أخبار لبنان... لقاء أميركي فرنسي سعودي في الرياض لبحث مساعدة لبنان....السفيرتان الأميركية والفرنسية «معاً» إلى الرياض اليوم... «استراتيجية ديبلوماسية» واحدة حيال لبنان...مؤتمر في باريس ولقاءات في بيروت وتحريض على حزب الله: فرنسا تلعب بالنار..شيا وغريو إلى الرياض: لانتزاع موافقة على بديل للحريري؟... بندان في جعبة السفيرتين: حكومة عاجلة ومساعدات للجيش والشعب!.. "كونسولتو" ديبلوماسي حول لبنان و"حزب الله" يستنفر ضدّ "الانتداب"!.. زيارة قطر "عابرة"... والحريري يحسم خياراته النهائية الجمعة؟.. المجتمع الدولي ينتفض على دياب ويحاصره سياسياً.. يتهمه بالتناغم مع موقف «حزب الله»...مئوية علاقة الكنيسة المارونية بالسعودية تتزامن مع مئوية لبنان...

تاريخ الإضافة الخميس 8 تموز 2021 - 3:59 ص    عدد الزيارات 2381    التعليقات 0    القسم محلية

        


لقاء أميركي فرنسي سعودي في الرياض لبحث مساعدة لبنان....

الحرة – واشنطن.. معاناة المواطنين في لبنان.. لبنان يعيش أزمة اقتصادية خانقة وسط انسداد سياسي... تتوجه السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا، الأربعاء، إلى السعودية برفقة السفيرة الفرنسية في لبنان، آن غريو، لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين، بخصوص لبنان. وقال مراسل "الحرة" من لبنان، إن هذا اللقاء يأتي عقب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، ووزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في إيطاليا. وذكر بيان للسفارة الأميركية في بيروت، أن السفيرة ستبحث خطورة الوضع في لبنان، وستؤكد على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني. ذات البيان قال إن السفيرة ستبحث مع السعوديين، دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي.  البيان قال كذلك، إن السفيرة، ستواصل العمل على تطوير الاستراتيجية الدبلوماسية للدول الثلاث في لبنان، والتي تتركز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة. وستغتنم السفيرة شيا هذه الزيارة لتعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بمساعدة شعب لبنان، والتأكيد على المساهمة بأكثر من 3.7 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التي قدّمت منذ العام 2016. ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا متسارعا، صنّفه البنك الدولي الشهر الماضي على أنه من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ العام 1850. وقد فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس وإجراءات مواجهة فيروس كورونا. ولا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، ويغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ نحو 11 شهرا من دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت.

اجتماع فرنسي - أميركي - سعودي يبحث مساعدة لبنان

الجريدة..... تزور سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة في بيروت اليوم، الرياض، في خطوة غير مألوفة، للبحث في سبل الضغط على السياسيين اللبنانيين من أجل تسريع تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية، وفق ما أعلنت السفارة الفرنسية أمس، في حين كان مقرراً أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان العاصمة السعودية. وأعلنت السفارة الفرنسية، في بيان، أن السفيرة آن غريو ونظيرتها الأميركية، دوروثي شيا، ستتوجهان اليوم إلى السعودية للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين. وستؤكد غريو خلال اللقاءات أنه «من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان»، وفق البيان. كما ستعرب السفيرتان عن رغبة بلادهما في «العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل». ويأتي الاجتماع الثلاثي، وفق البيان، استكمالاً للقاء عّقد في نهاية يونيو بين وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة والسعودية على هامش قمة مجموعة العشرين في إيطاليا، بحثت الأزمة اللبنانية. وحضّ المجتمعون حينها المسؤولين اللبنانيين على التعاون فيما بينهم لمعالجة الأزمات. وكان السفير السعودي لدى بيروت، وليد البخاري، قد استُدعي فجأة الى الرياض الأسبوع الماضي، على أن يعود الى لبنان اليوم، حيث من المقرر ان يشارك في احتفال بمناسبة مرور 100 عام على العلاقات بين المملكة والكنيسة المارونية، حيث سيلقي كلمة. ولم يتضح إذا كان البخاري سيبقى في السعودية لمواكبة الاجتماع. وجاء الإعلان عن هذا الاجتماع غداة زيارة لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن الى بيروت، أعلن خلالها اعتزام قطر دعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام، من دون تحديد موعد بدء هذا الدعم. كما جاء غداة مناشدة من رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، للمجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة، مطالباً بمساعدات. وكان السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان، بيار دوكان، قد وصل، أمس، إلى بيروت، في زيارة تستمر حتى الثلاثاء المقبل، لمتابعة ملف المساعدات الإنسانية التي تقدّمها فرنسا إلى اللبنانيين، والتحضير لمؤتمر دعم ثالث للشعب اللبناني. ورغم ضغوط دولية تقودها فرنسا بشكل أساسي، يغرق المسؤولون اللبنانيون في خلافات سياسية حادة حالت دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة حسان دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت، فيما يشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي الضروري لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي. وقال مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لـ «فرانس برس» إن «السعودية لم تبد حتى الآن رغبة بالانخراط في التفاصيل»، بعدما شكّلت لسنوات حليف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وتُنسق باريس وواشنطن منذ فترة جهودهما للضغط على المسؤولين اللبنانيين. وأعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون نهاية الشهر الماضي أن البلدين يفكران في كل الخيارات ضد المسؤولين السياسيين، بما يشمل فرض «عقوبات» على من يعرقلون تشكيل الحكومة. وفرضت فرنسا، التي زار مسؤولون منها لبنان مرات عدة منذ الانفجار، قيوداً على دخول شخصيات لبنانية تعتبرها مسؤولة عن المراوحة السياسية والفساد، كما لوّح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على مسؤولين عن الجمود السياسي.

السفيرتان الأميركية والفرنسية «معاً» إلى الرياض اليوم... «استراتيجية ديبلوماسية» واحدة حيال لبنان

الراي... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |....

- غريو «قست» على دياب بعد اتهاماته للخارج بمحاصرة «بلاد الأرز»... والقناعي يؤكد: لم نترك لبنان يوماً

- غوتيريس: قلق من الوضع في لبنان ولضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت

- دوكان في بيروت تحضيراً لمؤتمر الدعم 3 الذي سيخصّص للشعب اللبناني

... شيءٌ ما يجري في لبنان وحوله في ظلّ ارتسام سباقٍ بين محاولاتٍ غربية - عربية لتشكيل «شبكة أمان» تخفّف من وطأة «الارتطام الكبير» الذي يقترب منه الوطن الصغير وفي الوقت نفسه تضغط على الطبقة السياسية للإسراع «بتأليف حكومة فعالة وذات صدقية»، وبين تَسارُع مَظاهر الانهيار المميت الذي يضع البلاد على حافة فوضى يُخشى أن تَفتح واقعه على توتراتٍ تمس استقراره الأمني. وإذ كانت بيروت تتحرى عن خلاصات محادثات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في بيروت التي زارها (عصر الثلاثاء) معاوداً تظهير الاهتمام العربي المباشر بالوضع اللبناني ومستكشفاً آفاق الأزمة ومستطلعاً ما يمكن للدوحة أن تقوم به لمساعدة «بلاد الأرز» ومقدّماً دعماً غذائياً للجيش، برزتْ إشارةُ تفعيلٍ لـ «ديبلوماسية العمل معاً» حول لبنان التي أطلقتها واشنطن وباريس وسرعان ما توسعت لتصبح «ثلاثية» مع اللقاء الذي جمع وزراء خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن وفرنسا جان ايف - لودريان والسعودية الأمير فيصل بن فرحان في 29 يونيو الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في مدينة ماتيرا في إيطاليا. وتتمثل هذه الترجمة في إعلان السفارتين الأميركية والفرنسية في بيروت أن السفيرتين دوروثي شيا وآن غريو تقومان اليوم بزيارة للمملكة العربية السعودية لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين. وذكرت السفارة الأميركية في بيان «هذه الزيارة تأتي عقب الاجتماع الثلاثي في شأن لبنان لكل من بلينكن ولودريان وبن فرحان»، موضحة «ستبحث السفيرة شيا خلال اجتماعاتها في المملكة خطورة الوضع في لبنان وستؤكد أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي»، ومضيفة: «هذا، وبالشراكة مع نظيريها الفرنسي والسعودي، ستواصل السفيرة شيا العمل على تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث التي تركّز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة». من جهتها ذكّرت السفارة الفرنسية في سياق تحديد خلفيات الزيارة للسعودية بما سبق أن أعلنه لودريان وبلينكن من باريس في 25 يونيو في ما خص «عجز القادة السياسيين اللبنانيين، حتى الآن، عن تغليب المصلحة العامة للبنان على مصالحهم الخاصة»، مشيرة إلى أن غريو «ستشرح خلال لقاءاتها، ان من الملحّ أن يشكل المسؤولون اللبنانيون حكومة فعالة وذات صدقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان. وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين، للضغط على المسؤولين عن التعطيل». ويأتي هذا الحِراك غير العادي فيما يَمضي الملف الحكومي على تأزُّمه وسط ضخّ مناخاتٍ عن أن الرئيس المكلف سعد الحريري اتخذ قراره بالاعتذار وأن ترجمته «مسألة وقت»، من دون أن تتّضح دقة هذه التقارير ولا خلفيات الترويج لأن هذا الملف بات في مرحلة «ما بعد الاعتذار» والبحث عن بديلٍ يصرّ رئيس البرلمان نبيه بري على أن يزكيه الحريري كي لا يكون الاعتذار «فوضوياً». وتعتبر أوساط مطلعة أن «الاستنفار الديبلوماسي» الغربي - العربي لا بد أن يؤخذ في الاعتبار في أي خطوة سيُقدِم عليها الحريري، توقيتاً ومضموناً، في ظل تساؤلاتٍ عن مصلحة زعيم «تيار المستقبل» في عزوفٍ عن المضي في مهمته من خارج تفاهمات إقليمية - دولية على حكومة انتخابات نيابية (لم يحن وقتها بعد) وبما يظهّر اعتذاره على أنه إقرار بأنه هو كان المشكلة في الأزمة وليس شروط التأليف التي خاض «معارك» حيالها مع فريق رئيس الجمهورية ميشال عون وهي في غالبيتها شروط المجتمع الدولي، ناهيك عن ربْط نفسه بالمسؤولية عن أداء أي «بديل» لن يكون في وسعه أصلاً الانطلاق بالتكليف إلا من الثوابت التي كرّسها الحريري وتغطيها دار الفتوى. وتنقل هذه الأوساط عن دوائر ديبلوماسية تحذيرها من إمعان المسؤولين في لبنان في «استنفاذ الفرص» ومن دفْع المجتمع الدولي لبلوغ مرحلة الشعور بأنه بات «بلا حيلة» بإزاء تَعاظُم الأزمة العاتية ومضيّ اللاعبين المحليين في «حِيَلهم» القديمة - الجديدة على أنقاض دولةٍ لم يبقَ منها إلا «هيكل عظمي» وزُجّ شعبها في ما يُخشى أنه صار صراعَ بقاء لا يحجبه التنكّر لمظاهر الانهيار الكبير. إنها «حال الإنكار» التي طبعتْ، وفق الأوساط نفسها، كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمام سفراء ورؤساء بعثات ديبلوماسية والذي جاء أقرب إلى «تهديدات» في معرض «الاستنجاد» بالدول الشقيقة والصديقة لإنقاذ لبنان من «الحصار المُطْبَق» الذي اتهمهم بفرضه أو المشاركة فيه، والذي قوبل بردّ قاس وبلا «قفازاتٍ ديبلوماسية» من السفيرة الفرنسية التي وصفت الاجتماع الذي دعا إليه دياب بـ «المحزن والمتأخر»، معتبرة أن الانهيار هو «نتيجة متعمدة لسوء إدارة الطبقة السياسية وليس وليد حصار خارجي فأنتم تحاصرون أنفسكم بعدم تشكيل حكومة» متحدثة عن «إفقار متوحش» وعن «منفى قسري» لشباب لبنان. ورغم «معاقبة» غريو بقطْع نقل كلمتَها على الهواء، فإن «هبّتها الاعتراضية» التي شكّلت سابقة ديبلوماسية لاقت تأييداً في مضمونها من السفيرة الأميركية، فيما نُقل أن السفير الكويتي عبدالعال القناعي كانت له مداخلةٌ أيضاً أكد فيها «أن الكويت والعرب ‏لم يتركوا يوماً لبنان ولطالما مدّوا أيدي العون له على امتداد ‏تاريخ أزماته». ورأتْ الأوساط أن «فداحةَ هفوةِ» دياب تكمن في أنها تَزامنتْ مع مجمل التطورات التي تعكس محاولةً لتفعيل الدينامية الدولية الجديدة التي ارتسمتْ حيال الأزمة اللبنانية والتي جاءت في إطارها زيارة وزير خارجية قطر الشيخ الذي لم يحمل مبادرة محدَّدة (وهو ما كانت أشارت إليه «الراي» عشية وصوله) تتفرّد بها بلاده ولكن محادثاته عكستْ أن تأليف الحكومة الجديدة يشكل المدخل لأي دعم مالي، سيكون منطلقه بأي حال توصل لبنان إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وإطلاق الإصلاحات، من دون أن ينطبق ذلك على الجيش اللبناني الذي كشفت «وكالة الانباء القطرية» («قنا») الرسمية ‏أنّ الدوحة قررت دعمه بـ 70 طناً من المواد الغذائية ‏شهريّاً لمدة سنة.‏ ‏وأشارت الوكالة إلى أنّ «هذا الإعلان يأتي في إطار مساعي دولة قطر ‏الثابتة للمساعدة في حَلحلة الأزمة السياسية في لبنان، والتزامها ‏الثابت بدعم الجمهورية اللبنانية والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني ‏الشقيق، بالإضافة إلى إيمانها الراسخ بأهمية وضرورة العمل العربي ‏المشترك»، موضحةً أن وزير الخارجية ‏كرّر «دعوة دولة قطر لجميع الأطراف اللبنانية إلى ‏تغليب المصلحة الوطنية، والإسراع في تشكيل حكومة جديدة من أجل ‏إرساء الاستقرار في لبنان». ‏ ‏وفي سياق الاهتمام الخارجي نفسه بالوضع اللبناني، برز تطوران إضافيان: الأول وصول منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير الفرنسي بيار دوكان لبيروت، في زيارة تستمر أياماً يلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية بهدف «متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حض وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الاحتياجات من أجل مؤتمر الدعم 3 الذي سيخصص للشعب اللبناني والذي سينظم قريباً» وسيكون برئاسة الرئيس ايمانويل ماكرون. والثاني إعراب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في اتصال مع وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر (تخلله بحث موضوع التجديدة لقوة «اليونيفيل») «عن اهتمامه وقلقه من الوضع في لبنان»، مشدداً على «ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت للحفاظ على استقرار لبنان وأمنه».

