أخبار فلسطين..الغارات الإسرائيلية المتواصلة تقتل 465 فلسطينيا في غزة..في جنوب لبنان..وتيرة القصف تحدد إيقاع الفرار..

تاريخ الإضافة الإثنين 9 تشرين الأول 2023 - 4:09 ص    عدد الزيارات 653    التعليقات 0    القسم عربية

        


الغارات الإسرائيلية المتواصلة تقتل 465 فلسطينيا في غزة...

الشرق الاوسط...أعلن التلفزيون الفلسطيني، فجر اليوم الاثنين، ارتفاع عدد القتلى في غزة جراء القصف الإسرائيلي إلى 465. وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت، أمس الأحد، أن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 413. وذكر بيان للوزارة أن الضربات أسفرت أيضا عن إصابة 2300 شخص. من جهته قال المركز الفلسطيني للإعلام، اليوم الاثنين، إن الطيران الإسرائيلي يشن غارات "عنيفة ومتواصلة" على بيت حانون شمال قطاع غزة. وأضاف أن المدفعية تستهدف بقذائفها مناطق شرق وشمال مخيم البريج وشرق حي الزيتون والشجاعية بغزة.

الجيش الإسرائيلي: حماس أطلقت 3284 صاروخا منذ بدء هجومها

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، إن حركة حماس أطلقت 3284 صاروخا من غزة على إسرائيل منذ بدء هجومها السبت. وأضاف الجيش عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) أنه قصف 653 هدفا تابعا لحماس منذ بدء العملية. وشنت فصائل فلسطينية هجوما واسعا مباغتا من غزة على بلدات وتجمعات سكنية في المنطقة المحيطة بالقطاع ما أدى إلى مقتل أكثر من 700 إسرائيلي وإصابة أكثر من 2000 آخرين. وردت إسرائيل بشن عملية عسكرية على قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن مقتل 413 فلسطينيا وإصابة 2300.

واشنطن تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن الى إدانة حماس

نيويورك: «الشرق الأوسط».. دعت الولايات المتحدة، أمس الأحد، جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين عقدوا اجتماعا طارئا، إلى إدانة "حازمة" لهجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل. وصرح مساعد السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية روبرت وود للصحافيين قبيل اجتماع مجلس الأمن المغلق "نأمل بأن يدين جميع أعضاء مجلس الأمن بحزم ما حصل" في إسرائيل. أضاف "نأمل أن نسمع من الأعضاء الآخرين في المجلس إدانة شديدة لهذه الأفعال الإرهابية المشينة التي ارتكبت بحق الشعب الإسرائيلي وحكومته"، لافتا إلى أن الأمر لا يتعلق في هذه المرحلة بأن يصدر المجلس "بيانا". وقالت مصادر دبلوماسية إن أعضاء المجلس يبحثون في إصدار بيان مشترك، لكن المشاورات صعبة. وأوضح السفير الصيني زانغ جون أن بلاده "تؤيد" إصدار بيان. وقال "ندين كل الهجمات ضد المدنيين"، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة العودة إلى عملية سلام تفضي إلى حل يقوم على مبدأ الدولتين. وأشار السفير الإسرائيلي جلعاد إردان إلى وجود "طلب وحيد" لإسرائيل من مجلس الأمن وهو "وجوب إدانة جرائم الحرب (التي ترتكبها) حماس بشكل لا لبس فيه. هذه الفظائع التي لا يمكن تصوّرها يجب أن تدان". وتابع "يجب أن تتلقى إسرائيل دعما قويا للدفاع عن نفسها". ورد المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور الذي يمثّل السلطة الفلسطينية وليس حركة حماس، بالقول "للأسف بالنسبة إلى بعض وسائل الإعلام والمسؤولين السياسيين، لا يبدأ التاريخ إلا عندما يُقتل إسرائيليون". وقال "لن نقبل أبدا بخطاب يشوه إنسانيتنا وينكر حقوقنا، بخطاب يتجاهل احتلال أرضنا وقمع شعبنا". وأضاف "ليس الوقت الآن مناسبا للسماح لإسرائيل بالتمادي في خياراتها الرهيبة. حان الوقت لإبلاغ إسرائيل بوجوب أن تغيّر مسارها، وبوجود طريق للسلام لا يُقتل فيه الفلسطينيون ولا الإسرائيليون". وكان مجلس الأمن الذي غالبا ما يشهد انقسامات حول هذا الملف، قد ندّد في يناير (كانون الثاني) الماضي بالاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، معتبرا أنه يقوّض حل الدولتين. وكان ذلك أول قرار للهيئة في هذا الملف منذ ست سنوات. ففي ديسمبر (كانون الأول) 2016، وللمرة الأولى منذ 1979، دعا المجلس إسرائيل إلى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وقبل أسابيع قليلة من انتهاء ولاية الرئيس الأميركي حينها باراك أوباما، لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض، علما بأنها كانت على الدوام تدعم إسرائيل في هذا الملف الشائك، وعاد هذا الدعم ليتواصل بعد ذلك.

صحيفة: مسؤولون إيرانيون ساعدوا في التخطيط لهجوم حماس على إسرائيل

نيويورك: «الشرق الأوسط»..ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس الأحد، أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس يوم السبت على إسرائيل. وأضافت نقلا عن مصادر في حماس وحزب الله اللبناني أن المسؤولين الأمنيين الإيرانيين أعطوا الضوء الأخضر للهجوم على إسرائيل في اجتماع عقد في بيروت يوم الاثنين الماضي. وتابعت أن ضباطا من الحرس الثوري الإيراني يعملون مع حماس منذ أغسطس (آب) الماضي للتخطيط للهجمات الجوية والبرية والبحرية على إسرائيل.

«حماس» تعتبر نشر أميركا لحاملة طائرات «مشاركة فعلية في العدوان»

رام الله: «الشرق الأوسط»..قال المتحدث باسم حركة «حماس» حازم قاسم، اليوم (الأحد)، إن إعلان الولايات المتحدة الأميركية إرسال حاملة طائرات للمنطقة لدعم إسرائيل هو «مشاركة فعلية في العدوان على شعبنا»، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف في بيان: «هذه محاولة لترميم معنويات جيش الاحتلال المنهارة بعد هجوم كتائب القسام». وتابع: «هذه التحركات لا تُخيف شعبنا ولا مقاومته التي ستواصل دفاعها عن شعبنا ومقدساتنا في معركة طوفان الأقصى». وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في وقت سابق اليوم أنها بدأت بتحريك مجموعة حاملة الطائرات «جيرالد فورد» إلى شرق البحر المتوسط لتعزيز وضع القوات الأميركية في المنطقة، في ظل التطورات بين قطاع غزة وإسرائيل. وقالت القيادة المركزية في بيان إنها اتخذت أيضاً خطوات لنشر أسراب من «المقاتلات الحربية من طرز إف - 35 وإف - 15 وإف - 16 وإيه - 10 في المنطقة». وأضافت: «الولايات المتحدة تحتفظ بقوات جاهزة على مستوى العالم لتعزيز وضع الردع إذا لزم الأمر».

