أخبار وتقارير..فلسطينية..بيومها الـ83..غزة تئن تحت قصف إسرائيلي متواصل شمالا وجنوبا..ما هي ملامح المنطقة العازلة التي تخطط إسرائيل لإنشائها بطول قطاع غزة؟..«الغارديان»: شكوك حول شفافية سحب السلاح من المخازن الأميركية في إسرائيل..شهادات عن حالات «تنكيل» بحق أسرى فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية..القاهرة تؤكد استضافة ما يزيد على 20 ألف مصاب فلسطيني بمشافيها..نتنياهو لتشكيل طاقم يدرس «الترحيل بالتراضي» للفلسطينيين..أدباء ومثقفون يهود في الولايات المتحدة: بعد «غزة» من الصعب أن تكون يهودياً..وزير فلسطيني: المقترح المصري لوقف الحرب يتطلب إسناداً أميركيا وقطرياً..«حرب غزة»: كيف يواجه المقترح المصري «صراع التوازنات»؟..

تاريخ الإضافة الخميس 28 كانون الأول 2023 - 5:28 ص    عدد الزيارات 531    التعليقات 0    القسم عربية

        


بيومها الـ83..غزة تئن تحت قصف إسرائيلي متواصل شمالا وجنوبا..

مقتل 3 جنود إسرائيليين بمعارك غزة.. ماكرون يبلغ نتنياهو قلقه إزاء حصيلة الضحايا المرتفعة جداً بغزة والصحة العالمية: سكان غزة يواجهون "خطرا جسيما"..

العربية.نت، مراسلو العربية ووكالات.. تشهد غزة، الخميس، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع، فيما لا تظهر أي بادرة تؤشر إلى قرب وقف القتال. ويعاني سكان القطاع النازحون من أزمة إنسانية طاحنة، تتمثل في نقص المأكل والمشرب والمأوى، مع انشار الأمراض التي تفتك بالأطفال والكبار. وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بمقتل 3 جنود إسرائيليين خلال المعارك في قطاع غزة، وأشار إعلام فلسطيني إلى مقتل وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، على مواقع مختلفة في قطاع غزة، في اليوم الـ83 من القصف. وأضافت أن قصفا إسرائيليا مكثفا طال دير البلح ومخيم المغازي وسط القطاع، كما استهدف منزلا بمخيم النصيرات. كما شهدت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، غارات إسرائيلية عنيفة ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.

ماكرون "قلق" من حصيلة الضحايا المرتفعة

من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن قلقه البالغ إزاء حصيلة الضحايا المرتفعة جداً في صفوف المدنيين في قطاع غزة، وشدد ماكرون على ضرورة العمل على وقف دائم لإطلاق النار بغزة بالتعاون مع جميع الشركاء الإقليميين الدوليين. هذا وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من أن سكان غزة يواجهون "خطرا جسيما"، متحدثا عن انتشار الجوع الحاد واليأس في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سلمت إمدادات إلى مستشفيين، الثلاثاء، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب، وأن 21 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة توقفت تمامًا عن العمل.

"خطر جسيم"

ودعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض". وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن موظفيها أفادوا، الثلاثاء، أن الحاجة إلى الغذاء "ما زالت ماسة" في جميع أنحاء قطاع غزة، في حين أن "الجياع أوقفوا قوافلنا مرة أخرى اليوم على أمل الحصول على الغذاء". وأضافت أن "قدرة منظمة الصحة العالمية على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات تواجه قيودا على نحو متزايد بسبب الجوع واليأس لدى الناس داخل هذه المستشفيات وهؤلاء الذين في طريقهم إليها"...

ما هي ملامح المنطقة العازلة التي تخطط إسرائيل لإنشائها بطول قطاع غزة؟

الكثافة السكانية الكبيرة عقبة أمام إنشاء منطقة عازلة بغزة.. ووزارة الخارجية الأميركية: نرفض أي تغيير في حدود القطاع

العربية.نت، وكالات.. مع تواصل قصف القوات الإسرائيلية قطاع غزة برا وبحرا وجوا، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أشرف القدرة، الأربعاء، إن حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، بلغت أكثر من 21 ألفاً. وقد جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تأكيده على أن الحرب لن تتوقف قبل نزع سلاح غزة، مع تخطيط إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة على طول قطاع غزة. فمستقبل غزة وشكل حدودها الحالية، موضع بحث، مع حديث إسرائيلي عن إنشاء غلاف جديد للقطاع بعد انتهاء الحرب الدائرة حاليا. وأعاد نتنياهو التأكيد، في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، على أن السلام يتضمن إنشاء منطقة أمنية مؤقتة على طول قطاع غزة، بما في ذلك على الحدود مع مصر، لمنع تسريب الأسلحة. تصريح تزامن مع تقارير عن استعداد الجيش الإسرائيلي لإقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة، من المتوقع أن تكون بعمق كيلو متر واحد داخل غزة. وعلى الجانب الآخر، يرى مراقبون أن مساحة القطاع لا تسمح بإنشاء مناطق عازلة في داخله، خاصة مع الكثافة السكانية الكبيرة، واختلاف عرض القطاع، بمعدل يتراوح بين 5 و12 كيلومترا. هذا سيعني عدم وجود عمق كافٍ يتيح لإسرائيل منع الهجمات الفلسطينية الصاروخية أو البرية، خاصة مع قرب مدن وقرى غلاف غزة. أما سياسيا، فما إن أفصح نتنياهو عن المنطقة العازلة، حتى أعلنت الخارجية الأميركية رفض واشنطن لأي منطقة عازلة، داخل قطاع غزة، مذكرة بضرورة الحفاظ على مساحة القطاع من دون تقليص بعد الصراع الحالي.

«الغارديان»: شكوك حول شفافية سحب السلاح من المخازن الأميركية في إسرائيل..

