أخبار لبنان..إنفراجات متلازمة في الملفات الساخنة في لبنان واليمن..لقاء اليرزة يُطلق دينامية المشاركة ورعد في بنشعي..لودريان يُنهي جولة جديدة من المساعي الرئاسية..وجدل حول «الخيار الثالث»..السفيرة الأميركية تحذر اللبنانيين من «تعقيدات ومخاطر» المراوحة السياسية..هل تأتي أزمة «عين الحلوة» بقائد الجيش رئيساً؟ ..«فتح» لا تبدو قادرة على الحسم..والجيش جاهز لمنع امتداد القتال خارج المخيم ..

تاريخ الإضافة الجمعة 15 أيلول 2023 - 5:38 ص    عدد الزيارات 869    التعليقات 0    القسم محلية

        


إنفراجات متلازمة في الملفات الساخنة في لبنان واليمن..

لقاء اليرزة يُطلق دينامية المشاركة ورعد في بنشعي.. واختبار جديد لفك الإشتباك في عين الحلوة..

اللواء..تضاعفت أمس الجهود «الخماسية» والداخلية والفلسطينية على جبهتين: الاولى: تتعلق بترتيبات وقف النار في مخيم عين الحلوة، والثانية تتعلق بترتيبات إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني على يد النواب اللبنانيين انفسهم. وعلى كلا الجبهتين، ثمة تقاطع واضح: اللقاءان في عين التينة، وعلى طاولة الرئيس نبيه بري الذي لم يرَ الموفد الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون جان- إيف لودريان افضل منه لادارة «الحوار» المستبدل بلقاءات نيابية تحت مظلة انتخاب الرئيس في ساحة النجمة. الواضح، من سياق المشهد الرئاسي المتغير، حسب مصادر دبلوماسية عربية، ان الوضع اللبناني دخل في لحظة الانفراجات المتلازمة في الملفات الساخنة في المنطقة ، وعدم تحويلها الى ملفات مستعصية على المعالجة، بمساعٍ عربية واقليمية ودولية. واستناداً الى هذه المصادر، تقدم الملف الرئاسي في بيروت، نحو رئيس تسووي، ليس طرفاً في اي محور، ومقبول من العدد الاكبر من النواب الذين يشكلون المجلس النيابي، مع استبعاد فكرة النصف زائد واحداً، اي نصف المكونات+ نائب، الامر الذي لا يجعل من مهمة الرئيس العتيد سهلة، وقادرة على ان يكون انتخاب بداية حل، يحتاج لجهود كبيرة من الحكومة الى الوزراء، والاصلاحات والقوانين المطلوبة، ووضع حد للفساد والعبث بقدرات البلاد. وبات بحكم المؤكد ان الاطراف: الفرنسي، السعودي والقطري يعملون ضمن مسار منسّق لإنهاء الشغور الرئاسي، انطلاقا من التفاهمات التي تم التوصل اليها في اجتماعات باريس بين لودريان وباتريك دوريل من الجانب الفرنسي والمستشار في الديوان الملكي السعودي برتبة وزير نزار العلولا والسفير بخاري، الذي بدأ الترتيبات للقاء الذي عُقد في منزله فور عودته الى بيروت. وقبل الاجتماع، الذي عقد امس في دارته، استقبل السفير بخاري سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، من باب التنسيق بين البلدين العضوين في اللجنة الخماسية. وفي المعلومات ان البحث تطرق الى ضرورة انجاز الملف الرئاسي ليعود لبنان الى دوره الطبيعي في محيطه العربي. وعلى خط اتصالات حزب الله، زار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بنشعي، والتقى النائب السابق سليمان فرنجية، والذي يدعم ترشيحه للرئاسة الاولى «الثنائي الشيعي». وفي السياق، وبموازاة الحوار الدائر بين حزب والله والتيار الوطني، تستمر اللقاءات مع تيار المردة، ورئيسه لمواكبة ما يجري على اكثر من جهة تتعلق بالملف الرئاسي، ومنها لقاء مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشيرة الى ان زيارة رعد الى بنشعي مبرمجة، بعد لقاء العماد عون. اذاً، انهى لودريان لقاءاته مع الكتل النيابية والنواب المستقلين، وقالت مصادر نيابية التقته لـ «اللواء»: ان الجديد الذي طرحه مفاده: انه بعد لقاءاته الداخلية والخارجية لا امكانية للسير بالطروحات السابقة ولا بد من طرح جديد وهذا الامر يحتاج الى حوارات بين كل الطراف. واوضح لودريان حسب المصادر النيابية، انه يجمع الافكار والمقترحات النيابية لنلقها الى اللجنة الخماسية العربية الدولية، وهو ابلغ النواب انه يضع «الخماسية» بكل تفاصيل ما يقوم به، وسيحصل اجتماع لوزراء خارجية الدول الخمس في نيويورك يوم الثلاثاء المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. اضافت المصادر: ان تحرك لودريان بالتنسيق مع اللجنة الخماسية يفتح ثغرة واسعة في جدار الازمة الرئاسية. وبعد المعلومات التي تحدثت عن توجه الرئيس بري لدعوة لحوار بمن حضر الاسبوع المقبل، اكدت مصادر نيابية مطلعة، ان لا شيء محسوماً بعد بإنتظار انتهاء لقاءات لودريان وجوجلة مواقف الكتل النيابية التي التقاها، ويضع الرئيس برّي في اجوائها اليوم، ليبني على الشيء مقتضاه. على ان تتضح كل الامور الاسبوع المقبل لا سيما حول شكل الحوار، مَن سيديره، وحول شكل وطبيعة الجلسات الانتخابية التي ستليه. واشارت بعض المصادر النيابية الى أن الموفد الفرنسي «قد أسقط في لقاءاته خياري فرنجيه - أزعور لمصلحة ترشيح اسم ثالث لرئاسة الجمهورية»، لكن ذلك لم يتأكد من مصادر اخرى.  وفي اليوم الثالث للقاءاته، إستهل  لودريان جولته على المسؤولين والقيادات اللبنانية من بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي اكد لضيفه «ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية». والتقى الراعي الذي يسافر الى اوستراليا اليوم، السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا. والتي قالت على الاثر «ان استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد الامور تعقيدا وخطورة». كما اجتمع مع الأمين العام لحزب الطاشناق رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان،  حيث دار النقاش حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية حول انتخاب رئيس للجمهورية. ثم التقى لودريان النائب المستقل الدكتور غسان سكاف.الذي زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مهنئاً، وقال سكاف لـ«اللواء»: قدمت ورقة للوزير لو دريان تتضمن رؤيتي للحوار، بحيث يتزامن لسبعة ايام تحدد بالتواريخ مع جلسات انتخاب الرئيس في دورة نيابية واحدة ومن دون إسقاط النصاب. وكان الموفد الفرنسي متجاوباً. واستقبل ايضاً رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل دوري شمعون في قصر الصنوبر، واكد شمعون، بحسب بيان للحزب، حرصه على «اجراء الانتخاب بأسرع وقت ممكن ضمن الاطر الدستورية، وانه بغض النظر عن الاسم، فإن ما يهمنا هو الاتيان برئيس سيادي وإصلاحي». والتقى ايضاً النائب فيصل كرامي في قصر الصنوبر ممثلا تكتل التوافق الوطني.

