أخبار العراق.. العبادي يبلغ بارزاني رفضه الضربة الصاروخية الإيرانية... قاآني يدخل على خط قصف أربيل من بوابة الانسداد السياسي..حكومة كردستان تستدعي القنصل الإيراني وتسلمه مذكرة احتجاج.. غربال «السيادة» العراقي: شمس العمالة البارزانيّة لا تُغطّى..

تاريخ الإضافة الأربعاء 16 آذار 2022 - 5:05 ص    عدد الزيارات 1218    التعليقات 0    القسم عربية

        


العبادي يبلغ بارزاني رفضه الضربة الصاروخية الإيرانية...

لجنة تقصي الحقائق في هجوم أربيل تتحدث عن دول {لا تريد استقرار العراق}..

الشرق الاوسط... بغداد: فاضل النشمي.. ما زال الهجوم الباليستي غير المسبوق الذي شنته إيران على أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، الأحد الماضي، مثار اهتمام الأوساط الرسمية والشعبية، بالنظر لخطورته وخرقه الفاضح لسيادة البلاد وأمنها. وفيما رأى نائب رئيس البرلمان حاكم الزاملي الذي زار الإقليم، أن بعض الدول «لا تريد عراقاً مستقراً»، رفض رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الاعتداء الإيراني خلال اتصال هاتفي بزعيم الحزب «الديمقراطي» الكردستاني مسعود بارزاني. ووصل الزاملي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي ورئيس لجنة تقصي الحقائق (عن الكتلة الصدرية الحليفة للحزب الديمقراطي الكردستاني)، صباح أمس، إلى أربيل على رأس وفد نيابي يضم النائب الثاني لرئيس المجلس، شاخوان عبد الله وعدداً من النواب. وعقدت اللجنة اجتماعاً مع وزير داخلية إقليم كردستان ريبير أحمد خالد والكادر المتقدم في الوزارة لمناقشة حيثيات الهجوم الصاروخي والاستماع إلى التفاصيل المتعلقة بذلك. وطبقاً لبيان، فإن الزاملي الذي زار موقع الهجوم الصاروخي أكد أن «العراق مستهدف بشكل عام ومن كثير من الدول، لأن بعضها لا تريد استقراره». وأضاف، أن «على دول الجوار أن تفهم أن العراق لا يهددها بل هو مفتوح أمامهم من أجل الاستثمار والعمل». وأشار إلى أن «القرار عراقي وهذا توجه جميع العراقيين الذين يرفضون أن يكون قرارنا مرتبطاً بأي دولة». وتابع الزاملي: «إننا نرفض استهداف أي عراقي داخل أراضيه، وسيكون للبرلمان موقف واضح. الدورة البرلمانية الحالية تختلف عن الدورات السابقة، وهناك اتفاق على أن العراق ذو استقلالية، وهناك لجان تنسيق بين مجلس النواب وبرلمان إقليم كردستان». وخلال زيارة الزاملي إلى مكان الحادث الذي تعرض للهجوم الصاروخي في أربيل، صرح لوسائل إعلام كردية بأن «كل ما وجدته داخل المنزل يثبت بأنه يعود لعائلة عراقية». ويتوقع أن تعلن نتائج لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بشأن الهجوم الصاروخي نتائجها خلال الأيام المقبلة. من جانبه، دعا وزير داخلية إقليم كردستان والمرشح لتولي منصب رئاسة جمهورية العراق، ريبر أحمد خالد، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع لجنة تقصي الحقائق، السلطات الإيرانية إلى المشاركة في التحقيق، وقال: «لا يوجد لدينا ما نخفيه ونرفع التقارير والأدلة لرئاسة مجلس النواب». وأضاف: «سنزود البرلمان بالمعلومات والتقارير المطلوبة واللازمة بشأن الأماكن المستهدفة وكلها مدنية». وتابع: «وجهنا دعوة للأمم المتحدة وكل الأطراف للاطلاع والتحقيق بحضور الإخوة في الجمهورية الإسلامية ولا مانع لدينا من ذلك». ويواصل المسؤولون في أربيل نفيهم الادعاءات الإيرانية المتعلقة بوجود «مراكز تجسس إسرائيلية» في الإقليم وهي الذريعة التي استندت عليها طهران في هجومها الصاروخي على أربيل. من جهة أخرى، يبدو أن الهجوم الصاروخي الذي كرس موجة تضامن محلية ودولية واسعة مع الإقليم، أسهم في ذوبان جليد العلاقة بين رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني ورئيس الوزراء الاتحادي السابق حيدر العبادي، عقب تدهور العلاقة بين الرجلين على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر (أيلول) 2017. وقام العبادي، أمس، بإجراء مكالمة هاتفية مع بارزاني على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني. وذكر مكتب العبادي الإعلامي في بيان، أن المكالمة تعلقت بـ«الأوضاع الحالية والانسداد السياسي وما تعرضت له أربيل من اعتداء مرفوض بالمطلق». ووصف البيان أربيل بـ«المدينة الصامدة التي شاركت مع جميع العراقيين بالدم والتضحيات في مواجهة الهجمة الإرهابية الإجرامية لداعش». وأكد العبادي، أن «سيادة العراق واحدة لا تتجزأ، وأن العراقيين ملتزمون بحسن الجيرة وعدم السماح باستخدام أراضي البلد للاعتداء على دول الجوار، حسب ما أقره الدستور العراقي». وتطرق البيان إلى مناقشة الجانبين «سبل التعاون وبذل الجهود من أجل معالجة الانسداد السياسي الذي لا يخدم مصالح الناس ويضر بالتنمية الاقتصادية والتأكيد على مبدأ الشراكة الوطنية في إدارة البلد وموارده لمصلحة جميع العراقيين من دون تمييز».