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. في موقع سري بإسرائيل، يوجد كثير من المستودعات الخاضعة لحراسة مشددة، والتي تحتوي على مخزون من الأسلحة بمليارات الدولارات مملوكة للحكومة الأميركية. وتم إنشاء المخزون لأول مرة في الثمانينات، لتزويد القوات الأميركية بالأسلحة بشكل سريع في حال نشوب أي صراعات بينها وبين دول الشرق الأوسط. ومع ذلك، مع مرور الوقت، سُمح لإسرائيل بالاستفادة من هذه الأسلحة «في بعض الحالات الطارئة». ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، يواجه هذا المخزون الأميركي الضخم تدقيقاً واسعاً منذ بدء حرب غزة؛ حيث يقول محللو الدفاع إن هناك قليلاً من الشفافية حول فئات وكميات الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، مشيرين إلى أن هناك شكوكاً بشأن سحب إسرائيل كميات كبيرة من هذه الأسلحة، لاستخدامها في الحرب. وفي مقابلات مع «الغارديان»، قال كثير من المسؤولين الأميركيين السابقين، المطلعين على المساعدة الأمنية الأميركية لإسرائيل، إن هذا المخزون يتيح عمليات نقل سريعة للأسلحة إلى الجيش الإسرائيلي. وأضافوا أن وجوده بإسرائيل «يحمي تحركات الأسلحة الأميركية من الرقابة العامة ورقابة الكونغرس». وقال مسؤول كبير سابق في «البنتاغون»: «رسمياً، هذه معدات أميركية للاستخدام الأميركي، ولكن من ناحية أخرى، من يستطيع أن يقول إننا لن نعطي إسرائيل مفاتيح هذه المستودعات في حالة الطوارئ؟». ومنذ بدء الحرب، أسقطت إسرائيل عشرات الآلاف من القنابل على غزة، وكانت صريحة بشأن مطالبتها بكميات كبيرة من الذخائر التي زودتها بها الولايات المتحدة. ومع مقتل أكثر من 20 ألف شخص في غزة، تواجه الولايات المتحدة تساؤلات حول كميات وفئات القنابل التي توفرها لإسرائيل، والنسبة التي يتم توفيرها من خلال المخزون الضخم الموجود في إسرائيل. وفي واشنطن، أثار المشرعون مخاوف بشأن مقترحات للبيت الأبيض، من شأنها تخفيف القواعد المتعلقة بأنواع الأسلحة الموضوعة في المخزون، وتوسيع حدود الإنفاق على تجديدها، ومنح «البنتاغون» مرونة أكبر لنقل الأسلحة من هذه الترسانة. وقال جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، والذي استقال مؤخراً احتجاجاً على دعم واشنطن لإسرائيل خلال حربها على غزة، إن مقترحات البيت الأبيض بشأن المخزون هي جزء من حملة لإدارة بايدن، تستهدف إيجاد طرق جديدة لتزويد إسرائيل بالسلاح. ولفت بول إلى أنه بعد هجوم حركة «حماس» المفاجئ على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان هناك اجتماع في البيت الأبيض «تمت فيه مناقشة كل سلطة قانونية ممكنة يمكن منحها لإسرائيل، لضمان حصولها على الأسلحة في أسرع وقت ممكن». ولم يتم الكشف علناً عن المحتويات الكاملة للمخزون، والمعروف باسم مخزون احتياطي الحرب لحلفاء إسرائيل «WRSA-I»، على الرغم من أن المسؤولين السابقين يقولون إن «البنتاغون» يزود الكونغرس بتقرير سنوي عن الأسلحة والذخائر الموجودة به. وفي وقت سابق من هذا العام، قال قائد عسكري أميركي سابق، إنه قام بجولة في المستودعات الموجودة بإسرائيل، وتحدث عن محتوياتها قائلاً: «المخزون الحالي مليء بما يسمى بالذخائر الغبية، وهي تلك التي لا تحتوي على أنظمة توجيه متطورة، بما في ذلك آلاف من (القنابل الحديدية) التي يتم إسقاطها ببساطة من الطائرات دون توجيه لمنطقة معينة». وسبق أن تمت الإشارة إلى وجود هذه «الذخائر الغبية» بالمخزون، في تقرير نشره مركز أبحاث مؤيد لإسرائيل، وهو المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، في عام 2020؛ حيث انتقد التقرير تلك الذخائر التي «عفا عليها الزمن». ومع ذلك، في قصفها الجوي الأخير لغزة، اعتمدت إسرائيل بشكل كبير على هذه الذخائر غير الموجهة ذات الدقة المنخفضة، والتي يقول خبراء الأسلحة إنها تثبت عدم صحة مزاعم الجيش الإسرائيلي بأنه يحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. ولم يستجب الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية لطلب صحيفة «الغارديان» التعليق على هذا التقرير. وفي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن «البنتاغون» يستغل مخزوناً هائلاً، ولكنه غير معروف من الذخيرة الأميركية المخزنة في إسرائيل، للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا الماسّة لقذائف المدفعية في حربها مع روسيا. وتمتلك الولايات المتحدة مخزون أسلحة آخر ضخماً في كوريا الجنوبية.

