أخبار سوريا..الأسد يعتبر أن الحرب «لم تنته»: وضع السوريين المعيشي..«سيئ»..ضغوط عربية على سورية..أميركا تكشف اسم قيادي داعشي..مواكبة غربية متزايدة لاحتجاجات سوريا..التضخم وانهيار العملة يجبران السوريين على حمل أموالهم في حقائب للتسوق..

تاريخ الإضافة الأحد 1 تشرين الأول 2023 - 3:57 ص    عدد الزيارات 578    التعليقات 0    القسم عربية

        


« علاقتنا مع الصين شراكة وليست هيمنة»

الأسد يعتبر أن الحرب «لم تنته»: وضع السوريين المعيشي..«سيئ»..

الراي... وصف الرئيس بشار الأسد، الوضع المعيشي للسوريين بـ«السيئ»، معتبراً أن الحرب «لم تنته». وقال الأسد، في تصريحاته لتلفزيون الصين المركزي (CCTV)، إن تدخل القوى الخارجية يمثل «عائقاً كبيراً» أمام حل الأزمة السورية التي وصفها بـ«المعقدة». وأشار إلى أن الصين دولة عظمى تلعب دوراً مهماً جداً على مستوى العالم، من مبدأ «الشراكة» وليس «الهيمنة». وعلق الرئيس السوري على «المصالحة السعودية - الإيرانية»، معتبراً انها كانت «إنجازاً كبيراً وغير متوقع». والاسبوع الماضي، عرض الرئيس الصيني، شي جينبينغ، مساعدة سورية في إعادة بناء اقتصادها من خلال دفع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، وذلك خلال محادثات مع الأسد الذي يتعرض لعزلة ديبلوماسية وعقوبات صارمة، وفق وكالة «رويترز». وقال شي، للأسد، إن «الصين تدعم معارضة سورية للتدخل الأجنبي والترهيب أحادي الجانب... وستدعم إعادة إعمار البلاد». وتعني «الشراكة الاستراتيجية» في الديبلوماسية الصينية ضمناً، أن يكون هناك تنسيق أوثق في الشؤون الإقليمية والدولية بما يشمل المجال العسكري، حسب ما تشير «رويترز». وتقع «الشراكة الاستراتيجية» في المرتبة التالية مباشرة لما تسميه بكين «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». وجاءت زيارة الأسد للصين، الأسبوع الماضي، في وقت تلعب بكين دوراً متنامياً في الشرق الأوسط، وتحاول الترويج لخطتها «طرق الحرير الجديدة» المعروفة رسمياً بـ«مبادرة الحزام والطريق»، وهي مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وأفريقيا. وانضمت سورية في يناير 2022 إلى مبادرة «الحزام والطريق»....