مؤتمر في باريس ولقاءات في بيروت وتحريض على حزب الله: فرنسا تلعب بالنار

الاخبار...ابراهيم الأمين... السفيرة تحرّض الجمعيّات المدنيّة على إقصاء كل الطبقة السياسيّة ومواجهة حزب الله

متعِب إيمانويل ماكرون. متعب لأهل بيته قبل الآخرين. سعيه الدؤوب لتحقيق إنجازات قابلة للصرف في معركة تحسين صورته وشعبيّته داخل فرنسا، يجعله يستخدم كل ما هو متاح من أوراق قوة أو أوراق لعب لأجل تحقيق ذلك. لكن ماكرون، الذي يقول عارفوه إنه ذكي كفاية، يتصرف بفردية مفرطة. صحيح أنه يُكثر من المستشارين من حوله وفي مؤسسات الدولة التي تخضع له، لكنه نادراً ما يتصرّف مع هؤلاء على أنهم أكثر من مساعدين تنفيذيين. ويجزم العارفون بأموره أن خطوات كثيرة قام بها أدّت الى نتائج عكسية، لسبب وحيد وهو أنه كان مقتنعاً بأن طريقته في إدارة الأمر هي الأفضل. ماكرون شخص مستعجل. يريد تحقيق أهدافه بسرعة. يتصرّف كأنه أمام جدول أعمال واسع يشمل العالم كله. يعرف أكثر من غيره قوة فرنسا الفعلية، في الاقتصاد والسياسة والاستراتيجيا وخلافها، لكنه مثل كثيرين في القارة العجوز يعيش الإنكار حيال أن أوروبا تحوّلت منذ انهيار الاتحاد السوفياتي الى تابع للولايات المتحدة الأميركية. يعاقَبون بالإقصاء إن تمردوا، أو ينفذون مع قليل من التشاور. وإذا كان ماكرون قد عانى الأمرّين مع دونالد ترامب، إلا أنه لم يصل الى ما يصبو إليه مع جو بايدن. هو يتوهّم أو يتأمّل أنه بات شريكاً للولايات المتحدة في إدارة ملفات العالم. الإجهاد الذي يميز العمل من حول الرجل ينعكس ارتباكاً في عمل المؤسسات الفرنسية. ليس في باريس اليوم من يدّعي أن لوزارة الخارجية دورها الخاص. أو للدقة، ليس لها القرار في أي مسألة يعتبرها ماكرون ذات أولوية. وخليّة العمل الموجودة في قصر الإليزيه عرضة لضغوط جبارة، حتى يتحوّل الضغط منه الى مساعديه وإلى العاملين في القصر. لقد هرب نحو أربعة من مساعدي مستشاره إيمانويل بون بسبب جنون الأخير وكثرة تطلّبه والفوضى التي ترافق طلباته ومتابعاته. حتى في الأجهزة التنفيذية الأخرى، لا يجد الوزراء والمسؤولون الكثير من الهوامش التي تتيح لهم مفاتحة رئيسهم بهذا الخطأ أو ذاك. ومن يحاول التمايز عن الوجهة الاستراتيجية يعاقَب بشكل أو بآخر. عودة مع ماكرون وفريقه الى لبنان. رجلان أساسيان يتولّيان الملف الى جانبه: السفير بون الذي خدم في لبنان مرات ومرات، والسفير الأسبق برنار إيمييه الذي يتولّى الاستخبارات الخارجية لفرنسا. الرجلان لديهما في لبنان ما يخصهما مباشرة. علاقات وطموحات وتصورات. لكن المشترك بينهما أمر في غاية الخطورة: عداوة مطلقة لسوريا بقيادة بشار الأسد، وعداوة محسوبة مع المقاومة بقيادة حزب الله. أما المعضلة التي يعانونها، فهي فريق الحلفاء أو اللاعبون اللبنانيون والسوريون معهم. في كل مرة، يخيب ظنّهم بسبب ضعف هذه الأدوات، وقصر نظرها وقلّة حيلتها واستعجالها، كما فسادها الذي لا يمكن كتمه أو تغطيته لوقت طويل, ومع ذلك، فإذا حاول مسؤول فرنسي، مرّ على جهاز أمني أو سفارة، أن يلفت الانتباه منتقداً، يسري عليه «الحرم» فوراً... انظروا إلى برونو فوشيه. الرجل يبدو معزولاً بلا عمل بعد مغادرته بيروت. وفي باريس اقتناع بأنه يخضع لعقاب، لأنه قدّم تصوراً لمعالجة الملف اللبناني يخالف توجّهات الثنائي بون ــــ إيمييه. وعقابه صار درساً تعلّمته السفيرة التي حلّت محلّه. هي سيدة نشطة، مثابرة، تهتمّ شخصياً بالعمل المباشر. تتابع الملفات، حتى إنها عرفت كيف توائم بين بريد الخارجية وبريد الإليزيه. تعرف بالضبط حجم الدور والموقع الذي يحتلّه وزير الخارجية جان إيف لو دريان. لا تتجاهله عملاً بالأصول، لكن تركيزها على بريد الإليزيه وما يمكن أن يصل أو يرسل الى خليّة السفير بون، من دون إهمال دور رجال برنار إيمييه في بيروت والمنطقة. وهي في هذه الفترة، متحمسة أكثر من السابق لرفع الصوت، معلنة أن المعركة دخلت طوراً جديداً.

تخبّط في خليّة الإليزيه وموظفون يهربون من مكتب بون وفوشيه معاقَب لتمايزه

بين أيار وحزيران الماضيين، اجتهدت السفيرة آن غريو في تقديم تقييم جديد لموقع بلادها في المعادلة الدولية العاملة على الملف اللبناني. هي تحسم لمن تلتقي بهم بأن الأمور تبدّلت بعد خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض. تتحدث عن رعونته واحتقاره لكل الآخرين، ورفضه التعامل مع أوروبا كشريك. وتقول صراحة إن ترامب وأعضاء إدارته كانوا يفترضون أن فرنسا يُسمح لها بأن تلعب في الوقت الضائع. حتى حصل الصدام. تشرح هي بالتفصيل، أمام من تعتبرهم «رجال المرحلة» من اللبنانيين، أن المشكلة التي كانت قائمة سابقاً سببها وجود خطتين وتصوّرين، كل واحدة تخص طرفاً. لكن بعد وصول بايدن الى البيت الأبيض، حصل توافق على رؤية موحدة، أساسها أن أميركا قررت التعامل مع أوروبا كشريكة. وبناءً على مداولات مكثفة، تقول السفيرة إن ملف لبنان اليوم يعمل وفق رؤية مشتركة جرى التوافق عليها بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. صحيح أن الفرنسيين لديهم حساسية تاريخية تجاه الأفضلية البريطانية عند الأميركيين، لكنهم اليوم يعانون من حساسية مفرطة إزاء الدور الألماني. ربما يفكر الفرنسيون أنه في حال موافقة واشنطن على منحهم دوراً بارزاً في المجالين السياسي والأمني، فهي لن تسلّمهم رقبة لبنان، بل إنها ستجعل بريطانيا رقيباً دائماً على كل ما يتعلّق بعمل القوى العسكرية والأمنية، وربما يفضّل الأميركيون أن يكون الملف الاقتصادي بيد الألمان. وهذا ما يفسر جانباً من «الركض الفرنسي» تجاه مشاريع إعادة الإعمار في لبنان، من المرفأ الى غيره، والعودة الى برنامج تسليح القوة البحرية للجيش اللبناني، علماً بأن زيارة وفد رجال الأعمال الفرنسيين لبيروت، والزيارة المتوقّعة لوزير التجارة الخارجية، لا تشير الى وجود برامج واضحة أو مشاريع جاهزة. أحد المشاركين في وفد رجال الأعمال، قال لصحافي فرنسي بوضوح: «نحن لسنا جمعية خيرية، ولا نملك المال الكافي لتمويل المشاريع. نحن نريد إقراراً من الحكومة اللبنانية بأفضليّة شركاتنا، وأن يسمح لنا بالتفاوض مع الجهات الدولية المموّلة لأجل الحصول على ما يكفي لإقامة هذه المشاريع». وهؤلاء لا يكتفون بذلك، بل ينتقلون فوراً الى العبارة المفتاح، وهي: «يجب أن تكون المرافق تحت إشرافنا الكامل. ليس بالضرورة أن نشتريها، ولكن أن نديرها وفق أحد أبواب الخصخصة الممكنة، ولفترة زمنية لا تقلّ عن ثلاثين عاماً، وتحت إشراف كامل من قبلنا لضمان إنتاجها من جهة، وضمان استعادة الأموال المفترض إعادتها إلى المقرضين». وبطبيعة الحال، لا يتعب الفرنسيون، مثلهم مثل جميع رجال الأعمال، في شرح أنهم الأقدر والأكثر تفاعلاً، وأنهم يخطّطون ليس لإعمار جزء من المرفأ، بل لأجل إحياء مدينة بكاملها، أن تصوّراتهم للمرفأ الجديد تستهدف تنمية مستدامة وواسعة الاتجاهات... لكن هل من دراسة قابلة للنقاش؟ عندها ينظر الجميع الى بعضهم البعض، ويشيرون الى أنهم يريدون تمويلاً أولياً لوضع الدراسات قبل عرضها على لبنان بغية نيل موافقته، ثم للشروع في الأعمال. ولا ينسون مباغتة اللبنانيين بمفاجأة يعتقدون أنها مؤشر قوي: في الرابع من آب المقبل، ستعمد شركة الشحن البحري CGM الى إعادة افتتاح مكاتبها في بيروت التي تضرّرت في انفجار المرفأ قبل أكثر من أحد عشر شهراً. يريد هؤلاء أن يحتفل لبنان معهم بهذا الإنجاز العظيم!

الوصاية الآن... فوراً

على أن المسالة لا تقف عند هذا الحد، ذلك أن فرنسا التي تتولّى الآن دور المتحدّث الأول في الملف الداخلي اللبناني، تتصرّف كما لو أنها تملك من الأوراق ما يكفيها لكي تلاعب الجميع في لبنان. وهي تعتبر أنه بمجرد أن تكون على تواصل سياسي مع حزب الله، فهذا كاف لكي يقبل الحزب بتصوراتها. وثمة فوقية مقززة لدى الفرنسيين وهم يشيرون الى هذا الأمر على سبيل أنهم يمنحون المقاومة في لبنان بركة قبولهم التحدث معها، «بينما يرفض المجتمع الدولي ذلك». المشكلة هنا أن فرنسا لم تتعلم شيئاً لا من ماضي الاستعمار القديم ولا من محاولة إعادة الاستعمار المباشر قبل نحو أربعين سنة، ولا من كل ما مرّ عليها ومعها وبسببها في منطقتنا. فرنسا لا تزال فرنسا، بل هي من سيئ الى أسوأ.. ترى، هل يفكر الفرنسيون لحظة بأن المقاومة في لبنان هي من يمنحهم فرصة التحدث إليها، بينما يقف العالم كله طالباً التواصل؟

هل ينسى الفرنسيون قبل شهور عدة ما حصل عندما طلب العدو من الأمم المتحدة نشر كاميرات مراقبة على الحدود الجنوبية؟ ألم تتعب فرنسا لأجل تمرير مشروع تعرف أنه يخدم العدوّ وحده؟ ألم تفهم لماذا لم تكن طرفاً في التواصل لا هي ولا إسبانيا المتورّطة أصلاً في لعبة التجسس من خلال قوات الطوارئ الدولية لمصلحة إسرائيل؟ ألم تفهم لماذا رفض حزب الله التحدث مع البريطانيين، بل رفض حتى تلقّي رسالة تطلب الاجتماع بهم؟ ألم تفهم لماذا اضطرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومعهما فرنسا وإسبانيا وبريطانيا الى الطلب من سويسرا لأن تقوم هي بالتواصل مع حزب الله بغية إقناعه بأن الكاميرات لا تستهدف الجنوبيين؟ وحسناً فعل السويسريون الذين سمعوا الرسالة وفهموها جيداً: أيّ كاميرا تنصب لمراقبة المقاومة سوف تكسر، وكل يد تحاول إصلاح ما كسر ستكسر أيضاً... ألم تعرف السفيرة الحالية، لماذا بادر الجيش اللبناني من خلال موفد شخصي للعماد جوزف عون الى إبلاغ فرنسا أن الحزب لن يوافق على المشروع وأن الجيش ينصح بتجاهل الأمر لأن أحداً لا يريد الصدام؟

يبدو أن فرنسا لم تفهم الرسالة بعد. بل هي تتصرف على أنها صاحبة الحق في الوصاية الكاملة. وأنها عندما تركت لبنان، كانت في إجازة، لكنها عادت لتجد شعبه وقياداته في حالة عجز، وهي من يقرر كيف تدار الأمور.