لقاء النواب السنّة

وبعد الظهر، التقى لودريان في دارة السفير السعودي في اليرزة ، 21نائباً من النواب السنّة، بحضور السفير وليد البخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. واعتذر او تغيب عن الحضور النواب الدكتور اسامة سعد وجهاد الصمد وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة، فيما لم تتم دعوة النائبين ينال الصلح، وملحم الحجيري من كتلة حزب الله. وسبق اللقاء خلوة بين دريان وبخاري ولودريان. وحسب المعلومات اكد السفير السعودي أنّ مجموعة الدول الخمس لا تزال تدعم لبنان وتحث على الإسراع في عملية إنتخاب الرئيس، كما أنّ لودريان شدّد على أنّ لبنان بحاجة إلى إنتخاب رئيس لأن البلد ينهار ويجب تنفيذ الإصلاحات. لكن لم يحمل اللقاء اي مقترحات او افكارجديدة. في بداية اللقاء رحب السفير بخاري بالموفد الفرنسي وهنأ المفتي دريان على تمديد ولايته متمنيا له «مزيدا من التوفيق والنجاح»، واكد ان «اللقاء اليوم هو تعزيز للوحدة والتضامن بين الجميع». واكد المفتي دريان خلال اللقاء ان «النواب المسلمين من اهل السنّة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع»، وقال: «لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة  في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة». وقال: نؤكد على أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية، وان انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا، بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من اهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع». وختم: ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات. ودعا الموفد الفرنسي «إلى إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، مؤكداً أن الشغور في المؤسسات الرسمية يشل الدولة». وقال لودريان: إن انتخاب الرئيس لا يشكل حلاً بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يداً بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح. ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين «ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل»، وأشادوا ب»الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية». وذكرت المعلومات أن اعضاء «كتلة الاعتدال الوطني» النواب وليد البعريني وأحمد الخير وعبد العزيز الصمد وكريم غادروا الاجتماع بعد نحو ساعة ونيّف، عقب القاء كلمات بخاري ولودريان والمفتي دريان والحديث في الامور المهمة، لإرتباطهم بمواعيد مهمة، منها واجب عزاء عائلي للنائب الخير بوفاة عمه، وهو ابلغ السفير بخاري بذلك قبل اللقاء. وسيحضر الملف الرئاسي اللبناني على جدول اعمال الرئيس ماكرون مع البابا فرنسيس، خلال اللقاء معه في مارسيليا في 22 و23 الجاري. وليلاً، توقع نائب رئيس المجلس الياس بوصعب انه يترأس هو جلسات الحوار، باعتبار ان الرئيس بري طرفاً في الاستحقاق، وهو سينتدب النائب علي حسن خليل لتمثيل كتلة التنمية والتحرير، مستعداً ان يتم الاتفاق على اسم العماد عون للرئاسة، كاشفا انه اذا ترشح، فسيضع هو ورقة بيضاء انسجاماً مع موقف التكتل الذي ينتمي اليه. هذا على جبهة سدّ الشغور الرئاسي، اما سد منافذ الفتنة في مخيم عين الحلوة، فشهدت محطة بارزة في عين التينة، بين الرئيس بري وكل من عزام الاحمد (فتح) وموسى ابو مرزوق (حماس)، بحثا عن غطاء سياسي يسمح بوقف النار في المخيم تمهيدا لمعالجة ميدانية لاسباب الاشتباك كاشفا منعا لتجدده (وهو تجدد فعلاً). والابرز ميدانيا على جبهة حرب مخيم عين الحلوة المحتدمة، زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى منطقة العمليات، والاجتماع الى قيادة لواء المشاة الاول، المرابط في محيط المخيم وسط معلومات عن تعزيز الجيش نقاط تواجده في محيط المخيم، ومنطقة