قاآني يدخل على خط قصف أربيل من بوابة الانسداد السياسي

جاء إلى بغداد حاملاً «أدلة» على النشاط الإسرائيلي في كردستان

بغداد: «الشرق الأوسط»... لا يعلن في العادة عن الزيارات التي يقوم بها إلى بغداد قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، إسماعيل قاآني. أنباء الزيارة تتسرب عبر الكواليس إلى مواقع التواصل ووسائل الإعلام. ومع أن زيارات قاآني إلى العراق حيث المحطات الثلاث (بغداد والنجف وأربيل) تكررت خلال الأشهر الماضية التي تلت الانتخابات، لكنه طبقاً للخريطة السياسية التي تلت ظهور النتائج، هناك انطباع مفاده أن الدور الإيراني تراجع في العراق. فإيران لم تتمكن من إيقاف التشظي في البيت الشيعي، بعكس تركيا التي نجحت في توحيد البيت السني. ورغم كل الضغوط التي مارستها إيران، فإنها لم تفلح في تغيير مشروع الأغلبية الوطنية الذي يتبناه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي يريد تشكيل حكومة بدون تدخلات إقليمية (لا شرقية)، والمقصود بها إيران، أو دولية (لا غربية)، والمقصود بها الولايات المتحدة الأميركية. وتطبيقاً لهذا الشعار الثابت حتى الآن، فإن الخريطة السياسية انقسمت إلى تحالفين، ثلاثي قوامه «التيار الصدري، وتحالف السيادة السني، والحزب الديمقراطي الكردستاني»، مقابل تحالف شيعي - كردي - سني آخر، هو «الإطار التنسيقي، والاتحاد الوطني الكردستاني، وعزم السني». طهران، خاصة بعد أن أفلحت جهود الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في توحيد البيت السني، بدأت محاولات حثيثة في تغيير بوصلة خريطة التحالفات السياسية في العراق باتجاه عرضي (بيت شيعي - بيت كردي - بيت سني)، لا تحالفات طولية، قوامها (حزب شيعي - حزب سني - حزب كردي)، ولكي تحافظ على هذا التماسك الذي يحفظ للشيعة مكانتهم كأغلبية سكانية، يجب أن تترجمه على شكل أغلبية برلمانية، كما أن طهران وجدت في نجاح الآخرين (ولا سيما الأتراك) في توحيد البيت السني، الذي كان حتى سنوات قليلة ماضية أوهن من بيت العنكبوت على صعيد البيوت المكوناتية في العراق، فشلاً لها، ومن ثم تراجع دورها. وهذا من وجهة نظرها يشجع الآخرين على مزيد من التجرؤ عليها، وهي التي كانت لها اليد الطولى في رسم الخرائط وتوجيه بوصلة التحالفات في العراق منذ مرحلة ما بعد عام 2003. الجديد في زيارة قاآني إلى بغداد هذه المرة أنها تأتي بعد يومين من قصف أربيل بصواريخ باليستية إيرانية، وباعتراف صريح من «الحرس الثوري» الإيراني. ومع أن ذريعة القصف هي وجود مقر لـ«الموساد» الإسرائيلي في أربيل، فإن البعد السياسي كان هو الأكثر حضوراً بعد القصف. فمن بين ما تم تداوله في الأوساط السياسية العراقية أن هذا القصف الإيراني لأربيل بقدر ما هو تنبيه للصدر بأنه يتحالف مع طرف «يتعاون مع إسرائيل»، فإنه من جهة أخرى جزء من مسلسل الضغوط التي تمارسها طهران على زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، المتهم