طهران وموسكو: فتور بعد شهر عسل

تاريخ الإضافة السبت 19 حزيران 2010 - 7:18 ص    عدد الزيارات 3861    التعليقات 0    القسم دولية

        


طهران وموسكو: فتور بعد شهر عسل
 
طهران - محمد صالح صدقيان

تشهد العلاقات الإيرانية - الروسية فتوراً واضحاً، بعد شهر العسل الذي مرّت به في عهد الرئيس الروسي السابق، رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين، والتي انعكست علی علاقات البلدين في المجالات الثنائية والدولية.

وساهمت النظرة المشتركة التي كانت تسود البلدين حيال مجالات عدة، وتحديداً في مجال نظام العلاقات الدولية، في تعزيز هذه العلاقات، اذ سعی بوتين الی اعادة الدور الروسي للنظام الدولي، بعد الإخفاقات التي مُنيت بها روسيا في السياسة الدولية، علی خلفية تداعيات انهيار الاتحاد السوفياتي.

هذه الرغبة تناغمت مع الرؤية الإيرانية التي تطمح الى نظام دولي يقوم علی أسس جديدة ترتكز الی أدوار إقليمية في اعادة صوغ الترتيبات الأمنية والسياسية في المنطقة والعالم.

وعارض ساسة ايرانيون اقامة علاقات استراتيجية مع روسيا، مشكّكين في إمكان قيام علاقات مماثلة، لأسباب تتعلق أولاً بتاريخ العلاقات الثنـــائية خلال القرن العشرين، وثانياً لأن علاقات مـــماثلة قد تؤثر علی علاقات إيران مع الدول الأوروبيـــة والغـــربية، فيما يذهب ساسة آخرون الی ان العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين تنتج مشاكل مماثلة يعـــــتبرونها طبيــــعية، يجب العمل علی تسويتها وليس اتخاذ مواقف معارضة لها، إذ انهم يعتقدون بأن روسيا وعلى رغم مواقفها الأخيرة، تُعتبر من الدول المدافعة عن الحقوق الإيرانية في المجالات الدولية، إضافة الی انها شريك لطهران في بناء مشاريع عدة حساسة بالنسبة الى الأمن القومي الإيراني.

لكن الشهور الأخيرة شهدت وقائع تؤشر الی تغيير في السياسة الروسية إزاء ايران، قياساً بالسنوات السابقة، في شكل انعكس علی تسليم مفاعل «بوشهر» النووي، والتلكؤ في تسليم أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز «أس-300»، ما أثّر علی موقف المدافعين عن العلاقات الروسية - الإيرانية، ودعم مواقف المشككين بها.

ولا شك في ان روسيا تبحث عن مصالحها، شأنها شأن الدول الأخرى، بما في ذلك طهران التي تبحث عن مصالحها في علاقاتها مع موسكو، لكن قد يتصوّر بعضهم في ايران ان وضع روسيا مشابه لذاك قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، ويضع تصوّره علی اساس الحرب الباردة، لكن الواقع يؤشر الی ظروف مختلفة تواجه روسيا، سواء داخلياً أو خارجياً.

صحيح ان روسيا ترغب في استعادة دورها السياسي في الشرق الأوسط، لكن الصحيح أيضاً انها تعتقد ان استعادة هذا الدور غير ممكن سوى من خلال العلاقات مع الدول الغربية، اذ تستطيع تقاسم الأدوار مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، مستفيدة من الإمكانات التي توفرها عضويتها في المجلس.

ويجب ألا نستبعد غضب روسيا من استبدالها بلاعبين جدد في الملف الإيراني، بعدما قررت طهران الاستجابة للجهود التركية - البرازيلية في تسوية قضية تبادل الوقود النووي، بعد رفضها نقل وقودها الى روسيا، وجعلها الأراضي التركية بديلاً لتلك الروسية لتنفيذ التبادل، علما ان روسياً طرف في هذه العملية الی جانب الولايات المتحدة وفرنسا.

بل ان إيران لم تدع روسيا لتكون عضواً مراقباً علی «إعلان طهران» الموقّع مع أنقرة وبرازيليا، في وقت لم توافق علی إيداع وقودها النووي لدى روسيا، خلال محادثاتها مع «مجموعة فيينا» (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.


المصدر: جريدة الحياة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,331,327

عدد الزوار: 7,673,774

المتواجدون الآن: 0