صيدا. وفي الاتصالات، اعلن ابو مرزرق: ونحن واثقون بأن دولة الرئيس سوف ينجح في مسعاه ونحن تعهدنا له ان نبذل قصار جهدنا من أجل الامن والعدل وتسليم المطلوبين،وان نكون أداة خير لشعبنا وللبنان وإن شاء الله سوف ينتهي هذا الوضع كله ويعود الأمن الى لبنان كل لبنان. اما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد فقال بعد لقاء برّي ايضا: ان مخيم عين الحلوة يتعرض لمؤامرة. كما زار الاحمد اللواء عباس إبراهيم. وبحث المجتمعون في الأوضاع الراهنة في مخيم عين الحلوة وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجنب اللاجئين الفلسطينيين أزمة جديدة قد يكون من ورائها إضاعة حق العودة. وزار الاحمد، في اطار جولته، النائب السابق وليد جنبلاط، الذي قال عبد اللقاء:لا بد أولاً من تسليم المطلوبين بالاغتيال المسؤول الفلسطيني في المخيم، ثم علينا أن نعود إلى الحوار اللبناني الفلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية ولاحتواء المشاكل الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية الداخلية، وكُنت اتصلت بالرئيس نجيب ميقاتي ولم يُجب، لذا سأقولها إلى أن يجيب، لا بد من إقالة السيد باسل الحسن من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وتثبيت شخص آخر موثوق كي نعود إلى حوار جدي تتحمل فيه كل الجهات مسؤولياتها. وعلى الارض، استمرت المعارك امس متقطعة في مخيم عين الحلوة بين مجموعات «فتح والحركات الاسلامية»، وكانت تخف حيناً وتعنف حيناً آخر، وتم الاعلان عن وقف لإطلاق النار عصراً هو الخامس او السادس. لكن اصوات الاشتباكات ظلت تسمع بين فترة واخرى الى ان دخل قرار اتفاق وقف اطلاق النار الجديد داخل مخيم عين الحلوة - صيدا، حيِّز التنفيذ عند السادسة من مساء امس، على أن يتم إخلاء مدارس «الاونروا» من المسلحين اليوم. ونجا نجل النائب أسامة سعد، معروف سعد من رصاص طائش أصاب منزله نتيجة إشتباكات عين الحلوة حيث إخترقت الرصاصات واجهة منزله وأصابت الجدران الداخلية. وردّ الحسن على مطالبة جنبلاط باقالته، باعلان وقف تدخل لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في ملف عين الحلوة.

لودريان يدعم «حوار بري» للرئاسة اللبنانية

«حزب الله» يتجاهل كشف إسرائيل عن مطار بالجنوب

(الشرق الأوسط)... بيروت: نذير رضا.. دعم المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، أمس (الثلاثاء)، مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري لحوار غير مشروط بين القوى السياسية اللبنانية حول الملف الرئاسي، وذلك في مستهل جولته على السياسيين اللبنانيين في بيروت، بانتظار لقاءات مع قوى المعارضة التي لا تزال على موقفها الرافض لحوار لبناني، وتدعم بدلاً منه انتخاب الرئيس في جولات انتخابية متتالية في البرلمان. وأكد المبعوث الفرنسي أنه «آتٍ إلى لبنان لإكمال مهمته»، وأنه لن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات. وقال إنه يأمل في أن تكون المبادرة التي أعلنها بري بشأن إجراء حوار لانتخاب رئيس الجمهورية «بداية مسار الحل»، حسب بيان لرئاسة الحكومة بعد لقاء لودريان رئيسها، نجيب ميقاتي. في غضون ذلك، انتهجت الحكومة اللبنانية الصمت في التعامل مع الادعاءات الإسرائيلية، وآخرها إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، (الاثنين)، أن إيران تنشئ مطاراً في جنوب لبنان؛ لإتاحة شن هجمات على إسرائيل. ولم يتطرق مجلس الوزراء، الذي انعقد أمس، لما أورده غالانت وعرضه صوراً جوية لما قال إنه مطار بنته إيران، قرب قرية بركة جبور ومدينة جزين اللبنانيتين. وتجنب «حزب الله»، في بيان له أمس، الرد على الاتهامات الإسرائيلية، لكنه استفاض بالرد على تقارير إعلامية وصفها بـ«المفبركة» أفادت بتهريب مسؤولين أسلحة عبر مطار رفيق الحريري في بيروت.