الرئيس في نظرها بتمزيق البيت الشيعي. لذلك وطبقاً لما يجري تداوله في الغرف المغلقة، فإن الهدف من زيارة قاآني، بخلاف زياراته السابقة، هو استثمار النتائج السياسية للقصف، التي تصرّ عليها طهران، وهي إقناع مقتدى الصدر أولاً بوجود «موساد» في أربيل، وهو ما يجعل موقفه حرجاً إلى حد كبير، وربما يدفعه في حال توفرت أدلة ثابتة إلى التراجع عن تحالفه مع الحزب الديمقراطي. ومن شأن ذلك إرباك خطة الصدر في تحالف الأغلبية، وشعارها الذي يقصي طهران من أي دور (لا شرقية ولا غربية). فإيران ترى أن ما تريد استثماره في الجو السياسي الحالي في العراق لن يتحقق إلا بـ«تحطيم» التحالف الثلاثي بحيث يكون كل الشيعة في تحالف واحد، ولا يهم طهران بعد ذلك أن يتوحد السنة والكرد، أو يبقوا ممزقين. الصدر من جهته شكّل لجنة تحقيق مشتركة مع مسعود بارزاني للتحقق من مزاعم إيران. يذكر أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي خلال زيارته أول من أمس إلى أربيل طالب إيران بتقديم أدلة ثابتة، وهو ما يعني نوعاً من التوافق مع موقف زعيم التيار الصدري. في ظل هذه التطورات، جاء قاآني إلى العراق، وفي حقيبته ما يفترض أنها أدلة مقنعة بشأن ما تدعيه طهران. ويريد قاآني أن يضرب عصفورين بحجر واحد. ففضلاً عن الأدلة التي سيقدمها للقيادات التي سيلتقيها، فإنه يسعى إلى الدخول على خط القصف، لكن من بوابة اللاتوافق الحالي في العملية السياسية، وهو ما بات يؤرق الجميع بسبب تخطي المدد الدستورية. وبصرف النظر عن طبيعة نتائج التحقيق، فإن إيران تسعى لملء ما بدا فراغاً في التوازنات الشيعية بعيداً عن التحالف مع الكرد والسنة.

حكومة كردستان تستدعي القنصل الإيراني وتسلمه مذكرة احتجاج..

الراي... استدعت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان اليوم القنصل الإيراني لدى أربيل، وذلك للاحتجاج على القصف الصاروخي الذي استهدف مواقع مدنية في أربيل. وأفادت دائرة العلاقات الخارجية في بيان أن مسؤول الدائرة سفين دزيي استدعى القنصل الإيراني لدى أربيل نصرالله رشنودي وسلمه مذكرة احتجاج على الهجمات الصاروخية الإيرانية على المراكز الإعلامية والمواقع المدنية في أربيل. وجاء استدعاء القنصل الإيراني بعد شن الحرس الثوري الإيراني هجوما بـ 12 صاروخا بالستيا على أربيل ما ألحق أضرارا فادحة بممتلكات المدنيين ومؤسسة (كردستان 24) الإعلامية. واستدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني إيرج مسجدي في وقت سابق للاحتجاج على الاعتداء الصاروخي. وكانت حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية اتفقتا على تشكيل لجنة لتقديم تقرير عن تبعات القصف وجمع الحقائق والأدلة. وتعرضت مدينة أربيل لقصف بالصواريخ يوم الأحد الماضي وسقطت بعض تلك الصواريخ بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان ما ألحق أضرارا مادية بعدد من المنازل والمباني.

