أخبار لبنان..تخويفٌ مُفْتَعَلٌ من «ترئيس» أزعور..والانتخابات النيابية المبكّرة «فزّاعة» بوجه باسيل..الانتخابات المبكّرة أولى رسائل حزب الله إلى باسيل..بري ينتظر تبلور الحراك الخارجي في أزمة الانتخابات الرئاسية..اللبنانيون «يتعايشون» مع الانهيار الاقتصادي..

تاريخ الإضافة الأحد 18 حزيران 2023 - 4:26 ص    عدد الزيارات 879    التعليقات 0    القسم محلية

        


تخويفٌ مُفْتَعَلٌ من «ترئيس» أزعور..والانتخابات النيابية المبكّرة «فزّاعة» بوجه باسيل..

لبنان العاجز عن انتخاب رئيس يُعْلي صوت الخارج

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الراعي: وقْف جلسة الانتخاب الأربعاء عن مجراها الدستوري والديموقراطي يزيدنا ألماً معنويّاً ويجرحنا بكرامتنا الوطنيّة

- لودريان إلى بيروت... استطلاع أم مبادرة؟

- فريق «الممانعة» يرسّم حدودَ التراجعات تحسُباً لمجريات المسار الخارجي للأزمة

بعدما انتهى الحصادُ السياسي للجولة 12 من الانتخابات الرئاسية وما شهدتْه من مواجهة هي الأولى بين مرشحيْ اصطفافيْن، أحدهما عميقٌ وراسِخ بأفرقائه المتجانسين تحت قيادة ناظِم رئيسي هو «حزب الله» والثاني بدا «موسميّاً» وقام على تقاطُع ظرفي بين غالبية المعارضة و«التيار الوطني الحر»، لم تنقشع الرؤية تماماً في بيروت حيال المرحلة المقبلة وسط انطباعٍ بأن الديناميةَ الداخليةَ باتتْ عاجزةً بالكامل عن اجتراحِ أي مَخارج من دون «إسنادٍ» خارجي لم تتبلْور ملامحه بعد وربما لا تتوافر ظروفه قريباً، ما يترك الأزمةَ اللبنانيةَ مفتوحةً على المزيد من مناوراتِ الوقت الضائع وألاعيبه وبالوناته الاختبارية. ولم يكن عابراً أن تشهد بيروت على مرمى أيام قليلة من وصول وزير الخارجية الفرنسي السابق جان – ايف لودريان إليها لتدشين مهمته كموفد شخصي للرئيس ايمانويل ماكرون مكلّفٌ متابعة الملف اللبناني والمأزق الرئاسي، توسيعاً لـ «بيكار» الأزمة من فريق «الممانعة» على خطيْن:

- الأوّل الإيحاء بأن المطاحنة الرئاسية لامستْ «الخطوط الحمر» وبأن البلاد نجت من أزمة كبرى كان سيشكّلها «مخطط الـ 67 صوتاً» التي أريد أن ينالها مرشح تقاطُع المعارضة - التيار الحر، جهاد أزعور في الدورة الأولى من جلسة الأربعاء فيبقى داعموه في القاعة على قاعدة أنه بات هناك رئيس (ضغطاً لعقد الدورة الثانية التي يتطلب لفوز أي اسمٍ فيها النصف زائد واحد أي 65 مقابل 86 في الدورة الأولى).

- والثاني التلويح بفتْح الأزمة على تعقيداتٍ أكبر عبر مباغتة الجميع بطرْحِ إجراء انتخابات نيابية مبكّرة، وهو ما تولّى نائب رئيس البرلمان الياس بوصعب «إشعال شرارته»، أول من أمس بعد لقاء رئيس البرلمان نبيه بري «الذي سمع الكلام ولم يعترض، وقال دعْنا نرى إذا حدثت متغيرات الأسبوع المقبل».