لودريان يُنهي جولة جديدة من المساعي الرئاسية..وجدل حول «الخيار الثالث»

بري لـ«الشرق الأوسط»: الحوار مطلب عربي ودولي ومسار وحيد للخروج من الأزمة

(الشرق الأوسط)... بيروت: كارولين عاكوم... يُنهي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، مهمته في بيروت اليوم، بلقاء ثانٍ مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وسط توقعات بعودة جديدة إلى لبنان لاستكمال مهمته الرامية إلى تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد أن عجز البرلمان عن انتخاب رئيس جديد منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. وتوقعت مصادر لبنانية رفيعة المستوى عودة لودريان إلى بيروت مجدداً، لاستكمال مساعيه، فيما نفى الرئيس بري طرح لودريان فكرة «الاسم الثالث» مما يعني سقوط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور. وقال بري في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «الأمور ممتازة مع لودريان... ونحن على الخط نفسه». وشدد على أن الحوار «ليس مطلبه وحده، بل مطلب عربي ودولي لأنه السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة»، معلناً أنه سينتظر ما يحمله إليه لودريان بعد ختام جولته «ليبني على الشيء مقتضاه»، في وقت ترى فيه المعارضة، انطلاقاً من اللقاءات التي عقدتها مع الموفد الفرنسي، أن المبادرة الفرنسية سقطت وتحديداً لجهة دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ما يعني سقوط خيار الوزير السابق جهاد أزعور (مرشح المعارضة)، وبالتالي التوجه إلى خيار ثالث بديل. وكان لودريان قد استكمل جولته اللبنانية الجديدة بلقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي ثم بلقاء مع عدد من النواب المستقلين في مقر السفارة الفرنسية، ولقاء جامع مع النواب السنة حضره مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري، في مقر الأخير شرق بيروت. وعُقدت خلوة جمعت كلاً من السفير بخاري ولودريان ومفتي الجمهورية قبل الاجتماع الموسع مع النواب السنة. وفي بداية اللقاء كانت كلمات لكل من السفير السعودي ثم المفتي دريان ولودريان، حيث كان تأكيد من الجميع على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس، وتلت ذلك مداخلات من النواب الذين أكد معظمهم «ضرورة انتخاب رئيس وفق مواصفات معينة والعمل لبناء الدولة». ويصف النائب أشرف ريفي اللقاء بـ«الجيد»، مشيراً إلى أنه يصبّ في خانة تسهيل عملية انتخاب الرئيس متحدثاً عن دينامية قد تؤدي إلى تسوية بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن الموفد الفرنسي كان صريحاً بقوله للنواب إنه يتفّهم حساسية الدعوة إلى الحوار بالنسبة إلى اللبنانيين نتيجة التجارب الفاشلة في هذا الإطار، لذا فهو دعاهم إلى الكلام والتواصل بعضهم مع بعض». من هنا يصف ريفي الكلام بالدبلوماسي، بحيث قد يرى الفريق الداعم للحوار أنه يدعم وجهة نظره فيما يرى فيه المعارضون خياراً آخر بديلاً عن الحوار المطروح. وفي حين من المعروف أن معظم النواب السنة الذين حضروا اللقاء هم من المؤيدين للحوار، باستثناء ريفي وفؤاد مخزومي ووضاح صادق وياسين ياسين وبلال الحشيمي، إضافةً إلى كتل نيابية معظمها من الأحزاب المسيحية... يرى ريفي، وفقاً لما توفر من معلومات ومعطيات، أن التوجه هو بات للبحث عن خيار ثالث بعيداً عن فرنجية وأزعور. ويقول: «نتوقع أن يُعقد الحوار بمن حضر، ومن ثم تتم الدعوة لجلسات انتخاب مفتوحة لانتخاب رئيس، وهنا من المرجّح أن الخيار بات نحو قائد الجيش العماد جوزيف عون». وبعد اللقاء أكد النائب فيصل كرامي أن «السعودية مع كل ما يسهّل الحل والدفع باتجاه جلسات مفتوحة أو الاتفاق على مرشح»، معتبراً أن الدول لن تقف بوجه مثل هذه المبادرات. من جهته، قال النائب عبد الرحمن البزري، إن «اللجنة الخماسية تشجع أي حوار رئاسي، والمشكلات الأخرى ترحَّل إلى ما بعد انتخابات الرئيس». فيما طرح النائب وضاح الصادق أسئلة عدة حول الدعوة إلى الحوار التي طرحها رئيس البرلمان نبيه بري. وأضاف: «سمعنا عن الحوار في الإعلام من دون معرفة آلياته وجدول أعماله»، سائلاً: «مَن سيقود الحوار؟ وما شروطه؟ وهل من ضمانة بالذهاب إلى جلسات مفتوحة؟». ورأى أن الإيجابي في كلام المفتي تأكيده أن النواب السنة لن «يكسروا» النصاب، متمنياً أن يطبَّق هذا الكلام، وتحدث عن «إحساس أننا نتقدم نوعاً ما، لكن ما من شيء ثابت، ونحن مصرون على موقفنا بضرورة تطبيق الدستور والقانون». وبعدما كان لودريان قد التقى رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ومسؤولين في الحزب، يوم الأربعاء، تحدث رئيس العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية»، الوزير السابق رئيشار قيومجيان الذي كان حاضراً اللقاء مع الموفد الفرنسي، عن سقوط المبادرة الفرنسية قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «المبادرة الفرنسية سقطت وأسقطت معها خيار فرنجية مقابل أزعور، وبالتالي البحث اليوم بات خارج هذا السياق». ويضيف: «من المؤكد أن التوجه اليوم للبحث في خيار ثالث إنما من دون الدخول في أسماء حتى الساعة»، مجدداً تأكيد رفض «القوات» الحوار الذي دعا إليه رئيس البرلمان نبيه بري، على غرار كتل نيابية معارضة أخرى. ويقول: «ننتظر أن يستكمل الموفد الفرنسي لقاءاته على أن يبلغنا النتائج وما الخيارات البديلة، أو عمّا إذا كان سيكمل مبادرته أم أنها انتهت هنا». وأشارت مصادر نيابية متابعة للقاءات لودريان، لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه من المتوقع أن يزور الموفد الفرنسي في ختام لقاءاته، يوم الجمعة، رئيس البرلمان نبيه بري، لإطلاعه على نتيجة لقاءاته على غرار ما قام به في زيارته السابقة إلى بيروت، ولفتت إلى أنه بناءً على هذه النتيجة سيتخذ رئيس البرلمان خياره بشأن دعوته إلى الحوار التي كان قد وعد بأن تنتهي بعقد جلسات مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية.

