أخبار لبنان..شهر المجابهات يسابق الوساطة الباهتة والتحالف لملاحقة الحزب.. وفراغ دبلوماسي يتفاقم قبل نهاية العام..لودريان يحضّر لـ"الخماسيّة" + إيران..وأزعور يطلّ من باريس.."الحزب" لن ينتقل من فرنجية إلا إلى ملف "قوننة السلاح"..حزب الله لتكريس الأعراف الجديدة في نصّ مكتوب.. «الثنائي الشيعي» يرفض التراجع عن دعم فرنجية..«أمل» و«حزب الله» لا يريدان فرض شروط مسبقة للحوار..

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 حزيران 2023 - 3:29 ص    عدد الزيارات 913    التعليقات 0    القسم محلية

        


شهر المجابهات يسابق الوساطة الباهتة والتحالف لملاحقة الحزب..

المالية تقفل باب المطالبات: التقرير الجنائي حق حصري للحكومة.. وفراغ دبلوماسي يتفاقم قبل نهاية العام

اللواء...قبل أن تبدأ أيام العيد المباركة ويخلد المواطن إلى السكينة بعيداً عن «المناحات اليومية، للسياسيين أو الدعوات المتباعدة للحوار، تجمعت في أفق الاسبوع الاول من تموز المقبل جملة نقاط سوداء أو ثقيلة من شأنها أن تقحم البلاد في أزمات تؤثر سلباً على انتظارات الوساطة الفرنسية لإنهاء الشغور الرئاسي، في ضوء ما يمكن ان يحمله لودريان في عودته المرتقبة بعد 14 الشهر المقبل.

والملف الاول يتعلق بالتجاذب حول التقرير الاول الذي سلمته شركة الفاريز ومارسال التي قامت بالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، ولا يرى موجباً لتسليمه لأحد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل لسببين: الاول يتعلق بأن التقرير لم ينجز تماماً وأن عملية التدقيق لم تنته بعد، والثاني لسريته لكن تكتل لبنان القوي، طالب خليل تسليم التقرير لرئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان (التيار العوني) باعتبار اللجنة ذات صلاحية اجتماعية. كما طالب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وزير المال الكشف عما تضمنه التقرير وتساءل النائب في القوات اللبنانية جورج عدوان لماذا لم يتم ارساله إلى الحكومة وإلى المجلس النيابي ليُبنى على الشيء مقتضاه. وكانت وزارة المال أوضحت في بيان لها أن ما تسلمه الوزير هو مسودة عن التقرير الاول للتدقيق الجنائي وما زال بصيغة غير نهائية، وهو ملك للحكومة وليس لوزارة المال، باعتبار أن العقد موقع في الشركة ومجلس الوزراء ممثلاً بوزير المال. واعتبرت الوزارة أن دور الوزارة اقتصر على التنسيق بين مصرف لبنان وشركة التدقيق ليس أكثر، فالتقرير هو ملك لمجلس الوزراء وليس لوزارة المال، مما استدعى أن تسلمه النسخة النهائية عند جهوزها إلى مجلس الوزراء، والمجلس هو من يتصرف بالتقرير . ونفت الوزارة ما تردد عن أكبر شخصيات اقتصادية ومالية وسياسية، لا سيما رئيسي المجلس والحكومة هي أخبار غير صحيحة على الاطلاق ولا تمت للحقيقة بصلة.

2 – الملف الثقيل الثاني يتعلق بضرورة إنجاز موازنة العام 2023 التي بات من الضروري إقرارها في مجلس الوزارة واحالتها إلى المجلس النيابي.

3 – ملف النازحين، حيث سيكون على جدول الاعمال في أول جلسة لمجلس الوزراء، من خلال تشكيل الوفد الوزاري، الامني والاداري الذي سيزور سوريا للتباحث مع المسؤولين هناك في آلية العودة وتفاصيلها وبقي ملف عودة النازحين مدار بحث، حيث أكد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين أن زيارته الى سوريا كانت تحضيرية للزيارة الرسمية للوفد الوزاري، حيث تمّ فيها عرض عدّة ملفات. وأوضح شرف الدين في موقف له أن لبنان ليس بلد لجوء، وفي حال لا يرغب المواطن السوري المعارض بالعودة الى سوريا، باستطاعته تقديم طلب اللجوء الى بلد ثالث مؤكدا أن وزارة المهجرين «على تنسيق تام مع قيادة الجيش اللبناني بحيث أنها المؤسسة الشرعية الوحيدة الصامدة». وفي المجال ذاته، استقبل البطريرك بشارة بطرس الراعي امس،المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري حيث جرى عرض للاوضاع الامنية في البلاد وموضوع عودة النازحين السوريين الى بلادهم.  وقدم البطريرك الراعي للواء البيسري ميدالية البطريركية المارونية مثنيا على  الجهود التي يبذلها  في المديرية . بدوره شكر البيسري البطريرك الراعي على لفتته هذه. 