ورأت أوساط سياسية أن «الممانعةَ» في لبنان، بانتقالها من الدفاع الى الهجوم، تحاول استباقَ تفعيل المسار الخارجي للأزمة الرئاسية بترسيم حدودِ التراجعات الممكنة، وذلك بعد ما أفرزتْه جلسةُ الأربعاء من تظهير وجود 77 صوتاً رافضاً لخيار مرشّحها سليمان فرنجية (بينها 59 انتخبوا أزعور)، وما أوْحى به ذلك من بروز ميزان قوى جديد داخل البرلمان بعكس ما يشتهيه «حزب الله»، ولو أن هذا الميزان وفّرت بلوغَه التقاءاتٌ «موْضعية» بين أضداد تَقاطعوا رئاسياً على قطع ورقة لزعيم «المردة» الذي نال 51 صوتاً رغم كل الإحاطة المباشرة من الحزب وبري بـ «السكور» الذي «بُنيَ» له صوتاً صوتاً وفق هنْدسة رقمية «دقيقة» ضمنت قفز نتيجته فوق الخمسين وإنزال رقم أزعور إلى تحت الستين. ولعل أكثر المعنيين بما يشبه «أمر اليوم» من فريق الممانعة، الذي يخيِّر الداخل والخارج بين إما الحوار بلا شروط مع إبقاء خيار فرنجية بقوة على الطاولة كمرشّح واحد ووحيد له حتى الساعة وإما تفلُّت الوضع اللبناني من الضوابط بحال أي خطأ في التقدير أو جنوح نحو رئيس «من جناح واحد»، هي باريس التي أوحت من خلال تبديل قيادة خلية الأزمة المعنية بالملف اللبناني بأنها اقتنعت بعدم جدوى ان تكون «عرّابة» ترشيح زعيم «المردة» في ضوء «انتفاضة الرفض» المسيحية العارمة، قبل أن تأتي نتيجة جلسة الأربعاء لتفرمل «عربةَ فرنجية» الرئاسية وتؤكد شبه استحالة انتخابه. وفيما لم يكن ممكناً أمس تَلَمُّس كل خلاصاتِ أو الترجمات المحتملة للموقف الذي صدر عن القمة الفرنسية - السعودية بين ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في باريس والذي أكد «ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان»، وفق ما أعلن الاليزيه، مع تشديدٍ على أن عدم انتخاب رئيس منذ ثمانية أشهر «يبقى العائق الرئيسي أمام معالجة الأزمة الاجتماعية الاقتصادية الحادة التي يعانيها لبنان»، فإن مصادر سياسية استبعدتْ أن تكون الرياض خرجتْ عن ثوابتها في ما خص الملف اللبناني بكليّته كما بجزئيّته المتصلة بالانتخابات الرئاسية والتي تبتعد فيها عن أفخاخ التسميات، مكتفيةً بتحديد إطارٍ عام يقوم على أن هذا شأن سياديّ لبنانيّ، وأن اللبنانيين يعرفون ما الذي يتعيّن أن يقوموا به ليساعدوا أنفسهم كي يساعدهم الآخَرون. وفي حين كانت الأنظار إقليمياً على زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لطهران تحت عنوان «تحقيق الأمن والسلام في المنطقة» في ظلّ رهاناتٍ متجدّدة ومبالَغ فيها على انعكاساتٍ للتقارب السعودي - الإيراني على الملف الرئاسي وبما يشكل التفافاً على التوازنات السياسية - النيابية، فإن الترقُّبَ ساد لوصول لودريان، الذي لا يرتاح إليه فريق الممانعة ولا سيما «حزب الله»، إلى بيروت منتصف الأسبوع الطالع وسط ترقُّب لِما سيحمله وهل سيكتفي بجولة استطلاعِ آراء أم سيحمل مبادرةً محدَّدة، وهل ستكرّس هذه المبادرة طيّ صفحة فرنجية وبأي «تخريجة». وفي هذا الوقت فإن طَرْحَ الانتخاباتِ المبكرة ملأ استراحةَ ما بين مَفاعيل جلسة الأربعاء ووصول موفد ماكرون الأربعاء المقبل مبدئياً، وسط التعاطي مع هذا الطرح على أنه لا يعدو كونه «قنبلة صوتية» مدجَّجة برسائل في أكثر من اتجاه:

