أخبار اليمن..ودول الخليج العربي..الرابحون والخاسرون من الضربات الأميركية البريطانية لمواقع الحوثيين..هل ورّط الحوثيون إيران ووضعوها في الزاوية؟..الضربات الأميركية البريطانية دمرت 30% من قدرة الحوثيين الهجومية..إذا استمرت هجمات الحوثي..هذه هي الأهداف التي قد تقصفها أميركا..بايدن: أميركا سلمت رسالة لإيران بشأن هجمات الحوثيين..الحوثي تحت «رحمة» الضربات الأميركية - البريطانية..لندن تطلب من طهران أن «توقف» هجمات الحوثيين في البحر الأحمر..مخاوف يمنية من اشتداد بطش الحوثيين وتصاعد أزمات المعيشة..

تاريخ الإضافة الأحد 14 كانون الثاني 2024 - 4:53 ص    عدد الزيارات 622    التعليقات 0    القسم عربية

        


الرابحون والخاسرون من الضربات الأميركية البريطانية لمواقع الحوثيين..

الحرة / خاص – واشنطن.. تثير الضربات الأميركية والبريطانية على مواقع تابعة للمتمردين الحوثيين خلال اليومين الماضيين ردا على هجماتهم على سفن الشحن، تساؤلات حول من يمكن أن يكون فائزا أو خاسرا من تلك الضربات. وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا، الجمعة والسبت، عشرات الضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع، سفنا تجارية في البحر الأحمر فيما اعتبروه "تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا بين إسرائيل وحركة حماس". والسبت، استهدفت ضربة أميركية جديدة، موقعا عسكريا للحوثيين في الحديدة بغرب اليمن، ردا على صاروخ أطلقوه منها باتّجاه البحر الأحمر، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس. وتتداخل مصالح عديد الدول التي تستخدم الممرات البحرية التي يستهدفها الحوثيون، لذلك، فكثير من الدول معنية بهذه التطورات، ولا سيما عقب الرد الأميركي- البريطاني، خصوصا إيران الداعم الأكبر للحوثيين.

ميزان الخسارة والربح

يقول المحلل، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، فيصل جلول، إنه يصعب النظر بميزان الخسارة والربح بينما الضربات الأميركية والبريطانية، لا تزال في بدايتها. لكنه عاد ليؤكد في مقابلة مع موقع الحرة، أن تصريح الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، والذي تحدث خلاله عن قلقه من أن يؤثر الوضع في الشرق الأوسط على ارتفاع أسعار النفط "قد يشير إلى أن الولايات المتحدة متوجسة من أن تكون بين الخاسرين، إذ أن أكبر خاسر مما قد يقع، هي البلدان المستهلكة للنفط" وفق تقديره. وأظهرت بيانات الشحن من منصة Kpler أن أربع ناقلات نفط على الأقل حولت مسارها من البحر الأحمر منذ الغارات الليلية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن.

الولايات المتحدة تقود تحالفا دوليا لحماية الملاحة في البحر الأحمر بعد تزايد هجمات الحوثيين

هل ينفجر التوتر الأميركي الإيراني في البحر الأحمر؟

بعد إرسال إيران سفينة حربية ومدمرة إلى المنطقة لدعم الحوثيين، هل يتحوّل التوتر في البحر الأحمر إلى مواجهة أميركية إيرانية مباشرة؟.

عسكريا، يرى جلول أن الحوثي قد يكون خاسرا على أساس أن الضربات الأميركية والبريطانية طالت عدة مواقع عسكرية. وقال "بما أن الضربات لم تمس حتى الآن البنى التحتية للحوثيين، فمن الصعب أن نقول أن هناك خاسرا عسكريا صريحا، لكن يمكن القول أن الضربات تكبح قوة الحوثي".