العراق: «التحالف الدولي» يتعرض لهجومين

الجريدة.. تفجيرات تستهدف شاحنات تابعة لـ"التحالف الدولي" جنوب العراق... انفجرت عبوتان ناسفتان، اليوم، استهدفتا رتلي شاحنات تابعة لـ"التحالف الدولي" جنوب العراق دون وقوع إصابات بشرية، وفق مصدرين أمنيين. وقال ضابط في شرطة محافظة البصرة، إن "مجهولين فجروا عبوة ناسفة في رتل شاحنات تحمل مواد ومعدات لوجستية للتحالف بالقرب من منفذ جريشان الحدودي مع الكويت في المحافظة". وفي محافظة المثنى، ذكر مصدر آخر، أن "رتلاً كان ينقل معدات لوجستية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، تعرض لانفجار عبوة ناسفة".

غربال «السيادة» العراقي: شمس العمالة البارزانيّة لا تُغطّى

الاخبار... حسين إبراهيم ... التحالف مع الأكراد وفّر لإسرائيل عيوناً وآذاناً في إيران والعراق وسوريا ....

جعلت العلاقة المبكرة لآل بارزاني مع العدو الإسرائيلي، من «الحزب الديموقراطي الكردستاني» الذي يتزعّمه مسعود بارزاني، ويتحكّم بجزء من كردستان، ولا سيما عاصمة الإقليم أربيل، واحداً من الاختراقات الأمنية الأساسية في المنطقة التي يَعبر من خلالها الإسرائيليون لتنفيذ عمليات تجسّسية وتخريبية ضدّ إيران والعراق وسوريا. وإذا ما تشكّلت حكومة غالبية في العراق، كما ينادي زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، فإن هذا الحزب سيكون جزءاً أساسياً منها، ما يوفّر له إمكانات أكبر للعمل، هذه المرّة على امتداد البلد كله... بعد الردّ الصاروخي الإيراني على مواقع سرّية لـ«الموساد» الإسرائيلي في أربيل قبل أيام قليلة، قامت قيامة معارضي طهران القدماء والجدد في العراق، وخاصة داخل التحالف الثلاثي الذي يضمّ «التيار الصدري» و«الحزب الديموقراطي الكردستاني» و«تحالف السيادة»، فضلاً عن رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، الذي ركض إلى أربيل بُعيد الهجوم، إلى حدّ أن مقتدى الصدر ومسعود بارزاني اتّفقا على تشكيل لجنة «للتحرّي عن الوجود الإسرائيلي في أربيل»، وهي خطوة لا تعدو كونها استعراضاً إعلامياً. معروف أن الوجود الإسرائيلي في كردستان العراق، وتحديداً في أربيل، يختبئ وراء الوجود الأميركي هناك، نظراً إلى سرّية وحساسية المهمّات التي ينفّذها الإسرائيليون انطلاقاً من الإقليم. وهذا ما أعادت تأكيده البلبلة التي أثارتها داخل الإدارة الأميركية، تغريدةٌ لمراسلة صحيفة «نيويورك تايمز»، فارناز فصيحي، قالت فيها إن زميلها إريك شميت الذي يغطّي أخبار الأمن القومي للصحيفة، نقل لها قول مسؤول أميركي