- الأول خصوم «حزب الله» في المعارضة، عبر التلويح بـ «اقتياد» الجميع إلى الحوار ولو «على جثة البرلمان» الحالي، وهي رسالة سياسية أكثر منها عمليّة، في ظلّ عدم إمكان توافر نصاب سياسي وعددي لانتخابات مبكرة، لا طريق إليها أصلاً إلا بموافقة النصف زائد واحد من البرلمان على تقصير ولايته (تعديل المادة في قانون الانتخاب التي حددت ولايته بأربع سنوات)، أو بحلِّ مجلس النواب المحدَّد دستورياً بثلاث حالات «شبه مستحيلة» (رفض المجلس التصويت على الموازنة العامة وإقرارها بقصد شلّ الحكومة، عدم الاجتماع خلال عقد عادي كامل أو عقدين استثنائيين متواليين، وإذا أصرت الحكومة على رفض اقتراح قانون بتعديل الدستور) وكلها تستوجب وجود رئيس للجمهورية كون طلب الحلّ يمرّ عبره إلى مجلس الوزراء.

- والثاني رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الحليف السابق لـ «حزب الله» الذي افترق عنه رئاسياً واعتُبر تأييده أزعور بمثابة لجوء إلى «سلاح محرّم» بوجه الحزب، بأن «رقبته السياسية» بيد الممانعة التي وفّرت له دعماً أتاح تكبير كتلته «الحقيقية» بنحو 6 نواب سيخسرهم في أي انتخابات نيابية جديدة يخوضها خارج التحالف مع الثنائي الشيعي. علماً أن هذا الطرح جرت مقابلته بأجواء لوّحت بأن أي محاولة للذهاب نحو تحالف رباعي جديد قد يُردّ عليه بمدّ التقاطع الرئاسي مع الأحزاب المسيحية في المعارضة إلى أي استحقاق نيابي. وبدا هزّ «عصا» الانتخابات المبكرة، الذي أخرجه وللمفارقة إلى الضوء عضوٌ في تكتل باسيل (بو صعب) يزيد من تغريده خارج سرب التكتل (هو جاهر بأنه لم يصوّت لأزعور)، بمثابة دعوة لباسيل لتهدئة اندفاعته الرئاسية وملاقاة دعوة بري للحوار مع إسقاطِ شرْط إخراج فرنجية من لائحة الأسماء القابلة للتداول. وكان لافتاً أمس موقف للنائب سليم عون (من كتلة باسيل) اعتبر فيه أن الانتخابات المبكرة «لن تغيّر شيئاً»، معتبراً في موقف لم يُفهم إذا كان تخلياً عن دعم أزعور أن «وصول أي من المرشّحيْن جهاد أزعور أو سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة لن يؤدي إلى إنقاذ البلاد، لأن أياً منهما لن يتمكن من النجاح في ولايته في ظل محاربة خصومه له»، داعياً جميع الأفرقاء الى إعادة حساباتهم. وأوضح أن التيار الوطني الحر مع الحوار في سبيل انجاز الاستحقاق، «إلا أن حزب الله هو مَن أصر على ترشيح فرنجية، لذا اتجه التيار نحو خيار آخَر يستطيع من خلاله تأمين أكبر عدد من الأصوات»، لافتاً إلى «أن لا مصلحة للحزب بالتقاتل مع التيار، كما وان ذلك ينطبق على التيار». في موازاة ذلك، برز موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن في اختتام سينودس أساقفة الكنيسة المارونية أنّه «في موضوع رئاسة الجمهوريّة لا نُفضّل أحداً على أحدٍ بل نأمل وصول رئيس يكون على مستوى التحديات». وأضاف «فيما شعبنا يعيش مأساته الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة والاجتماعيّة، جاءت جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة الأربعاء الماضي بكيفيّة وقفها عن مجراها الدستوريّ والديموقراطيّ، لتزيده وتزيدنا ألماً معنويّاً، وتجرحنا في كرامتنا الوطنيّة، وتخجلنا بوصمة عار على جبيننا أمام الرأي العام العالميّ، لا سيما والجميع يتطلّعون إلى لبنان بأمل انتخاب الرئيس كي يتمكّن من الخروج من أزماته».