ضغوط عربية على سورية..والأسد يرى أن الحرب لم تنته نشر

الجريدة....في وقت ألقت أطراف عربية باللوم على حكومة دمشق، متهمة إياها بعدم تحقيق أي تقدُّم سياسي أو أمني أو الاستجابة لمطالب لجنة الاتصال التي شكلتها الجامعة العربية أخيراً، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الوضع المعيشي للسوريين سيئ حالياً، في ظل استمرار الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية والتدخلات الإقليمية والدولية منذ 2011. وقال الأسد، في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي (CCTV) التابع للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، ليل الجمعة ـ السبت، إن «العلاقات الطبيعية للشعب السوري مع دول العالم كي يتبادل معهم من خلالها كل شيء، أصبحت في خنق متزايد من قبل القوى الغربية». وأضاف الأسد، ردا على سؤال حول تقييمه الوضع الحالي ببلده الذي مزقته الحرب الأهلية: «الوضع الحالي بكل تأكيد غير جيد، لنكن واضحين هو وضع سيئ، والمعاناة تزداد». ولفت إلى أن «الحرب على سورية لم تنته»، وقال: «مازلنا بقلب الحرب حالياً، والآن منطقتنا تواجه حربا فيها نوعان من الخطر، خطر الليبرالية الحديثة الغربية، التي نشأت بأميركا، وخطر التطرف». وشدد الأسد على أن الشعب السوري قادر على إعادة بناء بلده عندما تتوقف الحرب وينتهي الحصار. وتابع: «ما نركز عليه الآن هو أن نتمكن من الحفاظ على القيم أولا، وعلى الانتماء، لأن القيم والانتماء هي التي تساعدنا على بناء مجتمعنا أو وطننا». عائق وشراكة وعن رأيه بأكبر عائق أمام حل القضية السورية، أكد الأسد أنه التدخل الأجنبي «ولو أبعدنا هذا التدخل الخارجي، فالمشكلة السورية التي تبدو معقّدة هي ليست كذلك، ويمكن أن تُحل في أشهر قليلة لا في سنوات». واتهم الأسد، مجدداً، القوات الأميركية بسرقة النفط السوري، قائلاً: «المنطقة الشمالية الشرقية من سورية التي يحتّلها الإرهابيون هي نفسها التي يشرف عليها الأميركي»، متهماً واشنطن بأنها شريك مع الإرهابيين في تقاسم الأرباح. في المقابل، أشار الرئيس السوري إلى أن بكين تلعب دوراً مهماً جداً على مستوى العالم. وقال إن الصين عندما تتحدث عن الشراكة فهي تتحدث عن مبدأ جديد، لا عن الهيمنة. وقال الرئيس السوري في المقابلة التي نقلتها وكالة سانا الرسمية، أمس، إن «الصين وقفت مع دمشق سياسياً من خلال دورها في مجلس الأمن، وفي عدد من المحافل الدولية». وتابع: «من الطبيعي أن يكون هناك حوار أوسع معها في ظل الظروف التي يمرّ بها العالم، وفي ظل الحصار الاقتصادي الغربي القاسي الذي يهدف لتجويع الشعب السوري». امتعاض عربي يأتي ذلك في وقت تناولت مصادر إعلامية دولية حديثا عن أن لجنة الاتصال العربية تتجه إلى تعليق التواصل مع حكومة دمشق كردّ فعل على عدم الاستجابة للمطالب العربية، وعدم التقدم سياسيا وأمنيا، إذ اشتكى مسؤولون أردنيون من عدم تعاون النظام السوري، كما أكد المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن عودة سورية لجامعة الدول العربية كانت قرارا صائبا، «لكن لا بدّ أن نرى منها معالجات لقضايا تهمّ جيرانها». وجاء الامتعاض العربي من حكومة دمشق، وسط انحسار دور المعارضة، وبالتزامن مع حلول الذكرى الثامنة لتدخّل القوات الروسية دعما لقوات الرئيس الأسد. إلى ذلك، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) إلقاء القبض على عنصر في تنظيم داعش، إثر عملية إنزال في الرقة شمال سورية أمس، فيما تحدثت تقارير عن أن العنصر الذي استُهدف هو زعيم التنظيم المتطرف الجديد «أبو حفص». وكشف سكان محليون أن طائرات هليكوبتر أنزلت جنوداً في موقع مزرعة ضمن قرية ربيعة بريف الرقة شمال سورية، يعتقد أنها تستضيف «خلية قيادية» تابعة لـ «داعش». يُشار إلى أن التنظيم الإرهابي كان قد أكد في أغسطس الماضي، مقتل زعيمه أبو الحسين القريشي، معلناً مبايعة «أبو حفص الهاشمي القريشي» خلفا له.