4 – ملف الكهرباء، حيث يعتزم وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض اثارة تلكؤ مصرف لبنان عن تحويل أموال الجباية وفواتير الكهرباء إلى الدولار، وهي مودعة لدى المصرف بالليرة اللبنانية مع قرب صدور الدفعة الكبيرة من الفواتير الباهظة الكلفة والوعد بزيادة التغذية ساعتين يومياً لتصبح 6 ساعات في عدد من الاحياء.

5 – ملف التعيينات، فالشغور في المجلس العسكري وحاكمية مصرف لبنان أو كيفية التعامل مع هذه الوضعية، وفقاً لتوجهات متباينة داخل مجلس الوزراء، لا سيما في ما خص تعيين حاكم أو تولي النائب الاول للحاكم وسيم منصوري صلاحياته لحين تعيين حاكم جديد، وسط معلومات عن اجراءات وتعاميم جديدة تسبق انتهاء ولاية الحاكم الحالي في 31 تموز.

6 – على ان الأبعد من كل ما هو منظور في الافق، التوصل إلى ما يمكن وصفه «بالفراغ الدبلوماسي» لجهة تقديم عدد من سفراء الدول أوراق اعتمادهم لرئيس الجمهورية غير الموجود حالياً، لا سيما سفيرتي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا الجديدتين، بعد نقل كل من السفيرة دورثي شيا إلى الامم المتحدة، والسفيرة الفرنسية آن غاريو إلى بلادها. رئاسياً وفي ظل الجمود السياسي المتعلق بالاستحقاق الرئاسي، بحيث لم يعد هناك من جديد تقدمه القوى السياسية سوى تكرار ذاتها لا سيما في عطلة العيد وترقب الخطوات المقبلة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لكن استمرت المواقف المتعلقة بالحوار بين داعٍ له ورافض. فبعد مواقف نواب ومسؤولي حزب الله وبعض النواب من الكتل الاخرى المستقلة الداعية للحوار، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في هذا الصدد: أن آذان اللبنانيين قد صُمَّتْ في الآونة الأخيرة من دعوات البعض إلى الحوار ثمّ الحوار ثمّ الحوار، في الوقت الذي يعي الجميع أنّ أصحاب هذه الدعوات المتكررة لم يكونوا يوماً أهل حوار، والدليل الأكبر على ذلك، تمسّكهم بوضعيّتهم غير الشرعية وغير القانونيّة برغم المطالبة الحثيثة لأكثرية اللبنانيين بوجوب إيجاد حلّ لهذه الوضعيّة، ولكن من دون جدوى . وسأل في خلال لقاءٍ نظمته دائرة المدارس في مصلحة طلاب حزب القوات اللبنانيّة، في معراب «الطبيعي والمنطقي هو أنّ هذه الجماعة تتحدث عن حوار للوصول الى مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية؟ بعد 8 أشهر من الفراغ الرئاسيّ ولكن كيف تصرّ على حوار للوصول إلى مرشح توافقي في الوقت الذي تؤكد فيه مراراً تكراراً بأنّ مرشحها الأول والثاني والأخير هو الوزير السابق سليمان فرنجيّة، وبالتالي ما الجدوى من حوار نتيجته معروفة سلفاً؟» واكد «تكتل لبنان القوي» إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «على موقفه الثابت من موضوع رئاسة الجمهورية باعتباره استحقاقاً سيادياً اولاً واخراً، يتحقق بحوار لبناني-لبناني حول اسم الرئيس والخطوط العريضة لبرنامج انقاذي تنفذه حكومة منسجمة مع الرئيس، يدعمه مجلس النواب في اقرار الاصلاحات المطلوبة وعلى اساس ذلك يتم طلب الدعم الخارجي». وقال: في هذا الاطار يدعو التكتل القوى البرلمانية لمناقشة ورقة الاولويات الرئاسية التي اعدّها التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي، كما يؤكد انفتاحه على اي برنامج او مقترح تقدمه اي كتلة نيابية بهدف تحقيق الاصلاح المطلوب.

