أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..26 نقطة تختصر ما حدث في 24 ساعة..تمرد فاغنر من الألف للياء..كيف أعاد تمرد "فاغنر" رسم الولاءات في الدائرة المقربة من بوتين؟.. هل كان الهدف من "تمرد" بريغوجين الضغط على بوتين؟.."من قوات النخبة".. الشيشان أرسلت 3 آلاف عنصر لحماية موسكو..تحليل: تمرد "فاغنر" المسلح شكل تهديدا خطيرا للصين..بوتين يشكر لوكاشينكو بعد جهوده لوقف تمرد فاغنر..وتوقعات بـ«تغييرات» في وزارة الدفاع..نيران "فاغنر» في بيت بوتين..العالم يُتابع بقلق وترقب مجرى الأحداث..ومخاوف على الأسلحة النووية..كييف: قائد فاغنر أذل بوتين..بريطانيا تعترض 21 طائرة روسية على حدود الناتو خلال 21 يوما..

تاريخ الإضافة الأحد 25 حزيران 2023 - 5:58 ص    عدد الزيارات 883    التعليقات 0    القسم دولية

        


26 نقطة تختصر ما حدث في 24 ساعة.. تمرد فاغنر من الألف للياء...

دبي - العربية.نت... قطع عناصر مجموعة فاغنر معظم الطريق إلى موسكو قبل أن يعلن قائدهم يفغيني بريغوجين، اليوم السبت الموافقة على مبادرة رئيس بيلاروسيا، لتنتهي الأزمة -ولو مؤقتا- بين مجموعة فاغنر والكرملين. فيما يلي تسلسل زمني للأحداث التي تكشفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

بداية التمرد

1- البداية كانت أمس الجمعة بنشر يفغيني بريغوجين قائد المجموعة مقطع فيديو صعد فيه من نبرة خلافه مع كبار الضباط العسكريين في روسيا، ولأول مرة يرفض مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأساسية لغزو أوكرانيا.

2- في سلسلة من التسجيلات الصوتية على تيليغرام، قال إن "شر" القيادة العسكرية الروسية "يجب أن يتوقف" وإن قوات فاغنر

سيقودون "مسيرة من أجل العدالة" ضد الجيش الروسي.

3- رد جهاز الأمن الاتحادي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريغوجين، قائلا إنه دعا إلى تمرد مسلح.

4- حث نائب قائد الحملة الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرجى سوروفيكين مجموعة فاغنر على التوقف عن معارضتها للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدها.

عبور الحدود

5 - بريغوجين قال اليوم السبت إن رجاله عبروا الحدود من أوكرانيا إلى روسيا وهم على استعداد للذهاب "إلى أبعد مدى" في معارضتهم للجيش الروسي.

6- دخل مقاتلو فاغنر مدينة روستوف بجنوب روسيا، حسبما قال طباخ بوتين في تسجيل صوتي نُشر على تيليغرام.

7- البيت الأبيض أعلن أنه يراقب الوضع بين روسيا ومجموعة فاغنر، وسيتشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن التطورات.

8- حاكم منطقة روستوف المجاورة لأوكرانيا بجنوب روسيا ينصح السكان بالالتزام بالهدوء والبقاء في منازلهم حيث أصبح من الواضح أن قوات فاغنر قد سيطرت على مدينة روستوف.

"مغامرة إجرامية"

9 - وزارة الدفاع الروسية تصدر بيانا تناشد فيه مقاتلي فاغنر التخلي عن بريغوجين، قائلة إنهم "خُدعوا وجُروا إلى مغامرة إجرامية".

10 - مصدر أمني روسي قال لرويترز إن مقاتلي فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي موسكو.

11- بوتين يلقي خطابا عبر التلفزيون يتعهد فيه بسحق ما أسماه بالتمرد المسلح ويتهم قائد فاغنر "بالخيانة" و بتوجيه "طعنة في الظهر" لروسيا.

12 - الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين، يقول إن قواته مستعدة للمساعدة في إخماد تمرد بريغوجين واستخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر.

الدول الغربية تراقب

13- الحكومات الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا تصدر بيانات تقول إنها تراقب عن كثب التطورات في روسيا. وحكومات أخرى عديدة تصدر بيانات مماثلة على مدار اليوم.

14- طائرات هليكوبتر عسكرية روسية تفتح النار على قافلة من المرتزقة المتمردين بعدما قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو موسكو في تقدم خاطف بعد الاستيلاء على روستوف خلال الليل.

"الضعف واضح"

15 - الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن "ضعف روسيا واضح" وإنه كلما احتفظت موسكو بقواتها ومرتزقتها في أوكرانيا لفترة أطول، زادت الفوضى التي ستدعوها للتراجع.

16 - وكالة تاس الروسية للأنباء تنقل عن سيرغي ناريشكين، رئيس جهاز المخابرات الخارجية، قوله إن من الواضح أن محاولة بريغوجين زعزعة استقرار المجتمع وإشعال حرب أهلية قد باءت بالفشل.

17- نشرت صحيفة فيدوموستي صورا لجنود روس نصبوا موقعا للمدافع الآلية على الطرف الجنوبي الغربي لموسكو. وأظهرت الصور أيضا تجمعا للشرطة المسلحة عند نقطة وصول الطريق السريع إم4، الذي يتقدم فيه مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، إلى العاصمة الروسية.

"تصرف بعقلانية"

18- الرئاسة التركية تعلن أن الرئيس رجب طيب أردوغان تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وحثه على التصرف بعقلانية.

19- روسيا البيضاء تصدر بيانا تؤكد فيه مجددا تحالفها مع روسيا.

20 - البيت الأبيض قال إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث مع زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإنهم أكدوا دعمهم الراسخ لأوكرانيا. كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه تحدث مع نظرائه في مجموعة السبع والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.

21- وكالة الإعلام الروسية تعلن أن بوتين وقع قانونا يسمح بالحبس لمدة 30 يوما لمن ينتهك الأحكام العرفية في المناطق التي

فُرضت بها.

22 - نقلت وكالة تاس للأنباء عن المشرع بافيل كراشينينيكوف قوله إن مرتزقة مجموعة فاغنر حصلوا على وعد بالعفو عنهم إذا ألقوا أسلحتهم، "لكن يتعين عليهم فعل ذلك بسرعة".

23- أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا حذرت فيه الدول الغربية من استغلال تمرد مجموعة فاغنر "لتحقيق أهدافها المتعلقة

برهاب روسيا".

اتفاق لوكاشينكو

24 - قال مكتب رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو إنه توسط في اتفاق مع بريغوجين الذي وافق على تهدئة الوضع.

25 - قائد فاغنر يعلن أنه أمر مقاتليه، الذين يتقدمون صوب موسكو في قافلة، بالتراجع والعودة إلى قواعدهم لتجنب إراقة الدماء.

26 - الكرملين يعلن أنه سيتم إسقاط دعوى التمرد المسلح ضد برغوجين، وأنه سيذهب إلى بيلاروسيا.

كيف أعاد تمرد "فاغنر" رسم الولاءات في الدائرة المقربة من بوتين؟

الحرة - واشنطن, الحرة / ترجمات – واشنطن... بريغوجين وقديروف كانا مقربين من بوتين

كانت الساعات القليلة التي امتدت بين إعلان زعيم "فاغنر" التمرد والتراجع عنه كافية لتحدث رجة في الدائرة المقربة من الرئيس الروسي بوتين بما فيها حتى من كانوا حلفاء يفغيني بريغوجين وأصدقاءه، وتلقي بالشكوك في ولاء الجيش. وحتى قبل إعلان بريغوجين تمرده، كان الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، قد بدأ ينأى بنفسه عن رئيس "فاغنر" بعد أن اقتربت انتقادات الأخير اللاذعة من توجيه اللوم جراء خسارات التي تكبدتها موسكو في حربها ضد كييف على عاتق بوتين، وفق تقرير من مجلة "بوليتيكو".