لا تحلموا بقرش ما لم تنفّذوا إصلاحات وفق توصيات المجتمع الدولي وتحت إشرافه

ولأن فرنسا لم تغادر منطقها إياه، سعت السفيرة الجديدة ــــ التي تعلّمت الدرس بألّا تكرر ما كان يفعله سلفها فوشيه ــــ الى توسيع نطاق صلاتها المحلية. وخلال الشهرين الماضيين، عقدت لقاءات في مقر السفارة، جمعت عدداً من ممثلي منظمات وجمعيات مدنية، من مختلف المناطق والطوائف. وقالت لهم بداية إنها تعتقد أنهم الأكثر تمثيلاً في مناطقهم وفي بيئاتهم الاجتماعية. وهي خصّت الجمعية التي تديرها السيدة رباب الصدر بلفتة خاصة وخلوة خاصة، لأجل القول إنها تعكس تمثيلاً كبيراً في الطائفة الشيعية. لا بل لفتت انتباهها الى أنها تمثل التيار البديل من الإرهاب والتطرف والفساد... وتركت للسيدة رباب أن تفهم المقصود. وعمدت السفيرة الى القول صراحة للحاضرين، إن ما يهمّ فرنسا اليوم هو الإنسان اللبناني، وإن فرنسا تعتقد بأن هذه الجمعيات تعمل لمصلحة الإنسان في لبنان بخلاف الأحزاب والسلطة الذين يعملون لأجل مصالحهم الخاصة ومواقعهم وحماية مراكز نفوذهم وفسادهم داخل الدولة. وسارعت الى القول بأن المبادرة الفرنسية لمعالجة الأزمة اللبنانية مستمرة، وقد أخذت شكلاً جديداً. تحدثت بإسهاب عن التغييرات التي رافقت وصول إدارة جديدة الى البيت الأبيض، وأن فرنسا باتت شريكة وهي حصلت على تفويض أميركي للقيام بالعمل المباشر في لبنان... و«نحن اليوم نعمل مع الأميركيين والبريطانيين وآخرين وفق رؤية موحدة. ومبادرتنا تختلف تماماً عن مبادرة الرئيس نبيه بري. نحن نريد إنقاذ لبنان ونقله الى مستوى جديد من الإدارة، بينما تستهدف مبادرة بري إعادة التجديد للطبقة الحاكمة نفسها».

ثم قالت بحسم: «لدى اللبنانيين اليوم خياران:

الأول: تأليف حكومة جديدة، من مستقلين لا تختارهم الأحزاب، وتكون لديهم القدرة والمسؤولية والإرادة الحرة لخوض معركة الإنقاذ من خلال الشروع الفوري في معركة محاربة الفساد، والعمل بالتعاون المباشر والوثيق مع المجتمع الدولي على إطلاق عملية إقصاء تدريجي وطوعي للفاسدين عن كل مواقع السلطة.

الثاني: الدخول في مواجهة شاملة ومباشرة وقاسية مع المجتمع الدولي، ومع إرادة المجتمع الدولي، وبالتالي تحمّل النتائج من الحصار والعقوبات. وليكن معلوماً أن المواجهة المباشرة مع المجتمع الدولي ستضع لبنان أمام الانهيار الحتمي والنهائي».

لكن السفيرة تستدرك لتشرح أن الخيار الثاني ليس في مصلحة أحد، ولا يوجد في لبنان من يقدر على مواجهة المجتمع الدولي سوى حزب الله. هنا، تقرّ السفيرة بأن حزب الله قوي جداً، ولديه خبرة كما إيران على مواجهة العقوبات والحصار، لكن عليه أن يفهم بأن خيار المواجهة يضرّ كل اللبنانيين، وهذا ما يوجب على اللبنانيين إظهار التمايز الفعلي عن حزب الله وتحميله مسؤولية مواجهة المجتمع الدولي ونتائج هذه المواجهة. وبالتالي ــــ تضيف السفيرة العبقرية ــــ إن على اللبنانيين إظهار تمايزهم الفعلي عن حزب الله، وألّا يتصرفوا كما تصرفت حكومة حسان دياب التي لم تتعاون أبداً مع المجتمع الدولي ولم تنفذ توصياته ولم تلتزم بالتعليمات التي تفتح المجال أمام الإنقاذ. (ما قالته السفيرة الفرنسية للرئيس حسان دياب أول من أمس هو نفسه ما قالته في اجتماعاتها مع المجموعات اللبنانية) لأنها تعتبر أن عدم الاستجابة الكاملة لبرنامج الإصلاحات كما يراه البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي هو السبب في تعميق الأزمة. وحتى لا يبقى السؤال ماثلاً حول موقف فرنسا والمجتمع الدولي من حزب الله، سارعت السفيرة الى القول بأن الحزب هو أيضاً أمام خيارين: «إما أن يقبل التفاوض مع المجتمع الدولي، وله الخيار في أن يختار الجهة أو الدولة التي يريد التحاور معها. الجميع يريد التحدث إليه، وإذا كان يرفض الأميركيين أو البريطانيين أو الفرنسيين فيمكنه التحدث مع الأمم المتحدة أو مع ألمانيا» (قال دبلوماسي غربي إن ألمانيا في لبنان يراد لها أن تؤدّي دور سلطنة عُمان في ملفات إيران واليمن). لكن السفيرة أظهرت بعض «الحزم» عندما أوضحت: «نحن من جانبنا سنستمر بالتواصل والتحدث مع الحزب، لكن على الحزب أن يعلم أننا نتحدث معه من الآن وصاعداً تحت سقف هذا التوجه. ونحن نقول للحزب بأنه في حال قرر رفض التفاوض وقرر الدخول في مواجهة معنا، فعليه تحمل النتائج. وعندها سيتم عزله بصورة كلية من قبل كل العالم، ولن يبقى أحد، بمن فيهم نحن، يقبل التحدث معه. وسيواجه وضع كل المنظمات الإرهابية المعزولة في العالم. ونحن نثق بأنه ليس حزباً مغامراً، وبأنه لن ينجرّ الى مغامرات». لتختم: «لبنان اليوم في وضع يشبه ما كان عليه بين عامَي 1982 و1983، وهناك الكثير من الخيارات على الطاولة».

عصف فكري في باريس: مؤتمر لدراسة الحكم البديل في لبنان

لقاءات السفيرة الفرنسية في بيروت لم تكن معزولة عن نشاط آخر بادرت السلطات الفرنسية الى القيام به في باريس. تعاونت وزارة الخارجية مع وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية ومراكز أبحاث على ترتيب مؤتمر لمناقشة الوضع في لبنان والمنطقة. ودعي إلى الاجتماع موظفون فرنسيون وشخصيات لبنانية حضرت إما بوصفها تحمل جنسية أخرى، أو أنها تمثّل مراكز أبحاث ومؤسسات غير لبنانية. لكن باريس اختارت شخصية لبنانية واحدة حضرت من بيروت. وتبيّن أن الشخصية الحاضرة هي المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد، ويبدو أن حضوره تمّ بتوصية من قائد الجيش العماد جوزف عون. واستمر المؤتمر لأيام عدة، واختتم نهاية الشهر الماضي، وكان مناسبة لنقاش نظريّ حول الأزمة اللبنانية كجزء من مشكلة المنطقة. وليس غريباً على الحاضرين أن ينجحوا في تقديم تشخيص وفهم دقيق للأزمة من جوانبها كافة. لكن الحيرة تعود الى الطروحات البديلة وإلى الأفكار العلاجية الممكن اعتمادها في مقاربة الأزمة اللبنانية. على أن الخلاصات التي يمكن الخروج منها بعد هذا اللقاء تفيد بالآتي:

أولاً: إن فرنسا باتت كما بقية «المجتمع الدولي» على اقتناع تامّ بأن الطبقة السياسية الموجودة لم تعد مؤهّلة للاستمرار في الحكم، بمن فيهم الرئيس سعد الحريري، وأنه حان وقت التغيير الشامل. و«نحن ندعم تغييراً شاملاً، لكننا لا ندعم أن يحصل ذلك بالقوة لأنه لا يدوم، وقد يتسبّب بمشكلات كبيرة، بل نسعى إلى أن يتحقق من خلال تعزيز حضور ونشاط المجتمع المدني والجمعيات والشخصيات التي يمكن أن تشكل بديلاً حقيقياً من الموجودين حالياً. وفرنسا تتحدث باسم المجتمع الدولي عن الاستعداد للمساعدة على عقد تسويات تسمح بخروج هذه الطبقة السياسية من دون مواجهة. وهذه التسويات لا يمكن أن تكون بطريقة تُبقي الأمور على ما هي عليه اليوم».

ثانياً: يعتقد الفرنسيون أن المشكلة في لبنان تتطلّب تغييراً شاملاً، وتحتاج الى حوار يقود الى عقد اجتماعي وسياسي جديد. ويجب أن يكون الأمر أساسياً لا أن يتمّ ربط التغيير بالانتخابات. وهم يُظهرون خشية كبيرة من كون الانتخابات في حال حصولها بصورة مبكرة أو في موعدها قد تعيد إنتاج الطبقة الحاكمة نفسها، وسيكون المجتمع الدولي ملزماً بالتعامل مع المجموعة نفسها لسنوات أربع جديدة. لذلك يجب البحث في آلية مختلفة لإدارة الانتقال السلمي الى سلطة جديدة.

ثالثاً: يبدو أن الفرنسيين، بعدما عجزوا عن تأمين إجماع أوروبي على فرض عقوبات على أركان الطبقة السياسية في لبنان، يفكرون في عقد اتفاقات مع بريطانيا وألمانيا، أو مع دول أخرى، لأجل فرض عقوبات ثنائية أو ثلاثية على شخصيات لبنانية من البارزين، تؤدي الى منعهم من دخول أوروبا أو بعض الدول، ومنعهم من مزاولة أي أعمال اقتصادية أو تجارية مباشرة، أو من خلال أزلامهم، وتعقيد كل معاملاتهم في هذه الدول. مع الرغبة الواضحة بعدم اللجوء الى عقوبات تعطّل أي مسعى لإقناع هذه القيادات بالابتعاد السلمي عن مواقعها. وهدف الفرنسيين هنا، هو استخدام هذه الضغوط لأجل إقناع هذه الفئة بعدم خوض الانتخابات النيابية الجديدة وترك المجال أمام آخرين.

رابعاً: بانتظار حسم وجهة الحل في لبنان، على الجميع التصرّف على أساس أنه لن تكون هناك أي برامج دعم مالي للبنان، لا من المجتمع الدولي ولا حتى من الدول العربية. ولن يصرف قرش واحد في لبنان قبل إقرار الإصلاحات التي يطلبها «المجتمع الدولي» وبإشرافه، وبوجود فريق لا يمثل الطبقة السياسية الحالية. أما حاجات لبنان الغذائية، فسيتلقّاها، في ظل وجود تصور لتعزيز وضع القوى العسكرية والأمنية لمنع حصول الانهيار الأمني وقيام الفوضى الشاملة. خامساً: يتصرّف الفرنسيون بالعقلية نفسها التي دفعت جهات بارزة في بريطانيا، كما في الولايات المتحدة أيضاً، الى الحديث من جديد عن الحاجة الى وصاية دولية مباشرة على إدارة المرحلة الانتقالية في لبنان. ويصل الأمر ببعضهم الى الحديث عن ضرورة البحث في خيار فرض وصاية دولية ولو توجّب وجود فريق دولي يتولّى على الأرض ممارسة الإجراءات الكفيلة بالتزام تطبيق الإصلاحات كاملة.

لا تضخّموا الأمور

وسط كل هذه الأجواء، يخرج من بين الفرنسيين من يدعو الى عدم المبالغة في قراءة ما تقوم به الحكومة الفرنسية في هذه الفترة. بعض المتابعين من باريس يعتقدون أن الرئيس إيمانويل ماكرون في حالة إحباط شديد إزاء الأزمة اللبنانية، وهو سعى إلى استثمارها في معركته الداخلية، وأن خلية الإليزيه لم تعد تظهر حماسة كبيرة للقيام بأمور استثنائية ربطاً بعجزها عن إقناع اللبنانيين بتقديم حلول مختلفة... والأهم من كل ذلك، أن فرنسا بلد يواجه صعوبات كبيرة تمنعه من عرض عضلات تكلّفه إنفاقاً غير ممكن في لبنان ولا في غيره... ويصل الأمر بأحد الفرنسيين المتابعين لملف لبنان وعمل سلطات بلاده الى القول: إنهم كمن يجذّف في الهواء!

شيا وغريو إلى الرياض: لانتزاع موافقة على بديل للحريري؟...

