أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..كيف أصبحت «العملية العسكرية الخاصة» لبوتين حرباً شعبية؟..كييف تتهم «الوحوش» الروس بقطع رأس أسير أوكراني..هجوم إلكتروني لقراصنة روس على مواقع رسمية كندية..ما الذي تحتويه الوثائق الأميركية السرية المسربة؟..بايدن يحثّ على حلّ الأزمة السياسية في آيرلندا الشمالية..شي يطلب من الجيش الصيني الاستعداد لـ«قتال فعلي»..ترمب يستبعد الانسحاب من السباق الرئاسي..ماكرون يدعو أوروبا إلى تحقيق استقلال اقتصادي وصناعي..خلافات ألمانية حول مقاربة أوروبا تجاه الصين..

تاريخ الإضافة الخميس 13 نيسان 2023 - 8:31 ص    عدد الزيارات 864    التعليقات 0    القسم دولية

        


كيف أصبحت «العملية العسكرية الخاصة» لبوتين حرباً شعبية؟..

واشنطن: «الشرق الأوسط».. رغم استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها على الداخل الروسي، نجح الرئيس فلاديمير بوتين إلى حد كبير في حشد التأييد الداخلي لها حتى الآن. وقال أندريه فلاديميروفيتش كوليسنيكوف، وهو صحافي روسي وخبير في السياسة الروسية، في تقرير نشرته مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي إن هناك مزحة إيطالية قديمة تشرح كثيراً عن طبيعة إخضاع الشعب في المجتمعات الاستبدادية والشمولية، إذ يسأل أحد أبناء بينيتو موسوليني والده عن شكل الحكومة التي أنشأها في البلاد، ليرد موسوليني بغضب: «تناول الطعام واخرس». ويرى كوليسنيكوف أن هذه الصيغة تصف نموذجاً استبدادياً يكون فيه «الأكل والصمت» كافياً ليبدو الجزء الأكبر من السكان ملتزمين بالقانون. وحتى وقت قريب كان هذا هو النموذج المعمول به في روسيا، ففي مقابل ظروف لائقة نسبيا، التزم الأشخاص العاديون الصمت، وظلوا بعيدا عن شؤون السلطات، وصوتوا تلقائيا لصالح أي مبادرات. ويضيف أنه في أعقاب التعبئة الجزئية الروسية في العام الماضي، تغير نموذج العقد الاجتماعي. والآن من المتوقع أن يتقاسم الروس المسؤولية مع بوتين، وأن يعبروا عن صوتهم لدعم أفعاله بوتيرة متزايدة. وليس من قبيل المصادفة أن تكون الإدانات هي القاعدة الاجتماعية الجديدة، إلى جانب العنف وتكثيف الحديث عن الضربات النووية. ومع تقدم روسيا إلى نموذج شمولي هجين، يتم تشجيع هذا السلوك بشكل فعال. وأوضح أنه مع اقتراب «نظام بوتين» من مرحلة النضج الكامل، من المتوقع أن يدفع الروس مستحقاتهم، إما بأجسادهم في ظل التعبئة العسكرية الجزئية، وإما من خلال السلوك الصحيح بما في ذلك الإدانات، وإما بأموالهم، حيث من المتوقع الآن أن تساهم الشركات الكبرى بنسبة 5 في المائة من أرباحها الفائضة لدولة يتعرض دخلها للاستنزاف بينما توسع إنفاقها العسكري. ويثير هذا كثيراً من الأسئلة، ليس أقلها ما الذي يشكل فائض الربح؟ وأين ينص القانون على أن الشركات يجب أن تتنازل عن 5 في المائة للدولة؟ وهل هذه ضريبة لمرة واحدة أم جزية دائمة للأمن والدفاع؟ لكن المهم هو أن تشرك الدولة طبقات متنوعة للغاية من المجتمع والمجموعات في «عمليتها الخاصة»، التي يبدو أنها ستستمر لسنوات. ويقول كوليسنيكوف إن الكرملين تمكن من تحويل «العملية الخاصة» إلى «حرب شعبية»، وهي مهمة مشتركة ينبغي أن توحد الأمة. وأي شخص يعارض الكرملين من «خونة الداخل»، على حد تعبير بوتين، يجب محاربته. وفي السابق، كان النموذج السائد واحدا وهو أن لسان حال الشعب يقول: «نحن» في أسفل الهرم الاجتماعي و«هم» في الأعلى، في إشارة إلى المسؤول عن البلاد الذي يعيش بشكل جيد مع اليخوت والقصور. والآن أصبح البناء الرأسي أفقيا، وتحول إلى «نحن» الروس كلنا معا ونقاتلهم، في إشارة إلى الأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والغرب الجماعي. إن ضمير «نحن» الجديد يطور هدفاً جماعياً، تماماً مثل الشيوعية في ظل السوفيات، يتم دفعه إلى الأبد بعيداً، ولكن مع ذلك يمكن رؤيته في الأفق. والهدف هو النصر على الغرب. ولا تزال المعايير المحددة لما سيبدو عليه مثل هذا النصر أو كيف يمكن تحقيقه غير واضحة تماماً، ولكن يمكن قضاء بقية الأبدية في التحرك نحو هذا الأفق. إن تحرك ضمير «نحن» الجديد هذا نحو هدف متراجع دائماً يبرر بعض أوجه القصور الاجتماعية والاقتصادية. وهذه الحقبة شبه العسكرية تتطلب تفهماً من عامة الأشخاص، وأن يشد الروس العاديون أحزمتهم، لأن استنزاف ميزانية الدولة أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وتعتبر الشعارات حول نجاح استبدال الواردات، التي يبدو حتى الآن أنها تعني الاستغناء عن السلع والتقنيات الغربية وإحلال نظيراتها الصينية محلها، غير كافية. ومع توسع الميزانيات الاتحادية والإقليمية لتغطية مشاركة عدد أكبر من الأشخاص في الحرب، ليس هناك يقين من قدرتهم على تحمل هذا العبء. إنه ليس عبئاً اجتماعياً أو عسكرياً أو مالياً بقدر ما هو عبء نفسي، لأن أعداداً كبيرة من المواطنين تشارك الآن بشكل مباشر في العملية الخاصة. ويتساءل كوليسنيكوف: ماذا يحدث في عقول وأرواح أولئك الذين شهدوا القتال بشكل مباشر... أولئك الذين أصيبوا بجروح والذين فقدوا آباءهم وإخوانهم وأبناءهم؟ هل ستصبح هذه المجموعات من الأشخاص قوة سياسية؟ هل سيدعمون نظام بوتين أم سيصبحون «طابوراً خامساً» على الجناح المحافظ بدلاً من الجناح الليبرالي؟ لا توجد إجابات عن هذه الأسئلة حتى الآن. ويقول كوليسنيكوف: «من الغريب أن يكون مجتمع معاصر وحديث وحضري قادراً على التدهور بهذه السرعة الفائقة، خصوصاً من الناحية الأخلاقية والنفسية. وحتى لو افترضنا أن جزءاً كبيراً من هذا المجتمع لا يدعم بوتين والعملية الخاصة، فإن مجرد التصالح مع ذلك وعدم المقاومة والتكيف مع الظروف الخارجية لا يزال يبدو وكأنه دعم بالمعنى العملي». ويضيف أن البلاد أعيدت ليس فقط أربعين عاماً إلى الوراء، إلى وقت كانت فيه الأنماط السلوكية تتألف إلى حد كبير من التكيف مع تراجع النظام السوفياتي، ولكن من سبعين إلى خمسة وسبعين عاماً إلى بداية الحرب الباردة، والنضال ضد «العالميين» وأي «خضوع للغرب»، وإلى وباء من الإدانات وموجات جديدة من القمع. ويشير إلى أنه ما هو فريد هنا هو أن خصائص الأنظمة الشمولية في القرن العشرين تتكرر في مجتمع كان من الممكن وصفه بسهولة في السنوات المتتالية بأنه منفتح ويعمل على أنه اقتصاد سوق، مع حرية حركة الأشخاص والأفكار والتكنولوجيا ورأس المال. ويقول كوليسنيكوف إنه في دولة عسكرية بوليسية، يتم قمع خيار «الصوت» المتمثل في محاولة تحسين الأمور من خلال التواصل بسرعة، كما يتضح من الإحصاءات الصادمة بشكل زائد لمحاكمة المعارضين. ومع ذلك، لا يزال هذا الخيار قائماً، إذ يمكن سماع «أصوات» الأشخاص ليس فقط من الخارج، ولكن أيضاً داخل روسيا نفسها. وفي ختام تقريره يقول كوليسنيكوف إن الدولة تغذي هذه الكتلة المطيعة بطقوس الوحدة والتاريخ الوطني للانتصارات المستمرة وآيديولوجية الإمبريالية. وبالتالي، لا يتم التعبير عن الضجر من «العملية العسكرية الخاصة» في الدعوات للسلام والمزيد من الشفافية في روسيا، ولكن إما في دعم أكثر عدوانية وإما أكثر سلبية للسلطات. ويخلص إلى أن حجم هذه القدرة على التكيف هو أن المجتمع الروسي يمنح بوتين تفويضاً مطلقاً لمواصلة حربه على حدود البلاد والممارسات القمعية داخلها.