شهادات عن حالات «تنكيل» بحق أسرى فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية

غزة: «الشرق الأوسط»... قال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عبد الفتاح دولة، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن الهيئة وثَّقت، منذ السابع من أكتوبر، شهادات لأكثر من أسير محرَّر، حول ما وصفه بتنكيل يتعرض له الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية. وذكر دولة أن هناك وحدات «تقتحم السجون بشكل متكرر. وبعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مورست هجمة على كل أقسام السجون، وتم التضييق بشكل أكبر على الأسرى». وأضاف: «تمت مصادرة كل شيء داخل أقسام السجون، حتى الملابس. ولم يتم الإبقاء سوى على قطعة ملابس واحدة لكل أسير. ومُنع الأسرى من الخروج للساحات الخارجية، وسُحِبت الأجهزة الكهربائية وأجهزة الراديو، في إطار سياسة عقاب جماعي بحق الأسرى». وتابع: «كل شهادة تصل إلينا من الأسرى المحررين أشد فظاعة من الشهادة التي تسبقها؛ معظمها تتفق على أن هناك عملية تنكيل وتعذيب داخل السجون بنيَّة مسبقة هدفها القتل». وأشار إلى أن «كل المنجزات التي حققتها الحركة الأسيرة من الإضرابات المتكررة تم سحبها. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير كان يسعى، قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، إلى سحب منجزات الأسرى، ووصفها بأنها غير قانونية. وقد استغل الأحداث الأخيرة لسحب كل منجزاتهم والتضييق عليهم. وأكد دولة أن ما تشهده السجون الإسرائيلية بحق الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) «لم يسبق أن حدث»، مشيراً إلى وفاة 6 أسرى خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي «سابقة لم تشهدها السجون؛ بأن يُقتل هذا العدد من الأسرى بهذه الفترة القياسية بسبب الاعتداءات والتنكيل والتعذيب». وتابع: «منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وحتى اليوم، اعتُقل ما يقارب 8740 مواطناً من الضفة الغربية، إضافة للمعتقلين من غزة الذين لا نعرف أعدادهم أو أسماءهم أو أين يوجدون حتى اللحظة، ويخضعون لعملية إخفاء قسري، ولا نعلم مصيرهم». ولفت إلى أنه حسب شهادة أحد الأسرى المحررين قبل أيام، فقد أكد لنا أن هناك عدداً من الأسرى من قطاع غزة في سجن «عوفر»، لكن لا أحد يعلم عددهم أو هوياتهم، حيث تم عزلهم عن بقية الأقسام ويُمنع المحامون من زيارتهم. كما أكد لنا الأسير المحرَّر أن قسم غزة وضعه الأصعب. وقال: «هناك مصابون بالرصاص لم يتلقوا أي علاج، وهناك جزء مصاب بالكسور. ومن يمر بجانب هذه الأقسام فسيرى الدماء أو يشم رائحتها... في كثير من الأحيان لا نكشف كل التفاصيل عن أوضاع الأسرى المأساوية مراعاة لمشاعر ذويهم، لكننا نؤكد أن حجم التعذيب والتنكيل بحق الأسرى داخل السجون فاق التصور ولم نشهده سابقاً». وذكر أنه بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، جرى عزل جميع قيادات الحركة الأسيرة وقيادات التنظيمات في ظروف وصفها بالغامضة، وفي أقسام «لا نعلم عنها شيئاً، كمؤسسات أسرى». ومنذ هجوم «حماس»، في السابع من أكتوبر الماضي، زج الإسرائيليون بآلاف العمال الغزيين الذي كانوا في إسرائيل، في منشأة اعتقال، وطاردوا آخرين في الضفة واعتقلوهم، وأخضعوهم لظروف غير مسبوقة اشتملت على تحقيق قاسٍ وتعذيب وتعرية وممارسات سادية، وهو مسار استمر بعد ذلك خلال اعتقال الغزيين من داخل القطاع. ويظهر ذلك على الأقل في صور تعمّد الجيش الإسرائيلي نشرها لمئات الفلسطينيين المعتقلين وهم شبه عراة في برد قارس. ويبلغ إجمالي أعداد الأسرى في السجون الإسرائيلية اليوم نحو 8 آلاف، وهذا الرقم لا يشمل عدد المعتقَلين من قطاع غزة، لأن مصلحة السجون لا تفصح عن عددهم الدقيق. ومن بين هؤلاء يوجد أكثر من 2870 معتقلاً بموجب أوامر الاعتقال الإداريّ، التي تستند إلى أوامر طوارئ كان قد أصدرها الانتداب البريطاني على فلسطين في ظل الحرب العالمية الثانية، وهو الاعتقال الذي يتم بلا تهمة. وهذا هو أعلى رقم للمعتقلين الإداريين منذ الانتفاضة الأولى في عام 1987.