الاخبار....ميسم رزق ... بعدَ اللقاء الذي جَمَع وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وفرنسا جان إيف لودريان والسعودية الأمير فيصل بن فرحان في إيطاليا «للضغط على الأفرقاء اللبنانيين لتأليف حكومة باتت مهمتها محصورة بإدارة الانهيار، تغادر اليوم السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا إلى المملكة العربية السعودية برفقة نظيرتها الفرنسية في لبنان آن غريو لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين». وبحسب بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت «ستبحث شيا خلال اجتماعاتها في المملكة خطورة الوضع في لبنان، وتؤكد أهميةالمساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي». وبالمضمون ذاته أعلنت السفارة الفرنسية عن زيارة غريو، مشيرة إلى أن الأخيرة ستشرح خلال لقاءاتها بـأنه «من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات صدقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلّعات الشعب اللبناني. وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل. كما ستشدّد أيضاً على ضرورة المساعدات الإنسانية الفرنسية المقدّمة مباشرة للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي التي ستستمر فرنسا والولايات المتحدة بدعمها». هذه الزيارة التي تتزامن مع وصول لو دريان إلى الرياض اليوم للقاء بن فرحان وولي العهد محمد بن سلمان، لبحث عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، قالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن زيارة السفيرتين مرتبطة بشقيّن: الأول، موضوع الحكومة والبحث عن بديل للرئيس المكلف سعد الحريري، والثاني بطلب المساعدة للجيش اللبناني. وفي التفاصيل تروي المصادر أن اسم الرئيس نجيب ميقاتي لا يزال يتردّد لتولّي المهمة، وأن هذا الأمر سبَق وأن فاتحت شيا به السفير السعودي في بيروت وليد البخاري خلال اللقاء الذي جمعهما أخيراً، لكنها لم تأخذ جواباً واضحاً منه حول موقف بلاده من الفكرة. لذا «تقرر أن تذهب شيا وغريو إلى الرياض لإقناع السعوديين بها»، حيث ستلتقي السفيرتان هناك بالبخاري الذي غادر بيروت يومَ الأحد الماضي، إضافة إلى المسؤول عن الملف اللبناني نزار العلولا، وقد يحصل لقاء جامع مع وزير الخارجية السعودي. وكشفت المصادر أن «الفكرة سبَق وأن طرحت سابقاً في إيطاليا لكن الموقف السعودي لم يكُن مشجعاً»، إلا أن «ميقاتي الذي ينسق مع الأميركيين والفرنسيين أمر تكليفه، كانَ يُصرّ على أن يحظى قبل الإجماع الداخلي عليه برضى السعوديين لأن الموقف السعودي هو الأساس، بخاصة بعدَ أن وصلته معلومات بأنهم غير متحمسين له».

السعودية ترفض تقديم مساعدات للجيش اللبناني

وفيما اعتبرت مصادر مطلعة على ملف الحكومة بأن «فكرة تكليفه ولدت ميتة رغمَ كل هذه الحركة»، لفتت إلى أن «الكلام الذي صدر عبر وسائل إعلام لنفي الخبر، بعدَ تسريب رواية تسمية ميقاتي، أزعج بعبدا لأنه طاول ما سمّاه زمن التسويات». أما الأمر الثاني الذي ستناقشه السفيرتان خلال الزيارة فهو «مشاركة المملكة العربية السعودية في تأمين مساعدات للجيش اللبناني»، إلا أن «المملكة لا تزال ترفض القيام بأي خطوة تجاه لبنان، لأنها تعتبره ساقطاً في يد حزب الله، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية السعودي بوضوح خلال اجتماعه مع نظيريه الفرنسي والأميركي» وفقَ ما قالت المصادر. ويفتَح الحديث عن المساعدات للجيش اللبناني باباً لنقاش آخر حول مستقبل البلد وما يرسمه اللاعبون الإقليميون والدوليون، وهو ما دفَع ببعض المعنيين اعتبار رواية تكليف ميقاتي «مجرد قشرة»، وأن المداولات هي في مكان آخر بين رأيين: أحدهما أميركي يعتبر بأنه يجب ترك لبنان لمصيره المشؤوم من دون تأليف حكومة. فتبقى حكومة حسان دياب موجودة وهي الحاكمة شكلياً، بينما يصار إلى دعم الجيش بالمال والمؤن للحفاظ على الأمن ويكون قائد الجيش جوزيف عون الحاكم بأمره، من الآن حتى حصول الانتخابات التي يحكى أنها ستحصل في آذار المقبل أي قبل شهرين من موعدها. وفي هذا الوقت تكون البلاد قد استوت اقتصادياً مما يؤلب الرأي العام أكثر فأكثر على السلطة السياسية، وتحديداً حزب الله وحلفائه. وفيما يعارض المصريون هذا التوجه، معتبرين أن من الضروري تشكيل حكومة لأن «انهيار البلد سيمكن حزب الله من السيطرة عليه»، تتوجس غالبية القوى السياسية من ملف تفجير المرفأ والقرارات التي اتخذها القاضي طارق البيطار، مرجحة أن تكون «جزءاً من حملة الضغط على القوى السياسية، مع التأكيد على مسؤولية المتهمين بالتقصير، كون التقرير النهائي سيصدر قبيل أشهر من الانتخابات وسيؤكد تورط «الطبقة السياسية» في جريمة العصر، مما سيجعل فرص مجموعات المجتمع المدني أكبر لتشكيل لوائح انتخابية قوية»، ولعل ذلك ما لمح إليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قبلَ أيام حين قال إنّه سمع «بأنّ دولاً ستصرف مليار دولار على أندية المجتمع المدني المتعددة في مرحلة الانتخابات النيابية المقبلة».

بندان في جعبة السفيرتين: حكومة عاجلة ومساعدات للجيش والشعب!

واشنطن لمرونة في التأليف والراعي يحاول تطويق اعتذار الحريري.. وبعبدا لتفعيل دور السراي

اللواء.... بندان في جعبة السفيرتين الاميركية دورثي شيا، والفرنسية آن غريو، في الطائرة التي تقلهما اليوم 8 تموز 2021، إلى المملكة العربية السعودية، في تحرك دبلوماسي مشترك، من أجل إنقاذ لبنان من الانهيار. البند الأول: كشفت عنه السفيرة غريو، ويتعلق بشرح أهمية وإلحاح تأليف «حكومة فعالة وذات مصداقية بهدف تحقيق الاصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان». ولم تخف غريو في بيان السفارة الفرنسية من ابلاغ المسؤولين الذين ستلتقيهم مع نظيرتها الأميركية من العمل مع الشركاء الاقليميين والدوليين للضغط لوقف التعطيل فضلاً عن المساعدات الضرورية الإنسانية للشعب اللبناني والجيش اللبناني. والبند الثاني المتعلق بالمساعدات شرحته السفيرة دورثي بالتأكيد ان البحث مع المسؤولين في المملكة سيتطرق إلى خطورة الوضع في لبنان، وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الامن الداخلي. وهكذا دفع الاجتماع الثلاثي الاميركي – الفرنسي – السعودي الذي عقد على هامش قمة العشرين قبل أيام، بجهوده خطوة إلى الأمام، لرؤية ما يمكن فعله من اجل عدم سقوط البلد، والوصول إلى حافة الانهيار، الذي يصبح بمثابة القدر، في وقت دخل الملف الحكومي، بكل تشابكاته وتداعياته في المسار الصعب، وحتى الحاسم، ونظرا لانتهاء اسبوع الفصل بين تكليف طال وانتظار محفوف بالمخاطر، على طول المسار مع قفزة جديدة مخيفة لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، تجاوز الـ18000 ليرة لبنانية لكل دولار، وسط نشاط مخيف لمجموعات الاحتكار، حيث باتت السوق السوداء محك الأسعار والبيع والشراء، وتوافر الاحتياجات الحيوية من ماء ودواء وكهرباء وما يتعلق بها. وعشية المهمة الدبلوماسية المشتركة الاميركية – الفرنسية، دعت الخارجية الاميركية القادة اللبنانيين لاظهار مرونة لتشكيل حكومة تطبق اصلاحات لانقاذ الاقتصاد المتدهور. وكشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة انه بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت وابلاغ من يعنيهم الامر، اصراره على الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد امعان رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي باستمرار تعطيل الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة واخرها مبادرة الرئيس نبيه بري بقبة باط مكشوفة من حزب الله، جرى اكثر من تحرك داخلي وخارجي لتطويق قرار الحريري واعادة تحريك مساعي التشكيل قدما إلى الأمام. واشارت المصادر الى ان تحرك البطريرك الماروني بشارة الراعي وزيارته للرئيس ميشال عون، كانت بهدف استدراك قرار الاعتذار قبل حدوثه، ومحاولة لاعادة احياء جهود التشكيل من جديد. ومن ناحية ثانية، حظي سفر السفيرتين الاميركية والفرنسية في لبنان إلى المملكة العربية السعودية، باهتمام ومتابعة لافتة لمعرفة الغاية منه، وما اذا كان بهدف وقف قرار الاعتذار والمباشرة بسلسلة تحركات على مستوى عربي ودولي لاعادة تحريك ملف تشكيل الحكومة، ام انه بدافع تقديم مساعدات انسانية للبنان. واشارت المصادر الى ان كل هذه المساعي، ما زالت تدور في حلقة مفرغة. بسبب عدم تجاوب الفريق الرئاسي مع رغبتهم واصرارهم على التشبث بالشروط والمطالب غير الواقعية، ما عطل هذه المحاولات وأبقى ازمة تشكيل الحكومة متواصلة والجهود المبذولة بلا جدوى حتى الساعة. ولفتت أوساط مطلعة عبر «اللواء» إلى أن التدهور الحاصل في البلد على صعيد عدة ملفات وقطاعات لا يمكن أن بجد له أي سبيل للمعالجة مع انعدام الأمل في تأليف الحكومة خصوصا أن كان اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بات مرجحاً وينتظر نقطة الصفر. وقالت الأوساط أن هذا المشهد الذي يفرض نفسه بات يفرض نفسه وإن أي مساعدات خارجية متوقعة للبنان لن تكون الا على شاكلة مساعدات انسانية. وفهم من إلاوساط نفسها أن لا عوامل إضافية جديدة تخدم للحل وإي تحركات في الخارج لن تحمل معها أي جديد وبالتالي ترجمتها مرهونة بما يمكن الاتفاق بشأنها على صعيد مساعدة الداخل اللبناني. وكانت زيارة البطريرك الراعي إلى رئيس الجمهورية تركزت على الأوضاع الراهنة واعادة التشديد على تأليف الحكومة سريعا وعلم أن البطريرك الراعي نقل هواجس البابا فرنسيس بالنسبة إلى هذه الأوضاع. إلى ذلك يتوقع أن تعقد سلسلة اجتماعات لمواكبة سلسلة ملفات في حين لم يعرف ما إذا كانت تعقد في قصر بعبدا أو السراي.

الحريري للكتلة: الاعتذار قائم

وعلى وقع العراقيل السياسية امام الحلول والكلام عن قرب اعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة ورفضه تسمية اي بديل حتى لا تقع البلاد في الدوامة والتجارب السابقة، سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء، عصرامس، 18150 ليرة للشراء و 18200 ليرة مقابل الدولار الواحد.وبدأ التجار بزيادة تسعيرات بضائعهم من كل الانواع والاصناف. وذكرت بعض المعلومات ان كل المعنيين بتشكيل الحكومة تبلغوا قرار الحريري وبدأت الاتصالات بشكل كثيف للبحث عن البديل الذي يحمل ويحتمل ثقل المهمة، وان توقيت إعلان الاعتذار وطريقته هي ملك الحريري نفسه. إلا ان عضوكتلة المستقبل النائب هادي حبيش قال لـ«اللواء» بعد اجتماع الحريري بنواب الكتلة: ان قرار الاعتذار خيار قائم لكن لا شيء نهائياً بعد، والرئيس الحريري سيجري مزيداً من الاتصالات خلال الاسبوعين المقبلين لجوجلة الافكار والآراء لتقرير الموقف. وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار اثر اجتماع الكتلة امس: الرئيس الحريري وضعنا في الاجواء غير المشجعة لعملية تأليف الحكومة فالمشاكل ما زالت نفسها، وقرار التعطيل المتخذ من قبل الثنائي عون باسيل ما زال هو هو، ويعكس القرار السياسي الموجود لديهم بعدم القبول بسعد الحريري رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة او حتى رئيس حكومة وهذا ما عبروا عنه منذ زمن. فالجميع يتذكر موقف رئيس الجمهورية قبل يوم من الاستشارات الملزمة، حيث لم يكن ينقصه الا ان يقول «بالعربي المشبرح» انه لا يريد سعد الحريري وان يطلب من النواب الا يسمونه.هذا الامر جعل الحريري يعيد النظر بالخيارات الموجودة امامه، ومنها الاعتذار، لذلك يقوم بمشاوراته واتصالاته، وابقت الكتلة اجتماعاتها مفتوحة، وهو سيعقد لقاءات مع قياديي تيار المستقبل للاستماع الى ارائهم. واضاف: للاسف هناك مواقف مسبقة معلنة في الغرف المقفلة . الحقيقة انهم لا يريدون حكومة ولا يريدون لهذا البلد الخروج من ازمته بحكومة لا يستطيعون ان يسيطروا على كل قراراتها. في هذه الاثناء، وصل الى بيروت امس، منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان في زيارة تستمر حتى الثلاثاء المقبل، يلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية. وتهدف الزيارة، وفق بيان عن السفارة الفرنسية، الى «متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حض وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الاحتياجات من اجل مؤتمر الدعم 3 الذي سيخصص للشعب اللبناني والذي سينظم قريباً». للبحث في التحضيرات لمؤتمر باريس3 لدعم لبنان، والاطلاع على مجمل الاوضاع والاحتياجات اللبنانية.

حزب الله: المسؤولية تقع على أميركا

بالمقابل، جدد حزب الله اتهام الولايات المتحدة الأميركية بأنها هي المسؤول الأوّل عمّا نحن فيه دون أن ننسى الداخل والفساد والخيارات الخاطئة، ولكن أغلب من مارس هذه السياسات هم من جماعة أميركا وأتوا في سياق نفس المشروع الأميركي، وفقاً لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين. وتابع رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله «للأسف البلد الذي نعيش فيه مع شركائنا يعيش أزمة كبرى، وأقول بكل صراحة الوقت ليس متاحًا لحل كل الأزمات التي تراكمت على مدى سنوات وقد تنتج ما هو أسوأ، ليس فقط كورونا من ينتج متحورات فيروسية، كذلك الأزمة في لبنان تنتج متحور في الفساد ونحن نعيش اليوم الفساد اللبناني المتحور 2021». وأكَّد السيد صفي الدين أنَّ «الحلول موجودة على الرغم من كل الواقع، وشرط هذه الحلول الأول وليس الوحيد، أن يجتمع اللبنانيون ويؤمنوا أنهم قادرون على الحل». وأشار إلى أنَّه «نحن لم نستقل من مسؤولياتنا ولكن أعطينا فرصًا ولا زلنا نعطي فرصًا للحلول، لا زلنا في الوقت الذي يمكن أن ننقذ فيه لبنان قبل الكارثة الكبيرة».

