أخبار مصر وإفريقيا..مصر وأميركا تستعدان لـ«أكبر مناورات عسكرية» منذ سنوات..«أبومازن» في القاهرة..مشاورات مع السيسي وحضور اجتماع «أمناء الفصائل الفلسطينية»..آلاف الجثامين المتحللة في مشارح الخرطوم..المنفي ينقل عن بوتين حرصه على دعم الاستقرار في ليبيا..الجزائر تتعهد بأن تصبح «بوابة» أفريقيا في مجال الاستثمار والتنمية..ملك المغرب: علاقاتنا مع الجزائر مستقرة ونأمل فتح الحدود بين البلدين..الصومال يتطلع للانضمام إلى «إيساف» لتسهيل المساعدات العسكرية..بوتين: المبادرة الأفريقية حول أوكرانيا قد تكون أساساً للسلام..عبد الرحمن تياني «رجل ظل» انقلب على رئيس النيجر..الانقلابات تُعرقل القتال ضدّ الإرهابيين في منطقة الساحل..

تاريخ الإضافة الأحد 30 تموز 2023 - 7:23 ص    عدد الزيارات 850    التعليقات 0    القسم عربية

        


مصر وأميركا تستعدان لـ«أكبر مناورات عسكرية» منذ سنوات..

ناقشتا تحسين الأمن على الحدود مع قطاع غزة ومعبر رفح

القاهرة: «الشرق الأوسط».. تستعد مصر والولايات المتحدة لإقامة مناورات عسكرية هي «الأكبر منذ سنوات»، بحسب بيان أميركي، أشار إلى استئناف مناورات «النجم الساطع» في مصر الشهر المقبل، بمشاركة أكثر من 7000 عسكري من 33 دولة. وأجرى الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، زيارة إلى مصر، شملت تفقد معبر «رفح» الحدودي بشمال سيناء، ووفق إفادة لـ«سينتكوم»، فإنه ناقش مع عسكريين مصريين «تحسين الأمن على الحدود بين مصر وقطاع غزة، مع إيلاء أهمية خاصة لمعبر رفح الحدودي». وتأتي الزيارة غداة حادث مقتل 3 جنود إسرائيليين وفرد أمن مصري، بالقرب من الحدود بين البلدين، مطلع يونيو (حزيران) الماضي، أعقبها تحقيق مصري - إسرائيلي مشترك في الواقعة. وخلال زيارته مصر، التقى الجنرال كوريلا برئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق أسامة عسكر في القاهرة، وقائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب محمد ربيع عند معبر رفح الحدودي بشمال سيناء. وذكرت «سينتكوم»، في بيان مساء الجمعة، أن الرحلة «ركزت على المخاوف الأمنية المشتركة، بما في ذلك أمن الحدود، وتعزيز التدريب المشترك، والفرص المتاحة لتعزيز الشراكة العسكرية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة ومصر». وأعرب كوريلا عن «امتنانه للفريق أسامة عسكر على دور مصر القيادي المستمر في قضايا الأمن الإقليمي ودورها خلال عمليات الإجلاء الأخيرة لغير المقاتلين من السودان»، وفقاً للبيان، الذي تحدث كذلك عن الاستعدادات النهائية لمناورات «النجم الساطع»، وقال إنها «ستقام الشهر المقبل، وستكون الأكبر من نوعها منذ سنوات»، وركز القائدان بشكل خاص على «إطلاق النار الحي والتخطيط لسير المناورات التي تشمل أكثر من 7000 عسكري من 33 دولة». وقال الجنرال كوريلا إن «تطور المناورات هو المفتاح لتحسين إمكانية التشغيل البيني بين قوات القيادة المركزية والقوات المسلحة المصرية وجميع القوات الإقليمية الأخرى المشاركة»، وأضاف أن «للقيادة المصرية دوراً بالغ الأهمية للأمن في المنطقة»، كما ناقش «الجهود المستمرة لتحسين الأمن على الحدود بين مصر وقطاع غزة مع إيلاء أهمية خاصة لمعبر رفح الحدودي». وزار القائد الأميركي معبر رفح الحدودي في شمال سيناء، ووفق البيان، فإن كوريلا التقى قائد الجيش الميداني الثاني المصري، وزارا عدة منشآت في موقع المعبر وتوجها إلى بوابة المعبر الحدودي لـ«مناقشة القدرات الحالية والتحسينات المقبلة»، حيث جرت «مناقشات صريحة وبناءة مع مصر»، وصفها كوريلا بأنها «سمة مميزة للعلاقة القوية بين البلدين»، وأنها تعبر عن «رغبة مشتركة في استقرار المنطقة، باعتبارها أساس الدعم العسكري المتبادل لأكثر من 30 عاماً». وكان المتحدث باسم الجيش المصري قال، في بيان الخميس، إن اللقاء بين الجنرال كوريلا والفريق أسامة عسكر تناول «موضوعات ذات اهتمام مشترك في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والأميركية». وأضاف المتحدث العسكري المصري أن رئيس أركان الجيش أعرب عن «اعتزازه بالعلاقات الراسخة التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين»، مؤكداً «حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعزيز آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات العسكرية والأمنية».

«أبومازن» في القاهرة..مشاورات مع السيسي وحضور اجتماع «أمناء الفصائل الفلسطينية»

قادة أفريقيا مع بوتين: مستمرون في العمل على إنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية

الراي... | القاهرة ـ من محمد السنباطي وفريدة محمد |

- تحركات مصرية لمساندة القرارات الشرعية لحل الأزمة الليبية

- اليوم... انطلاق فعاليات الأسبوع الخامس من الحوار الوطني

بعد لقاءات متنوعة، وجلسات متتابعة على مدى يومين، ضمن فعاليات القمة الروسية الأفريقية، في سان بطرسبورغ الروسية، وقبيل ختام أعمال القمة، شارك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ليل الجمعة، في اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقادة الدول الأفريقية المشاركين في مبادرة الوساطة الأفريقية لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية، استبقه القادة، باجتماع خاص في ما بينهم. وقال الناطق الرئاسي المصري أحمد فهمي، إن القادة تابعوا مع بوتين، «مستجدات مبادرة الوساطة»، وأكدوا أن «أفريقيا لها مصلحة أساسية في العمل على إنهاء النزاع، بالنظر لآثاره السلبية الهائلة على عدد من القطاعات الحيوية، أمن الغذاء والطاقة والتمويل الدولي، وتم التوافق على استمرار العمل المكثف على دفع المبادرة الأفريقية من خلال بلورة الآليات اللازمة لتشجيع الجانبين الروسي والأوكراني على الانخراط فيها بشكل إيجابي خلال الفترة المقبلة». من ناحية ثانية، أعلنسفيرفلسطين في القاهرة دياباللوح،وصولالرئيسمحمودعباس (أبومازن)،إلىمصر، أمس،فيزيارةرسميةتستغرقيومين، تلبية لدعوة من السيسي، حيث يتناولان آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والجهود المصرية لإنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام. وينتظر أن يفتتح «أبومازن»، اليوم، اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة، لبحث سبل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على القدس والضفة الغربية و قطاع غزة.