اللقاء حضره 21 نائباً سُنياً

واجتمع لودريان (الخميس)، مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، والأمين العام لحزب «الطاشناق»، رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقردونيان، وعدد من النواب المستقلين، بعدما كان قد التقى (الأربعاء) عدداً من رؤساء الأحزاب وكتل نيابية. وفي بيان أشارت بكركي إلى أن الموفد الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان وضع البطريرك الراعي في أجواء نتائج اتصالاته ولقاءاته خلال زيارته الراهنة إلى لبنان، واستمع الأخير إلى وجهة نظره حول آليات تحريك الملف الرئاسي الجامد. من جهته كرر البطريرك الراعي، حسب البيان، مواقفه المعلنة بشأن حرصه على ممارسة الديمقراطية واعتماد الدستور كآلية أساسية وطبيعية للحل، مؤكداً أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها». كذلك أشار بيان «الطاشناق» إلى أن «النقاش مع بقردونيان دار حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية انتخاب رئيس للجمهورية وكان مثمراً وإيجابياً، حيث تم التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسي لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد». وبعد لقائه الموفد الفرنسي، لفت النائب نعمة أفرام، إلى أنه لمس «تزاوجاً واضحاً ما بين حركة الوزير الفرنسي ومبادرة الرئيس بري للحوار»، متوقعاً أن يعود ويلتقي الرجلان، وسيتمّ البحث حول خريطة طريق للمرحلة المقبلة رئاسياً المبنيّة على إجابة الكتل التي تمثل أكثر من 90 نائباً عن الأسئلة التي كان طرحها الموفد الفرنسي. وسيشارك لودريان مع الرئيس بري العناوين حول حصيلة الأجوبة التي تلقّاها من النوّاب وهذا ما يقرّب ما بين المسارين لإنتاج رئيس بسرعة». وأضاف: «استوقفني في اللقاء إضافة موضوع الرئيس الجامع الآتي من المساحات المشتركة، وهذا يدلّ على قرب لحظة الانتخاب...». وأكد: «نحن لم نتداول بالأسماء، بل بمهام وخصائص الرئيس، بحيث يكون غير مستفزّ وله إلمام بالمواضيع الاجتماعيّة والاقتصاديّة لتكون لديه رؤية واضحة ومتكاملة ويترجم أقواله بأفعال». وتحدث النائب وليد البعريني عن سقوط خيارَي فرنجية – أزعور، قائلاً في حديث إذاعي: «تراوح الأمور مكانها وسط الاحتدام السياسي المستمر، ولو أن الموفد الفرنسي قد أسقط في لقاءاته هذه المرة خيارَي فرنجية - أزعور وطرح الذهاب نحو اسم ثالث لرئاسة الجمهورية». وفي هذا الإطار، رأى النائب غسان سكاف الذي التقى (الخميس) لودريان، أن هناك حظوظاً لاختراق الأزمة الرئاسية في لبنان، وقال بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان: «التقينا اليوم مبعوث الرئيس الفرنسي الوزير جان إيف لودريان، وأرى أن حظوظ اختراق الأزمة الرئاسية في لبنان أصبحت أفضل بسبب التطورات الخارجية، علينا كلبنانيين أن نتحرك داخلياً، وأن نلتقط هذه الفرصة وأن نستغلّ التطورات الخارجية من أجل إنقاذ لبنان». وأضاف: «قدمنا ورقة للوزير للموفد الفرنسي من أجل الحث على الدعوة لانتخاب رئيس جمهورية، ونحن كنا قد طلبنا من رئيس البرلمان نبيه بري أن يقوم بدعوة مع تاريخين: الدعوة الأولى للحوار الوطني بجولات حوارية متتالية لمدة سبعة أيام. والتاريخ الثاني هو دعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة انتخاب ودورات متتالية. ما يعني جلسات حوارية متتالية لسبعة أيام، ثم جلسة في دورات متتالية إلى حين انتخاب رئيس جمهورية من دون إسقاط النصاب ومهما كانت نتائج الجولات الحوارية».

