أخبار سوريا..3 غارات إسرائيلية..والسويداء تصرّ على التظاهر .. واشنطن تتهم روسيا بتشتيت عملياتها..إسرائيل شنّت غارات «غير عادية» على طرطوس وحمص وحماة..بدت كجزء من «تحرك شامل»..وليس كرد على هجوم..إسرائيل تضرب «راداراً» في طرطوس وهدفاً إيرانياً في حماة..الأمم المتحدة تبدي قلقها إزاء «تجزئة» النزاع في سوريا..

تاريخ الإضافة الجمعة 15 أيلول 2023 - 5:51 ص    عدد الزيارات 771    التعليقات 0    القسم عربية

        


سورية: 3 غارات إسرائيلية..والسويداء تصرّ على التظاهر ..

• واشنطن تتهم روسيا بتشتيت عملياتها

الجريدة....في عملية معقّدة داخل أراضي سورية، دمرت إسرائيل بطاريتَي دفاع جوي بمحافظة طرطوس الساحلية، في طريق هجومها على حمص وحماة، في وقت تواصلت التظاهرات بالسويداء، رغم حادثة إطلاق النار، التي وقعت أمس الأول، ضد المتظاهرين. في ثاني عدوان على سورية خلال ساعات، شنّت إسرائيل، مساء أمس الأول، سلسلة هجمات على محافظتَي حمص وحماة، بعد هجوم مماثل استهدف محافظة طرطوس الساحلية، التي تضمّ القاعدة الروسية البحرية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «العدو الإسرائيلي نفّذ عدواناً برشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط، مستهدفاً بعض مواقع دفاعنا الجوي في طرطوس، مما أدّى إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة 6 بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية». وأفاد المرصد السوري بمقتل «جنديين سوريين وثالث مجهول الهوية، نتيجة ضربات جوية إسرائيلية طالت «مستودعاً لأسلحة حزب الله اللبناني قرب قريتَي الجماسة ودير الحجر، وقاعدة دفاع جوي تابعة للجيش في قرية كرتو بريف محافظة طرطوس». ولاحقاً، أوردت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، نقلاً عن مصدر عسكري، أنّه ليل الأربعاء - الخميس «نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه شمال لبنان مستهدفاً بعض النقاط في محيط حماة، وأدى العدوان إلى وقوع بعض الخسائر المادية. وأفاد المرصد بتجدّد القصف الإسرائيلي لمناطق سورية، مشيراً إلى دويّ «انفجارات في ريف حماة نتيجة استهداف مركز البحوث العلمية في جبل قرية تقسيس»، وأشار إلى وجود مستودعات أسلحة بالمركز. وأكد مصدر بالمعارضة أن أحدث ضربة إسرائيلية استهدفت أيضاً مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق محافظة حمص، إلى جانب قاعدة عسكرية في جنوب حماة. وأشار المصدر إلى أن القاعدة هي إحدى القواعد الجوية العسكرية الرئيسية التي قامت روسيا بتحصينها وتستخدمها لشنّ غاراتها على فصائل المعارضة. ووفق المراسل العسكري الإسرائيلي، روي شارون، فإن ضربة طرطوس الأولى كان هدفها تدمير بطاريتَي دفاع جوي من البحر كانتا تعوقان تنفيذ الهجوم الجوي على حمص وحماة. أزمة السويداء وفي محافظة السويداء الجنوبية التي تسكنها الأقلية الدرزية، تواصلت التظاهرات الاحتجاجية، أمس لليوم الـ 26، غداة أول إطلاق نار يستهدف المتظاهرين. وتوافد المتظاهرون، أمس، إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، معبّرين عن إصرارهم على الاستمرار في الاحتجاجات، التي بدأت بالتنديد بتدهور الأحوال المعيشية، وتطوّرت للمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد. ورفع المتظاهرون لافتات كتب على بعضها: «ما