شهر المجابهات

كل ذلك، على أبواب ما يمكن وصفه بشهر المجابهات على المستويات المالية والنقدية والوظيفية والوزارية بارتباطاتها الداخلية، وامتداتها الخارجية من أزمة عودة النازحين السوريين التي تواجه صعوبات حقيقية، إلى الفراغ الدبلوماسي الذي ينتظر أن يبرز بوضوح مع الاشهر المتبقية من هذا العام، في حال استمرار الفراغ في منصب الرئاسة الاولى. وإذا كانت الاوساط المعنية تتابع من باب المجاملة ليس إلا العودة المرتقبة للوسيط الفرنسي جاك ايف لودريان، حيث بدت الوساطة التي يعتزم العودة من أجلها، باهتة مع تفاقم المهمات حول الملفات الأساسية في البلاد، واعتبار الفريق المسيحي أن لا جدوى من الحوار مع حزب الله، في وقت كشفت فيه الخارجية الأميركية عن تحالف دولي يضم أكثر من 35 حكومة من دول العالم بينها دول في الشرق الاوسط في أميركا الجنوبية والوسطى من أوروبا فأفريقيا فأميركا الشمالية فضلاً عن الانتربول واليوبروبول ويهدف إلى مكافحة ما أسمته الوزارة «الشبكات الارهابية والمالية لحزب الله». وحسب البيان في المجموعة عقدت اجتماعاً في لاهاي في 22 و 23 حزيران واستعرضت خلاله دراسة «الحالات الاخيرة لأنشطة حزب الله الارهابية وغير المشروعة»، والاجراءات الحكومية للتصدي لهذه الانشطة، بما في ذلك شبكات تهريب النفط التابعة للحزب، ومؤسسة «القرض الحسن» المرتبطة به، اضافة إلى عدد من المحاكمات الاميركية والدولية الاخيرة لاعضاء في الحركة، بالتزامن بقي الوضع في الجنوب موضع ترقب في ضوء اسقاط المسيرة المعادية في وادي زبقين ونصب حزب الله خيمتين في مزارع شبعا من الجهة اللبنانية لمراقبة الوضع الحدودي، بعد حادث التعرض للمواطن اللبناني من بلدة كفرشوبا من قبل دبابة لقوات الاحتلال الاسرائيلي.

لودريان يحضّر لـ"الخماسيّة" + إيران..وأزعور يطلّ من باريس

"الحزب" لن ينتقل من فرنجية إلا إلى ملف "قوننة السلاح"

نداء الوطن...تهاوت تباعاً كل التقديرات التي أطلقها فريق الممانعة بعد انتهاء المرحلة الأولى من مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان في لبنان. فما إن غادر بيروت السبت الماضي عائداً الى باريس، حتى انطلق هذه الفريق في حملة لتشويه الوقائع وتبديل الأولويات. ومن الأمثلة على ذلك، التركيز على انتهاء دور مرشح تقاطع المعارضة جهاد أزعور فور انتهاء جلسة الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران، والتركيز على ثبات مرشحه سليمان فرنجية. وسرعان ما تبيّن أنّ أزعور مرشح المعارضة ما زال حاضراً في قلب الحركة السياسية، ويستعد للقاء لودريان الذي يستكمل معه المشاورات التي أجراها في لبنان. كما تبيّن أنّ فرنجية صار أداة مقايضة.

