أخبار لبنان..مخاطر تمدُّد الفراغ في الواجهة.. ومتاريس تسبق عودة لودريان.. أبواب الضاحية ودمشق لم تُفتح بوجه باسيل..الملف الرئاسي في لبنان إلى مزيد من ليّ الأذرع..تيمور ورث العباءة الجنبلاطية والتزم إتمام الإستحقاق..خلاصة لو دريان: رحلة البحث عن «إكسير لبنان»..رعد: «صحتين عقلب لبيطلع بالتوافق»..الراعي: لبنان يتفكّك بعناد السياسيين ومصالحهم الشخصية..

تاريخ الإضافة الإثنين 26 حزيران 2023 - 3:41 ص    عدد الزيارات 842    التعليقات 0    القسم محلية

        


مخاطر تمدُّد الفراغ في الواجهة.. ومتاريس تسبق عودة لودريان...

انتقال هادئ لزعامة المختارة إلى تيمور من الكتلة إلى الحزب.. ولا رواتب للقطاع العام قبل الأضحى

اللواء...في وقت تعتبر القوى المسيحية ذات الغالبية في المجلس النيابي ان ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون أيقنت او تكاد أن صيغة فرنجية - نواف سلام لم تعد صالحة لتسويقها في أي مسعى فرنسي مقبل، بعد زيارة الموفد الشخصي لإيمانويل ماكرون وزير الخارجية الاسبق جان إيف- لودريان، وما سمعه من رؤساء الاحزاب والكتل والمستقلين والتغييريين، وحلفاء هذا المحور أو ذاك، كشف اللقاء الديمقراطي، بعد انتخاب النائب تيمور جنبلاط رئيس للحزب التقدمي الاشتراكي خلفاً لوالده النائب السابق وليد جنبلاط عن عدم فك التحالف مع حركة «امل» ورئيسها،من باب الإستمرار مع من أسقطنا وإياهم شعار 17 ايار 1983، معتبرا ان الحوار هو خير وسيلة للتوصل إلى التسوية الرئاسية. وفي المقلب الآخر من المشهد السياسي، اعتبرت مصادر مقربة من «الثنائي الشيعي» أن الموفد الفرنسي تحدث باستطلاع مع الفريق المعارض لوصول فرنجية، وتنسيقه مع فريق حزب الله.

وحسب المصادر فإن ما بحث مع الحزب تناول 3 نقاط:

الاولى: ما هي حظوظ مبادرة «فرنجية-سلام» بعد جلسة ١٤ حزيران، وما هي الوسائل والافكار التي يملكها حزب الله ويستطيع تقديمها في اطار زيادة فرص نجاح هذه المبادرة.

الثانية: ما هو استعداد حزب الله للمشاركة بحوار «لبناني-لبناني» بجدول اعمال ببند وحيد متعلق بالملف الرئاسي، وليس حوارا موسعا على نسق مؤتمر «سان كلو» او «الدوحة»، سائلا الحزب عن ملاحظاتهم على جدول الاعمال المطروح والنقاط التي يريد ان يتضمنها. الثالثة: التأكيد على استمرار تمسك فرنسا بخيار فرنجية وسعيها بحسب كلام مبعوثها الى ايجاد الفرص المناسبة للدفع بهذا الخيار الى الامام، رغم ادراكه بصعوبة المهمة وابلاغه الحزب بذلك، ومن قبيل التشديد على الموقف الفرنسي، لم يطرح لودريان اية خيارات بديلة لفرنجية، كما لم يطرح لا من قريب ولا من بعيد فكرة المرشح الثالث، ولم يأت على ذكر قائد الجيش جوزف عون.

رعد: تعالوا لنتفاهم

وخاطب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الخصوم: لنجلس ونتفاهم ونقنع بعضنا بعضاً، وصحتين على قلب اللي بيطلع». وقال: نحن نعترف اننا لا نتسطيع ان نأتي بمرشح من دون تعاونهم، ولا هم كذلك، فما الحل؟ الحل هو بالتفاهم. مرحباً بأي دور مساعد: «أهلاً وسهلاً»، بأي دور مساعد، سعودي، قطري، الماني، لكن تعالوا لنتفاهم، لكنه اشترط ان تكون المساعدة خالية من الأوامر وفرض القرارات على اللبنانيين. ولكن في تطور، تنظر اليه مصادر سياسية على انه ايجابي لجهة الانعكاس على لبنان، صدر امر ملكي عن خادم الحرمين الشريفين، قضى بتعيين المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا مستشارا بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة.

مجلس الوزراء بين الإقدام والإحجام

وبعد عيد الاضحى، تتجه الانظار الى جلسة يجري التحضير لعقدها لمجلس الوزراء، على ان تبحث بصورة رئيسية في ملء الشواغر سواء في المجلس العسكري او حاكمية مصرف لبنان.. من زاوية خطة تحدد الشغور الرئاسي الى قيادة الجيش وحاكم المركزي، على الرغم من النصوص القانونية الواضحة على هذا الصعيد. وفي حين يتحرك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لجسّ نبض القوى السياسية والمرجعيات في الاقدام على خطوة التعيينات، يستعد التيار الوطني الحر لدراسة امكانية التحرك في الشارع لمواجهة اية قرارات جديدة لحكومة تصريف الاعمال لا سيما لجهة التعيينات التي يمكن ان تحصل ولا يرضى عنها في المواقع الرفيعة في الدولة. يشار في السياق، ان النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، بدأ مهمة في الولايات المتحدة، تتعلق باستلامه لمهامه كنائب اول للحاكم، وفقا لقانون النقد والتسليف، وللحؤول دون الوقوع في الفراغ على صعيد عمليات المصرف، وها هو لهذه الغاية، سيقابل مسؤولين في الخزانة الاميركية وصندوق النقد الدولي.

