أخبار سوريا..واشنطن تطالب موسكو بالالتزام بـ«قوانين السماء» في سوريا..دمشق: أسلحة جديدة للقوات الأميركية في الحسكة..تصاعد الاشتباكات بين القوات التركية و«قسد» شمال سوريا..4 قتلى بهجوم مسيّر تركي على معسكر لـ «قسد»..الحسكة: عطش وحرّ وتدهور معيشي غير مسبوق..

تاريخ الإضافة الأحد 30 تموز 2023 - 6:38 ص    عدد الزيارات 728    التعليقات 0    القسم عربية

        


واشنطن تطالب موسكو بالالتزام بـ«قوانين السماء» في سوريا..

دمشق: أسلحة جديدة للقوات الأميركية في الحسكة

لندن: «الشرق الأوسط».. دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، روسيا، السبت، إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول ووقف «السلوك غير المسؤول»، وذلك عند سؤاله عن الهجمات الروسية على طائرة أميركية مسيّرة في سوريا. وقال الجيش الأميركي إن طائرة مسيّرة من طراز «إم. كيو – 9» تعرضت لأضرار «بالغة» عندما أصيبت بمقذوف ناري من طائرة مقاتلة روسية في أثناء تحليقها فوق سوريا الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأميركية في المنطقة. وكانت وكالة «تاس» الروسية للأنباء نقلت الجمعة عن الأدميرال أوليج غورينوف، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، قوله إن طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا اقتربت بما ينذر بالخطر من طائرة عسكرية روسية طراز «سو - 34». وأوضح أن الحادث الذي شاركت فيه طائرة مسيّرة من طراز «إم. كيو – 9» وقع فوق محافظة الرقة. وأضاف غورينوف «اتخذ الطياران الروسيان، اللذان أظهرا مهنية عالية على الفور الإجراءات اللازمة لمنع الاصطدام بطائرة مسيرة تابعة للتحالف». وذكرت «رويترز» أن وزير الدفاع الأميركي ردّ عند سؤاله عن الحادث في مؤتمر صحافي في مدينة برزبين الأسترالية: «ندعو القيادة الروسية إلى التأكد من أنها تصدر توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء والتأكد من وقف هذا السلوك غير المسؤول». وأوستن موجود الآن برفقة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أستراليا لحضور الحوار الوزاري الأسترالي - الأميركي السنوي. وأضاف أوستن «سنواظب على التواصل عبر القنوات القائمة للتعبير عن مخاوفنا وسنواصل إشراك القيادة العليا كلما اقتضى الأمر. ولكن مرة أخرى سنواصل العمل كما عملنا دائما في المجالات الجوية، وسنحمي مصالحنا ومواردنا». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصادر أن القوات الأميركية كثفت تحركاتها، ولا سيما في منطقة الجزيرة السورية، منتهكة القوانين والمبادئ الدولية؛ حيث أدخلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أسلحة وذخائر وعتاداً لوجيستياً إلى قواعدها بريف الحسكة. وقالت المصادر للوكالة إن «رتلاً للاحتلال مكوناً من 30 ناقلة كبيرة تحرسها عربات مدرعات ترفع علم الاحتلال الأميركي، وأخرى تابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المرتبطة به قادمة من الأراضي العراقية، دخلت مدينة الشدادي (60 كيلومتراً جنوب مدينة الحسكة) من جهة الشرق، وتم تفريغ محتوياتها في قاعدة الاحتلال في المدينة قبل أن تتجه إلى مدينة الحسكة عبر المدخل الغربي على الطريق الخرافي». وأضافت أن «حمولة الرتل التي تم تفريغها في القاعدة تضمنت أسلحة متوسطة متطورة، من بينها مضادات للدروع ومنظومات اتصال وتشويش حديثة، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر من بينها عدة حاويات مخصصة لدعم ميليشيا قسد».