السفيرة الأميركية تحذر اللبنانيين من «تعقيدات ومخاطر» المراوحة السياسية

بيروت: «الشرق الأوسط».... حذّرت السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، من أن استمرار الوضع على ما هو عليه في لبنان سيزيد الأمور تعقيداً وخطورة. وجاءت مواقف شيا بعد لقائها البطريرك الماروني بشارة الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، حيث أكدت أن بلادها «لن تألو أي جهد من أجل دعم لبنان، والمساهمة في الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية؛ لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد الأمور تعقيداً وخطورة على جميع المستويات». يأتي تحذير شيا في وقت يستمر فيه الفراغ الرئاسي نتيجة الخلافات بين الفرقاء السياسيين، ما انعكس سلباً على عمل كل المؤسسات الدستورية، وعلى حياة اللبنانيين، مع انهيار قيمة الليرة اللبنانية. ولم تصل كل المحاولات الداخلية والخارجية منذ نحو 11 شهراً على إيجاد حل لهذا التأزم السياسي، في حين يسود الترقب، اليوم، ما ستنتهي إليه زيارة الموفد الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، الذي يلتقي النواب والمسؤولين؛ في محاولة لإيجاد مَخرج للأزمة.

الملف اللبناني على طاولة محادثات البابا والرئيس الفرنسي

البابا فرنسيس سيكون بمدينة مرسيليا في 22 و23 سبتمبر الحالي في زيارة رعوية

الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبونجم.. كد مصدر رئاسي فرنسي رفيع المستوى أن الملف اللبناني سيكون موضع تباحث بين البابا فرنسيس والرئيس إيمانويل ماكرون، بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها الأول إلى مدينة مرسيليا في يومي 22 و23 سبتمبر (أيلول) الحالي. وقال المصدر الرئاسي الفرنسي، رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، بمناسبة عرضه فعاليات الزيارة البابوية، أن الوضع اللبناني يشكل «مصدر قلق» للبابا ولماكرون، اللذين سبق لهما أن تناولا هذا الموضوع في السابق، وسيكون من جملة موضوعات ستجري مناقشتها بين الطرفين؛ ومنها ملف اللاجئين المتدفقين على الأراضي الأوروبية، والأزمات المشتعلة في أكثر من مكان من العالم. وذكر المصدر الرئاسي أن البابا عازم على زيارة لبنان. بَيْد أن زيارة كهذه لا يمكن أن تحصل في ظل الفراغ المؤسساتي على رأس الجمهورية اللبنانية منذ أقل من عام. وليس سراً أن فرنسا والفاتيكان من أكثر الدول اهتماماً بالوضع اللبناني. وتعتبر مصادر عالية الصلة أن دبلوماسية الفاتيكان «فاعلة جداً، رغم أن المسؤولين عنها يفضلون التعتيم على ما يقومون به». وسبق للرئيس ماكرون أن تلقّى رسائل فاتيكانية عدة بالنسبة للبنان، إما عبر القنوات الدبلوماسية التقليدية، أو عبر الوسطاء. وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي، بمناسبة لقائه الأخير مع الرئيس ماكرون في قصر الإليزيه، يوم 29 مايو (أيار)، قد تولّى نقل رسالة بابوية إلى الجانب الفرنسي تتناول طروحات باريس لجهة التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية بناء على معادلة وصول الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وتعيين رئيس وزراء إصلاحي بشخص القاضي نواف سلام، الأمر الذي لا تقبله الأوساط المعارِضة وتَعتبره خضوعاً لرغبة «حزب الله» وجبهة الممانعة والثنائي الشيعي. وسيأتي لقاء ماكرون - البابا بعد أن يكون الوزير السابق جان إيف لودريان قد عاد، الجمعة، من بيروت، بعد إنهاء مهمته الثالثة التي لا يبدو أنها فتحت كوة في جدار الأزمة الرئاسية. ويفترض بوزير الخارجية السابق أن يُطلع الرئيس ماكرون، وكذلك الوزيرة الحالية كاترين كولونا على نتائج زيارته الثالثة، ولقاءاته الموسَّعة مع السياسيين اللبنانيين. وسيكون الملف اللبناني مطروحاً على طاولة وزراء المجموعة الخماسية، المهتمة بمساعدة اللبنانيين على ملء الفراغ الرئاسي، والمتشكلة من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة السعودية ومصر وقطر، المفترض أن يلتقوا في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسبق لثلاثة منهم، وهم وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة والمملكة السعودية، أن ناقشوا هذا الملف، العام الماضي، وأصدروا بياناً رسمياً حدّدوا فيه المهمات التي يتعين على رئيس الجمهورية العتيد التصدي لها؛ ومنها المحافظة على السيادة اللبنانية، والقيام بالإصلاحات المطلوبة من لبنان على المستوى الدولي والمؤسسات المالية الدولية.