ماذا عن إيران؟

رغم أن المتمردين الحوثيين من الجماعات القريبة من إيران، بالتالي يمكن أن تنجر عن خسارتهم، خسارة إيران أيضا، إلا أن جلول يرى أن الحوثي وطهران ليسا حليفين بالمعنى العقدي للكلمة، حسب تعبيره. على أساس ذلك، لا يرى جلول بأن إيران ستستميت في "الدفاع" عن الحوثي قائلا "نحن في حرب مستمرة وحساب النتائج لا يكون إثر ضربة واحدة، أو اثنتين". من جانبه، يرفض المحلل الإيراني، حسن رويران، اعتبار بلاده من الخاسرين المحتملين للمستجدات التي قد تطرأ في البحر الأحمر بعد الضر بات الأميركية البريطانية. الولايات المتحدة وبريطانيا شنت ليل الخميس الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من ثلاثين موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون

هل ورّط الحوثيون إيران ووضعوها في الزاوية؟

سلط التصعيد الحاصل في اليمن الضوء على الموقف "الحرج" الذي وضع فيه الحوثيون طهران، التي تجنبت خلال سنوات المواجهة المباشرة سواء مع إسرائيل أو الولايات المتحدة رغم العداء الكامن بينها وبين الغرب. وقال رويران لموقع الحرة "لا أتصور أن إيران هي الخاسر الأكبر في هذا الإطار لأن هناك ضربات متبادلة بين الطرفين والمعركة لم تنته بعد، وحتى الأماكن التي ضربت كانت خالية"، حسب قوله. وتابع "القول بأن الضربة الأميركية البريطانية حسمت الموقف وبالتالي هناك رابح وخاسر، منافٍ للواقع" مشيرا إلى أن "كل الاحتمالات مفتوحة" وقد تنتهي بـ"فوز إيران مما يحدث" وفق تعبيره. رويران عاد ليقول "لا يزال الوقت مبكرا للحكم على من خسر ومن فاز، وليس من الممكن أن نقيّم الوضع لصالح هذا الطرف أو ذاك". ثم تابع "في تصوري الهجمات ضد الولايات المتحدة، في العراق وسوريا والبحر الأحمر، ظاهرة جديدة، قد تضعها هي في موقع الخاسر" قبل أن يضيف "الحوثي ليس لديه أي شيء يخسره، بينما إيران لها حلفاء آخرون وهي متمسكة بهم وتتعامل معهم، في كل الظروف". رويران ختم حديثه لموقع الحرة بالقول "خلق إيران لمحور مقاومة هو بحد ذاته، انتصار" وفق تعبيره.

الإمارات والسعودية

أما بخصوص الإمارات التي شاركت في الحملة بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين، قبل سنوات، في إطار التحالف العربي، فهي تلعب دورا مهما في البحر الأحمر، إذ هي بصدد بناء بعض الموانئ اليمنية، وبالتالي فهي معرضة، حسب جلول، لميزان الربح والخسارة ضمن معادلة ما يحدث في البحر الأحمر. أما السعودية التي نأت بنفسها عن الضربة الأميركية البريطانية، في نظر جلول، فموقعها مما يحدث "بين منزلتين" أي ليست خاسرة تماما ولا رابحة تماما.

السعودية طالبت بخفض التصعيد وضبط النفس بعد ضربات أميركية ضد الحوثيين

"براغماتية" سعودية تجاه الضربات الأميركية والبريطانية لمواقع الحوثيين

في أعقاب عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، اتجهت المملكة الخليجية إلى الدبلوماسية لإنهاء حرب اليمن، حيث تدفع الرياض باتجاه تسوية سياسية بين الأطراف المتحاربة هناك.

