أخبار سوريا..غوتيريس: الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين لإدخال مساعدات إنسانية..مسؤولون أمميون في دمشق لتسهيل دخول مساعدات إلى الشمال السوري..«الاهتزاز» يرافق يومهم..سوريون يفضّلون الاحتماء بالعراء..الأردن يعلن تسيير قافلة إغاثية من 14 شاحنة إلى سوريا..مخلّفات الزلزال المُدمّر في سورية... الطواقم الطبية بين خسارة أحباء وتدفق مصابين..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 شباط 2023 - 4:44 ص    عدد الزيارات 1013    التعليقات 0    القسم عربية

        


غوتيريس: الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين لإدخال مساعدات إنسانية.. 

الراي... أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس الإثنين أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سورية لإدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال الذي أوقع أكثر من 35 ألف قتيل في سورية وتركيا. وقبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سورية تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن في شأن المساعدات العابرة للحدود. وقال غوتيريس إنّ «فتح هذين المعبرين وكذلك أيضاً تسهيل دخول الدعم الإنساني من خلال تسريع آليات الموافقة على التأشيرات وتسهيل السفر، من شأنه أن يسمح بدخول مزيد من المساعدات بشكل أسرع». وأوضح الأمين العام أنّ الأسد وافق على فتح معبري باب السلام والراعي بين تركيا وشمال غرب سورية لفترة أولية مدّتها ثلاثة أشهر، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. وشدد على أنّ «توفير المواد الغذائية والرعاية الصحية والحماية والإيواء والإمدادات الشتوية وغيرها من الإمدادات إلى ملايين المتضررين هو أمر في غاية الإلحاح». ويأتي هذا الإعلان غداة لقاء المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأسد في دمشق للبحث في الاستجابة للزلزال المدمّر الذي ضرب سورية وتركيا الأسبوع الماضي.

مسؤولون أمميون في دمشق لتسهيل دخول مساعدات إلى الشمال السوري

المقداد وبيدرسن يبحثان الاستجابة لآثار الزلزال في سوريا

دمشق - حلب: «الشرق الأوسط».. شهدت دمشق خلال الأيام الأخيرة، زيارة مسؤولين أمميين لإقناع الحكومة السورية بتسهيل دخول مساعدات إنسانية إغاثية إلى مناطق الشمال السوري التي تقع تحت سيطرة المعارضة، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا. وبحث غير بيدرسن، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، الاثنين، مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، الجهود التي يمكن القيام بها لتعزيز دور المنظمة الدولية في الاستجابة للآثار المدمرة التي خلفها الزلزال، فيما قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث من حلب، إن مرحلة الإنقاذ «تقترب من نهايتها»، وإن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية. وعبر بيدرسن عن تعازيه الحارة في ضحايا الزلزال، مؤكداً استعداده للقيام بكل ما بوسعه لمساعدة سوريا في تخطي آثار هذه الكارثة. وقال بيان صحافي للمسؤول الأممي، إنه أكد ضرورة العمل «في جميع مناطق سوريا»، وإنه سعد بسماع تطمينات من الحكومة السورية بأنها «ستدعم العمل الذي نقوم به». كما أشار إلى التحدي الخاص فور وقوع الزلزال للحصول على الدعم بالشمال الغربي، مشدداً على أن «هذا يتم تصحيحه رغم أنه لا يمكن إصلاح جميع المشكلات التي واجهتنا في البداية»، مؤكداً أن الدعم مقبل الآن، ومن المهم الحصول على مزيد من الموارد والمساعدة في خطوط العبور وعبر الحدود. ووفق الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أعرب المقداد عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الخاص على تضامنهم مع سوريا في ظل هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، مؤكداً حرص سوريا على تقديم كل ما تستطيع من دعم للمتضررين من الزلزال، وعلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل محتاجيها في كل المناطق دون أي تمييز. في شأن متصل، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث خلال زيارة لسوريا، الاثنين، إن مرحلة الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أسبوع «تقترب من نهايتها». ونقلت «رويترز» عن غريفيث من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال غربي سوريا، والتي كانت ساحة مواجهة رئيسية في الحرب: «الأكثر إثارة للدهشة هنا أنه حتى في حلب التي عانت كثيراً جداً طوال هذه السنوات، تمثل هذه اللحظة أسوأ ما كابده هؤلاء الأشخاص». وقال إن الأمم المتحدة ستعمل على نقل مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال الغربي، الذي يمثل خط مواجهة نادراً ما مرت عبره مساعدات أثناء الصراع. وأضاف أنه سيتم إطلاق نداءات لتقديم المساعدة لجميع المناطق التي تضررت من الكارثة. وتابع المسؤول الأممي: «الشمال الغربي ليس سوى جزء واحد من سوريا، ومن المهم للغاية أيضاً أن نعتني بالناس هنا». وقال إنه سمع روايات مؤلمة عن الكارثة من الناجين في حلب. «صدمة الأشخاص الذين تحدثنا إليهم كانت واضحة للعيان، وهذه صدمة يحتاج العالم إلى معالجتها». وكان مدير منظمة الصحة العالمية قد أعلن، الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد، أبدى استعداداً للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة. وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لصحافيين بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «التقيت الرئيس الأسد الذي أوضح أنه منفتح على فكرة (فتح) معابر حدودية (استجابة) لهذا الوضع الملح». وأضاف غيبرييسوس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من دمشق: «الأزمات التراكمية للنزاع ووباء كوفيد والكوليرا والانحدار الاقتصادي والآن الزلزال، كل ذلك تسبب في خسائر لا تطاق». وقد تضررت نتيجة الزلزال طرق رابطة بمعبر باب الهوى؛ نقطة العبور الوحيدة حالياً من تركيا إلى مناطق المعارضة. ورغم أن المساعدات عادت إلى التدفق عبر المعبر منذ الخميس، تتزايد الدعوات لفتح نقاط عبور حدودية أخرى من أجل تسريع إيصال الدعم الضروري. وأكد مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، ريتشارد برينان، الأحد، أنه «لم يتم تسليم أي مساعدات منذ الزلزال» إلى منطقة المعارضة من الأراضي التي يسيطر عليها النظام. وأضاف في تصريح للصحافيين، أنه قبل الزلزال، كان يُسمح للأمم المتحدة بتسيير قافلة مساعدات واحدة شهرياً، وهو مستوى لم يكن كافياً.