ليبياً، وبعد ساعات قليلة من بيان مصري عن أهمية احترام تحركات وقرارات مؤسسات الدولة الليبية، وإعلاء مصالح الوطن من أجل الاستقرار، قالت مصادر معنية إن القاهرة تجري مشاورات مع دول عدة وجهات عربية وأوروبية وأممية، من بينها تركيا، من أجل مساندة قرارات الشرعية، والعمل على إنهاء أزمات الاستحقاقات الدستورية، وإنهاء أزمة الميليشيات. وفي ملف حقوق الإنسان، عربياً، تسلمت مصر، أمس، الرئاسة الدورية للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، خلال انعقاد مؤتمر الشبكة وجمعيتها العامة الـ 20 في القاهرة، تحت عنوان«المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان... الأدوار والتحديات والرؤى والطموحات». ويهدف المؤتمر، الذي يعقد على مدار يومين، إلى مناقشة «أفضل الممارسات والدروس المستفادة؛ التحديات التي تواجه المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان؛ تحديد الأولويات والاحتياجات وتعزيز دور الشبكات والمنظمات الدولية والإقليمية لدعم المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان».

الحوار الوطني

محلياً، وبعد توقف طويل في فترة إجازات الأعياد، وما بعدها، يستأنف مجلس أمناء، اليوم، جلسات الأسبوع الخامس بـ«المحورالسياسى»، ويتناول، قانون مباشرة الحقوق السياسية؛ قانون الإدارة المحلية وحل تحديات العمل النقابي العمالي، على أن تعقد جلسات المحور الاقتصادي، الثلاثاء، وجلسات المحور المجتمعي، يوم الخميس. أمنياً، نفى مصدر أمني، ما تداولته صفحات تابعة لجماعة «الإخوان» الإرهابية، من ادعاءات حول إضراب عدد من نزيلات مراكز الإصلاح والتأهيل عن الطعام. كما نفى، ما تداولته محطات إخوانية، عن وفاة أحد الأشخاص داخل أحد مراكز الشرطة في محافظة الدقهلية، بزعم تعرضه لانتهاكات. وقال إن الشخص المعني، «عنصر جنائي» ومحبوس على ذمة قضية إتجار في مواد مخدرة، وتوفي أثناء تلقيه العلاج نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية.

هل ما زالت الثانوية العامة «بُعبع» المصريين؟

وسط ترقب واسع لإعلان نتائجها

الشرق الاوسط...القاهرة: إسماعيل الأشول.. بضربات قلب سريعة، وعيون زائغة، ومعدة تمتنع عن تناول الطعام من فرط التوتر العصبي، رفع محمد بدوي (47 عاماً) مُقيم في محافظة الشرقية (دلتا مصر) يده إلى السماء، وتضرع إلى الله بصوت متهدج «اللهم أجبر بخاطرنا... وفرحنا فرحة كبيرة». بدوي، يُعد واحداً من بين أكثر من مليون ولي أمر يترقبون إعلان نتيجة الثانوية العامة المصرية، التي يرى متابعون أنها صارت «حمى سنوية» زادها القلق، تنتشر في ربوع البلاد. وضجّت «السوشيال ميديا» خلال الساعات الماضية بتفاعلات وأحاديث عن نتائج الثانوية العامة، وتوقعات الكليات، وسط «كوميكسات» و«تدوينات» تناول بعضها أدعية طلباً للنجاح، والبعض الآخر تناول «سخرية» من الاتصالات التي تتلقاها الأسر وقت إعلان النتيجة، حيث كتبت أمينة عبد الحميد الأربعينية: «وقت إعلان النتيجة (محدش) يتصل علي لأني هكون أكيد (مش فاضية)». يأتي هذا الحديث «السوشيالي» في وقت تترقب فيه الأسر المصرية إعلان نتائج الثانوية بشكل رسمي، خصوصاً بعدما ترددت أنباء متضاربة (السبت) بشأن موعد ظهورها. وتاريخياً، كان مصطلح «بُعبع» سائداً عند الأسر المصرية عن الثانوية العامة؛ لأن البعض عدّها «عنق الزجاجة» التي ترسم ملامح مستقبل الطلاب، على حد زعمهم، حيث يحدد المجموعُ الكليةَ التي سيلتحق بها الطالب، فضلاً عن أن هناك صراعاً قديماً ولا يزال قائماً من الأسر على إلحاق أبنائهم بـ«كليات القمة» في الجامعات الحكومية وهي (مجموعة الكليات الطبية والهندسية للقسم العلمي، والاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام للقسم الأدبي)، رغم وجود التعليم الخاص في البلاد. لذا تظل الثانوية العامة مرحلة مهمة في حياة الأسر، حيث تجتهد غالبية الأسر في توفير نفقات (الدروس الخصوصية)، التي تتصارع على مكاسبها المراكز التعليمية الخاصة (السناتر)، وسط جهود «مكثفة» ومحاولات من وزارة التربية والتعليم لتوفير الخدمات التعليمية في المدارس، وكذا توفير «منصات تعليمية مجانية» للطلاب. وقالت وزارة التربية والتعليم في مصر (السبت) إن «نتيجة الثانوية العامة تمر بعديد من مراحل المراجعة والتدقيق لضمان خروجها بما يضمن تحقيق العدالة والدقة». وأكد متحدث «التربية والتعليم»، شادي زلطة، أن وزير التربية والتعليم المصري، الدكتور رضا حجازي «سيعلن رسمياً موعد النتيجة فور الانتهاء من الإجراءات المتعلقة بها كافة». وأهاب بوسائل الإعلام (السبت) «تحري الدقة والالتزام بالبيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة؛ منعاً لإثارة البلبلة وتشتيت الطلاب وأولياء الأمور». الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، الدكتور حسن شحاتة، يتوقع أن تصبح تجربة العام الحالي لمنظومة الثانوية العامة في مصر «بداية (حقيقية) لتجاوز (كوابيس) و(بعبع) الثانوية العامة». «خاض امتحانات الثانوية العامة هذا العام 783 ألف طالب، منهم 276 ألف طالب في الشعبة الأدبية، و391.6 ألف طالب في الشعبة العلمية (علوم)، و98.6 ألف طالب في الشعبة العلمية، (رياضيات)»، بحسب إحصاء لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري. عن الضغوط الأسرية التي تواكب إعلان نتائج الثانوية العامة، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في مصر، الدكتور سعيد صادق، لـ«الشرق الأوسط»، إن العامل الاقتصادي «يُفسر كثيراً من هذه الضغوط السنوية على الطلاب وأسرهم». وشرح صادق أن «المسألة نسبية؛ فالقادرون على توفير خيارات بديلة لكليات القمة بالجامعات الحكومية، لا يواجهون الضغوط نفسها التي يعيشها طلاب فقراء يعوّلون هم وأسرهم، على تحقيق ارتقاء اجتماعي عبر التعليم». ويضيف: «هنا ينشأ رعب ضياع الحلم، وما يجلبه من ضغط نفسي واجتماعي». ويتشارك الجميع - بحسب صادق - خوف تبدد الحلم بالنسبة لكليات مثل الطب، حيث تحظى دراسة الطب والهندسة بسمعة عالية في الجامعات الحكومية، لكنه يستدرك: «بالنسبة لشرائح تتمتع بالثراء، فقد تتوفر لأبنائهم فرص أفضل مثل السفر للدراسة في الخارج، وبعضهم يبتعد عن الثانوية العامة ويلتحق بشهادات دولية بديلة». ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي أن هذه الضغوط «مبررة؛ لأنها ترتبط بمرحلة فاصلة، ويتحدد بناء عليها مستقبل الطلاب الذين تراهن عليهم أسرهم». حول الصراع الموسمي على ما يُعرف بـ«كليات القمة». قال شحاتة لـ«الشرق الأوسط» إن تنوع الجامعات الجديدة في مصر ما بين أهلية، وحكومية، وخاصة، وما تقدمه من «برامج»، «يُعزز فُرص تحقيق طموحات الطلاب وأولياء أمورهم». وبحسب تقارير محلية (السبت) فإن نسبة النجاح المتوقعة في نتيجة الثانوية العامة هذا العام قد تتراوح ما بين 78 و79 في المائة، مقارنة بـ75.04 في المائة العام الماضي، و74 في المائة في عام 2021. وهنا دعا صادق لـ«مواجهة (ظاهرة الغش) في الامتحانات، وكذا تطوير منظومة التعليم لوقف الظاهرة». وأضاف أنه «في ظل ظاهرة (الدروس الخصوصية) التي لا يستطيع الجميع تحمل تكلفتها، ينشأ الإحساس بعدم المساواة بين الأسر، وبالتالي يفتقر المجتمع إلى المساواة في التعليم، وتنتفي عنه صفة المجانية». ويتصدر وسم #الثانوية_العامة الموضوعات الأكثر رواجاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر... وتتنوع مشاركات المستخدمين بين داعين إلى دعم الطلاب، والدعاء لهم، والقبول بالنتيجة أياً كانت.