القاهرة تؤكد استضافة ما يزيد على 20 ألف مصاب فلسطيني بمشافيها

أعربت عن تطلعها للإسراع في تنفيذ الآلية الأممية لتسهيل المساعدات إلى غزة

القاهرة: «الشرق الأوسط».. في حين تتطلع القاهرة إلى «بدء تنفيذ الآلية الأممية لتسهيل دخول ومراقبة المساعدات لقطاع غزة»، رحّبت في إفادة لوزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، بقيام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتعيين سيغريد كاغ في منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة. وتحدث وزير الصحة والسكان المصري، خالد عبد الغفار، خلال اجتماع مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، عن الجهود التي قامت بها وزارة الصحة بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الدولة المصرية المعنية لمساعدة المصابين والجرحى الفلسطينيين في أحداث غزة، مشيراً إلى أنه حتى الآن «تم استضافة ما يزيد على 20 ألف حالة في المستشفيات المصرية»، لافتاً إلى أن «هناك 25 مستشفى تستقبل المصابين من غزة، وهناك تنسيقات تُجرى على مدار اليوم في هذا الشأن». يأتي هذا في وقت تواصل مصر تحركاتها المكثفة من أجل عودة الهدنة من جديد في قطاع غزة، كما تواصل جهودها لتدفق مزيد من المساعدات والوقود لقطاع غزة. وأفادت فضائية «القاهرة الإخبارية»، الأربعاء، «عبور 60 شاحنة مساعدات من معبر رفح إلى القطاع، و4 شاحنات وقود دخلت للجانب الفلسطيني عبر معبر رفح». وأشارت إلى «وصول 11 مصاباً من غزة إلى رفح للعلاج بالمستشفيات المصرية، ووصول نحو 300 من حاملي (الجنسيات المزدوجة) إلى معبر رفح». وقال متحدث «الهلال الأحمر الفلسطيني»، عبد الجليل حنجل: إن «هناك تنسيقاً مستمراً مع (الهلال الأحمر المصري) لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة». لكنه أضاف وفق ما أوردت «القاهرة الإخبارية»، الأربعاء، أن «ما يدخل إلى غزة من مساعدات يمثل 10 في المائة فقط مما يحتاج إليه الفلسطينيون»، موضحاً: «نعمل على توزيع المساعدات الإنسانية في مراكز النازحين بقطاع غزة»، لافتاً إلى أن «المستشفيات بقطاع غزة تعاني نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية». في السياق، حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من أن «مهمة تزويد قطاع غزة بالمساعدات أصبحت صعبة بشكل متزايد مع استمرار القصف الإسرائيلي والاشتباكات في القطاع». وجددت مصر في وقت سابق التأكيد على استمرارها في العمل الوثيق مع الأطراف الدولية الداعمة للسلام؛ من أجل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار يحافظ على أرواح المدنيين الفلسطينيين، ويخفف من وطأة الأزمة الإنسانية على سكان القطاع. ورحّبت القاهرة قبل أيام بإنشاء آلية أممية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع. وعدّت مصر اعتماد قرار مجلس الأمن، الجمعة الماضي، خطوة مهمة وإيجابية على مسار التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية التي تطال المدنيين الفلسطينيين ومنظومة الخدمات الأساسية في القطاع، إلا أنها خطوة غير كافية؛ لكون القرار لم يتضمن المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار باعتباره الضمانة لتوفير البيئة المواتية لتنفيذ مجمل بنود القرار، والسبيل الوحيد لوقف نزيف الدماء في غزة. وأوضحت مصر حينها، أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن يأتي تنفيذاً لقرار القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض، التي طالبت بكسر الحصار على قطاع غزة، وفتح الممرات المختلفة للنفاذ الإنساني إلى القطاع، وإنشاء آلية لمراقبة شحنات المساعدات تحت رعاية الأمم المتحدة لتخطي العراقيل التي وضعتها إسرائيل على دخول المساعدات.

نتنياهو لتشكيل طاقم يدرس «الترحيل بالتراضي» للفلسطينيين

النائب دنون: هذا أمر يحصل في كل حرب... انظروا إلى سوريا

الشرق الاوسط..تل ابيب : نظير مجلي.. كشف أحد نواب «حزب الليكود» في الكنيست (البرلمان)، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعلن أنه ينوي تشكيل فريق عمل خاص في مكتبه يدرس إمكانية ترحيل عشرات ألوف الفلسطينيين من قطاع غزة، «بشكل منظَّم، وبالترتيب مع دول غربية تبدي الاستعداد لاستقبالهم فيها». جاء هذا الإعلان خلال جلسة لكتلة «الليكود» البرلمانية والوزراء، قبل يومين، تجاوباً مع دعوة النائب داني دنون، الذي هو رئيس فروع «حزب الليكود» في العالم، وكان قد شغل منصب ممثل إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، وهو معروف بتبنِّيه المخطط الذي طرحه في الماضي الوزير رحبعام زئيفي، والذي اغتاله شبان من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وتبناه الحاخام مئير كهانا الذي اغتيل في الولايات المتحدة. وقد استمر حزب «كهانا» من بعده، ويمثل طريقه بالحكم في إسرائيل اليوم كل من إيتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي، وبتسلئيل سموترتش وزير المالية. وتلقى فكرة ترحيل الفلسطينيين رواجاً متزايداً في جميع أحزاب اليمين الإسرائيلي. وفي سبيل جعله «ترحيلاً لطيفاً» يطرحونه بالادعاء أنه «ترحيل بالتراضي»، أي بموافقة مَن تعرض عليه إسرائيل أن يهاجر. وقد تزايد الحديث عن ترحيل الفلسطينيين مع بداية الحرب على غزة؛ فقد نُشر على الملأ مشروعان لترحيل جميع أهالي غزة إلى مصر؛ أحدهما أُعِد في وزارة الاستخبارات، والثاني في معهد أبحاث «بساجوت»، الذي يديره مئير بن شبات، أحد المقربين من نتنياهو وشغل منصب مستشار الأمن القومي في ديوانه. ثم نشرت وزيرة الاستخبارات، غيلا جمليئيل، وهي من «حزب الليكود»، مقالاً، الشهر الماضي، حول الموضوع في صحيفة «جيروزاليم بوست»، واضطرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن لنشر إيضاح بأنه «لا يمثل سياسة الحكومة». وفي حينه، أثار هذا الطرح غضباً في مصر والأردن، واتخذت الدول العربية موقفاً موحداً لرفضه، واستجابت الإدارة الأميركية للمطالب العربية، وأعلنت رفضها الفكرة تماماً. لكن دنون عاد إلى طرح الفكرة، مطلع الأسبوع، قائلاً إنه يريد خطوات عملية، وليس مجرد تصريحات. وطالب بإقامة فريق يعالج الأمر، ويفحص تبعاته الدولية، مشدداً على أنه يجب أن نقنع العالم بأن «هذا الحل إنساني جداً». وقال دنون إنه تلقى «توجهات من دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا مستعدة لاستيعاب لاجئين من قطاع غزة».