لندن وباريس تنفيان التسريبات حول نشر قواتهما في أوكرانيا

لندن: «الشرق الأوسط»..نفت فرنسا، الأربعاء، نشر قوات تابعة لها في أوكرانيا، بينما أصدرت لندن نفياً مشابهاً أيضاً، مشكّكة في معلومات عن وجود أفراد من أجهزتها السرية في أوكرانيا، فيما اعتبرت موسكو الوثائق الأميركية السرّية المسرّبة قد تكون في الواقع «تزويراً» يغذّي حملة تضليل من جانب واشنطن تهدف إلى «خداع» روسيا، أما كييف فقالت إنها تحتوي على مزيج من المعلومات الصحيحة والكاذبة عن جيش بلاده، لكنه قلل من تأثيرها السلبي. وقالت الوزارة الفرنسية للجيوش لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا توجد قوات فرنسية تعمل في أوكرانيا. الوثائق المذكورة ليست صادرة عن الجيوش الفرنسية، وينبغي توخي الحذر لدى التعامل معها»، وأضافت «نحن لا نعلّق على هذه الوثائق التي (تعدّ) مصادرها وصدقيّتها غير مؤكّدة». وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية عبر «تويتر» أنّ «تسريب ما قُدّم على أنه معلومات أميركية سرية ولقي تغطية واسعة، أظهر مستوى خطيراً من عدم الدقة»، وأضاف «يجب على القرّاء توخّي الحذر قبل الاعتماد على الادعاءات التي قد تنشر معلومات مضلّلة». ولمحت تقارير إعلامية بريطانية إلى إمكانية نشر قوات خاصة عسكرية غربية في أوكرانيا. ونقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) وصحيفة «الغارديان»، أمس الأربعاء، عن إحدى الوثائق، يعود تاريخها إلى 23 مارس (آذار)، أن بريطانيا بصدد نشر نحو 50 جنديا من وحدتها الخاصة المعروفة باسم «القوات الخاصة» في الدولة التي مزقتها الحرب. وأشارت تقارير إلى أن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأخرى، لديها وحدات مماثلة على الأرض. وبحسب التقارير، فإنه لم يتضح من الوثيقة مكان وجود القوات الخاصة تحديدا، وما الذي تفعله بالفعل على الأرض. ووفق صحيفة «الغارديان»، فإنّ الوثيقة تفيد بأنّ نصف القوات الخاصة الغربية الموجودة في أوكرانيا بين فبراير (شباط) ومارس، بريطانية. وشدّد المتحدث باسم البنتاغون كريس ميغر على أنّ الوثائق التي يتمّ تداولها على الإنترنت تشكّل «خطراً جسيماً جدّاً على الأمن القومي، ولديها القدرة على نشر معلومات مضلّلة»، وأضاف «ما زلنا نحقق في كيفية حدوث ذلك. لقد اتُّخذت خطوات للاطلاع عن كثب على كيفية نشر هذه المعلومات ووجهتها». ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إنّ في هذه المرحلة «ليس لدينا موقف... ربما يكون ذلك زائفاً، دعاية متعمّدة»، وأضاف «نظراً إلى أنّ الولايات المتحدة جزء أساسي من الصراع في أوكرانيا، وتشنّ في الواقع حرباً هجينة ضدّنا، فمن الممكن أن تخدع هذه الأساليب العدو، أي الاتحاد الروسي». وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين الأربعاء، إنّ روسيا لا تعرف في هذه المرحلة «مدى صحّة الوثائق». ومن بين المعلومات المسرّبة، تشير بعض هذه الوثائق خصوصاً إلى شكوك الولايات المتحدة بشأن فرص نجاح الهجوم الأوكراني المضاد الذي يجري إعداده. ووصلت العلاقات الأميركية - الروسية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وهي تستمر في التدهور بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا. وبعدما عانت روسيا من سلسلة إخفاقات عسكرية وتكبّدت خسائر فادحة، تقدّم الآن الصراع على أنه حرب بالوكالة دبّرها الغرب ضدها، في الوقت الذي يدعم فيه الأميركيون والأوروبيون أوكرانيا عسكرياً ومالياً. من جهة أخرى، أشار بيسكوف إلى أنّه حتّى قبل تسريب الوثائق الأميركية، أثبتت موسكو وجود «كثير من المدرّبين من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو في أوكرانيا)، خصوصاً من المملكة المتحدة، وأنّ مقاتلين كانوا يشاركون في المعارك». وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمس الأربعاء إن الوثائق تحتوي على مزيج من المعلومات الصحيحة والكاذبة عن جيش بلاده، لكنه قلل من تأثيرها السلبي. وقال ريزنيكوف خلال مؤتمر صحافي في مدريد مع نظيره الإسباني: «هناك كثير من المعلومات التي لا تتوافق مع الواقع»، وأضاف «المعلومات التي تتوافق مع الواقع فقدت أهميتها. لذا فهي مزيج من الحقيقة والأكاذيب». وقال ريزنيكوف إنه يعتقد أن التسريبات كانت محاولة متعمدة لبث الشقاق بين حلفاء كييف. وتابع «المستفيد من هذا العمل هو روسيا وحلفاؤها أو أتباعها... الهدف من هذا العمل هو خفض مستوى الثقة بين شركائنا، خصوصاً الولايات المتحدة وعدة دول أخرى، وهذا واضح تماما بالنسبة لي». ويقول خبراء أمن قومي ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في أن تكون أميركا وراء التسريب، لكنهم لا يستبعدون الجهات المؤيدة لروسيا.