قتلوا بهجوم «حماس»... إسرائيل تعثر على 260 جثة في موقع حفل موسيقي

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أفاد تلفزيون «آي 24 نيوز» أن خدمة الطوارئ الإسرائيلية (زاكا) قالت اليوم (الأحد) إنه تم العثور على 260 جثة بموقع حفل موسيقي بالصحراء، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي». وأضافت أن القتلى سقطوا خلال الهجوم الذي شنته حركة «حماس» صباح أمس. وشنّت فصائل فلسطينية هجوماً واسعاً مباغتاً من غزة على بلدات وتجمعات سكنية في المنطقة المحيطة بالقطاع أمس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 700 إسرائيلي، وإصابة أكثر من 2000 آخرين. وردت إسرائيل بشنّ عملية عسكرية على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن مقتل 413 فلسطينياً وإصابة 2300.

«الجهاد»: الأسرى الإسرائيليون في غزة «بالعشرات وأكثر»

رام الله: «الشرق الأوسط»...قال الأمين العام لحركة «الجهاد» زياد النخالة، اليوم (الأحد)، إن الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة بالعشرات وأكثر، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف في تسجيل مصور بثته وسائل إعلام فلسطينية: «أستطيع القول إنهم يتجاوزون هذا الرقم بكثير، لدى (الجهاد) أكثر من 30 أسيراً من العدو حتى اللحظة». وتابع: «كشفت عملية طوفان الأقصى ضعف العدو وأصابته بالهستيريا والشلل، وبات واضحاً أن العدو قابل للانكسار، بل إنه كُسر واستنجد منذ الساعات الأولى بحليفته أميركا». وقال: «ما جرى من معارك على امتداد المستوطنات ومن اقتحامات للمعسكرات وأسر الجنود وترك الأسلحة دليل مشهود أن جيشهم أضعف مما يعتقد الكثيرون في العالم». وختم: «على حكومة العدو أن تستسلم لهذه الحقيقة وأقصر الطرق لعدم خسارتكم أعداداً إضافية من الأسرى والقتلى الإقرار بالهزيمة».

تحذير السعودية سبق التصعيد في غزة... ومبادرات لوقف العنف

الرياض شددت على حماية المدنيين وعدم استهدافهم... وضبط النفس

الشرق الاوسط...الرياض: غازي الحارثي.. كثّفت الدبلوماسية السعودية من حضورها وسط زخم دولي لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع وتجنّب مزيد من العنف في الأحداث غير المسبوقة التي اندلعت في غزة أمس (السبت)، وخلّفت أكثر من 600 قتيل على الجانب الإسرائيلي، ونحو 400 مسلح فلسطيني وفقاً لآخر حصيلة صادرة رسميّاً عن الجانبين. وفي وقتٍ مبكر مساء (السبت)، بادرت الخارجية السعودية إلى إصدار بيان يتناول تطوّرات الأوضاع في غزة، مذكّرةً «بتحذيراتها المتكرّرة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدّساته». ودعا بيان الخارجية السعودية إلى «الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس»، كما جدّدت الرياض مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته، وتفعيل عمليّة سلميّة ذات مصداقية تُفضي إلى «حل الدولتين» بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة ويحمي المدنيّين.

مشاورات دولية وعربية

وتزامناً مع تصاعد العنف بين الجانبين، أجرت السعودية مشاورات عديدة مع أطراف عربية ودولية، ركّزت على دعوة السعودية لتكثيف الجهود لتهدئة الأوضاع، ووقف التصعيد، وتجنّب مزيد من العنف. وفي هذا الإطار تبادل وزير الخارجية السعودي الاتصالات الهاتفيّة مع نظرائه في المنطقة والعالم. وتلقّى الأمير فيصل بن فرحان اتصالاً إثر الأحداث من الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، كما أجرى مشاورات هاتفيّة مع نظيره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بالإضافة إلى وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، ووزيرة خارجية هولندا هانكي برونز سلوت. وعربيّاً تبادل الوزير السعودي المشاورات مع نظرائه وزراء خارجية الأردن ومصر وقطر، وشدّد بن فرحان خلال المشاورات على رفض بلاده «استهداف المدنيّين العزّل بأي شكل، وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف»، مؤّكداً في الوقت عينه «ضرورة العمل على وقف التصعيد الفوري». وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال كلمة في البيت الأبيض (السبت) بحضور وزير خارجيته أنتوني بلينكن، إلى أنه «وجّه فريقه بالبقاء على اتصال مع السعودية وعدد من الدول في الشرق الأوسط على خلفية التصعيد الجاري».

تحذير مبكّر

وكان من اللافت تحذيرات الرياض خلال الأشهر القليلة الماضية من خطورة انزلاق الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مطالبةً، في أكثر من بيان صادر عن الخارجية السعودية وتعليقات للمسؤولين السعوديين، المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء هذا الصراع. وكان آخر بيان سعودي في هذا الصدد صدر (الخميس) قبل 24 ساعة من التصعيد الجاري في غزة، حمّلت خلاله «قوات الاحتلال الإسرائيلي» المسؤولية عن تداعيات استمرار التجاوزات التي تقوّض جهود السلام، وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية.

تنشيط عملية السلام

كما بذلت السعودية، في الشهر الماضي، جهوداً لـ«تنشيط عملية السلام» بالتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومصر والأردن، وذلك في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور نحو 50 وزيراً للخارجية من مختلف أنحاء العالم. وسعت هذه الجهود إلى الخروج بـ«حزمة لدعم عملية السلام»، التي من شأنها تعظيم مكاسب السلام للفلسطينيين والإسرائيليين حال الوصول إلى اتفاق للسلام. كما تسعى هذه الجهود إلى إطلاق برامج ومساهمات تفصيلية مشروطة بتحقيق اتفاق الوضع النهائي، وبما يدعم السلام، ويضمن أن تجني شعوب المنطقة كافة ثمار تحقيقه. وعطفاً على الأحداث الجارية، أكّد مراقبون أن دعوات الرياض المتكرّرة لوقف الاستفزازات، أثبتت حقيقة ما كانت تحاول الرياض قبل الجميع منع الانزلاق إليه، غير أن انسداد الأفق بين مختلف الأطراف أوصل إلى هذه النتيجة التي خلّفت ضحايا من الأبرياء والعزّل، وباتت عواقبها غير معلومة على المنطقة برمتها. وأضاف المراقبون أن السعودية كانت قد أبرزت نموذجاً جديداً في المنطقة يدفع الجميع للتركيز على التنمية بشكل جماعي بما ينعكس على مستقبل نهضة المنطقة وشعوبها، وهو ما أكد عليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أكثر من مرة، وآخرها حديثه لقناة «FOX NEWS» الأميركية في سبتمبر (أيلول) الماضي، الذي أعرب فيه عن أمله في أن تسهم المفاوضات في «تسهيل حياة الفلسطينيين». ولفت المراقبون إلى أن مثل هذه الأحداث لن يتضرّر منها إلا الأبرياء والعزّل، وستخلّف آثاراً غير حميدة على الصعيدَين السياسي والإنساني على الجانبين.