قديروف وبريغوجين.. من حليفين إلى مختلفين في الولاء لبوتين

وفي العام الماضي، اتحد قديروف وبريغوجين في إدانتهما لكبار الضباط في روسيا، وشنا انتقادات ضد قادة الجيش في البلاد. وأيد بريغوجين بفرح دعوة قديروف لمعاقبة القادة "التعساء"، وتجريدهم من رتبهم وميدالياتهم، وإرسالهم إلى الجبهة. وبنى قديروف بدوره ميليشيا قوية، إلا أنه بقي حليفا وثيقا للكرملين، إذ بمجرد إعلان بريغوجين تمرده، أعلن الزعيم الشيشاني، السبت، إرسال وحدات إلى "مناطق التوتر"، مشددا على ضرورة "إنهاء التمرد، وفي حال كانت إجراءات قاسية مطلوبة، فنحن مستعدون لذلك". ووصف قديروف، بريغوجين، بأنه "خائن"، وقال إنه سيرسل قوات شيشانية لسحق التمرد. في المقابل، بريغوجين الذي كان حليفا للرئيس الروسي، واكتسب لقب "طباخ بوتين" نسبة إلى توفير مجموعته خدمات الطعام لمقر الرئاسة، لم يتردد في إطلاق قواته باتجاه موسكو. وفي البداية، اعتبر تموضعه ودوره معززين للجهد الحربي للكرملين، قبل أن يتحول بشكل تدريجي إلى تحد نادر وعلني للرئيس الروسي، الذي حاول الإبقاء على مسافة بينه وبين حليفه السابق، ولم يلتق به علنا منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، في فبراير من عام 2022. اسم آخر نأى بنفسه عن بريغوجين بعد أن كان حليفا له، وهو الجنرال سيرغي سوروفيكين. ويحظى سوروفيكين، القائد السابق للقوات البرية الروسية في أوكرانيا، بشعبية بين القوميين المتطرفين في البلاد، وقد أثار خفض رتبته، في العام الماضي، استياءهم، لكنه سرعان ما وقف ضد التمرد، وفق التقرير. والجمعة، حث رجال ميليشيا فاغنر على وقف معارضتهم للقيادة العسكرية الروسية والعودة إلى الثكنات، ونشر رسالة فيديو على تيليغرام، قائلا: "أحثكم على التوقف"، مضيفا "العدو ينتظر فقط أن يزداد الوضع السياسي الداخلي سوءا في بلادنا". وقال معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، إن تمرد رئيس فاغنر "من غير المرجح أن ينجح" بالنظر إلى أن سوروفيكين ندد بدعوته للتمرد. كما وقفت وكالات أمنية إلى جانب الرئيس الروسي، إذ سارع جهاز المخابرات "FSB" إلى دعوة مقاتلي "فاغنر" إلى "عدم تنفيذ الأوامر الإجرامية والغادرة لبريغوجين" واتخاذ خطوات لاعتقاله بأنفسهم. و دد المدونون العسكريون الروس المؤثرون المؤيدون للحرب برئيس فاغنر، وقال إيغور جيركين، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الروسي وضابط مخابرات سابق، إنه كان يدعو إلى تقليص حجم بريغوجين منذ أسابيع. وكان خطاب بوتين التلفزيوني القاسي، الذي انتقد فيه بريغوجين واتهمه بتشكيل تهديد لبقاء روسيا، ذاته سببا في استقرار "النظام"، وفق تقرير المجلة. وقال بوتين: "أي اضطراب داخلي هو تهديد قاتل لدولتنا ولنا كأمة. هذه ضربة لروسيا ولشعبنا". ولا شك أن أولئك الذين كانوا صامتين كانوا سيلاحظون التحذير، بحسب التقرير. وتعهد بوتين بأن "كل أولئك الذين وقفوا بوعي على طريق الخيانة، والذين أعدوا تمردا مسلحا، سيعانون من عقاب لا مفر منه، أمام القانون وأمام شعبنا". من جهة أخرى، يقود الحرس الوطني، فيكتور زولوتوف، أحد أقوى مسؤولي الأمن في البلاد، وعمل مع بوتين في سان بطرسبرغ في تسعينيات القرن العشرين . ومنذ غزو أوكرانيا، كان زولوتوف يبقى بعيدا عن دائرة الضوء، ما دفع بعض المحللين إلى التشكيك في ولائه، ولأنه مقرب من قديروف، فربما لعب ابتعاد الزعيم الشيشاني عن بريغوزين دورا في ولائه الآن. ودعا العديد من كبار المسؤولين الروس البلاد إلى التوحد خلف بوتين. وحثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، الروس على الالتفاف حول الرئيس، في حين قاد رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل، صلاة من أجل بوتين.

شكوك في ولاء الجيش

فضل لاعبون أساسيون والوحدات العسكرية في التموقع بوضع الانتظار والترقب لمعرفة الاتجاه الذي تنحرف به الرياح، حريصين على عدم الوقوع في الجانب الخاطئ. وكما كان بعض السياسيين الروس البارزين صامتين بشكل ملحوظ، وفق "بوليتيكو". ومن الواضح أن قوات مجموعة "فاغنر" لم تواجه أي مشاكل في العبور من الأراضي المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا في موقعين على الأقل، ومن المرجح أن البعض ظل سلبيا، وأذعنوا للمجموعة المسلحة. ويدعي بريغوجين أن وحدات الحراسة الروسية لوحت لرجاله بسعادة، ما أثار تساؤلات بشأن ولاء الجيش. وقالت تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة التحليل السياسي "آر بوليتيك"، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان" إنه من الصعب قياس الولاءات في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن التسلسل الهرمي العسكري يقف مع الحكومة، لكن القصة قد تختلف في الرتب الأقل. والتقى نائب وزير الدفاع الروسي ونائب رئيس الاستخبارات العسكرية وقائد المنطقة العسكرية الغربية جميعا مع رئيس فاغنر في روستوف, يوم السبت، ومن غير الواضح ما إذا كانوا حصلوا على موافقة من الكرملين على الاجتماع، بحسب "بوليتيكو". وقال ميخايلو بودولياك، مستشار زيلينسكي، إن الأحداث في موسكو أظهرت أن الهجوم المضاد الأوكراني زعزع استقرار النخب الروسية أخيرا، وكثف الانقسام الداخلي الذي نشأ بعد الهزيمة في أوكرانيا. فيما أشارت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، في تحديث دوري للمعلومات الاستخباراتية إلى أنه "خلال الساعات المقبلة، سيكون ولاء قوات الأمن الروسية، وخاصة الحرس الوطني الروسي، مفتاحا لكيفية تطور هذه الأزمة". ويخلص جيمس نيكسي، مدير برنامج روسيا-أوراسيا في مركز "تشاتم هاوس" للأبحاث في المملكة المتحدة، في حديث لوكالة فرنس بريس أن بريغوجين يفتقد "القوات والدعم" الذي يتيح له السيطرة على موسكو، إلا أن ما قام "يبقى أول تحد جدي مباشر لسلطة بوتين خلال 24 عاما". وبعد ظهر السبت، وافق يفجيني بريغوجين، زعيم "فاغنر" على سحب موكبه العسكري الزاحف نحو العاصمة الروسية لإسقاط القيادة العسكرية بموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا.

هل كان الهدف من "تمرد" بريغوجين الضغط على بوتين؟

الحرة / خاص – واشنطن... المجموعة بدأت الانسحاب مساء السبت بعد وقف التمرد

استفاد فلاديمير بوتين على مدى الأعوام من أنشطة مجموعة "فاغنر" في عدد من مناطق العالم كما في غزوه المستمر لأوكرانيا، لكن التمرد الذي أعلنه قائد المجموعة، يفغيني بريغوجين، قبل أن يوقفه يضع الرئيس الروسي أمام تحد وضغوط. ويرى محللون تحدثوا لموقع "الحرة" أن العلاقة بين قائد فاغنر والكرملين لن تكون كما كانت في السابق بعدما اختار بريغوجين تحدي قيادة بوتين والضغط عليه. وعلى مدى السنوات الماضية، خدمت المجموعة مصالح موسكو في أفريقيا وسوريا وشرق أوكرانيا، لكن التمرد الذي أعلنه قائد المجموعة قبل أن يتراجع عنه بات يثير مخاوف من تنامي دورها.