ما هي المعطيات في التطور الجديد في موقف "حزب الله" من الاستحقاق الرئاسي؟

بحسب معلومات أوساط سياسية وثيقة الصلة بالاستحقاق، أنّ "أمر العمليات" المركزي الذي أطلقه قبل أيام مركز القرار في حارة حريك، قضى بالتركيز على الدعوة الى الحوار. لذلك، إنخرط قادة الصف الأول في الحزب في تعميم الدعوة وشرح أهدافها، بحسب رؤية "الحزب"، لتغطية الفراغ بعد مغادرة لودريان بيروت. لكن الجديد في "أمر العمليات" هو ما تسرّب من "الحزب" حول ماهية الحوار الذي يدعو اليه والمراحل التي سيمر فيها. فالمرحلة الأولى التي انطلقت حالياً، تتضمن دعوة فريق المعارضة الى ملاقاة "الحزب" في الحوار حول فرنجية ليس كشخص فحسب، وإنما كأهداف. ومن العبارات التي يعتمدها فريق عمل "الحزب"، قوله "رئيس لا يطعن المقاومة في الظهر". أما المرحلة الثانية، فتتضمن، كما أوحى بها أحد قادة الحزب، إستعداد الممانعة للانتقال من التمسك بفرنجية خياراً أوّل وأخيراً، الى حوار حول الملفات الأساسية لـ"الحزب" مباشرة. وفُهم أنّ "الحزب" سيكتفي بوصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية كي لا يَطرح أي أمر آخر، مثل إجراء إصلاحات دستورية تحقق مطالب الضاحية. أما إذا تعذر وصول فرنجية الى قصر بعبدا فسيوافق "الحزب" على محاورة خصومه ليس على قاعدة "خيار ثالث" غير فرنجية وأزعور، وإنما للبحث عن "ضمانات"، وأولاها قوننة الوجود المسلح لرأس حربة فريق الممانعة. من الواضح انه بعد "معادلة فرنجية أو لا أحد"، بدأ "الحزب" يحضّر لمعادلة "ما بعد فرنجية هو قوننة السلاح". وعلى الرغم من رفض غالبية اللبنانيين كل مقاربة الممانعة الرئاسية، إلا أنّ هذه المقاربة تكشف عن استحالة الوصول الى نتيجة مفيدة مع فريق فرض تعطيلاً للاستحقاق الدستوري على مدى 12 جلسة إنتخاب خلت. وتلفت الأوساط السياسية الى الحركة التي يواصلها الموفد الفرنسي، إذ ينطلق في تحضير جولة على دول الخماسية التي تضم الى فرنسا، الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر. وستتوج هذه الجولة باتصالات مع إيران، كي تصبح عملياً ضمن الخماسية، أي الخماسية + طهران. وكان الرئيس نبيه بري استشرف هذا التطور في عمل الخماسية بقوله قبل أيام أنّ الولايات المتحدة تفضّل قائد الجيش العماد جوزاف عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية. ما يعني ان فتح مسالك الاستحقاق سيكون عبر حوار بين واشنطن وطهران ولو في صورة غير مباشرة، وهذا الحوار متاح عبر الخماسية المعدّلة. وعلى هامش هذا الحوار، نفت الأوساط ما تردّد أخيراً عن عقد جولة حوار في السعودية. في موازاة ذلك، تخللت الاتصالات الداخلية الجارية معلومات عن إقتراب "الحزب" من مغازلة فكرة ترشيح قائد الجيش. إذ تبيّن أنّ وراء ذلك، ما سميّ رغبة حارة حريك في "زكزكة" شريكه في "تفاهم مار مخايل" أي رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. وترافق هذا السلوك، مع كلام لأحد أعضاء الممانعة عن السعي لإعادة العلاقات بين فرنجية وباسيل الى مجراها الطبيعي. وهذا ما حدا بالاوساط نفسها الى التساؤل عما يدبّره "الحزب" كي يبقى ممسكاً بزمام الاستحقاق الرئاسي من خلال إقناع باسيل بالعودة الى حضن حارة حريك.