الكنيسة المارونية: لبنان يعاني أزمة مصيرية

أكد سينودس أساقفة الكنيسة المارونية «ان لبنان اليوم يعاني أزمة مصيرية تكمن عقدتُها الكبرى في الاستهتار المتمادي عند البعض بوجوب إتمام استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية يتبعه تشكيلُ حكومة تضع في أولوياتها تنفيذَ الإصلاحات الملحة». وجاء هذا الموقف في ختام أعمال السينودس الذي انعقد في بكركي بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إذ قال المجتمعون: «إن تراكم الأحداث في لبنان والأخطاء السياسية والجرائم المالية والتمادي في سياسة الفساد خلال العقود الثلاثة الأخيرة أدّى إلى تهالك الأخلاق والقيم على صعيد الحياة الاجتماعية والسياسية والإعلامية، وإلى تفكك الدولة على صعيد سلطاتها ومؤسساتها وإداراتها حيث تمكّنت طبقة سياسية غالباً ما تقوم على الزعاماتية الزبائنية من وضع يدها على الدولة اللبنانية مسخّرةً مؤسساتِها ومقدراتها لمصالحها الخاصة ولو على حساب الشأن العام وحقوق المواطنين. وأدى أيضاً إلى ارتفاع نسبة الهجرة لدى الشباب اللبناني وإلى الافتقار إلى فرص العمل وتثقيل المهجّرين السوريين الأعباء على خزينة الدولة وعلى المواطنين في سوق العمل والهدر الخدماتي والتهديدات التربوية والأمنية والديموغرافية». وأكدوا «التأييد الكامل لمواقف البطريرك الراعي الذي يقوم بالمساعي الحثيثة لتعميق التفاهمات بين جميع اللبنانيين. وقد أكدت هذا المساعي من جديد دور البطريرك المؤتمن التاريخي على كيان لبنان ووحدة أبنائه وعلى دور بكركي التي كانت وستبقى داراً للتلاقي والحوار بين كل الأطراف اللبنانيين. ويدعونه إلى متابعة هذه المساعي لجمع اللبنانيين وإقامة الحوار في ما بينهم، حوار المحبة في الحقيقة، لأن هذا الحوار بات ضرورياً من أجل قراءة نقدية لأحداث الماضي وتنقية الذاكرة وفتح الطريق أمام المصالحة الشاملة». وشددوا «على تمسّكهم بالثوابت الوطنية، أي العيش المشترك والميثاق الوطني والدستور والصيغة التشاركية بين المكوّنات اللبنانية في النظام السياسي وتطبيقها بشكل سليم. فيعملون معاً على بناء دولة حديثة بكل مقوماتها، أي دولة وطنية لبنانية جامعة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، ودولة مواطنة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، دولة تحترم تنوّع الانتماءات الدينية تحت سقف الانتماء الوطني والولاء للوطن، كما كان يردّد البطريرك الياس الحويك»...