الساحل «الطيب» و«الشرير»... منتجعات سياحية مصرية تعكس الفروق الطبقية

القاهرة: «الشرق الأوسط».. «طيب» و«شرير»... وضع مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي في مصر هذين التصنيفين للمنتجعات السياحية في الساحل الشمالي للبلاد على البحر المتوسط وفقاً لمعايير؛ منها أسعار السلع والخدمات والمستويات الاقتصادية والاجتماعية لرواد هذه المنتجعات، وهما تصنيفان ينذران بالخطر، وفقاً لخبراء. وانتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع فيديو لشخصيات عامة ومشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقدون الارتفاع الكبير في الأسعار، والابتعاد عن عادات وتقاليد المجتمع، في هذه المنتجعات السياحية التي اعتاد الكثير من المصريين قضاء إجازاتهم الصيفية فيها، وفقا لما اوردته وكالة أنباء العالم العربي. وكتب المخرج السينمائي خالد يوسف في حسابه على «فيسبوك»: «بجد ومش تحيز لبلدنا ده واحد من أجمل شواطئ العالم... بس يا خسارة الحلو ميكملش، لأنه واحد من أغلى شواطئ العالم في تكلفة الإقامة والمعيشة لدرجة أني أكاد أجزم أنه لا يستطيع الاستمتاع به إلا 5 في المائة من أهل مصر». وتنتشر المنتجعات السياحية على ساحل البحر المتوسط من غرب الإسكندرية، ثاني كبرى المدن المصرية، إلى حدود محافظة مطروح في شمال غرب البلاد. وتتميز هذه المنطقة الساحلية، التي يبلغ طولها 265 كيلومتراً، بمياهها النقية وتزدهر خلال أشهر الصيف من يونيو (حزيران) إلى سبتمبر (أيلول). ويتراوح إيجار المنازل الصيفية بين ألفي جنيه و10 آلاف جنيه لليلة الواحدة في منتجعات ما يطلق عليه المصريون «الساحل الطيب»، وهي المنطقة الممتدة من حدود الإسكندرية وحتى منتصف المسافة تقريباً إلى مطروح على ساحل البحر المتوسط، بينما يتراوح إيجار الوحدات بين 8 آلاف و50 ألف جنيه لليلة الواحدة في منتجعات «الساحل الشرير». وعزا أمير عبد التواب، صاحب إحدى الشركات العقارية، التفاوت في الأسعار إلى الإقبال الكبير على منتجعات الساحل الشمالي الجديدة، التي تبدأ من بعد قرية الدبلوماسيين السياحية وحتى مطروح. وقال عبد التواب لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): «هناك إقبال كبير من المصريين والعرب على هذه القرى، وهناك بعض الشركات التي تتعمد رفع الأسعار حتى تجذب أبناء الطبقات الغنية فقط». وأضاف: «المنطقة القديمة من الساحل الشمالي عادة ما يرتادها أبناء الطبقات المتوسطة الذين يتمسكون بعادات وتقاليد المجتمع». ولا يرى محمد الجمال، الذي يقضي إجازته الصيفية في الساحل الشمالي، أن المشكلة ليست في ارتفاع الأسعار في المنتجعات الموجودة في الجزء المعروف باسم «الساحل الشرير»، ولكن في كونها غير مناسبة للعائلات. وقال الجمال لوكالة أنباء العالم العربي: «نستمع نحن العائلة هنا بعيداً عن الانفتاح الكبير، بعض القرى تفرض نوعاً معيناً من لباس البحر الذي لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا».

* مؤشر خطير

رغم تناول الأمر بطريقة ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ترى سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هذه التصنيفات الطبقية تعد مؤشراً خطيراً على عدم رضا بعض المصريين عن وضعهم الاقتصادي. وأبلغت وكالة أنباء العالم العربي: «هذه الحالة ناتجة عن غياب الدور التربوي للأسرة ووسائل الإعلام، والاعتماد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها أحد مصادر الحصول على المعلومات التي تشكل قيمنا الخاصة». وأضافت: «منذ عشرات السنين هناك مناطق تقتصر على الأغنياء وأخرى للطبقتين المتوسطة والفقيرة، لكن الجديد هو الجدل والمكايدة التي يروج لها بعض مرتادي ما يطلق عليه الساحل الشرير». تعاني مصر من أزمة اقتصادية حادة وشحاً في العملات الأجنبية، وفقدت عملتها المحلية أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار منذ مارس (آذار) 2022، وارتفع التضخم بصورة حادة بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على اقتصادها، ليسجل 35.7 في المائة على أساس سنوي في يونيو. وفي خضم هذه الأزمة الاقتصادية، توجد طبقة من الأثرياء استفادت بصورة كبيرة، وفقاً لرشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية. وقال عبده لوكالة أنباء العالم العربي: «في حالة الانفلات التي تعاني منها الأسواق، وعدم توافر السلع والخدمات وتحديد سعرها وفقاً للعرض والطلب دون تدخل من الدولة، زادت معاناة الطبقة المتوسطة، وارتفعت مكاسب طبقة الأغنياء من التجار ورجال الأعمال». وأشار رئيس المنتدى الاقتصادي إلى أن «هناك مخاوف من انتقال ظاهرة الارتفاع الكبير في الأسعار إلى باقي قرى الساحل الشمالي في ظل عدم وجود رقابة من الدولة... ليُحرم غالبية المصريين من قضاء وقت مع أسرهم على شواطئ البحر المتوسط».