المغادرة والعودة

وكان لودريان غادر بيروت السبت الماضي مختتما زيارة استمرت ثلاثة ايام بلقاء مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وفي جعبته اراء متناقضة ومتضاربة، يستحيل جمعها في مبادرة او مشروع حل قريب نتيجة الاستعصاء القائم برفض الحوار ورفض التنازل من هذه الجهة وتلك، والاستمرار في خطاب التحدي عالي النبرة. الثابت حسب المعلومات، ان لودريان سيعود الى بيروت في النصف الثاني من شهر تموز المقبل، وبعد الاحتفالات الفرنسية بالعيد الوطني في 14 منه، وعلى هذا سيطول الشغور الرئاسي الى ما بعد شهر آب او ايلول، «ويُخشى ان يطول الشغور سنة او الى نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي اذا لم يحصل التوافق»، كما نقلت بعض الاوساط عن لودريان قوله امام بعض نواب المعارضة. وحسبما قال لودريان في بيان مغادرته بيروت يوم السبت، «سوف اعمل على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين، من اجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقياً وفعالا للخروج من الفراغ المؤسساتي، والقيام بالاصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام، وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الاساسية للبنان» . واضاف:«سوف ارفع تقريرا حول هذه المهمة الى رئيس الجمهورية فور عودتي الى فرنسا. وسأعود مجددا الى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان». ويعني كلام لودريان ان فرنسا لن تكون وحيدة في تقرير الخطوات المقبولة للحل، بل بشراكة الخماسي العربي الدولي الذي يلتقي ممثلوه في الدوحة قريباً. وثمة كلام عن انه سيتواصل مع السعودية وقطر وربما مع ايران، قبل انجاز تقريره النهائي وتسليمه الى الرئيس ماكرون. لكن الموفد الفرنسي وحسب من التقى به، لم يكن محبطاً بل تعامل مع الوقائع اللبنانية بأعصاب الدبلوماسي العتيق المحنك الباردة. وهو لم يطرح مع من التقاهم فكرة عقد حوار بل سأل حرفياً «ما رأيكم بالحوار وكيف يتم؟. واعلن امام الجميع انه لا يحمل اسماء مرشحين تقترحهم فرنسا، وان رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية كان في المبادرة الاولى خياراً وحيداً لكنه اصبح خياراً من ضمن خيارات اخرى مطروحة في الساحة اللبنانية لا يمكن تجاوزها، بدليل نتائج جلسة 14 حزيران التي اسفرت عن 56 صوتا لجهاد ازعور و51 صوتاً لفرنجية. وثمة انطباع لدى من التقى لودريان انه ملم بالملف اللبناني بتفاصيله العامة نظراً لخبرته السابقة في التعامل مع القضايا اللبنانية السياسية العامة، لكنه غير ملم بتفاصيل ملف الإستحقاق الرئاسي، ولذلك جاء مستمعاً وحاملا في جعبته الكثير من الاسئلة وليس مقترحات، وبخاصة اقتراح عقد حوار وطني حول هذا الملف. كما لم يأتِ حسبما تردد على ذكر البحث في طبيعة النظام السياسي اللبناني وتركيبته، بل سمع من زواره انه اذا كان لا بد من الحوار فليكن بهدف التوافق حول نقاط اساسية تتعلق بكيفية إنقاذ البلاد وإخراجها من ازماتها، شرط ان يلتزم بها رئيس الجمهورية المقبل وتلتزم بها القوى السياسية التي تدعم انتخابه. وهناك انطباع لدى نواب آخرين التقوا لودريان تكوّن نتيجة حديثه، انه جاء لتوضيح صورة فرنسا التي اهتزت نتيجة تبنيها ترشيح فرنجية مقابل تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، وهوالامر اذي ادى الى حملة واسعة من قبل المعارضات ضد هذا التوجه الفرنسي، ولذلك جاء لتصحيح الموقف عبر الحديث عن خيارات اخرى غير فرنجية، واستطلاع رأي القوى السياسية في الخيارات الاخرى الممكن ان يتم الاتفاق عليها من ضمن مقاربة شاملة للوضع السلبي القائم وسبل الخروج منه. خاصة انه لمس ان لدى الفريق المعارض لإنتخاب فرنجية استعداداً للبحث في اسماء اخرى غير جهاد ازعور يمكن ان تتلاقى عليها معظم القوى السياسية، لكن المهم ان لا يكون فرنجية. وتبلغ من المعارضة ما معناه ان جلسة 14 حزيران كانت لمنع وصول فرنجية. وقال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي خلال قداس للراهبات: لبنان كدولة يتفكّك بسب عناد بعض السياسيّين ومصالحهم الشخصيّة والفئويّة، فصلّين من أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد حوالي ثمانية أشهر من الفراغ. وعمليّة الإنتخاب سهلة للغاية، إذا سلك المجلس النيابيّ الطريق المؤدّي إليه، فهو سهل ومستقيم أعني بتطبيق الدستور الذي ينصّ على أنّ «لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة. ودعا الى الصلاة «من أجل شعب لبنان الذي يفتقر يوماً بعد يوم بسبب السياسيّين الذين يهملون كلّ قدرات البلاد وإمكانيّاتها؛ وهم أنفسهم مسؤولون وحدهم عن إفقار شعب لبنان وإذلاله وتهجيره من وطنه وتجويعه». ومن المتاريس المرفوعة، ما كشفه النائب في «القوات اللبنانية» جورج عقيص ان لودريان سأل جعجع ما اذا كان ضد التوافق، فرد حسب شخصية الرئيس، مشددا على اعتماد الآليات الدستورية، وانتخاب رئيس، يدعو بعد انتخابه الى الحوار حول البرامج وما يتعين فعله للخروج من الازمة. وأشار باسيل خلال خلوة نظمتها هيئة قضاء بعبدا، بحضور النائب الان عون، النائب السابق ناجي غاريوسن وكوادر حزبية إلى "أننا دخلنا في مرحلة سياسية جديدة فرضت علينا، كنا دائما نقول لسنا 8 ولا 14 آذار وواقعنا نحن هكذا، ولكن هناك أشخاص باتوا يروننا بمكان مختلف. ونحن الوحيدين الذين فرضت علينا عقوبات بسبب العلاقة مع حزب الله وإذا سئل لماذا العقوبات على التيار يأتي الجواب لأننا نقوم بالفرق ونخلق هذه المعادلة، لقد تحملنا ولم نشكو منها، وفي كل مرة كنا نصل الى استحقاق كنا نسمع الكثير من الكلام، على سبيل المثال ما حصل في انتخابات 2022 في بعبدا بالتحالف مع حزب الله، وبالتالي التحالف بطريقة غير مباشرة مع حركة أمل، وكنت اسمع منكم المعاناة من كلام الناس على التفاهم  واستمرينا به لأننا وجدنا في هذا الأمر محافظة على وحدة لبنان حتى ولو دفعنا الثمن من رصيدنا الشعبي، ارتأينا ان نضحي لاننا بذلك نحافظ على وحدة لبنان ونحقق شراكة وطنية». واضاف: «لكن عندما يمس فينا ببناء الدولة وبعهد ميشال عون ست سنوات هذه لا يمكن ان نسكت عنها، وعندما ينتهي عهد الرئيس عون وعلى فور نهاية العهد يتعاملون معنا هكذا بالحكومة وبرئاسة الجمهورية أي بمركز القرار الوطني هذه لا يمكن ان نسكت عنها»، مؤكدا ان «لا احد يستطيع التعاطي مع التيار الوطني الحر على أساس أنه ليس شريكاُ، التيار ليس تابعاً لأحد، وبالتالي اذا اعتبر أحد أننا قمنا بردة فعل سريعة ومتسرعة لا نكون تيار وطني حر إذا لم نقم بهكذا ردة فعل في حينها». وقال الوزير السابق روني عربجي الذي شارك مع فرنجية في اللقاء مع لودريان انه لم يلمس ان فرنسا تراجعت عن المبادرة الخاصة بتسوية فرنجية- نواف سلام.

مؤتمر التقدمي

وفي تطور سياسي، انعقد امس المؤتمر الـ49 للحزب التقدمي الاشتراكي في المدينة الكشفية في بلدة عين زحلتا الشوف، لانتخاب رئيسه الجديد بعد استقالة رئيسه وليد جنبلاط. وانتخاب نائبي الرئيس وامين السر العام واعضاء مجلس القيادة. وبدأت عملية الاقتراع قرابة الثانية عشرة ظهرا وانتهت عند الثالثة والنصف بعد الظهر، بحضور 1880 ناخبا يحق لهم الاقتراع كان الملفت للنظر ان اغلبيتهم من جيل الشباب. وأدلى رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، ووليد جنبلاط، بصوتَيْهما، وقال جنبلاط الاب:ان المستقبل لتيمور وللشباب.سينتقل تيمور الى مرحلة جديدة مع فريق عمل جديد. وفاز بعد فرز اصوات الناخبان تيمور جنبلاط رئيساً وظافر ناصر أميناً للسر العام في «التقدمي» بالتزكية. وحبوبة عون وزاهر رعد نائبين لرئيس الحزب. وفاز في عضوية مجلس القيادة كل من نشأت الحسنية، محمد بصبوص، ريما صليبا، مروى ابو فراج، لما حريز، رينا الحسنية، كامل الغصيني، حسين ادريس. واعتبر جنبلاط الاب ان «السبيل الاوحد للوصول الى التسوية وتكريس المصالحة هو الحوار، معربا عن تمنيه ان تستمر المسيرة مع من اسقطنا معهم شعار 17 ايار. وخاطب جنبلاط نجله تيمور، قائلاً: «سر ولا تخف.. والله معك مهما كانت تقلبات الزمن ومفاجآت الأقدار، وتغيرات الاحوال». مضيفاً: كانت المختارة وستبقى، وكان الحزب الاشتراكي وسيبقى. واضاف جنبلاط: الحفاظُ على القطاع العام وتطويره في الصحة والتعليم والجامعة اللبنانيّة وغيرها من المجالاتِ ضرورةٌ لحماية المواطنين من الاحتكار ومن التمييز. والإصلاح الشامل الجذري أكثر من ضرورة بعيداً عن الوصفات التجميليّة للهيئاتِ الدوليّة. واكد جنبلاط: ان الحوار هو السبيل الأوحد للوصول إلى التسوية وتكريسِ المصالحة. وان تحرير الأرض في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من الاحتلال الإسرائيلي دونَ قيدٍ أو شرط هو أمرٌ متلازمٌ مع ترسيمِ الحدود. كماان تقوية الجيش وتعزيز قدراته إلى جانب خطة دفاعيّة هو ضرورة. واعلن أن رفض التقسيم أو الفدراليّة لا يعني التهرّب من تحقيق اللامركزيّة الاداريّة والانماء المتوازن. وجدد تيمور في خطابه بعد انتخابه العهد لفكرة كمال جنبلاط الانسانية الجامعة ولحزبه وشهدائه ومناضليه، مؤكداً: «سنحمل قيم العروبة الديمقراطية في مواجهة التحجم والعنصرية، ونرفع راية فلسطين»، داعيا رفاقه في الحزب الى تكريس حقيقة الحزب روحاً واحدة، وردم الهوة بين الاجيال والنضال تحت راية الحزب». وتابع تيمور: سنمضي في دروب العمل لإتمام الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن جبهات الرفض من أجل إصلاح اقتصادي وحقوق المواطن وكرامته. وختم قائلا: مسيرة وليد جنبلاط التي زينّها بصوت العقل تستحق العناء من أجل هذا الوطن. ستبقى يا وليد جنبلاط دائماً القدوة والمثال والرمز والمرجع. المسيرة مستمرة وسوف نسير وننتصر معك فالرجال رجال والمبادئ مبادئ والنضال مستمر. وتلقى جنبلاط التهاني برئاسة الحزب من العديد من الشخصيات ابرزها الرئيس تمام سلام، والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري «مؤكداً على العلاقة التاريخية التي تربط المملكة والمختارة». ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل (هاتفياً). ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب.