ما فرص الوساطة المصرية للتهدئة في غزة؟

الشرق الاوسط...القاهرة: إيمان مبروك... مع استمرار الاشتباكات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ودخول «حزب الله» اللبناني على خط النزاع المسلح بإطلاق صواريخ باتجاه القوات الإسرائيلية ورد الأخيرة بصواريخ مضادة، تتجه الأنظار إلى فرص مصر في الوساطة وتهدئة الأوضاع. فيما تتسارع التحركات المصرية الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لتهدئة الأوضاع واحتواء تبعات الأزمة. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة. وأضاف أن «مصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذ (السبت) وحتى الآن، سواء على مستوى الرئيس السيسي أو وزارة الخارجية والجهات المعنية». وأكد فهمي، حرص الدولة المصرية على حقن الدماء أولاً، مضيفاً: «مصر تسعى جاهدة على مدار اللحظة للدفع بمسار تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية وعلى نحو يضمن إرساء السلام والاستقرار في المنطقة». وعلى مدار يومين، دخلت مصر على خط الأزمة، وأجرى الرئيس اتصالات مُكثفة مع أطراف إقليمية ودولية، جاء آخرها عبر اتصال هاتفي مع الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، لمواصلة التشاور والتنسيق بين مصر والأردن سعياً لتهدئة الأوضاع، والتشديد على «وقف التصعيد والعنف وضبط النفس». من جانبه، يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، أن الموقف المصري ظهر سريعاً عقب ساعات من اندلاع الاشتباكات، بداية من خروج بيان رسمي وصفه بـ«المباشرة والقوة»، واستناداً إلى وجود خبرات متراكمة في جهود التهدئة، فضلاً عن أن مصر طرف مقبول من قبل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وأشار فهمي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «استمرار التنسيق العربي بين مصر والمملكة العربية السعودية والأردن»، مؤكداً على الدور المصري في مسار «تهدئة الأوضاع»، وهو الدور الذي سيظل مرهوناً بـ«توافر الإرادة السياسية والعسكرية لدى طرفي النزاع». واعتبر فهمي أن دور مصر هذه المرة يختلف عن السابق، موضحاً: «سنرى ثمة تغييرات في المشهد، ستوسع دور القاهرة وتجعله أكثر حيوية في تفكيك الأزمة». ويردف: «النزاع الراهن تعقبه ملفات شائكة ومتشابكة بسبب حجم الضربة. بعد التهدئة على الأرض، سيواجه الطرفان أزمة أسرى ورهائن، كذلك حيثيات الاتفاق حول تثبيت الهدنة وضمانات ذلك وسط تشدد متوقع من قبل الجانبين». ووسط هذا التشابك. يرى فهمي، أنه «لا أحد سوى مصر يستطيع فك هذا التعقيد، وتمهيد الطريق لتهدئة، ولكن بدعم عربي قد يتسع لأطراف أخرى مثل الجزائر التي أتوقع انضمامها للمساعي العربية لدرء تبعات الأزمة». وتؤدي مصر دوراً غالباً في احتواء أزمات الصراع المسلح بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ونجحت في مرات عديدة آخرها في مدينة «العلمين» المصرية في يوليو الماضي بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الوصول إلى اتفاقات «تهدئة» استمرت فعالة لفترات متباينة. وكانت حركة «حماس» قد شنت هجمات على إسرائيل أطلقت عليها «طوفان الأقصى»، (السبت)، شملت إطلاق صواريخ، كما تسلل مسلحون إلى مستوطنات إسرائيلية وقاموا بأسر عدد من الإسرائيليين، ليرد الجانب الإسرائيلي بعملية أطلق عليها اسم «السيوف الحديدية»؛ ما أسفر عن خسائر لدى الطرفين.

أميركيون وألمان ومكسيكيان بين الرهائن لدى «حماس»

واشنطن: «الشرق الأوسط».. أعلن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، اليوم (الأحد)، أن مواطنين أميركيين هم بين أفراد احتجزهم مقاتلو حركة «حماس» خلال هجومهم أمس انطلاقاً من قطاع غزة. ورداً على سؤال لشبكة «سي بي إس» عما إذا كان هناك حاملين للجنسية الأميركية بين مدنيين وعسكريين احتجزهم مقاتلو «حماس» في جنوب إسرائيل، قال: «فهمت أن بينهم (أميركيين) ولكنني لا أملك تفاصيل». كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم، أنها تفترض وجود ألمان ضمن الأشخاص الذين اختطفتهم حركة «حماس» من إسرائيل إلى قطاع غزة، وقالت إنه وفقاً للشواهد التي لديها فإن جميع هؤلاء هم أشخاص يحملون الجنسية الألمانية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية. وقالت المكسيك، اليوم، إنه من المعتقد بأن «حماس» اتخذت امرأة ورجلاً مكسيكيين رهينتين في غزة أمس.