بدنا تجار ومصانع للكبتاغون ما بدنا تجار.. ارحل يا بشار مع إيران وروسيا، دم السوري على السوري حرام، ثورتنا سلمية حرية وكرامة وعدالة». وأصدر بعضهم بياناً يشدد على «استمرار التظاهرات وضرورة الانتقال السياسي وفق القرار الأممي 2254 وتفعيل القرار 2118 والإفراج عن المعتقلين». وبعد إطلاق النار، الذي أصاب متظاهرين، سارعت مجموعات من المحتجين في عدة قرى وبلدات بإغلاق مراكز حزب البعث. وكان الرئيس الروحي للموحدين الدروز في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، التقى أمس الأول مجموعة من المتظاهرين عقب تعرضهم لإطلاق النار. وظهر الهجري من دار الرئاسة الروحية ببلدة قنوات في مقطع فيديو طلب فيه من المتظاهرين ضبط النفس، وضرورة محاسبة مطلقي النار، مشدداً على أن «دم السوري على السوري حرام». وأكد في الوقت نفسه ضرورة عدم التراجع أو التنازل عن المطالب التي يرفعونها، مشدداً على الالتزام بـ «الاعتصام السلمي حتى يطمئن كل فرد من الشعب السوري إلى أن حقوقه مصونة في بلده». في المقابل، شنّ الهجري هجوماً لاذعاً ضد إيران وحزب الله، قائلاً إنه «يجب الجهاد ضد هذه الميليشيات التي نعتبرها احتلالاً»، بعد أن اتّهم أحد الحاضرين الميليشيات الإيرانية والحزب بإطلاق النار. كما أصدر الهجري بياناً رداً على بيان مجلس محافظة السويداء الذي دعا إلى تدخّل الأجهزة الأمنية لإنهاء الحراك في السويداء، دعا فيه المتظاهرين إلى «الاستمرار بالحراك السلمي، وعدم الانجرار للعنف والتحلّي بالهدوء». وكذلك دان شيخ العقل أبو وائل حمّود الحناوي حادثة إطلاق النار أمس، وقال في كلمة متوجها الى الرئيس السوري: «مش قادر تحلّ المشاكل فيه غيرك بحلّها»، ومشدداً على أن «العروش لا تدوم بالقتل». وأكد أن «من سيطلق النار على أولادنا سيدفع الثمن، وإذا تعرّضنا لأي خطر لن نكون في الخلف، بل في الأمام»، محذراً من أن «المخدرات لا تبني الأوطان ولا يجب السكوت بعد اليوم». عمليات أميركية في موازاة ذلك، اشتكت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي، دانا سترول، من عمليات روسيا في سورية، كما طالبت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) والعشائر العربية بوقف الاشتباكات بينهما في محافظة دير الزور. وقالت سترول إن ما تقوم به روسيا في سورية «يشتت عملياتنا على الأرض»، مضيفة أن الاحتكاكات الجوية الروسية مع الطائرات الأميركية في سورية «غير مهنية وغير آمنة». وأوضحت أن «البنتاغون» أنشأت قنوات تواصل مع روسيا لإحاطتها بالجهود الأميركية في مكافحة «الإرهاب» في سورية. وخلال السنوات الماضية تكرر الاحتكاك الجوي بين روسيا وأميركا في الأجواء السورية، وزادت حوادث الاحتكاك في الأشهر القليلة الماضية. في سياق آخر، طالبت سترول «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) والعشائر العربية بوقف فوري للاشتباكات في دير الزور التي استمرت أسبوعين، وتوقفت بعد لقاءات مسؤولين أميركيين مع الطرفين ودعوات لإيقاف القتال. واعتبرت المسؤولة في «البنتاغون» أن اشتباكات «قسد» والعشائر تقوّض مهمة القضاء على تنظيم داعش وتهدد أمن القوات الأميركية.

بدت كجزء من «تحرك شامل»..وليس كرد على هجوم

إسرائيل شنّت غارات «غير عادية» على طرطوس وحمص وحماة

الراي... | القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |.....

كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، عن تفاصيل، وصفتها بأنها «غير عادية»، في شأن الغارات الإسرائيلية، الأربعاء، ضد أهداف إستراتيجية في سورية، وأدى لمقتل جنديين وإصابة آخرين. وذكرت القناة، أن الهجوم النهاري الأول، استهدف بطارية صواريخ مضادة للطائرات وراداراً في منطقة طرطوس، و»مهد» لهجوم الساعات اللاحقة، ضد «أهداف لإيران وحزب الله» في محافظتي حمص وحماة. وأضافت «في البداية لم يكن واضحاً ما حدث، حتى أن الجيش السوري لم يُبلّغ كالعادة عن هجوم إسرائيلي واعتراض الصواريخ، وكان أول مَنْ كشف الهجوم، هم الروس، الذين أعلنوا أن المقاتلات الإسرائيلية أطلقت صواريخ من فوق البحر المتوسط». وتابعت القناة «بعد ذلك أبلغ الجيش السوري عن هجوم إسرائيلي واعتراض معظم الصواريخ، ومقتل اثنين من عناصر الدفاع الجوي». ورأت أن القصف الأول «ليس عادياً، إذ كانت الهجمات السابقة ضد بطاريات الصواريخ والرادارات السورية المضادة للطائرات، رداً على إطلاق صواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية». واعتبرت الإذاعة أن «الأمر غير المعتاد هذه المرة هو أن الهجوم على وحدة الدفاع الجوي السوري بدا كجزء من تحرك شامل، وليس كرد». وأشارت إلى أن «الضربة فتحت أمام سلاح الجو ممراً شبه خالٍ من التهديدات في منطقة السهل الساحلي وباتجاه محافظتي حماة وحمص، وهذا ما حدث لاحقاً عند الساعة 22:40». ولفتت إلى أن «التقارير الواردة من سورية، أفادت بأن طائرات سلاح الجو هاجمت من الأجواء اللبنانية ومن فوق البحر أهدافاً في مطار الشعيرات العسكري في حمص، الذي يسيطر الإيرانيون على أجزاء منه، وتوجد فيه أيضاً قوات روسية». وأوضحت القناة، أن مصادر في سورية نفت، في المقابل، وقوع أي هجوم هناك»، مضيفة أن «هناك هدفا آخر ورد أن طائرات سلاح الجو هاجمته ليلاً في منطقة حماة، واستهدف مستودعات وبنية تحتية لإيران وحزب الله». وبحسب القناة، فإن سوريين نشروا مقاطع فيديو ليلاً، تُظهر الصواريخ الإسرائيلية، من اتجاه البحر ولبنان إلى وسط سورية. وتابعت «في دمشق يقولون إن إسرائيل نفذت 28 هجوماً على البلاد عام 2023، منها 21 غارة جوية و7 بصواريخ وقذائف أطلقت براً، أسفرت عن تدمير 65 هدفاً، ومقتل 64 شخصاً»....