آلاف الجثامين المتحللة في مشارح الخرطوم

مدير عام «الصحة» لـ«الشرق الأوسط»: لا كوادر أو كهرباء

الشرق الاوسط...ودمدني السودان: وجدان طلحة.. تقبع أكثر من 3 آلاف جثة في 3 من مشارح العاصمة السودانية الخرطوم، من دون أن تتوافر معلومات كافية عن أوضاع تلك المشارح منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) الماضي. وقال مدير عام وزارة الصحة في ولاية الخرطوم محمود القائم لـ«الشرق الأوسط» إن جميع المشارح مغلقة، ولا توجد فيها كوادر طبية؛ لأنها تقع في مناطق الاشتباكات، كما أن الحرب تسببت في انقطاع شبه مستمر للتيار الكهربائي. من جانبه، عبّر مدير هيئة الطب العدلي هشام زين العابدين لـ«الشرق الأوسط» عن خشية الهيئة من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الجثامين المتحللة، خصوصاً مرض الطاعون؛ «لأن الفئران تدخل المشارح وتتغذى على الجثامين وربما الكلاب والقطط الضالة أيضاً، من دون وجود وسائل مكافحة فعالة، ما اضطر الهيئة لاستخدام المبيدات للقضاء على القوارض والحشرات». وأوضح أنه «منذ ما قبل الحرب تحللت الجثامين في المشارح، وتحولت إلى أكوام لحم، ولا يوجد جثمان مكتمل. والآن أصبحت الجثامين كأنها في الشوارع بسبب الحرب، ولا يوجد أطباء أو كوادر طبية، فضلاً على انقطاع التيار الكهربائي لتشغيل المبردات». وأضاف أن استمرار الحرب حال دون معرفة مدى الضرر الذي لحق بالمشارح. ويعتقد أن بعض هذه الجثامين تعود لأشخاص قتلوا على أيدي قوات عسكرية أثناء فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في 3 يونيو (حزيران) 2019، بالإضافة إلى ضحايا موجة الاحتجاجات التي أعقبت انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وأخيراً بعض ضحايا الحرب الحالية التي بدأت في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

السودان: الجيش يتهم الدعم السريع بقتل 4 أطفال وامرأة بقصف على الخرطوم

الخرطوم: «الشرق الأوسط».. اتهم الجيش السوداني، اليوم السبت، قوات «الدعم السريع» بقتل أربعة أطفال وامرأة وإصابة أخرى في قصف مدفعي على العاصمة الخرطوم. وقال الجيش في بيان نشره على «فيسبوك»: «قامت الميليشيا المتمردة مساء اليوم بقصف مدفعي على حي الرميلة بجوار سلاح المدرعات، ما أدى إلى وفاة أسرة تتكون من أربعة أطفال وإصابة والدتهم إصابة بليغة، كما توفيت امرأة أخرى بالحي نفسه متأثرة بجراحها». وتبادل الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» القصف المدفعي، اليوم السبت، من مدينة بحري ومنطقة كرري بشمال أمدرمان، مع عدم وجود أي إشارات على نهاية للصراع الممتد منذ أربعة أشهر. وقال مصدر عسكري مقرب من الجيش لوكالة أنباء العالم العربي إن قصفاً مدفعياً نفذته قوات «الدعم السريع» من مدينة بحري استخدمت فيه قذائف الهاون استهدف منطقة وادي سيدنا التي ينطلق منها طيران الجيش، مضيفاً أن المقذوفات سقطت في عدد من أحياء المنطقة.

تباين حول شروط الجيش السوداني للعودة إلى «مفاوضات جدة»

أكد جاهزيته لاستئناف المباحثات

الشرق الاوسط...ودمدني السودان: محمد أمين ياسين.. أكدت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، استعداد وفد الجيش للعودة إلى مفاوضات «جدة» متى ما تمكن الوسيطان السعودي والأميركي من تذليل العقبات التي حالت دون مواصلة المباحثات. وانسحب وفد الجيش من المفاوضات يوم الأربعاء الماضي، متهماً «قوات الدعم السريع» بعرقلة التوصل لاتفاق وقف العدائيات بسبب رفضها إخلاء المنازل والمرافق الخدمية. لكن قوات الدعم السريع عزت تعثر الاتفاق لاشتراط وفد الجيش فتح ممر آمن لخروج قياداته المحاصرة في مقار عسكرية بالخرطوم، مشددة على أنها لن تسمح بذلك إلا بعد توقيع الاتفاق النهائي. وعبّرت الخارجية، في البيان، عن رغبة السودان في التوصل إلى اتفاق عادل بوقف العدائيات يمهد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب. وذكرت «أن الخارجية تجدد تقديرها للجهود التي تبذلها السعودية وأميركا لتسهيل جولات مفاوضات جدة، وحرصهما على إنجاحها». وقالت إن تعنت قوات الدعم السريع وعدم انصياعها لتنفيذ التزاماتها الموقعة عليها هما السبب وراء تعثر «مفاوضات جدة»، ما حدا بوفد الجيش للعودة إلى البلاد. وأمس، رهن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الشهير باسم «حميدتي»، إنهاء الحرب في وقت عاجل بتنحي قيادة الجيش الحالية. وتقول قوات الدعم السريع إنها تحاصر قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق شمس الدين كباشي، وقادة من كبار الضباط في المقر الرئيسي لقيادة الجيش، وسط العاصمة الخرطوم. وظهر البرهان والكباشي أكثر من مرة في محيط المكان في تسجيلات مصورة. من جهة أخرى، اتهم نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، «قوات الدعم السريع» بارتكاب جرائم بشعة بحجم لا يمكن تصوره ضد المدنيين، مشيراً إلى استهدافها بعض الجماعات العرقية بإقليم دارفور في أبشع الجرائم ضد الإنسانية، التي وجدت إدانات من قبل كثير من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية. وقال عقار لدى مخاطبته القمة الروسية الأفريقية، بمدينة سانت بطرسبرغ، إن الأزمة الراهنة في السودان سببها قوات «الدعم السريع» التي شنت حرباً شاملة على العاصمة الخرطوم وبعض المدن في الولايات، ما تسبب بجرائم بشعة ومعاناة إنسانية غير مسبوقة. وأضاف أن القوات المتمردة لا تلتزم بأي قواعد للاشتباك، ولا تحترم القوانين الدولية الإنسانية، ولجأت إلى استخدام المواطنين دورعاً بشرية، كما اعتدت على البعثات الدبلوماسية والعاملين في المجال الإنساني. وجدد ترحيب السودان بكل المبادرات، خاصة الإقليمية، شريطة احترام سيادة البلاد وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

المنفي ينقل عن بوتين حرصه على دعم الاستقرار في ليبيا

أعضاء بـمجلس النواب يرون أن ممارسات البعثة الأممية «أصبحت مشوبة بالغموض»