مصر: تحقيقات في مقتل إسرائيليَين برصاص شرطي بالإسكندرية

مصدر أمني ينفي تقارير بتل أبيب عن استهداف 6 آخرين في سيناء

الشرق الاوسط...القاهرة: عصام فضل.. تُجري السلطات المصرية تحقيقات موسعة في واقعة مقتل سائحَين إسرائيليَين، ومواطن مصري وإصابة آخر، (الأحد) برصاص شرطي مصري في الإسكندرية «شمال مصر»، فيما نفى مصدر أمني في مصر، ما تحدثت عنه تقارير إعلامية إسرائيلية عن «استهداف 6 إسرائيليين في سيناء». ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر (الأحد) عن مصدر أمني، قوله إنه «أثناء وجود أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية بمزار (عمود السواري) بمنطقة المنشية بالإسكندرية، قام أحد أفراد الشرطة المعينين بخدمة تأمين المنطقة، بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الشخصي بشكل عشوائي»، مما أسفر، وفقاً للمصدر الأمني عن «مقتل اثنين من أعضاء الفوج الإسرائيلي، وأحد المصريين، وإصابة سائح إسرائيلي». وأكد المصدر أنه «تم على الفور القبض على فرد الشرطة، واتخاذ الإجراءات القانونية حياله، كما تم نقل المصاب إلى المستشفى للعلاج». وأكدت إسرائيل مقتل مواطنيها. ونقلت تقارير إعلامية عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، أوفير غندامان، قوله إن «مصرياً أطلق النار على مجموعة سياح إسرائيليين في الإسكندرية مما أدى إلى مقتل اثنين منهم ودليلهم المصري، كما أصيب مواطن إسرائيلي آخر بجروح». وأضاف «تعمل وزارة الخارجية والسفارة الإسرائيلية في القاهرة مع مجلس الأمن القومي ومكتب رئيس الوزراء والجيش الإسرائيلي إلى جانب السلطات المصرية، من أجل إعادة المواطنين الإسرائيليين إلى إسرائيل قريباً». مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، فاروق المقرحي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطات الأمنية المصرية أوقفت الشرطي مُطلق النار، وتجري النيابة المصرية تحقيقاتها في الواقعة». ولم يحدد المقرحي السبب وراء إطلاق الشرطي المصري النار بشكل عشوائي على الفوج السياحي الإسرائيلي. في السياق ذكر الخبير الأمني المصري، خالد عكاشة، مدير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، أن «(حادث الإسكندرية) هو حادث (عارض)، تعمل جهات التحقيق للوقوف على ملابساته»، مضيفاً أن «عملية تأمين السياح في زيارتهم للمناطق السياحية تتم بشكل (دقيق ومنضبط)، وربما يكون هناك ما استدعى استخدام النيران من قبل فرد الشرطة». وأوضح عكاشة في تصريحات لقناة «إكسترا نيوز» (الأحد)، «قد يكون فرد الشرطة قد شعر بتهديد على حياة السياح من هنا أو هناك، وربما كان تقديره خاطئاً في أيٍّ من مراحل هذا التقييم للوضع الأمني الذي كان محيطاً بمكان وملابسات الحادث، مما استدعاه إلى استخدام النيران». إلى ذلك بدأ «فريق من البحث الجنائي في مصر بإجراء معاينة لمسرح الحادث بالإسكندرية للوقوف على ملابساته». وذكرت تقارير إخبارية مصرية أن «فريق التحقيق بدأ الاستماع إلى أقوال شهود العيان، وجمع المعلومات حول ملابسات الحادث، كما يجرى التحقيق مع الشرطي المتهم بإطلاق النيران على الفوج السياحي الإسرائيلي لبيان الملابسات والدوافع وراء الحادث». في غضون ذلك نفى مصدر أمني مصري (الأحد) ما جاء في تقارير إعلامية إسرائيلية (الأحد) بشأن مقتل 6 إسرائيليين في إطلاق نار بسيناء. وقال المصدر لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، إنه «لا صحة لما تناولته إحدى القنوات غير المصرية نقلاً عن إحدى الصحف الأجنبية بشأن وجود حوادث في سيناء»، مؤكداً أن «الوضع الأمني في سيناء مستقر تماماً، ولا توجد أي حوادث».

في جنوب لبنان..وتيرة القصف تحدد إيقاع الفرار

«الشرق الأوسط» تتجول في الحدود الجنوبية

الشرق الاوسط...مرجعيون جنوب لبنان: نذير رضا.... لم يكد يمضِ على وصول علي (26 عاماً) ساعة واحدة إلى حقل صيد الطيور في سهل الخيام بجنوب لبنان، حتى بدأ القصف الإسرائيلي على مناطق لبنانية قريبة السهل الخيام. «حملنا قهوتنا وخرجنا بسرعة من حقل الصيد خوفاً من تطور الأمور»، يقول لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «كانت دقائق رعب. لم نعرف ماذا نفعل، وكنا نخاف من أن تطاول أي قذيفة مكان موجودنا المفتوح على المستعمرات المقابلة، أو أن تقصف المسيرات سياراتنا، ظناً أننا مقاتلون». وعلي الذي غادر منطقة الحدود الجنوبية منذ الصباح عائداً إلى بيروت، لم يكن الوحيد الذي يترك المنطقة خوفاً من تطور الأوضاع الأمنية. فبعد أقل من نصف ساعة على قصف «حزب الله» للمواقع الإسرائيلية في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، انطلقت أفواج السيارات التي يستقلها مدنيون، باتجاه بيروت، وفرغت منطقة العرقوب المحاذية لشبعا بشكل شبه كامل من سكانها الذين يرتادونها في عطلة نهاية الأسبوع. على طريق إبل السقي - مرجعيون، عشرات السيارات تسير مسرعة، قادمة من العرقوب باتجاه النبطية، ومنها إلى بيروت. فما جرى «يعاكس كل التقديرات السابقة بأن الحرب لن تتوسع إلى لبنان»، كما يقول السكان هنا. كان قصف «حزب الله» مفاجئاً، وانتظر السكان إعلاناً رسمياً عن الجهة التي نفذته، قبل أن يصدر بيان الحزب الذي أعلن مسؤوليته عنه، مما زاد المخاوف، واعتبر السكان على أثره أن ما يجري «جدي إلى الحدود القصوى»، وأن مغادرة المنطقة «تحسباً لأي تطورات محتملة هي الخيار الصائب». على شرفات المنازل، يراقب السكان في منطقة مرجعيون التطورات. تلاحق عيون السكان مواقع سقوط القذائف. «في العادة كان القصف ينقطع بعد أقل من عشرين دقيقة»، يقول أحد سكان بلدة الخيام، مضيفاً: «الآن طال أمد القصف... ما يعني أن احتمالات المعركة أكثر جدية». وكان الرجل يناقش مع ابنته المغادرة: «دعينا ننتظر قليلاً قبل توضيب حقائبنا، ومغادرة البلدة».

هدوء القصف

في الساعة الثامنة والنصف صباحاً، يهدأ القصف تماماً. لم يلغِ هذا التطور المخاوف، لكنه فرز المغادرين من المنتظرين. لا تزال المنطقة مزدحمة بروادها. تنطلق في هذا الوقت سيارات نحو وجهة أخرى، ويكون سكان القرى الدائمين فيها، هم المتقدمون في الرحلة الجديدة. الرحلة هذه المرة نحو الجدار الفاصل في العديسة وكفركلا اللتين تفصلهما عن المستعمرات الإسرائيلية مسافة صفر. يتجمع الشبان لرؤية الجانب الآخر من الحدود، ويقصد بعضهم السياج الحديدي ليتسنى لهم مشاهدة أكثر وضوحاً للجنود الإسرائيليين. يحاول البعض رشقهم بعبارات مستفزة، وسط ضحك الحاضرين... لكن الجنود الإسرائيليين لا يردون ولا يلتفتون. يتمسك الجنود بكامل أعتدتهم العسكرية، ببنادقهم ويديرون ظهورهم ويمشون.