إسرائيل تضرب «راداراً» في طرطوس وهدفاً إيرانياً في حماة

الهجوم الـ 28 خلال العام الحالي والطائرات حلقت فوق شمال لبنان على علو منخفض

دمشق: «الشرق الأوسط»...رغم التكتم الإسرائيلي حول ضرباتها العسكرية داخل الأراضي السورية، فإن وسائل إعلام إسرائيلية سربت يوم الخميس معلومات تفيد بأن الضربتين الصاروخيتين اللتين نفذتا يوم الأربعاء في ريفي طرطوس وحماة كانتا ضمن عملية واحدة لضرب أهداف لإيران وميليشيا «حزب الله» جنوب حماة. وحسب المعلومات أنه جرى أولاً ضرب بطارية دفاع جوي سوري وتعطيل رادار في طرطوس بهدف فتح ممر آمن للصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت بعد ساعات وأصابت أهدافاً في مركز البحوث العلمية في جبل بقسيس التابع لمنطقة تل أرطل جنوب مدينة حماة، وذلك وسط أنباء متضاربة حول تعرض مطار الشعيرات العسكري في المنطقة الوسطى لاستهداف إسرائيلي. وكان لافتا أن وزارة الدفاع السورية لم تعلن كما جرت العادة في الهجمات السابقة التصدي للصواريخ الإسرائيلية. في هجوم يعد الثامن والعشرين منذ مطلع العام الحالي، تعرض مركز البحوث العلمية جنوب مدينة حماة لقصف إسرائيلي، وذلك بعد ساعات قليلة من هجوم صاروخي مماثل على محيط مدينة طرطوس، على الساحل السوري. وأعلن مصدر عسكري سوري في بيان رسمي فجر الخميس تنفيذ إسرائيل «عدواناً برشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط». ونقلت وكالة «سانا» عن المصدر العسكري قوله: «نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً برشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط مستهدفا بعض مواقع دفاعنا الجوي في طرطوس». وأضاف في تصريح مقتضب أن القصف أدى إلى «استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية». وسبق لإسرائيل أن استهدفت مواقع في طرطوس على البحر المتوسط حيث تربض القاعدة العسكرية البحرية الروسية. وحيث يتمدد النفوذ العسكري الإيراني وميليشيا «حزب الله» اللبناني. وبعد ساعات من الهجوم الصاروخي في طرطوس، أعلن المصدر العسكري السوري أنه «في نحو الساعة 22:40 من ليل الأربعاء، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه شمال لبنان مستهدفاً بعض النقاط في محيط حماة، ما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية». وأفادت مصادر محلية في حماة «الشرق الأوسط» بأن غارات استهدفت قاعدة عسكرية تابعة للنظام السوري على الأرجح تستخدمها إيران وميليشيا «حزب الله» اللبناني بين قريتي دير الحجر والجماسة بريف طرطوس، ونقاط قرب اللواء 47 جنوب مدينة حماة، حيث يقع مركز البحوث العلمية في تل أرطل ـ جبل بقسيس، الذي كان سابقاً معامل لوزارة الدفاع السورية. كما أفادت مصادر محلية في ريف حمص قريبا من الحدود مع شمال لبنان بسماع أصوات تحليق طيران حربي إسرائيلي كثيف وعلى علو منخفض شمال لبنان، وسماع دوي انفجار عنيف، رجح أنه يكون في ريف حمص. وبحسب مصادر إعلامية معارضة، تم استهداف مطار الشعيرات العسكري في المنطقة الوسطى بريف حمص أو ريف حماة. إلا أن وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» نقلت عن مصدر أمني سوري نفيه تعرض أي من المطارات بالمنطقة الوسطى في سوريا للاستهداف. وسربت وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن استهداف بطارية صواريخ سورية مضادة للطائرات ورادار، في طرطوس، بهدف تعطيلهما، وفتح ممر آمن لتنفيذ الهجوم الثاني على أهداف لإيران و«حزب الله» في ريفي حمص وحماة. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره لندن مقتل ثلاثة عسكريين، اثنان منهم سوريان، أما الثالث فلا يزال مجهول الهوية. وأشار إلى أن القصف طال مستودع أسلحة لـ«حزب الله» اللبناني وقاعدة دفاع جوي تابعة لقوات النظام. وأشار «المرصد» إلى علمه بدخول شاحنات لميليشيا «حزب الله» اللبناني إلى سوريا مساء الأربعاء قادمة من المعابر غير الشرعية مع لبنان، ووصلت الشاحنات إلى مستودعات ضمن قاعدة للدفاع الجوي قرب قريتي الجماسة - دير الحجر في ريف طرطوس. كما أشار المرصد إلى وجود مستودعات أسلحة في جبل بقسيس، حيث يقع المركز الذي يستخدم لتطوير الأسلحة. وتعرض مطار حلب الدولي إلى استهداف إسرائيلي نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي أدى لخروج المطار عن الخدمة بشكل كامل، وفق الإعلام الرسمي السوري كما استهدف بصاروخين اثنين مستودعات أسلحة في مطار النيرب العسكري. ودأبت إسرائيل على توجيه ضربات صاروخية لأهداف داخل الأراضي السورية تقول إنها أهداف ومواقع إيرانية، وأخرى لميليشيا «حزب الله» اللبناني. وبلغ عدد الضربات الإسرائيلية منذ مطلع العام الجاري نحو 28 ضربة، على 65 هدفاً، أسفرت عن مقتل 64 شخصاً.