أوكرانيا تلغي تخليد ذكرى ضابط نازي بعد احتجاج إسرائيل

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن السفير الإسرائيلي في كييف ميخائيل برودسكي، أنه تلقى وعداً من بلدية كييف ومسؤولين أوكرانيين، بإلغاء قرار تخليد ذكرى الضابط النازي فلوديمير كوبيوبتش، احتراماً لموقف تل أبيب في الموضوع. وكانت بلدية العاصمة الأوكرانية كييف قد قررت تخليد الضابط بإطلاق اسمه على شارع مركزي في المدينة. وقد تم اختياره بواسطة استطلاع رأي الجمهور من خلال استفتاء شعبي. وقد عرضت على الجمهور ثلاثة اقتراحات لإطلاق اسم جديد على شارع بجبيلسكي، لثلاثة ضباط أوكرانيين لغرض تخليد أسمائهم كأبطال الوطن وطلبت منهم التصويت لصالح أحد الاقتراحات بالإنترنت. وجاءت النتيجة بحصول اسم كوبيوبتش على أعلى نسبة تصويت (31 في المائة). وعلى أثر ذلك توجه السفير الإسرائيلي إلى السلطات البلدية والمركزية محتجاً وشارحاً أن منح اسم هذا الضابط للشارع يمس بملايين الضحايا التي أوقعتها النازية. وقال السفير الإسرائيلي إن الضابط المذكور وقف خلال الحرب العالمية الثانية على رأس الهيئة الأوكرانية التي اتخذت قراراً في شهر أغسطس (آب) 1942 لطرد اليهود وطرد كل من يساعدهم على الاختباء. وبموجب القرار تم طرد 50 ألف يهودي من أوكرانيا إلى معسكر الإبادة النازي المعروف باسم «بلزتس». وهناك تم قتلهم، لينضموا إلى 100 ألف يهودي أوكراني آخر تمت تصفيتهم في زمن النازية. كما أن كوبيوبتش نفسه كان بين مؤسسي وحدة التزويد بالأسلحة والذخيرة في الجيش، بعد احتلال ألمانيا النازية لأوكرانيا. وتَجنّد قادة يهود أوكرانيين في المعركة ضد إطلاق اسم الضابط كوبيوبتش على الشارع في كييف. وقال رئيس اللجنة اليهودية في أوكرانيا، إدوارد دولنسكي، إن «قرار إطلاق هذا الاسم على الشارع ليس إخفاقاً مجلجلاً لبلدية كييف على المستوى الأخلاقي فحسب، بل إنه مساهمة في مؤامرة إنكار الكارثة النازية». لكنّ السفير الإسرائيلي برودسكي، قال (الأربعاء)، إن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، اتصل به وأبلغه بأن المجلس البلدي سيجد طريقة لرفض نتائج الاستفتاء والامتناع عن إطلاق اسم كوبيوبتش على الشارع. يُذكر أن الاتهامات التي تطلقها روسيا على نظام الحكم في أوكرانيا وتدّعي فيها أن النازية الجديدة تسيطر عليه وتتحكم بقراراته في الحرب ضد روسيا، تلقى آذاناً كثيرة صاغية في إسرائيل، خصوصاً بين أوساط المساندين لموسكو من المواطنين. وقد أسهم قرار تخليد ذكرى الضابط النازي بتغذية مواقف هؤلاء ضد النظام في كييف.

كييف تتهم «الوحوش» الروس بقطع رأس أسير أوكراني

إدانات دولية للعملية... وموسكو تعتبرها «صوراً مروعة وزائفة» وتدعو إلى التحقق من صحة الفيديو

كييف - موسكو: «الشرق الأوسط»..شبهت أوكرانيا روسيا بـ«تنظيم داعش» أمس الأربعاء، ودعت المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق بعد تداول مقطع فيديو على الإنترنت يظهر جنوداً روساً على ما يبدو وهم يصورون أنفسهم في أثناء قطع رأس أسير أوكراني بسكين، فيما دعا الكرملين إلى «التحقق من صحة الصور المروعة» في التسجيل. وأدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما وصفهم بـ«الوحوش» الروس بعد نشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر عملية قطع رأس الأسير. ونشر تسجيل الفيديو على تطبيق «إنستغرام»، وهو يظهر وفق كييف، جندياً روسياً خلال العملية البشعة مستخدماً سكيناً. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين: «هذه بالطبع صور مروعة»، وأضاف «في عالم التزييف الذي نعيش فيه يجب أن نتأكد من صحة هذا الفيديو». وطلبت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار من الأشخاص عبر الإنترنت عدم ذكر اسم الجندي حتى تحدد سلطات إنفاذ القانون هويته رسمياً، وحثت الناس على التوقف عن مشاركة الفيديو على الإنترنت. وقالت: «تذكروا أن العدو يريد أن يخيفنا. يريد أن يجعلنا أضعف». وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في إشارة إلى مجلس الأمن الدولي الذي تولت روسيا رئاسته الدورية هذا الشهر: «من السخف أن تتولى روسيا، وهي أسوأ من (تنظيم داعش)، رئاسة مجلس الأمن». واشتهر مسلحو «داعش» في العراق وسوريا بنشر مقاطع فيديو لقطع رؤوس أسرى عندما سيطروا على مساحات شاسعة من البلدين بين عامي 2014 و2017. ويتم تداول الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقة وأربعين ثانية منذ الثلاثاء، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية. ويظهر الفيديو رجلاً يرتدي ملابس مموهة وملثم الوجه يقطع عنق رجل آخر يرتدي زياً عسكرياً ويتخبط أرضاً، ويصرخ «هذا مؤلم». وبعد ثوانٍ يتوقف الصراخ ونسمع رجلاً خلف الكاميرا يحث القاتل باللغة الروسية على «قطع رأس» الضحية. وينهي القاتل قطع الرأس بسكين، ويُظهر الرأس المقطوع أمام الكاميرا. ويُسمع صوت شخص يتحدث بالروسية ويقول: «يجب وضعه في الكيس وإرساله إلى القائد». ويُظهر هؤلاء أمام الكاميرا أيضاً سترة الضحية وعليها رمز أوكرانيا وجمجمة. وفي جنيف، قالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا إنها فزعت لما وصفته بمقاطع الفيديو «المروعة بشكل خاص» المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تحدثت أيضاً عن تسجيل فيديو آخر يُظهر «جثثاً مشوهة لأسرى حرب أوكرانيين على ما يبدو». وقالت البعثة في بيان: «للأسف، هذه ليست حادثة منفردة. كما يجب التحقيق بشكل مناسب في الأحداث الأخيرة ومحاسبة الجناة». في بروكسل، قالت متحدثة باسم منسق السياسة الخارجية الأوروبية الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي سيحاسب «جميع مرتكبي جرائم الحرب والمتواطئين معهم» في أوكرانيا. وقالت نبيلة مصرالي في مؤتمر صحافي في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي «ليست لديه معلومات بشأن صحة الفيديو»، لكن «إذا تأكد ذلك فهو تذكير صارخ آخر بالطبيعة اللاإنسانية للعدوان الروسي». وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نُشر على «إنستغرام»: «كم يقتل هؤلاء بسهولة». وأضاف الرئيس الأوكراني «العالم بأسره يجب أن يشاهد هذا الفيديو لإعدام أسير حرب أوكراني». وأكد أن «هذا الفيديو يظهر روسيا على حقيقتها»، فيما دعت وزارة الخارجية الأوكرانية المحكمة الجنائية الدولية إلى «التحقيق الفوري في جريمة أخرى ارتكبها الجيش الروسي». وقالت «رويترز» إنه لم يتسن لها التحقق على الفور من صحة أو مصدر الفيديو المتداول، الذي ظهر فيه رجل يرتدي زياً عسكرياً يقطع رأس رجل يضع شارة صفراء على ذراعه، مثل تلك التي يستخدمها الجنود الأوكرانيون. وقال الرئيس الأوكراني: «هناك شيء لا يمكن لأحد في العالم تجاهله: مدى السهولة التي يقتل بها هذه الوحوش»، وأضاف «ستكون هناك مسؤولية قانونية عن كل شيء. من الضروري هزيمة الإرهاب». ونفت موسكو في الماضي ارتكاب جنودها فظائع خلال الصراع. منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 تتبادل كييف وموسكو اتهامات بإساءة معاملة الأسرى، وبارتكاب انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب. وفي بداية مارس (آذار)، خلف مقطع فيديو يعتقد أنه يُظهر إعدام أسير حرب أوكراني على يد جنود روس صدمة في أوكرانيا. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أعرب الكرملين من جهته عن غضبه من مقطعي فيديو يظهران ما يعتقد أنه إعدام عشرات الجنود الروس بالرصاص بعد استسلامهم للقوات الأوكرانية. وفي أواخر مارس، اتهمت الأمم المتحدة كلا الطرفين، الروسي والأوكراني، بارتكاب عمليات إعدام أسرى حرب بإجراءات موجزة. إلى ذلك تنفي روسيا على الرغم من وجود أدلة متطابقة، عمليات إعدام مدنيين بإجراءات موجزة، ولا سيما في بوتشا بالقرب من كييف، قبل عام.