لبنان... الانتخابات المبكّرة أولى رسائل حزب الله إلى باسيل

الجريدة... منير الربيع .. انتقل لبنان من السجال حول الانتخابات الرئاسية والخلافات حولها، إلى سجال جديد يرتبط بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة. برزت هذه الدعوة، التي جاءت على لسان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بما حملته من رمزية لجهة مكان إطلاقها من منبر عين التينة، مقرّ إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد لقائهما. لم يكن بإمكان بوصعب إطلاق مثل هذا الموقف بدون تنسيق مع بري، كما لا يمكن إغفال الرسائل والمؤشرات التي يحملها. السبب الرئيسي والمباشر لمثل هذه الدعوة يبدو مفهوماً وسط عجز المجلس النيابي عن القيام بدوره الأساسي والدستوري في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصاً أن توازنات القوى فيه تظهر أن كل الأطراف لديها مع تحالفاتها قدرة على تعطيل أي جلسة انتخابية. كما يبدو المجلس عاجزاً عن القيام بعمله التشريعي في ظل الشغور الرئاسي، بكل ما في ذلك من ملفات أساسية، مثل «الكابيتال كونترول»، فيما ينحصر عمله ببضع تشريعات مرتبطة بالأمور المعيشية. تأتي الدعوة إلى الانتخابات المبكرة وسط ظروف الانقسام العمودي الحاد في البلاد، والاختلاف «الوجودي» في وجهات النظر والمقاربات التي يقدمها كل طرف للاستحقاق الرئاسي، لكن الأهم هو ما تتضمنه من رسائل مباشرة أو مبطنة موجهة لرئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل من الثنائي الشيعي، بعد الاختلاف الكبير بين الجانبين حول الرئاسة. تشير مصادر متابعة إلى أن حزب الله يقول للجميع من خلال هذه الدعوة إن لديه أوراقاً كثيرة للرد على كل محاولات تطويقه، فيما يواصل محاولاته لاستعادة باسيل إلى عباءة التحالف. وتكشف مصادر مواكبة للعلاقة بين الطرفين، أنه قبل فترة، ولدى بروز نية لدى باسيل بتبني خيار جهاد أزعور للرئاسة بالتعاون مع قوى المعارضة، أوصل حزب الله رسالة إلى رئيس «التيار الوطني الحر» ينصحه فيها بعدم الذهاب إلى المجلس النيابي والتصويت لأزعور، لأن هذا سيعني انتهاء التحالف بينهما، وستترتب عليه نتائج كثيرة، بما فيها عدم استمرار التحالف في الاستحقاقات المقبلة وأبرزها الانتخابات النيابية. ينطلق الحزب في تحذيره هذا من مسلّمة لديه بأن باسيل وبنتيجة التحالف مع الحزب تمكّن من الحفاظ على أكبر كتلة مسيحية، ولولا هذا التحالف لكان قد خسر حوالي 7 نواب من كتلته، بالتالي تحول إلى صاحب كتلة صغيرة. في حسابات حزب الله أن هذه الدعوة قد تدفع الجميع إلى إعادة حساباتهم، لا سيما باسيل، خصوصاً أن الحزب يعتبر نفسه مستفيداً من أي انتخابات في المرحلة المقبلة، وسيسعى لتحصيل عدد من النواب المسيحيين المحسوبين عليه بدلاً من منح 7 نواب لباسيل، وبذلك يكسر مسألة «الميثاقية» المسيحية، كما سيكون قادراً على تحصيل عدد أكبر من النواب السنّة المتآلفين معه، ويمكن بالارتكاز إلى ذلك أن يحقق أكثرية نيابية. تستبعد مصادر متابعة أن يذهب البلد قريباً إلى انتخابات مبكرة، لكن الدعوة إليها هي رسالة مباشرة وواضحة من رسائل الحزب إلى باسيل، في سبيل السعي لإعادته إلى عباءته والسير بخيار سليمان فرنجية. وكما جرى التلويح بهذه الورقة، يمكن للحزب أن يُخرج ورقة أخرى أبرزها التلويح بانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً، وهذا ما سيجبر باسيل على المفاضلة بين عون وفرنجية، وسيكون مرجحاً عندها أن يذهب لاختيار الأخير مقابل حصوله على ضمانات من الحزب.