انتشار جنود إسرائيليين

على جانب آخر من الشريط، مشهد جديد لم يعتد السكان عليه قبل الآن. مجموعة كبيرة من الجنود توجد في منتصف مستعمرة المطلة. وينضم إليها جنود آخرون. وفي الحقول المواجهة للحدود اللبنانية، ينتشر جنود إسرائيليون تحت الشجر. «انظر إليه يقف تحت شجرة الزيتون»، يصيح لبناني، كأنه وجد شيئاً مفقوداً... ويحمل هاتفه لتصوير المشاهد أمامه لمشاركتها مع أصدقائه في بيروت. «انظر إليهم... ينتشرون في الحقول والمستعمرات»، حسبما يقول، مضيفاً: «نقل حي من الحدود». على أن المشهد الأكثر غرابة، هو توزّع الجنود في منازل الإسرائيليين، بمعدل جندي في كل منزل على حدة. في البيت الأول، يقف جندي بكامل عتاده على الشرفة، بينما كانت امرأة تحزم حقائبها وتضعها في سيارتها الصغيرة. وفي منزل آخر محاذٍ للأول، يتأهّب جندي على مدخله... وفي منزل ثالث، يتبادل الأحاديث مع قاطني المنزل. يتساءل اللبنانيون عما يجري. يقول أحد الواقفين على الحدود إن الإسرائيليين يتخوفون من اقتحام للمستعمرات، يشبه ما جرى في غزة، وهو ما دفعهم لإرسال جنود لطمأنة السكان... أما آخر فيقول إن وجود هذا العدد من الجنود، يعني أن هناك تخوفاً من معركة ستندلع قريباً... ويقول ثالث إن هناك خطة لإجلاء السكان، كان تلقى النبأ فيها عبر هاتفه. يتبدل زائرو المنطقة. مجموعة تغادر، ومجموعة أخرى تصل إلى المكان... وتتنازع التحليلات والتقديرات عما يجري... وما سيجري «خلال ساعات».

كفرشوبا

على طريق كفرشوبا، نادراً ما يجد الزائر سيارات تمر. وحدها آليات بعثة حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) تجوب بكثافة. يتخطى الصحافيون عدد الواقفين في الشارع. هدأ القصف قبل ساعات قليلة هنا، وهي منطقة مرشحة للتصعيد في أي لحظة. يوجد خمسة شبان من خارج المنطقة، أحدهم وصل من مدينة صور «لمراقبة التطورات عن كثب»، ولا ينفي الرجل دعمه للفلسطينيين وعمليتهم العسكرية. أما الآخر، فجاء ليستقصي ما إذا كان قادراً على مشاهدة خيمة «حزب الله» التي أعاد رفعها في المنطقة. لكن الخيمة بعيدة، وتقع في مكان مرتفع لا يصل إليه أحد. ما يتسنى لهم مشاهدته هنا، مواقع إسرائيلية تعرّضت للقصف صباحاً، وجبال شاهقة، وشوارع خالية... وتظهر من بعيد نقطة حدودية أثارت إشكالاً في السابق بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية، وهي نقطة يقول لبنان إن إسرائيل تتعدى فيها على حدوده بمساحة 18 متراً، ومتقدمة داخل الحدود اللبنانية نحو 2.8 متر إلى العمق.

قذيفة واحتمالات

تمضي ساعات بعد الظهر بلا تطورات، إلى حين سماع صوت انفجار بعيد. تبين أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية أطلقت صاروخاً باتجاه مسيرة... «يبدو أن الأمر ذاهب نحو تصعيد». ترتفع المخاوف، وتتفاقم إثر سقوط قذيفة إسرائيلية في منطقة قريبة تبين أنها في قرية راشيا الفخار، وأحدثت دوياً كبيراً، ظن البعض أنها سقطت في منطقة سهل الخيام. تتخذ عدة عائلات قراراً سريعاً بالمغادرة فوراً، وتترك المنطقة مفتوحة على احتمالات الحرب، أو استيعاب التصعيد بالاتصالات الدبلوماسية.

نصائح خارجية للبنان بضبط النفس في الجنوب

اتصالات دولية للاطمئنان لموقف «حزب الله» لكنه يحتفظ لنفسه بقراره

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... أدخلت عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها «حماس» ضد إسرائيل، لبنان في دائرة الاهتمام الدولي لرصد رد فعل «حزب الله» الذي وجّه، الأحد، رسالة تحذيرية لإسرائيل بإطلاقه دفعة أولى من القذائف الصاروخية استهدفت فيها ثلاثة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، اضطرت تل أبيب للرد عليها، من دون أن يؤدي تبادل القصف حتى الساعة إلى تبديل في قواعد الاشتباك المعمول بها منذ صدور القرار الدولي 1701 عن مجلس الأمن الذي أدى إلى وقف حرب تموز 2006. ومع أن «حزب الله» أدرج إطلاقه للقذائف الصاروخية في سياق مواصلته لتحرير الأراضي المحتلة وتضامنه مع المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة، فإن الاتصالات الدولية بلبنان جاءت في سياق جسّ نبض «حزب الله»، في محاولة أُريدَ منها الحصول على تطمينات من الحزب بأن الجبهة الشمالية ستبقى هادئة ولن تنخرط في مواجهة للتخفيف من الضغط العسكري الذي يمكن أن تقوم به إسرائيل ضد «حماس» لاسترداد هيبتها العسكرية ورفع معنويات وحداتها المقاتلة التي أُصيبت بحالة من الذهول من جراء الصدمة غير المتوقعة التي أحدثتها المقاومة الإسلامية في اجتياحها للمرة الأولى لمعظم المستعمرات الإسرائيلية الواقعة في منطقة غلاف غزة.

لا تطمينات

لكن الاتصالات الدولية والعربية، وإن كانت دعت إلى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، بعدم إلحاق الجبهة الشمالية بالحرب الدائرة في قطاع غزة وغلافها الذي يحتضن عدداً من المستعمرات الإسرائيلية، فإنها في المقابل لم تحصل على التطمينات المطلوبة، وتحديداً من «حزب الله» الذي يربط قراره بما سيؤول إليه الوضع العسكري على أرض المعركة الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبكلام آخر، فإن الحزب، كما تقول مصادر مواكبة للاتصالات الدولية التي كان محورها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقيادة الجيش اللبناني، يحتفظ لنفسه بكلمة السرّ ولن يبوح فيها. وتؤكّد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه يراقب بدقة الوضع على الأرض ليكون في مقدوره أن يبني على الشيء مقتضاه، وبالتالي لن يبقى مكتوف اليدين، إذا ما بادر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للقيام بعملية عسكرية يستهدف من خلالها اجتياح قطاع غزة للتعويض عن الصدمة التي أصابت القيادة العسكرية التي فوجئت بتوغّل «حماس» في عمق المستعمرات من دون أن تلقى مواجهة.