الأمم المتحدة تبدي قلقها إزاء «تجزئة» النزاع في سوريا

جنيف: «الشرق الأوسط»... أعرب مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الخميس، عن قلقه إزاء مؤشرات متزايدة تنذر بمزيد من التجزئة في الحرب الدائرة منذ سنوات في سوريا، داعياً إلى حوار لتجنّب «بعد كارثي جديد» للنزاع، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وجاء في بيان لتورك أن الاشتباكات التي اندلعت في محافظة دير الزور، في أواخر أغسطس (آب)، أسفرت عن مقتل 23 مدنياً على الأقل. وقال مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان إن «المؤشّرات التي تنذر بتجزئة النزاع في سوريا مقلقة للغاية». وتابع: «لا يمكننا أبداً أن نكتفي بمشاهدة البلاد تنزلق أكثر فأكثر في نزاع لا نهاية له، سبق أن ترك ندوباً لا تُمحى في حياة كثير من المدنيين». واندلعت الاشتباكات في 27 أغسطس، بعدما اعتقلت «قوات سوريا الديموقراطية» أحمد الخبيل، المعروف بـ«أبو خولة»، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها. وأعلنت لاحقاً عزله متهمة إياه بالتورط بـ«جرائم جنائية والاتجار بالمخدرات وسوء إدارة الوضع الأمني»، والتواصل مع النظام. ودفع ذلك مقاتلين موالين للخبيل إلى تنفيذ هجمات، سرعان ما تطوّرت إلى اشتباكات في عدد من القرى والبلدات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الأسبوع الماضي، أفاد المرصد بمقتل 90 شخصاً في أعمال العنف، غالبيتهم مقاتلون. وقال تورك إنه بالإضافة إلى القتلى المدنيين الـ23، أوقفت «قوات سوريا الديموقراطية» عشرات الأشخاص «لتورطهم المزعوم في الأعمال العدائية»، ولفت إلى أنه «نتيجة لذلك، فرّ آلاف المدنيين من منازلهم». وأكد أن «الاعتداءات أثّرت على المناطق المأهولة بالسكان، بما في ذلك مخيمات النازحين والأسواق ومرافق معالجة المياه والمراكز الصحية»، مضيفاً: «كما أدّى حظر التجول والحواجز على الطرقات إلى تقويض حرية التنقل ورفع أسعار المواد الغذائية والوقود». وأشار إلى أن النزاع كان محصوراً في البداية في دير الزور، لكنه سرعان ما امتد إلى الحسكة وريف حلب الشرقي، وانخرطت فيه جماعات مسلحة أخرى. وتابع المفوّض الأممي: «أعرب عن قلقي البالغ حيال استغلال أطراف أخرى التوترات والأعمال العدائية في دير الزور والجوار، في محاولة منها لبسط سلطتها على المنطقة». أضاف: «على جميع الأطراف المعنية بهذا التصعيد الأخير إنهاء الاشتباكات فوراً والعمل على حل الخلافات عبر الحوار، بهدف تجنّب إطلاق بُعدٍ كارثي جديد للنزاع في سوريا». وأودت الحرب في سوريا بنحو 500 ألف شخص، وخلّفت ملايين النازحين واللاجئين، ودمّرت البنى التحتية للبلاد وصناعاتها. بدأ النزاع باحتجاجات شعبية قمعها النظام، وتشعّب مع انخراط أطراف خارجية ومسلحين وتنظيمات متطرفة. وفي السنوات الأخيرة، خيّم هدوء على خطوط الجبهة، لكن أنحاء شاسعة من شمال البلاد لا تزال خارج سيطرة الحكومة.