إن المبنى المستهدف بالصواريخ الإيرانية في أربيل قبل أيام، يضمّ منشأة تدريب إسرائيلية، ثمّ لتعود وتغرّد بعد قليل بأن شميت نفسه نقل لها بعد ذلك قول مسؤول في إدارة جو بايدن إن «هذا الكلام غير صحيح». لكنّ الوجود الإسرائيلي في تلك المنطقة، واتّخاذها منصة للتخريب، وتحديداً ضدّ إيران والعراق وسوريا، ثابتان في التقارير الصحافية الإسرائيلية والغربية، وفي الكلام الكردي، طوال عشرات السنين. والبداية بما يقوله الأكراد أنفسهم، وخاصة بارزاني وأعوانه. ففي تقرير نشرته في السابع من حزيران الماضي، تنقل صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن مسعود بارزاني قوله في عام 2006، إن «إقامة علاقات مع إسرائيل ليست جريمة. وإذا ما أقامت بغداد علاقات مع إسرائيل، فإنّنا سنفتح قنصلية إسرائيلية في أربيل». وبحسب التقرير ذاته، فإن «الوجود الإسرائيلي في كردستان ليس جديداً، فإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تدعم المقاتلين الأكراد في العراق وتدرّبهم منذ عقود، وبالنتيجة صارت لها علاقات خاصة وقوية معهم، ولا سيما مع الحزب الديموقراطي». ويصف التقرير تلك العلاقة بأنها «استراتيجية وحتى أقوى من العلاقات بين الأكراد والولايات المتحدة ودول أوروبا». بدأت تلك العلاقات في منتصف خمسينيات القرن الماضي، ضمن سياسة إسرائيلية معروفة تدعو إلى التحالف مع الأقليات في المنطقة. لكن ما كان جلياً على طول الخطّ بين آل بارزاني المتسلّطين على أربيل، وبين إسرائيل، هو أن هؤلاء كانوا منذ نشأة الكيان يرون فيه نموذجاً للدولة الكردية التي أثبتت الأحداث مراراً وتكراراً أنها مستحيلة. وتكتب رئيسة برنامج الأكراد في «مركز موشي دايان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية»، عوفرا بونجيو، في حزيران 2014، أن أحد الذين قاموا بترتيب الصلة بين الإسرائيليين والأكراد هو عصمت شريف فانلي، الذي كان ناطقاً باسم مصطفى بارزاني في أوروبا، واقترح عليه في عام 1964 إقامة علاقات مع إسرائيل، ثمّ ذهب إلى الدولة العبرية بموافقة الأخير، حيث التقى رئيس الوزراء في حينه ليفي أشكول، وكذلك شمعون بيريز الذي كان رئيساً لحزب العمل. وبعد تلك الزيارة، أرسلت تل أبيب ممثّلاً دائماً إلى كردستان، لكن هذه العلاقات ظلّت سرية. وزار مصطفى بارزاني إسرائيل سرّاً مرّتَين في عام 1968 وعام 1973، حيث التقى مع رئيس الوزراء ومسؤولين كبار، كما زارها ابناه إدريس ومسعود. وفي المقابل، كان مسؤولون إسرائيليون يتردّدون بانتظام إلى المنطقة الكردية في العراق.