شرف الدين في دمشق

من جهة اخرى، وكما كان مقرراً، اجرى وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين امس الاول السبت خلال زيارته إلى العاصمة السورية دمشق، محادثات مع وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، المكلّف بملف النازحين السوريين، ووزير الداخلية اللواء محمد الرحمون، وجرى خلال اللقاء عرضٌ لملف عودة النازحين والتحضير للزيارة الرسمية المرتقبة للوفد الوزاري المكلّف ببحث هذا الملف مع الحكومة السورية. وقال شرف الدين: أنّ هذه الزيارة تأتي استكمالاً للزيارات السابقة وللتطورات الحاصلة، حيث التواصل مع الدولة السورية واجب وضروري للوصول إلى تحقيق خرق جدّي وسريع في هذا الملف، انطلاقاً من الخطّة التي وضعناها وقدمناها إلى مجلس الوزراء، والتي نعمل على تحديثها وتعديلها بغية تسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين. من جهته، أشار الرحمون إلى أن «سوريا قدمت جميع التسهيلات اللازمة لتأمين عودة اللاجئين الى وطنهم، وكذلك معالجة أوضاعهم بالمراكز الحدودية وحل جميع المشكلات التي تعترضهم».

لماذا لم تُصرف الرواتب؟

على صعيد رواتب الموظفين في القطاع العام ومعاشات المتقاعدين من مدنيين وعسكريين، لم يبقَ سوى يومين، قبل ان تدخل البلاد، ومعها الحركة الادارية والمصرفية في اجازة عيد الاضحى الطويلة، التي تمتد رسمياً لثلاثة ايام: الاربعاء، الخميس والجمعة، وتستكمل مع عطلة نهاية الاسبوع السبت والاحد، ليستأنف النشاط الرسمي بدءاً، من الاثنين في 3 تموز المقبل. وحسب ما كشف فإنه على الرغم من التشريع الذي قضى بفتح اعتمادات اضافية لتوفير الغطاء القانوني لدفع الرواتب ومعاشات التقاعد حتى نهاية العام الجاري، فإن «الإجراءات الادارية» بين حوالات وزارة المال ومصرف لبنان، والتحويل الى المصارف، لم تكن وفقا لما يجري عادة، الامر الذي قد يؤخر الرواتب، اذا ما استقامت الامور الى الفترة ما بين 3 تموز و10 تموز في احسن الاحتمالات. واكدت رئيسة رابطة موظفي الأدارة العامة نوال نصر في تصريح لـ «اللواء» أن المعلومات التي وصلت إليها تفيد أنه من الصعوبة بمكان تحويل رواتب موظفي القطاع العام قبل عيد الأضحى ولفتت إلى أن هناك قلة منهم تمكن من قبض أربعة رواتب. وتحدثت عن حسومات تلحق هذه الرواتب منها ضريبة الدخل والحسومات التقاعدية.. واذ أكدت الاستمرار في الإضراب كشفت عن تحركات بعد العيد لكنها لم يتم الاتفاق بعد على شكل التحرك.. ولفتت إلى مظلومية كبيرة تلحق بموظفي القطاع العام الذين على الرغم من إقرار زبادة الرواتب سبعة اضعاف يصل متوسط الراتب لهذا الموظف إلى ١٤٣ دولار شهريا وفق منصة صيرفة ، معلنة ان زبادة الرواتب ليست السبب في التضخم. وأوضحت أن هناك تعمدا ممنهجا في كسر موظف الإدارة العامة في الوقت الذي رتبت فيه رواتب موظفي مرافق عامة مثل اوجيرو والمرفأ وغير ذلك مع العلم أن جزءا منها بالدولار الأميركي. وقالت إن هذه المظلومية تنطبق على أيام الحضور والإجازات السنوية وبدل النقل ومعاشات التقاعد لهؤلاء الموظفين.

معلومات لـ «الراي»: أبواب الضاحية ودمشق لم تُفتح بوجه باسيل

الملف الرئاسي في لبنان إلى مزيد من ليّ الأذرع

| بيروت - «الراي» |

- الفراغ الرئاسي يُنْذِر بتساقُط المواقع المارونية في أيدي الطوائف الأخرى

غداة إنهاء الوزير السابق للخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الجولة الأولى من مهمته كموفد شخصي للرئيس ايمانويل ماكرون مكلّف إيجاد «حل توافقي وفعّال» للأزمة الرئاسية في لبنان، لم يتأخّر تَراكُم الغيوم الداكنة في سماء الوساطة التي تضطلع بها باريس وتستطلع عبرها إمكانات إحداث خرق في الانسداد السياسي على قاعدة مخرج ينطلق من الداخل ولا «حياة له» ما لم يحْظَ بقبول اقليمي - دولي. ولم يكن عابراً أن ينطبع اليوم الأول بعد لملمة لودريان الأوراق التي أخذ عليها notes بمواقف مختلف الأفرقاء من «القفل والمفتاح» في المأزق الرئاسي وله، باشتداد العصف السياسي بين فريق «الممانعة» الذي يدعم ترشيح زعيم «المردة» سليمان فرنجية وبين تقاطُع غالبية المعارضة مع التيار الوطني الحر الذي أيّد الوزير السابق جهاد أزعور في جلسة انتخاب 14 يونيو التي «أَخَذَ العِلم» بتوازناتها - التي بدت كاسرةً لحظوظ المرشّحيْن - المجتمعُ الدولي، فبدأ الموفد الفرنسي مهمته «على حُطام» مبادرة بلاده التي أفرطت في الانحياز الى خيار فرنجية حتى ظهرت وكأنها «تفرضه» على الغالبية المسيحية ثم النيابية، ولو أنها كانت انطلقت فيها من أن الموازين اللبنانية لا تحتمل رئيساً يأتي من دون موافقة «حزب الله» وأن «جائزة الترضية» لخصومه تكون في رئاسة الحكومة (طرحت لها باريس نواف سلام). وفيما كانت تقديراتٌ تُشير إلى أن لودريان، الذي سيرفع تقريراً بحصيلة محادثات الأيام الأربعة لبيروت إلى ماكرون، سيزور عدداً من العواصم التي تُشارك في مجموعة الخمس حول لبنان (تضم إلى فرنسا، الولايات المتحدة، السعودية، مصر وقطر) قبل العودة العاجلة وصوغ طرْحٍ يُشكّل مرتكزاً لحوار بين اللبنانيين دعا إليه مبعوث الاليزيه لبلوغ حل «للفراغ المؤسساتي»، عاجَله الداخل بما بدا تثبيتاً لـ«السواتر السياسية» عَكَسَ مخاوف من أن الاستعصاء الرئاسي مرشّح للتمدد لِما بعد بعد الخريف وربما السنة الجديدة.