الشرق الاوسط....القاهرة: خالد محمود.. بينما واصل أعضاء مجلس النواب الليبي التصعيد ضد بعثة الأمم المتحدة في البلاد، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «حرصه على دعم الاستقرار في ليبيا للإسراع في إجراء الانتخابات المؤجلة». وندد بيان لنحو 60 نائباً برلمانياً في ليبيا، مساء الجمعة، بالبيان الأخير للبعثة الأممية، وعدوه «يستهدف تفريغ توافق مجلسي (النواب) و(الدولة) بشأن خريطة الطريق إلى الانتخابات من محتواه، والتقليل من أهميته، في حين أنه يعد أساساً لتوافق عريض بين الليبيين من أجل الوصول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية». وذكّر البيان عبد الله باتيلي، رئيس البعثة، بأن هذا التوافق بين المجلسين «كان مطلباً أساسياً لكل من سبقه في رئاسة البعثة، لكونه يأتي تنفيذاً لنصوص الاتفاق السياسي الليبي، الذي جاء ثمرة عمل مضن وشاق، أشرفت عليه بعثة الأمم المتحدة آنذاك، وأصبح الآن وثيقة دستورية مهمة». كما اتهم البيان البعثة الأممية بأن ممارساتها أصبحت «مشوبة بالغموض، وتبدو وكأنها تعمل ضد التوافق الليبي»، وحذرها من مغبة مواقفها في الفترة الأخيرة، ودعاها للالتزام بمهامها الموكلة إليها، وحصر مهامها في دعم المؤسسات السياسية الليبية، وعدم التدخل في الشأن الليبي. إلى ذلك، نقل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقاه (مساء الجمعة) على هامش النسخة الثانية من القمة الأفريقية – الروسية، «حرصه على دعم الاستقرار في ليبيا للإسراع في إجراء الانتخابات، وتفعيل التعاون المشترك بين البلدين، والمشروعات المتوقفة عبر لجنة مشتركة بين البلدين». وقال المنفي في بيان وزعه مكتبه إنه أكد في المقابل على «أهمية القمة والشراكة الروسية - الأفريقية في خلق الاستقرار بالقارة، والأمن الغذائي العالمي»، لافتاً إلى امتلاك المجلس الرئاسي «رؤية شاملة لتحقيق الاستقرار، ويعمل على تنفيذها بالتنسيق الوثيق مع عبد الله باتيلي، ما يتطلب دعم مجلس الأمن لاستمرار جهود المصالحة الوطنية، بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي». كما ناقش المنفي مع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، العملية السياسية في ليبيا، والتقدم المُحرز في عملية المصالحة الوطنية وملف الانتخابات. ونقل عنه إشادته بما وصفه بـ«الدور المميز»، الذي يقوم به المنفي في كل المسارات الوطنية. ومن جانبه أعرب المنفي عن تطلع ليبيا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفعيل أطر التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة. إلى جانب مواصلة التنسيق بشأن قضايا القارة الأفريقية ذات الاهتمام المتبادل. إلى ذلك، عد رئيس الكونغرس التباوي، عيسى عبد المجيد، «الحدود الليبية مع دولة النيجر غير محمية، وليست هناك قوات مستمرة لضبط الأوضاع هناك، حتى بعد الأحداث الأخيرة». وطالب في تصريحات تلفزيونية، مساء الجمعة، اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بـ«معالجة الأمر». كما أوضح عبد المجيد أن «هناك خطورة مما حدث في النيجر على الوضع الأمني في ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء»، محذرا من أنه في «حال حدوث صدام عسكري في النيجر فستتعرض المنطقة بأكملها لعدم الاستقرار، وسينشط فيها الإرهابيون، وتجار المخدرات والبشر، ما سيؤثر سلباً حتى على أوروبا والبحر المتوسط».

الجزائر تتعهد بأن تصبح «بوابة» أفريقيا في مجال الاستثمار والتنمية

رافعت لـ«نظام دولي عادل» في «قمة روسيا – أفريقيا»

الجزائر: «الشرق الأوسط».. تعهدت الجزائر خلال «القمة الثانية للشراكة بين روسيا وأفريقيا»، التي انتهت أشغالها أمس بسان بطرسبرغ، بأن تصبح «بوابة» يدخل منها المستثمرون الروس إلى القارة السمراء، ورافعت لمصلحة «شراكة أفريقية - روسية قوية ومربحة للطرفين، من أجل بروز نظام دولي عادل». وأكد رئيس الوزراء الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن، أمس (الجمعة)، في تصريحات للصحافة على هامش «قمة روسيا - أفريقيا»، أن «مؤشرات التنمية الإيجابية التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة، تجعل منها بوابة أفريقيا ضمن الشراكة الاستراتيجية مع روسيا»، مبرزاً أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا، منتصف يونيو (حزيران) الماضي، «أعطت دفعاً كبيراً للعلاقات الثنائية، ما يجعل الجزائر بوابة للولوج إلى أفريقيا». وتم خلال الزيارة إطلاق «شراكة استراتيجية» بين البلدين، شملت الكثير من القطاعات منها الطاقات المتجددة. وكان وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف أعلن، الخميس، عن اتفاق مع الجزائر لإنتاج مليوني متر مكعب من الغاز يومياً بدءاً من 2026، كما كشف عن استثمارات روسية واعدة بصحراء الجزائر، تخص الهيدروكربونات. ومما جاء في تصريحات بن عبد الرحمن أن الجزائر وموسكو «تعملان على مقاربة وضعها رئيس الجمهورية ونظيره الروسي للمضي نحو تكريس الشراكة المعمقة»، مشيراً إلى أن بلاده تعد ثاني شريك تجاري لروسيا في أفريقيا. وأكد بن عبد الرحمن أن أهم ما في المؤشرات الإيجابية، التي سجلها الاقتصاد الجزائري، ارتفاع الدخل الفردي إلى 4800 دولار، بينما قدر الناتج الداخلي الخام بـ255 مليار دولار، مع نسبة نمو قد تتجاوز 5 في المائة في 2023، زيادة على تخلص البلاد من الدين الخارجي. وأضاف قائلاً: «لقد تحققت هذه المؤشرات بفضل الحركية الاقتصادية، التي تعرفها الجزائر في سياق الإجراءات التي اتخذتها الدولة، وبفضل قانون الاستثمار الجديد، الذي سمح باعتماد مشاريع تتعدى قيمتها 7.2 مليار دولار، ما سيمكن من إحداث 50 ألف منصب شغل». وفي لقاء مع مستثمرين جزائريين في معرض اقتصادي أقيم بسان بطرسبرغ، حثّ رئيس الوزراء على «الاستثمار في مختلف القطاعات»، وعلى «عدم تفويت الفرص التي يتيحها الاقتصاد الوطني، لا سيما في مجال الخدمات». ولفت إلى «القدرات الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر، لا سيما في مجال السياحة والتكنولوجيات الرقمية، مما يخلق الثروة ومناصب الشغل»، مؤكداً أن السلطات العمومية «وفّرت جميع التسهيلات، واتخذت تدابير تحفيزية لصالح المؤسسات المصدرة». كما وعد بإطلاق «مجلس أعلى للمصدرين قريباً للتكفل بانشغالات المتعاملين في مجال التصدير». ويطمح المسؤولون في الجزائر إلى بلوغ 13 مليار دولار صادرات خارج المحروقات (7 مليارات دولار في 2022، حسب الحكومة). وتعول الدولة على الصناعة التحويلية الغذائية والزراعة والشركات الناشئة، لتحقيق مستويات عالية من التصدير. وكان بن عبد الرحمن قد قرأ كلمة، الجمعة، قبيل اختتام القمة، نيابة عن تبون، ذكر فيها أن بلاده «تتطلع لبناء شراكة أفريقية - روسية قوية، ومربحة للطرفين من أجل بروز نظام دولي عادل، قائم على احترام مبادئ القانون الدولي وتعدد الأطراف». وقال بن عبد الرحمن إن الجزائر «تبذل جهوداً كبيرة لدعم التنمية في القارة الأفريقية، خصوصاً فيما يتعلق بالحد من المديونية، وتطوير البنى التحتية في الكثير من دولها»، داعياً إلى «إعادة النظر في المقاربة الحالية المتبعة في حل إشكالية الديون، وذلك بتقليص خدمة الديون، بما يسمح للدول الأفريقية تجاوز هذا العائق الكبير للاستفادة من تمويلات جديدة».