قبضت عليه حياً شمال سوريا..أميركا تكشف اسم قيادي داعشي

دبي - العربية.نت... بعد الغارة الأخيرة وعملية الإنزال في الشمال السوري بحثاً عن فلول تنظيم داعش الإرهابي، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان، اليوم السبت، أن قواتها نفذت هجوما بالهليكوبتر بالمنطقة يوم 28 سبتمبر/أيلول. وكشف البيان أن الوحدات الأميركية ألقت القبض على ممدوح إبراهيم الحاجي شيخ، من تنظيم داعش. وأضاف أن العملية لم تسفر عن سقوط قتلى أو مصابين. أتى هذا بعدما أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، أن قواتها ألقت القبض على مسؤول العمليات والتسهيلات في تنظيم داعش أبو هليل الفدعاني بعد غارة بطائرة هليكوبتر.

خلايا نائمة

يشار إلى أن تنظيم داعش الإرهابي كان أكد في أغسطس/آب الماضي، مقتل زعيمه أبو الحسين الحسيني القريشي، معلناً تعيين أبو حفص الهاشمي القريشي خلفا له. كما لم يقدم داعش حينها تفاصيل أخرى عن الزعيم الجديد. تأتي هذه التعيينات بعد مقتل مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي خلال عملية عسكرية أميركية في سوريا في عام 2019، ليتولى بعده أبو الحسين الحسيني القريشي السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 حتى مقتله في سوريا أيضا. ويواصل مقاتلو التنظيم شن هجمات متمردة في سوريا والعراق، بعدما اختبأت خلايا نايمة منهم في السنوات الأخيرة ضمن مناطق نائية في كلا البلدين، عقب هزيمة التنظيم. في حين لا يزال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يشن غارات ضده.

مواكبة غربية متزايدة لاحتجاجات سوريا

حكومة دمشق مستمرة في تجاهل حراك السويداء

دمشق: «الشرق الأوسط»... بينما كان الإعلام الرسمي السوري يبث، مساء الجمعة، مقابلة التلفزيون الصيني مع الرئيس بشار الأسد الذي زار الصين، الأسبوع الماضي، تلقى شيخ عقل الدروز في السويداء (جنوب سوريا)، حكمت الهجري، اتصالاً من المبعوثة البريطانية لسوريا، آن سنو، أعلنت فيه التزام بلادها تطبيق القرار الأممي رقم 2254، وقالت إن الاتصال المطوّل «تطرق إلى الاحتجاجات السلمية التي تشهدها المحافظة منذ نحو 42 يوماً». وجاء اتصال المبعوثة البريطانية بعد يومين من تلقي الهجري اتصالاً من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، إيثان غولدريتش، أكد فيه دعمه لـ«حرية التعبير» للسوريين، بما في ذلك «الاحتجاج السلمي في السويداء». وسبق ذلك ثلاثة اتصالات منفصلة من نواب في الكونغرس الأميركي. جاء الاتصال الأول من النائب الجمهوري فرينش هيل، تلاه اتصال من النائب الديمقراطي برندن بويل، ثم من النائب الجمهوري جو ويلسون. كما تلقى الهجري اتصالاً من النائبة في البرلمان الأوروبي، كاترين لانغزيبن. وقالت مصادر في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات التي يتلقاها رجل الدين الدرزي تثير قلقاً في أوساط السلطات السورية التي لا تبدو سعيدة بهذه المواكبة الغربية المتزايدة لاحتجاجات السويداء، علماً أن المسؤولين السوريين يتجاهلون كلياً الحراك المستمر منذ أسابيع في هذه المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

دلالات الاتصالات الغربية باحتجاجات السويداء بينما تتجاهلها دمشق

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: قلق الحكومة ومحاولات لتفكيك الحراك من الداخل

دمشق: «الشرق الأوسط»...بينما يتوالى إعلان مسؤولين أميركيين وأوروبيين متابعة الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء باهتمام، تمضي دمشق في تجاهلها الرسمي لتلك الاحتجاجات، لتقتصر مهمة الرد على ناشطين موالين للحكومة ومحسوبين على إيران. فما هي دلالات الاتصالات الدولية الداعمة لحراك السويداء؟ وما هي سيناريوهات دمشق لمواجهتها؟