تصاعد الاشتباكات بين القوات التركية و«قسد» شمال سوريا

بدء عودة السوريين من عطلة «الزلزال»... ومهلة لمخالفي شروط «الحماية المؤقتة»

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. تصاعدت الاشتباكات والهجمات المتبادلة بين القوات التركية وما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة من جانب، و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من جانب آخر، على عديد من المحاور في شمال سوريا بعد فترة قصيرة من الهدوء. وقُتل 5 عناصر من فصائل «الجيش الوطني» وأُصيب آخرون، السبت، في هجوم نفذته مجموعة من «قسد» تسللت إلى مناطق سيطرة الفصائل على محور كلجبرين قرب مدينة مارع الواقعة ضمن مناطق «درع الفرات» في شمال حلب، التي تسيطر عليها القوات التركية و«الجيش الوطني». وعلى الأثر، اندلعت اشتباكات وتبادل للقصف المدفعي بين الطرفين، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وكان طفل أُصيب بجروح، ليل الجمعة - السبت، خلال استهداف فصائل «الجيش الوطني»، بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، قرية الذوق الكبير، التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين شمال غربي حلب، والخاضعة لسيطرة «قسد» والقوات الحكومية السورية. وجاءت هذه التطورات، بعدما قُتل 4 عناصر من «قسد» في هجوم شنته طائرة مسيّرة تركية على منطقة عامودا في محافظة الحسكة. وبحسب ما أفاد «المرصد» وكذلك المركز الإعلامي لـ«قسد»، استهدفت مسيرّة تركية قرية «خربة خوي» في منطقة عامودا، وأسفر الاستهداف عن مقتل 4 من مقاتلي «قسد». وقال «المرصد» إن المسيّرة هاجمت معسكر تدريب تابعاً لـ«قسد»، التي تشكّل «وحدات حماية الشعب الكردية» غالبية قوامها، في محافظة الحسكة، ما أسفر عن مقتل 4 من عناصر «قسد» وإصابة 8 آخرين. وبحسب المرصد، يعد هذا هو الاستهداف الثاني بالطائرات المسيّرة التركية لمناطق ريف الحسكة خلال يومين. وكشف المرصد عن مقتل 45 شخصاً منذ بداية العام الحالي بضربات جوية تركية، بينهم 10 مدنيين و35 عنصراً من «قسد» أو قوات حليفة لها. في غضون ذلك، أعلنت إدارة معبر «باب السلامة» الحدودي مع تركيا استئناف حركة عودة السوريين الذين دخلوا بلادهم لقضاء العطلة المخصصة للسوريين المقيمين في الولايات التركية الإحدى عشرة المنكوبة جراء زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، الذي أصاب مناطق في شمال غربي سوريا أيضاً. وقالت إدارة المعبر، في بيان، (السبت)، إنه سيسمح بعودة السوريين إلى داخل تركيا اعتباراً من يوم الاثنين. وسمحت السلطات التركية لآلاف السوريين في مناطق الزلزال الذي خلّف أكثر من 50 ألف قتيل من الأتراك والسوريين، بالسفر لزيارة ذويهم في سوريا. بالتزامن، أعلنت دائرة الهجرة في ولاية إسطنبول التركية أن على السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة، المخالفين لمناطق صدور بطاقات الحماية (كيملك) الخاصة بهم، العودة إلى الولايات التي تم تسجيلهم فيها، وذلك حتى تاريخ 24 سبتمبر (أيلول) المقبل. وجاء في بيان لدائرة الهجرة، تم نشره على الصفحة الرسمية لولاية إسطنبول، (السبت): «يجب على الأجانب الحاملين للجنسية السورية، الخاضعين للحماية المؤقتة، والمسجلين خارج إسطنبول ولكنهم يقيمون حالياً فيها، العودة إلى الولايات التي تم تسجيلهم فيها... في حال تقدم الخاضعون للحماية المؤقتة والمقيمون في المدينة بطلب إلى مديرية إدارة الهجرة في إسطنبول حتى موعد 24 سبتمبر، سيتم إصدار تصريح لهم للعودة إلى الولايات المسجلين فيها». وأضاف البيان أنه سيتم السماح للمواطنين السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة، الذين قدموا من الولايات المتضررة من زلزال 6 فبراير، وحصلوا سابقاً على تصريح مغادرة، بالبقاء في إسطنبول حتى إشعار آخر. جاء ذلك وسط تقارير عن عمليات ترحيل قسري واسعة للسوريين من تركيا إلى بلادهم؛ بسبب مخالفة شروط الحماية المؤقتة، أو الإقامة في ولايات غير المسجلين فيها. ونفى وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، وجود حالات ترحيل لسوريين من حملة بطاقات الحماية المؤقتة (كيملك) بسبب الإقامة في ولاية غير الولاية الصادرة منها بطاقاتهم. وقال يرلي كايا، (الأربعاء)، إن مَن يُضبط تتم إعادته إلى ولايته وليس ترحيله، مضيفاً: «لا توجد مشكلة بالنسبة للسوري الذي يحمل (كيملك) المقيم في الولاية التي أصدرت بطاقته». وشدد الوزير التركي على أنهم يعملون بـ«حساسية بالغة» حيال مكافحة الهجرة غير الشرعية، التي باتت مشكلة عالمية، وأنهم لا يتهاونون فيها ويعملون على إخلاء المدن، خصوصاً إسطنبول، من المهاجرين غير الشرعيين، مشيراً إلى أنه تم ترحيل 16 ألفاً منهم خلال الشهرين الأخيرين. وقال إنه يوجد في تركيا حالياً 4 ملايين و888 ألفاً و286 مهاجراً شرعياً، وتم وقف منح تصاريح الإقامة للأجانب في الأحياء التي تزيد نسبتهم فيها على 20 في المائة من السكان. وأضاف أنه بالنسبة للسوريين، ونتيجة الخدمات التي وفرتها تركيا في الشمال السوري، عاد أكثر من 500 ألف سوري إلى بلادهم بشكل طوعي وآمن، لافتاً إلى أن «عدد سكان مدينة جرابلس بلغ مئات الآلاف بسبب العودة الطوعية بفضل الخدمات التي نقدمها هناك».