النموذج السوري

وأضاف: «ينبغي تسهيل خروج سكان القطاع إلى دول أخرى. هذه هجرة طوعية للفلسطينيين ممن يريدون المغادرة، وتسهل على الغزيين أيضاً ممن يتبقون هناك ويساعدون في الجهود لإعمار القطاع»، مضيفاً: «مثل هذا الأمر يحصل في كل حرب. انظروا ما يحصل في سوريا: مليون ونصف المليون انتقلوا إلى الأردن، 3 ملايين انتقلوا إلى تركيا، وبضعة ملايين آخرين انتقلوا إلى أوروبا. وأعتقد أن على الدول العربية واجب المساعدة للفلسطينيين. فليتفضلوا ويساعدوا بدلاً من أن يلقوا الخطب الملتهبة». وذكر دنون أنه ليس وحيداً في هذا الطرح بإسرائيل، مشيراً إلى ما نشره قبل بضعة أسابيع النائب رام بن باراك من حزب «يوجد مستقبل»، الذي يقوده يائير لبيد، في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بالروح نفسها. وقال إن فكرة ترحيل الفلسطينيين نالت تأييداً في المعارضة أيضاً.

اهتمام نتنياهو

اللافت أن نتنياهو أكد أنه هو أيضاً ينشغل في موضوع ترحيل الفلسطينيين. ففي الاجتماع المذكور (جلسة كتلة «الليكود»)، رد على ما قاله دنون قائلاً: «مشكلتنا هي الدول المستعدة لأن تستوعبهم، ونحن نعمل على هذا». وأضاف أنه ينوي إقامة فريق يعالج الأمر. ويزداد الأمر خطورة مع الممارسات الإسرائيلية في غزة، حيث يتم دفع المواطنين للفرار من القصف المدمّر للنجاة بحياتهم إلى خارج غزة، في الوقت الذي قتل فيه أكثر من 20 ألف مواطن، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتم محو أحياء كاملة والتسبب في أزمة إنسانية رهيبة؛ لا ماء، لا غذاء، لا دواء، لا بنى تحتية، مع انتشار خطير للأمراض. وقد بات الحديث عن مغادرة «طوعية» إزاء ذلك بمثابة محاولة ساخرة للظهور «إنسانيين» في هذا المخطط الوحشي، خصوصاً أن دنون وشركاءه الآيديولوجيين لا يخفون رغبتهم في العودة للاستيطان في قطاع غزة، بعد مسحه تماماً عن وجه الأرض وتفريغه من سكانه.

أدباء ومثقفون يهود في الولايات المتحدة: بعد «غزة» من الصعب أن تكون يهودياً

الأجيال الشابة تبتعد عن إسرائيل وتشعر بالفظاعة مما تفعله في القطاع

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أكدت مصادر في اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، أن الممارسات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة، لم تعد مقبولة أو مفهومة لدى الأميركيين وحتى لدى اليهود هناك، وبات معها من الصعب أن تكون يهودياً؛ لأن الجميع يخجلون بها ويريدون التنصل منها. وقالت هذه المصادر إن السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين عموماً، وما يحدث حالياً ضد غزة وكذلك الضفة الغربية، لا تثير الانتقادات وحسب، بل تجعل كثيراً من اليهود يفتشون عن طريقة تبعدهم عنها وتظهرهم معارضين لها بشدة. وحتى أولئك الذين يتفهمون الغضب الإسرائيلي من هجوم «حماس» على بلدات الغلاف واعتداءاتها على المدنيين، يرون أن الرد الإسرائيلي بحرب دمار شامل، لا تناسب الاعتداء، وتنطوي على قيم ومفاهيم خطيرة. وقد انعكس ذلك بوضوح في الرسالة التي نشرت في بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ووقّع عليها مئات الكتاب وشخصيات المثقفين اليهود، ينتقدون فيها العدوان على قطاع غزة والانتقام من المدنيين. وقد هوجم يومها هؤلاء الكتاب واعتبروا «معادين للسامية»، لكنهم ردوا على التهمة ببيان ثان أشد حدة، قالوا فيه، إن اتهامهم باللاسامية، هو «كمّ أفواه وتبرير غير أخلاقي للهجومات وعمليات القصف التي تقوم بها إسرائيل على غزة». ويُواصل الكتّاب رسالتهم قائلين: «يقلقنا اعتبار مواقفنا وكفاحاتنا بأنها (معادية للساميّة). فهذا الاتهام جاء ليبرر جرائم الحرب المتمثلة في قتل شعب». كما انعكس الموقف في رسالة أخرى وقع عليها نحو 300 شخصية يهودية بارزة في المجال الثقافي والفكري، ضد حرب إسرائيل على غزة. كان مِن بينهم الكاتبة والمفكّرة نعومي كلاين، والمسرحي الحائز على جائزة «بوليتسر»، طوني كوشنر، والفنّانة نان غولدن والممثلة الهزليّة إيلانه غالزر، والممثلة تبي غبزون، والمؤرّخة والكاتبة سارة شولمان، وغيرهم. وكانت مجموعة كبيرة من المثقفين الأميركيين من مختلف الطوائف والشرائح، قد أصدرت بياناً بعد مرور أسبوعيْن على هجوم «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول)، وقع عليه 4000 كاتب وشخصية ثقافيّة وعاملون في مجال الثقافة والتربية وباحثون في الأكاديميات وصحافيون، قالوا فيه، إنهم يرون «أن إسرائيل تنفّذ عملياً جريمة حرب في غزّة»، ونعتوها بأنها «دولة أبرتهايد». وأكدوا أنهم يقفون إلى جانب كفاح الغزّاويين لتحرّرهم مِن الكولونيالية. وقبلَ هذا، نشرت مجموعة مِن كتّاب معروفين ومفكّرين - (يقف على رأسهم تا نهيسي كوتس، وهو الشخصية الأكثر تأثيراً هناك اليوم بخصوص مدى التأثير على الكفاح من أجل حقوق الإنسان) - رسالة علنيّة نشرها مُلْحَق صحيفة «نيويورك ريفير أوف بوكس»، يطالبون فيها حكومات العالَم بإلزام إسرائيل التوقّف فوراً عن الهجوم على غزّة. وأشاروا في خلفيّة الرسالة إلى أنه «بعد مرور 16 سنة مِن الحصار انفجرَ وتدفّق المسلحون مِن غزّة إلى إسرائيل». ويقول الكاتب روبي بمدَر، الذي يقسم معيشته منذ عشرين عاماً بيْن الولايات المُتحدة وإسرائيل، إنه توجد لهذه الظاهرة جذور عميقة مرتبطة بمسارات اجتماعية في أميركا، وتخص أيضاً العلاقة بيْن إسرائيل والشتات اليهودي الموجودين خارج إسرائيل الذين جرى التعامل معهم على مدى سنوات بتوجيه عنيف وبتكبّر واستعلاء مِن جهة إسرائيل. وكان من المفهوم أنه من المريح الحديث عن النُّخبة الأدبيّة. ولكن يحدث مسار شبيه بيْن مجموعات أهلية كبيرة بالإمكان تمييزها، مثل المثقفين اليهود الأميركيين والمُبدعين في مجال الفنون والمجموعات الكبيرة في عالَم الاقتصاد والأعمال، وفي مجالات مهمة أخرى. في كل تلك المجموعات توجد مواقف شبيهة وتجارب حياتيّة مُشتركة. وتقول فنّانة أميركية مِن أصول إسرائيلية: «يوجد لي أصدقاء وزملاء يهود يقولون إن اليهود ليس مِن المفروض أن يوجَدوا ويعيشوا في إسرائيل. يجب تفهّم أين يريد الناس العيش. ويوجد شعور أميركي بمعرفة ما هو العدل ومَن هو الضعيف ومَن هو القويّ. وُجهة النظر ثنائيّة، ويميل القلب إلى دعم الضعيف والسّيْر معه ضد القوي. والحركة التقدمية في الولايات المتحدة وغالبية اليهود الذين جزء كبير منهم تقدميون يعملون وينشطون رغم شعورهم بالذنب لكونهم مِن البيض المُفضلين. أنا أشعر بالذنب لكوني بيضاء ومُفضلة وأريد أن أتخطى هذا الجسر».