وفيما كان الإعلام الرسمي يبث، مساء الجمعة، مقابلة التلفزيون الصيني مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي زار الصين، الأسبوع الماضي، ويؤكد وقوف الشعب السوري معه، تلقى شيخ العقل في السويداء حكمت الهجري اتصالاً من المبعوثة البريطانية لسوريا، آن سنو، أعلنت فيه التزام بلادها بتطبيق القرار الأممي 2254، وفق ما أعلنته المبعوثة، عبر حسابها على منصة «X» (تويتر سابقاً)، بأنها أجرت اتصالاً مطولاً مع الشيخ الهجري «تطرق إلى الاحتجاجات السلمية التي تشهدها محافظة السويداء منذ نحو 42 يوماً على التوالي». مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتصالات التي يتلقاها الشيخ حكمت الهجري تقلق دمشق وتزيد تعقيد الأمر، كونها تمثل اعترافاً دولياً بزعامة الهجري في المحافظة، ما يجعل إزاحته عن ساحة الاحتجاجات صعبة، بل محرجة وحساسة جداً. وتضيف المصادر أن النظام منذ بدء الاحتجاجات، لجأ إلى «استخدام أدواته الاستخبارية القديمة» لتفريغ مكانة الهجري الروحية من عناصر قوتها، عبر تشويه صورته والنيل من هيبته والتشكيك بمواقفه الوطنية، بواسطة حملات يشنها نشطاء موالون عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إلا أن الموقف الشعبي الداعم والتفاف المحتجين، بمن فيهم العلمانيون واليساريون حول الهجري، إضافة إلى وقوف المرجع الثاني في السويداء، حمود الحناوي، إلى جانبه، ومشاركة ممثلين عن العشائر البدوية في السويداء بالاحتجاجات، «صعّب الأمر» على دمشق التي لا تزال تظهر تجاهلها للحراك. وتتابع المصادر أن دمشق لن توفر جهداً في محاولة تفكيك الحراك من الداخل، بديلاً عن استخدام القوة التي تبدو حتى اليوم مستبعدة عن قائمة الحلول، كما هو مستبعد أيضاً التفاوض مع الحراك.

تجاهل السويداء

وأظهرت النسخة التي بثها التلفزيون الرسمي السوري لمقابلة الرئيس الأسد مع تلفزيون الصين المركزي (CCTV)، تجنب المذيعة الإشارة إلى الاحتجاجات في السويداء، بل إن الأسد، ورداً على سؤال عن اللحظات الصعبة التي عاشها خلال الحرب، أكد أن الذي ساعده على الصمود هو وقوف الشعب معه. ورغم إقرار الأسد بأن الوضع الحالي في بلاده «سيئ» لوجود أزمة معيشية، فإنه اتهم الدول الغربية بزيادة معاناة الشعب السوري، لافتاً إلى أن «الحرب لم تنته»، وأن المنطقة تواجه بهذه الحرب «نوعين من الخطر؛ خطر الليبرالية الحديثة الغربية التي نشأت في أميركا، وخطر التطرف»، معتبراً «التدخل الخارجي» هو العائق الكبير الذي يواجه سوريا. وتهرب الأسد من الرد على سؤال حول وجود خطة أو «وصفة» لإعادة بناء سوريا والتعامل مع الصعوبات التي قد تواجهها في مختلف الجوانب، بالقول، نحن الآن أمام تحدٍّ داخلي مرتبط بالحرب والحصار، ولكن أمام تحدٍ خارجي مرتبط بالوضع الاقتصادي العالمي. أما «الوصفة الأساسية» لمثل هذه الحالة، بحسب الأسد، فهي «الانتقال من التعامل بالدولار إلى العملات الأخرى، وفي مقدمتها اليوان الصيني».