مقتل 4 عناصر من «قسد» بهجوم لمسيّرة تركية في سوريا

دمشق: «الشرق الأوسط».. قتل أربعة عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في هجوم شنته طائرة مسيرة قرب الحدود مع تركيا في وقت متأخر أمس (الجمعة)، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن بيان صادر عن الإدارة الكردية المستقلة في شمال شرقي سوريا. وتستهدف القوات التركية بالمسيرات والسلاح المدفعي بين حين وآخر مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، القوى العسكرية التابعة للإدارة الذاتية وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، في شمال سوريا وشمال شرقيها. وقد كثفت وتيرة استهدافاتها خلال الأسابيع الماضية. وشكلت وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، رأس حربة في مواجهة تنظيم «داعش» في سوريا. لكن أنقرة التي شنّت ثلاث هجمات سابقاً في سوريا، تصنّفها إرهابية، وتعتبرها امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على «قسد»، فرعاً من حزب «العمال الكردستاني» المحظور الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون جماعة إرهابية. وقال المركز الإعلامي لـ«قوّات سوريا الديمقراطية» في بيان إن طائرة مسيرة تركية استهدفت «قرية خربة خوي في منطقة عامودا، حيث ارتقى أربعة من مقاتلي واجب الدفاع الذاتي إلى مرتبة الشهادة». من جهته، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ بريطانيا مقرا ولديه شبكة واسعة من المصادر على الأرض، إلى أن المسيّرة هاجمت معسكر تدريب في محافظة الحسكة، ما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر «قسد» وإصابة ثمانية. وأشار المرصد إلى أن هذا الاستهداف هو الثاني بالطائرات المسيرة التركية لمناطق ريف الحسكة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وذكر المرصد أنه في 20 يونيو (حزيران) قتل ثلاثة موظفين من الإدارة الكردية بطائرة مسيّرة في ريف مدينة القامشلي. وأحصى المرصد مقتل 45 شخصا منذ بداية العام بضربات جوية تركية بينهم 10 مدنيين و35 عنصرا من «قسد» أو قوات حليفة لها. وتسيطر تركيا على شريط حدودي واسع في سوريا. وبعد قطيعة منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، بدأت أنقرة خلال الأشهر الماضية مباحثات مع دمشق برعاية روسية تتعلق باستئناف العلاقات.