ملك المغرب: علاقاتنا مع الجزائر مستقرة ونأمل فتح الحدود بين البلدين

في خطاب عيد الجلوس، أعلن محمد السادس أن عمله على خدمة الشعب المغربي، لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما يمتد إلى الحرص على إقامة علاقات وطيدة مع دول الجوار

العربية نت..الرباط - عادل الزبيري... أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس السبت أن العلاقات مع الجزائر مستقرة. وعبر العاهل المغربي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي عن أمله في أن "تعود الأمور إلى طبيعتها ويتم فتح الحدود بين البلدين". وأضاف الملك محمد السادس: "نؤكد لقيادة الجزائر وشعبها أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء". وفي خطاب عيد الجلوس، أعلن محمد السادس أن عمله على خدمة الشعب المغربي، لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما يمتد إلى الحرص على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار. وشدد العاهل المغربي على ما وصفه بـ "الأهمية البالغة التي نوليها لروابط المحبة والصداقة والتبادل والتواصل بين شعبينا" المغربي والجزائري.

الصومال يتطلع للانضمام إلى «إيساف» لتسهيل المساعدات العسكرية

وزير الدفاع أكد ضرورة التعاون مع دول المنطقة لمكافحة «الإرهاب»

القاهرة: «الشرق الأوسط»... طالب وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور جامع، برلمان بلاده، السبت، بالتصديق على معاهدة الانضمام إلى قوات التدخل السريع لشرق أفريقيا (إيساف)، من أجل تسهيل المساعدات العسكرية، التي يحتاجها الجيش الصومالي في حربه ضد «الإرهاب». وأوضح جامع، في كلمة له أمام نواب مجلس الشعب، أن «انضمام الصومال إلى قوات إيساف يعد ضرورة ملحة بسبب التغيير في عملية الدفاع الدولي، والحاجة للتعاون بعد تزايد التهديدات الأمنية الكبرى في العالم والمنطقة والبلاد». وتسهل المعاهدة وصول «المساعدات العسكرية» التي يحتاجها الجيش الصومالي لمكافحة الإرهاب من دول المنطقة، وكذلك تسهيل الوصول إلى السوق الاقتصادية في شرق أفريقيا التي تحاول الحكومة حالياً الانضمام إليها، بحسب وزير الدفاع.

مقتل العشرات من المتطرفين

وكان مجلس الوزراء الصومالي صادق في الـ26 من يناير (كانون الثاني) الماضي على معاهدة الانضمام إلى قوات التدخل السريع لشرق أفريقيا (إيساف). ومنذ أكثر من عام، يشن الجيش الصومالي حربا واسعة ضد عناصر حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، والتي كانت تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، لكن «تمت محاصرتها»، وفق تصريحات رسمية. وأعلن نائب وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن يوسف العدالة، مقتل 100 من عناصر الشباب، بينهم قيادات بارزة في عملية عسكرية. وقال العدالة، في تصريحات، نقلتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، إن العملية العسكرية «جرت بالتعاون بين الجيش الوطني والشركاء الدوليين في الحد بين محافظتي شبيلى الوسطى وغلغدود». وأضاف نائب وزير الإعلام أن العملية العسكرية «أسفرت عن تدمير 14 من المركبات العسكرية التابعة للمليشيات، وقاعدة كان يجتمع فيها عناصر المليشيات التي تكبدت خسائر فادحة».

توقيف ضباط

وفي اليوم السابق، أكد الجيش تنفيذه عمليات أمنية ضد ميليشيات «الشباب» في أجزاء من إقليمي شبيلي السفلى وغلغدود، بمشاركة «وحدات من الجيش الوطني وبالتعاون مع القوات الصديقة»، بهدف «القضاء على عناصر كانت تستعد لتنفيذ عمل إرهابي». بدوره، أعلن نائب وزير الدفاع الصومالي، عبد الفتاح قاسم، توقيف 14 من الضباط على خلفية التفجير الانتحاري الذي استهدف كلية «جالي سياد» العسكرية في العاصمة مقديشو، قبل أيام. وأشار قاسم إلى أنه «من ضمن الضباط الموقوفين على خلفية الحادثة قائد الكلية العسكرية، ويجري التحقيق معهم حاليا»، مضيفاً: «سيتم تقديم كل من ثبت تورطه في الحادثة إلى القضاء». وأوضح نائب وزير الدفاع أن اللجنة المكلفة التحقيق بالحادثة تتألف من أعضاء بالجهات الأمنية كأجهزة المخابرات، والشرطة الوطنية، ووزارة الدفاع. وأسفر انفجار انتحاري استهدف كلية «جالي سياد» العسكرية في الـ24 من الشهر الجاري عن مقتل وإصابة عدد من العسكريين في كتيبة الـ14 من أكتوبر بالجيش الوطني.

أفورقي: حرب «الناتو» ضد روسيا «هدفها السيطرة على العالم»

الراي.. وصف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، الوضع حول أوكرانيا، بأنه حرب أعلنها حلف «الناتو» ضد روسيا. واعتبر أفورقي خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن «هذه الحرب هي صراع للحلف من أجل الهيمنة على العالم». وأكد بوتين في وقت سابق، أنه تم اتخاذ موقف موحد في القمة الأفريقية - الروسية على تحدي النظام الاستعماري ومحاولات القضاء على القيم. وقال إن روسيا والدول الأفريقية تؤكد على موقفها من تشكيل نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب. وأعلن رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا، الخميس، أن بلاده تعرب عن تضامنها مع روسيا في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