خروج عن الصمت

فـ«حزب الله» وبخلاف المعارك السابقة التي كانت تدور بين «حماس» والجيش الإسرائيلي ويترتب عليها إطلاق صواريخ مجهولة الهوية من سهل بلدة القليلة في جنوب لبنان من دون أن يؤدي سقوطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى إحداث أضرار مادية جسيمة، فإنه أراد هذه المرة الخروج عن صمته بإطلاقه عدة قذائف تحذيرية أراد منها تمرير رسالة إلى الخارج بأن «حماس» ليست متروكة لوحدها، وإن كانت بقيت تحت سقف عدم الإخلال بقواعد الاشتباك، وإنما في سياق إعلانه التعبئة العامة لمواجهة ما سيترتب من تطورات عسكرية في الحرب الدائرة بين غزة وغلافها. وفي سياق الاتصالات، علمت «الشرق الأوسط» من المصادر المواكبة أن الرئيس ميقاتي تلقى اتصالات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين، ومسؤولين أوروبيين تشارك دولهم في قوات «يونيفيل» العاملة في جنوب الليطاني لمؤازرة لبنان لتطبيق القرار 1701، والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فيرونيتسكا، وقيادة الطوارئ، فيما بقي على تواصل مع قيادة الجيش اللبناني لمتابعة الوضع في الجنوب، إضافة إلى تواصله مع المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل.

متابعة الجيش

وتأكد أن قيادة الجيش اللبناني تتابع الوضع على الأرض، وتعد تقارير تتعلق بتقديرها للموقف استناداً إلى ما يتوافر لها من معطيات معطوفة على اتصالاتها المفتوحة بقيادة «يونيفيل» وسفراء الدول المشاركة في القوات الدولية العاملة في جنوب الليطاني، وإن كانت تراقب عن كثب ما يمكن أن يقوم به نتنياهو، برغم أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن حتى الساعة من استعادة سيطرته على عدد من المستعمرات التي ما زالت تدور فيها معارك لإخراج مقاتلي «حماس» منها. ويبقى السؤال: كيف سيتصرف نتنياهو؟ وهل يغامر باجتياحه لقطاع غزة بما يتيح له تقطيع أوصاله لتأمين سيطرته على المناطق المحاذية لغلاف غزة؟ وأي مصير ينتظر أسرى الجيش الإسرائيلي ومن بينهم قائد العمليات الاستراتيجية الذي كان يتولى سابقاً قيادة المنطقة الجنوبية. وينسحب السؤال نفسه على الدول المعنية باستقرار لبنان الذي يقف حالياً في منتصف الطريق بين السقوط وبين منعه من أن يلتقط أنفاسه، في ظل استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي يعطّل إعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية؟ وعليه، هل أن «حزب الله» يستخدم سلاحه الثقيل بالمفهوم السياسي للكلمة لاستحضار الضغط الدولي لمنع نتنياهو من اجتياحه لقطاع غزة لما يترتب عليه من تداعيات لن يبقى الجنوب في منأى عنها، ويمكن أن يطيح بقواعد الاشتباك؟ مع أن الحزب يقدّر حساسية الوضع الداخلي وهشاشته من جراء الأزمات المتراكمة التي يتخبّط فيها والتي لا تجد من حلول حتى ولو كانت متواضعة للتخفيف قدر الإمكان من معاناة اللبنانيين. وأخيراً قد يكون من السابق لأوانه التكهن بما يمكن أن يصيب الجبهة الشمالية من ارتدادات قبل التأكّد من الوضع الأمني والعسكري الذي يستقر عليه قطاع غزة ومدى قدرة نتنياهو للثأر من «حماس»، وكيف ستكون عليه الحال في فلسطين المحتلة إذا ما قررت الضفة الغربية الانتفاض ضد الاحتلال والوقوف بكل إمكانياتها إلى جانب غزة؟ مع أن الوضع في جنوب لبنان يبقى تحت السيطرة، لكن إلى متى؟ بعد أن أوصل «حزب الله» رسالته عبر قنواته الدبلوماسية بأن «حماس» ليست متروكة لوحدها، من دون أن يفصح للذين تواصلوا معه عن خطته للتضامن معها، علماً بأن لبنان تلقى تحذيرات دولية تنصحه بضبط النفس والحفاظ على الاستقرار على طول الجبهة الشمالية!

الإعلام الإسرائيلي: هجوم «حماس» إهانة عظمى غير مسبوقة

تحميل نتنياهو مسؤولية الإخفاق واتهامه بتقوية «حماس»

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. مع التأكيد على المبدأ السائد في إسرائيل، بأن على الإسرائيليين ترك خلافاتهم جانباً والتوحد في الحرب على «حماس»، وتأجيل طرح الانتقادات والمحاسبة على الإخفاقات، إلى ما بعد انتهاء الحرب، أجمعت وسائل الإعلام العبرية، على مهاجمة قيادات الجيش والمخابرات على القصور الخطير في حماية سكان البلدات اليهودية القائمة حول قطاع غزة، وكذلك المستوى السياسي بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو وحكومته على إدارة سياسية تسببت في تقوية حركة «حماس» وحكمها قطاع غزة وجعلها قوة عسكرية فتاكة. وفي حين ركزت وسائل الإعلام التابعة لمعسكر اليمين على توجيه الانتقادات للجيش، كما فعلت قبل الحرب، راحت وسائل الإعلام المستقلة واليسارية تركز على دور نتنياهو في الإخفاقات. وخرجت صحيفة «هآرتس» بمقال افتتاحي تحت عنوان: «نتنياهو مسؤول»، فقالت: «رئيس الوزراء الذي تباهى بتجربته السياسية الهائلة وبحكمته التي لا يحل محلها شيء في شؤون الأمن، فشل تماماً في تشخيص الخطر الذي قاد إليه الدولة، عن وعي، حين أقام «حكومة الضم والنهب»، وعين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير في منصبين أساسيين فيها، وأيضاً حين اتخذ سياسة خارجية تجاهلت على رؤوس الأشهاد وجود وحقوق الفلسطينيين. وتابعت «هآرتس»، أن نتنياهو بالتأكيد سيحاول التملص من مسؤوليته، ويلقيها على قادة الجيش والمخابرات الذين أخفقوا عندما قللوا من احتمال شن حرب من «حماس» مستخفّين بقدراتها العسكرية. ولكن القصور الاستخباري والعسكري لا يعفي نتنياهو من مسؤوليته الشاملة عن الأزمة، بصفته المقرر الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في إسرائيل. ولفتت إلى أن نتنياهو سوّق نفسه بوصفه «سياسياً حذراً»، يمتنع عن الحروب، ويسعى للحد من القتلى في الجانب الإسرائيلي، لكنه بعد انتصاره في الانتخابات الأخيرة استبدل بالحذر سياسة «يمين كامل»: خطوات علنية لضم الضفة الغربية، وتطهير عرقي في المناطق (ج) في جبل الخليل وغور الأردن، وتوسيع مكثف للمستوطنات، وتعزيز الوجود اليهودي في (الأقصى). وكما هو متوقع، تقول الصحيفة إن مؤشرات الانفجار بدأت في الضفة الغربية، وشعر فيها الفلسطينيون بثقل يد الاحتلال الإسرائيلي، و«حماس» استغلت الفرصة كي تخرج إلى هجوم مفاجئ، لكن أكثر من كل شيء، شددت الصحيفة، إلى أن رئيس وزراء متهم بثلاث قضايا فساد «لا يمكنه أن يهتم بشؤون الدولة».