الراعي يستعجل التأليف في "ربع الدقيقة" الأخير

"كونسولتو" ديبلوماسي حول لبنان و"حزب الله" يستنفر ضدّ "الانتداب"!

نداء الوطن.... بعدما تيقّن القاصي والداني أنّ الطاقم الحاكم تتملّكه نوازع انتحارية في قيادة دفة المركب اللبناني، متجاهلاً كل نداءات الاستغاثة التي يطلقها شعبه ومتعامياً عن كل رسائل الإنذار والتحذير التي يوجّهها الأشقاء والأصدقاء... يبدو أنّ المجتمع الدولي قرّر تلقف زمام المبادرة ودفة المسؤولية بنفسه بعد أن تخلى عنها أهل الحكم في لبنان، فاستنفر طواقمه الديبلوماسية في بيروت وأدار محركاته لقيادة الشعب اللبناني نحو ضفة آمنة تنأى به وباحتياجاته الحيوية عن أمواج السلطة المتلاطمة. بالمبدأ، لو أنّ لدى أركان الحكم اللبناني ذرّة حياء لكانوا دفنوا رؤوسهم "تحت سابع أرض" لمجرد سماع هذا الكمّ غير المسبوق من البهدلات التي تنهال عليهم يومياً من عموم اللبنانيين والديبلوماسيين، لكنهم عوضاً عن ذلك آثروا الاستمرار في سياسة "دفن الرؤوس في الرمال" والانفصام عن الواقع، الأمر الذي لم يترك خياراً أمام الدول المعنية بالملف اللبناني سوى التداعي لإنشاء "كونسولتو" ديبلوماسي في ما بينها لتدارس الطرق الآيلة إلى اتخاذ خطوات مشتركة تحول دون انفجار صاعق القنبلة الاجتماعية والمؤسساتية العسكرية والأمنية على الساحة اللبنانية. وتحت هذا العنوان، تقاطعت التصريحات والتحركات الأميركية والفرنسية والإيطالية والأممية خلال الساعات الأخيرة تزخيماً لقنوات التواصل في ما بين المجتمعين الدولي والعربي على نية البحث في سبل إنقاذ اللبنانيين... لكن وعلى قاعدة "لا برحمك ولا بخلّي ألله يرحمك" استنفر "حزب الله" مقدمة نشرة "المنار" المسائية لتوجيه صلية من المواقف العدائية تجاه السفيرتين الفرنسية والأميركية معتبراً أنّ تحركهما يجسد "انتداباً سياسياً بكل وقاحة" على البلد، ومشبّهاً إعلانهما الذهاب إلى الرياض لنقاش كيفية مساعدة لبنان بذهاب "مندوب سامٍ لدولة الانتداب للتفاوض باسم أو على الدولة المنتدَبة". وكانت السفارتان الأميركية والفرنسية قد أعلنتا في بيانين منفصلين متزامنين توجّه السفيرتين دوروثي شيا وآن غريو اليوم الى المملكة العربية السعودية للقاء عدد من المسؤولين السعوديين، في سياق ترجمات الاجتماع الثلاثي الذي عقد في إيطاليا نهاية الشهر الفائت حول لبنان بين وزراء الخارجية الأميركية والسعودية والفرنسية. وأوضحت شيا أنها تعتزم إثارة مسألة "خطورة الوضع في لبنان وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني وزيادة دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي" خلال اجتماعاتها في السعودية، مع الإشارة إلى مواصلة العمل على "تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث (أميركا – فرنسا - السعودية) التي ترتكز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة". كما أضاءت غريو في بيانها على نتائج الاجتماع الثلاثي الذي خلص في ضوء "عجز القادة السياسيين اللبنانيين عن تغليب المصلحة العامة للبنان على مصالحهم الخاصة" إلى الاتفاق على "ضرورة أن تعمل فرنسا والولايات المتحدة معاً لإخراج لبنان من الأزمة"، مشيرةً إلى أنها ستشرح خلال لقاءاتها مع المسؤولين السعوديين أنه "من المُلحّ أن يشكل المسؤولون اللبنانيون حكومة فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقا لتطلعات الشعب اللبناني، وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل"، وسط التشديد في الوقت عينه على "ضرورة تقديم مساعدات إنسانية مباشرةً للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي". تزامناً، وعلى وقع توجيه الخارجية الأميركية دعوة متجددة إلى "القادة اللبنانيين لإظهار ليونة لتشكيل حكومة تطبق إصلاحات لإنقاذ الاقتصاد المتدهور"، وصل منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان إلى بيروت أمس للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين في إطار التمهيد لمؤتمر الدعم الإنساني للبنان الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في وقت استرعى الانتباه أمس اتصال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بنائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، مبدياً خلال الاتصال "قلقه من الوضع في لبنان"، ومؤكداً "ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على إستقرار وأمن لبنان". كما نبّه وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني خلال تقديمه إحاطة برلمانية بشأن مشاركة إيطاليا في المهمات العسكرية الدولية إلى أنّ "لبنان ما يزال يمر بواحدة من أعمق أزماته الاقتصادية والاجتماعية، حيث لا مفرّ من قيام حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات"، لافتاً إلى أنّ "الجيش اللبناني يحتاج اليوم إلى دعم عاجل وفوري من جانب المجتمع الدولي". بينما شدد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو على أن "دور المجتمع الدولي ضروري لعكس الديناميات التي تفاقمت بسبب العديد من الأزمات المتداخلة" في لبنان. وفي الغضون، لا يزال الملف الحكومي عالقاً بين ضفتي التكليف والتأليف بانتظار "خطوة مرتقبة قريباً" من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحسم مسار الأمور والاتجاهات، وفق ما نقلت مصادر مواكبة للملف الحكومي، مشيرةً إلى أنّ الحريري وضع أعضاء كتلته النيابية في أجواء "العناوين العريضة لخياراته في هذه المرحلة تحت وطأة استحكام النهج التعطيلي في أداء العهد وتياره وإجهاضهما كل المحاولات والمبادرات الآيلة إلى تأليف حكومة إنقاذية من الاختصاصيين". وتوازياً، وجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي من منبر قصر بعبدا أمس رسالة مباشرة إلى الرئيس المكلف حثّه فيها على "أن يعجّل بأسرع ما يمكن في تأليف الحكومة مع فخامة رئيس الجمهورية، وفق روح الدستور، لأن كل يوم نتأخر فيه تغرق السفينة أكثر فأكثر". وإذ كرر بلباقة كلامه من روما حيث لم يستثن رئيس الجمهورية ميشال عون من مخالفة الدستور قائلاً رداً على استفسارات الصحافيين في قصر بعبدا أمس: "الجميع يخالف الدستور، نعم جميعهم يخالف الدستور"، شدد الراعي إثر لقائه عون على أنّ "من أوصلنا إلى هنا هو عدم وجود حكومة، فعندما لا تكون هناك حكومة يخرب الاقتصاد والتجارة والسياحة والحياة وتتوقف المصارف والمصالح، وتزيد الهجرة والبطالة، وتقفل المحال والمؤسسات"، وأضاف: "الحكومة هي الباب، لكن أين هي؟ ليست موجودة فلا يتم اتخاذ أي قرار والنتيجة أنّ البلد يموت... ونحن لا نقدر بروح المسؤولية الوطنية أن نتأخر "ربع دقيقة" عن عدم التأليف".

نقابة صيادلة لبنان: على القوى الأمنية حماية المؤسسات الصيدلانية..

الجمهورية.. اشارت نقابة صيادلة لبنان في بيان الى انه "رغم كل تحذيراتنا السابقة في شأن تفلت الوضع الأمني في الصيدليات ومستودعات الأدوية، لم تستمع الجهات الأمنية المختصة إلى صرخاتنا ولم تتخذ أي تدابير ملموسة لحماية الصيدليات ومستودعات الأدوية من الاعتداءات المتكررة وأعمال السطو التي تطالها. وآخر تلك الاعتداءات كان إقدام بعض الأشخاص اليوم على اقتحام مستودع شركة Adam pharmaceutical الكائن في مدينة طرابلس وسرقة كل محتوياته من الأدوية والمستحضرات الطبية بعد قيامهم بتهديد المستخدمين بقوة السلاح". أضافت: "حضرات المسؤولين، لا يجوز أن يمر هذا الحادث الأمني الخطير بطياته وأبعاده مرور الكرام، لا سيما أن الأوضاع تتجه إلى المزيد من التفلت يوما بعد يوم، في ظل غياب شبه تام للجهات المعنية بحفظ الأمن والاستقرار". ولفتت النقابة الى انها "أطلقت صرخة مدوية وأخيرة للقوى الأمنية لتتفضل وتقوم بدورها في حماية الملكيات الخاصة على كامل الأراضي اللبنانية، لا سيما المؤسسات الصيدلانية حتى تتمكن تلك الأخيرة من الاستمرار بالقيام بدورها وتأمين حاجات المواطنين من الادوية وغيرها من المقومات الأساسية للحياة، وإلا سنضطر آسفين الى الإقفال نهائيا حفاظا على سلامتنا وسلامة موظفينا".

ممثل الحريري عرض الاوضاع مع وزير الدفاع الروسي..

الجمهورية.. استقبل نائب وزير الدفاع في روسيا الاتحادية الفريق ألكسندر فامين اليوم في موسكو، الممثل الخاص لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري جورج شعبان. وأشار بيان للمكتب الاعلامي للرئيس المكلف الى أن "وزارة الدفاع الروسية لفتت في بيان، الى أنه "جرت خلال اللقاء مناقشة الوضع الحالي في لبنان والأوضاع في الشرق الأوسط. كما تم التطرق الى موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وأن اللقاء الذي عقد في جو من الصداقة، تم التأكيد خلاله من قبل الطرفين على متابعة التواصل والتعاون".

بيان توضيحي لـ"المالية" حول تمويل كهرباء لبنان..

الجمهورية.. صدر عن المكتب الإعلامي لوزارة المالية البيان الآتي: "توضيحا لما تتداوله بعض وسائل الإعلام، في ما خص موضوع "مؤسسة كهرباء لبنان" و"شركات تقديم الخدمات والصيانة"، إن وزارة المالية تؤكد أن لا علاقة لها بتاتا في موضوع مستحقات ودفع شركات تقديم الخدمات والصيانة برايم ساوث ، MEP BUS، دباس، مراد و KVA وليست الجهة المخوّلة لدفع هذه المستحقات، وإن الجهة المسؤولة عن المستحقات والدفع هي مؤسسة كهرباء لبنان ومصرف لبنان تبعا لعقد أبرمته مع تلك الشركات. وتفيد وزارة المالية، أن دورها يقتصر على إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان كفالتها بفتح الاعتمادات المستندية لشراء المحروقات من "فيول" و"غاز أويل" لزوم المؤسسة، وذلك بموجب القوانين التي تتيح لها بذلك".

عون تابع مع دياب تنفيذ الإجراءات في ملفَيّ المحروقات والدواء..

الجمهورية.. اجتمع رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لمتابعة تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة في شأن المحروقات والدواء إضافة الى مواضيع معيشية أخرى. وتقرر عقد اجتماعات لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال التنفيذ.

غوتيريش: لتشكيل حكومة سريعاً للحفاظ على إستقرار وأمن لبنان..

الجمهورية.. تلقت نائبة رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر إتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش، تم في خلاله البحث في الأوضاع في لبنان. وتطرق الإتصال الى موضوع تشكيل الحكومة والأزمة الإقتصادية والمعيشية التي يمر بها لبنان إضافة الى موضوع التجديد لقوات "اليونيفيل". وأشار بيان للمكتب الاعلامي للوزيرة عكر، الى ان الوزيرة عكر "شرحت لغوتيريش الوضع اللبناني والتحديات التي يواجهها لبنان وشعبه في ظل الأزمة السياسية والإقتصادية والمعيشية الحادة، متمنية دعم الأمم المتحدة للبنان للخروج من هذه الأوضاع الصعبة. وهنأت الوزيرة عكر غوتيريش بإعادة إنتخابه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية ثانية معربة عن ثقتها في أنه سيواصل تفعيل آليات العمل في الأمم المتحدة. بدوره، أعرب غوتيريش عن إهتمامه وقلقه من الوضع في لبنان، مشددا على "ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على إستقرار وأمن لبنان".

هذا ما أكده باسيل أمام سفيري تشيكيا وبلغاريا..

الجمهورية.. استقبل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في دارته اليوم، سفير تشيكيا جيري دوليزيل. كما استقبل سفير بلغاريا بويان بيليف. وجرى في الاجتماعين عرض الاوضاع العامة، والتشديد على "ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة"، وفق ما افاد به مكتب باسيل. وشرح باسيل العوائق التي لا تزال تحول دون التأليف، مؤكدا "أهمية وجود حكومة تواكب الرغبة الدولية، ولا سيما الأوروبية، لمساعدة لبنان على النهوض في سياق برنامج اصلاحي - تصحيحي متكامل". كما تناول باسيل "ضرورة أن تعيد دول الاتحاد الأوروبي توجيه المساعدات المالية التي تقدمها للنازحين، بحيث تخصص لإعادتهم الى سوريا، بما يؤدي حكما الى إنهاء أزمة النزوح بإنعكاستها على اللبنانيين والسوريين على حد سواء".

الراعي من بعبدا: لا أحد معني بلبنان بقدر رئيس الجمهورية..