4 قتلى بهجوم مسيّر تركي على معسكر لـ «قسد»

أوستن يدعو موسكو لوقف سلوكها غير المسؤول في سورية

الراي.. دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، موسكو إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول، ووقف «السلوك غير المسؤول»، وذلك عند سؤاله عن الهجمات الروسية على طائرة أميركية مسيرة في سورية. وأعلن الجيش الأميركي أن مسيرة من طراز «إم.كيو-9» تعرضت لأضرار «بالغة» عندما أصيبت بمقذوف ناري من مقاتلة روسية أثناء تحليقها فوق سورية الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأميركية في المنطقة. وقال أوستن عند سؤاله عن الحادث في مؤتمر صحافي في مدينة برزبين الأسترالية «ندعو القيادة الروسية إلى التأكد من أنها تصدر توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء والتأكد من وقف هذا السلوك غير المسؤول». وأوستن موجود الآن برفقة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أستراليا، لحضور الحوار الوزاري السنوي. وأضاف «سنواظب على التواصل عبر القنوات القائمة للتعبير عن مخاوفنا وسنواصل إشراك القيادة العليا كلما اقتضى الأمر. ولكن مرة أخرى سنواصل العمل كما عملنا دائماً في المجالات الجوية، وسنحمي مصالحنا ومواردنا». من ناحية ثانية، قتل أربعة عناصر من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في هجوم شنته طائرة مسيرة قرب الحدود مع تركيا، ليل الجمعة. وأفاد المركز الإعلامي لـ «قسد»في بيان بأن مسيرة تركية استهدفت «قرية خربة خوي في منطقة عامودا، حيث ارتقى أربعة من مقاتلي واجب الدفاع الذاتي إلى مرتبة الشهادة». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المسيّرة هاجمت معسكراً تدريبياً في محافظة الحسكة، ما أسفر عن مقتل أربعة من العناصر وإصابة ثمانية. وأشار إلى أن هذا الاستهداف هو الثاني بالطائرات المسيرة التركية لمناطق ريف الحسكة خلال الساعات الماضية. وأحصى المرصد مقتل 28 شخصاً منذ بداية العام بضربات جوية تركية بينهم 10 مدنيين و35 عنصراً من«قسد» أو قوات حليفة لها. وتسيطر تركيا على شريط حدودي واسع في سورية.

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم منطقة السيدة زينب في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن تنظيم «داعش»، الجمعة، مسؤوليته عن هجوم بعبوة ناسفة استهدف الخميس منطقة السيدة زينب في جنوب دمشق، أحد مواقع الحج الشيعية الرئيسية في سوريا. وقُتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح في الانفجار، بحسب السلطات السورية. وقال التنظيم المتطرف في بيان عبر تطبيق «تلغرام» مساء الجمعة، إن مقاتلين تابعين له «نجحوا في اختراق التشديدات الأمنية» في المنطقة و«تمكنوا من ركن وتفجير دراجة نارية مفخخة» الخميس «على تجمع للزوار الشيعة». وشددت السلطات السورية في الأيام الأخيرة الإجراءات الأمنية في منطقة السيدة زينب عشية ذكرى عاشوراء، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلن تنظيم «داعش» أن تفجيراً آخر نفّذه مقاتلوه الثلاثاء الماضي، «بالطريقة ذاتها، استهدف حافلة لنقل الزوار الشيعة قرب المنطقة ذاتها، وأدى لسقوط جريحين على الأقل وتدمير الحافلة».