تجربة روسية لإطلاق صاروخ باليستي «متقدم»

موسكو: «الشرق الأوسط».. أعلنت روسيا أنها أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي «متقدم» عابر للقارات، بعد أسابيع على تعليق مشاركتها في آخر اتفاق للحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «طاقما قتاليا أطلق بنجاح صاروخا باليستيا عابرا للقارات (آي سي بي إم) من نظام صاروخي أرضي متحرك» من موقع التجارب في كابوستين يار. وأضاف البيان أن «الرأس الحربي للصاروخ ضرب هدفا وهميا في ميدان التدريب ساري شاجان (كازاخستان) بدقة محددة». ومنذ إرسال قوات إلى أوكرانيا العام الماضي، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرات مبطنة بأنه قد يستخدم أسلحة نووية هناك إذا تعرضت روسيا للخطر.

الخارجية الروسية: إمداد أوكرانيا بصواريخ يهدد حركة الملاحة الجوية المدنية عالمياً

موسكو: «الشرق الأوسط»..أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء، أنه من الضروري طرح مسألة سلامة حركة الملاحة الجوية المدنية في العالم وأوروبا، في ظل تسليم الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف - غربية الصنع من طراز «مانباد» والصواريخ الموجهة المضادة للدروع «إيه تى جى دبليو» إلى أوكرانيا. وأشارت الوزارة إلى أن «الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء قد نقلوا أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة أكثر من 12 مليار يورو (1.‏13 مليار دولار) إلى كييف، وقدموا أسلحة ثقيلة وطائرات ودبابات، واتفقوا على تزويد القوات المسلحة الأوكرانية بمليون قذيفة مدفعية بحلول نهاية العام، ولا يمنعون استقدام المرتزقة إلى بلدانهم».

هجوم إلكتروني لقراصنة روس على مواقع رسمية كندية

أوتاوا: «الشرق الأوسط»..صرح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن هجوما إلكترونيا أعلن قراصنة مؤيدون لروسيا مسؤوليتهم عنه، استهدف مواقع حكومية كندية خلال زيارة لنظيره الأوكراني، مؤكدا أن ذلك «لن يغير بأي حال من الأحوال دعمنا الثابت لأوكرانيا». وقال ترودو إن الهجوم الذي تبنته «نو نيم» (بلا اسم) في رسالة على تطبيق تلغرام، أدى إلى توقف عدد كبير من المواقع الرسمية لبضع ساعات صباح الثلاثاء، بينها موقعا رئيس الدولة ومجلس الشيوخ، خلال اجتماع بين دنيس شميهال وترودو في تورونتو. وأضاف رئيس الوزراء الكندي في مؤتمر صحافي مشترك مع شميهال أن «مهاجمة قراصنة معلوماتية روس لبلدان تعبر عن دعمها الثابت لأوكرانيا، أو تستقبل وفودا أو قادة أوكرانيين، ليست أمرا نادرا»، مشيرا إلى أن «التوقيت ليس مفاجئاً». وصرحت روبين هوكو المتحدثة باسم «مركز أمن الاتصالات» لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «ليس من غير المألوف رؤية هجمات حجب الخدمة (دي دوس) ضد الدول التي تستقبل مسؤولين من الحكومة الأوكرانية في زيارات». وأضافت المتحدثة باسم السلطة الكندية للمراقبة الإلكترونية أن «هذه الحوادث تلفت الانتباه لكن تأثيرها ضئيل جدا على الأنظمة المعنية».

لندن وواشنطن تفرضان عقوبات على مقربين من أثرياء روس

لندن: «الشرق الأوسط»...أعلنت المملكة المتّحدة والولايات المتحدة اليوم (الأربعاء) فرض عقوبات على مقرّبين من أثرياء روس، بينهم أفراد من دائرة رومان أبراموفيتش وأليشر عثمانوف، وذلك لمساعدتهم الأوليغارشيين على إخفاء أموالهم. وأضاف البلدان معاً، وفقا لما أوردته وكالة «الصحافة الفرنسية»، عشرات الشخصيات والشركات إلى قائمتي العقوبات، في محاولة لعرقلة أنشطة الشخصيات النافذة المتّهمة بدعم حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحربه على أوكرانيا. واستهدفت وزارة الخارجية الأميركية خصوصاً شركة «هيد أيروسبيس تكنولوجي» الصينية التي قالت إنها تبيع صور الأقمار الاصطناعية لمجموعة فاغنر العسكرية، وأدرجت في القائمة السوداء أيضاً مجموعة «باتريوت بي إم سي»، وهي ميليشيا روسية خاصة أخرى قالت إنها مرتبطة بوزير الدفاع سيرغي شويغو. ومن بين الذين استهدفتهم العقوبات البريطانية الجديدة ديميتريس يوانيدس، وخريستودولوس فاسيليادس، وهما مواطنان قبرصيان. وأوضحت لندن أنّ الأول أنشأ هياكل وصناديق استثمارية في الخارج استخدمها رومان أبراموفيتش لإخفاء 760 مليون جنيه إسترليني (863 مليون يورو) قبل أن تُفرض عليه عقوبات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في نهاية فبراير (شباط) 2022. وتستهدف العقوبات البريطانية أيضاً هياكل عديدة تابعة لشبكة أليشر عثمانوف، فضلاً عن أفراد من عائلات أثرياء روس آخرين. وحذّر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في بيان من أنّه «لا يوجد مكان للاختباء فيه». وقال كليفرلي إنّ المملكة المتّحدة ستحرم «النخبة الروسية» من أصول اعتقدوا «أنّهم نجحوا في إخفائها». وتقول المملكة المتحدة إنّها جمّدت أصولاً روسية تتجاوز قيمتها 18 مليار جنيه إسترليني (20.4 مليار يورو) منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

ما الذي تحتويه الوثائق الأميركية السرية المسربة؟

واشنطن: «الشرق الأوسط».. تتضمن وثائق أميركية، بعضها سري للغاية، سُربت ونُشرت على الإنترنت، تفاصيل حول آراء واشنطن بالحرب في أوكرانيا، ويبدو أنها تشير إلى جمع معلومات استخبارية عن عدد من حلفاء الولايات المتحدة المقربين. واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الكشف عن وثائق سرية يمثل «خطراً جسيماً للغاية» على الأمن القومي الأميركي، وفتحت وزارة العدل تحقيقاً جنائياً. ومع ذلك، لم تؤكد السلطات الأميركية علناً صحة هذه الوثائق المصورة التي يتم تداولها على مواقع مختلفة، ولا فعلت ذلك مصادر مستقلة. وفيما يلي لمحة عن محتوى وثائق اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»:

حصيلة الحرب في أوكرانيا

تتناول إحدى الوثائق حصيلة النزاع في أوكرانيا في 1 مارس (آذار) 2023، أي بعد أكثر من عام بقليل من بدء الحرب، وتقدر الخسائر الروسية بما بين 35500 و43500 قتيل، مقابل 16 ألفاً إلى 17500 في الجانب الأوكراني، كما خسرت موسكو، وفقاً للمصدر نفسه، أكثر من 150 طائرة ومروحية، مقابل أكثر من 90 طائرة لكييف. تقدر نسخة أخرى من الوثيقة، تم تعديلها على ما يبدو، على العكس من ذلك أن الخسائر الأوكرانية أعلى من الخسائر الروسية. ويؤكد هذا التباين مخاوف «البنتاغون» من أن هذا التسريب قد «يغذي المعلومات المضللة»، على حد قول الوزارة.

نقص الصواريخ المضادة للطائرات

توضح وثيقتان مؤرختان في 28 فبراير (شباط) الحالة المقلقة للدفاعات الجوية الأوكرانية التي أدت حتى الآن دوراً حاسماً في التصدي للضربات الروسية، ومنعت موسكو من السيطرة على المجال الجوي. وجاء فيهما أن قدرة كييف على الحفاظ على دفاعات جوية متوسطة المدى لحماية خط المواجهة «ستنخفض إلى الصفر بحلول 23 مايو (أيار)». وجاء في إحداهما أن ما يقرب من 90 في المائة من الدفاعات متوسطة وطويلة المدى في أوكرانيا تتكون من أنظمة «SA - 11» و«SA - 10» من الحقبة السوفياتية، التي قد تنفد ذخيرتها في أواخر مارس وأوائل مايو على التوالي.

