كما تم التأكيد على إدانة الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير الشرعية التي يفرضها الغرب على سوريا في انتهاك سافر لمبادئ القانون الدولي الإنساني وأبسط حقوق الإنسان وتنعكس بشكل سلبي على حياة المواطن السوري ولقمة عيشه. في المقابل، دعا رئيس وفد المعارضة السورية أحمد طعمة، إلى دفع الجهود من أجل «الخروج من المأزق الذي حدث في الجولة الخامسة في اجتماعات (الدستورية)». مشدداً على أهمية «الانتقال إلى مرحلة الصياغة». وأشار طعمة إلى أن المعارضة السورية كانت أكثر من تضرر من الجماعات المتطرفة و«نحن نحاربهم منذ اللحظة الأولى وسنستمر في مواجهتهم». كما أعرب طعمة عن قلقه تجاه الوضع الاقتصادي في سوريا، وزاد «الوضع الاقتصادي في سوريا يقلقنا ونضغط للتوصل لحل سياسي للتخفيف من المعاناة الاقتصادية (..) نريد أن تركز العقوبات الاقتصادية على النظام فقط».

عراقيل أمام الصفقة السورية - الإسرائيلية: أبعد من تبادل معتقلين؟

الاخبار...يحيى دبوق .... لا يبدو أن صفقة التبادل وشيكة، بل يظهر أن خلافات تعترضها

أخيراً، اتّضحت القضية الأمنية التي شغلت إسرائيل على مدى الأيام الماضية، بعدما أعلنت سوريا، رسمياً، العمل على صفقة تبادل معتقلين مع الكيان العبري، يتوسّط فيها، كما العادة، الجانب الروسي. ولئن كان التبادل هو عنوان الصفقة، إسرائيلياً وسورياً على السواء، إلا أن علامات استفهام تُطرح حول ما قد يكون أبعد من ذلك، خصوصاً في ظلّ بروز حيثيات لافتة في تل أبيب، على رأسها طلب موافقة الوزراء جميعهم على الثمن المطلوب دفعه..... كشفت دمشق، أمس، ما عمدت تل أبيب إلى إبعاده عن التداول الإعلامي: مفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط الروسي، لإتمام صفقة تبادل أسرى ومعتقلين بين الجانبين. ويشمل مشروع الصفقة، بحسب المتداول، مواطنين سوريين من الجولان المحتلّ، مقابل إسرائيلية معتقلة في سوريا عبَرت الحدود بالخطأ قبل أيّام، واعتقلتها القوات السورية بالقرب من معبر القنيطرة. ما ورد من سوريا، وكذلك ما يرد من إسرائيل، يؤكد أن المفاوضات بدأت بالفعل، وهو ما يُجمع عليه الطرفان، مع إيحاءات إيجابية بإمكان إنجاز الصفقة، ومن ثمّ تنفيذها بشكل سريع جدّاً، على رغم الحديث في وقت متأخّر أمس عن عراقيل أجّلت إتمامها لأيّام. وفي الصورة الأعمّ، تثير التسريبات الآتية من تل أبيب أكثر من علامة استفهام توجب التوقُّف عندها والبحث في إجاباتها، وتحديداً السؤال حول ما إن كانت القضية مقتصرة على مجرّد تبادل أسرى ومعتقلين، أم أنه مناسبة للتفاوض غير المباشر على قضايا من مستويات أرفع، كانت محلّ أخذ وردّ لدى الجانب الإسرائيلي في خلال اليومين الماضيين. ولم يَذكر تقرير وكالة «سانا» اسم المعتقلة الإسرائيلية، أو تاريخ اعتقالها، أو مكان احتجازها، أو التهم المُوجَّهة إليها إن وُجدت، إلا أنه ربط بينها وبين مساعي الحكومة السورية لإطلاق سراح معتقلين سوريين من الجولان المحتلّ، مع الإشارة بالاسم إلى معتقلَين اثنين هما: نهال المقت وذياب قهموز، والتنويه كذلك بأن عملية التبادل «تتمّ حالياً». وبعدما تحدّثت سوريا، علناً، عن الفتاة الإسرائيلية المعتقلة، سمحت الرقابة الإسرائيلية للإعلام العبري بالحديث عنها، ليتبيّن أنها يهودية «حريدية» (متديّنة)، من مستوطنة «كريات سيفر» «الحريدية»، وعمرها 25 عاماً. ومع أن بيان «سانا» لمّح إلى أن المعتقلَين الاثنين سيُطلَق سراحهما مقابل الإفراج عن المعتقلة الإسرائيلية، وهو ما كان موضع تأكيد غير مباشر من قِبَل إسرائيل، إلا أن جملة أسئلة تفرض نفسها، وإن بحذر، من الآن وحتى اتّضاح طبيعة المفاوضات ونتائجها بصورة نهائية. وكانت أولى الإشارات حول القضية قد وردت من تل أبيب قبل أيام، بعد أنباء عن مغادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جلسة الحكومة الاعتيادية الأحد الماضي، لدواعٍ قيل إنها تتعلّق بقضية أمنية من دون الحديث عن تفاصيل. أعقبت ذلك مغادرةُ وزير الأمن، بني غانتس، الجلسة للسبب نفسه. في حينه (الأحد الماضي)، فرضت الرقابة قرار الصمت على الإعلام العبري، ومنعت نشر تفاصيل «القضية الأمنية» التي ألزمت نتنياهو وغانتس المغادرة. وفي الأيام الأخيرة، سُجّلت سلسلة اتصالات بين إسرائيل وروسيا، بمبادرة من المسؤولين الإسرائيليين، لطلب مساعدة الجانب الروسي في حلّ ما قيل إنه «قضية إنسانية» في سوريا. اتّصل نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كذلك اتّصل غانتس بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الخارجية غابي أشكنازي بنظيره سيرغي لافروف. واللافت أن الحديث الرسمي الإسرائيلي حول الاتصالات ركّز على «البحث في الجوانب الإنسانية» في سوريا، كما ورد في بيان مكتب غانتس عن المحادثة الهاتفية مع شويغو، حيث أشار إلى أنهما «اتفقا على مواصلة الحوار المهمّ بين روسيا وإسرائيل للحفاظ على أمن القوات وتعزيز الإجراءات الإنسانية في المنطقة». وقبل يومين، استجدّت، على ما يبدو، معطيات لدى الجانب الإسرائيلي استلزمت عقد جلسة لوزراء الحكومة للتداول فيها والاستحصال على موافقة تتعلّق بالثمن المدفوع إسرائيلياً للجانب السوري، مع إلزامهم بالامتناع عن كشف القضية أمام الإعلام، وتحصيل إمضاءاتهم حول موافقتهم على الصفقة.

