اليمن: انتقال المواجهات مع تنظيم "القاعدة" إلى شبوة والحوثيون يتحدثون عن بوادر حرب سابعة في صعدة

صنعاء ـ صادق عبدو

نقل تنظيم "القاعدة" مواجهاته مع قوات الأمن اليمنية من محافظة أبين الجنوبية إلى محافظة شبوة المجاورة، حيث قتل جنديان وجرح آخران، فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية خمسة من عناصر التنظيم خلال مواجهات عنيفة شهدتها منطقة ميفعة بشبوة بين قوات الجيش معززة بوحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب وعناصر التنظيم.
وأكدت مصادر محلية وأمنية أن حملة أمنية كبيرة انطلقت مساء أول من أمس إلى عدد من المواقع بمدينة الحوطة بالمحافظة بقيادة نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوى البشرية اللواء الركن سالم علي قطن، للقبض على عشرة من عناصر تنظيم "القاعدة" البارزين، وذلك بعدما هاجم أعضاء التنظيم عصر الخميس المنصرم دورية أمنية في مدينة الحوطة مما أسفر عن مقتل جنديين.
وأشارت مصادر أمنية مطلعة لـ "المستقبل" إلى أن السلطات الأمنية في محافظة شبوة اعتقلت خمسة من عناصر التنظيم كانوا في صدد التخطيط لمهاجمة دوريات عسكرية قبيل ان يتم مباغتتهم في إحدى الساحات الشعبية بمنطقة ميفعة التابعة لمديرية الحوطة.
واعتبرت المصادر أن انتقال المواجهات المسلحة بين القوات الأمنية اليمنية وعناصر "القاعدة" من منطقة لودر في أبين إلى منطقة شبوة يمثل تكتيكاً من قبل "القاعدة" لتشتيت التركيز الأمني والعسكري الهادف إلى تسريع الحسم العسكري في مواجهات لودر منذ نحو شهر.
واعترفت صنعاء بانتقال المعركة مع تنظيم "القاعدة" من محافظة أبين إلى شبوة. وقال مصدر أمني رسمي إن "أجهزة الأمن تقوم حاليا بمواصلة حربها المفتوحة لكسر العظم ضد تنظيم القاعدة حيث تخوض قوات الأمن مواجهات عنيفة مع عناصر مسلحة من القاعدة لتطهير منطقة الحوطة بمديرية ميفعة من تلك العناصر التي اتخذت من بعض المناطق الصحراوية مراكز للتدريب والاختفاء".
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية تفرض طوقا أمنيا لمحاصرة عدد من أعضاء التنظيم والمطلوبين أمنيا لإلقاء القبض عليهم والذين يحاولون التغلغل في أوساط السكان والذين قال إنهم قدموا من محافظة مأرب ومن منطقة لودر بمحافظة أبين.
وأكدت مصادر محلية في منطقة ميفعة أن حالة من النزوح الجماعي بدأت في المنطقة باتجاه منطقة حضرموت المجاورة ومناطق مجاورة لمديرية الحوطة نتيجة اشتداد المواجهات المسلحة بين القوات الأمنية ومجاميع مسلحة من "القاعدة".
وقالت المصادر إن أنصار التنظيم استخدموا في مواجهاتهم مع قوات الأمن قذائف من طراز "آر بي جي" مما أسفر عن إحراق طقم عسكري بعد تعرضه لصاروخ أطلقه المهاجمون، منوهة إلى أن منطقة ميفعة تشهد تحليقا مكثفا لطائرات حربية وهليكوبتر وان طائرتين أطلقتا قذائف باتجاه مواقع لتمركز عناصر "القاعدة"مما أسفر في الغالب عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم لم تعرف بحكم بعدها عن المناطق المأهولة بالسكان.