حزب الله لتكريس الأعراف الجديدة في نصّ مكتوب

الاخبار... تقرير هيام القصيفي ... لا يتعامل معارضو حزب الله معه حصراً بالانتخابات الرئاسية. بالنسبة إليهم، هناك محاولة للقفز فوق الحدث الرئاسي، لتثبيت أعراف ما قبل الدوحة وما بعدها، وإقامة معادلة جديدة، لا قدرة بعد لديهم على رسم خريطة مواجهتها..... بات من المسلّم به أن القوى المسيحية، من معارضة وتيار وطني حر وشخصيات مستقلة، تتعامل مع حزب الله على قاعدة أنه لا يريد انتخابات لرئاسة الجمهورية، لا اليوم ولا غداً. ومن المسلّم به لديها كذلك، أن الحزب يتعاطى مع الانتخابات على أنها محطة عابرة نحو مرحلة جديدة، تنهي ثلاثة عقود من زمن تطبيق الطائف. ثمة محاولة لفهم تمسّك الحزب بمساره الجديد، في توقيته وفي مندرجاته، رغم أن موقفه كفكرة سياسية ليس جديداً، وجرى التعبير عن الخوف منه أكثر من مرة، ولا يتعلق فقط برئاسة الجمهورية. فالحزب، منذ أن دخل الحياة السياسية خلال التسعينيات، عبر الانتخابات البلدية وعبر المجلس النيابي وتوسيع دائرة مشاركته في الحكومات ولاحقاً تكريسه الثلث المعطّل فيها، مهّد الطريق إلى الحالة الراهنة. لكن التوقيت الحالي يترك مجالاً رحباً للأسئلة حول وضع الحزب الذي يراهن على عامل الوقت، وعلى إمكان تحويله ما كرّسه خلال السنوات الأخيرة من أعراف، في نص جديد ومكتوب، استباقاً لأي تطورات أو ترتيبات إقليمية. وهذا كلام يتردد منذ مدة في هذه الأوساط، لكنه اليوم يأخذ بعداً أكثر جدية في قدرة الحزب وإمكاناته للانتقال إلى ترجمة عملية لهذا المنحى. في عام 2018، طالب حزب الله بوزارة التخطيط. حينها، عُدّت هذه المطالبة بأنها محاولة لتطويق رئاسة الحكومة والسعي إلى السيطرة ليس على مجلس الإنماء والإعمار التابع لها مع ما يحمله من سلطات فحسب، إنما على المجالس والصناديق والمؤسسات والإدارات العامة والهيئات الرقابية التي تتبع رئاسة الحكومة. سحبت التطورات اللاحقة، مع كل ما مرّ به لبنان، هذا الموضوع من التداول. لكن حزب الله الذي أمسك بوزارة المال تحت غطاء الثنائي الشيعي، وحتى قبل انسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية، والمسار الذي رست عليه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وانفراط عقد القوى السنية، باتت له كلمة دالة على الواقع السني في مفاصل أساسية. وساهم انسحاب الدور السعودي من لبنان في تعزيز هذا المشهد الذي تبلور أخيراً في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. إذا كانت القوى المسيحية اليوم تعمل على فهم ما يريده حزب الله واستخلاص الاحتمالات التي قد يذهب إليها، فلأنها تعتبر أن النواب المسيحيين والموارنة يشكلون الأكثرية في مواجهة حزب الله، وخارج المجلس النيابي. لكنها تعترف ضمناً أن تشرذمها وما سبقه من نزاع على السلطة خلال السنوات الست الماضية، لا يسمحان لها بوضع استراتيجية دفاعية مضادة. فما اصطُلح على تسميته تقاطعاً رئاسياً، لا يملك العدة الكافية للانتقال إلى مشروع متكامل في مواجهة ما تعتبره هذه القوى رغبة حزب الله في الإمساك بقرار إدارة الحكم. فالتيار الوطني الذي يذهب في مفاصل أساسية لمقارعة غلاة الداعين إلى الفيدرالية أو اللامركزية الإدارية والمالية (تحديداً) الموسّعة، يحاول في الوقت نفسه إبقاء خطوط الاتصال مع الحزب قائمة لأسباب يرى فيها ضرورة من أجل بناء مرحلة جديدة من الثقة بينهما. في حين أن حزبَي القوات اللبنانية والكتائب يذهبان في اتجاه أكثر تشدداً نحو خيارات جذرية في معارضة إمساك حزب الله بمفاصل الحكم، من دون أن يملكا كذلك أدوات عملانية للسير بأكثر مما وصلت إليه الأمور في وقف اندفاعة الحزب نحو تثبيت مرشحه الرئاسي.