الكرملين أكد أنه لن يلاحق زعيم فاغنر أو قواته المشاركة بالتمرد "حقنا للدماء"

إزاحة قائد الدفاع أم بوتين نفسه

وزاد بريغوجين في الآونة الأخيرة من انتقاداته اللاذعة للقيادة العسكرية ووجهها بشكل مباشر إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو، أحد الأصدقاء الشخصيين المعدودين لبوتين في النخبة الروسية. ويرجح ريتشارد وايتز ، محلل سياسي وعسكري بمعهد هدسون الأميركي، أن يكون التمرد الذي أعلنه قائد فاغنر هدفه الضغط على الرئيس الروسي ليزيح القادة الذين لا يرغب فيهم، مثل وزير الدفاع. ويضيف وايتز أن بريغوجين قد يكون هدفه من الضغط أيضا إظهار غضبه من كيفية التعامل مع "الفوضى" الحالية. ويقول المحلل الأميركي في حديث لموقع "الحرة" إن هدفه قد يكون الضغط أيضا على الرئيس الروسي من أجل الحصول على الموارد والمعدات التي يطلبها و لكي يعامل مقاتليه بشكل أفضل وباحترام. وتوقع المحلل أن تكون هناك عواقب على قائد المجموعة جراء الخطوة التي قام بها. يذكر أن الكرملين أعلن، السبت، أن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية سيغادر إلى بيلاروسيا وأن الدعوى الجنائية المرفوعة ضده سيتم إسقاطها. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خلال إفادة صحفية: "سيتم إسقاط الدعوى الجنائية المرفوعة ضده"، وتابع أن مقاتلي فاغنر الذين شاركوا في "التمرد المسلح" لن تتم مقاضاتهم، مضيفا "لطالما احترمنا أعمالهم البطولية على الجبهة". الخبير الأمني المصري، سمير راغب، يرى أن التمرد ليس بهدف الضغط على بوتين، لأن "الرئيس الروسي بتكوينه لا يقبل الضغط" بحسب تعبيره، بل الهدف هو الإطاحة ببوتين. ويقول راغب إن الترويج من قبل قائد المجموعة للتخلص من وزير الدفاع وقائد الأركان هو في حد ذاته "كسر لبوتين"، "وتشويه صورة القيصر الذي لا يقهر". ولفت المراقبون، السبت، إلى أن بوتين لم يذكر في كلمته إلى الأمة اسم بريغوجين، وهو تكتيك اعتمده في السابق أثناء التحدث عن ألد خصومه، مثل المعارض الموقوف، أليكسي نافالني، وفق تحليل من وكالة فرنس برس. ويشرح راغب في حديثه للحرة أن بوتين في حال لبى طلب بريغوجين، فلن يكون ذلك الطلب الأخير لقائد فاغنر الذي سيواصل تقديم المطالب إلى حين الوصول إلى المطالبة برحيل بوتين نفسه، مشيرا إلى أنه عبر عن ذلك بعد خطاب بوتين بأن "روسيا تحتاج إلى رئيس"، وهذا تحول كبير، بحسب تعبيره. ويرى الخبير أنه ليست هناك مصلحة كبرى لبريغوجين في التخلص من وزير الدفاع، لكن ما يقوم به يهدف إلى تحريك الدولة العميقة والبداية المطالبة بتغيير وزير الدفاع، ويرفض بوتين "فيخلق بذلك شدا وجذبا داخل الدولة العميقة"، بحسب تعبيره. ويرى الخبير الأمني أن بريغوجين أصبح طموحه أكبر من "طباخ الرئيس" أو رئيس مرتزقة". وقالت أستاذة العلوم السياسية، آنا كولان ليبيديف، لوكالة فرنس برس، إن "هذا الوضع غير المسبوق يؤكد للنخب أن زمن الاستقرار انتهى، وأن الدولة التي اعتقدنا أنها قوية، لديها عيوب. كرسي الحكم اليوم هو أكثر اهتزازا بقليل مما كان عليه بالأمس".

ضغوط على الاقتصاد الروسي

ومن المرجح أن تؤدي المواجهة مع مجموعة فاغنر شبه العسكرية إلى تآكل الثقة في حكومة بوتين وزيادة الضغط على الاقتصاد المنهك بالفعل بسبب العقوبات الغربية، حسبما قال إريك ميرسون، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في مجموعة سي.إي.بي، لصيحفة "وول ستريت جورنال". وقال ميرسون. "حتى لو أن هذه محاولة انقلاب فاشلة، من الواضح أنه سيكون هناك ضعف للنظام الروسي وهذا من شأنه أن يضع علاوة مخاطر كبيرة على الأصول الروسية". وأعلن بريغوجين بصورة مفاجئة مساء السبت أن قواته التي بدأت الزحف إلى موسكو، مساء الجمعة، إثر تمردها على القيادة العسكرية، "تعود أدراجها" إلى قواعدها حقنا للدماء الروسية. وقال بريغوجين في تسجيل صوتي بثه مكتبه: "نحن سعداء للغاية، لأننا تمكنا حتى الآن من تجنب إراقة الدماء. لقد انطلقنا، في 23 يونيو، في مسيرة من أجل العدالة. وفي يوم واحد وصلنا إلى بعد 200 كلم من موسكو".

"من قوات النخبة".. الشيشان أرسلت 3 آلاف عنصر لحماية موسكو

رويترز.. الشيشان أكدت أن 3 آلاف عنصر من قوات النخبة انتشروا في العاصمة الروسية

ذكرت قناة غروزني الرسمية، مساء السبت، أن ثلاثة آلاف من قوات النخبة الشيشانية اتخذت مواقعها في موسكو في وقت مبكر من اليوم للدفاع عن العاصمة الروسية في مواجهة قوات جماعة فاغنر العسكرية الخاصة التي كانت تزحف باتجاه المدينة. وقالت القناة على تطبيق تيليغرام: "المقاتلون اتخذوا مواقعهم في موسكو منذ الصباح الباكر ونحن مستعدون لتنفيذ أي أمر من القائد العام للقوات المسلحة الروسية، فلاديمير بوتين". وبعد ظهر السبت، وافق يفجيني بريغوجين، زعيم "فاغنر" على سحب موكبه العسكري الزاحف نحو العاصمة الروسية لإسقاط القيادة العسكرية بموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا. وكان الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، حليف بوتين، أعلن إرسال وحدات من بلاده الى "مناطق التوتر" في روسيا بعد التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية. وقال قديروف عبر تطبيق تيليغرام إن "مقاتلين من وزارة الدفاع والحرس الوطني لجمهورية الشيشان غادروا الى مناطق التوتر ... يجب إنهاء التمرد، وفي حال كانت إجراءات قاسية مطلوبة، فنحن مستعدون لذلك"...