اعتزام توجيه ضربات بطائرات مسيَّرة في روسيا

ورد في وثيقة غير مؤرخة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب لكبار جنرالاته عن أسفه لأن الجيش الأوكراني ليست لديه صواريخ بعيدة المدى من شأنها أن تسمح باستهداف قوات العدو مباشرة في الأراضي الروسية، واقترح في نهاية فبراير تنفيذ مثل هذه الضربات بطائرات من دون طيار. وهذه المعلومات التي يبدو أنها تشير إلى تنصت واشنطن على شريك وثيق، يمكن أن تُفسِّر جزئياً إحجام الولايات المتحدة عن تزويد كييف بالأسلحة بعيدة المدى التي تطلبها. لكن التردد الأميركي يسبق تاريخ هذا التصريح.

مظاهرات إسرائيل

تقول وثيقة أخرى غير مؤرخة إن قادة «الموساد» (جهاز الاستخبارات الإسرائيلية) شجعوا مسؤولي الجهاز والمواطنين العاديين على الاحتجاج على الإصلاح القضائي الإسرائيلي المثير للجدل. يبدو هنا أيضاً أن مصدر هذه المعلومات (عبر الاطلاع على اتصالات إلكترونية) يشير إلى عمليات تجسس أميركية ضد دولة حليف.

قلق بشأن الذخيرة الكورية الجنوبية

يخشى مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية أن تنقل الولايات المتحدة إلى كييف ذخيرة معينة طلبها «البنتاغون» من سيول، الأمر الذي يتعارض مع رغبة كوريا الجنوبية في الامتناع عن إمداد أوكرانيا بمعدات قاتلة، وفقاً لوثيقة تتناول تبادلاً جرى في الأول من مارس بين مسؤولَين كوريين جنوبيين. هذا التسريب الذي يشير إلى أن واشنطن تتجسس على حليف وثيق أثار انتقادات في كوريا الجنوبية حيث دعت المعارضة، اليوم (الأربعاء)، إلى فتح تحقيق. ورد مكتب الرئيس يون سوك يول بوصف تهم التنصت على المكالمات الهاتفية بأنها «أكاذيب سخيفة».

مراقبة البحر الأسود

تتحدث وثيقة بتاريخ 27 فبراير عن طلعات استطلاعية فوق البحر الأسود نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا و«حلف شمال الأطلسي» من أواخر سبتمبر (أيلول) إلى أواخر فبراير باستخدام طائرات بطيارين أو من دون طيار. بعد نحو أسبوعين من كتابة هذه الوثيقة، اتهمت واشنطن الجيش الروسي باعتراض طائرة أميركية بدون طيار من طراز «MQ - 9 Reaper» فوق البحر الأسود وإلحاق ضرر بها، وهو ما نفته موسكو.

بايدن يحثّ على حلّ الأزمة السياسية في آيرلندا الشمالية

نوّه بالإمكانيّات الاقتصادية للمقاطعة البريطانية قبل التوجه إلى دبلن

بلفاست - لندن: «الشرق الأوسط».. دعا الرئيس الأميركي جو بايدن من آيرلندا الشمالية القوى السياسية المحليّة لتجاوز انقساماتها، وإنهاء شلل مؤسّساتي تعاني منه المقاطعة البريطانية بعد ربع قرن من توقيع اتفاقيات السلام. وزار الرئيس الأميركي آيرلندا الشمالية لإحياء ذكرى مرور 25 عاماً على توقيع اتفاقيات السلام في 10 أبريل (نيسان) 1998. لكنّ إحياء هذه الذكرى يتزامن مع واقع سياسي معقّد تمرّ به المقاطعة البريطانية. ويسود شلل فعلي المؤسّسات المحلّية التي أُنشئت قبل ربع قرن، والتي يتشارك فيها السلطة الوحدويون الموالون للندن وأغلبيتهم من البروتستانت، والجمهوريون الداعون للانفصال عن بريطانيا والانضمام إلى جمهورية آيرلندا الشمالية وأغلبيتهم من الكاثوليك. وفي خطاب ألقاه في جامعة ببلفاست قبل التوجه إلى دبلن، ذكّر بايدن بأنّه قبل ثلاثة عقود لم يكن ممكناً للمرء أن يتخيّل أنّ مبنى جامعة بلفاست، المشيّد بالكامل من الزجاج والصلب، سيكون على هذه الحال في مدينة كانت أوصالها مقطّعة بالأسلاك الشائكة وتهزّها تفجيرات واشتباكات دامية، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية». وأُطلق على تلك المرحلة اسم «الاضطرابات»، وراح ضحيتها 3500 قتيل. وأضاف الرئيس الأميركي في خطابه أنّ «العبرة من اتفاقيّات الجمعة العظيمة هو أنّه عندما تبدو الأمور هشّة للغاية (...) تكون الحاجة ماسّة للأمل والجهد».

- فرص اقتصادية

ونوّه بايدن بالإمكانيّات الاقتصادية لآيرلندا الشمالية، المقاطعة التي تعاني من صعوبات مالية وتعهدت واشنطن ضخّ استثمارات فيها. وقال: «آمل أن يعاد قريباً إرساء البرلمان والحكومة (المحلّيين)»، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ القرار النهائي بهذا الشأن يعود للقادة السياسيين المحلّيين. والتقى الرئيس الأميركي بقادة الأحزاب الخمسة الرئيسية في المقاطعة البريطانية، بما في ذلك «الحزب الوحدوي الديمقراطي» الذي لا يخفي حذره من بايدن الكاثوليكي. وعلى مدى أكثر من عام، رفض هذا الحزب المشاركة في المؤسسات المشتركة التي تتمتع بحكم ذاتي في آيرلندا الشمالية، وهي من مكتسبات اتفاق السلام. ويرفض الحزب المشاركة في هذه المؤسسات لاعتراضه على وضع الحدود البرية الحساس جداً مع جمهورية آيرلندا بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. لكنّ الحزب الوحدوي تلقّى دعوة بايدن لحلّ الأزمة السياسية في المقاطعة ببرودة. ومع أنّ الأمر لم يصل بزعيم الحزب جيفري دونالدسون إلى حدّ وصف الرئيس الأميركي بأنّه «معادٍ لبريطانيا»، كما فعل أحد نوّابه، فإنّه اكتفى بالقول إنّ حلّ الأزمة يتطلّب تعديلات قانونية إضافية تعزّز مكانة آيرلندا الشمالية داخل المملكة المتّحدة. وخلال زيارته القصيرة جداً إلى المقاطعة البريطانية، التقى بايدن لفترة وجيزة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذي أكّد أنّ العلاقات بين البلدين «جيّدة جدّاً». ووصف الإعلام اللقاء بـ«قهوة عمل»، وهي عبارة تدلّ على لقاء مقتضب يستبق في هذه الحالة زيارة رسمية لسوناك إلى واشنطن في يونيو (حزيران). لكنّ زيارة بايدن الخاطفة والاجتماع القصير جداً الذي عقده مع سوناك، أعطيا لندن انطباعاً بأنّ الرئيس الأميركي يؤدّي الحدّ الأدنى المطلوب، لا سيّما بالمقارنة مع زيارته إلى آيرلندا المجاورة حيث يمضي يومين ونصف اليوم.

- عودة إلى الجذور

غادر الرئيس الأميركي المقاطعة البريطانية متوجّهاً إلى آيرلندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي. ووصل الرئيس الأميركي إلى دبلن في زيارة يتخلّلها جزء شخصي وعائلي. وبايدن الذي سبق له أن زار آيرلندا عندما كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما، يتغنّى بأصوله الآيرلندية بعدما هاجر أجداده إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر بحثاً عن حياة أفضل. وحرص البيت الأبيض على تفصيل شجرة عائلة الرئيس للصحافيين وتقديم سلسلة من التفاصيل الطريفة حول أجداده. ويسعى الرئيس الأميركي إلى تحويل الزيارة إلى منصة سياسية، إذ ينوي الترشح للانتخابات في عام 2024. ويريد أن يبرهن للطبقة المتوسطة المحبطة بأن «الحلم الأميركي» لا يزال ممكناً مع التشديد على أنه يأتي من عائلة عاملة ومتواضعة الحال، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وينوي بايدن زيارة بلدتين آيرلنديتين يقول خبراء في علم الأنساب إنّ أجداده أتوا منهما، وهما لوث ومايو. وبين المحطتين، يقوم الرئيس الأميركي بزيارة إلى دبلن تتخللها لقاءات ثنائية وخطاب أمام البرلمانيين.