كثافة اتصالات

اتصال المبعوثة البريطانية آن سنو، مع الشيخ حكمت الهجري، جاء بعد يومين من تلقي الأخير اتصالاً من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، إيثان غولدريتش، أكد فيه دعمه لـ«حرية التعبير» للسوريين، بما في ذلك الاحتجاج السلمي في السويداء، وفق ما أعلنته السفارة الأميركية على صفحتها الرسمية على منصة X»»، داعية إلى «سوريا عادلة وموحدة، وإلى حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254». وسبق ذلك ثلاثة اتصالات منفصلة من نواب في الكونغرس الأميركي، تلقاها الهجري خلال الأيام الماضية؛ أولها من النائب الجمهوري فرينش هيل، تلاها اتصال النائب الديمقراطي برندن بويل، وآخرها من النائب الجمهوري جو ويلسون، أكدوا فيها دعم الاحتجاجات السلمية في السويداء. كما أعلنت النائبة في البرلمان الأوروبي، كاترين لانغزيبن، التي تشغل منصب رئيسة لجنة الشؤون الخارجية ومسؤولة الملف السوري في كتلة حزب «الخضر» بالبرلمان الألماني، اتصالها بالشيخ حكمت الهجري وإبلاغه أنهم يتابعون باهتمام ما يجري في السويداء ويدعمون الاحتجاجات السلمية هناك. وأتمت الاحتجاجات في السويداء يومها الثاني والأربعين، بزخم متصاعد وتنظيم وتنسيق متزايد، في إصرار على مواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب، برحيل الأسد وتطبيق القرار الأممي 2254. وذلك وسط ارتفاع وتيرة حملة الاتهامات بالعمالة والخيانة التي يشنها موالون للحكومة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد وصف بشار برهوم المشهور في الساحل السوري، الشيخ حكمت الهجري، بـ«الحاخام»، ليس لموقفه الداعم للحراك في السويداء، ولكن لإعلانه رفض انضمام أبناء السويداء إلى القوات الحكومية والمشاركة في معارك ضد سوريين آخرين. وقال: إن «هناك لواءً إسرائيلياً كاملاً اسمه جولاني، 80 في المائة منه من أبناء السويداء». كما حذر الإعلامي رفيق لطف المقرب من طهران، في منشور على حسابه في «فيسبوك»، أهالي السويداء، ممن أسماهم بـ«أصحاب الفتن» والعملاء المأجورين الذين يعطون المال للفقراء والمحتاجين حتى يشاركوهم الحراك، وقال إنه لدى هؤلاء حلماً بإقامة «دويلة مصطنعة صهيونية وامتيازات واهية وهمية».

التضخم وانهيار العملة يجبران السوريين على حمل أموالهم في حقائب للتسوق

بيروت: «الشرق الأوسط»... تخلت السورية أمينة الياسري عن محفظة نقودها الصغيرة، واشترت حقيبة كبيرة تستوعب كمية أكبر من النقود التي باتت تضطر إلى حملها للتسوق اليومي لشراء السلع الأساسية في ظل ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار. وتقول أمينة، التي تعمل مدرسة للغة الروسية في معهد خاص بدمشق، لـ«وكالة أنباء العالم العربي» (AWP): «فوتة (مشوار) السوق صار بدها شوال مصاري (نقود)»، مشيرة إلى صعوبة شراء السلع الأساسية نظراً لغلاء الأسعار وانخفاض قيمة الليرة السورية. وأضافت: «في كل مرة أذهب إلى غرفة المحاسبة لأقبض راتبي الشهري، وأطلب أن يكون من فئة 5000 ليرة، وهي أكبر فئة نقدية من العملة المحلية، لا أحصل إلا على رزم جميعها من فئة 500 ليرة تزن كيلوغراماً واحداً تقريباً، وهو ما جعلني بحاجة لحقيبة يد كبيرة سعرها بنصف الراتب الذي سيوضع بداخلها شهرياً». عدا ذلك، تقول أمينة إن أكثر ما يستفزها هو رد المحاسب بجملة «هذا الموجود» التي تشعرها بأنها لو اعترضت يمكن أن يعاقبها بمنحها راتبها بنقد من فئة 200 ليرة. وتابعت قائلة بنبرة ساخرة: «عندما أرى حقيبتي مكدسة بالنقود أتوهم بأنني من أصحاب الثراء إلا أن مبلغ 500 ألف ليرة الذي أقبضه لا يكفي أسبوعاً واحداً فقط لشراء المواد الغذائية والأساسية لعائلتي».