«لا خطة ب"

وإذ تولى «حزب الله» بلسان العديد من نوابه تأكيد أن فرنجية هو مرشحه ما دام الأخير لم يعلن انسحابه و«لا خطة ب لدينا»، معلناً ضرورة الحوار وصولاً إلى تفاهُم، مع تشديده على أن الانقسام في لبنان «هو على قضايا كبرى تتعلق بموقع بلدنا في المنطقة ونظرة بعض السياسيين والأحزاب لمقاومة العدو الصهيوني، وللعلاقة مع أميركا والغرب، وللكثير من الملفات المطروحة، فضلاً عن الانقسامات العميقة حول طبيعة النظام السياسي والاقتصادي في البلد»، أطلقت قوى معارضة مثل «القوات اللبنانية» إشاراتٍ إلى أن «أي دعوة للحوار هي مفخخة لأنها تؤجل عملية انتخاب رئيس»، وفق ما قال النائب جورج عقيص، لافتاً إلى أن «باستطاعتنا التوافق على رئيس للجمهورية، وبإمكان الأخير أن يدعو الى حوار بعد انتخابه وبالتالي تشكيل حكومة». وفي حين تم التعاطي مع تصلُّب«حزب الله»على أنه في إطار توجيه رسائل للداخل والخارج إلى أن أجنحة مرشّحه «لم تتكسّر» في جلسة 14 الجاري فلا يتجرأ أحد على «إساءة التقدير» بأن فريق الممانعة بات محشوراً أو أن أيّ عاصمة بإمكانها أن تختار توقيت إفراجه عن استحقاق رئاسي يخوضه على قاعدة «الصبر الاستراتيجي»، جاء لافتاً موقف رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد الذي أكد «لا تقبلون أن نتفاهم مع بعضنا البعض وتريدون دوراً مساعداً، أهلا وسهلا، سعودي أو فرنسي أو قطري أو ألماني أو مَن تشاؤون، لكن تعالوا لنتفاهم وهذا المُساعِد يكون قادم للمساعدة وليس أن يأمر أو أن يقرّر عن أحد». وفي ظل مناخاتٍ عن أن فريق الممانعة يتعاطى مع دور باريس، الذي لا شكّ في أنه بات يقوم على قاعدة أن فرنجية لم يعُد الوحيد المطروح وأن لا أفضليات في الأسماء وأن كل الخيارات على الطاولة، على أنه فاقِد لأيّ قدرة على التأثير لبنانياً وأن تركُّز الأضواء الكاشفة على مبادرته في صيغتها الأولى لم يكن إلا نتيجة تبني فرنسا خيار فرنجية وليس أكثر، فإن السقف العالي لقوى معارضة اعتُبر في سياق سعي لتثبيت معادلة أن ثمة خياريْن لكسْر المأزق: إما جلسات متتالية في البرلمان من دون تعطيل نصاب الدورات الثانية وما بعد، وليتنافس فرنجية وأزعور وليفُز مَن يفُز، وإما محاولة تفاهُم تنطلق من تخلي «حزب الله» عن ترشيح فرنجية، فيكون ذلك فاتحة الطريق لبحث مخارج على خيار ثالث.

«الاسم الثالث»

وبين هذين التقابُلين، علمت «الراي» أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل طلب أخيراً موعداً للقاء الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله للبحث في الملف الرئاسي واستشراف الخيارات في «الاسم الثالث» (غير فرنجية وأزعور)، وأن الجواب الذي تلقاه كان بعدم تحديد الموعد وأن فرنجية «مرشحنا الوحيد»، علماً أن الحزب سبق أن أطلق موقفاً حازماً برفْض أيّ شرْط للحوار على الطاولة أو في أي سياقات أخرى يقوم على إخراج اسم زعيم «المردة» من لائحة البحث. كما علمت «الراي» أن باسيل طلب موعداً للقاء الرئيس السوري بشار الأسد لاستكمال ما بدأه الرئيس السابق ميشال عون بزيارته لدمشق قبل أقل من 3 أسابيع حين وضعه في ملابسات رفْض التيار الحر انتخاب صديقه الوثيق فرنجية وأن «رفْض سليمان لا يعني الوقوف مع الأميركان» (يشيع فريق الممانعة أن واشنطن تدعم ترشيح أزعور) أو الخروج عن «الخط» في تأييد محور المقاومة. وبحسب معلومات «الراي» فإن أيّ موعد أيضاً لم يُحدّد لباسيل في دمشق، وسط علامات استفهام تضجّ بها كواليس «الممانعة» في لبنان حول «كيف يفكّر» رئيس «التيار الحر» وكيف يقيس خطواته «عكْس ما كان يشيع من أنه دائماً يحسبها صح».

لعبة «ليّ الأذرع»... و«دومينو»

وفي الكواليس نفسها، تنشط سيناريوهاتٌ تؤشر في جانب منها إلى أن الأزمة الرئاسية مديدة، من دون أن يَسْقط احتمال أنها في سياق لعبة «ليّ الأذرع» والحرب النفسية المحتدمة على تخوم الحرب الرئاسية الباردة ومحاولة إنهاك الجميع للتسليم بخيار فرنجية. وترتكز هذه السيناريوهات حول مفهوم «التفريغ الطبيعي» بحُكم انتهاء الولاية قانوناً لمواقع مسيحية، مارونية، عالية وحساسة، ستُحْدِث «دومينو» ملئها من أسماء من طوائف أخرى، وذلك على طريقة «المعاملة بالمثل» ربْطاً بما حصل حين أحيل المدير العام للأمن اللواء عباس ابرهيم (الشيعي) على التقاعد في مارس الماضي ليؤول منصبه بالإنابة إلى العميد الياس البيسري (المسيحي). وعلمت «الراي» أن نصيحة أُسديت قبل فترة إلى رئيس البرلمان نبيه بري من طرف بارز في الداخل بضرورة تحمُّل المسؤولية في ما خص استحقاق انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان (الماروني) رياض سلامة أواخر يوليو بحيث يتولى منصبه نائب الحاكم الأول الشيعي وسيم منصوري، وذلك بعدما كان بري يتحفّظ عن انتقال «كرة النار» النقدية – المالية إلى هذا المكوّن في ظل «العين الحمراء» الدولية لاسيما الأميركية. كذلك توافرت معلومات لـ «الراي» عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تبلّغ ما مفاده أن ثمة حاجة للتحسب لإحالة قائد الجيش العماد جوزف عون على التقاعد في 10 يناير المقبل، بحيث لا يكون شغورٌ في هذا الموقع الحساس، وسط ترويجٍ (الممانعة) أن هذا المنصب سيؤول ما لم يكن تم انتخاب رئيس للجمهورية قبلها وتعيين قائد للمؤسسة العسكرية إلى سني (الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى)، في حين أن أكثر من مصدر يتحدث عن أن مَن سيملأ الشغور في هذه الحال هو العضو المتفرغ الكاثوليكي في المجلس العسكري اللواء بيار صعب. وتجدر الإشارة إلى أن قائد الجيش كان له قبل أيام موقف أعلن فيه أنه «لا يحق لأحد تسلم الجيش إلا رئيس الأركان الذي ينوب عن قائد الجيش. هذا الأمر منصوص عليه بوضوح في قانون الدفاع الوطني. ولذا فإن تعيين أعضاء المجلس العسكري ضرورة»، علماً أن موقع رئيس الأركان شاغر منذ ديسمبر الماضي حين أُحيل اللواء أمين عرم (الدرزي) على التقاعد وتعذّر تعيين بديل عنه.