شي يطلب من الجيش الصيني الاستعداد لـ«قتال فعلي»

دعا إلى الدفاع بقوة عن سيادة أراضي بلاده ومصالحها البحرية

بكين: «الشرق الأوسط».. دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ القوات المسلّحة في البلاد إلى تعزيز التدريب العسكري من أجل «قتال فعلي»، في ظلّ التوترات المتصاعدة حول تايوان وبعد تدريبات عسكرية استمرّت ثلاثة أيام تهدف إلى ممارسة ضغوط على الجزيرة. وتعتبر الصين تايوان مقاطعة لم تنجح في إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، واعتبرت بكين اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين رئيسة تايوان تساي إينغ - وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي بمثابة استفزاز. ورداً على ذلك، نظّم الجيش الصيني تدريبات عسكرية شاركت فيها سفن حربية ومنصّات إطلاق صواريخ سريعة وطائرات مقاتلة. وفي أول تصريح له بعد التدريبات، نقلت قناة «سي سي تي في» الرسمية أمس عن شي جينبينغ قوله إنّ الجيش يجب أن «يدافع بقوة عن سيادة أراضينا، وكذلك عن حقوق ومصالح الصين البحرية، ويحافظ على الاستقرار الشامل لجوارنا». وأدلى شي بهذه التصريحات التي لا تذكر تايوان صراحة، خلال زيارته الثلاثاء لقاعدة بحرية في جنوب الصين. ودعا الرئيس الصيني القوات المسلّحة في البلاد إلى «تعزيز التدريب من أجل قتال فعلي»، وفقاً لقناة «سي سي تي في». وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي تقدّم دعماً عسكرياً كبيراً للجزيرة، رغم عدم وجود علاقات رسمية معها. وأجرت الصين الصيف الماضي مناورات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان وقامت بإطلاق صواريخ، رداً على زيارة قامت بها نانسي بيلوسي التي كانت رئيسة لمجلس النواب الأميركي في ذلك الحين. وجاءت تصريحات شي الثلاثاء، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة والفلبين أكبر مناورات عسكرية مشتركة في تاريخهما؛ سعيا إلى تعزيز التنسيق بينهما لمواجهة نفوذ الصين في المنطقة. وقد يجعل قرب الفلبين من تايوان، من مانيلا شريكاً رئيسياً في حال الغزو الصيني للجزيرة الديمقراطية، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت الفلبين أعلنت في مطلع أبريل (نيسان)، وضع أربع قواعد عسكرية إضافية في تصرّف الولايات المتحدة، بينها قاعدة بحرية غير بعيدة عن تايوان، ما أثار غضب بكين. وندّدت الصين بهذه الخطوة، مؤكدة أنّها «ستعرّض السلام والاستقرار الإقليميين للخطر».

ترمب يستبعد الانسحاب من السباق الرئاسي

شكك في أهلية بايدن للترشح

واشنطن: «الشرق الأوسط»..تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مقابلة تلفزيونية بـ«عدم الانسحاب مطلقا» من السباق إلى البيت الأبيض رغم توجيه اتهامات جنائية إليه، مشددا على أن الرئيس جو بايدن غير مؤهل للترشح مرة أخرى. وقال ترمب الذي يواجه 34 تهمة جنائية في نيويورك في قضية دفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية: «لا شيء يمنعه من الترشح حتى (الإدانة)». وأضاف لمذيع قناة «فوكس نيوز» تاكر كارلسون: «لن أنسحب مطلقا»، مؤكدا «هذا ليس من طبيعتي. أنا لا أفعل ذلك». وشكّك ترمب البالغ 76 عاما في أول ظهور إعلامي رئيسي له منذ مثوله أمام المحكمة الأسبوع الماضي، في قدرة بايدن البالغ 80 عاما على خوض معركة إعادة انتخابه عام 2024. وقال: «لا أرى كيف يكون ذلك ممكنا»، مضيفا أن «الأمر لا يتعلق بالعمر (...) لا أعتقد أنه قادر على ذلك». وتابع: «لا أرى أن بإمكان بايدن القيام بذلك سواء من ناحية جسدية أو ذهنية. لا أرى ذلك». ويشكّك ترمب وغيره من كبار الجمهوريين بشكل مستمر في حالة بايدن العقلية والوهن الواضح عليه. وتسلط وسائل الإعلام اليمينية مثل «فوكس نيوز» في كثير من الأحيان الضوء على زلات لسان بايدن واللحظات التي يبدو فيها شاردا وكأنه فقد التركيز. إلى ذلك، انتقد الرئيس السابق زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بكين، واتهمه بـ«التذلل» لها. ويواجه ماكرون انتقادات حادة بعد تصريحات دعا فيها الاتحاد الأوروبي إلى «ألا يكون تابعا» للولايات المتحدة أو الصين في مسألة تايوان. وقال ترمب إن «ماكرون، وهو صديق، يتذلل للصين». واتهم إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بإضعاف زعامة الولايات المتحدة بشكل كبير على الساحة الدولية، إلى درجة فقدانها دعم حلفائها التقليديين. وأضاف: «لدينا هذا العالم المجنون الذي ينفجر في كل مكان، والولايات المتحدة ليس لها رأي على الإطلاق». وتابع: «قلت لنفسي: حسناً! فرنسا ذاهبة إلى الصين الآن!». وسعت إدارة بايدن الاثنين إلى التخفيف من حدة الجدل، مؤكدة أن الولايات المتحدة تربطها «علاقة ثنائية رائعة» بفرنسا. من جانبه، استنكر الإليزيه تعليقات ترمب، ووصفها بـ«المبتذلة»، مذكرا بأنه عندما ذهب الرئيس السابق نفسه إلى بكين صرح من هناك بالقول إنه «لا يمكنه لوم الصين». في سياق منفصل، رفع المدّعي العام في مانهاتن ألفين براغ الذي وجّه الاتهام إلى ترمب في الرابع من أبريل (نيسان)، دعوى قضائية ضدّ عضو جمهوري في مجلس النواب لمنعه من محاولة «التدخّل» في قضيّته، وسط وابل من الهجمات من المحافظين. واتّهم براغ رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيم جوردن، في الدعوى التي رفعها الثلاثاء أمام القضاء الفيدرالي في نيويورك، بشنّ «هجوم غير مسبوق وغير دستوري» ضدّ تحقيقه. وتهدف هذه الدعوى إلى منع محاولة النائب وزملائه استدعاء المدعي العام المنتخب بدعم من الحزب الديمقراطي، إلى جلسة استماع أمام الكونغرس، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان جيم جوردن استدعى رسميا مارك بومرنتز، المساعد السابق المستقيل لألفين براغ. وكتب المدعي العام في شكواه أنّ «الكونغرس لا يملك أي سلطة للإشراف على الملاحقات الجنائية لولاية أميركية»، متهماً النائب جوردن بأنّه يشنّ «حملة صريحة لمهاجمته وترهيبه»، ومتحدّثاً أيضاً عن «عرقلة».