بول أوستر

وذكر تقرير في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن الكتاب الأميركيين لا يُسْرعون اليوم في إعلان دعمهم لإسرائيل. الكثيرون مِمّن يقفون على قمّة الثقافة في الولايات المتحدة وخاصة النخبة في الأدب الأميركي الذين هم يهود، ويهوديتهم ظاهرة في مؤلفاتهم، مثلاً، مسول بلو وفيليب روث (توفي عام 2018)، وبول أوستر وفيفيان غورنك ونتان أنغلندر ونوره أفرون... وغيرهم. هؤلاء اليهود الأميركيون أصحاب هذه الأفكار لا يعارضون وجود دولة إسرائيل، بل يعارضون ما تتلفع به وترتديه في السنوات الأخيرة. ويصعب عليهم دعم حكومة إسرائيلية متطرفة تضمّ وزراء أصحاب أفكار لا شرعيّة تؤدّي إلى قصف وقتل آلاف المواطنين..

وزير فلسطيني: المقترح المصري لوقف الحرب يتطلب إسناداً أميركيا وقطرياً

غزة: «الشرق الأوسط».. قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد المجدلاني، الأربعاء، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن المقترح المصري المحدث لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قابل للنقاش وليس نهائياً، معبراً عن اعتقاده بأن الآليات التي يتضمنها هذا المقترح هي «آليات مناسبة». وأكد المجدلاني أن منظمة التحرير الفلسطينية ستدعم المقترح الذي أرسلته مصر إلى جميع الأطراف للاطلاع عليه، داعياً الولايات المتحدة وقطر إلى دعمه من أجل إنجاحه. وأضاف المجدلاني، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لـ«جبهة النضال الشعبي»: «منظمة التحرير الفلسطينية تدعم وتثمن أي جهد يقوم به الأشقاء في مصر من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة».

المقترح المصري

وذكر المجدلاني أن «المقترح المصري الجديد يتضمن آليتين أو مرحلتين؛ المرحلة الأولى تتعلق بوقف مؤقت لإطلاق النار، وهدنة تمتد من أسبوع لأسبوعين ويجري فيها تبادل لعدد محدود من الأسرى، مصنفة فئاتهم، والمرحلة الثانية تتعلق بوقف إطلاق نار شامل تمتد لأكثر من شهر، وأيضا يجري فيها استكمال تبادل الأسرى». وأشار إلى أن هناك مرحلة ثالثة «تتحدث عن الآليات التي يمكن استخدامها لتنفيذ كل مرحلة من المراحل، وأيضاً المعايير التي من الممكن أن يتم من خلالها عمليات تبادل الأسرى». وكشفت وثيقة عن تفاصيل مقترح مصري محدث للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار بعد تطبيق خطة من ثلاث مراحل، تتضمن أولاها هدنة إنسانية مدتها عشرة أيام تفرج «حماس» خلالها عن كافة المدنيين المحتجزين لديها من الأطفال والنساء وكبار السن، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد مناسب يتم الاتفاق عليه من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. أما المرحلة الثانية فتشمل الإفراج عن كافة المجندات المحتجزات لدى «حماس» مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين يتفق عليه الجانبان، بحسب الوثيقة. وذكرت أيضاً أن المرحلة الثالثة تتضمن التفاوض لمدة شهر حول إفراج حركة «حماس» عن كافة الجنود المحتجزين لديها مقابل إفراج إسرائيل عن عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين. وحول وجود أي نقاط في المبادرة المصرية تريد السلطة الفلسطينية إجراء تعديلات عليها، قال المجدلاني: «هذا المقترح المصري قابل للنقاش وليس نهائياً، ونعتقد أن الآليات المقترحة هي آليات مناسبة، وهذا يتطلب أيضاً قبل كل شيء تحركاً وإسناداً من جانب الولايات المتحدة وقطر حتى تنجح هذه المبادرة».