«الاهتزاز» يرافق يومهم..سوريون يفضّلون الاحتماء بالعراء

مناشدات بتقديم الدعم النفسي في ظل هجرة غالبية الاختصاصيين

دمشق: «الشرق الأوسط»... «لا أريد شيئاً لا أريد مساعدة أريد أن أبقى في الخيمة مع ابني»، كلمات كررتها سيدة من بلدة الحفة بريف اللاذقية نجت من الزلزال بعد انهيار منزلها، رداً على إلحاح متطوعين سوريين لإنقاذها من المبيت في العراء والبرد القارس. أم محمد لم تتوقف عن البكاء ورفضت ظهورها أمام الكاميرا، وعبثاً حاول الفريق وعلى مدى ساعات طويلة إقناعها بالانتقال إلى بيت أو مركز إيواء أو جامع أو كنيسة أو أي مكان تريده. وبعد جهد نجحوا في حملها إلى السيارة مع حفيدها ذي الـ10 سنوات، وتمكنوا من إقناعها بمشاركتهم الطعام وبدا كل شيء يسير على ما يرام وقد قبلت اللجوء إلى الكنيسة وكانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل والبرد يشتد، وتم الاتفاق على أن يتوجهوا صباحاً إلى بيت آمن حيث تريد، لكن بضع دقائق وعادت أم محمد للبكاء طالبة إعادتها إلى خيمتها بجوار ابنها وحفيدها بالقرب من بيتها المهدم. ماجد عجلاني، الذي كان على رأس المتطوعين لإغاثة هذه العائلة، عبر عن صدمته مما حصل، معلناً العجز وطالباً ممن يستطيع تقديم الدعم النفسي بالتدخل. أم محمد ليست حالة خاصة، بل هي واحدة من مئات الحالات الناجمة عن الزلزال بعد 12 عاماً من الحرب والانهيار الاقتصادي. ومن كان يعتبر أن وجود سقف و4 جدران خط أمان أخير، جاء الزلزال ليقضي على هذا الخط، وما زال شعور الاهتزاز يرافق يومياتهم. صيدلاني في مدينة حماة، يقول إنه منذ يوم الزلزال تخلى عن النوم على السرير، موضحاً: «أنام وأطفالي الأربعة وزوجتي على فراش على الأرض كي يكونوا في حضني إذا حصل زلزال مجدداً، وأضع في زوايا الغرفة زجاجات ماء في حال لم نتمكن من النجاة فوراً. وطوال الوقت أدقق في الأشياء عما إذا كانت تهتز وأشعر بأن دماغي هو الذي يهتز». في حلب، ما زالت عشرات الأسر تتدفق إلى الحدائق بلا مأوى مع تواصل إخلاء المباني المتصدعة، بينها حالات كثيرة ترفض اللجوء إلى مبانٍ طابقية. أحد المتطوعين في جمعية أهلية قال لـ«الشرق الأوسط»: «السؤال الأول الذي يواجهنا عندما نعرض على الموجودين في العراء تأمين مكان: هل البناء طابقي؟ كما أن هناك عائلات تحتمي عند أقرباء لهم بضع ساعات في اليوم ثم يعودون ليلاً ليبيتوا في الشارع بجوار بيوتهم المهددة بالسقوط. منهم من صنع خيمة ومنهم من غطى هيكل سيارة (بيك آب) بشادر أو كرتون أو حرامات ليحتموا بها في أحوال جوية قاسية جداً». «الصدمة خلفت ذعراً شديداً في النفوس»، بحسب المتطوع الذي أكد إجلاء عشرات العائلات من مبانٍ آيلة للسقوط في أحياء بستان القصر والصالحين في حلب، ويرفضون مغادرة محيطها وأغلبهم بلا مأوى بل لا يفكرون حتى في اللجوء إلى مراكز الإيواء. يلفت المتطوع الانتباه إلى أن «هناك احتياجاً شديداً لكل شيء، إلا أن أهم شيء لا يأخذ الاهتمام اللازم هو الدعم النفسي، بمعنى وجود فرق دعم نفسي مختصة وأطباء يمكنهم وصف مهدئات أو علاج يساعد المتضررين على مواجهة هول الفاجعة التي حلت بهم». يتابع: «رغم كل ما يبذله المتطوعون من جهود وتفانٍ وصبر وثبات، فإنهم يعجزون عن تقديم الدعم النفسي لحالات صعبة... هناك حالات تجعلنا ننهار مثل وجود أمراض عصبية أو إعاقات جسدية تفاقمت جراء الزلزال». وتعاني سوريا بالأساس من نقص حاد في عدد الاختصاصيين النفسيين، حيث لا يتجاوز عدد الأطباء النفسيين، 45 طبيباً في سوريا الآن. كانوا عام 2011 نحو 60 طبيباً، بينما الاحتياج الفعلي إلى 10 آلاف طبيب نفسي بالحد الأدنى، بحسب معايير منظمة الصحة العالمية التي تقول بضرورة توفر طبيب نفسي واحد على الأقل لكل مائة ألف نسمة. وبحسب تقارير منظمات دولية، فإن نحو 70 في المائة من العاملين في القطاع الصحي غادروا سوريا خلال الحرب. وفي محاولة لتعويض النقص، يضطر العاملون في هذا المجال إلى العمل أكثر من 80 ساعة في الأسبوع. سيدة في اللاذقية نجت من الزلزال وتمكنت من إنقاذ طفلها الرضيع من تحت الأنقاض، قالت وهي تحتضن ابنها بخوف رغم مرور ستة أيام على الزلزال، إنه لا ينام بشكل متواصل ويستيقظ عدة مرات باكياً: «ربما ظن أنني رميته أرضاً. كيف أقنعه بأن ما حصل كان زلزالاً». وفي حالة أخرى، رفض طفل حلبي نجا من الزلزال وفقد كل عائلته، الحديث عما جرى مكرراً أنه لا يتذكر شيئاً على الإطلاق مواصلاً الصراخ والبكاء، وسط عجز الكادر الطبي عن تهدئته، فأغلبهم وبعد 6 أيام من الزلزال والعمل المضني لساعات طويلة كانوا هم أنفسهم بحاجة لدعم نفسي. يذكر أن تقريراً لمجلة الصليب الأحمر الدولية أفاد عام 2019 بأن 4 في المائة من السوريين في مناطق سيطرة النظام يعانون من اضطرابات نفسية شديدة، و5 في المائة من السوريين يعانون من اضطرابات نفسية متوسطة الشدة، وأن نحو 90 في المائة من حالات الاضطراب لا تخضع للمتابعة.