بوتين: المبادرة الأفريقية حول أوكرانيا قد تكون أساساً للسلام

موسكو: «الشرق الأوسط»... أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لم تحدث أي «تغييرات خطيرة» على الجبهة الأوكرانية في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أن أوكرانيا فقدت منذ الرابع من يونيو (حزيران) 415 دبابة و1300 مدرعة. وقال بوتين، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم السبت، إن موسكو لم ترفض الحوار بشأن الأزمة الأوكرانية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله في المؤتمر الصحافي إن المبادرة الأفريقية للأزمة في أوكرانيا «قد تكون أساساً يمكن البناء عليه من أجل تحقيق السلام» وكذلك المبادرة الصينية. لكنه أكد في الوقت ذاته أنه من الصعب تنفيذ وقف لإطلاق النار بينما يشن الجيش الأوكراني هجوماً. وتطرق بوتين للعلاقات بين روسيا والدول الأفريقية، قائلا: «نسعى لتأمين المعدات العسكرية للعديد من دول القارة الأفريقية»، وأكد أن المحادثات مع قادة أفريقيا كانت ودودة وكانت هناك محاولات لإيجاد سبل لحل الوضع. ونظمت روسيا، الخميس والجمعة، النسخة الثانية من قمة روسيا - أفريقيا التي حضرتها وفود من 49 دولة أفريقية، ضمت 17 رئيس دولة. وأعلن الرئيس الروسي، أمس الجمعة، أن المشاركين في القمة الروسية - الأفريقية وافقوا على إعلان القمة الثانية، واعتمدوا خطة عمل مشتركة حتى عام 2026. وأكد بوتين أن القادة الأفارقة عبّروا عن رغبتهم السياسية في التعاون مع روسيا، حسبما أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأشار بوتين إلى أن روسيا وأفريقيا «أكدتا موقفهما من تشكيل نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب». ولفت إلى أن «روسيا اتفقت مع البلدان الأفريقية على العمل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن تخفيض وتخفيف العقوبات المفروضة على الدول الأفريقية». وأوضح بوتين أن الشركات الروسية «منفتحة على نقل التكنولوجيا في الإدارة العامة والقطاع المصرفي إلى الدول الأفريقية». وأكد أن روسيا ستواصل إمداد الدول الأفريقية بالحبوب على «أساس تجاري ومجاني».

عبد الرحمن تياني «رجل ظل» انقلب على رئيس النيجر

عزز صفوف الحرس الرئاسي... وخدم في بعثات أممية

نيامي: «الشرق الأوسط»... تحوّل الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد الحرس الرئاسي في النيجر من رجل ظل إلى قائد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، وبات اليوم يتولى قيادة بلاد يجتاحها العنف الإرهابي ويُقوّضها الفقر. وأصبح هذا الضابط الرفيع والمتكتم، البالغ من العمر 59 عاماً، (الجمعة)، رئيساً للمجلس العسكري الذي يتولى السلطة. وبرّر الانقلاب بـ«تدهور الوضع الأمني» في البلاد. وقال الجنرال تياني إنّه في عهد الرئيس بازوم، كان هناك «خطاب سياسي» أراد أن يجعل الناس يعتقدون بأنّ «كلّ شيء على ما يرام»، بينما هناك «الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط». يقول الباحث في «مجموعة الأزمات الدولية»، إبراهيم يحيى إبراهيم، إن تياني ليس معروفاً كثيراً خارج الأوساط العسكرية، «ولا يملك حضوراً علنياً. إنه رجل في الظل، قوي، ولكنه ليس شخصية توافقية للغاية»، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية». كان وفياً للرئيس السابق محمدو يوسوفو، الذي عيّنه قائداً للحرس الرئاسي خلال ولايتيه الرئاسيتين بين 2011 و2021. وبحسب ما نقلت الوكالة الفرنسية عن مقربين من الرئيس بازوم، فإن العلاقات تدهورت بين الجنرال تياني وبازوم منذ أشهر. وكان بازوم أعرب أخيراً عن رغبته في استبداله من على رأس حرسه. وقال مصدر مقرب من الرئيس المخلوع، اشترط عدم الكشف عن اسمه، إن الجنرال «كان يحضر الاحتفالات الرسمية وأنشطة الرئيس في شكل نادر»، وكان يمثله في الغالب نائبه أبرو أمادو باشارو، العضو في المجلس العسكري الجديد. ويؤكد مصدر مقرب آخر من محمد بازوم أنه «كان من المقرر اختيار بديله، وإجراء إصلاح كبير للحرس الرئاسي يوم الخميس 27 يوليو (تموز) خلال مجلس الوزراء».

تعزيز الحرس الرئاسي

يتحدر الجنرال تياني من فيلينقي، وهي منطقة قاحلة تبعد نحو 200 كيلومتر شمال شرقي نيامي، في منطقة تيلابيري التي شهدت سلسلة هجمات شنتها جماعات إرهابية لسنوات. خدم تياني في بعثات عدة للأمم المتحدة في ساحل العاج والكونغو ودارفور بالسودان، وكذلك في بعثة مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) في ساحل العاج. ويؤكد منتقدوه أنه أثار الجدل داخل الجيش. لكن مقربين منه يصفونه بأنه «رجل قوي وشجاع»، وقبل كل شيء لديه «شعبية» بين قرابة 700 عنصر من وحدته. وتساءل عيسى عبده من المجتمع المدني: «كيف تمكّن من جر عناصره إلى انقلاب دون أن يثقوا به؟». وأكد مسؤول أنه «وفقاً لتوجيهات محمدو يوسوفو، قام (تياني) بتحويل الحرس الرئاسي إلى ماكينة قوية مزودة بأسلحة متطورة». وبحسب السلطات، فإن تياني أحبط محاولات عدة للانقلاب، خصوصاً في عامي 2021 و2022. وعلّق أمادو باونتي ديالو، وهو عسكري سابق، قائلاً إن «الجنرال تياني ضابط أثبت نفسه في الميدان». ويتألف المجلس العسكري الجديد من عدد من الضباط رفيعي المستوى، بينهم الجنرال ساليفو مودي وهو رئيس أركان الجيوش السابق، الذي أُقيل في أبريل (نيسان) الماضي. وشارك بعضهم في انقلابات سابقة في بلد له تاريخ من الانقلابات ومحاولات الانقلاب منذ حصوله على استقلاله عن فرنسا في عام 1960. وبعد مالي وبوركينا فاسو، أصبحت النيجر ثالث دولة في منطقة الساحل تشهد انقلاباً منذ عام 2020. وتعد النيجر واحدة من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل التي تعاني من الإرهاب، بينما التفتت جارتاها مالي وبوركينا فاسو، بقيادة العسكريين الانقلابيين، نحو شركاء آخرين، من بينهم روسيا.

فرنسا تعلق مساعدتها المخصصة للتنمية ودعمها للموازنة في النيجر

باريس: «الشرق الأوسط».. أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، السبت، أن فرنسا تعلق «كل أنشطتها لتقديم مساعدة تنموية ودعم للموازنة» للنيجر بعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم. وأكدت الوزارة في بيان: «تطالب باريس بالعودة دون تأخير إلى النظام الدستوري في النيجر حول شخص الرئيس بازوم المنتخب من الشعب النيجري». النيجر الواقعة في قلب منطقة الساحل منطقة صحراوية شاسعة يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، مع نمو ديموغرافي يعد من بين الأعلى في العالم. خصصت وكالة التنمية الفرنسية 97 مليون يورو في 2021 لهذا البلد من بين أفقر دول العالم، وفق الأرقام المنشورة على موقعها. أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارة لبابوا غينيا الجديدة، الجمعة «بأشد العبارات الانقلاب العسكري» في النيجر «الخطير» على المنطقة، ودعا إلى «الإفراج» عن الرئيس بازوم. كانت النيجر من آخر حلفاء فرنسا في منطقة الساحل المضطربة التي تشهد هجمات جهادية. فرنسا التي أنهت عملية برخان لمكافحة الإرهاب وانسحبت من مالي تحت ضغط من المجلس العسكري في باماكو، تنشر حالياً 1500 جندي في النيجر كانوا يعملون حتى الآن بالتعاون مع جيش النيجر. والانقلاب في نيامي هو الثالث في هذه المنطقة منذ 2020 بعد وصول العسكريين إلى السلطة في مالي وبوركينا فاسو.