عد النقود

معاناة أمينة ليست فردية، بل إن الكثير من الموظفين وغيرهم من التجار وشركات الصرافة يعانون من أزمة تتعلق بتداول العملة المحلية التي تواصل الانهيار أمام العملات الأجنبية. ويقول مهند سليمان، الذي يملك مخزناً لتجارة الملابس في حي البرامكة في دمشق، إن ضعف العملة الورقية بات يشكل أزمة حقيقية ومسألة معقدة، سواء للزبائن أو للعاملين في المخزن. وأضاف: «يأتي الزبائن لشراء ما يملأون به محلاتهم الصغيرة، يحملون معهم ثمن البضاعة التي يمكن أن تكون 75 مليون ليرة في أكياس وحقائب، ولكن المشكلة ليست هنا، إنما تكمن في عد هذه المبالغ الذي يستغرق أحياناً ساعة رغم وجود العداد الآلي». ومع انخفاض سعر الصرف من نحو 47 ليرة للدولار في 2010 إلى أكثر من 15 ألف ليرة للدولار هذا العام، باتت الأمر يؤرق السوريين الذين يعانون من تفاقم التضخم وتدهور قيمة العملة المحلية. وقفز معدل التضخم في سوريا إلى 228 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاديين أميركيين. ولم ينشر مصرف سوريا المركزي في موقعه على الإنترنت أي بيانات عن التضخم منذ أغسطس (آب) 2020، عندما قفز إلى ما يقرب من 140 في المائة على أساس سنوي. ومن جانبها، تشتكي فرح إبراهيم، التي تعمل في مديرية التربية صباحاً وبائعة ملابس مساء في أحد المتاجر الشهيرة بحي القصاع في وسط دمشق، من الغلاء وانخفاض قيمة الرواتب، ما دفعها للعمل في وظيفتين رغم أنها أم لثلاثة أطفال. وتقول: «لا أدري كيف سأقارن راتبي مقابل الدولار المرتفع... كيف سيعيش أولادي إن لم أعمل منذ الصباح حتى المساء، وكيف سأتأقلم مع الأسعار التي تتضاعف في كل لحظة، وسعر الصرف ليس معقولاً والليرة كل يوم في قاع جديد». وأضافت: «فئات 200 و100 و50 ليرة باتت بلا قيمة وعاجزة عن شراء أي سلعة... والبائعون يرفضون التعامل بها حتى الأولاد عندما يجدون في الأرض عملة من فئة 200 ليرة لا يلمّونها، لأنها أصلاً لا تساوي شيئاً، ولا يمكن أن تشتري لهم حبة علكة صغيرة». وأوضحت الباحثة والأستاذة بكلية الاقتصاد رشا سيروب أن البعض بات يرفض التعامل بالعملات الصغيرة التي فقدت قوتها الشرائية رغم أنها ما زالت مقبولة قانونياً، وقالت: «الإشكالية الفعلية الحاصلة هي في إحجام بعض الأشخاص والأنشطة عن قبول هذه العملات كأداة لتسديد المدفوعات».