الأردن يعلن تسيير قافلة إغاثية من 14 شاحنة إلى سوريا

عمان: «الشرق الأوسط».. أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم (الاثنين)، أن الهيئة الخيرية الهاشمية قامت بتسيير قافلة إغاثة مكونة من 14 شاحنة إلى الأشقاء في سوريا، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، سنان المجالي، في تصريح صحافي، إن الشاحنات الـ14 محملة بأدوية ومواد غذائية وبطانيات ومياه شرب صحية، وتم إيصالها للمناطق المتضررة في سوريا، من خلال نظام النقل التبادلي في مركز الحدود الأردنية السورية (جابر - نصيب)، وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية (بترا). وأشار إلى أنه تم تسليم الهيئة العليا للإغاثة في سوريا، 7 شاحنات، بينما تسلمت وكالات الأمم المتحدة العاملة في سوريا 7 شاحنات أخرى لتوزيعها على المتضررين في المناطق المنكوبة. وأكد المجالي أن الأردن مستمر «بتقديم يد العون والمساعدة للأشقاء في الجمهورية العربية السورية، والجمهورية التركية، لمواجهة تداعيات الزلازل، وتقديم الاحتياجات الإنسانية اللازمة لذلك». وقفزت حصيلة الوفيات الناتجة عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا إلى أكثر من 37 ألفاً و500 شخص، اليوم الاثنين. وفي تركيا وحدها، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد»، اليوم، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد مطلع الأسبوع الماضي، إلى 31 ألفاً و643 شخصاً والمصابين إلى 80 ألف شخص. وفي سوريا المجاورة، لقي 5900 شخص على الأقل حتفهم، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

مخلّفات الزلزال المُدمّر في سورية... الطواقم الطبية بين خسارة أحباء وتدفق مصابين..

الراي..حارم (سورية) - أ ف ب - طيلة ثلاثة أيام إثر الزلزال المدمّر، لم يتوقّف فني التخدير عبدالباسط خليل عن إسعاف مئات المصابين الذين تدفقوا الى المستشفى حيث يعمل في شمال غربي سورية، فيما كانت زوجته وطفلتاه تحت الأنقاض ليتبين لاحقاً وفاتهن. على غرار خليل، عاشت الطواقم الطبية منذ وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية ومركزه تركيا المجاورة، أياماً صعبة، مع خسارة أفراد من عائلاتهم وزملاء مهنة وأصدقاء، فيما هم مضطرون لأداء واجباتهم في علاج ضحايا الكارثة في مستشفيات تشكو أساساً من نقص في الموارد والإمكانات. يقول خليل (50 عاماً) الموظف في مستشفى مدينة حارم الحدودية مع تركيا لوكالة فرانس برس «كنت أسعف الناس في المستشفى، بينما زوجتي وابنتاي تحت الأنقاض ولا أستطيع أن أقدّم شيئاً لهنّ» على مسافة قريبة منه. إثر الزلزال، خرج خليل من المستشفى الى الباحة الخارجية، ليجد المبنى المجاور حيث منزله قد انهار فوق رأس عائلته. ومع عجزه أمام أكوام الركام، عاد أدراجه الى المستشفى وهو تحت وقع الصدمة، فيما المصابون يصلون تباعاً لتلقي العلاج إضافة الى جثث الضحايا وبينهم المدير الإداري للمستشفى ورئيس قسم التمريض فيه. مرّ اليوم الأول ثقيلاً على خليل الذي يستعيد تلك اللحظات «كان يوماً شاقاً جداً وصعباً. شعرت أنه يعادل خمسين عاماً». في اليومين اللاحقين، استغلّ خليل بعض اللحظات التي انخفض فيها عدد الوافدين الجدد ليتفقد أعمال رفع الأنقاض. ويضيف «بقي الوضع على حاله حتى يوم الأربعاء» حين استخرجت جثث أفراد عائلته. يعجز الكلام عن أن يعبّر عن الألم الذي يعتصر قلب خليل وشعوره «بعجز كامل عن تقديم أي مساعدة لعائلتي»، لكنّه يجد في تمكنه من دفنهن بعض العزاء، إذ سيقدر «على زيارتهن دائماً»، في وقت لا تزال مئات العائلات تحت الأنقاض. منذ أن دفن عائلته، يواجه خليل صعوبة فائقة في النوم «بسبب هول المشاهد» التي عاينها وفقدان أحبائه. يقلّب على هاتفه صوراً يقف فيها فوق الركام خلال عمليات البحث ويتذكر اتصالات ابنته التي غالباً ما كانت تكلمه لتحثّه على العودة الى المنزل. لكن حزنه لم يمنعه من استئناف الدوام في المستشفى بعد ثلاثة أيام. ويوضح «أنا الآن على رأس عملي لأساعد المواطنين».