تيمور ورث العباءة الجنبلاطية والتزم إتمام الإستحقاق

الممانعة وقفت على "إجر ونص" خشية انهيار نظام بوتين

نداء الوطن...في زمن الإتحاد السوفياتي، كان مألوفاً القول: "إذا أمطرت في موسكو ارتفعت المظلات في بيروت". وفي زمن الإتحاد الروسي، ارتفعت مخاوف محور الممانعة عندما تدهورت أحوال نظام فلاديمير بوتين بفعل تمرّد مجموعة "فاغنر". فهذه المجموعة شارفت في زحفها على الوصول الى موسكو، ما بدا معه أنّ هذا النظام معرض للانهيار. ورصدت أوساط ديبلوماسية أجواء القلق التي سادت دول المحور وجماعاته، ولا سيما في مناطق النظام السوري، فكان الشغل الشاغل هناك مواكبة التطورات العاصفة في الداخل الروسي. ولم يهدأ روع المحور، إلا بعد الاعلان عن التوصل الى تسوية لتمرد "فاغنر" وعودة بوتين الى الامساك بزمام السلطة. ووفق هذه الأوساط، كان لسان حال أهل البيت البوتيني طوال فترة العاصفة، التساؤل عن مستقبل "الستاتيكو" في سوريا، إذا ما اختفى نفوذ "القيصر" الذي ضمن لنظام بشار الاسد البقاء على قيد الحياة منذ العام 2015. والتساؤل أيضاً، عما سيحل بالتركيبة الرديفة لهذا النفوذ والمتمثلة بايران وأذرعها وفي مقدّمها "حزب الله". وبحسب الأوساط نفسها، فإنّ تغييراً محتملاً كهذا في سوريا، كان ليمتد الى لبنان كالنار في الهشيم. فكان متوقعاً ان يكون اول معالم هذه النار، إختفاء مرشح الممانعة سليمان فرنجية عن شاشة الاحداث اللبنانية، بعدما عملت ماكينة الممانعة على الاستثمار فيه من موسكو مباشرة. واستعادت الاوساط الجهود التي بذلها أطراف لبنانيون لتسويق خيار فرنجية في دوائر الخارجية الروسية، وعلى رأسها الوزير سيرغي لافروف وميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص لبوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي مناخات قلق أهل الممانعة لئلا يتحولوا الى "أيتام" بوتين، ظهرت أمس في فلتات لسان أحد الناطقين باسم "الثنائي"عبارة "الخشية من بريغوجين لبناني"، في إشارة الى زعيم مجموعة "فاغنر"، وان يكون له إسقاط ما لبنانياً. وفي معلومات "نداء الوطن" انه قبل حصول التطورات في روسيا، كانت أوساط متابعة لمهمة الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان-إيف لودريان تتحدث عن نتائج وصفتها بـ"السيئة" للمحادثات التي أجراها مع فرنجية. فخارج إحتفالية الممانعة بـ"الغداء" الذي جمع لودريان بفرنجية، لم يسمع مرشح "الثنائي" من الموفد الفرنسي ما يطمئنه الى حظوظه الرئاسية. وليس بعيداً عن هذه الأجواء ما ألمح اليه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، عندما قلّل من أهمية "دور مساعد سعودي أو فرنسي أو قطري أو ألماني أو من تشاؤون". وقال: "هذا المساعد يكون قادماً للمساعدة وليس أن يأمر أو أن يقرر عن أحد". وأطلّ الاستحقاق الرئاسي أيضاً على لسان النائب تيمور جنبلاط بعد انتخابه بالتزكية رئيساً للحزب "التقدمي الاشتراكي" خلفاً لوالده النائب السابق وليد جنبلاط. فأكد أنّ حزبه "سيبقى حزب النضال من أجل الحفاظ على لبنان المؤسسات والحوار الحقيقي لا لبنان الشغور والتعطيل، وسنمضي في دروب العمل لإتمام الاستحقاق الرئاسي، بعيداً عن جبهات الرفض من أجل إصلاح اقتصادي وحقوق المواطن وكرامته". وأبلغت مصادر قيادية في الحزب "نداء الوطن" أنّ مؤتمر "الاشتراكي" العام الـ49، تميّز بالتركيز على البعد الشبابي والنسائي. وبلغت نسبة الحضور 85 بالمئة من عدد أعضاء الجمعية العمومية. وجرى تطبيق "الكوتا" النسائية بما يقارب الـ50/50. وظهر المؤتمر كاستفتاء لتيمور جنبلاط أكثر مما هو استحقاق انتخابات. وتميّزت المشاركة بحضور من مختلف الفئات والأعمار والمناطق، إضافة الى التنوع الطائفي أيضاً، وهو أمر "مهم جداً" بحسب المصادر القيادية. وتلقى رئيس "الاشتراكي" الجديد سلسلة اتصالات للتهئنة، بينها اتصال من السفير السعودي وليد البخاري هنأه فيه بانتخابه رئيساً للحزب، مشدداً على العلاقة التاريخية التي تربط المملكة بالمختارة.

لودريان: صعوبات لا تسقط فرنجية

الاخبار...المشهد السياسي .. عاد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بلاده حاملاً معه أثقال «زيارته المتعبة» للبنان، بعدما خرج خالي الوفاض وأخفق في التوصّل إلى ما يسمح بدفع المعنيين في لبنان وخارجه إلى إنتاج إطار للحل. وقبل أن يحزم حقائبه، نقل زوار لودريان عنه أنه سيزور السعودية قبل أن يعود منتصف الشهر المقبل إلى بيروت، وهو أسرّ إلى «أصدقائه» اللبنانيين بأنه لم يكن يتخيّل بأن الواقع بهذا السوء، مُقراً بأنه لم يجِد أي أرضية مشتركة بين القوى السياسية، ولا حتى في ما يتعلق بالحوار «الذي يدعو الجميع إليه ولا أحد يريد أن يبادر للدعوة إليه»، في إشارة إلى رفض الرئيس نبيه بري تولّي المهمة، وتفادي البطريرك بشارة الراعي «التورط» في هذا الأمر. خيبة الوسيط الفرنسي عزّزت الانطباع بصعوبة ما كانت باريس تسعى إليه. وثمة إجماع على أن لودريان أظهر استعداداً للتعاطي بواقعية وإعطاء مهل لتحقيق الأهداف، لكنه أيضاً كان صريحاً في اقتناعه بأنّ شيئاً جوهرياً لن يتغيّر قريباً. وأبرز ما لفت انتباه من التقوا الموفد الفرنسي، حديثه الذي عكس إعطاء الفرنسيين أهمية مبالغاً فيها لنتائج الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس، إذ اعتبروا أن الـ 77 صوتاً التي لم تذهب إلى سليمان فرنجية بأنها ضده، ما يضعف حظوظه. وبدا متعارضاً مع قراءة حلفاء فرنجية لنتائج الجلسة، خصوصاً لجهة أن الأرقام لا تحسم الأمور السياسية، فضلاً عن أن النواب الـ 18 الذين لم يصوّتوا أيضاً لمرشح القوى المتقاطعة ليسوا ثابتين على موقف. وكانت لهذه المقاربة تفسيرات كثيرة، خصوصاً لدى خصوم فرنجية ممن عبّروا عن قناعتهم بأن فرنسا تراجعت عن مبادرتها ودعمها لفرنجية، ما دفع بزوار لودريان إلى سؤاله مباشرة عن الأمر، فكان جوابه صريحاً بالنفي، لكنه أرفق جوابه باستفسار عن «السبيل لإيصال فرنجية إلى قصر بعبدا». وقد حصل هذا النقاش تحديداً مع وفد حزب الله الذي التقى به لودريان حوالي ساعتين، وخلالهما أسمع الوفد مضيفه شرحاً لكل الأسباب التي تدفع الحزب إلى القول بأن «لا تراجع عن فرنجية».