كان بارزاني يخطّط لتعزيز سلطته في الإقليم، بعد الاستقلال، بمساعدة يهود أكراد يحتلّون مناصب بارزة في كيان العدو

وفي تأكيد للطبيعة التخريبية والتجسّسية للوجود الإسرائيلي في كردستان، وهو السبب الذي أوردته التقارير للهجوم الصاروخي الإيراني، تنقل مجلة «نيويوركر» عن أحد كبار ضباط «الموساد» السابقين من دون أن تُسمّيه، قوله إن «التحالف مع الأكراد وفّر لإسرائيل عيوناً وآذاناً في إيران والعراق وسوريا». ونشط الجيش الإسرائيلي بصورة مباشرة، فضلاً عن استخباراته العسكرية في مناطق الأكراد في البلدان الثلاثة، حيث قدّموا للوحدات الكردية التدريب وقاموا بعمليات سرّية خاصة بهم. وبعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، تعزّزت العلاقات العسكرية والسياسية بين إسرائيل وأكراد العراق، وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرييل شارون، بالمدى الذي وصلت إليه تلك العلاقات، على إثر اجتماعات بين مسؤولين أكراد وإسرائيليين لم يحدّد ما إذا تمّت في العراق أم في إسرائيل. ولو لم يجرِ إسقاط نتائج الاستفتاء على الاستقلال الكردي، وفق خطّة وضعها الشهيد قاسم سليماني وأشرف على تنفيذها، وتضمّنت دخول قوات الأمن العراقية و«الحشد الشعبي» إلى مناطق معينة في مدينة كركوك، لكان الكيان الكردي المستقلّ اليوم، مرميّاً في الحضن الإسرائيلي تماماً. وبحسب صحيفة «يني شفق» التركية، كان بارزاني يخطّط لتعزيز سلطته في الإقليم، بعد الاستقلال، بمساعدة يهود أكراد يحتلّون مناصب بارزة في كيان العدو، كما كان نحو 200 ألف يهودي كردي يستعدّون للعودة إلى كردستان العراق والإقامة فيها. وقيل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، الذي كان في السلطة عند تنظيم الاستفتاء، ضغط على قادة عالميين من أجل دعمه. وعندما هاجمت القوات العراقية و«الحشد الشعبي» كركوك، طلب من القوات الكردية عدم التراجع. أمّا اقتصادياً، فتَذكر صحيفة «فايننشال تايمز» أن إسرائيل كانت في مرحلة معيّنة تستورد ثلاثة أرباع النفط الذي تستهلكه من كردستان. هذه كلّها شواهد إسرائيلية وغربية وكردية عراقية، وليست إيرانية، على العلاقة العميقة التي تربط «الحزب الديموقراطي» بإسرائيل، وتجعله أحد أوّل الأحزاب التي نادت بالتطبيع مع العدو في الشرق الأوسط، وأحد أخطر الاختراقات الأمنية في المنطقة التي تنشط فيها بالذات حركة كردية إيرانية مسلّحة معارضة، فضلاً عن العمليات الاستخباراتية السرّية التي تطاول أمن إيران انطلاقاً من تلك المنطقة، وأحدثها الهجوم الإسرائيلي بالمسيّرات على منشأة في مدينة كرمنشاه الإيرانية في شباط الماضي، والذي يُرجّح أنه خرج من هناك. وبالتالي، يبدو جديراً بالقوى السياسية العراقية التي تستنكر الردّ الإيراني، أن تسدّ هذه الفجوة الأمنية، قبل أن تسعى لتشكيل حكومة أغلبية، سيكون هذا الاختراق الإسرائيلي الكبير، جزءاً منها على الأقلّ، وإلّا فلطهران الحقّ الطبيعي في الدفاع عن النفس من الهجمات التي تستهدفها بواسطة الإسرائيليين، بالانطلاق من كردستان.

 



السابق

أخبار سوريا.. بيان دولي: حان وقت إنهاء "الهجوم الوحشي" على السوريين...سوريا في 11 عاما.. كارثة مستمرة ترنو إلى "الفرصة الجديدة".. روسيا «تجنّد» الآلاف في سورية للقتال في أوكرانيا...قائمة بـ40 ألف مرتزق سوري.. وتفاصيل عن الرواتب وتعويض روسيا لأهل القتيل.. تحركات "غير اعتيادية" للميليشيات في سوريا بعد هجوم أربيل..«نشاط جوي» روسي فوق إدلب في ذكرى الاحتجاجات... الرهان السوري ـ الإيراني و«العقدة» الروسية... قلق في دمشق على رغيف الخبز... وتطمينات حكومية..

التالي

أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. النفط السعودي باليوان الصيني.. خطوة "دراماتيكية" مرتقبة وتحذير لولي العهد...جونسون يبدأ اليوم زيارة للسعودية والإمارات.. الإمارات العاشرة عالمياً في قوة التأثير..تأجيل استجواب رئيس حكومة الكويت أسبوعين.. ميليشيا الحوثي تهجر سكان عدد من القرى بالحديدة..مساع خليجية لإجراء مشاورات يمنية تشمل الحوثيين في الرياض.. ماكينزي: طهران السبب الأساسي الذي يحول دون التوصل إلى حل للأزمة اليمنية..الاتحاد الأوروبي يدرج الحوثيين ضمن قائمته السوداء ويجمد أصولهم.. غروندبيرغ يدعو إلى «تدابير فورية» لخفض العنف قبل رمضان.. صنعاء تنذر بالانفجار... والحوثيون يستنفرون أمنياً ويعتقلون العشرات..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,355,414

عدد الزوار: 7,675,446

المتواجدون الآن: 1