تحليل: تمرد "فاغنر" المسلح شكل تهديدا خطيرا للصين

الحرة / ترجمات – واشنطن.. قائد قوة فاغنر يفغيني بريغوجين هدد بالسير إلى موسكو

لا يعرف التأثير الذي سيحدثه التوتر الذي سببه تحرك يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر الروسية من المرتزقة، ومهما كانت النتيجة فإن هناك أمور رئيسية تستحق المراقبة وأهمها كيف سيؤثر الحدث على الصين، وفقا لتحليل أعدته وكالة "بلومبيرغ". ووفق التحليل الدي أعده كتبه هال براندز، أستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، فإن الاضطرابات الروسية تخلق صداعا استراتيجيا شديدا للصين. ويرى الكاتب أن الحرب في أوكرانيا جلبت فوائد معينة لبكين وأبرزها تشتت انتباه واشنطن، لكن غزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا دفع أيضا الدول الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، في آسيا وأوروبا، إلى تسريع الاستعدادات للدفاع عن نفسها من العدوان الاستبدادي. والآن أصبح من الملموس للغاية احتمال أن يؤدي الفشل العسكري في أوكرانيا إلى اضطرابات سياسية في موسكو. ويقول براندز إن الرئيس، شي جين بينغ، يحتاج إلى روسيا صديقة وقوية نسبيا يمكنها تحدي القوة الأميركية في أوروبا بينما تدفع بكين نفوذها في آسيا. وسيخسر الرئيس الصيني الكثير من روسيا في حال سقطت في حرب أهلية، أو تعرضت للإذلال في أوكرانيا، بحسب الكاتب. كما تثير الاضطرابات الحالية خطر نشوب صراع بين دول الاتحاد السوفيتي السابق في الفناء الخلفي للصين، مثل قيرغيزستان وطاجيكستان. ويرى الكاتب أن الشراكة بين موسكو وبكين لن تنهار بين عشية وضحاها، إذ سيظل أي ديكتاتور روسي آخر بحاجة إلى الشراكة الاستراتيجية مع الصين. ولكن ليس كل قومي روسي سوف ينسجم مع شي كما فعل بوتين، ولن يكون كل قومي روسي على استعداد لرهن سيادة روسيا للصين كثمن متابعة الحرب في أوكرانيا، بحسب تعبير الكاتب. ويشير الكاتب إلى أن بوتين الآن يواجه خطر الاضطرار إلى خوض حرب في الداخل للتعامل مع عواقب حربه العدوانية في الخارج. فيما يواجه شي احتمال أن يكون الرجل الذي وصفه بأنه "أفضل صديق له" أضعف بكثير وأقل كفاءة مما بدا عليه. ويخلص الكاتب إلى أن "هذه على الأقل نتيجة عادلة لحرب ظالمة للغاية". ومساء السبت، أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة بصورة مفاجئة أن قواته التي بدأت الزحف إلى موسكو مساء الجمعة إثر تمردها على القيادة العسكرية، "تعود أدراجها" إلى قواعدها حقنا للدماء الروسية. ومنذ إعلان التمرد مساء الجمعة، رُصدت قوات فاغنر في ثلاث مناطق روسية هي روستوف وفورونيج وليبيتسك، قبل الإعلان عن قوافل باتجاه العاصمة موسكو. علن الكرملين، السبت، أن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، سيغادر إلى بيلاروسيا وأن الدعوى الجنائية المرفوعة ضدّه سيتم إسقاطها، مؤكدا أن السلطات لن تلاحق عناصر المجموعة الذين شاركوا في التمرد المسلح. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خلال إفادة صحفية: "سيتم إسقاط الدعوى الجنائية المرفوعة ضده. وسيتوجه هو نفسه إلى بيلاروسيا"، مضيفا أن مقاتلي فاغنر الذين شاركوا في "التمرد المسلّح" لن تتم مقاضاتهم، بحسب فرانس برس. وذكر أن مقاتلي فاغنر الذين لم يشاركوا في التمرد و"الزحف" نحو موسكو سيوقعون عقودا مع وزارة الدفاع، وفق ما نقلته رويترز. وأكد بيسكوف أن "الهدف الأسمى هو تجنب حمام دم وصدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبؤ بنتائجها"، مضيفا أن جهود الوساطة التي بذلها رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشنكو، رمت لتحقيق هذا الهدف.

بوتين يشكر لوكاشينكو بعد جهوده لوقف تمرد فاغنر

الحرة / وكالات – دبي... اعتبر بوتين تصرف قائد فاغنر بأن خيانة وطعنة في الظهر

شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على جهوده التي أفضت إلى تراجع مجموعة فاغنر عن تقدّمها نحو موسكو بعد تمرّدها المسلّح، وفق ما أعلنت الرئاسة في مينسك السبت. وأورد بيان للرئاسة أنّ لوكاشينكو "أبلغ رئيس روسيا بالتفصيل عن نتائج المفاوضات مع قيادة مجموعة فاغنر"، وأنّ بوتين "شكر زميله البيلاروسي... على العمل الذي قام به"، وذلك في أعقاب إعلان زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين أنّ قواته ستعود الى معسكراتها حقناً للدماء، في أعقاب تواصل بينه وبين رئيس بيلاروس. كان بريغوجين، صرح بوقت سابق أن مجموعة المرتزقة المسلحة قررت إعادة قواتها التي كانت متجهة نحو موسكو، إلى قواعدها "حقنا للدماء". وأضاف بريغوجين أن مقاتلي المجموعة تقدموا لمسافة 200 كيلومتر باتجاه موسكو خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

قائد فاغنر يعلن إعادة قواته إلى معسكراتها "حقنا للدماء"

قال قائد مجموعة فاغنر، التي أعلنت تمردها على القيادة في روسيا، إن مجموعة المرتزقة المسلحة قررت إعادة قوافلها التي كانت متجهة نحو موسكو، إلى قواعدها "لتجنب إراقة الدماء". يأتي ذلك في وقت أعلن رئيس بيلاروسيا، أنّ بريغوجين أبلغه السبت موافقته على "وقف تحرّكات" مقاتليه في روسيا وتجنّب أيّ تصعيد إضافي للوضع. وقالت القناة غير الرسمية للرئاسة البيلاروسية على تلغرام إنّ "بريغوجين وافق على اقتراح لوكاشينكو بوقف تحرّكات مسلّحي مجموعة فاغنر واتّخاذ تدابير لتهدئة التوتّرات". وكانت قافلة مكونة من نحو خمسة آلاف رجل مدجج بالسلاح في طريقها إلى العاصمة موسكو، بعد أن تمكنت من الاستيلاء على منطقة روستوف في جنوب روسيا. وكان بريغوجين أكّد أن عناصره استولوا "من دون أيّ طلقة رصاص" على القيادة العامة العسكرية في روستوف وأنّهم يسيطرون على مواقع عسكرية عدة. والسبت، أعلنت سلطات ليبيتسك أنّ مقاتلين من المجموعة المسلحة دخلوا هذه المنطقة الواقعة على بُعد حوالى 400 كيلومتر جنوب موسكو، وهو ما كان يوحي بتقدمّ هؤلاء المتمرّدين نحو العاصمة الروسية. ومنذ إعلان تمرّد مجموعة فاغنر مساء الجمعة، رُصدت قواتها في ثلاث مناطق روسية هي روستوف وفورونيج وليبيتسك، قبل الإعلان عن قوافل باتجاه العاصمة موسكو.

رفع كافة القيود على الطرق السريعة في روسيا.. وتوقعات بـ«تغييرات» في وزارة الدفاع

- الكرملين: إلغاء حالة مكافحة الإرهاب.. في أقرب وقت

الراي...ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أنه تم «رفع كل القيود المفروضة على الطرق السريعة في روسيا»، مشيرة إلى أن «آليات تابعة لمجموعة فاغنر العسكرية غادرت مواقعها بالقرب من المقر العسكري في روستوف». وأشارت تقارير إلى «عودة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة موسكو». وتوقعت مصادر روسية «حصول تغيير في قيادات وزارة الدفاع الروسية». ومن جهته، أعلن الكرملين أنه «سيتم إلغاء حالة مكافحة الإرهاب في أقرب وقت». وسيغادر رئيس مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، روسيا إلى بيلاروسيا، ولن يواجه اتهامات بعد أن أنهى السبت تقدم قواته نحو موسكو بموجب اتفاق أبرمه مع الكرملين لطي صفحة أخطر أزمة أمنية في روسيا منذ عقود. وستسقط السلطات الدعوى القضائية المرفوعة على بريغوجين، بحسب ما أعلن الكرملين الذي أشار إلى أنه «لن تتم مقاضاة مقاتلي فاغنر تقديراً لمجهوداتهم»...

نيران "فاغنر» في بيت بوتين

بوتين يتحدّث عن تمرد مسلح

- بوتين يعتبر التمرّد «طعنة في الظهر»

- العالم يُتابع بقلق وترقب مجرى الأحداث... ومخاوف على الأسلحة النووية

- «معهد دراسة الحرب» يستبعد نجاح التمرد... والبنتاغون ترصد انشقاقات في صفوف الجيش

- الوضع «صعب» في موسكو... و"قوات أحمد» تتقدّم إلى روستوف لمواجهة «فاغنر»