حقول الرميلان أسيرةً للأميركيين: درّة الصناعة النفطية السورية تُواصل احتضارها

الاخبار...زياد غصن..بالتعاون مع الأميركيين، قامت «قسد» بتحويل بعض الورش الفنّية، إلى ورش لصناعة وصيانة المعدّات العسكرية

منذ السنوات الأولى لبدء الأزمة، شخصت عيون التنظيمات والفصائل المسلّحة إلى حقول الرميلان النفطية، الأكبر إنتاجاً والأكثر تطوراً. لكن المنشأة التي كانت بمنزلة منارة نفطية وتنموية متميّزة خلال عقود ما قبل الأزمة، تحوّلت منذ سيطرة «قسد» عليها، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية المسخّرة لخدمة القوات الأميركية ومقاتلي «الإدارة الذاتية»....في عام 1958، دخلت بلدة الرميلان الواقعة في محافظة الحسكة إلى قائمة البلدات المنتجة للنفط في المنطقة العربية، وذلك مع اكتشاف أولى الكميات النفطية في حقل كراتشوك، لتتتالى، مذّاك، الاكتشافات النفطية والغازية في المنطقة، جاعلةً من حقول الرميلان، لا واحدة من أهمّ مراكز الإنتاج النفطي السوري فقط، وإنما إحدى المنشآت النفطية المتقدّمة بتجهيزاتها وخدماتها، والتي كانت تُدار منذ بداية ستينيات القرن الماضي بأيادٍ سورية بالكامل، إلى حين استيلاء عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية عليها في عام 2013، ثمّ تمركز قوات الاحتلال الأميركية فيها، وتحويل بعض مرافق المنشأة إلى ورش لخدمة المجهود العسكري للقوات الأميركية والكردية.

مدينة متكاملة

لم تكن الرميلان مجرّد تجمّع لحقول وآبار تنتج النفط والغاز، كما تقول المعلومات المتداولة إعلامياً. فإلى جانب ضمّها الحقول الأكبر سورياً في إنتاجها اليومي، فهي احتوت مدينة سكنية نموذجية أمّنت كلّ متطلّبات الحياة من سكن وطعام وتعليم وصحة وترفيه لأكثر من ألفَي أسرة كانت تسكنها إلى جانب العديد من العاملين العازبين. وبحسب ما يروي عنان إبراهيم، الذي تولّى إدارة مديرية حقول الرميلان لسنوات عدّة قبل عام 2011، فإن المدينة «كانت توفّر جميع الخدمات التي يحتاجها السكّان عادةً في أيّ تجمّع سكني، بدءاً من خدمات المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها، إلى الورش الفنية والحرفية والمنشآت الثقافية والترفيهية من سينما ومكتبة ومركز ثقافي. لا بل إن شاغلي المدينة كانوا يحصلون بشكل دوري ومجاني على احتياجاتهم الأساسية من مواد غذائية وغير غذائية». ويضيف إبراهيم، في حديث إلى «الأخبار»، أن «المنشأة النفطية كانت تؤمّن وجبتَي إفطار وغداء لأكثر من 6 آلاف عامل فيها (80% منهم من أبناء البلدة ومناطق المحافظة)، إضافة إلى خدمات النقل والطبابة والتعويضات المالية المجزية، فضلاً عن المسؤولية المجتمعية التي كانت تنهض بها المنشأة الضخمة من قبيل تسخير تجهيزاتها وإمكاناتها لخدمة المجتمع المحلّي، كالمساعدة على إطفاء الحرائق التي تندلع في فصل الصيف، وتغذية القرى المجاورة بالكهرباء المنتَجة من محطّة التوليد الموجودة في المنشأة، والتي كان يصل إنتاجها إلى حوالي 300 ميغاواط، مشكِّلةً بذلك حوالي 10% من الإنتاج الوطني في مرحلة من المراحل». والجدير ذكره، هنا، أن الحكومة السورية لا تزال تدفع رواتب وتعويضات العاملين في المنشأة لغاية تاريخه، على رغم خروجها عن السيطرة قبل حوالي عشر سنوات.