أدّى الجانب الروسي دوراً مزدوجاً بين الجانبين ولا يزال، بوصفه مرجعية على مستوى عالٍ جدّاً في الساحة السورية

توجب القضية، بشكلها ومضمونها وأسلوب إخراجها والحذر الشديد حولها وما أعقب الكشف عنها من معطيات، الإشارة إلى الآتي:

1- لا يبدو أن صفقة التبادل وشيكة، بل يظهر أن خلافات تعترضها، ويُرجّح أن تكون المطالب السورية سبباً للتأخير الذي أكدته وسائل الإعلام العبرية أمس. والعراقيل نفسها، على الأرجح، هي السبب الذي دفع رئيس «مجلس الأمن القومي» في إسرائيل مئير بن شبات، ومنسّق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم، للتوجّه إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس حول صفقة تبادل مع سوريا، جاءت نتيجتها سلبية وصفرية، كما ورد أمس في الإعلام العبري.

2- أدّى الجانب الروسي دوراً مزدوجاً بين الجانبين ولا يزال، بوصفه مرجعية على مستوى عالٍ جدّاً في الساحة السورية، الأمر الذي ساعد في التوجُّه السريع لإنجاز الصفقة، وإن أخَّرتها العراقيل لاحقاً. ساعد في ذلك امتناعُ الإسرائيليين، هذه المرّة، عن إطلاق التهديدات. ومن غير المستبعد أن الأيام الماضية شهدت طلبات إسرائيلية بضرورة إطلاق المعتقَلة الإسرائيلية بلا مقابل، استناداً إلى كونها «مدنية»، وإلى سوابق روسية في محاباة إسرائيل، الأمر الذي يُفترض أنه وجد تفهُّماً من الصديق الروسي، وإن لم يستطع الأخير ترجمة هذا التفهُّم باتجاه إقناع القيادة السورية، التي يُقدَّر أنها اشترطت أن تدفع إسرائيل ثمناً، يكون في حدّ أدنى إطلاق سراح معتقلين سوريين من المعتقلات الإسرائيلية، وفي حدّه الأعلى غير معلوم إلى الآن.

3- في الوقت نفسه، كان نتنياهو معنيّاً بأن يُطلِق سراح إسرائيلية اعتقلها الجانب السوري في الأراضي السورية بغضّ النظر عن سبب الاعتقال ومناسبته، وهو ما لا يمكن فعله عبر الوسائل الأمنية والعسكرية أو التهديد باللجوء إليها، لخاصية الجانب السوري ومِنعته أمام التهديدات، ما دفعه تلقائياً إلى توسيط الجانب الروسي، الذي لم يتلكّأ بطبيعة الحال في تلقُّف الفرصة وإتمام مهمة الوساطة بين الجانبين، والتي من شأنها تأكيد مكانته كمرجعية أولى وأكثر تأثيراً لدى الآخرين في الساحة السورية.

4- اللافت في الإجراء الإسرائيلي هو التكتُّم، الذي يمكن فهمه وإدراك أهدافه، إذ من شأنه التشويش على الاتصالات الجارية. لكن أن يُعمل على جمع الوزراء بلا استثناء، وتحصيل موافقتهم وإمضاءاتهم على الثمن المدفوع وعلى الصمت، فهو إجراء غير مفهوم، وخاصة أن عملية تبادل من هذا النوع لا تستلزم إلا أمراً إجرائياً من وزير الأمن من دون حاجة إلى كلّ هذه الديباجة، التي وصلت إلى حدّ أوحت فيه بأن قراراً استثنائياً يصل إلى مستوى شنّ حرب، هو موضوع جلسة الحكومة السرّية وفقاً للشكل الذي أخرج فيه الإعلان عنها.

وهنا، يأتي أصعب الأسئلة في القضية المثارة: هل هي عملية تبادل فقط، أم أنها عملية تبادل زائد ما لم يظهر إلى الآن؟ اجتماع الحكومة يوحي بأن ثمناً كبيراً تدفعه إسرائيل يوجب جمع الوزراء بلا استثناء لتحصيل موافقتهم، وهو ثمن قد يكون البند الأول الذي لم يُعلَن عنه، وربّما لا يُعلَن، إلى جانب صفقة التبادل نفسها. ومن ثمّ عود على بدء. قد تكون مجرّد عملية تبادل، وقد تكون أكثر من ذلك. ولو كانت القضية مقتصرة على صفقة تبادل كما وردت أنباؤها أمس، لما كان نتنياهو ليُشرك في إنجازها وحصد نتائجها أيّاً من وزرائه.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,019,858

عدد الزوار: 7,655,807

المتواجدون الآن: 0