ماكرون يدعو أوروبا إلى تحقيق استقلال اقتصادي وصناعي

الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبو نجم.. عاد إيمانويل ماكرون، ليل أمس، من «زيارة دولة» استمرت يومين في هولندا، وهي الأولى من نوعها لرئيس فرنسي منذ 23 عاماً. ورغم أهميتها على المستوى الأوروبي نظراً لحاجة باريس لـ«حلفاء» داخل الاتحاد في حين علاقاتها مع برلين تتقلب بين العادية والفاترة، فإن أمرين جاءا ليحرفا الأضواء عن «الرسالة» التي كان ماكرون يريد إيصالها إلى الأوروبيين عبر البوابة الهولندية، التي تتركز حول الحاجة لبناء «الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية في ميداني الاقتصاد والصناعة». الأول، التشويش الذي واجهه بمناسبة إلقاء خطابه أول من أمس في معهد «نيكسوس» في لاهاي؛ حيث قاطعته مجموعة من الأشخاص على صلة بالمظاهرات التي عرفتها فرنسا بسبب قانون تعديل نظام التقاعد والعنف الذي رافقها، إضافة إلى رفع لافتة كبيرة من أحد المدرجات كتب عليها: «رئيس العنف والنفاق». وتكرر الحادث أمس لدى وصول ماكرون بمعية ملك هولندا فيليم ألكسندر إلى جامعة أمستردام، حيث ألقت الشرطة القبض على شخصين «رجل وامرأة» لشعارات رفعاها، وهي تستعيد أحد شعارات «السترات الصفراء» خلال الحراك الذي عرفته فرنسا في 2019 و2020. بيد أن الأمر الثاني والأهم الذي ألقى بظلاله على زيارة ماكرون لهولندا، مصدره التصريحات التي أدلى بها في رحلة العودة من الصين إلى فرنسا؛ حيث أجرى زيارة دولة من ثلاثة أيام. وحتى أمس، توالت الردود العنيفة على المواقف التي عبّر عنها، خصوصاً حول التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة الأميركية والصين بشأن تايوان. وأهم ما جاء على لسانه ونقلته صحيفة «لي زيكو» وموقع «بوليتكيو» ما يلي: «هل لنا مصلحة في تصعيد الوضع في تايوان؟ بالطبع لا. إن أسوأ ما قد يحصل أن يعتبر البعض أن يكون الأوروبيون تابعين، وأن عليهم أن يتكيفوا مع النسق الأميركي أو مع ردة الفعل الصينية المغالية». وخلال الأيام الثلاثة الماضية، فُتحت النار على ماكرون أميركياً وأوروبياً، وذهبت الأمور إلى حد أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب استخدم كلمات حادّة للتنديد بما صدر عن الرئيس الفرنسي، ما حمل مصادر دبلوماسية فرنسية أمس للدفاع عنه. ونقلت صحيفة «لو فيغارو» عن أحد المصادر قوله: «نحن لسنا تابعين للولايات المتحدة لسبب بسيط هو أن الرئيس ماكرون يدعو لقيام السيادة الأوروبية»، مضيفاً أن فرنسا «حليف موثوق وصلب للولايات المتحدة وملتزم بالتحالف معها، لكننا نحن من يتخذ القرار فيما يخص شؤوننا». وقبل ذلك، قالت مصادر رئاسية إن باريس «ليست على مسافة واحدة من واشنطن ومن بكين»، في حين سارع البيت الأبيض للقول إن «العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة ممتازة»، وكذلك العلاقات بين ماكرون والرئيس بايدن. كان الترويج لهذه الاستقلالية أحد الأهداف الرئيسية من زيارة هولندا، وقد أتيحت له الفرصة لعرض حججه في خطابه في معهد «نيكسوس»؛ حيث سعى لطرح نظرية اقتصادية أوروبية «تحمي مصالح وقيم الاتحاد الأوروبي» وتوفر النمو وتحافظ على نظامه الاجتماعي وتسنح بتحقيق النقلة البيئوية. وتنهض هذه النظرية على خمسة أعمدة؛ يتناول أولها المنافسة والاندماج الأوروبي وهو يشمل تعزيز الأنظمة التعليمية والإبداع والإصلاح والتأهيل والمساعدة على بروز هيئات أوروبية اقتصادية قوية وأسواق مالية مندمجة توفر التمويل اللازم. وينهض ثاني الأعمدة على إطلاق سياسة صناعية أوروبية طموحة تحمي وتدافع عن المصالح الأوروبية، وثالث الأعمدة يدعو إلى حماية المصالح الاستراتيجية الأوروبية بالتركيز على قطاعات الدفاع والتكنولوجيا والصحة والملكية الفكرية والخروج من تبعية أوروبا في الطاقة وفرض الرقابة على الاستثمارات الخارجية. ولن يتم ذلك، وفق ماكرون، إلا من خلال توفير الأدوات اللازمة لسياسة أوروبية خارجية فاعلة. ويشكل مبدأ المعاملة بالمثل الهدف الرابع الواجب بلوغه في المعاملة التجارية مع الدول الخارجية، مستهدفاً الولايات المتحدة من جهة والصين من جهة أخرى. وأخيراً، رأى ماكرون أن تعزيز التعددية والدفع باتجاه قبول المعايير والقيم العالمية أحد أركان الاستقلالية الاستراتيجية التي يريد أن تسير أوروبا باتجاهها. كان لافتاً أن ماكرون امتنع عن التركيز على ما دعا إليه سابقاً في العديد من المرات، وهو إقامة دفاع أوروبي مستقل لا يحل محل الحلف الأطلسي بل إلى جانبه. ويرى المراقبون أن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى نتيجتين متناقضتين: الأولى أنها أفهمت الأوروبيين أنه يتعين عليهم الالتفات بشكل أكبر إلى موضوع الدفاع، الأمر الذي حمل ألمانيا مثلاً على تخصيص 100 مليار يورو لتحسين قدراتها الدفاعية. بالمقابل، فإن هذه الحرب بينت مدى انكشاف الدول الأوروبية بوجه ما يعتبر «تهديداً روسياً»، وبالتالي جعلت العديد من الدول مثل بولندا، ودول البلطيق والدول المنضوية سابقاً في إطار حلف «وارسو»، تدعو إلى تعزيز الحلف الأطلسي والابتعاد عن مبدأ الدفاع الأوروبي. وحجة هذه الدول أنه «من العبث» مبادلة المظلة الأميركية ــ الأطلسية بمظلة أوروبية غير موجودة حقيقة. ونتيجة ذلك برزت في إسراع دولتين محايدتين هما فنلندا والسويد إلى طلب الانضمام إلى الحلف الأطلسي، وهو ما حصلت عليه الأولى وما زالت الثانية تسعى إليه من خلال محاولة إرضاء تركيا حتى تتخلى عن معارضتها الشديدة لمشروع السويد. وهذا الواقع يبين ردة الفعل العنيفة على تصريحات ماكرون التي تذهب باتجاه ما يمكن اعتباره موقفاً «حيادياً» بين واشنطن وبكين، أو مسعى باتجاه «عدم الانحياز» فيما يحتاج الأوروبيون بقوة للحليف الأميركي. وأظهرت الحرب في أوكرانيا أهمية الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة؛ حيث تكونت قناعة أوروبية مفادها أنه لولا الدعم العسكري الأميركي الذي يقدر حتى اليوم بنحو 33 مليار دولار لكانت هذه الحرب قد انتهت منذ أشهر لصالح روسيا.