يزور الموفد الفرنسي السعودية قريباً قبل أن يعود إلى بيروت خلال أسبوعين

وبينما نقل لودريان «حرص بلاده على التنسيق مع الحزب وأخذ هواجسه بجدية مطلقة»، حصل نقاش أولي حول موضوع الحوار الذي أكّد الحزب أنه «لا يجب أن يكون مشروطاً»، أما التفاصيل المتعلقة فستكون «مدار بحث مع الفرنسيين» في الأسابيع المقبلة. وبينما نفت المصادر وجود تراجع، فضّلت الحديث عن ما أسمته «تعباً فرنسياً جراء الاصطدام بمعوقات داخلية وغياب أي تعاون خارجي مع فرنسا في ما يتعلق بمبادرتها، تحديداً من المملكة العربية السعودية». وكشفت المصادر أن لودريان خلال اجتماعه بفرنجية على مأدبة غداء في قصر الصنوبر لم يتردّد في سؤاله عن رأيه بالخيار الثالث، فضلاً عما إذا كان واثقاً من حدود القدرة التي تملكها قوى لبنانية داخلية (وكان يعني حزب الله وحركة أمل)، وإذا ما كانَ الثنائي سيسير في دعمه حتى النهاية. وقالت المصادر إن «باريس لم تتراجع. هي تتمسك بمبادرتها من منطلق فهمها لموازين القوى ووجود رغبة لديها بالحفاظ على علاقة موضوعية مع حزب الله الذي يدرك الجميع أنه لا يمكن فرض رئيس من دون موافقته، لكنها تدرك أيضاً أنها غير قادرة على إنتاج تسوية من دون موافقة الدول الغربية والعربية». وكان لافتاً في هذا السياق ما نُقل عن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري وصفه زيارة لودريان بـ«الإيجابية»، وقال أمام زواره إن الرياض تؤيد الدور الفرنسي «رغم وجود بعض الخلاف في وجهات النظر الذي سيتكفّل الوقت بحلّه»!..

خلاصة لو دريان: رحلة البحث عن «إكسير لبنان»

الاخبار...ابراهيم الأمين ... يعتقد كثيرون أن فرنسا قد تكون تورّطت في إعلانها تعيين موفد رئاسي جديد قبل جلسة 14 حزيران الماضي، بعدما ثبّتت زيارته للبنان الانقسام السياسي الحاد الذي يشكل جوهر الأوراق التي يحملها إلى رئيسه إيمانويل ماكرون. وهو إذ وعد بعودة غير بعيدة، إلا أن أحداً لا يمكنه الجزم، من الآن، ما إذا كان سيحمل مزيداً من الأسئلة، أو مبادرة عملية قابلة للعيش. زيارة لو دريان كشفت ليس فقط عن تعمّق الهوّة بين الفرقاء اللبنانيين، بل عن عجز القوى الخارجية في إحداث خرق نوعي في حال استمرار لبنان عنواناً ثانوياً في اهتماماتها. لكن الأهم هو أن أيّ ضغط من الخارج نحو اتفاق ما، لن يلغي الآثار الخطيرة للمعركة الرئاسية على الواقع اللبناني. ربما يكون الاستنتاج مستعجلاً بعض الشيء، لكن معرفة أحوال الجماعات اللبنانية تكفي لتوقّع ما هو أسوأ بالنسبة إلى بقيّة العشرية الثالثة من هذا القرن. لا حاجة إلى قراءة أوراق لو دريان لمعرفة حقيقة ما تحتويه. فيها الكثير من الكلام المنقول عن لسان هذا أو ذاك من الفاعلين في لبنان، لكن العناوين الرئيسية تركز على أن اللبنانيين ليسوا في مرحلة تقديم التنازلات من أجل تسوية وطنية يدعمها الخارج ويساعد في تنفيذها وتأمين متطلباتها على صعيد رفع الحصار المفروض على لبنان. وعندما كان لو دريان يكرر أمام من التقاهم أن المشكلة لبنانية في الأصل، لم يكن يكتشف البارود، لكن مجرد إصراره على قول ذلك يعكس الصعوبات التي تمنع الخارج من إقناع الجميع بتسوية واحدة. ولعل أهم ما خرج به لو دريان هو أن لا مكان، بعد الآن، لتمرير كذبة اللبنانيين بحل وفق قاعدة لا غالب ولا مغلوب. في جدول لقاءات المسؤول الفرنسي، كان هناك ما هو مفصلي. وليس في التوصيف انتقاص من قيمة أحد. لكن لو دريان وجد نفسه أمام مرحلتين، يفصل بينهما اجتماعه الطويل مع حزب الله، ما يجعل محضر هذا الاجتماع يحتل القسم الأكبر من أوراقه. وهذا ليس لأن الحزب يمثل نقطة مركزية في أي مشروع تسوية داخلية فحسب، بل لأن لو دريان، العارف بمواقف الجميع من تسوية فرنجية - سلام، سمع من الحزب مطالعة شاملة، بدأت بعنوان الاستمرار في دعم ترشيح سليمان فرنجية، وخلصت إلى أن الحزب لا يملك خطة بديلة. وما بين تثبيت الموقف والجزم بعدم وجود بديل، كان هناك كثير مما قاله الوفد، من تشخيصه لطبيعة جلسة 14 حزيران، وقراءته لنتائج التصويت فيها، وتقديره لمواقف القوى المتحالفة ضد فرنجية وكيف ستتصرف في المرحلة المقبلة، مع شروحات حول أسباب دعم فرنجية، وعرض شمل تصوراً يتجاوز ملف الرئاسة، وتقديم المشهد اللبناني وفق صياغة تتماشى مع واقع المنطقة والحلول الكبيرة. المدققون في لقاءات لو دريان لمسوا تبدّلاً في لهجته بعد هذا اللقاء. فهو، قبل الاجتماع بوفد الحزب، استفاض في عرض الصعوبات التي تعيق توصّل اللبنانيين الى حل سريع، وكانت لديه قراءة لجلسة 14 حزيران مفادها أن نتائج التصويت قضت على مشروع تسوية فرنجية – سلام، ما جعله يسأل عن الخيارات البديلة، كما فعل في مستهلّ الاجتماع مع وفد حزب الله. صحيح أنه صاغ السؤال بطريقة لطيفة وناعمة، لكن جوهر موقفه كان: هل من خطة بديلة؟

محطة الاجتماع مع حزب الله جعلت الموفد الفرنسي يتحفّظ على اعتبار مبادرة فرنجية - سلام وكأنها منتهية