الراي.... تسارعت الأحداث بشكل دراماتيكي في روسيا، مع إعلان قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، تمرّده على القيادة العسكرية وتقدم قواته إلى مشارف موسكو، في خطوة اعتبرها الرئيس فلاديمير بوتين «طعنة في الظهر»، وسط مخاوف من «حرب أهلية». وفي ما يشكل أبرز تحدّ داخلي يواجهه بوتين في خضم حرب أوكرانيا، تابعت دول العالم بقلق وترقب، مجرى الأحداث في روسيا، بينما استبعد «معهد دراسة الحرب» في واشنطن، نجاح التمرد المسلح، لكنه رأى أن «هجوماً مسلحاً من فاغنر على القيادة العسكرية الروسية في مدينة روستوف-نا-دونو ستكون له تداعيات مهمة على الجهد الحربي في أوكرانيا». وفي إطار القلق العالمي، حذّر المستشار النمسوي كارل نيهامر من مخاطر «الأسلحة البيولوجية، الكيماوية، والنووية» في حال غرقت روسيا في فوضى شاملة، بينما قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، إن العالم بأسره سيكون على «شفا كارثة» إذا سقطت الأسلحة النووية في أيدي «قطاع الطرق». كما حذّرت موسكو الغرب من أيّ محاولة «لاستغلال» التمرّد المسلّح لتحقيق أهدافه «المعادية لروسيا»، مؤكّدة أنّ التمردّ لن يمنعها من «تحقيق أهدافها» في أوكرانيا. وكان بريغوجين، المعروف بـ «طباخ الرئيس» دعا ليل الجمعة - السبت إلى انتفاضة على قيادة الجيش، وبث سلسلة من الرسائل، قال فيها إنه دخل مع قواته إلى مدينة روستوف الإستراتيجية (جنوب)، التي يقع فيها المقر العام للقيادة الجنوبية، حيث يتم تنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا. ووعد قادته، الشعب الروسي بـ «رئيس جديد قريباً»، قبل ان يعلنوا لاحقاً ان المجموعة لا تطالب بتغيير بوتين، وتدعم العملية الخاصة في أوكرانيا. وبعد الظهر، تقدمت قوات «فاغنر»، مدعومة بـ 150 آلية عسكرية، في مدينة ليبيتسك، على بعد 340 كيلومتراً من موسكو. وظل زعيم الكرملين مختفياً لساعات بعد إعلان التمرد، قبل أن يلقي خطاباً إلى الأمة، محذّراً من «التهديد القاتل» وخطر «حرب أهلية» اللذين يمثّلهما تمرد بريغوجين. ووصف التمرد بأنه «طعنة في ظهر بلدنا وشعبنا». وقال «ما نواجهه ليس إلا خيانة. خيانة سببها طموحات ومصالح شخصية» لبريغوجين، مؤكداً أن المتمردين «سيعاقبون حتماً». ورد بريغوجين في تسجيل صوتي، بأنه «في ما يتعلق بخيانة الوطن أخطأ الرئيس بشدة. نحن وطنيون». وأضاف «لن يستسلم أحد بناء على طلب الرئيس أو الأجهزة الأمنية أو أي كان». وهذه المرة الأولى التي يهاجم فيها بريغوجين، بوتين شخصياً، بينما أعلنت النيابة العامة الروسية، فتح تحقيق في «تمرد مسلح» ضد المجموعة وقائدها. وقال بريغوجين في رسالته «نحن جميعاً على استعداد للموت، جميعنا الـ25 ألفاً...». من جانبه، أكد الناطق باسم الكرملين، أن بوتين ما زال يعمل من مكتبه في العاصمة الروسية، ولم يغادر إلى سان بطرسبورغ. وفي وقت لاحق، تحدث بوتين إلى حليفيه البيلاروسي الرئيس ألكسندر لوكاشينكو والكازاخستاني قاسم-جومارت توكاييف. من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال مع بوتين الى تحكيم المنطق، مبديا استعداده للعمل على إيجاد «حل سلمي للأحداث في أسرع وقت ممكن». ومنذ إعلان التمرد، كثفت السلطات الروسية تحركاتها في موسكو ومدن أخرى، ومن بينها إعلان الأحكام العرفية في عدد من المناطق. وعززت السلطات الإجراءات الأمنية في موسكو حيث فرض «نظام عملية لمكافحة الإرهاب» كنتيجة مباشرة لتهديدات بريغوجين الذي قال في رسالة صوتية على «تلغرام»، «سنذهب حتى النهاية وسندمر كل ما يعترض طريقنا». وأظهرت صور على الشبكات الاجتماعية ومواقع إخبارية مركبات عسكرية تسير في المدينة قرب وزارة الدفاع وأخرى متوقفة أمام مجلس النواب، على مسافة عشرات الأمتار من الكرملين. كذلك نصب الجنود الروس موقعاً للمدافع الآلية على الطرف الجنوبي الغربي لموسكو. ونقلت «وكالة تاس للأنباء» عن سلطات موسكو إنه تم تعليق الملاحة في نهر موسكفا، الذي يمر عبر العاصمة الروسية، بصورة موقتة. ورأى رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أنّ الوضع «صعب» في العاصمة، و«بغية التخفيف من المخاطر (...) قرّرت إعلان الإثنين يوم عطلة» باستثناء بعض النشاطات والخدمات البلدية. وفي الجنوب، نصح حاكم منطقة روستوف المجاورة لأوكرانيا، السكان بالالتزام بالهدوء والبقاء في منازلهم بعد ما سيطرت «فاغنر» على المدينة. وذكرت «رويترز»، إن مروحيات عسكرية روسية فتحت النار على قافلة من المرتزقة بعدما قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو موسكو في تقدم خاطف بعد الاستيلاء على روستوف خلال ليل الجمعة - السبت. وأظهرت صور توجه وحدات من قوات «أحمد» الشيشانية باتجاه روستوف لمواجهة «فاغنر». وأعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، عن نشر قوات لدعم الكرملين. من جهته، قال حاكم منطقة فورونيج، التي تبعد نحو 500 كيلومتر إلى الجنوب من موسكو، إن الجيش يتخذ الإجراءات اللازمة من أجل التصدي لـ «فاغنر». وصرح مصدر أمني لـ «رويترز» في وقت سابق بان مقاتلي «فاغنر» سيطروا على منشآت عسكرية في المدينة. وفي واشنطن، قال مسؤول رفيع المستوى، في البنتاغون لـ «سكاي نيوز عربية»، إن الأجهزة الاستخباراتية الأميركية رصدت انشقاق أعداد كبيرة من الجنود الروس عن قياداتهم العسكرية وانضمامهم إلى «فاغنر». وعما إذا كانت «فاغنر» تملك القدرات والجهوزية العسكرية للوصول إلى موسكو، أضاف المسؤول ان كل الاحتمالات واردة، مؤكدا «علينا مراقبة تحركات الجنرالات الكبار في وزارة الدفاع لمعرفة مسار حركة فاغنر».

«إلا الخيانة»

من صديق وحليف، تحول قائد «فاغنر» يفغيني بريغوجين إلى «خائن» في نظر الرئيس الروسي، وهو الخطأ الوحيد الذي يستحيل على فلاديمير بوتين، غفرانه. فقد قال بوتين في مقابلة تلفزيونية قبل أعوام، إنه يمكن أن يغفر لمن أساء إليه. وحين بادره المحاور قائلاً «هل أنت قادر دوماً على العفو والغفران»؟ فرد بوتين «إلا الخيانة».

«أحكام عرفية»

وقّع الرئيس فلاديمير بوتين أمس، قانوناً يسمح بالحبس لمدة 30 يوماً لمن ينتهك الأحكام العرفية في المناطق التي فُرضت بها. والأحكام العرفية هي قوانين استثنائية خاصة يتم فرضها على كامل الأراضي الروسية أو على جزء منها، من قبل الرئيس عند تعرض البلاد للعدوان أو التهديد به، حيث إن هذه الأحكام لا تطبق إلا في حال وجود تهديد خارجي للاتحاد الروسي.

الحرس الوطني يُحدّد المسار

ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة استخبارية دورية، أنه «على مدار الساعات المقبلة، سيكون ولاء قوات الأمن الروسية، خصوصاً الحرس الوطني، مهماً لتحديد المسار الذي ستمضي فيه هذه الأزمة». وأضافت «يُمثل هذا التحدي الأكبر للدولة الروسية في الآونة الأخيرة». وتابعت «تتحرك مزيد من وحدات فاغنر إلى الشمال عبر فورونيج أوبلاست، وتستهدف بشكل شبه مؤكد الوصول إلى موسكو». وذكرت وزارة الدفاع «مع وجود أدلة محدودة للغاية على وقوع قتال بين فاغنر والقوات الأمنية، من المرجح أن البعض لم يقاتلوا وأذعنوا لفاغنر».

القوميون يتصدّون لـ «فاغنر»

قال قوميون روس مؤيدون للحرب في أوكرانيا، يقودهم ضابط سابق في جهاز الأمن الاتحادي، أمس، إنهم سينشرون قريباً خطة عمل للتصدي للتمرد المسلح لمجموعة «فاغنر». وأعلن «نادي الوطنيين الغاضبين»، في بيان، أن اندلاع حرب أهلية سيؤدي إلى إلحاق هزيمة عسكرية مذلة بالجيش في أوكرانيا، وحذر من أن روسيا على «شفا كارثة».