الجمهورية.. أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، ان خطاب قداسة البابا خريطة طريق لنا كرؤساء كنائس وسنباشر عملنا ضمن اطارنا الكنسي لننفذ هذه الخريطة التي تفضل بها في خطابه". وقال: "نوجه نداءنا للمعنيين وسنباشر اتصالاتنا وعملنا معهم، الوقت ليس للتسلية وقداسة البابا يحمل القضية اللبنانية بعمق أعماق قلبه ويحملها الى المجتمع الدولي"، مشددا على ان "علينا ترتيب البيت الداخلي إذ لا يجوز ان يحمل البابا قضيتنا الى العالم ولا نفكر بها نحن". واعلن الراعي "ان الكل يخالف الدستور ولا أحد معني بلبنان بقدر رئيس الجمهورية"، داعيا الرئيس المكلف سعد الحريري الى "الإسراع بتشكيل الحكومة مع الرئيس عون وفقا للدستور لان لبنان يقع ضحية هذا التأخير". وقال: "لا أتعجب أن يكون هناك مخطط يستهدف لبنان، فهل يجب ان نفتح الباب او النافذة للسارق أم يجب ان نتحصن؟".

زيارة قطر "عابرة"... والحريري يحسم خياراته النهائية الجمعة؟..

الجمهورية.. عبرت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «خفيفة ونظيفة»، فالتقى فور وصوله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ان يزور بري والحريري. وفيما دام لقاؤه مع عون أقل من ثلث ساعة، لم تمرّ زيارته لبري لأكثر من ربع ساعة، فيما كانت له جلسة طويلة مع الحريري امتدت لساعة، حيث تركّز البحث على ما لم يتناوله في اللقاءين، من دون الدخول في اي تفاصيل، لتعطي انطباعاً انّ الزيارة عابرة ولا تحمل اي مبادرة استثنائية. وقد تبين انّ ظرفاً عائلياً كان سبباً اساسياً خلفها في هذا التوقيت، إذ انّ الوزير القطري حضر للمشاركة في مراسم دفن والدته التي كانت مقيمة في لبنان ومتزوجة من لبناني، من دون أن يعني ذلك انّ الزيارة خلت من البعد السياسي والاقتصادي الذي حضر خلال لقاءاته مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلّف سعد الحريري. الى ذلك، قالت مصادر واكبت الوزير القطري، انّ عبارة «جاهزون للمساعدة» هي جلّ ما سمعه الرؤساء الثلاثة، من دون ان يشير الى مبادرات أو مساعٍ يمكن أن تقدّمها قطر لحل الأزمة الحكومية. ورأت المصادر وبعضها معني بالملف الحكومي، أنّ الزيارة أُعطيت أكثر من حجمها، وهي في جزء كبير منها مرتبط بواجب عائلي في بيروت، مؤكّدة أن لا تأثير أو ربط مباشراً بين لقاءات الوزير القطري وما يمكن أن يقدم عليه الرئيس المكلّف، والذي أصبح وشيكاً. ففي معلومات «الجمهورية»، أنّ يوم الجمعة سيكون حاسماً بالنسبة اليه لجهة اتخاذ قراره، ومن المرجّح أن يكون إعتذاراً. وأضافت المصادر: «انّ قطر يهمّها رؤية لبنان وشعبه مستقراً ومرتاحاً، لكن يبدو انّ لا قرار بأن تلعب قطر ولا أي دولة اخرى حالياً دوراً في حل ازمة التأليف الحكومي، فلبنان لا يزال متروكاً وخارج الاهتمامات والأوراق على طاولة المفاوضات بين الدول، وما قيل من أنّ هذه الزيارة القطرية هي نتاج اللقاء الثلاثي في روما، هو كلام مبالغ به».

لماذا استثنى الوزير القطري دياب من جولته؟..

الجمهورية.. اللافت انّ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استثنى رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب من جولته في رسالة إضافية إلى انّ نتائج زيارة الاخير للدوحة في 20 نيسان الماضي طُويت فور انتهاء لقاءاته مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والمسؤولين القطريين الكبار، طالباً المعونة المادية لتمويل البطاقة التمويلية التي أقرّت في مجلس النواب من دون وضع الأسس التي تجعلها أمراً واقعاً. ولذلك، فقد تجنّب الوزير القطري لقاء دياب لأنّ الحديث عن مساعدات محصورة بهذه البطاقة او غيرها عن طريق حكومة تصريف الاعمال غير مطروح لدى قطر، وانه لن يعود الى طاولة البحث قبل تشكيل حكومة جديدة مُستنسِخاً المواقف الدولية والعربية التي يتجاهلها اللبنانيون حتى اليوم.

الحريري لن يسمّي خليفته..

الجمهورية.. أكدت مصادر «بيت الوسط» انّ انشغالات الرئيس المكلّف سعد الحريري امس ادّت الى تأجيل الاجتماع الأسبوعي لكتلة «المستقبل» الى اليوم، والذي سينتهي الى بيان قد يحمل جديداً يوحي بآفاق المرحلة المقبلة. ولفتت المصادر عبر «الجمهورية»، الى انّ الحريري منفتح على كل الخيارات، ما عدا ان يسمّي أحداً ليخلفه في مهمة التأليف، تاركاً لاركان السلطة هذا الملف. فالتجربة التي خاضها مع السفير مصطفى أديب في ايلول الماضي، وتلك التي عاشتها تسمية حسان دياب لن تتكرّر بالنسبة إليه، في ظل فقدان اي ضمان يمكن ان يقدّمه لا رئيس مجلس النواب ولا الامين العالم لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ولا أي مرجع آخر.

حضّ المجتمع الدوليّ على وضع كل طاقته لإخراج لبنان من الفراغ...

الجمهورية.. وضعت أوساط متابعة إشارة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الى انّه "عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردّد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد"، في سياق حضّ المجتمع الدولي على ان يضع كل طاقته لإخراج لبنان من حالة الفراغ، لأنّ تداعيات انهياره لن تقتصر عليه وحده. ولكن باريس مثلاً فعلت أقصى ما في إمكانها فعله، وبلا نتيجة، وعواصم أخرى أيضاً، والمشكلة الأساسية هي داخلية لا خارجية، بل على العكس تفكِّر الدول الخارجية في المصلحة اللبنانية أكثر من تفكير المسؤولين المعنيين بمصلحة الشعب اللبناني. وأكّدت هذه الأوساط المتابعة لـ"الجمهورية"، "أننا اليوم أمام فرصة جدّية وحقيقية"، ودعت إلى إعطاء هذه الفرصة كل مقومات النجاح، من دون الإفراط في الآمال والوعود ربطاً بالخيبات الكثيرة، ولكن الثابت في كل هذا المشهد انّ الأمور قد تخرج عن السيطرة في حال لم تتألف الحكومة سريعاً.

"فرصة جديدة" أطلّت برأسها... ومردّها إلى 3 عوامل أساسية..

الجمهورية.. لاحظت الأوساط السياسية بروز فرصة جديدة مع كل تحرُّك سياسي، وعلى الرغم من انّ كل المساعي السابقة اصطدمت بجدار التعطيل، إلاّ انّ كل فرصة تحمل معها الأمل لتجاوز الفراغ ووضع حدّ نهائي للكباش السياسي الحاصل، والفرصة التي أطلّت برأسها مجدداً مردّها إلى ثلاثة عوامل أساسية:

ـ العامل الأوّل، من طبيعة دولية، ويرتبط باللقاء الفاتيكاني والدينامية التي ولّدها دولياً، والرغبة الأميركية والفرنسية في ملاقاة البابا فرنسيس برفع مستوى الضغوط سعياً الى تأليف الحكومة.

- العامل الثاني، من طبيعة حريرية، مع وصول الرئيس المكلّف إلى إقتناع بأنّ العهد لا يريد التعاون، على رغم كل المحاولات التي قام بها واللقاءات التي عقدها معه، وبالتالي بدأت تتكوّن أو تتقدّم لديه فكرة الاعتذار في حال رُفضت التشكيلة الجديدة التي سيقدّمها.

- العامل الثالث، من طبيعة معيشية، مع التدهور المتواصل في الوضع المالي ووصول الناس إلى حافة الانفجار بسبب البنزين والدواء والغلاء والبطالة والذلّ اليومي.

سفيرة فرنسا لرئيس وزراء لبنان: «الطبقة السياسية» سبب انهيار البلاد..

الشرق الأوسط.. وجهت السفيرة الفرنسية انتقاداً حاداً لرئيس الوزراء اللبناني لقوله إن بلاده تتعرض لحصار، وقالت إن سوء الإدارة وخمول القيادات اللبنانية هو السبب في الانهيار الاقتصادي. وكان البنك الدولي قد وصف الأزمة اللبنانية بأنها أسوأ ركود في التاريخ الحديث. وفقدت العملة اللبنانية أكثر من 90 في المائة من قيمتها، ودفعت الأزمة أكثر من نصف سكان البلاد إلى صفوف الفقراء. وكانت آن جريلو، السفيرة الفرنسية لدى لبنان، تعلق يوم الثلاثاء على كلمة ألقاها حسان دياب، رئيس حكومة تصريف الأعمال، قال فيها لمبعوثين إن حصاراً قد فُرض على بلاده، محذراً من اضطرابات اجتماعية وشيكة. وقالت السفيرة في تصريحات مسجلة وزعتها السفارة الفرنسية، اليوم (الأربعاء)، إن الانهيار سببه «الطبقة السياسية». وأضافت: «لكن المخيف، يا سيادة رئيس الوزراء، هو أن هذا الانهيار القاسي اليوم... هو النتيجة المتعمدة لسوء الإدارة والخمول على مدى سنوات». وأكدت السفيرة أنه «ليس نتيجة لحصار خارجي، بل هو نتيجة لمسؤولياتكم أنتم جميعاً في الطبقة السياسية؛ هذا هو الواقع». ويتولى دياب رئاسة حكومة تصريف الأعمال منذ استقالته في أعقاب كارثة الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) الماضي. ومنذ ذلك الحين، عجز الساسة الطائفيون المتشبثون بمواقفهم عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة. ويطالب المانحون منذ فترة طويلة بتنفيذ إصلاحات للقضاء على الفساد والهدر اللذين يعدان على نطاق واسع أسباباً رئيسية للأزمة. وأشار دياب إلى الدعوات المتكررة لربط المساعدات بالإصلاح، لكنه أضاف أن «الحصار المفروض» على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، في إشارة إلى الساسة فيما يبدو. وقال إن صبر اللبنانيين بدأ ينفد، وإن ربط مساعدة لبنان بتشكيل حكومة جديدة أصبح يمثل تهديداً لأرواح اللبنانيين والكيان اللبناني، مضيفاً أن بلاده أمامها بضعة أيام قبل أن تشهد انفجاراً اجتماعياً. وأشارت السفيرة إلى أن فرنسا قد نظمت، بدعم من قوى أخرى، مؤتمرين لبحث الأزمة اللبنانية منذ انفجار مرفأ بيروت، وأنها تعمل على عقد مؤتمر ثالث. وعلى الرغم من أن حكومة دياب هي حكومة تصريف أعمال، فقد قالت السفيرة إن بإمكانها اتخاذ خطوات، من بينها تطبيق شبكة للأمان الاجتماعي، بتمويل من البنك الدولي.

الدور السعودي في تثبيت المناصفة وفكرة الدولة في لبنان

الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح... لا يشبه الدور السعودي في لبنان، بشهادة من واكبوه منذ أيام الحرب الأهلية حتى يومنا هذا، أي دور آخر لعبته أو تلعبه باقي الدول العربية أو الغربية التي لطالما كانت لديها مصالح تطمح لتحقيقها من خلال استخدام لبنان كساحة تصفية حسابات أو فرض معادلات جديدة على مستوى المنطقة ككل. ويشير رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد، إلى أنه «لطالما احتل لبنان اهتمام دوائر القرار في المملكة العربية السعودية التي لم تتركه يوماً دون ضمانات، فكانت الضمانة الأولى، بحيث إنه وللمرة الأولى في تاريخ لبنان المعاصر حصل المسيحيون في عام 1989 من خلال اتفاق (الطائف) على مطلبهم التاريخي ألا وهو نهائية الكيان اللبناني خطياً كما حصل المسلمون على مطلبهم التاريخي بعروبة لبنان وانتمائه للعالم العربي»، معتبراً أن «هذا العقد الاجتماعي بين المسيحيين والمسلمين يتجاوز موضوع المناصفة والمثالثة بوصفه أنهى سبعين سنة من التقاتل بين فريق يتهم الآخر بأن لبنانيته ناقصة وفريق يتهم الأول بأن عروبته ناقصة». ويلفت سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضمانة ثانية أتت إقليمية بحيث إن القمة العربية في بيروت قالت الأرض مقابل السلام، أي إذا حصلتم على الأرض تحصلون على ضمانة السلام الإقليمي»، مضيفاً: «أما الضمانة الثالثة فمن طبيعة ثقافية، أي إن العروبة كما طرحها إعلان الرياض عام 2007 ليست آيديولوجية أو دينية إنما رابطة حضارية». ويرى أن «هذه العطاءات الثلاثة التي ساهمت المملكة مساهمة أساسية فيها ثبّتت نهائية الكيان وعروبة الكيان وموقع لبنان في الصراع العربي - الإسرائيلي وأكدت العروبة التي لا تتناقض مع اللبننة ولا تزعج فريقاً من اللبنانيين». من جهته، يرى الدكتور محمد السماك، أمين عام اللجنة الوطنية للحوار المسيحي الإسلامي، أنه «من الخطأ التعاطي مع المملكة فيما يتعلق بلبنان كأنها زائد واحد عن بقية الدول العربية، إذ يمكن الحديث عن خصوصية في العلاقات اللبنانية - السعودية منذ أيام الملك المؤسس، وهي عاطفة ترجمها الملوك السعوديون وآخرهم الملك الحالي». ويشير السماك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المملكة لم تقدم حصراً مساعدات مالية ومادية للبنان إنما قدمت له الدعم المعنوي على مدى سنوات عديدة، وكان دعمها شاملاً وموضع تقدير كل اللبنانيين من كل الطوائف، فحتى بعد عدوان يوليو (تموز) 2006 تم توزيع المساعدات السعودية على المناطق المنكوبة»، وأضاف: «تتجاوز المملكة بعلاقاتها الصيغة المحلية اللبنانية والمعادلات الانقسامية، ولطالما كانت تلعب دوراً توفيقياً تكرس باتفاق الطائف الذي رعته وحرصت على تنفيذه». ويتحدث السماك عن «لعب المملكة دوراً أساسياً في تثبيت التوافق اللبناني على المناصفة، بوصفها لم تُملِ في يوم على لبنان المناصفة أو سواها بل باركت وسهّلت تنفيذ ما يتفاهم عليه اللبنانيون»، موضحاً أن «عقلية تعاطي المملكة مع لبنان مختلفة عن تعاطي معظم الدول الأخرى معه باعتبار أن الكثير من هذه العلاقات ينطلق من ولاءات وتبعيات سياسية بخلاف العلاقة مع المملكة التي لم تتعاطَ في يوم من الأيام مع أيٍّ من الفرقاء كتابع لها، وتمسكت بالشمولية في التعامل مع اللبنانيين». ويتحدث رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور، عن «دور تاريخي للمملكة هو دور ضامن لسيادة لبنان واستقلاله ومفهوم الدولة في لبنان»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «حرصها الدائم على العيش المشترك الإسلامي - المسيحي». ويقول: «هي من قلة قليلة من دول لم تتدخل في الحرب اللبنانية لتغليب فريق على فريق سياسي آخر. علماً بأنه كان باستطاعتها بشكل بدهي وتلقائي أن تكون في الحرب التي كان لها طابع طائفي مع المسلمين ضد المسيحيين لكن كل الوقت كانت مع اللبنانيين وعملت وجهدت لوقف الحرب ولم تكن يوماً طرفاً في هذا النزاع الذي تدخلت فيه كل دول العالم». ويرى جبور أن «الأساس دعم الدولة، وأهمية الموقف السعودي أنه مع الدولة والدستور والتعايش، أما الدور الإيراني فمناقض للدور السعودي بوصفه داعماً للدويلة على حساب الدولة ولسلاح (حزب الله) على حساب سلاح الجيش اللبناني، ما يعني ضرب الدستور ومفهوم الحياد والتعايش وتغليب فئة من اللبنانيين على حساب باقي الفئات». ويضيف: «المطلوب من كل دول العالم دعم الدولة وكل ما تبقى تفاصيل نتفق عليها كلبنانيين داخلياً».