في الجزء الثاني من لقاءاته، خرج المجتمعون ليتحدثوا عن غموض يكتنف موقف فرنسا من التسوية. أجمع هؤلاء على أن لدى الفرنسيين جديداً، لكنهم لم يعلنوا خروجهم من مبادرة التسوية. وبعد لقاءات غير معلنة أجراها الموفد الفرنسي، لم تتجاوز جوجلة للآراء مع جهات معنية بالملف الرئاسي، خرج آخر من اجتمع معه بأن لو دريان سيغادر لبنان محبطاً نتيجة الأسباب العميقة للأزمة. حتى إن البعض ذهب الى أن الرجل لم يقدر على إخفاء غضبه من تحميل بلاده مسؤولية المبادرة، وألقى عبارات مختصرة أمام منتقدي حكومته، أوضح فيها أن فرنسا تتعامل مع الواقع اليوم، وليس مع التاريخ الذي مضى. وبعد انتهاء الزيارة، قال آخر المجتمعين به إن فرنسا ستعطي مبادرتها فرصة أخيرة، وستعود الى بحث معمّق مع السعودية والولايات المتحدة في إمكانية إحداث خروقات لبنانية نوعية. ونقل عنه قوله لأحد زواره إن الرئيس نبيه بري أخطأ في قراءة وليد جنبلاط هذه المرة، وإن الأخير يبحث عن ضمانات تكاد تشبه ضمانات حزب الله. كذلك نُقل عنه أن المسيحيين لا يتعاملون بواقعية مع التغييرات الكبيرة التي عصفت ببلادهم. ولاحظ أن حزب الله غير مقدّر تماماً لأزمة الثقة بينه وبين قوى كثيرة في البلاد. على أن أخطر ما خرج به الموفد الرئاسي الفرنسي كان في أنه لم يعثر في لبنان على مرجعية قادرة على إدارة حوار لبناني - لبناني. فرئيس المجلس قال له إنه صار طرفاً في المعركة، وهو محبط بعد رفض الآخرين لحوار في ضيافته. والبطريرك الماروني بشارة الراعي تعرّف عن كثب على الانقسامات التي حالت دون إدارته حواراً بين المسيحيين أنفسهم، فكيف عليه أن يدير حواراً وطنياً. ولمس لو دريان أنه في غياب الشخصيات الوطنية الكبيرة، وفراغ المؤسسات الدستورية، ليس هناك سوى «خارج ما» قادر على جمع هؤلاء حول طاولة حوار، لكن الأمر يحتاج الى تحديد دقيق لجدول أعمالها للتوصل إلى نتيجة، ذلك أن أحداً لا يحتاج الى مزيد من الابتسامات الصفراء. على الطريقة اللبنانية، يمكن كتابة عشرات القصص عن زيارة الموفد الفرنسي، وعلى الطريقة اللبنانية نفسها، سيعتمد كثيرون خططاً ويتبنّون مواقف تقوم على قراءتهم، هم، لنتائج لقاءاتهم مع الموفد الفرنسي. فيما ستجد باريس نفسها مضطرة إلى أيام للتوضيح بأن ما ينسب إليها غير دقيق، أو غير صحيح. ولن يُحسم الجدل إلا متى أعلنت فرنسا موقفاً واضحاً. وفي انتظار عودة الرجل مرة جديدة، فإن الجميع ينتظر منه كلاماً لا أسئلة. وهو ما يدفعه الى التفكير منذ الآن بأن عليه مسؤولية غير عادية إزاء كل كلمة سيقولها من الآن فصاعداً، وخصوصاً أن شركاء فرنسا في الملف اللبناني يظهرون استعداداً للانقضاض على المبادرة الرئيسية، وهم متوثّبون لإشهار معركتهم لإيصال قائد الجيش إلى بعبدا.

رعد: «صحتين عقلب لبيطلع بالتوافق»

الأخبار ... رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، اليوم، أن الحل لا يزال ممكناً لأزمة الشغور في سدّة الرئاسة، مجدّداً الدعوة إلى التوافق والتفاهم. وقال رعد، من بلدة كفرملكي: «نحن نعترف بأنه لا نحن نستطيع أن نأتي بمرشّح من دون تعاونهم ولا هم يستطيعون أن يأتوا بمرشّحهم من دون تعاوننا»، مضيفاً أن «الحل هو أن نأتي ونجلس ونتفاهم ويقنع بعضُنا بعضاً وصحتين على قلب لبيطلع بالتوافق والتفاهم». وتابع: «لو أنّ فريقاً يمتلك الأكثرية الواضحة والوازنة ربّما كنا تعاملنا مع هذه الحقيقة بواقعية، لكن طالما أنه يستحيل أن يمتلك فريق الأكثرية المُرجّحة للمجيء برئيس للجمهورية فالحل واحد هو أن نتفاهم». ورحّب رعد بأي دور مساعد «سعودي أو فرنسي أو قطري أو ألماني أو من تشاؤون، لكن تعالوا نتفاهم وهذا المساعد يكون قادماً للمساعدة وليس أن يأمر أو أن يقرّر عن أحد (...) الأمر ليس مقفلاً تماماً بل الأمر لا يزال مفتوحاً على بوابة حل يُمكن أن يتوصل إليها الفرقاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لكن ثمة صعوبات واقعية لا تزال، وهذه الصعوبات نعمل مع كل المخلصين من أجل تذليلها».

الإمارات: ملاحقة اللبنانيين مستمرّة!

الأخبار ... يبدو أن حكام دولة الإمارات العربية المتحدة لم يتخلوا عن سياسة مطاردة بعض اللبنانيين، بعد مقتل اللبناني غازي عز الدين تحت التعذيب الشهر الماضي. فقد كُشف أمس عن إقدام السلطات الإماراتية على توقيف قنصل لبنان الفخري في مدينة كوريتيبا البرازيلية نزار هاشم، أثناء مروره بالإمارات في طريقه من لبنان إلى الصين. وقد أوقف هاشم في المطار، وأُبقي قيد الاحتجاز أكثر من تسع ساعات، قبل أن يُسمح له بالمغادرة، قبل أن يضطر إلى إجراء حجز جديد لمتابعة رحلته إلى الصين. هاشم يحمل الجنسية البرازيلية، كما يحمل جواز سفر دبلوماسياً بصفته القنصل الفخري للبنان في ثامن أكبر مدينة برازيلية، حيث يعيش منذ زمن بعيد، ويرأس جمعية خيرية تُعنى بمساعدة الأيتام وأبناء الجالية اللبنانية. وقد أوقف وهو يحمل جواز سفره البرازيلي. وبحسب المعلومات، فإن رجال الأمن الإماراتيين سألوا هاشم عن ميوله السياسية، وأبرزوا أمامه معطيات بأنه من داعمي حزب الله، وسألوه عما يعرفه عن نشاط الحزب في أميركا الجنوبية. وقد ردّ بأن ليس لديه أي ارتباط سياسي مع الحزب، لكنه لا يخفي دعمه للمقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ونشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي يدل على ذلك. من جهة أخرى، تنتظر عائلات محكومين من الرهائن اللبنانيين في سجون الإمارات مدى جدية الوعد الذي قطعه حكام الدولة بإصدار عفو عام وإطلاق سراحهم جميعاً عشية عيد الأضحى.

جنبلاط لابنه بعد انتخابه رئيساً لـ«الاشتراكي»: سر ولا تخف مهما كانت التقلبات والمفاجآت