سقف الإنتاج

مرّ الإنتاج النفطي لحقول الرميلان، والبالغ عدد آبارها وفق البيانات الرسمية أكثر من 1300 بئر، بمراحل أساسية عدّة كان أبرزها وصول حجم الإنتاج إلى حوالي 200 ألف برميل يومياً في أعقاب حرب تشرين، وإطلاق عملية إعادة الإعمار خلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، ثمّ تراجعه إلى حوالي 120 ألف برميل في فترتَي الثمانينيات والتسعينيات، وذلك قبل أن تنجح الكوادر الوطنية في تحسينه إلى 145 ألف ليرة قبل عام 2011، وإلى حوالي 164 ألفاً ما بين عامَي 2011 و2013. وبحسب ما يذكر إبراهيم، فإن مديرية حقول الرميلان كانت لديها «أكبر حفارة نفطية في الشرق الأوسط، وتقوم دورياً بتحديث تجهيزاتها في جميع مجالات الاستكشاف والتنقيب والإنتاج والصيانة، وقد تمكّنت في هذا السياق من الحصول على تجهيزات متطورة لم يكن لها مثيل في المنطقة». ويتابع أن «الإنتاج الغازي كان بحدود مليونَي متر مكعّب يومياً، يذهب منها حوالي 700 ألف متر مكعب إلى معمل معالجة الغاز لمعالجته، ومن ثمّ إعادة ضخه إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية، وتزويد حقول الرميلان باحتياجاتها اللازمة من الغاز الطبيعي لعمليات التشغيل والإنتاج. أمّا باقي الكمية المنتَجة من الحقول، والمقدَّرة بحوالي 1.3 مليون متر مكعب، فكانت تذهب مباشرة إلى محطات توليد الكهرباء لكونها ليست بحاجة إلى معالجة».

تتباين المعلومات المتعلّقة بالإنتاج الحالي لحقول الرميلان، بين 20 ألف برميل و50 ألف برميل يومياً

حافظت حقول الرميلان على إنتاجها المعتاد خلال السنوات الثلاث الأولى تقريباً من عمر الأزمة، على رغم ما واجهها من مشكلات وصعوبات ناجمة بالدرجة الأولى عن تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، وفق ما يشير إليه المهندس نبيل محمود، مدير مديرية حقول الرميلان في تلك الفترة. ويضيف محمود، في حديث إلى «الأخبار»، أن المديرية عانت مع بداية الأزمة من «عمليات السرقة والنهب لآلياتها ومعداتها، وتعذّر وصول بعض الكوادر إلى مواقع العمل، ومع ذلك، فقد تمكّنت من تحقيق رقم إنتاج جيد وصل إلى حدود 164 ألف برميل يومياً». ويستذكر أن عناصر «قسد» دخلوا إلى المنشأة واحتلّوها بقوة السلاح بينما كان هو في مهمّة عمل في دمشق، وقد تواصلَت معه آنذاك قيادات كردية ليتولّى إدارة المنشأة وتشغيلها، إلّا أنه رفض طلبهم. ومذّاك، ومن ثمّ إحالته على التقاعد، لا يعرف شيئاً عن «الوضع العام في المنشأة وما لحق بالحقول وتجهيزاتها من أضرار» أوقفت مشروعاً كبيراً وواعداً. إلّا أن مصادر محلّية تواصلت معها «الأخبار»، أوضحت أنه نتيجةً لعمليات النهب والسرقة لتجهيزات المنشأة، وما لحق بالآبار المنتِجة فيها من استنزاف جائر وغير فنّي على يد «قسد»، فإنه كان من الطبيعي أن يتراجع إنتاج الحقول بشكل كبير. وبحسب ما هو متداول، فإن «قسد»، وبالتعاون مع القوات الأميركية، قامت بالاستيلاء على بعض الورش الفنّية، وتحويلها إلى ورش لصناعة وصيانة المعدّات العسكرية، في الوقت الذي قامت فيه تلك القوات بإصلاح وتحديث المطار الزراعي المجاور ليصبح قادراً على استقبال طائرات حربية مختلفة الأوزان والأحمال. وهذه جميعها معطيات تثبت أن اهتمام الولايات المتحدة في سوريا وأولويتها يتّجهان نحو تعزيز تواجد قواتها وقواعدها داخل الحقول النفطية لتحقيق هدفَين: الأوّل، حرمان البلاد من النفط لفترة زمنية طويلة نوعاً ما تحقيقاً لأغراض سياسية واقتصادية، على غرار ما تعرّض له العراق من حصار اقتصادي قاتل؛ وثانيهما، المساهمة في تفتيت وحدة الجغرافيا السورية من خلال خلق اقتصاديات مستقلّة ومعزولة بعضها عن الآخر، بدليل قيام القوات الأميركية بتركيب مصفاة نفطية في حقول الرميلان لتكرير ما يقرب من 3 آلاف برميل يومياً، فضلاً عن مئات الصهاريج التي تنقل نفط المنشأة إلى خارج البلاد بشكل غير مشروع.