عقبة رئيسية

إلى ذلك، اعتبر المجدلاني أن «العقبة الرئيسية التي ستعيق هذه المبادرة هو الجانب الإسرائيلي، الذي يرفض مبدأ الوقف الشامل لإطلاق النار، ويصر على مواصلة العدوان لتحقيق أهدافه، حيث يدعي أنه بحاجة لعدة أشهر من القتال». وأوضح أن «إسرائيل ترى أنه لا مصلحة لها في وقف إطلاق النار، ربما يكون لها مصلحة في هدنة قصيرة مجتزأة يتم فيها تبادل الأسرى، ومصلحة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الرئيسية هي الاستمرار في العدوان». وأضاف: «نرى أن هذه المبادرة بحاجة إلى غطاء ودعم دولي من قبل الولايات المتحدة التي لديها الإمكانيات والقدرات للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى صيغة مناسبة، لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان». غير أنه انتقد مواقف واشنطن من الحرب على غزة، وقال: «للأسف الشديد الولايات المتحدة شلت قدرات المنظومة الأممية بالكامل عن العمل من خلال استخدامها المستمر للفيتو (حق النقض) في مجلس الأمن، وحتى القرار الأخير في مجلس الأمن بشأن المساعدات، إسرائيل لم تتعامل معه حتى اللحظة الراهنة، وإن تم التعامل معه فسيتم التعامل معه بانتقائية». وأردف بالقول: «نعتقد أن اللاعب الأساسي والمؤثر في هذه الحرب العدوانية هي الولايات المتحدة، وهي من تقدم الدعم السياسي والدبلوماسي، بما في ذلك الدعم اللوجيستي والعسكري والمالي الذي تستخدمه إسرائيل في عدوانها، وهي أكثر من شريك في هذه الحرب، وهي التي تستطيع أن تفرض على إسرائيل في أي وقت من الأوقات وقف هذا العدوان». وشدد المجدلاني على أنه «عندما يتم التوصل إلى قرار سنطالب بضمانات لتنفيذ هذا القرار». وتابع: «دون شك، العامل الرئيسي الذي يضمن حقوق الفلسطينيين هو القانون الدولي والشرعية الدولية، واتفاقيات جنيف الأربع التي يمكن أن تطبق أو تنطبق على الفلسطينيين بصورة كلية وجزئية، لكن المسألة الرئيسية هي أن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق المساءلة والمحاسبة». وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أعلن في وقت سابق اليوم، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 21 ألفاً و110 قتلى، وما يزيد على 55 ألف مصاب..

«حرب غزة»: كيف يواجه المقترح المصري «صراع التوازنات»؟

القاهرة تجري مشاورات مع مختلف الأطراف لبلورة «رؤية متكاملة»

الشرق الاوسط..القاهرة: أسامة السعيد.. حراك مكثف أثاره مقترح مصري بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، وفي مقابل غياب رد إسرائيلي رسمي وتسريبات عديدة، بدا لافتا وجود تباينات على المستوى الفلسطيني، إذ رحبت الحكومة الفلسطينية بما وصفته المبادرة المصرية «المعدلة» لوقف إطلاق النار في غزة، بعد موقف رافض من جانب منظمة التحرير الفلسطينية، فيما تمسكت فصائل المقاومة الفلسطينية «حماس» و«الجهاد» بـ«إنهاء شامل للحرب»، وليس «هدنة مؤقتة»، ما استدعى توضيحا مصريا بأن ما جرى تناوله «ليس سوى مقترح أولي، وستتم بلورة موقف متكامل عقب حصول القاهرة على موافقة الأطراف كافة». وعبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأربعاء، عن ترحيب السلطة الفلسطينية بالمبادرة المصرية «المعدلة» لوقف النار في غزة. وفي كلمة خلال جلسة للحكومة الفلسطينية في رام الله، قال اشتية «نرحب بكل جهد عربي ودولي لوقف العدوان على شعبنا وبالمبادرة المصرية المعدلة». وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد رفضت في بيان أخير، عقب اجتماعها الاثنين، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومن دون الإشارة إلى مصر، «ورقة مبادرة تتحدث عن ثلاث مراحل، بما فيها الحديث عن تشكيل حكومة فلسطينية لإدارة الضفة وغزة، بعيداً عن مسؤولية المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني». وقررت اللجنة التنفيذية تشكيل لجنة من أعضائها «لمتابعة ما يترتب على المبادرة من أخطار تمس مصالح الشعب الفلسطيني العليا وحقوقه الوطنية الثابتة، والتمسك بالرؤية السياسية الشاملة التي تؤكد الموقف الفلسطيني الثابت». وفي أعقاب ذلك، أكد مصدر مصري مسؤول أنَّ ما جرى تناوله بشأن مقترح مصري لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، هو «مقترح أولي» وستتم بلورة موقف متكامل عقب حصول القاهرة على موافقة الأطراف كافة. وأضاف في تصريحات نقلتها فضائية «القاهرة الإخبارية»، الثلاثاء، أنَّ «مصر لم تتلق حتى الآن أي ردود بشأن مقترحها لوقف إطلاق النار داخل غزة». وكانت وثيقة اطلعت عليها وكالة «أنباء العالم العربي»، تتعلق بمفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، كشفت، الثلاثاء، عن تفاصيل مقترح مصري «محدث» للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار بعد تطبيق خطة من ثلاث مراحل. وأوضحت الوثيقة أن المقترح المصري يتضمن في مرحلته الأولى هدنة إنسانية مدتها عشرة أيام، تقوم حماس خلالها بالإفراج عن كافة المدنيين المحتجزين لديها من الأطفال والنساء وكبار السن، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد مناسب يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