المجتمع الدولي ينتفض على دياب ويحاصره سياسياً.. يتهمه بالتناغم مع موقف «حزب الله»

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير.. قال مصدر دبلوماسي غربي إن عدداً من السفراء اضطروا إلى تنظيم هجوم سياسي مضاد استهدف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، على خلفية ما صدر عنه في اجتماعه بالسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى لبنان، باتهامه المجتمع الدولي بالوقوف وراء الحصار المفروض على لبنان، وتحميله مسؤولية انهياره، وعجز حكومته عن توفير الحد الأدنى من الحلول للاحتياجات الحياتية الضرورية للبنانيين. وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن السفراء فوجئوا بالحملة التي أُريد منها تحويل الأنظار عن إخفاق المنظومة الحاكمة في استجابتها لخريطة الطريق الفرنسية لوقف انهياره. ولفت المصدر الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن دياب تسبب في إغضاب السفراء، بتحميله بلدانهم مسؤولية الحصار المفروض على لبنان، وقال إنهم انتفضوا عليه في اللقاء لأنهم قرأوا في إصراره على رمي مسؤولية الانهيار في حضن المجتمع الدولي محاولة مكشوفة للتناغم في موقفه مع اتهام السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا بتدمير العملة اللبنانية، بالتلازم مع اتهام بلادها بفرض حصار على الشعب اللبناني والبيئة الحاضنة للمقاومة تريد منه التحريض على المقاومة. وقال: «لنفترض أن الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله قال نصف الحقيقة في هذا الخصوص، مع أنه لا يمت بصلة إلى الحقيقة، فأين النصف الآخر من الحقيقة؟ ومن يتحمل مسؤوليته؟ ولماذا قرر الهروب إلى الأمام برمي كرة التقصير في مرمى المجتمع الدولي؟ وهل كان دياب مضطراً للسير بلا ضوابط في تبنيه لاتهامات الحزب؟ إلا إذا كان لا يدرك حقيقة موقف الدول الداعم للبنان، ويتجاهل ما قدمته من نصائح تتيح لحكومته الانتقال بالبلد من مرحلة التأزم إلى التعافي المالي». وغمز من قناة دياب بتجهيله للمسؤول الذي يقف وراء انهيار لبنان. وسأل المصدر السياسي عن موقفه من كل ما صدر عن نصر الله في خصوص التحقيقات التي يتولاها المحقق العدلي القاضي طارق بيطار في جريمة تفجير مرفأ بيروت، في ضوء طلبه رفع الحصانة عن 3 وزراء سابقين هم الآن أعضاء في البرلمان من جهة، وبطلب الإذن الذي يسمح له بملاحقة قادة أمنيين وعسكريين سابقين؟ .... ورأى أن موقف نصر الله من رفع الحصانة عن الوزراء السابقين، وطلب الإذن لملاحقة القادة الأمنيين، يتعارض مع الاحتكام إلى ما ستؤدي إليه التحقيقات لتحديد المسؤولية، وبالتالي من غير الجائز أن يستبقها بذريعة أن هناك من يحاول توظيفها سياسياً، وصولاً إلى الاستهداف السياسي. وعد المصدر نفسه أن المجتمع الدولي، وإن كان يدعو باستمرار إلى تشكيل حكومة مهمة تلتزم بالمواصفات والشروط الإصلاحية التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مبادرته، فإنه في المقابل لا يبرر لدياب انكفاءه عن ممارسة مهامه في تصريف الأعمال، وغيابه غير المبرر في غالب الأحيان عن الحضور إلى مكتبه في السراي الحكومي، وحصر معظم نشاطاته في تشكيل اللجان الوزارية التي بقيت مشلولة غير قادرة على تفعيل حكومة تصريف الأعمال، علماً بأن بعض اللجان كانت قد شُكلت بأعداد فضفاضة، وضمت في عضويتها أعضاء يفوق عددهم عدد أعضاء الحكومة. وسأل المصدر نفسه: هل المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية كانت وراء تدمير علاقات لبنان بعدد من الدول العربية والأجنبية، من دون أن تبادر الحكومة قبل أن تستقيل لتصحيحها، باعتماد سياسة النأي بلبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة شرطاً لإعادة ترميمها؟ وقال إن السؤال نفسه ينسحب على رئاسة الجمهورية، بعد أن طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي بفك الحصار عن الشرعية. وأكد أن الحكومة، قبل أن تستقيل، لم تأخذ بالنصائح التي أُسديت لها، وخلاصتها أن مساعدة المجتمع الدولي للبنان تبدأ بمبادرة اللبنانيين إلى مساعدة أنفسهم، وقال إن مشكلة لبنان الأولى تكمن في تخلي الشرعية، الممثلة بالرئيس ميشال عون، عن دورها التوفيقي في جمع اللبنانيين تحت سقف إعلان حالة طوارئ اقتصادية وسياسية، تضع في أولوياتها إنقاذ البلد، ومنعه من السقوط في الهاوية. وعد أن إصرار بعضهم على العناد والمكابرة يعيق التوصل إلى إعلان حالة تضامن وطني باتت أكثر من ضرورة بعد جريمة العصر التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، وقال: «هل المجتمع الدولي هو من أعاق التفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدة مالية لخفض منسوب الكوارث الاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحت وطأتها السواد الأعظم من اللبنانيين، أو حال دون الاستجابة، فعلاً لا قولاً، للمبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان؟». وتوقف أمام التفات المجتمع الدولي إلى المؤسسات والمنظمات العاملة في نطاق المجتمع المدني، ومبادرته إلى تقديم المساعدات لها، وقال إن السبب يعود إلى انعدام الثقة بالمنظومة الحاكمة والطبقة السياسية ووزارات وإدارات الدولة، باستثناء المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى التي ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها آخر ما تبقى من معالم الدولة، ولا يمكن مساواتها بالآخرين الذين تدور من حولهم شبهات الفساد وهدر المال العام وسوء استخدامه. وفي هذا السياق، سأل المصدر: هل كان لحجب المساعدات العربية والأجنبية عن إدارات الدولة، وحصرها بالهيئات العاملة في المجتمع المدني، من دوافع تقف وراء الأسباب «المجهولة» التي استعان بها دياب لشن هجومه على المجتمع الدولي، محملاً إياه الحصار المفروض على لبنان؟ وقال إن الأخير لم ينتظر طلب الحكومة للمساعدة، إنما بادر إلى تقديمها من دون العودة إليها. لذلك فإن دياب -بحسب المصدر- أوقع نفسه في مشكلة مجانية مع المجتمع المدني كان في غنى عنها، لما سيترتب عليها من ردود فعل لن تكون لمصلحة الحكومة المستقيلة التي يتعامل معها المجتمع الدولي على أنها استقالت وتخلت عن مسؤوليتها قبل أن تستقيل تحت ضغط الفاجعة غير المسبوقة التي أصابت لبنان من جراء تفجير المرفأ. وعليه، لم يكن دياب مضطراً بعد هجوم نصر الله على الولايات المتحدة إلى أن يشاركه في هجومه، بتحميل الخارج مسؤولية الانهيار بذريعة الحصار المفروض على لبنان الذي تحاصره في الواقع المنظومة الحاكمة، برفضها الالتزام بخريطة الطريق الأممية لإنقاذه، بدءاً بتشكيل حكومة مهمة. ويبقى السؤال: كيف سيتعامل دياب مع الحصار المفروض عليه، أو الذي فرضه على نفسه بتجاوزه للأصول الدبلوماسية المتعارف عليها في مخاطبته للدول والمؤسسات الدولية؟ وأين يقف عون من الاشتباك السياسي الذي تسبب به دياب؟ وهل يشكل له محطة ليعيد النظر بعلاقته مع «حزب الله»، بما يتيح له تجاوز ما يتعرض له من انتقادات محلية ودولية، على خلفية توفير الغطاء السياسي له داخلياً وخارجياً، والاستقواء به في مواجهة معارضيه؟

مئوية علاقة الكنيسة المارونية بالسعودية تتزامن مع مئوية لبنان وتسبق استقلاله

بخاري: «رؤية 2030» ترسم آفاق المستقبل أمام عولمة العروبة التي تتسع للجميع

الشرق الاوسط...بيروت: ثائر عباس... يُظهر التزامن الحاصل بين مئوية لبنان الكبير، ومئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية، تجذُّر العلاقة التي سبقت استقلال لبنان منذ نحو 78 عاماً، ودفء هذه العلاقة الذي تعكسه الرسائل المتبادلة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، ويُكشف عنها النقاب اليوم في احتفال تقيمه الكنيسة المارونية بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت وليد بخاري، سيتم خلاله إطلاق كتاب يؤرِّخ لهذه العلاقة ويوثِّق مجرياتها. تأتي هذه المئوية التي وصفها السفير بخاري لـ«الشرق الأوسط» بأنها «مئوية الشركة والأخوة» في لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة ولبنان، أسفرت عن فشل نظرية «حماية الأقليات» التي روجت لها إيران ومحورها في حمأة الأزمة السورية وارتداداتها اللبنانية، كما يقول ناشر الكتاب الزميل نوفل ضو، كما أنها تأتي في ظل لحظة مهمة في تاريخ لبنان حيث «يتم تصوير الصراع على الحصص الحكومية على أنه صراع لحماية حقوق المسيحيين في مواجهة المسلمين من قِبل فريق رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره». ويقول ضو: «إن ما يشهده لبنان من محاولات لتغيير هويته، ومحاولة وضع المسيحيين في مواجهة المسلمين تحت ستار الصلاحيات حيناً، وصحة التمثيل حيناً، هي أمور تسقط عندما يتوضح للجميع من مضمون هذا الكتاب عُمق العلاقة وطبيعتها»، معتبراً أن «الرسائل المتبادلة من شأنها أن تُلقي أضواء مهمة على العلاقة، ومن شأنها أن تُسقط كل الخطط لانتزاع لبنان من محيطه العربي وإلحاقه بإيران». أما مؤلف الكتاب الآباتي أنطوان ضو الأنطوني، فيرى أن «ميزة هذه العلاقات أنّها احترمت استقلال لبنان وسيادته وحريّته، كما احترمت التنوّع فيه، وصيغة العيش المشترك، ولم تميّز بين اللبنانيين، إنّما انتهجت سياسة واعية، حكيمة وجامعة، قائمة على احترام خصوصيّة لبنان، فدعمته على كل المستويات، وفي كل الظروف، ليبقى وطن الرسالة». وتتجسد أهمية العلاقة بين المملكة، ببُعدها العربي والإسلامي الوازن، مع الكنيسة المارونية وبُعدها اللبناني الضارب في عمق تاريخ هذا البلد الصغير، المتنوع الثقافات والديانات، مع إجماع على عروبته التي تتخطى البُعد الديني. ويرى السفير بخاري أن هذه المئوية «صفحة مجيدة تجسّد مسيرة تاريخية لعمق العلاقة بين المملكة العربية السعودية والبطريركية المارونية». ويرى أن «(رؤية السعودية 2030) ترسم آفاق المستقبل أمام عولمة العروبة التي تتسع للجميع». ويشرح السفير بخاري أن «هذه الرؤية ترتكز، كما رسمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في خطابه، على مرتكزات ثلاثة هي: موقع استراتيجي متميز، وقوة استثمارية رائدة، وعمق عربي وإسلاميّ»، ويرى بخاري أن «توصيف هذا العمق من قِبل سيدي ولي العهد يشير إلى أن القيادة السعودية كانت ولا تزال في موقع الحفاظ على هذا التنوع المهم في المنطقة، من وجهة نظر إنسانية غير ضيقة وغير فئوية وغير مذهبية. أما فيما يخص لبنان، فهو كان دائماً في قلب المملكة قيادةً وشعباً، وهو ما تعبّر عنه بوضوح مواقفها الثابتة من الحفاظ على وحدته واستقلاله وحرية قراره». ويذكِّر السفير بخاري بما ورد في الكتاب موضع الاحتفال وكيف أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن عبد العزيز، طبع زيارته لبنان في 23 أبريل (نيسان) 1946، بعد سوريا في أعقاب استقلال البلدين بمواقف رددها في كل محطات الزيارة، شددت على استقلال لبنان وسيادته في تعبيرٍ عن السياسة الثابتة للملك عبد العزيز آل سعود، وكيف رد على سؤال وجهه إليه أحد الصحافيين اللبنانيين عن المطالبات بالوحدة السورية اللبنانية بالقول: «إن استقلال لبنان استقلالاً تاماً وكاملاً بحدوده الطبيعية المعترف بها من جميع الدول وفي مقدمها الدول الشقيقة هو غاية من غايات جلالته في أهدافه السياسية الجوهرية التي يُعنى بها ويؤيدها». وقال رداً على سؤال آخر: «إن كل تغيير أو تعديل في أوضاع البلدان العربية الراهنة يعد نقضاً صريحاً لميثاق الجامعة العربية». أما الملك سعود، فقد زار لبنان بدوره عندما كان ولياً للعهد، وقد سجّلت الصحافة اللبنانية أنه خلال معانقة الرئيس كميل شمعون للأمير سعود بن عبد العزيز مودّعاً سمع ولي العهد السعودي يردد عبارته الشهيرة التي طبعت زيارته للبنان والتي لا يزال يرددها اللبنانيون حتى اليوم كلما تحدثوا عن الأمير الذي تولى المُلك لاحقاً بعد وفاة والده الملك عبد العزيز، بقوله: «إنني أغادر لبنان وأترك قلبي في ربوعه».