بري ينتظر تبلور الحراك الخارجي في أزمة الانتخابات الرئاسية

بيروت: «الشرق الأوسط».. يسود الترقب في لبنان لما ستكون عليه الخطوة المقبلة بعد نتائج الجلسة النيابية الأخيرة لانتخاب الرئيس، التي أكدت أنه لا قدرة لأي فريق على الحسم، فيما لا تزال دعوة نائب رئيس البرلمان، إلياس بو صعب، لإجراء انتخابات نيابية مبكرة إثر لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، أول من أمس، تأخذ حيزاً من المواقف السياسية. وعشية الجلسة التشريعية المحددة يوم الاثنين، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس البرلمان نبيه بري، وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية، وغادر ميقاتي من دون الإدلاء بأي تصريح. وأيد أمس حزب «الكتائب اللبنانية» على لسان النائب سليم الصايغ، البطريرك الماروني، في دعوته لتدويل الأزمة اللبنانية، في وقت أعلن فيه النائب هاشم قاسم، من كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، أن الأخير «ينتظر تبلور الحراك الخارجي وهناك اتصالات إقليمية وموعد أي جلسة مقبلة هو من يحدده». واعتبر الصايغ أن النتيجة التي حققها أزعور في الجلسة الأخيرة انتصار للفريق الذي رشّحه، مشيراً في حديث إذاعي إلى إيجابية «تمثلت بالـ77 صوتاً الذين لم يصوتوا لمرشح الممانعة، ما أخاف الفريق الآخر حيث تبينت نيته ببتر الدورة الثانية وعمد نوابه كالعادة إلى الهروب من الاستحقاق، لأن النواب المترددين الـ17 كانوا سيصوتون لأزعور في الدورة الثانية». وفي رد منه على المطالبين بالحوار، قال الصايغ: «لم الحوار؟ فريق الممانعة يدعونا إلى الحوار للتسويق لفرنجية فقط، وما لم يعطوه للبطريرك بحركة موفديه هل يعطونه لحزب؟»، وشن هجوماً على بري داعياً إياه للدعوة إلى جلسة جديدة للانتخاب في أسرع وقت، قائلاً: «الرئيس بري الرأس المدبر لفريق الممانعة ويعمل لخدمة هذا الفريق وإلا كان بإمكانه الطلب وإقناع النواب بالبقاء في المجلس لاستكمال الدورة الثانية»، وقال: «المطلوب من بري فتح المجلس، وليس الضحك على الناس محلياً ودولياً». وقال الصايغ: «نطالب مع البطريرك الراعي بتدويل القضية اللبنانية ومطلوب أن تكون إيران موجودة في هذا الحل ليتحمل الجميع مسؤولياتهم، فهناك سلاح غير شرعي يتحكم بالبلاد»، مشيراً إلى أنهم لمسوا «تبدلاً في التعامل الفرنسي مع الملف اللبناني، فهم فهموا أن فرنجية مستحيل أن يكون رئيساً في ظل هذا الرفض المسيحي له». في المقابل، جدد النائب في «حزب الله» حسين الحاج حسن، الدعوة إلى «تفاهم وطني، يتم على أساسه إنتاج توافق لانتخاب رئيس الجمهورية». وهاجم اتفاق المعارضة على ترشيح أزعور، قائلاً في لقاء سياسي في الجنوب: «مقابلنا في هذه المعركة الانتخابية مجموعة أحزاب وتيارات وشخصيات تقاطعت على مرشح، حتى اليوم ما زالوا يقولون إنهم لا يثقون ببعضهم، وإنهم لم يتفقوا على مشروع سياسي فيما بينهم ولا مع المرشح، كل التقاطع هدفه إسقاط ترشيح الوزير سليمان فرنجية»، سائلاً: «هل هذا اسمه عمل سياسي ويهدف إلى بناء الدولة؟ هذا فعل سلبي وليس إيجابياً». وبعدما سبق لنائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب (عضو تكتل التيار الوطني الحر)، أن دعا إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، تحدث زميله في التكتل، النائب سليم عون، عن طرح آخر بشأن الانتخابات الرئاسية، مطالباً بـ«تعديل طريقة انتخاب الرئيس في الدستور من خلال دورتين: في الأولى ينتخب المسيحيون الرئيس، وفي الدورة الثانية ينتخب الشعب أحد المرشحَين اللذين نالا أكثر عدد من الأصوات في الدورة الأولى، حفاظاً على مصالح المسيحيين في البلد». ورأى عون في حديث إذاعي أن «وصول أي من المرشحين جهاد أزعور أو سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة لن يؤدي إلى إنقاذ البلاد، لأن أياً منهما لن يتمكن من النجاح في ولايته في ظل محاربة خصومه له»، داعياً جميع الأفرقاء إلى إعادة حساباتهم. وكشف من جهة أخرى، أن نائباً واحداً من تكتل «لبنان القوي» لم يلتزم بخيار أزعور في الجلسة الثانية عشرة، وهو نفسه من سيعلن ذلك لاحقاً. وعلّق عون على اقتراح بو صعب قائلاً إن «شيئاً لن يتغير من خلال هذه الخطوة». لكن رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان، وجد أن الهدف من طرح بو صعب هو تغطية تعطيل الانتخابات الرئاسية. وكتب على حسابه على «تويتر»: «طرح الانتخابات النيابية المبكرة هو لتغطية تعطيل الانتخابات الرئاسية من قبل حزب السلاح وحركة أمل وحلفائهم». وأكد أن «مجلس النواب ليس عاجزاً، ومنعه من الذهاب إلى دورة انتخاب ثانية هو مخالفة وتعدٍ على الدستور وعرقلة للمسار الانتخابي الديمقراطي وإنكار وجود غالبية تستطيع انتخاب رئيس».