شيعي ومسيحي نائبان للرئيس... ودخول لافت للنساء في مجلس القيادة

بيروت: «الشرق الأوسط»... فاز رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط برئاسة الحزب «التقدمي الاشتراكي» بالتزكية، في المؤتمر العام الذي نظّم اليوم (الأحد)، وخصص لانتخاب رئيس للحزب ومجلس قيادة جديد، وذلك بعد استقالة والده، رئيس الحزب وليد جنبلاط. وترأس وليد جنبلاط «الاشتراكي» منذ اغتيال والده في عام 1977، علماً بأن الانتخابات التي يفترض أن تجرى كل أربع سنوات، سبق أن أجلت مرتين بسبب «وباء كورونا»، ومن ثم الانتخابات النيابية. والفوز بالتزكية في موقع رئاسة الحزب انسحب أيضاً على موقع أمين السر العام الذي احتفظ به ظافر ناصر، فيما كان التبدل في موقع نائب الرئيس الذي فاز به كذلك بالتزكية، كل من حبوبة عون وزاهر رعد. وفاز كل من نشأت الحسنية، ومحمد بصبوص، وريما صليبا، ومروى أبو فراج، ولما حريز، ورينا الحسنية، وكامل الغصيني، وحسين إدريس في عضوية مجلس القيادة. وفيما لم يكن مفاجئاً فوز تيمور جنبلاط بالتزكية لرئاسة الحزب الأكبر في الطائفة الدرزية، كان لافتاً شبه تعيين لنائبي الرئيس، اللذين ينتميان إلى الطائفتين المسيحية والشيعية، إضافة إلى حضور كبير للعنصر النسائي الذي تمثل، إضافة إلى نائبة الرئيس، عبر 4 سيدات في مجلس قيادة الحزب. وبعد إعلان فوزه، أكد رئيس «الاشتراكي» تجديده «العهد لفكرة كمال جنبلاط الإنسانية الجامعة ولحزبه وشهدائه ومناضليه»، فيما توجه له والده (وليد جنبلاط) عبر توصية خاصة بالقول: «الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، وسِر ولا تخف والله معك مهما كانت تقلّبات الزمن ومفاجآت الأقدار وتغيّرات الأحوال». وقال جنبلاط الأب في كلمة: «شعارنا كان في النضال من أجل عروبة لبنان وتطوره الديمقراطي وضرورة إلغاء الطائفيّة السياسيّة وصولاً إلى المساواة بين المواطنين». وفي السياسة اللبنانية، قال: «الإصلاح الشامل والجذري أكثر من ضرورة بعيداً من الوصفات التجميليّة للهيئات الدوليّة، والحوار هو السبيل الأوحد للوصول إلى التسوية وتكريس المصالحة وتعزيزها». ورأى أن «تقوية الجيش وتعزيز قدراته إلى جانب خطة دفاعيّة هو ضرورة»، مشدداً على أن «رفض التقسيم أو الفدراليّة لا يعني التهرّب من تحقيق اللامركزية الإداريّة والإنماء المتوازن وتطبيق الطائف». وأضاف: «تحرير الأرض في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من الاحتلال الإسرائيلي من دون قيد أو شرط هو أمر متلازم مع ترسيم الحدود». من جهته، أكد تيمور أن «مسيرة وليد جنبلاط التي زينّها بصوت العقل تستحق العناء من أجل هذا الوطن»، وتوجه إلى والده قائلاً: «ستبقى دائماً القدوة والمثال والرمز والمرجع... المسيرة مستمرة وسوف نسير وننتصر معك، فالرجال رجال والمبادئ مبادئ والنضال مستمر». وشكر الحزبيين على ثقتهم، وقال: «أعرف صعوبة الحفاظ على إرث فكري وإنساني ونضالي كتبته شهادات وتضحيات ولنستفيد من التجارب الماضية لنرسم رؤية المستقبل بأخطاء أقل»، مضيفاً: «سنحمل معاً قيم العروبة الديمقراطية في مواجهة التحجر والعنصرية، ونرفع عالياً راية فلسطين وفكر الاشتراكية الإنسانية». وأكد أن «الحزب التقدمي الاشتراكي سيبقى حزب النضال لأجل الحفاظ على لبنان المؤسسات والحوار الحقيقي لا لبنان الشغور والتعطيل»، متعهداً بالمضي قدماً «في دروب العمل لإتمام الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن جبهات الرفض من أجل إصلاح اقتصادي وحقوق المواطن وكرامته».

الراعي: لبنان يتفكّك بعناد السياسيين ومصالحهم الشخصية

بيروت: «الشرق الأوسط».. اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن لبنان بصفته دولة يتفكّك بسبب عناد بعض السياسيّين ومصالحهم الشخصيّة والفئويّة، وذلك في غياب أي مؤشرات لحل قريب في ملف انتخابات الرئاسة، وهو ما تعكسه المواقف السياسية، وتبادل الاتهامات بالتعطيل بين الأطراف. ورأى الراعي، في عظة الأحد، أن «عملية انتخاب الرئيس سهلة جداً، إذا سلك المجلس النيابيّ الطريق المؤدّية إليها، فهي سهلة ومستقيمة، أعني بتطبيق الدستور الذي ينصّ على أنّ لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة»، مشيراً إلى أن «شعب لبنان يفتقر يوماً بعد يوم بسبب السياسيّين الذين يهملون كلّ مقدرات البلاد وإمكانيّاتها؛ وهم أنفسهم مسؤولون وحدهم عن إفقار شعب لبنان وإذلاله وتهجيره من وطنه وتجويعه». في السياق نفسه، قال العلامة علي فضل الله: «آن الأوان، وبعد هذا الخراب الذي صنعناه بأيدينا وأدى إلى هذه المعاناة الإنسانية الشديدة، أن يعود الذين يديرون الواقع السياسي إلى ضمائرهم وإلى إنسانيتهم»، مضيفاً «هذه المعاناة التي يجب أن تدفع الجميع لتصحيح المسار العام؛ المسار الفردي، والاجتماعي، والسياسي، لبلسمة الجراح التي تمتد إلى كل مساحات الوطن، ونتعاون معاً لإنقاذه، وإلا فلن نستطيع مواجهة العواصف التي نتعرض لها، وعندها سيغرق مركب الوطن بالجميع، ولن ينجو أي فريق أو طائفة».

«حزب الله» و«أمل»

في مقابل ذلك، لا تزال زيارة وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان، الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، تأخذ حيزاً من المواقف السياسية. في هذا الإطار لفت وزير الزراعة عباس الحاج حسن، المحسوب على رئيس حركة «أمل» رئيس البرلمان نبيه بري، إلى أن «الجانب الفرنسي أتى لاستطلاع الآراء والإصغاء»، مشيراً إلى أن «هناك اندفاعة فرنسية أقوى من قبل تجاه لبنان تترجم على الأرض في مختلف الملفات اللبنانية». وقال: «نحن بصفتنا فريقاً نقول: المشكلة داخلية وليست خارجية، والحوار أساسي في البلد بين الفرقاء». من جهته، رمى النائب إبراهيم الموسوي (حزب الله)، مسؤولية التعطيل على المعارضة، وقال، في لقاء سياسي: «الطرف الآخر ليس لديه مرشح حقيقي نهائي، وهم اعترفوا بأنفسهم بأن هدفهم هو إسقاط ترشيح الوزير سليمان فرنجية، لكنهم تفاجأوا في جلسة الانتخابات الأخيرة بعدد الأصوات». وجدَّد زميله النائب حسين الحاج حسن (حزب الله) الحديث عن الانقسام السياسي والنيابي في لبنان، معتبراً أن «ذلك لا يمكن أن يؤدي بالتركيبة الحالية للمجلس النيابي إلى انتخاب رئيس للجمهورية دون حوار وتفاهم».

«الوطني الحر»

في المقابل، لفت النائب في «التيار الوطني الحر» أسعد درغام إلى أن «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم يأتِ بأي جديد، بل اكتفى بالاستماع من خلال الاجتماع بمختلف الفرقاء السياسيين»، آملاً «أن يطرح، في زيارته المقبلة، خريطة طريق أو حلولاً أو مبادرة جديدة للخروج من الأزمة»، مشدداً على «أهمية الحوار للبناء على القواسم المشتركة».



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..26 نقطة تختصر ما حدث في 24 ساعة..تمرد فاغنر من الألف للياء..كيف أعاد تمرد "فاغنر" رسم الولاءات في الدائرة المقربة من بوتين؟.. هل كان الهدف من "تمرد" بريغوجين الضغط على بوتين؟.."من قوات النخبة".. الشيشان أرسلت 3 آلاف عنصر لحماية موسكو..تحليل: تمرد "فاغنر" المسلح شكل تهديدا خطيرا للصين..بوتين يشكر لوكاشينكو بعد جهوده لوقف تمرد فاغنر..وتوقعات بـ«تغييرات» في وزارة الدفاع..نيران "فاغنر» في بيت بوتين..العالم يُتابع بقلق وترقب مجرى الأحداث..ومخاوف على الأسلحة النووية..كييف: قائد فاغنر أذل بوتين..بريطانيا تعترض 21 طائرة روسية على حدود الناتو خلال 21 يوما..

التالي

أخبار سوريا..قتلى ومصابون في غارات روسية على سوق خضراوات بجسر الشغور..مقتل 4 عناصر وإصابة آخر بعد استهداف حافلة للشرطة في درعا..المواجهات تتجدد في درعا قرب الحدود السورية الأردنية..جبهة مشتركة بقيادة «مجلس سوريا الديمقراطية» و«هيئة التنسيق الوطنية»..تراجع سعر الليرة والرواتب..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,079,927

عدد الزوار: 7,619,971

المتواجدون الآن: 0