وقاحة إسرائيلية

وفي الصحيفة نفسها، كتب جدعون ليفي: «وراء كل ما يجري توجد وقاحة إسرائيلية؛ فنحن اعتقدنا أنه مسموح لنا بفعل كل شيء، وأننا لن ندفع أي ثمن أو عقاب. ندافع عن المستوطنين الذين ينفذون المذابح، الحج إلى قبر يوسف وقبر عتنئيل ومذبح يهوشع، التي جميعها في الأراضي الفلسطينية، وبالطبع إلى الحرم القدسي، حيث اقتحمه أكثر من 5 آلاف يهودي فقط في عيد العرش. وأضاف خروقات أخرى، مثل إطلاق النار على الأبرياء، وقلع العيون، وتحطيم الوجوه، والطرد، والسرقة، واختطاف الناس من السرير، والتطهير العرقي. وبالطبع مواصلة الحصار الذي لا يصدق على غزة، وأن كل شيء، (بعد ذلك)، سيكون على ما يرام. لافتاً: «اعتقدنا أننا سنواصل التنكيل بغزة، ونرمي عليها فتات الإحسان على شكل بضع عشرات من آلاف تصاريح العمل في إسرائيل، مشروطة دائماً بحسن السلوك». وقال إن بضع مئات من المسلحين الفلسطينيين اقتحموا الجدار، ودخلوا إسرائيل «بصورة لم يتخيل أي إسرائيلي بينه وبين نفسه أنها ممكنة». وقد أثبت بضع مئات من المسلحين الفلسطينيين، أنه «لا يمكن سجن مليوني شخص إلى الأبد دون أن يجبي ذلك ثمناً باهظاً»، مثلما مزقت الجرافة الفلسطينية القديمة السبت الجدار الأكثر إحكاماً من أي جدار آخر.

الهجوم المهين

وفي «يديعوت أحرونوت»، رأى ناحوم برنياع، هجوم «حماس» «مهيناً لإسرائيل». وقال إن 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كانت إهانة عظمى لم يشهد لها الجيش الإسرائيلي مثيلاً في كل سنواته. ووصف الإهانة الأولى بأنها استخبارية. ومثلما في 1973، رأت المنظومة (الحاكمة) كل المؤشرات الدالة، لكنها استنتجت بغرورها أن «هذه مجرد مناورة وتدريبات عابثة». أما الثانية، وفق التقرير «فكانت السهولة التي تجاوز فيها مخربو (حماس) العائق»؛ والثالثة كانت «السهولة التي عادوا فيها إلى غزة مع عشرات الرهائن»؛ أما الرابعة، فهي «البطء الذي رد به الجيش الإسرائيلي على التوغل». فقد تجول العشرات في معسكر مدرعات كأنهم في بيوتهم، ولم توجد مروحية هجومية تطلق عليهم النار. ورأى أن «يوم الغفران» 1973 كلّف عدداً أكبر بكثير من الضحايا، لكن المواجهة وقتها، «كانت مع أكبر الجيوش العربية، وليس منظمة إرهاب من الدرجة الثانية». وقال إنه من تلك الحرب الأليمة خرج سلام يصمد بعد 50 سنة من وقف النار. مشدداً على أنه «من الصعب رؤية الخير الذي سيخرج من الحرب الحالية». منتقداً سياسة نتنياهو في كل حكمه، الذي دفع بـ«حماس» قُدماً على حساب السلطة الفلسطينية، بسياسة «فرق تسد»، وتهدئة بكل ثمن. وأعطى في الأشهر الأخيرة، حركة «حماس» كل ما أوصى به الجيش، ومنها تصاريح عمل لعشرين ألف غزي، وتوسيع الواردات، وتحويل المال القَطري. إن سموتريتش، «وزير نصف الدفاع في حكومته»، قال مؤخراً، إن «حماس» ذخر والسلطة عبء، فهل نتنياهو مستعد لأن يغير القاعدة؟».

صيغة «حماس» الأولى

وفي صحيفة «معاريف»، كتب بن كسبيت: «من خاف الخروج إلى عملية برية في غزة خرجت هي إلى عملية برية عنده، ومن سمى نفسه «قوي حيال (حماس)، وجد نفسه السبت ضعيفاً حيال (حماس) قوية». ومن اعتقد أنه يمكنه أن يربي «حماس» كي يصغر السلطة الفلسطينية، وجد نفسه، السبت، صغيراً أمام الاثنتين. ورأى أن إسرائيل أخطأت في صيغة «حماس» الأولى حين شجعتها، وسمحت بقيامها «لأجل إضعاف (منظمة التحرير الفلسطينية)»، وأنها لم تتعلم من هذا الفشل. نتنياهو وصف «حماس»، مرات عديدة، كذخر لإسرائيل. «هذا الذخر ضربنا السبت بغير قليل من الذخائر». ولفت بن كسبيت، إلى أنه في عام 2009، أراد إيهود أولمرت أن ينهي الانشغال في غزة. كان هذا سهلاً نسبياً، لكنه كان في حينه إوزة عرجاء. وانتظر الجميع نتنياهو، الذي وعد، عند بوابات عسقلان، بأنه فوراً حين يعود إلى الحكم، سيصدر الأمر بإسقاط حكم «حماس» في غزة. وفعل العكس. ورأى أن يائير لبيد فعل الأمر الصائب باقتراح الانضمام إلى حكومة طوارئ ضيقة دون المتطرفين. وهي خطوة قيادية صحيحة ومناورة سياسية ذكية. لكن لا يوجد أي سبب لأن ينضم لبيد وغانتس إلى حكومة الكوابيس الحالية. معتبراً أن «هذه الطبخة أعدها نتنياهو وهو الذي سيشربها». وأنهى تقريره بسؤال هو: هل المصيبة الجسيمة كافية كي تقنع نتنياهو بأن المغامرة مع المتطرفين استنفدت نفسها؟ هل الدولة هامة لنتنياهو حقاً؟