«فاغنر» في سورية

تشهد الأراضي السورية، ترقباً لما يحدث من تمرد قوات «فاغنر» ضد الكرملين. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أمس، إلى وجود أعداد كبيرة من مرتزقة «فاغنر» الأجانب من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، داخل سورية إلى جانب آلاف السوريين في صفوف المجموعة، وسط مخاوف من تمردهم على القيادة الروسية والنظام السوري. ولفت المرصد إلى أن قوات «فاغنر» تنتشر ضمن حقول نفط في البادية السورية، بالإضافة لوجودها في منطقة خفض التصعيد. كما يوجد أكثر من 3000 سوري مجندين في الداخل والخارج، بالإضافة لآخرين تم تجنيدهم وإرسالهم إلى الخارج أيضاً.

مصادرة 47 مليون دولار

قال يفغيني بريغوجين، أمس، إن صناديق النقود التي عثر عليها جهاز الأمن الاتحادي في سيارات بالقرب من مكتبه في سان بطرسبورغ مخصصة لتغطية الرواتب ونفقات أخرى لمقاتلي «فاغنر». وذكرت تقارير إعلامية روسية غير مؤكدة أن الصناديق المصنوعة من الورق المقوى تحتوي على أربعة مليارات روبل (47 مليون دولار).

قطر تُحذّر من تبعات سلبية على إمدادات الغذاء والطاقة

أعلنت قطر انها تتابع «بقلق بالغ تطورات الأوضاع» في روسيا، داعية إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات». وحذّرت من أن «تفاقم الأوضاع في روسيا وأوكرانيا سيكون له تبعات سلبية على الأمن والسلم الدوليين، وعلى إمدادات الغذاء والطاقة، التي تأثرت أساساً بالأزمة الروسية - الأوكرانية». من جانبه، اعتبر مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أنه «في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها روسيا أصبحت الحاجة إلى حل سياسي يُعالج الأزمة الأوكرانية وتداعياتها أكثر إلحاحاً لتجنيب العالم المزيد من الاحتقان».

قلق وترقب عالمي... وسخرية تشيكية

تابعت دول العالم بقلق وترقب، أمس، مجرى الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة «فاغنر» ضد القيادة العسكرية للبلاد، في ما يشكل أبرز تحدٍ داخلي يواجهه الرئيس فلاديمير بوتين في خضم حرب أوكرانيا. وفي ما يأتي عرض لأبرز مواقف دول وحكومات في شأن التمرد الذي اعتبره بوتين «طعنة في الظهر» و«خيانة»: رأت نائبة وزير الدفاع في أوكرانيا غانا ماليار أن التمرد «فرصة» لبلادها. وكتبت عبر «تلغرام»، أمس، «يقاتلوننا لكنهم يدمرون أنفسهم. ما معنى ذلك بالنسبة لنا؟ فرصة» مؤكدة أن أوكرانيا تواصل عملها حتى تحقيق «النصر». وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن ستبقى على «تنسيق وثيق» مع حلفائها في شأن الأحداث في روسيا. وأوضح «تحدثت الى وزراء خارجية دول مجموعة السبع ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الراهن في روسيا. الولايات المتحدة ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع تطور الوضع». وشدد الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر على أن الأوضاع المستجدة «لا تغيّر شيئا» بالنسبة للدعم الذي توافره واشنطن وحلفاؤها الى أوكرانيا. وكان ناطق باسم الرئاسة الأميركية أكد في وقت سابق أن البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا، مشيراً إلى أن الرئيس جو بايدن اطلِع على ما يجري. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج «نراقب الوضع وسنتحدث مع حلفائنا وشركائنا» في شأن التطورات.

حلف الأطلسي

واكتفت ناطقة باسم حلف شمال الأطلسي بالتأكيد أن التحالف «يراقب الوضع». وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن التكتل القاري «يراقب عن كثب الوضع في روسيا. على تواصل مع القادة الأوروبيين والشركاء في مجموعة السبع». واعتبر أن «من الواضح أن هذا شأن داخلي روسي»، مشدداً على أن دعم دول الاتحاد لأوكرانيا «لا يتزعزع». أوضح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أنه «على تواصل دائم مع سفيرنا في موسكو ونواصل مشاوراتنا الداخلية مع الدول الأعضاء». وأكد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع الأوضاع عن كثب، مضيفاً «نواصل التركيز على دعمنا لأوكرانيا». كما تتابع الحكومة الألمانية «عن كثب الأوضاع في روسيا». ونصحت وزارة الخارجية رعاياها بتفادي وسط موسكو والمباني الحكومية والمقرات العسكرية في العاصمة. ورأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أن ما يجري «يظهر كيف أن الاعتداء على أوكرانيا يتسبب بعدم استقرار في روسيا أيضا». وحض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك «كل الأطراف على تحمّل مسؤوليتها لحماية المدنيين». وأضاف أنه على تواصل مع قادة الدول الحليفة «مع تطوّر الوضع. سأتحدث الى بعضهم (...) الأهم بالنسبة إلينا هو أن تتصرف كل الأطراف بمسؤولية». ولجأ مسؤولون في الجمهورية التشيكية الى السخرية للتعليق على الأحداث. وقال وزير الخارجية يان ليبافسكي «أرى أن إجازتي الصيفية في القرم تقترب»، في إشارة الى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في العام 2014. من جهتها قالت وزيرة الدفاع يانا سيرنوشوفا «وأخيرا بتنا ندرك ما تعنيه روسيا بعملية عسكرية خاصة»، في إشارة الى التسمية التي أطلقها بوتين على دخول قواته الى أوكرانيا. وأضافت «بعد 16 شهراً من الحرب على أوكرانيا، روسيا تشنّ حرباً على روسيا. لم نفاجأ. هذا تقليد هناك. الحروب الفاشلة تنتهي بإعدام القيصر، بفوضى وحرب أهلية بإشراف المتلصصين. تهانينا». واعتبرت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر أن الوضع في روسيا «خطر» وقيد المتابعة «لتبيان ما سيكون أثره على النزاع» في أوكرانيا. وأكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن «الحكومة تتابع عن كثب الوضع في روسيا. الوضع خطر». وأعلنت وزيرة الخارجية النروجية أنيكن هويتفيلدت أن بلادها تتابع «عن قرب الوضع الدراماتيكي في روسيا وهي على تواصل وثيق مع السفارة في موسكو». ونصحت الخارجية رعاياها بعدم السفر الى روسيا، كما فعلت بلغاريا. ودعت الخارجية الدنماركية رعاياها في روسيا الى «البقاء في الداخل (منازلهم)، الصبر، والاطلاع على ما يجري» من وسائل الإعلام الروسية.

مجموعة السبع

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع «تبادلوا وجهات النظر» في شأن الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية. وكتب على «تويتر»، «أجريت اتصالاً مع وزراء خارجية مجموعة السبع لتبادل وجهات النظر في شأن الوضع في روسيا. عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، أنسّق داخل الاتحاد الأوروبي وقمت بتفعيل مركز الاستجابة للأزمات».

تحكيم المنطق

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال مع نظيره فلاديمير بوتين الى تحكيم المنطق في روسيا، مبديا استعداده للعمل على إيجاد «حل سلمي» للأزمة. وأورد بيان للرئاسة التركية أن أردوغان «شدد على أهمية التصرف من خلال تحكيم المنطق»، وأنه «قال إننا، كتركيا، على استعداد للقيام بدورنا من أجل إيجاد حلّ سلمي للأحداث في روسيا في أسرع وقت ممكن». وأعلن الكرملين في وقت سابق أن بوتين تلقى من أردوغان «دعمه الكامل» في مواجهة التمرد. وأكد في بيان أن بوتين أطلع أردوغان على «الوضع في البلاد المرتبط بمحاولة التمرد المسلّح»، مشيراً الى أن الرئيس التركي الذي واجه محاولة انقلاب فاشلة في العام 2016، أعرب عن «دعمه الكامل لكل الإجراءات المتخذة» من نظيره الروسي. واعتبرت بيلاروسيا، الجارة الحليفة لروسيا، أن التمرد هو «هدية» للغرب، محذّرة من أنه قد يتحول الى «كارثة». ونقلت الخارجية عن بيان لمجلس الأمن القومي «أي تحريض، أي نزاع داخلي في الدوائر العسكرية أو السياسية، في مجال المعلومات أو المجتمع المدني، هو هدية الى الغرب مجتمعا». وأعلن رئيس لاتفيا المنتخب إدغارس رينكيفيكس أن بلاده عززت أمن حدودها إثر التمرد في روسيا ولن تسمح بدخول المواطنين الروس إلى أراضيها. وكتب في تغريدة «تتابع لاتفيا عن كثب مستجدات الوضع في روسيا... عززنا الأمن عند الحدود ولن نصدر تأشيرات أو نسمح بدخول مواطنين روس يغادرون روسيا بسبب الأحداث الراهنة». وكانت لاتفيا أوقفت اعتباراً من العام الماضي منح الروس تأشيرات دخول الى أراضيها، إلا أنها كانت تقوم باستثناءات لغايات انسانية. كذلك، أعلنت رئيسة وزراء استونيا كايا كالاس تعزيز «أمن الحدود»، داعية رعاياها الى «عدم السفر الى أي مكان» في روسيا.