وكانت وزارة الداخلية قالت إن مجموعة مسلحة هاجمت مقر اللواء 19 في مديرية بيحان بمحافظة شبوة ، لكن حراسة المقر تصدت للهجوم، مشيرة إلى أن مجموعة تخريبية كانت تستقل سيارتين أطلقت النار على بوابة قيادة اللواء، لكن أفراد الحراسة الموجودين في البوابة تصدوا للهجوم وأجبروهم على الفرار. وأوضحت أن المسلحين أطلقوا النار من أسلحة خفيفة، وأن الهجوم لم يسفر عن أي مصابين بين الطرفين.
في أبين، قالت مصادر رسمية إن عنصرين من "القاعدة" قتلا وأصيب اثنان آخران خلال هجوم نفذته عناصر التنظيم على نقطة أمنية في منطقة لودر بمحافظة أبين، إلا ان مصدراً محلياً نفى ذلك، وقال إن القتيلين خالد الوحيشي وسالم الصبري هما من أبناء لودر ولا علاقة لهما بتنظيم "القاعدة"، مشيراً إلى أن الوضع متوتر في المنطقة بعد الحادثة التي وقعت في نقطة أمشعة وأنه قد ينفجر في أية لحظة بعد تداعي قبيلة الوحيشي للحادث.
من جهة ثانية، نفت مصادر في السلطة المحلية بمحافظة أبين أن تكون السلطات المحلية بالمحافظة أو قيادة العمليات العسكرية ضد "القاعدة" في لودر قد طلبت من الشيخ خالد عبدالنبي، أبرز قيادات ما يعرف بجيش عدن أبين الإسلامي بالتدخل لوضع حد لحالة الانفلات الأمني المتصاعدة في المدينة نتيجة اشتراك مجاميع يعتقد أنها تابعة للتنظيم في عمليات إطلاق نار استهدف مقارّ ومنشآت حكومية في أبين.
واعتبرت المصادر أن الوضع الأمني في المحافظة لا يزال تحت السيطرة وأن ما يقدر بـ 55 من المتورطين في أحداث العنف الأخيرة في جعار ولودر اعتقلوا تمهيدا لإحالتهم للنيابة الجزائية ومحاكمتهم لاحقاً.
على صعيد آخر، تستأنف المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن غدا الاثنين محاكمة اثنين من المتهمين بالسطو المسلح على فرع البنك العربي في عدن والانتماء إلى تنظيم "القاعدة". وأشارت مصادر قضائية إلى أنه سيمثل أمام القضاء المتهم الرئيس في الهجوم على مبنى الأمن السياسي بمدينة عدن وفي عملية السطو المسلح على البنك العربي عضو "القاعدة" غودل محمد صالح ناجي بعد ان كانت النيابة قد قدمته كفار من وجه العدالة.
على صعيد الأوضاع في المناطق الشمالية، أكد المتمردون الحوثيون أن بوادر حرب سابعة بدأت تلوح في الأفق، متهمين الشيخ حسين الأحمر، أحد أنجال رئيس البرلمان السابق الشيخ عبدالله الأحمر بـ "الإعداد لحرب جديدة في صعدة هدفها إفشال تنفيذ اتفاق الدوحة" الموقع بين البلدين قبل نحو شهرين.
وأوضح المتمردون الحوثيون في بيان لهم أن "اجتماعات قبلية مكثفة عقدها بعض المشايخ مؤخراً ومنهم حسين الأحمر من أجل فتح حرب قبلية جديدة ضد الحوثيين"، مشيراً إلى أن "الأحمر تكفل بفتح جبهة جديدة من طرفه تتمثل في قطع خط صعدة صنعاء ، وأن أموالاً كبيرة تصرف في خدمة هذا التوجه الجديد الذي من المفترض البدء في تنفيذه خلال الأيام القريبة المقبلة"، معتبرين أن "هذه المرحلة تتزامن مع بدء تنفيذ ما تم التوقيع عليه بين صنعاء والحوثيين برعاية قطر والهدف منها إفشال المساعي القطرية".
ووصف الحوثيون المرحلة الحالية بأنها "تشبه إلى حد كبير تلك الإرهاصات والتحديات التي واجهت إتفاق الدوحة 2007 والتي أدت في النهاية إلى إفشال الاتفاق وانسحاب الوسيط القطري" واندلاع الحرب السادسة".