الحسكة: عطش وحرّ وتدهور معيشي غير مسبوق

المشافي الحكومية تستقبل شهرياً 1300 حالة إسعاف لشربهم مياهاً ملوثة

(الشرق الأوسط).. الحسكة: كمال شيخو... لا تزال أزمة نقص المياه بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، مستمرة مع ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى 47 درجة مئوية، فاقمها انقطاع التيار الكهربائي وسط تدهور الوضع المعيشي بشكل غير مسبوق، وانخفاض الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي بعد تجاوزها عتبة 13 ألف ليرة. ونقل أهالي أحياء الغويران والنشوة الشرقية التي زارتها «الشرق الأوسط»، حاجتهم إلى المياه النظيفة وسط ارتفاع درجات الحرارة. وعلى الرغم من أن سكان الحسكة معتادون على حرارة فصل الصيف، فإن موجات الحر المستمرة هذا العام وصلت إلى حد أقصاه، تاركةً الأهالي يكافحون في التعامل مع الحرارة الزائدة في ظل ندرة المياه والكهرباء لتشغيل المكيفات والتبريد من لهيب الشمس الحارقة. تقول هاجر، البالغة من العمر 40 عاماً، وهي من سكان حي الغويران الواقع شرق المدينة، إن أهل الحسكة يشعرون بالعطش. «نحن 30 منزلاً في الحي ونتقاسم 8 براميل فقط مقدمة من المنظمات لتكون حصة كل عائلة أقل من نصف برميل من المياه النظيفة»، قالت هاجر التي كانت ترتدي أثناء حديثها ثوباً أسود وغطاء رأس متعدد الألوان، وهو اللباس المحلي المتعارف عليه بين نساء المنطقة. وذكرت كيف أنهم يعانون الأمرين بسبب هذه الأوضاع، وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات والتحديات الحالية ترتسم ابتسامة على وجهها لتقول: «تصدق حتى لو نعبي كمية قليلة من المياه النظيفة نفرح كثيراً، فهذه الفرحة تعادل فتح الحنفية سابقاً ونشرب مياها نظيفة». وأوضحت أن هذه المأساة تبدأ من تعبئة المياه إلى نقل البراميل لمنزلها، فتوزيع الأواني المخصصة للمياه النظيفة، حيث إن هناك أواني مخصصة للشرب فقط وأخرى تستخدم في غسل الصحون وتستعمل للاستحمام وتشغيل المكيفات التي تعمل على المياه إذا كانت خدمة الكهرباء متوفرة. وأضافت هاجر: «الجو حار جداً ونعاني من ساعات الصباح الباكر حتى مغيب الشمس إذا لم نتمكن من إعادة ملء الخزان». ويواجه مليون نسمة من أهالي الحسكة وقاطني المخيمات المنتشرة في هذه المحافظة، وضعاً كارثياً بسبب انقطاع مياه محطة آبار العلوك، بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة موالية نهاية 2019 على تلك المنطقة. وتعد المحطة المصدر الرئيسي لتغذية الحسكة وريفها وثلاثة مخيمات لمهجري مدينة رأس العين أو «سري كانيه» بحسب تسميتها الكردية. أما عبود المتحدر من حي الغويران، الذي يعمل سائق دراجة نارية لتحصيل قوت يومه، فكان يحمل قالب بوز لتبريد المياه وسط ارتفاع معدلات الحرارة لدرجات قياسية. قال إنه يحمل يومياً علبة المياه ويجول بها من خزان لآخر ومن شارع لآخر. «يومياً أخرج لعملي وأنا أحمل علبة المياه، أبقى مشغولاً بتعبئتها وتحصيل ربطة الخبز وشراء قالب بوز، كل اليوم أبقى أركض من دون جدوى، فالحياة بالحسكة باتت معدومة». وربط هذا الرجل انقطاع المياه بسياسة تركيا المعادية لسكان المنطقة، حيث وصف ممارساتها بـ«المحتلة»، مؤكداً أنه يشتري قالب البوز الواحد بمبلغ 14 ألف ليرة، (تعادل دولاراً و70 سنتاً). وقال: «الحرارة المستمرة وصلت هذا العام لحد لا يطاق، من دون كهرباء ومياه يكافح الناس بمفردهم كيفية التعامل مع درجات الحرارة الزائدة». وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة على توزيع المياه النظيفة، من أن بدائل ضخ المياه من محطة مياه العلوك غير كافية، حيث تقوم هذه الجهات بتوزيع المياه الصالحة للشرب عبر الصهاريج بشكل