سقف الإنتاج

تتباين المعلومات المتعلّقة بالإنتاج الحالي لحقول الرميلان، بين 20 ألف برميل و50 ألف برميل يومياً، إلّا أن معظم توقّعات العاملين في القطاع النفطي، والذين لديهم معرفة بالوضع الفنّي السائد حالياً في تلك الحقول، تشير إلى أن الإنتاج سيبقى محدوداً مهما حاولت «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي تحسينه، وذلك نظراً إلى حجم الضرر الفني الذي لحق بالآبار من جهة، وعمليات النهب والسرقة لمستودعات المنشأة وتجهيزاتها من جهة ثانية. فالحقول اليوم بحاجة إلى تقييم وضع للوقوف على حالة الآبار واحتياجاتها، ومن ثمّ وضع خطّة إصلاح وإعادة تأهيل متدرّجة، وهذا ما يبدو صعب التحقّق حالياً، لأسباب عدّة أهمّها تسرّب معظم الخبرات النفطية منذ سيطرة «قسد» على المنشأة إلى خارج البلاد للعمل سواءً في العراق أو ليبيا أو غيرهما، فضلاً عن الحاجة إلى التعاون مع شركات عالمية للاستفادة من خبرتها، وهذه الشركات من المستبعد دخولها إلى المنطقة ما لم تبرم اتفاقاً قانونياً مع الحكومة السورية يحفظ حقوقها ويحميها من الملاحقة القانونية الدولية مستقبلاً.



السابق

أخبار لبنان..إنفراجات متلازمة في الملفات الساخنة في لبنان واليمن..لقاء اليرزة يُطلق دينامية المشاركة ورعد في بنشعي..لودريان يُنهي جولة جديدة من المساعي الرئاسية..وجدل حول «الخيار الثالث»..السفيرة الأميركية تحذر اللبنانيين من «تعقيدات ومخاطر» المراوحة السياسية..هل تأتي أزمة «عين الحلوة» بقائد الجيش رئيساً؟ ..«فتح» لا تبدو قادرة على الحسم..والجيش جاهز لمنع امتداد القتال خارج المخيم ..

التالي

أخبار العراق..«الاتحادية» العراقية: اتفاقية خور عبدالله خيانة عظمى..السوداني يؤكد لبارزاني جدية الحكومة العراقية في حل الأزمة مع أربيل..دعوات للبعثات الدبلوماسية إلى النظر في «سياسة تجويع موظفي الإقليم».. مسؤول أميركي: على العراق تجنب تعريض بنوكه لإجراءات عقابية جديدة.."بالاتفاق مع بغداد".. قائد بعثة "الناتو" في العراق يكشف مهامها..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,962,756

عدد الزوار: 7,617,776

المتواجدون الآن: 1