اللبنانيون «يتعايشون» مع الانهيار الاقتصادي

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. تستمر الأزمة المالية في لبنان من دون أي أفق للحل، في غياب أي خطة للإنقاذ منذ عام 2019. وبحسب تقرير أخير للبنك الدولي، سجل لبنان أعلى نسبة تضخم اسمية في أسعار الغذاء حول العالم، إذ ارتفعت الأسعار بنسبة 350 في المائة، وبقيمة حقيقية بلغت 80 في المائة في الفترة بين أبريل (نيسان) 2022 وأبريل 2023. ومع ذلك تمكن اللبنانيون من «التعايش» مع انهيار اقتصادهم ومع نوعية الحياة المختلفة التي لا تشبه بشيء ما كانوا يعيشونه قبل نحو 4 سنوات. وأكثر المتأثرين بالأزمة موظفو القطاع العام الذين عمدت الحكومة، مؤخراً، إلى رفع رواتبهم، فهؤلاء يتقاضون مستحقاتهم بالليرة اللبنانية التي تراجعت قيمتها من 1500 ليرة للدولار في أواخر عام 2019 إلى 95 ألف ليرة حالياً. ويشدد المسؤولون اللبنانيون على وجوب قراءة نسب التضخم في إطارها الفعلي. ويقول مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان يستورد 86 في المائة من السلع الغذائية، وبالتالي أي تدهور في قيمة العملة الوطنية يؤثر على القدرة الشرائية.