متقطع، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً حتى تصل إلى الشرائح الأكثر حاجة. وذكرت حليمة (33 سنة) التي تسكن في حي النشوة الشرقية وتقع بالجهة الجنوبية من المدينة، أنهم في كثير من الأحيان يُحرمون من تعبئة المياه التي توزعها بعض المنظمات والجهات الإنسانية، وتعزو السبب إلى «الازدحام الكبير من قبل الأهالي على الخزانات، يقفون قبلها بساعات لتعبئة 20 لتراً أو 30 لتراً، وكثير من الأحيان لا يحالفهم الحظ». وتجبر هذه السيدة كحال الكثير من سكان هذه المناطق المحرومة من المياه النظيفة لاستخدام المياه المالحة المرة رغم التحذيرات الطبية بعدم شربها. وإذ شددت على أنهم يُجبرون على استعمال المياه الملوثة، قالت: «أطفالنا يشربون منها من شدة العطش لكننا لا نعلم مصدرها وأضرارها، أطفال وشيوخ ونساء الجميع يلهثون خلف قطرة مياه حلوة، حالتنا حالة بكل أسف». وأعلنت «الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا» عبر بيان مطلع الشهر الحالي أن مدينة الحسكة وضواحيها «مناطق منكوبة» جراء انقطاع مياه الشرب. وقالت في بيان منشور على موقعها الرسمي: «الحسكة وتل تمر وقراهما ومخيما (واشو كاني) و(سري كانيه) مناطق منكوبة تكاد تنعدم الحياة فيها إلا بصعوبة بالغة»، متهمةً كلاً من تركيا وروسيا والحكومة السورية على حدٍّ سواء بالوقوف وراء ذلك لمحاربة «الإدارة الذاتية» وشعوب المنطقة لـ«خنق شعبنا ووأد تجربته الديمقراطية دونما شعور بمدى فداحة هذه الجريمة». وأثناء التجول في شوارع حي النشوة الشرقية، كانت سيدة تدعى سهام وعمرها في بداية عقدها الخامس، تجلس بجانب علب فارغة للمياه على قارعة الطريق، تنتظر صهاريج المياه التي توزعها منظمة محلية. نقلت أن الجيران في الحي «يشربون المياه المرة وتكون غالباً ممزوجة بمياه الصرف الصحي، فالوضع صادم للغاية مع ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات قياسية، أطفالنا يصابون بالإسهال الشديد واليرقان وضربات الشمس». أما الخزانات التي تبيع المياه النظيفة، فتباع كمية ألف لتر بمبلغ 20 ألف ليرة سورية (تعادل دولاراً و70 سنتاً). وأكدت سهام أن هذه الكميات «بالكاد تكفي حاجة العائلة لمدة 3 أيام نظراً للاستهلاك الكبير للمياه في فصل الصيف. هذه حلول لا تكفي نحن بحاجة لحلول جذرية». وذكرت مديرية صحة الحسكة الحكومية أن القطع المستمر لمياه محطة علوك أسفر عن ظهور أمراض والتهابات معوية. وكشف مدير الصحة عيسى الخلف في تصريحات صحافية أن المشافي الحكومية تستقبل شهرياً أكثر من 1300 حالة إسعاف معظمهم يكونون من الأطفال، «المشافي الحكومية وسط المدينة تستقبل شهرياً نحو 1350 حالة إسعاف من الالتهابات المعوية الحادة، معظمها عند الأطفال جراء قطع تركيا لمياه الشرب عن مدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها». وأشار الخلف إلى أن الكثير من الأهالي يلجأون إلى مياه غير موثوقة المصدر سواء للشرب أو للاستعمال المنزلي، الأمر الذي سبّب تفاقم عدد كبير من الأمراض والالتهابات المنتشرة هذه الأيام بين سكان المدينة.



السابق

أخبار لبنان.. هل يقلب باسيل الطاولة وينتخب فرنجية؟..باسيل يمهّد لـ «قلْب الطاولة» بمبادلةٍ بين فرنجية و..ضمانات..مفتي الجمهورية: دول اللجنة الخماسية صمام أمان للبنان..نهاية «عهد سلامة» في «المركزي» اللبناني..

التالي

أخبار العراق..خصوم الحلبوسي حائرون بين إزاحته من منصبه أو التحشيد لانتخابات مجالس المحافظات..حريق يؤدي إلى انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء العراق.. حادثة اعتداء على ضابط مرور تثير جدلاً حول أحد نواب المالكي..

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,383,543

عدد الزوار: 7,755,911

المتواجدون الآن: 0