لبنان: هل تأتي أزمة «عين الحلوة» بقائد الجيش رئيساً؟

• «فتح» لا تبدو قادرة على الحسم... والجيش جاهز لمنع امتداد القتال خارج المخيم

الجريدة...منير الربيع ...لا مؤشرات تفيد بالوصول إلى حلّ جذري للمعارك الدائرة في مخيم عين الحلوة، فكل المساعي واللقاءات والجهود التي تبذل في سبيل الوصول إلى وقف لإطلاق النار مقابل تسليم المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي، تبوء بالفشل. لا القوى الإسلامية تبدو جادة في تسليم المتهمين، ولا حركة فتح تبدو مستعدة للتراجع عن التصعيد العسكري، وسط عدم بروز مؤشرات تفيد بأنه لديها قدرة عسكرية على الحسم. وعليه، سيبقى المخيم بؤرة توتّر مفتوحة، لا سيما أن الاجتماع الذي عقد في السفارة الفلسطينية قبل يومين بين حركتَي فتح وحماس كان عاصفاً، فالأولى تتهم الثانية بتوفير الحماية والدعم للقوى الإسلامية، فيما «حماس» تتهم «فتح» بأنها تسعى إلى تدمير المخيم تحت عنوان محاربة القوى الإرهابية، ومن دون تحقيق نتائج. وتعيد المعارك الدائرة الصراع على النفوذ داخل المخيمات، بما فيها من ارتباطات داخلية وخارجية، فيما يسعى كل طرف إلى تعزيز قواته ووجوده. بينما هناك من يأخذ أبعاداً لهذه المعارك، بأنها محاولة جديدة للسيطرة على القرار الفلسطيني والإمساك بواقع الأرض، وسط محاولات لاستدراج قوى جديدة إلى قلب المعركة، كما حصل في محاولة استهداف الجيش اللبناني يوم الاثنين، وكما حصل في استهداف أحد القادة العسكريين في تيار الإصلاح المنشق عن حركة فتح، إلا أن الاتصالات نجحت في لملمة الموضوع ومنع تفاقمه أو انفجار الصراع في حي جديد من أحياء المخيم. في هذا السياق، ترى أوساط فلسطينية متابعة أن ثمّة ملاحظتين يخرج بهما المتابع للقاءات التي عقدها المسؤول الفلسطيني عزام الأحمد في لبنان، وأهمها اللقاء الذي عقد في السراي الحكومي بحضور الأحمد، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزيف عون والمدير العام للأمن العام، اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات طوني قهوجي، مما يشير، بحسب هذه الأوساط، الى أن «فتح» أتت لتبلغ الدولة اللبنانية بما لديها من معلومات أمنية حول ما رصدته من تواصل بين استخبارات الدولة الأجنبية التي تحدّث عنها عزام لاحقاً، وبين المجموعات المسلحة التي تقاتلها «فتح» في عين الحلوة، أو أن «فتح» أتت لتحصل من الدولة اللبنانية على ضوء أخضر لبدء معركة الحسم في المخيم، بعدما وضعت بين يديها كل المعطيات الأمنية التي لديها، وذلك على قاعدة «اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد»!. والثانية في مضمون كلام الأحمد نفسه، حيث تحدث عن سقف زمني للتسليم، وإلا الذهاب إلى معركة للحسم العسكري. كل هذه التطورات، دفعت العماد جوزيف عون إلى زيارة مدينة صيدا وتفقّد الوحدات العسكرية هناك، فيما عمل الجيش اللبناني على إرسال تعزيزات عسكرية، ومن فوج المغاوير تحديداً، تحسباً لحصول أي تطورات، خصوصاً أن الجيش يؤكد أنه سيمنع توسع رقعة الاشتباكات إلى خارج المخيم، كما أنه سيكون جاهزاً للتدخل في حال دعت الحاجة. وتأتي هذه الأحداث في ظل اختتام المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان زيارته إلى لبنان، مما يدفع البعض إلى رسم صورة رمزية لكل التطورات، تتعلق بإمكانية تكرار سيناريو مخيم نهر البارد، الذي خاض فيه الجيش معارك ضارية لتثبيت الأمن والاستقرار وإخراج «فتح الإسلام» منه، وبعدها قادت التسوية إلى انتخاب قائد الجيش حينها رئيساً للجمهورية، وهناك من يعتقد بإمكانية تكرار السيناريو نفسه في المرحلة المقبلة.