تضخُّم أسعار الغذاء في لبنان 350 % خلال سنة واحدة

سجّل لبنان أعلى نسبة تضخّم في مؤشّر تضخّم أسعار الغذاء حول العالم

بيروت: «الشرق الأوسط»... سجل لبنان أعلى نسبة تضخّم اسميّة في مؤشّر تضخّم أسعار الغذاء حول العالم؛ بلغت 350 في المائة خلال سنة واحدة من أبريل (نيسان) 2022 إلى أبريل 2023، وفق أرقام محدّثة للأمن الغذائي، أصدرها البنك الدولي مطلع يونيو (حزيران) الحالي، وتعطي لمحة عن نسب التغيّر السنويّة لمؤشّر الغذاء في مؤشّر تضخّم الأسعار، في عدد من البلدان حول العالم. وفي التفاصيل التي أوردها التقرير الاقتصادي الأسبوعي لبنك «الاعتماد اللبناني»، كشف البنك الدولي أنّ نسبة تضخّم أسعار الغذاء لا تزال مرتفعة حول العالم وفي كلّ فئات الدخل؛ حيث إن 70.6 في المائة من البلاد ذات الدخل المنخفض و81.4 في المائة من البلاد ذات الدخل المتوسّط الأدنى، و84 في المائة من البلاد ذات الدخل المتوسّط المرتفع قد شهدت نسب تضخّم إجماليّة تخطّت عتبة الـ5 في المائة، ولدى بعضها نسب تضخّم فاقت نسبة الـ10 في المائة. وأشار إلى أنّ 80.4 في المائة من البلدان ذات الدخل المرتفع تعاني من نسب تضخّم عالية عموماً، ونسب تضخّم مرتفعة في مؤشّر أسعار الغذاء. وأشار التقرير إلى أنّ البلدان التي عانت من أعلى نسب تضخّم في أسعار الغذاء تقع في القارّة الأفريقية، وشمال أميركا، وأميركا اللاتينيّة، وجنوب آسيا، وأوروبا وآسيا الوسطى، لافتاً إلى أنّ نسبة التضخّم الحقيقيّة في أسعار الغذاء (والتي هي كناية عن نسبة التضخّم الاسميّة في أسعار الغذاء ناقص نسبة التضخّم الإجماليّة) قد تخطّت نسبة التضخّم الحقيقيّة الإجماليّة في 84.5 في المائة من البلدان الـ161 المشمولة في التقرير. وسجّل لبنان أعلى نسبة تضخّم اسميّة في أسعار الغذاء حول العالم، في الفترة الممتدّة بين أبريل 2022 وأبريل 2023 بنسبة 350 في المائة، تتبعه الأرجنتين بنسبة 115 في المائة، وزيمبابوي 102 في المائة. أما في ما خصّ نسبة التضخّم الحقيقيّ، فقد بلغت نسبة التغيّر السنويّة في أسعار الغذاء في لبنان 81 في المائة في الفترة المذكورة، تبعته فنزويلا بـ35 في المائة، وزيمبابوي بـ27 في المائة، ورواندا بـ26 في المائة. يشار إلى أنّ نسب التضخّم ترتكز على أحدث الأرقام بين شهري يناير (كانون الثاني) 2023 وأبريل 2023 للبلدان التي حدّثت أرقام نسب تضخّم أسعار الغذاء، ونسب التضخّم الإجماليّة. وتشهد العملة اللبنانية (الليرة) أسوأ أداء في العالم هذا العام؛ إذ بلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء 95 ألف ليرة للدولار الواحد. ومع معاناة لبنان من نقص النقد الأجنبي، من المرجح أن يتسارع التضخم أكثر، مع انخفاض الليرة إلى مستويات قياسية جديدة، وزيادة تكلفة الواردات، مقابل رفع الحكومة الدعم عن جميع السلع الأساسية باستثناء القمح. واعتبرت الأزمة المالية التي يشهدها لبنان إحدى أسوأ الأزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر؛ وقد دفعت ثلاثة أرباع سكان البلاد إلى حافة الفقر.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بعد لقاء وسطاء أفارقة..زيلينسكي يرفض أي تفاوض مع روسيا..خبراء دوليون: مواد ناسفة زرعها الروس قد تكون وراء انهيار سد كاخوفكا..بوتين:نستخدم «النووي» حال تهديد الدولة الروسية ..بوتين: زيلينسكي «عار على الشعب اليهودي»..للمرة الأولى..روسيا تلمح لتراجعها في جنوب أوكرانيا..وزارة الطاقة الأميركية تتلقى طلبي فدية من جماعة ابتزاز..كوريا الشمالية تبدأ اجتماعا رئيسيا للحزب الحاكم لتحديد استراتيجية الدفاع..زلزال قوي يضرب غرب فرنسا..تفكيك شبكة تزوير واسعة في باريس تضم موظفين حكوميين فاسدين..«داعش ــ خراسان» يستهدف «طالبان» الأفغانية..تظاهرة للأقلية الصربية في كوسوفو للإفراج عن قائد عسكري..أرمينيا تتهم أذربيجان بانتهاج سياسة «تطهير عرقي» في ناغورني قره باغ..

التالي

أخبار سوريا..دمشق تنتقد «تغييبها» عن مؤتمر بروكسل..تركيا تعلن مقتل قيادي إرهابي في عملية لمخابراتها في شمال سوريا..حداد في درعا السورية على أبنائها الغرقى في بحر اليونان..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,139,516

عدد الزوار: 7,622,192

المتواجدون الآن: 0