لماذا لا يقف مع كييف كل مَن يرفض استباحة الأميركيين للقوانين الدولية؟

هكذا أُحبطت مفاوضات 2022 لوقف الحرب في أوكرانيا!

الراي... | بقلم - إيليا ج. مغناير |.......مما لا شك فيه أن روسيا احتلت أراضي دولة مجاورة، وهي تقاتل لضم مقاطعات أوكرانية إليها، ولذلك زجت بقواتها في خضم المعركة لتحقيق أهدافها. وبالنسبة إلى العديد من المناهضين لحروب أميركا واحتلال قواتها لدول أخرى ومسؤولية البنتاغون والاستخبارات الأميركية عن الانقلابات على أنظمة عدة حول العالم عبر عقود خلت، يُشكل الاحتلال الروسي خطوة محرجة ويدافع عنها البعض الآخر... فلماذا ما لا يحق لأميركا ان تفعله - وتصر على فعله غير آبهة بالنتائج والأضرار - يحق لروسيا فعله في أوكرانيا؟..... إنها ليست قضية مَن يخالف القانون الدولي أو مقررات مجلس الأمن، لأن الدول العظمى ضربت عرض الحائط بكل القوانين الدولية ووجدت التبريرات التي تريحها لاجتياح الدول لتحقيق مآربها وبسط نفوذها خارج حدودها. وقد أدت هذه الأعمال الحربية أو الانقلابات إلى وقوع أعداد هائلة من الخسائر البشرية وإيجاد حال عدم استقرار في مناطق عدة من العالم. ويقول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، منتقداً وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، انه في «عام 2009، داعش لم يكن موجوداً على الخريطة وليبيا كانت مستقرة ومصر تعيش في سلام وانخفض مستوى العنف في العراق، وسورية تحت السيطرة، وإيران محاصَرة بالعقوبات الخانقة». ويضيف «بعد 4 سنوات من قيادة كلينتون، ماذا حصل؟ انتشر داعش في كل المنطقة (الشرق أوسطية) وحول العالم. أصبحت ليبيا في خراب وسفيرنا تُرك من دون مساعدة ليُقتل هناك. وسيطر الإخوان على مصر مما دفع العسكر للتدخل والسيطرة على زمام الأمور. أما العراق فأصبح في فوضى تامة، وإيران ذهبت في طريق امتلاكها سلاح نووي. أما سورية فانخرطت بحرب أهلية وأصبحت هناك أزمة لاجئين تصيب الغرب». وتابع «بعد 15عاماً من حروب الشرق الأوسط، وبعد انفاق تريليونات من الدولارات وإزهاق الأرواح، لقد زعزعنا استقرار الشرق الأوسط. لم يجب ان نحتل الدول ولا العراق لأن وجود أسلحة دمار شامل أكذوبة وكانوا (القادة الأميركيون) يعرفون انها لم تكن موجودة». وما قاله ترامب، أكده رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي قاد بلاده إلى حرب العراق، معترفاً بعد 20 عاماً بانه أخطأ. لكن مَن يحاسب هؤلاء القادة في المجتمع الغربي الذي تقوده أميركا؟... لا أحد. وقد غفل ترامب عن القول انه أعلن عن رغبته، وأيّد أقواله بالفعل، بالاستيلاء على النفط السوري وإبقاء قواته في سورية، وأصدر قرار اغتيال اللواء قاسم سليماني أثناء قيامه بمهمة رسمية في العراق بطلب من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. كذلك رفض سحب القوات الأميركية من العراق بعد أن هدد بمصادرة أموال النفط العراقي. وانسحب من الاتفاق النووي عام 2018 الذي وقّع عليه سلفه باراك أوباما واستخدم سلاح العقوبات ضد إيران إلى أقصى حدٍ ممكن لاخضاعها بغض النظر عن صناعة القنبلة النووية من عدمها. اللائحة تطول عما فعله الرؤساء جورج بوش وأوباما وترامب ومَن أتى قبلهم ومَن يأتي بعدهم. فالإدراة الأميركية تعتبر نفسها، وحلفاءها، فوق القانون ولا تعترف بالمحاسبة لدرجة أن إدارة ترامب فرضت عقوبات على كبير القضاة في محكمة العدل الدولية وتمنع أن يُحاكم أي جندي من أي دولة مهما فعل. وتؤيد الإدارة الأميركية ما تفعله إسرائيل من قصف واغتيال والقيام بعمليات لجهاز «الموساد» في أراضٍ عدة واحتلالها لفلسطين ولأراضٍ لبنانية وسورية تحت عنوان «الحق بالدفاع عن نفسها». فمنذ عقود، ومن دون الحاجة للذهاب إلى تاريخ إلقاء أميركا القنابل النووية على اليابان، التي كانت استسلمت أو إلى حرب فيتنام التي قُتل فيها الملايين والانقلابات المتعددة حول العالم، تفعل الولايات المتحدة ما تريد، خصوصاً منذ أن انتهت الحرب العالمية الثانية حين سعت إلى بسط نفوذها على أوروبا بالدرجة الأولى، وعلى العالم بالدرجة الثانية وصولاً إلى محاربة الاتحاد السوفياتي. وتَعتبر أميركا ان معركتها اليوم في أوكرانيا، ليست لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السيطرة على بضعة آلاف من الكيلومترات، بل هي فرصة لاستعادة القيادة على أوروبا - كما قال الرئيس جو بايدن - وتنشيط ذاكرة الدول أن الولايات المتحدة قائدة العالم، وتوجيه رسالة إلى الصين الصاعدة. إلا أن واشنطن لم تدرك أن جر روسيا إلى حرب طويلة في أوكرانيا، يعني انغماس الولايات المتحدة أيضاً في حرب طويلة مكلفة وغير مضمونة النتائج، خصوصاً بعد الهجوم الموعود الذي تدفع فيه أوكرانيا كقوة مهاجمة ثمناً باهظاً. فقد قال قائد القوات المشتركة الأميركية مارك ميلي، ان 60 ألف أوكراني تدربوا في 33 دولة، منتشرين حول 3 قارات. إلا ان ما يحصل للجيش الأوكراني في هجومه تماماً كما حصل للجيش الروسي في الأشهر الأولى من بدء المعركة. وتالياً فإن انكسار رأس الحربة الأوكرانية يعني خسارة أميركا وحلفائها على أرض المعركة. ولهذه النتائج تبعات جمة على الصعيد الدولي. فخسارة أميركا وحلفائها وصمود روسيا يدعم سقوط الأحادية على العالم من المارد الذي لا يستطيع أحد وقفه، وهذا ما يشجع الدول التي بدأت تخرج من العباءة الأميركية وتكسر الصمت الطويل باتهام أميركا بأنها هي التي فتحت الأبواب لخرق كل القوانين الدولية، من دون التبرير لروسيا لما فعلته في أوكرانيا. إذاً ما فعلتْه أميركا لا يعني أن لروسيا الحق في اتباع الخطوات الأميركية. لكن من يستطيع وقف الولايات المتحدة عن استباحة القوانين الدولية؟ فقط خسارتها في أوكرانيا واعتراف الدول الكبرى بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات العالمية لإعادة القوانين إلى مسارها الأول والالتزام بها لأن البديل هو شريعة القوي الذي يستطيع قتل الضعيف واحتلال بلده والعبث فيه. بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلن الرئيس فلاديمير بوتين - وأخرج الأوراق الموقّعة من قبل كبير المفاوضين الأوكرانيين خلال وساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - أمام رؤساء الدول الأفريقية الذين يسعون لوقف القتال في أوكرانيا، انه كان قد اتُّفق على معاهدة سلام من 18 فقرة خلال ابريل 2022 (عندما سحب قواته من ضواحي كييف وكذلك مدرعاته بطول 67 كيلومتراً) وقبل سحب جميع القوات إلى حدود ما قبل شن الغزو مقابل أن تتعهد أوكرانيا «بعدم السعي للحصول على عضوية (حلف) الناتو، وبدلاً من ذلك تتلقى ضمانات أمنية من عدد من البلدان». إلا أن الضغط الغربي أحبط المساعي خصوصاً خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى كييف في 9 أبريل 2022، الذي طلب صراحة بالتوقف عن التفاوض. وقد أعلنت أميركا بعدها بصراحة، ان هدفها هو كسر روسيا واقتصادها، وأكد بايدن ان الحرب تهدف ليس لتحرير أوكرانيا بل من أجل (وحدة) «الناتو» ومن أجل أوروبا الشرقية. إذاً فإن الغرب لم يعط أي قيمة للخسائر البشرية الأوكرانية (ولا الروسية طبعاً) ولدمار البنية التحتية الأوكرانية. ولكن الغرب لا يستطيع تحقيق مراده من دون موافقة القادة الأوكرانيين على استمرار الحرب. ولا يُستبعد ان يزاح أي مسؤول أوكراني مهما علا شأنه في حال رفض القتال وأراد وضع حد له. ولهذه الأسباب، فإن أكثر مَن يقفون على الحياد أو لا يصطفون مع أوكرانيا ولا يقفون ضدها، يفعلون ذلك لتمنياتهم بتلقين أميركا الدرس اللازم، هي التي فوتت الفرصة لوقف الحرب ووضع حد لسياستها التدميرية. وهذا لا ينفع إلا بخسارة أوكرانيا التي - مثلما حدث مع دول أوروبا الشرقية مباشرة بعد «البريسترويكا» عام 1991 - هرولوا للانضمام إلى الحلف الغربي، آملين بتحسين ظروف عيشهم ودعم الدول الغربية لهم خصوصاً الاتحاد الأوروبي. لا مبرر لأميركا ولا حتى لروسيا في احتلال أي دولة. إلا أن الانتصار الأميركي يعني ان الهيمنة على العالم باقية وتتمدد والانقلابات محتملة، ومعاقبة الشعوب قائمة وأن الحرب المقبلة تتحضر ضدّ الصين. ولهذا فان أكثر دول العالم - التي من الواضح كانت تنوء تحت السيطرة الأميركية المجحفة - لم ينضموا إلى الحلف الأميركي لمعاقبة روسيا. وهذا دليل على أن الدول، بأكثرها، تتمنى إما هزيمة أميركا أو بروز عالم متعدد القطب ليرتاح الجميع من الهيمنة والقتل والعقوبات التي تفرضها على كل مَن لا يطيعها أو يقف في وجه سياستها، أو تريد العيش بسلام وإنهاء عهد الحروب الذي أرهقَ العالم.