أسباب متشابكة

عزت سيروب زيادة التضخم إلى الكثير من الأسباب المتشابكة والمترابطة، معتبرة أن أحد الأسباب الأساسية يتمثل في «رفع أسعار حوامل الطاقة (النفط ومشتقاته والغاز الطبيعي والكهرباء) التي أدت إلى رفع تكاليف الإنتاج». وأعلنت الحكومة السورية في وقت سابق من الشهر الحالي زيادة جديدة في أسعار المحروقات، وذلك بعد نحو شهر من زيادة سابقة شهدت رفع أسعار المازوت والبنزين بنسبة تزيد على 150 في المائة. ومن بين أسباب التضخم الأخرى، وفقاً لأستاذة الاقتصاد، تحول سوريا إلى اقتصاد استهلاكي يعتمد على تلبية الاستهلاك المحلي عن طريق الاستيراد، إضافة إلى سعر الصرف. وأضافت الباحثة الاقتصادية أن انخفاض العرض هو أحد أسباب التضخم. ومضت تقول: «العرض، أي الإنتاج المحلي، منخفض، وبالتالي كي نعالج إشكالية التضخم يجب أن نتوجه في البداية إلى زيادة الإنتاج المحلي وتنشيطه... وإغلاق الفجوة بين العرض والطلب». ورداً على سؤال حول إمكانية إصدار فئة جديدة من الليرة، قالت سيروب: «في حال لم يكن مترافقاً مع نشاط اقتصادي، فهذا سينعكس تضخماً قولاً واحداً». وأرجع الخبير الاقتصادي عامر شهدا موجات التضخم التي تشهدها سوريا إلى القرارات الحكومية برفع الأسعار من أجل زيادة مواردها، مضيفاً أن هذه الموارد لا تُستخدم في تمويل مشاريع إنمائية «وإنما تُستخدم في تغطية العجز في الموازنة». وقال: «عجز الموازنة يتعلق بالهدر وعدم وجود شفافية أو قواعد بيانات يمكن من خلالها حساب الاحتياجات الحقيقية للبلاد»، وهي أمور يرى أنها تشكل 50 في المائة من أسباب التضخم في سوريا. وأصدرت الحكومة السورية قرارات اقتصادية في أغسطس (آب) شملت زيادة الرواتب والأجور والمعاشات للعاملين والمتقاعدين بمؤسسات الدولة، لكنها شملت أيضاً إلغاء الدعم كلياً عن البنزين، وجزئياً عن مشتقات نفطية أخرى. وتزامن هذا مع قرار مصرف سوريا المركزي خفض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 10300 ليرة إلى 10700 للدولار.

الدفع الإلكتروني

ترى أستاذة الاقتصاد سيروب أن التحول إلى الدفع الإلكتروني وسيلة تعكس تقدم الدول وترسي مبادئ الشفافية في المعاملات التجارية، وتساعد المؤسسات الحكومية على معرفة الأرقام الضريبية الحقيقية والفعلية. وأكدت سيروب ضرورة تحول سوريا نحو الدفع الإلكتروني «خصوصاً أننا في القرن 21، وهو أمر له الكثير من الإيجابيات ويقلل الفساد، كما أن الدفع الإلكتروني يمكن أن يساعد الحكومة في تحصيل مستحقاتها الضريبية». غير أن شهدا يرى أن تأثير الدفع الإلكتروني على التضخم في سوريا سيكون بطيئاً وحلاً طويل الأمد نتيجة الافتقار إلى ثقافة الدفع الإلكتروني وعدم وجود بنية تحتية تساعد على ذلك. وأضاف الخبير الاقتصادي: «هذه الأمور ليست حلاً للتضخم في سوريا، بل في خلق أدوات للسياسة النقدية تستطيع سحب أكبر كتلة نقدية من السوق كإنشاء شركات مساهمة كبيرة، وهي تعد إحدى السياسات النقدية المساعدة للدولة في موضوع التضخم». وأوضح أنه إذا ترافق الدفع الإلكتروني مع إنشاء شركات مساهمة، سيكون هناك تحسن في معدلات التضخم، لافتاً إلى ضرورة اعتماد بطاقة مسبقة الدفع يمكنها سحب مبالغ كبيرة، والذي سيكون من شأنه السيطرة على التضخم، وفقاً للخبير الاقتصادي.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,151,720

عدد الزوار: 7,622,475

المتواجدون الآن: 0