يتعاطى الحزب مع الانتخابات على أنها محطة عابرة نحو مرحلة جديدة

عملياً، ينحصر توافق المعارضة والتيار على تشخيص أزمة النظام الذي يحاول حزب الله تكريسها، ورغبته في الانتقال من مرحلة إلى أخرى، والقفز فوق المسلّمات الماضية. لكن هذه القوى ليست في وضع يسمح لها بتكرار ما جرى عام 2000، وما قامت به قرنة شهوان حينها برعاية البطريرك نصرالله صفير، وسمح بما لم يكن متوقعاً إزاء الوجود السوري. أهمية ما جرى حينها أن المجال تُرك رحباً لنقاش جدي في الأفكار، وفي وضع أسس المواجهة في شكل متكامل، من دون أهداف سياسية أو طائفية مباشرة، ومن دون طغيان فريق على آخر. وهنا تكمن ثغرة الفريق المعارض حالياً والتيار وكل الدوائر التي تعتبر نفسها معارضة لمشروع حزب الله، لأن لكل منهم حساباته السياسية الخاصة ومشروعه المختلف عن الآخر، ناهيك عن غياب كلي لفكرة النقاش السياسي كما اعتادت عليه المحافل المارونية السياسية، بما في ذلك مراكزها الدينية. وهذا وحده كافٍ لتبيان عجز هذه القوى عن مقارعة حقيقية لحزب الله. فما حصل حتى الآن عُدّ تطوراً جدياً في مسار الطرفين نحو تثبيت أحقية رفض القوى المسيحية أمام الدول المعنية، فرض رئيس للجمهورية عليها. لكنّ القضية، باعتراف هذه القوى، لم تعد تنحصر برئاسة الجمهورية، بل إن تصرف حزب الله يحمل مؤشّرات خطرة إلى مستقبل لبنان والمكوّنات السياسية والطائفية فيه. إلا أن ترجمة هذه المخاوف لا تزال محصورة في تكرار شعارات سياسية، أو تقف على أبواب التهليل بأن قطوع جلسة الانتخاب مرّ على خير، كي لا ينكسر موسم الصيف واحتفالاته من كفرشيما إلى المدفون. وبذلك سيمر صيف القوى المعارضة على خير في انتظار قطوع آخر.