القطاع التربوي في لبنان.. أساتذة يبحثون عن "طريق الهروب"

الحرة....أيمن شروف – بيروت... الرواتب التي يتقاضاها المعلمون فقدت الكثير من قيمتها بسبب الأزمة الاقتصادية.... تعاني القطاعات الحيوية في لبنان من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة، حيث يطلق العاملون بها صرخات استغاثة، وهو واقع يعيشه القطاع التربوي. فقد بات الأساتذة، الذين كما يُقال هم "مربو الأجيال"، يبحثون اليوم عن مهرب خارج البلاد أو عبر الانتقال إلى مهنة أخرى. ليس هناك من رقم محدد للأساتذة الذين تركوا المهنة ورحلوا عن لبنان، أو تركوها للبحث عن لقمة عيش في قطاع آخر يستطيع أن يؤمّن لهم قوتاً أكثر مقارنة بالتعليم، حتى لو كان الفارق ضئيلا، إلا أنهم يفضلون اليوم البحث عن "ربطة خبز زيادة"، وهو طموح كثيرين، كانوا إلى الأمس يتنعمون بشيء من الرفاهية التي اختفت بلمح البصر. ومنذ سنوات يُطالب الأساتذة بزيادة على أجورهم، وتختلف المطالبة من التعليم الأساسي إلى الثانوي والجامعي فالمهني، وكانوا قد حصلوا، عام 2017، على زيادة تراوحت نسبتها بين قطاع وآخر، بمعدل بلغ 65 في المئة زيادة للقطاع التربوي بعد أن تحصلت الدولة ثلاث مرات من جيب المعلمين فيما سُمي "ضرائب على السلسلة".

"العمل في السخرة"!

الأستاذ في التعليم الثانوي، حسن مظلوم، في حديث لموقع "الحرة": "خلال الانهيار المالي والاقتصادي الذي نعيشه اليوم في لبنان، صارت قيمة رواتب المعلمين في أدنى مستوى. تتراوح للثانوي بين 120 و200 دولاراً. يعني أنا الأستاذ اليوم يعمل في السخرة. هذا الأستاذ لكي يصل إلى عمله يحتاج إلى بنزين، التي سار سعر التنكة يُقارب 100 ألف ليرة، ما يعني أن الأستاذ كي يصل إلى عمله، سيدفع راتبه كلّه على مصروف الوقود". يُضيف مظلوم، بنبرة فيها الكثير من الغضب: "تعرض أحد زملائنا إلى عارض صحي استدعى دخوله المستشفى. فارق صندوق التعاضد الذي دفعه بلغ 31 مليون ليرة، أي ما يوازي راتب سنتين ونصف السنة. هذا هو واقع الأستاذ اليوم، مرمي مثل كل اللبنانيين ولا يعرف ماذا يفعل. الأستاذ اليوم غير قادر على أن يشتري جوارب. هذا ما أوصلتنا إليه هذه المنظومة". وتقول المعطيات المتوفرة إن حوالي 2000 أستاذ تقريباً تركوا التعليم. وهذا الرقم فقط محصور بالتعليم الأساسي والثانوي، فيما ليس هناك من رقم محدد يخص التعليم الجامعي، إلا أن الأساتذة يتحدثون عن أن الكثير من زملائهم تركوا القطاع بالفعلأو هاجروا البلد.

انهيار القطاع!

يقول مظلوم: "أنا أستاذ مدرب، أي أنني أعلم الأساتذة الذين سيدخلون القطاع التربوي. الشرط الأساسي الذي يجب أن يتوفر لديهم هو الاحترام والترتيب. اليوم ليس هناك من أستاذ غير مديون وغير هارب من جاره وقريبه ودكان الحي، الذين كلهم يريدون منه المال لأنه اضطر أن يستدين كي يعيش. وصلنا إلى القعر". وخسر الأستاذ 90 في المئة من قيمة راتبه، فمثلاً كان معدل راتب أستاذ التعليم الثانوي قبل سنتين، حوالي 3 ملايين ليرة، أي ما يقارب الألفي دولار، اليوم وبعملية حسابية بسيطة تبلغ قيمة راتبه أقل من 200 دولار. برأي مظلوم أن "هذا الواقع سينعكس حكماً على جودة التعليم، فكيف نطلب من الأستاذ أن يعطي من وقته وجهده ويربي الأجيال وهو غير قادر على أن يُعيل نفسه؟ وكل الوقت يُفكر ماذا سيعمل إلى جانب التعليم كي يستطيع أن يحيا الشهر كاملاً دون أن يجوع. اليوم الغالبية تُفكر بالرحيل ومن سيحصل على فرصة في الخارج لن يُفكر مرتين. بين الذل والهرب، الخيار واضح للجميع". "لم يعد لدي ما أخسره"، يقول مظلوم هذه الجملة بعد أن حمل هذه الطبقة ومن توالى على التربية مسؤولية الوضع الذي يعيشه اليوم. يسأل: "ماذا تركوا للتربية غير أنهم جعلوها متاحة لطبقة محددة من الناس تستطيع أن تضع أولادها في المدارس الخاصة، فيما غالبية اللبنانيين يذهبون إلى التعليم الرسمي الذي بكل أسف، إنهار؟".

الذل

"حاولت الوصول إلى الجامعة حيث أعلّم لكني لم أستطع بسبب قطع الطرقات. عدت إلى المنزل ركنت سيارتي وذهبت مشياً على الأقدام، في طريق عودتي إلى البيت، وقعت وتعرضت لرضوض استدعت نقلي إلى المستشفى. جلنا على أكثر من مستشفى، ولا مستشفى استقبلني لأن صندوق التعاضد لا يغطيني. انتهى بي الحل وأنا اتصل بطبيب ليصف لي الأدوية التي علي استعمالها لكي أخفف من الألم، ليس أكثر". تروي الدكتورة ناهد الرواس في حديث لموقع "الحرة" ما جرى معها في معرض وصفها للواقع الذي يعيشه الأساتذة اليوم. تقول: "الأستاذ مثله مثل أي مواطن يعاني اليوم. الفارق أنه كان له قيمة في المجتمع اليوم هو في أدنى سلّم المجتمع ويعاني ما يعانيه من ذل وعوز، بعد أن تحول راتبه لمجرد أوراق لا تكفيه لكي يأكل مدة أسبوع". تُضيف: "نحن اليوم نُذل. نعم نُذل. نستمر بالتعليم باللحم الحي. نحن نأتي بالقرطاسية، ونأتي بأوراق التدريس ونطبع المسابقات. نستخدم الكومبيوتر خاصتنا لأن الدولة لم تقدم لنا شيئاً، فقط طلبت منا أن نُعلّم عن بعد من دون حتى أن تسأل كيف سنُعلّم. تخيل أنني اليوم إذا تعطل اللابتوب لن أستطيع أن أشتري مكانه أو أن أصلحه لأن قيمة تصليحه قد تبلغ ضعفي الراتب إن لم يكن أكثر". أيضاً، وكما في الثانوي والأساسي، تتحدث الرواس عن طلبات استيداع بالمئات. وطلب الاستيداع هو استمارة يملأها الأستاذ حين ينوي أن يرحل لفترة معينة ويوافق عليها الوزير المعني ومجلس الخدمة المدنية وهي تكون لمدة سنة قابلة للتجديد مرتين. تقول الرواس: "بالإمكان القول إن هجرة الأساتذة كارثية ومخيفة". ويقدر اليوم أن هناك حوالي 1200 أستاذ متفرغين في الجامعة اللبنانية منذ عام 2014 ولم يتمكنوا من الدخول إلى الملاك، وهناك حوالي 70 في المئة من أساتذة الجامعة اللبنانية يعملون بنظام التعاقد أي من دون تفرغ، وبرأي الرواس أن "الأساتذة من هؤلاء ممن سيتقاعدون لن يجدوا ما يأكلونه على الأرجح. هذا هو الواقع المأساوي". يبلغ راتب أستاذ التعليم الأساسي حوالي 800 ألف ليرة كمعدل عام. يعني ما يُقارب الأربعين دولاراً على سعر السوق السوداء، وقد يصل الراتب بحد أقصى إلى مليون ونصف أي 80 دولار بحسب معدل الساعات التي يُدرسها. المتعاقدون منهم لا يتحصلون على رواتبهم بشكل منتظم أي شهري كذلك هم لا يحصلون لا على بدل نقل ولا يستفيدون من الضمان الاجتماعي. تقول نسرين شاهين وهي أستاذة متعاقدة في المدرسة الرسمية: "آخر مرة حصلنا على رواتبنا كانت من عدة أشهر. المُبكي أن مصرف لبنان يسمح لنا بالحصول على نصف الراتب، نصف المستحقات، وفقاً لتعاميمه. يعني ليس فقط نحن لا نقبض راتباً يكفينا، بل أيضاً لا يسمحون لنا بالحصول على راتب لا يوازي اليوم أكثر من 50 دولاراً ولا يكفي مصروف أسبوع من الشهر". تروي نسرين أن "أحد الأساتذة معها، كان يجلس في المدرسة أثناء ساعة فراغ ليحتسب راتبه وماذا يستطيع أن يفعل به. فجأة، جمع حاجياته ورحل، والسبب أنه اكتشف أن ما يجنيه خلال شهر كامل من التعليم ومهما زاد عدد الساعات التي يعطيها لن يكفيه ليؤمّن أكل ابنه"، تُضيف: "نحن لدينا كرامة، لن ينتزعوها منّا. صحيح أننا مستعدون لكي نُضحي ولكن ليس على حساب كراماتنا وليس في ظل هكذا سلطة فاسدة". وفي تصريحات لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللباناني، حسان دياب، في لقائه وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، في مقر السفارة اللبنانية بالدوحة، قال: "لقد بلغ لبنان حافة الانهيار الشامل (...) بفعل عقود من الحروب والإهدار والفساد، والسياسات التي شجعت الاقتصاد الريعي على حساب الاقتصاد المنتج". ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا متسارعا، صنّفه البنك الدولي الشهر الماضي على أنه من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ العام 1850. وقد فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس وإجراءات مواجهة فيروس كورونا. ولا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، ويغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ نحو 11 شهرا من دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار المرفأ.

 

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير... هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد في الأنبار.. والقوات الأميركية ترد...حرب أفغانستان بالأرقام...«طالبان» توتِّر حدود أفغانستان مع 3 دول.. الجيش الأميركي: انسحبنا من افغانستان بنسبة تتجاوز 90 في المئة..الحكومة الأفغانية تتعهد باستعادة مناطق سيطرت عليها «طالبان»..دبلوماسي: ألمانيا تغلق قنصليتها في مزار شريف بأفغانستان..لابيد يؤيد نقاط أوباما الـ 10: نتنياهو ضرب علاقاتنا بالولايات المتحدة..البيت الأبيض: الولايات المتحدة والصين يمكنهما التعايش في سلام..مسؤولون أوروبيون يؤكدون أهمية ضم دول جديدة للاتحاد.. ألمانيا تعتقل خبيراً سياسياً تجّسس للصين..أوزبكستان ترفع الحظر عن ارتداء الحجاب...

التالي

أخبار سوريا... تقارير في تل أبيب عن «تقييد» الأسد لميليشيات طهران..روسيا تضع ملفي العقوبات والمساعدات على جدول «آستانة 16»...مسعى إيرلندي ونروجي لتمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا.. النظام السوري يرفع سعر البنزين..دعوة أممية لإنشاء آلية للكشف عن مصير المفقودين في سوريا..مقتل جندي تركي بنيران أطلقت من سوريا.. قرارات رفع أسعار "مثيرة للجدل" ومؤشرات على "ولادة الاقتصاد الجديد"..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,012,471

عدد الزوار: 7,655,486

المتواجدون الآن: 0