لودريان: عدنا إلى النقطة الصفر

الأخبار ... انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية الخاصة بالملف الرئاسي على ما كانت عليه منذ أشهر. إذ لا خرق حصل على أيٍّ من الجبهات. وبدا مرة جديدة أن لا تبديل في الموقف السعودي، وأن توافقه مع الجانب الفرنسي لم يتجاوز حد اعتبار أن الأزمة الرئاسية تحتاج الى مناخات مختلفة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما جعل الجميع على اقتناع بأن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مرهون بالاجتماع المقبل لممثلي اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل نهاية هذا الشهر. وكانت خلاصة زيارة الموفد الفرنسي، كما المداولات التي يجريها السفيران السعودي والقطري في لبنان، قد انتهت الى تثبيت مواقف الجميع. فلا أنصار السعودية وجدوا ما يدعوهم الى تغيير تحركاتهم، ولا حلفاء المرشح سليمان فرنجية يجدون أيّ سبب لتغييرات جوهرية في الموقف أو حتى في التكتيك، مع العلم أن هناك من يراهن بقوة على نتائج الحوار المستمر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يتعلق بشكل أساسي بالملف الرئاسي. لودريان اختتم جولته الثالثة بزيارة منزل السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، على هامش لقاء تكريمي لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، دعي إليه النواب السنّة. وبدا لقاء اليرزة مع «الشرعيتين الدينية والتمثيلية» للسنّة في لبنان خطوة مقصودة للإشارة إلى تفعيل حضور المملكة العربية السعودية في الملف اللبناني. وبعد خلوة لنصف ساعة، ضمّت البخاري ودريان ولودريان والسفير الفرنسي هيرفيه غارو، انتقل الجميع الى قاعة كبيرة حيث كانَ في انتظارهم النواب السنّة (باستثناء: إبراهيم منيمنة، أسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور). وقالت مصادر نيابية إن لودريان والبخاري أوحيا بأن «انتخاب رئيس للجمهورية ليس قريباً»، كما حاول لودريان إفهام النواب بأن «الأمور عادت إلى النقطة الصفر»، لافتاً إلى «ضرورة البحث عن مرشحين توافقيين، حيث لا إمكانية لوصول أيٍّ من الأسماء المطروحة». ودعا النواب للذهاب الى الحوار قائلاً: إذا «كانت كلمة حوار مستفزة للبعض، فاعتبروه لقاء تشاورياً». أما السفير السعودي فأشار إلى أن «وجهة النظر السعودية هي التي أثبتت واقعيتها، لأن المملكة تملك خبرة كبيرة في الملف اللبناني»، لافتاً الى «أننا منذ البداية طالبنا برئيس على مسافة واحدة من الجميع ويرضي الجميع»، مشدّداً على «تطابق وجهتَي النظر السعودية والفرنسية تحت سقف موقف الخماسية».

سأل لودريان فرنجية عن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر وعن الضمانات التي يُمكن أن يقدّمها كرئيس مقبل

وقالت مصادر نيابية، حضرت الاجتماع، إن «لودريان أكد أنه سيعود الى بيروت في جولة جديدة، وإن مهمته المقبلة في السعودية لن تشغله عن دوره في إدارة الملف اللبناني، ملمحاً الى «مبادرة جديدة». في السياق، لفتت مصادر سياسية بارزة إلى «تناقض في المداولات التي قام بها لودريان»، كاشفة أنه «خلال لقائه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يلمّح أبداً الى انتهاء المبادرة الفرنسية، بل سأل فرنجية عن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعن الضمانات التي يُمكن أن يقدّمها كرئيس مقبل»!

ميقاتي إلى أميركا

من جهة أخرى، يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الحصول على مواعيد مع المسؤولين الأميركيين، وخصوصاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال زيارته المرتقبة لنيويورك لترؤس وفد لبنان الى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعدما أشيع أن ميقاتي ممنوع من دخول الولايات المتحدة، ولم يحصل على تأشيرة منذ وقت غير قصير، قالت مصادر مطلعة إنه «بحث مع وفد صندوق النقد الدولي، الذي زار بيروت قبل مدة، في توجيه دعوة إليه لعقد اجتماعات مع إدارة الصندوق في العاصمة الأميركية، وإنه يعتبر إقرار مشروع الموازنة الخاص بالعام المقبل في الموعد الدستوري إشارة إيجابية على طريقة تعامل حكومته مع طلبات الصندوق.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..كيم في روسيا: ثبات المُسلّمات الجيوسياسيّة وآنيّة الآيديولوجيا!..روسيا وكوريا الشمالية لتعاون استراتيجي في مواجهة تهديدات الغرب العسكرية..فون ديرلايين تحضّ على توسيع الاتحاد الأوروبي..جهود أميركية لإطلاق مواطنين مسجونين في روسيا..روسيا تهاجم 100 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ الأوكرانية..كييف تقوم بأكبر هجوم في الحرب على مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود..«تحقيق عزل» بايدن يربك حملته الانتخابية..واشنطن توافق على بيع سيول 25 مقاتلة إف-35..أرمينيا تحقق في تقارير بشأن دخول عدد كبير من «فاغنر» أراضيها..الصين تطلق أكبر مناورات بحرية في «الهادئ»..

التالي

أخبار سوريا..3 غارات إسرائيلية..والسويداء تصرّ على التظاهر .. واشنطن تتهم روسيا بتشتيت عملياتها..إسرائيل شنّت غارات «غير عادية» على طرطوس وحمص وحماة..بدت كجزء من «تحرك شامل»..وليس كرد على هجوم..إسرائيل تضرب «راداراً» في طرطوس وهدفاً إيرانياً في حماة..الأمم المتحدة تبدي قلقها إزاء «تجزئة» النزاع في سوريا..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,669,162

عدد الزوار: 7,611,460

المتواجدون الآن: 0