لبنان: «الثنائي الشيعي» يرفض التراجع عن دعم فرنجية

«أمل» و«حزب الله» لا يريدان فرض شروط مسبقة للحوار

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم... يستمر فريق «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) في دعوة فريق المعارضة للحوار لحل أزمة رئاسة الجمهورية في لبنان «من دون شروط» وفق ما يعلن مسؤولوه، مقابل إصرار فريق المعارضة على رفض هذه الدعوة، التي يعتبرون أنه لا فائدة منها إذا لم يتراجع «الثنائي» عن دعمه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وهذا الوضع يُبقي باب الحل مقفلاً إلى أجل غير مسمّى، في غياب أي مؤشرات لإمكانية دعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة انتخابية في المدى المنظور، وفق ما تؤكده مصادر نيابية في كتلته. وبعد التصلب الذي طالما أعلن صراحة من جانب الحزب و«أمل» لجهة رفض التنازل عن خيار فرنجية، وهو الشرط الذي يضعه بعض أطراف المعارضة، كما «التيار الوطني الحر»، للقبول بالحوار، تبدي مصادر نيابية في حركة «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري بعض المرونة المشروطة في هذا الإطار، وهو ما عكسته تصريحات مسؤولي «حزب الله» في الساعات الأخيرة. وتقول المصادر النيابية لـ«الشرق الأوسط»: «دعوتنا للحوار لا تنطلق من الحوار حول فرنجية، إنما من عدم إلغاء أو إقصاء أحد، وبالتالي التراجع عن دعمه هو رهن بنتيجة هذا الحوار»، وتؤكد: «إن ربط الحوار بإسقاط خيار فرنجية هو فرض وتحدٍ لن نقبل به»، داعية الفريق الآخر إلى اختبار النوايا وعدم إطلاق الأحكام المسبقة. وتشدد المصادر على أن الدعوة للحوار لا تقتصر فقط على التوصل إلى حل بشأن رئاسة الجمهورية، إنما البحث في سلة كاملة، أو بالتحديد في الخطوط العريضة لكيفية إدارة المرحلة المقبلة، وما ينتظره البلد من استحقاقات. وتضيف: «إذا لم يصل الحوار إلى اتفاق على رئيس واحد، فقد يكون على الأقل اتفاقاً على أسماء عدّة مقبولة للاقتراع عليها في جلسة الانتخاب. وليربح من يربح، وهو ما قد ينسحب أيضاً على مقاربة جلسات الانتخاب، بالاتفاق مثلاً على عدم تطيير النصاب، وغيرها من الأمور الأساسية التي يمكن أن تلعب دوراً في إنهاء الأزمة الرئاسية». وفي ظل الاستعصاء المستمر من الطرفين، تؤكد المصادر النيابية أن رئيس البرلمان لن يدعو إلى جلسة للانتخاب في المدى المنظور، في وقت تتجه فيه الأنظار بشكل أساسي إلى ما ستفضي إليه المبادرة الفرنسية، والجهود التي يقوم بها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يفترض أن يعود إلى بيروت منتصف الشهر المقبل، كما تجدد التأكيد في المقابل على أن المبادرة الفرنسية لم تسقط، موضحة: «على الأقل، الموفد الفرنسي لم ينعها، ولم يصدر عنه أي تصريح يفيد بأنها سقطت». وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، ورئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، جدّدا دعوتهما للحوار، خلال الساعات الأخيرة. وقال رعد خلال احتفال تأبيني في الجنوب: «اليوم ليست لدينا مشكلة اسمها الاستحقاق الرئاسي الذي يعني خلافاً على شخص رئيس الجمهورية، بل المشكلة في من لا يريد رئيساً تطمئن المقاومة إلى أنه لن يطعنها في ظهرها، وأي شخص يريد». وأضاف: «من يأبى أن يحاورنا لنصل إلى رئيس نتفاهم عليه، يقول لا نحاوركم حتى تسحبوا مرشحكم، لماذا نسحب مرشحنا؟ تعالوا نتحاور، فإما تقنعوننا بأنه لا يصلح لهذه المرحلة، وإما نقنعكم بضرورته في هذه المرحلة. نحن لا نفرض أحداً عليكم، فترشيح سليمان فرنجية ووصوله إلى الرئاسة يمر بصندوق الاقتراع في مجلس النواب. أنتم تستطيعون انتخاب الرئيس الذي تريدونه، ونحن نقول لكم تعالوا إلى التفاهم، ولنأتِ بالرئيس الذي نتفاهم عليه». وجدد رعد تحميل المعارضة مسؤولية استمرار الفراغ، قائلاً: «بكل بساطة، نقول إنهم هم المسؤولون عن إطالة أمد الشغور الرئاسي، فنحن نقول تعالوا لنتفاهم على رئيس، إذا كنتم تحتاجون إلى ما يطمئنكم إلى سليمان فرنجية، فنحن حاضرون، وإذا رفضتم كل ذلك وأمكنكم المجيء بالرئيس الذي تريدونه فأتوا به». من جهته، أكد الشيخ محمد يزبك «أولوية انتخاب رئيس الجمهورية للخروج من الفراغ»، وقال: «ما زلنا ندعو إلى التفاهم، على الرغم من أن البعض يقول كيف تنادون بالتفاهم، وأنتم متمسكون بمرشحكم، وهنا نقول كلٌ يطرح ما لديه في التفاهم والحوار، ونرى بعد ماذا سيجري، إذا جئتم بمن هو أفضل، عندها نحن حاضرون ضمن الأطر العامة، وإذا لم تجدوا الأفضل فعليكم قبول مرشحنا، فنحن من دعاة الحوار والتفاهم لأنه الأساس في بناء الوطن».

لبنان.. ضبط 450 ألف حبة كبتاغون معدّة للتهريب إلى دولة خليجية

الجريدة.. أحبطت الأجهزة الأمنية اللبنانية نشاط شبكة دولية لتهريب المخدرات، استعدّت لتهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون إلى كنشاسا، تمهيداً لإعادة تصديرها لإحدى دول الخليج العربية. وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان إنه بنتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة، توصلت شعبة المعلومات إلى تحديد شركة الشحن التي يتم التعامل معها لتصدير الشحنة، وبالتالي جرى تحديد موقع مستودع عائد للشركة المذكورة في محلة «الكوكودي» حيث مكان الشحنة المعدة للتهريب. لبنان.. ضبط 450 ألف حبة كبتاغون معدّة للتهريب إلى دولة خليجية — الجريدة (@aljarida) June 27, 2023 وذكرت أنه بتاريخ 19-06-2023 وبعد عملية مراقبة دقيقة، تمكنت القوة الخاصة التابعة للشعبة من مداهمة المستودع وضبط الشحنة، وهي عبارة عن ثلاثة محركات رفع تعمل على الكهرباء (محركات ونش)، وبتفتيشها، تم ضبط ما يقارب 450،000 حبة كبتاغون موضبة بطريقة محترفة. وبحسب بلاغ المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي، فقد أجري المقتضى القانوني بالمخدّرات المضبوطة، والعمل مستمر لتوقيف أفراد شبكة التّهريب وجميع المتورطين معهم.