خلافات ألمانية حول مقاربة أوروبا تجاه الصين

الشرق الاوسط...برلين: راغدة بهنام... تبدأ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيروبوك زيارة إلى بكين اليوم وسط خلافات متزايدة حول مقاربة أوروبا للصين، سلّط عليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضوء عندما زار البلاد قبل أيام مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وتسبب ماكرون في انتقادات لاذعة داخل ألمانيا وخارجها، بسبب تصريحات أدلى بها لمجلة «بوليتيكو» في الطائرة في أثناء عودته من بكين، وكررها في مقابلة لصحيفة «ليزيكو» الفرنسية، حذّر فيها من أن تصبح أوروبا «تابعة» للولايات المتحدة في سياستها مع الصين، خاصة فيما يتعلق بالتوترات حول تايوان. ومن غير المعروف ما إذا كانت بيروبوك ستتحدث مع المسؤولين الصينيين حول تايوان تحديدا، أم أنها تكتفي بالتركيز على الحرب في أوكرانيا والعلاقات الألمانية - الصينية. وتلتقي بيروبوك نظيرها الصيني تشين جانغ إضافة إلى المسؤول الصيني الرفيع وانغ يي المسؤول عن السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، وكذلك رئيس الوزراء لي كيانغ في لقاء «خلف الأبواب»، كما كتب معهد «كونراد أدناور» في تحليل عن الزيارة. وعلى خلاف ماكرون وقبله المستشار الألماني أولاف شولتز في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اللذين اصطحبا معهما وفدا كبيرا من رجال الأعمال الفرنسيين والألمان، تصل بيروبوك بكين بمفردها. وتعتمد وزيرة الخارجية لهجة أشد حدّة تجاه الصين من المستشار الألماني، وسبق أن حذرته من الزيارة وتوقيتها في نوفمبر، خاصة أنها جاءت بعد أيام من إعادة انتخاب الرئيس الصيني تشي جينبينغ لولاية ثالثة جديدة فسّرها المراقبون بأنها تمكين لسلطته على الحكم. وتسببت تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية الألمانية في الصيف الماضي حول تايوان في غضب بكين، التي اتهمتها بـ«تشويه الحقائق». وكانت بيروبوك قالت آنذاك إنه «من غير المقبول أن يتم انتهاك القانون الدولي ويغزو جار أكبر جاره الأصغر»، مضيفة أن «هذا ينطبق أيضا على الصين». ورغم الجدل الذي تسببت به تصريحاتها آنذاك، فإن الضغوط الداخلية تتزايد عليها لبحث مسألة تايوان في زيارتها إلى الصين و«توضيح» موقف ألمانيا بعد تصريحات ماكرون. وقال النائب عن الحزب الاشتراكي الحاكم في ألمانيا نيلس شميت، إن على بيروبوك «تصحيح الانطباع الذي تركه ماكرون في الصين». وأضاف الخبير في الشؤون الخارجية داخل حزبه، أن على وزيرة الخارجية أن تبعت برسالة للصين توضح فيها أن «الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن ينفصل عن الولايات المتحدة». وحثّ الحزب الليبرالي المشارك في الحكومة، وزيرة الخارجية الألمانية على التواصل مع فرنسا قبل سفرها إلى بكين «والتوصل إلى موقف موحد حول تايوان»، مضيفا أن «أوروبا بوحدتها فقط يمكنها أن تدافع عن موقفها في الصين». ووجه النائب عن الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض نوربرت روتغن، انتقادات لاذعة لماكرون. وقال السياسي الذي ترأس في الماضي لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ، إنه «بينما تؤمن الولايات المتحدة وليس فرنسا أو ألمانيا، دعما عسكريا كبيرا لأوكرانيا للدفاع عن أوروبا، فإن ماكرون يدعو إلى الانفصال عن واشنطن». وأضاف أنه «بينما تتمرن الصين حاليا على تنفيذ هجوم على تايوان، يدعو ماكرون للتقارب مع الصين». ووصف روتغن زيارة ماكرون إلى الصين بأنها «كارثة للسياسة الخارجية الأوروبية». ويعتقد خبراء بأن بيروبوك يمكن أن تعرج على التوترات المتزايدة مع تايوان من زاوية إظهار تأثير هذه التوترات على العلاقات الاقتصادية مع أوروبا. وكتب خبراء في العلاقات الألمانية - الصينية في معهد «كونراد أديناور» أن بيروبوك يمكن أن تستغل الزيارة كذلك للضغط مجدّدا على الصين لاستخدام نفوذها على روسيا للضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا. وأشار الخبراء في الورقة التي أعدوها حول زيارة بيروبوك، إلى أن فون دير لاين أكدت بعد زيارتها بكين أن الرئيس الصيني أبدى استعداده للحديث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «عندما يكون الوقت مناسبا». وأضاف الخبراء أن لدى بيروبوك الآن فرصة للضغط على بكين لاستخدام نفوذها لدى روسيا للمساعدة على وقف الحرب. ونقلت ورقة الخبراء عن صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية رؤيتها لزيارة بيروبوك، وكتب الخبراء الألمان أن بكين ترى في الزيارة تأكيدا على أهمية العلاقات الثنائية، وأن برلين «قادرة على لعب دور مركزي في الترويج لتطوير العلاقات الثنائية بين الصين وأوروبا». واستنتج الخبراء الألمان من تعليق الصحيفة الصينية أن بكين تحاول منع ألمانيا والاتحاد الأوروبي من الانجراف أكثر باتجاه الولايات المتحدة. وأضافوا أن «بكين تعي أن موقفها المتردد تجاه الحرب في أوكرانيا، واعتمادها بروباغندا معادية للولايات المتحدة، أضرا بسمعتها في أوروبا، ولكن عوضا عن انتقاد النفس فإن بكين تلقي اللوم على واشنطن».



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..البرلمان المصري يُقرّ تعديلات «قانون الجنسية»..شكري في أنقرة اليوم: لمسنا الرغبة في التطبيع..السيسي ومحمد بن زايد يبحثان ترسيخ الاستقرار بالمنطقة..الجيش السوداني: البلاد تمر بمنعطف خطير..قتلى وجرحى بتجدد عنف طائفي في دارفور..بريطانيا تدعو أفرقاء ليبيا لاستلهام تجربتها في السلام مع آيرلندا..صحافيو تونس يحتجون ضد «التحريض والملاحقات القضائية»..غوتيريش: نصف الصوماليين بحاجة إلى مساعدات..ناشطون يسعون إلى طي «جراح الذاكرة» بين الجزائر وفرنسا..وزير العدل المغربي يطالب بتعديل القانون الجنائي لـ«تعزيز الحريات الفردية»..«داعش» يسيطر على قرية استراتيجية شمال شرقي مالي..ألمانيا: سنحافظ على وجودنا في منطقة الساحل بالتركيز على النيجر..تشاد: مخاوف من تضرر المساعدات الإنسانية بعد الأزمة مع ألمانيا..

التالي

أخبار لبنان..الملفات الثقيلة بين عيدين: بلديات ممدَّدة والرواتب على بركان التضخم..المشاورات الفرنسية - السعودية متواصلة..الخماسية بعد الفطر.. و"حزب الله" ملتزم قواعد "الترسيم" رغم الصواريخ..موفد ماكرون عاد خائباً من السعودية وغريّو تنصح بانسحاب فرنجية..فرنسا في لبنان: سياسة بوجهين؟..لبنان ينتظر الإيقاع السعودي – السوري.. «طلاق» عون و«حزب الله» نهائي..وينتظر الإشهار..اتهامات للحزب بضرب «التيار» بـ«سكاكين في الظهر»..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..زعيم فاغنر: أوكرانيا تستعد بـ400 ألف مقاتل للهجوم المضاد..كييف أكدت صد أكثر من 50 هجوماً عبر 4 اتجاهات..واشنطن تحاول التعرف على مصدر تسريب وثائق «شديدة السرية»..«الوثائق السرية» تكشف تجسس واشنطن على حلفائها أيضاً..موسكو تنتقد «هستيريا» الغرب إزاء خطط نشرها أسلحة نووية..الصين تحاكي هجوماً على تايوان..وأميركا تدعوها لضبط النفس..باكستان تطلق عملية عسكرية كاملة ضد الإرهابيين..آلاف الجورجيين يتظاهرون «من أجل مستقبل أوروبي»..منذ 72 ساعة.. كوريا الشمالية لا ترد على اتصالات جارتها الجنوبية..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..النخبة الروسية فقدت الأمل في قدرة بوتين على الفوز بالحرب..«معارك طاحنة» ترافق انطلاق الهجوم الأوكراني المضاد.. «البنتاغون» يعلن حزمة مساعدات بمليارَي دولار للدفاع الجوي الأوكراني..محكمة تقضي بتسليم أوكرانيا «الذهب السكيثي» من شبه جزيرة القرم..محادثات بين رئيسي الأركان الروسي والصيني..ترمب يواجه 37 تهمة جنائية في قضية الوثائق..رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون يستقيل من البرلمان..أوروبا تسعى لحماية الصحافيين من «دعاوى التكميم»..الصين وكوبا تنفيان إقامة محطة تجسس..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,277,156

عدد الزوار: 7,626,656

المتواجدون الآن: 0