الانقلابات تُعرقل القتال ضدّ الإرهابيين في منطقة الساحل

باريس: «الشرق الأوسط».. بعد مالي وبوركينا فاسو، باتت النيجر على وشك السقوط تحت سيطرة نظام عسكري يمكن أن يعرقل القتال ضدّ الجماعات الإرهابية المسلّحة في منطقة الساحل. ويأتي ذلك فيما لا يزال الرئيس محمد بازوم محتجزاً لدى قوات الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد الحرس الرئاسي في النيجر، الذي أعلن ترؤسه للمجلس الوطني لحماية الوطن، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي مواجهة تقدّم الإرهابيين، تمكّنت المجالس العسكرية من تحقيق الأسبقية على النُّظم الديمقراطية التي يعدها جزء من سكان منطقة الساحل غير فعّالة وفاسدة. وفي هذا الإطار، أعلن العسكريون الذين استولوا على السلطة في النيجر عن توجّه استراتيجي جديد. وقال الجنرال تياني في خطابه الأول، الذي تلاه (الخميس) عبر التلفزيون الوطني، إنّ «النهج الأمني الحالي لم يسمح بتأمين البلاد على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب النيجر». وكانت النيجر ورئيسها المنتخب، والتي تعدّ الحليف الرئيسي للدول الغربية في منطقة الساحل، حتى وقت قريب استثناءً بين مجموعة دول منطقة الساحل التي قوّضها عنف الجماعات المسلّحة ونزعة استبدادية مع ميل نحو روسيا. وكان المجلس العسكري في مالي قد لجأ إلى مجموعة «فاغنر» المسلّحة لمحاربة الجماعات الإرهابية، قبل أن يطلب مغادرة القوات الفرنسية بلاده في عام 2022. واختارت السلطات في واغادوغو تعبئة المواطنين المسلّحين، كما طالبت بانسحاب القوات الخاصة الفرنسية من البلاد. من جهته، اختار محمد بازوم الإبقاء على وجود 1500 جندي فرنسي على أراضيه، معرضاً نفسه لتبعات القطيعة بين باريس والمجالس العسكرية في الساحل.

تعاون

ويقول إبراهيم يحيى إبراهيم الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، إنّ هذه المجالس العسكرية تميل «بطبيعة الحال إلى تحميل المسؤولية عن التدهور الأمني لحلفاء الأنظمة التي أطاحوا بها»، مضيفاً أنّ «هذه الانقلابات تحظى بدعم جزء من السكان الذين عبروا عن موقف عدائي تجاه الوجود الفرنسي أو الغربي في منطقة الساحل». وفي هذا السياق، فضّل الجنرال تياني في خطابه الأول التواصل مع نظرائه في منطقة الساحل، مشكّكاً في «معنى ونطاق النهج الأمني لمكافحة الإرهاب الذي يستبعد أي تعاون حقيقي مع بوركينا فاسو ومالي» في المنطقة المعروفة باسم الحدود الثلاثة. وبسبب التوترات الدبلوماسية، لا يمكن لجيش النيجر وجيش فرنسا العمل بحرية ضدّ تنظيم «داعش» الذي ينفّذ هجمات على أراضي النيجر انطلاقاً من الجانب الآخر من الحدود المالية. وتقول تاتيانا سميرنوفا الباحثة في مجال حلّ النزاعات في مركز الأبحاث الكندي المعني خصوصاً ببلدان أفريقيا الفرنكفونية، «لا يمكن حل هذه الأزمة من دون التعاون مع مالي بطريقة أو بأخرى». من جهته، يقول إبراهيم يحيى إبراهيم: «يمكننا توقّع تحسّن العلاقات وزيادة التعاون بين الدول المجاورة». غير أنّ التوقّعات تبدو أكثر قتامة بالنسبة إلى الشركاء الغربيين. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق جميع المساعدات المالية وإجراءات التعاون في المجال الأمني. ويمكن للعقوبات الدولية أن تطال النظام، كما هي الحال في مالي المجاورة. ووفقاً للمحلّلين، فإنّ مغادرة القوات الفرنسية والأميركية من شأنها أن تترك فراغاً في منطقة مضطربة بشكل خاص.

إرهابيون

يقول ألان أنتيل مدير مركز أفريقيا جنوب الصحراء في «المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية»، إنّ النيجر «تحدُّها الفوضى الليبية، ونيجيريا لديها (بوكو حرام) وتنظيم (داعش) في غرب أفريقيا، كما أنّ شمال بنين يعاني من عنف المجموعات الإرهابية، الأمر الذي يسري على مالي وبوركينا فاسو». ويضيف أنّ النيجر كانت «قطباً للاستقرار على الرغم من المشكلات الأمنية في المنطقة». من جهة أخرى، تشهد النيجر تدفّقاً للاجئين من مالي ونيجيريا الواقعتين في قبضة العنف. وقدّر عددهم بنحو 255 ألفاً في عام 2022 من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وكان محمد بازوم يجسّد نموذجاً للتعاون الأمني بالنسبة إلى الدول الديمقراطية الغربية والمانحين. وكانت حكومة بازوم تنفّذ برامج مموّلة إلى حدّ كبير من شركاء دوليين، غير أنّ مستقبلها بات معلّقاً في ظلّ التطوّرات التي تشهدها البلاد. وخلافاً للسلطة المدنية التي وافقت على الحوار مع بعض قادة الجماعات المسلّحة، استنكر الجنرال تياني «الإفراج من دون أمر قضائي» عن «قادة إرهابيين» من قبل نظام محمد بازوم. في مالي وبوركينا فاسو، اختار المجلس العسكري الحاكم استراتيجية هجومية قاسية ضدّ الجماعات الإرهابية، شابتها اتهامات بارتكاب انتهاكات متكرّرة ضدّ السكان. وفي هذا السياق، تحذّر تاتيانا سميرنوفا من أنّ «المدنيين هم مَن يدفعون الثمن الباهظ لمثل هذه الاستراتيجية وهذا يساهم في زعزعة الاستقرار ويمكن أن يغذّي التوترات بين المجتمعات وداخلها».



السابق

أخبار دول الخليج العربي..واليمن..الاستيلاء على 200 مليون دولار يؤجج الصراع بين الأجنحة الحوثية..مساعدات بريطانية وأميركية لدعم النساء والأطفال في اليمن..بايدن: اتفاق محتمل مع السعودية في الطريق..وول ستريت جورنال: السعودية تستضيف محادثات حول أوكرانيا في أغسطس..مجلس النواب الأردني يُقر «الجرائم الإلكترونية» ويترك التعديلات «وراء ظهره»..

التالي

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بلينكن يرى أن موسكو «تبحث يائسة» عن دعم وأسلحة..موسكو تبحث عن السلاح «في كل مكان»..بوتين: روسيا لا ترفض إجراء محادثات مع أوكرانيا.."أسنان التنين".. تكتيك روسي "قديم" لصد الهجوم الأوكراني المضاد..كييف تعلن مقتل قائد "كتيبة الشبح" الروسية..ر» تقترب من حدود بولندا..تكاليف الحياة تهدد رفاه أوروبا..واشنطن تساعد أستراليا على تطوير الصواريخ..

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,348,812

عدد الزوار: 7,755,295

المتواجدون الآن: 0