كييف: قائد فاغنر أذل بوتين

دبي - العربية.نت.. اعتبرت الرئاسة الأوكرانية فجر الأحد أن قائد فاغنر يفغيني بريغوجين أذلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتمرده المجهض. وقال مساعد الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك عبر تويتر "بريغوجين أذلّ بوتين/الدولة وأظهر أنه لم يعد هناك احتكار للعنف".

"التمرد كشف الفوضى"

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال إن تمرد عناصر فاغنر كشف عن فوضى كاملة في روسيا. وقال زيلينسكي في خطاب مصور "يمكن للعالم اليوم أن يرى أن سادة روسيا لا يسيطرون على أي شيء. وهذا يعني لا شيء إطلاقا. ببساطة فوضى كاملة. والافتقار إلى أي إمكانية للتنبؤ".

"الدمار سيزداد في روسيا"

كما أضاف أن بلاده لن تصمت ولن تقف مكتوفة اليدين، وتابع أن "أمن الجانب الشرقي لأوروبا يعتمد بشكل كامل على دفاعاتنا". وخاطب زيلينسكي بوتين منتقلا من اللغة الأوكرانية إلى الروسية قائلا "كلما طالت مدة بقاء قواتك على الأراضي الأوكرانية، ازداد الدمار الذي ستلحقه بروسيا".

اتفاق إنهاء التمرد

وكان بريغوجين قد وافق على وقف تحركات قواته في روسيا بوساطة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو. يشار إلى أن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أعلن السبت، أنه سيتم وقف القضية الجنائية ضد قائد فاغنر يفغيني بريغوجين، مشيرا إلى أنه سيذهب إلى بيلاروسيا وأن الرئيس فلاديمير بوتين هو الضامن. وتفجّرت الخلافات بين قائد فاغنر وقادة الجيش، منذ أشهر طويلة خلال المعارك الدامية في أوكرانيا، إلا أنها تحولت إلى اشتباكات مسلحة منذ الجمعة.

بريطانيا تعترض 21 طائرة روسية على حدود الناتو خلال 21 يوما

الراي... أعلنت وزارة الدفاع البريطانيّة أمس السبت أنّ مقاتلات تابعة لسلاح الجوّ الملكي البريطاني «اعترضت» 21 طائرة روسيّة على حدود المجال الجوّي لحلف شمال الأطلسي في الأسابيع الثلاثة الماضية خلال مهمّة في إستونيا. ومن بين تلك الطائرات الروسيّة، مقاتلات وطائرات للنقل أو لجمع المعلومات، إضافة إلى قاذفات بعيدة المدى من طراز «تو-22 إم»، وفق الوزارة. وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان إنّ «عمليّات الاعتراض هذه تُذكّر بشكل قوي بقيمة الدفاع الجماعي والردع الذي يوفّره الناتو». وأضاف «سلاح الجوّ الملكي البريطاني عمل جنبا إلى جنب مع حلفائنا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لضمان حماية الدول الأعضاء والدول الشريكة لنا، ويمكنهم التأكّد من دعمنا المستمرّ لتعزيز الأمن الأوروبي جنبا إلى جنب مع أولئك الذين يشاركوننا قيمنا». انتشرت طائرات تايفون البريطانيّة في قاعدة أماري في إستونيا منذ مارس في إطار المساهمة البريطانيّة في مهمّات الأطلسي، من أجل مراقبة الطائرات الروسيّة عندما لا تتواصل الأخيرة مع وكالات الحركة الجوّية، وهو ما يمثّل خطرا على سلامة الطيران، حسب وزارة الدفاع البريطانيّة. ومن المقرّر أن تبقى الطائرات البريطانيّة في إستونيا حتى أغسطس. كما شاركت القوّات الجوّية الملكيّة أثناء انتشارها في إستونيا بمناورات كبرى عدّة، وصفت لندن إحداها بأنّها المناورة الجوّية الأهمّ لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة. وصف مُنظّمو عرض القوّة هذا، في خضمّ الحرب في أوكرانيا، بأنّه التمرين الجوّي الأهمّ في تاريخ الحلف، إذ ضمّ 250 طائرة عسكريّة من 25 بلدا عضوا وشريكا للناتو.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..«الأزهر» يندد بشدة تمزيق المصحف الشريف على يد الاحتلال في نابلس..مصر: «الحوار الوطني» يعوّل على «تحالف 30 يونيو» لبناء «الجمهورية الجديدة»..السودان: جبهات جديدة في «حرب الجنرالين» ..لماذا لا تتراجع عمليات الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا؟..الرئيس سعيد يدعو لتطوير قدرات الجيش التونسي..أحزاب جزائرية تحضر لإعلان «مبادرة لمواجهة المؤامرات»..انتخابات سيراليون..اقتراع متوتر ومنافسة رئاسية «مكررة»..

التالي

أخبار لبنان..مخاطر تمدُّد الفراغ في الواجهة.. ومتاريس تسبق عودة لودريان.. أبواب الضاحية ودمشق لم تُفتح بوجه باسيل..الملف الرئاسي في لبنان إلى مزيد من ليّ الأذرع..تيمور ورث العباءة الجنبلاطية والتزم إتمام الإستحقاق..خلاصة لو دريان: رحلة البحث عن «إكسير لبنان»..رعد: «صحتين عقلب لبيطلع بالتوافق»..الراعي: لبنان يتفكّك بعناد السياسيين ومصالحهم الشخصية..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,047,390

عدد الزوار: 7,619,496

المتواجدون الآن: 0