«تدهور» صحة هانيبال القذافي في سجنه اللبناني

باريس: «الشرق الأوسط»... كشفت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» عن «تدهور يدعو إلى القلق» في الوضع الصحي لهانيبال القذافي؛ نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بسبب إضرابه عن الطعام للأسبوع الرابع على التوالي، احتجاجاً على توقيفه منذ 8 سنوات بتهمة كتم معلومات تتعلق بإخفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر في ليبيا عام 1978. وأشارت المصادر إلى أن تدهور صحة القذافي الابن اضطر شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، إلى نقله إلى مستشفى «أوتيل ديو» القريب من المقر العام لقيادة الأمن الداخلي، لتلقي العلاج. وشددت المصادر على أن «هذا التطور يثير قلقاً على وضعه الصحي». وينفي هانيبال القذافي التهم الموجهة إليه، خصوصاً أنه لم يكن يبلغ 3 سنوات من العمر عندما اختفى الصدر في ليبيا التي زارها بدعوة رسمية من القيادة آنذاك. وكشفت المصادر عن أن شعبة المعلومات سارعت إلى نقل هانيبال القذافي رغماً عنه إلى المستشفى مرتين، بناءً على تقرير أعدّه الطبيب المشرف على وضعه الصحي. وقالت المصادر إنه نُقل في المرة الأولى لتلقي العلاج نتيجة آلام حادة في الظهر، فيما نُقل في المرة الثانية بسبب هبوط حاد في نسبة السكر بالدم، وتحسباً لما يمكن أن يتعرّض له من مضاعفات تؤدي إلى إصابته بنوبات من الإغماء قد تتسبب في تلف بالدماغ أو قصور في عضلة القلب. ويرفض هانيبال القذافي تناول الطعام، ويكتفي بشرب المياه من حين لآخر. وأوضحت المصادر أنه رفض البقاء في المستشفى إلا لساعات، وعزت الأمر إلى أنه يعاني من داء «الرهاب» (فوبيا) الذي يصيبه من حين لآخر، ويتسبب له في حالات من الرعب خوفاً من أن يتعرض لما يهدد سلامته الشخصية في أثناء وجوده خارج مقر توقيفه.



السابق

أخبار وتقارير..ماذا ينتظر مقاتلي فاغنر بعد خطاب بوتين؟..في خطاب متلفز.. بوتين يضع أمام مقاتلي فاغنر 3 خيارات..روسيا وعمليات فاغنر "خارج الحدود".. ماذا سيحدث بعد التمرد؟..بريغوجين يلوّح بمواصلة نشاطه..روسيا تنفض غبار التمرّد: نحو ورشة «تصحيح»؟..البيت الأبيض: واشنطن ناقشت مع روسيا مسألة الأمن أثناء تمرّد فاغنر..مسؤولون: محادثات "قمة السلام" الأوكرانية تحقق تقدما لكن طريقها طويل..

التالي

أخبار سوريا..مقتل 8 مسلحين في غارات روسية على ريف إدلب..للمرة الأولى في 5 سنوات..الطيران السوري يقصف ريف درعا.."سيناريو ذو وجهين".. تصعيد يثير المخاوف في شمال سوريا..«الإدارة الذاتية» تطالب واشنطن بمنطقة حظر طيران شمال شرقي سوريا..مسؤولة كردية تنشد دوراً سعودياً وخليجياً في حل الأزمة السورية..المفقودون في سوريا.. آمال معقودة على تدخل المجتمع الدولي قبل التصويت على "القرار التاريخي"..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,047,571

عدد الزوار: 7,619,501

المتواجدون الآن: 0