تسريب متعمد

ويشير د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أن الجانب المصري لم يعلن بشكل رسمي عن خطته المقترحة، وأن ما تم تداوله مجرد تسريبات وصفها بـ«المتعمدة»، من الجانب الإسرائيلي لإحداث بلبلة في صف القوى الفلسطينية، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل «سترفض الخطة»، لأنها تتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وهذا ما لا تريده حكومة الحرب الحالية في إسرائيل. وأضاف الرقب لـ«الشرق الأوسط» أن التوضيحات المصرية أشارت إلى أن الترتيبات المتعلقة بالجانب الفلسطيني لن يتم التوصل إليها إلا بالتنسيق مع منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أن «النقطة المتعلقة بحكومة تكنوقراط هي ما تسبب في إزعاج السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، رغم أهميتها في ترتيب الأجواء لعقد انتخابات ديمقراطية في الداخل الفلسطيني». ولفت الأكاديمي والسياسي الفلسطيني إلى أنه كان يأمل أن تتعاطى الفصائل الفلسطينية «إيجابيا» مع الطرح المصري، ولا تضيع الفرصة، لافتا إلى أن الطرح المصري «يورط الولايات المتحدة في إجراءات ما بعد وقف إطلاق النار، ويجعلها شريكا في قبول أي نتائج تسفر عنها الانتخابات الفلسطينية»، معتبرا ذلك «مكسبا كبيرا بحد ذاته»، وأضاف أن إضاعة فرصة التوصل إلى حل يوقف نزيف الدم في غزة والضفة ويطلق عملية سياسية، يعني ببساطة استمرار الحرب ومنح إسرائيل الفرصة لتنفيذ مخططاتها بشأن مستقبل القطاع. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن مسؤولين في تل أبيب، قولهم إن مصر قدمت اقتراحا من ثلاث خطوات، يتضمن هدنة لمدة أسبوعين وإطلاق سراح 40 محتجزا إسرائيليا، ثم تشكيل حكومة «تكنوقراط» فلسطينية، ثم إطلاق سراح الأسرى المتبقين وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. بدوره، أشار السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أن الطرح المصري لوقف إطلاق النار حاول أن يكون «متوازنا ويحقق مصالح مختلف الأطراف»، مضيفا أن توازنات المصالح مسألة معقدة للغاية، ومن الطبيعي أن يحاول كل طرف تحقيق أقصى ما يمكنه من مصالح. وأضاف حسن لـ«الشرق الأوسط» أن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير تصورت أنها «ستكون بلا دور» في ظل مقترح تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية، موضحا أن ذلك «غير صحيح»، وأن ترتيبات البيت الداخلي الفلسطيني باتت تمثل أولوية قصوى، ولا مجال لأي انقسامات في هذه اللحظة الدقيقة على مسار القضية الفلسطينية برمتها. وأشار كذلك إلى أن الطرح المصري لا يستبعد الفصائل الفلسطينية، بل يجعلها طرفا فاعلا في الحل السياسي، منوها إلى حرص القاهرة على إجراء مشاورات معمقة مع قيادات حماس والجهاد. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، قد أجريا محادثات مع المسؤولين المصريين حول المقترح المصري لوقف الحرب. وتقود مصر جهود الوساطة بمشاركة قطرية - أميركية، حيث تعتبر الدول الثلاث ضامنة لتنفيذ وقف إطلاق النار في حال التوصل إليه. ونجحت وساطة مصرية قطرية بدعم أميركي، في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في إقرار أول هدنة بالقطاع، دامت أسبوعا واحدا، جرى خلالها إطلاق سراح 105 من المحتجزين في قطاع غزة مقابل 240 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية. وشددت حركتا «حماس» و«الجهاد» الفلسطينيتان من موقفهما المتمسك بـ«إنهاء شامل للحرب»، وأكد قياديون بحركتي المقاومة الفلسطينية على أنه «لا مفاوضات مع إسرائيل إلا بعد الوقف الشامل لحربها على قطاع غزة»...



السابق

أخبار وتقارير..عربية..تركيا: تدمير 71 هدفاً ومقتل 59 مسلحاً كردياً في شمالي العراق وسوريا..الاستخبارات التركية «تحيد» قيادية بحزب العمال الكردستاني في العراق..فصائل عراقية تعلن استهداف مستوطنة إلياد في إسرائيل..فصائل عراقية مسلحة تستهدف مجدداً قاعدة أميركية قرب مطار أربيل..الجيش الأميركي يسقط 12 مسيّرة حوثية ويعترض 5 صواريخ بالبحر الأحمر..ولي العهد السعودي: تحركنا عربياً وإسلامياً لوقف العدوان على غزة..

التالي

أخبار مصر وإفريقيا..السيسي وعبدالله الثاني يرفضان محاولات تصفية القضية الفلسطينية..أو التهجير والنزوح..مصر تُكثف جهود الإغاثة للفلسطينيين في غزة..مصر تطرح إطاراً لمقترح «يقرّب وجهات النظر» لوقف العدوان على غزة..الخارجية الإثيوبية: قائد «الدعم السريع» وصل إلى أديس أبابا اليوم..جدل ليبي بعد إسناد رئاسة صندوق «إعمار درنة» لنجل حفتر..تونس تستعد لدورة ثانية من انتخابات المجالس المحلية..تحذيرات حكومية مغربية من تراجع نسبة امتلاء سدود البلاد..رئيس موريتانيا يجري تغييرات كبيرة في القيادات الأمنية..انتعاش الآمال بتراجع حدة مخاطر الملاحة في البحر الأحمر..قلق أممي بالغ إزاء الهجمات الدامية في نيجيريا..أكثر من 40 قتيلاً بانفجار صهريج في ليبيريا..

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,812,722

عدد الزوار: 7,215,145

المتواجدون الآن: 78