تجويع غزة

وفي صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية وتحت عنوان: «أعيدوا غزة إلى العصر الحجري»، كتب أرئيل كهانا: «بعد 50 سنة بالضبط من حرب (يوم الغفران)، وجدت إسرائيل نفسها مرة أخرى تحت هجوم مفاجئ. وإنه لا حاجة لأن يكون المرء خبيراً عظيماً كي يفهم أنه كان هناك «عمى استخباراتي»، وأن الجيش الإسرائيلي الذي أمسك به «غير مستعد». الوقت لاستيضاح القصور لا بد سيأتي. في هذه اللحظة ينبغي التركيز على تحول الهزيمة إلى نصر، باستعادة المبادرة وقبل كل شيء إيقاع الهزيمة بالعدو. وشدد على أنه لا يكفي «جباية ثمن هائل»، مثلما قال رئيس الوزراء. وإذا كان التخوف هو من لاهاي (محكمة العدل)، فثمة ما يكفي من المتطوعين للمهمة ليبقوا في البلاد حتى نهاية حياتهم، مقترحاً أن «نعيد غزة إلى العصر الحجري، بأن نختطف كبار رجالات (حماس) وأبناءهم، وندمر بيوتهم الفاخرة، وأبراجهم العالية، والمطاعم والمتنزهات في غزة». مقترحاً إضافة إلى وقف توريد الكهرباء الإسرائيلية إلى غزة، قصف محطة توليد الطاقة في القطاع، وحظر الصيد تماماً. كما اقترح الكاتب، مطالبة المصريين بإغلاق معبر رفح، ومنع إدخال الماء والغذاء واغتيال كل قيادة «حماس».

«طوفان الأقصى» تزيد المشهد السوري تعقيداً

دمشق: «الشرق الأوسط».. ازداد المشهد السوري تعقيداً مع التصعيد الخطير الذي تشهده سوريا والمنطقة. فبينما نكست الأعلام حداداً على ضحايا هجوم الكلية الحربية في حمص الخميس الماضي، واحتل السواد لوحات الإعلان على الطرق، على وقع عملية عسكرية انتقامية شرسة في شمال غربي سوريا، جرى توزيع الحلويات في ساحة الأمويين مساء السبت احتفالاً بعملية «طوفان الأقصى» في غزة، ورفعت لافتات منها: «حزننا على شهدائنا واجب، وفرحنا بانتصاركم واجب». جاء ذلك وسط توارد أنباء من إدلب عن قصف 6 مشافٍ وخروج مركز طبي في أريحا من الخدمة، بينما أعلنت جامعة حلب في مناطق المعارضة تعليق دوامها بسبب القصف الشديد. طبيب سوري (54 عاماً) وصف «طوفان الأقصى» بأنها «جرعة إنعاش» لما تبقى من أمل في نفوس السوريين. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تمكن الشباب الفلسطيني من توجيه صفعة قوية لإسرائيل التي تمادت في غيها، مستغلة حالة الحرب والفوضى في المنطقة، وأن أهم ما تحقق هو الخرق الاستخباراتي لأعتى جهاز مخابرات في المنطقة». وأضاف: «قياساً إلى حجم المفاجأة والأهداف النوعية التي حققتها عملية (طوفان الأقصى) من المتوقع أن يأتي الرد إسرائيلي واسعاً وعنيفاً، وغالبًا سيشمل سوريا ولبنان». وأكد الطبيب أن «المنطقة ذاهبة إلى منعطف بالغ الخطورة». ناشطة سورية حقوقية (38 عاماً) رأت في «طوفان الأقصى» رد اعتبار للعربي الذي أضعفته وانتهكته حكوماته قبل أن تذله إسرائيل، وقالت: «كلما غرقنا في الوحل مدتنا فلسطين بجرعة كرامة»، لافتة إلى أن السوريين المناهضين للنظام عموماً ورغم عدائهم لإيران كحليف له، لا يمكن إلا أن يتضامنوا مع الفلسطينيين ضد إسرائيل، لأن القضية الفلسطينية تعيد تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي للعرب. لكن في المقابل تقول الناشطة أيضاً: «الأثمان ستكون باهظة، وعلى حساب حقوق الإنسان في مناطق الصراع». ولم يمنع الحداد دمشق من الفرح بما حققه الشباب الفلسطيني، وعنونت صحيفة «الوطن» المحلية القريبة من الحكومة صفحتها الأولى بـ«طوفان الثأر من سوريا إلى فلسطين». وخرجت مسيرة داعمة للفلسطينيين في محيط الجامع الأموي رفعت فيها صور الرئيس السوري والأعلام الفلسطينية، وذلك بينما يطوف المسؤولون والشخصيات الرسمية المدنية والعسكرية على مجالس العزاء المفتوحة في مناطق متفرقة من البلاد لضحايا هجوم الكلية الحربية. وفي المقابل، واصل المحتجون في السويداء تجمعهم في ساحة «السير» (الكرامة) لليوم الحادي والخمسين على التوالي، رافعين لافتات تتضامن مع محافظتي إدلب وحلب التي تواجه قصفاً عنيفاً من قبل قوات الحكومة. وهتف المحتجون: «يا إدلب ويا نحنا معاكي للموت ويا حلب على درب الكرامة يا حلب»، مؤكدين مناهضتهم الحكومة، ودعمهم فلسطين ورفضهم إيران، وأظهرت صور نشرها موقع «السويداء 24» توجيه المحتجين في بلدة صلخد دعوات لإنقاذ «الشعبين الفلسطيني والسوري من إيران وإسرائيل ونظام العصابة الحاكمة». وأعادوا التأكيد على مطالبهم برحيل النظام، والإفراج عن المعتقلين، وتحسين الأوضاع المعيشية، وتطبيق القرار الأممي 2254. وفي المقابل، أقام مجلس محافظة السويداء (الأحد) مجلس عزاء لضحايا الكلية الحربية، وقد شهد توافد العشرات من الأهالي لتقديم واجب العزاء في صالة كبيرة علقت فيها صور الرئيس السوري. بينما تتواصل عمليات تشييع ضحايا الكلية الحربية التي ضمت جنازات لأشخاص عدة من عائلة واحدة. ليزداد المشهد السوري تعقيداً مع انسداد أفق الحل السياسي وسط التصعيد العسكري في سوريا والمنطقة.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,093,600

عدد الزوار: 7,620,282

المتواجدون الآن: 0