- «نتائج كارثية»

بعيد وقوع الزلزال، هرعت سيارات الإسعاف تباعاً الى مستشفى حارم، بما تخطى قدرته الاستيعابية. يشرح الدكتور محمّد البدر أخصائي جراحة عامة أن المستشفى الواقع في إدلب هو «مستشفى ميداني أنشئ لمعالجة الإصابات الناتجة عن قصف الطيران»، موضحاً أن إمكاناته «متواضعة» ولا يتسع لأكثر من 30 مصاباً. لكن عدد المصابين تخطى ذلك بأضعاف. ويوضح «وصل الأمر الى حد افتراش المصابين الأرض في البهو والممرات». واستقبل المستشفى نحو 2500 مصاب، 390 منهم فارقوا الحياة، وفق أخصائي الجراحة العظمية حسن الحمدو. على غرار مستشفيات المنطقة، يعاني المستشفى من نقص في التجهيزات والمعدات. ويقول الحمدو «استقبل المشفى حالات كثيرة كانت بحاجة لتصوير عبر جهاز التصوير الطبقي المحوري غير المتوافر» في المنطقة بأكملها. في تقرير نشرته الجمعة، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية من انهيار المنظومة الصحية في شمال غربي سورية. وذكرت في بيان ان المنشآت الطبية «تفتقد إلى إمدادات طبية ملحة، على غرار الأمصال ومسكنات الألم والضمادات الطبية وأكياس الدم، مع احتياجات أخرى عاجلة بينها الوقود للمولدات وأكياس الدفن». وتوقّعت أن «يزداد عدد المرضى لأن من نجوا من الكارثة يُتركون في درجات حرارة شديدة البرودة بع دمار منازلهم»، مضيفة «ما لم نحصل على مزيد من التمويل والإمدادات والوصول غير المقيّد للمساعدات الإنسانية بشكل عاجل، ستكون النتائج كارثية».

- «خارج الخدمة»

في مستشفى مدينة سلقين في إدلب أيضاً، يشرح جراح العظام حسن جولاق أن المستشفى يقدم حالياً الرعاية لعدد يراوح بين 800 وألف مصاب، خصوصاً من يشكون من كسور تحتاج لمراجعات دورية، بعدما كان عدد المصابين إثر الزلزال فاق بأشواط قدرته الاستيعابية. وقد استنزفت سنوات الحرب الطويلة التي تشهدها سورية منذ العام 2011 المرافق الطبية وأدت الى دمار عدد كبير منها، خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في شمال غربي البلاد. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 50 في المئة من المرافق الصحية خارج الخدمة، بينما تشكو تلك التي تعمل من نقص في المعدات والطواقم الطبية والأدوية. في مناطق سيطرة الحكومة السورية، تعاني المستشفيات أيضاً وإن بدرجة أقل من نقص في الأطباء المهرة والمعدات للتعامل مع كارثة مماثلة للزلزال، عدا عن تأثر عدد منها بتداعيات الكارثة. وخسرت مدينة جبلة الساحلية، وهي من المدن المتضررة بشدة، خمسة أطباء جراء الزلزال الذي أدى إلى تضرر معدات طبية رئيسية في مشفاها الوطني، وفق ما يشرح مديره محمد الخليل. ويعمل الطاقم الطبي في المستشفى بلا توقف منذ الزلزال، بما يفوق قدرته الاستيعابية، في وقت «فقد كثر من أفراده منازلهم بينما منازل آخرين معرّضة لخطر الانهيار وتم إجلاؤهم منها».



السابق

أخبار لبنان..«تشريع الضرورة» يأخذ إجازة..والمصارف بين فك الإضراب أو الإنتحار!..إشارات سعودية سلبية لبري بشأن ترشيح فرنجية..تحالف برّي ـ جنبلاط «الاستراتيجي» لا ينسحب على انتخاب الرئيس اللبناني..التشريع المعطّل: بازار سياسي جديد..الحريري لتياره: هجرتي مستمرة وانتخاب رئيس جديد ليس قريباً..«المستقبل» يحيي ذكرى اغتيال الحريري..بصمت..الخلافات تطيح الجلسة التشريعية هذا الأسبوع..«فالنتاين» في لبنان يحترق..في «جهنم الحمراء»..

التالي

أخبار العراق..بينهم نواب ووزاء..توقيف العشرات في العراق على خلفية قضايا فساد..{المركزي} العراقي و{الفيدرالي} الأميركي لمواجهة تحديات «المنصة الإلكترونية»..البرلمان العراقي يستعد لمناقشة قانون انتخابات مثير للجدل..القضاء العراقي: حاكمنا 6 مؤثرين ونحقق مع 8 وسنلاحق من هم خارج البلاد..بغداد تعلن مقتل 11 عراقياً في زلزال تركيا..


أخبار متعلّقة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,222,008

عدد الزوار: 7,624,525

المتواجدون الآن: 0