"العالم كله خاسر"

في مقابل رؤية فيصل جلول، ترى المحللة الإماراتية، ابتسام الكتبي، إنه لا يوجد في العلاقات الدولية "شيء اسمه أبيض أو أسود" في إشارة لتصنيف "رابح- خاسر" جراء الضربات الأميركية والبريطانية. وفي اتصال مع موقع الحرة، شددت الكتبي على أن "العالم كله خاسر جراء ما يحدث في البحر الأحمر، وباب المندب". وشددت على أنه "لا يمكن الحديث عن الربح والخسارة" عندما يتعلق الأمر بحرب أو نزاع. وأضافت "الجميع خاسر في هذه الحرب، الملاحة، المشاريع التي تم التوافق عليها مثل الممر الهندي عبر الخليج لأوروبا" ثم أردفت" الخسارة ليست فردية، حتى الأوروبيين خاسرون وإلا لما أعلنوا عن قوة في البحر لحماية التجارة هناك". ذات الرأي ذهب إليه المحلل السعودي، سالم اليامي، الذي لم يعتمد في تحليليه على ميزان الربح والخسارة، خلال حديثه لموقع الحرة، حيث قال إن، المملكة العربية السعودية، تنظر للتطور في منطقة البحر الأحمر على أنها تصعيد خطير و"أكدت بوضوح أهمية احترام القوانين والأعراف الدولية التي تكفل حرية الملاحة في هذه الممرات الحيوية". وذكّر بأن المملكة أكدت في بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية السعودية بعد التطورات العسكرية في البحر الأحمر إلى أن ما يحدث يشكل قلقا لها و"يوجب على كل الأطراف التمسك بقدر أعلى من التعقل وضبط النفس". وكان المحلل السعودي، سعد عبد الله الحامد، قال خلال مداخلة سابقة مع موقع الحرة إن "المملكة ستنأى بنفسها عن الصراع الدائر في البحر الأحمر بين الحوثيين والولايات المتحدة مع حلفائها" مشيرا إلى أن الرياض "تتعامل ببراغماتية وتبحث عن مصالحها وأمن واستقرار المنطقة".

قطاع الشحن البحري

بخصوص مستقبل قطاع الشحن البحري في المنطقة وإمكانية تصنيفه على أساس الربح والخسارة إثر الضربات الأميركية- البريطانية، يرى الخبير الاقتصادي والمهتم بالتجارة العالمية، صادق الركيبي، أن هذا القطاع "من بين أكبر الخاسرين" ولو مؤقتا. وفي حديث لموقع الحرة، قال الركيبي إن قطاع الشحن البحري سيعرف ارتفاعا محسوسا في الكلفة والأسعار عموما، وهو ما يضعه في موقف الخاسر، بينما سيتسفيد قطاع الشحن الجوي والبري إلى حد ما، من هذه الوضعية، ما يضعهما في نطاق القطاعات التجارية الرابحة والمستفيدة من الوضع. ذات الخبير، عاد ليُذكّر بأن الاستفادة ستكون محدودة على اعتبار أن الشحن الجوي مثلا لا يمكنه أن ينقل بعض السلع مثل السيارات، كما أن الشحن البري مرهون باليابسة ما يحد من إمكانية استفادته بشكل كبير من الوضع العام للتجارة الدولية في غمرة التوتر بالبحر الأحمر. وقال "لعل الخاسر الأكبر ستكون شركات الشحن البحري، بينما شركات التأمين ستكون الرابح الأكبر على اعتبار أن فاتورة عمليات التأمين سترتفع". وأضاف "أغلب السلع السعودية والإماراتية ستتأخر للوصول إلى أوروبا لأنها ستسلك طرقا أطول، لذلك ستعرف البلدان بعض الخسارة ". ثم أردف "لكن السعودية والإمارات يمكن أن يعوضان خسارتهما على مستوى الشحن البحري التجاري بالاستفادة من ارتفاع أسعار النفط" التي تسببت بها الهجمات الحوثية، وقد تزيد منها الردود الأميركية والبريطانية.

"ضبابية"

المحلل السياسي الأميركي، المتخصص في الشؤون العربية، وليام لورانس، قال إن اعتبار هذا البلد أو ذاك خاسرا أو رابحا، على أساس تطورات الأحداث في البحر الأحمر "غير موضوعي، بالنظر إلى ضبابية الموقف". وفي حديث لموقع الحرة، شدد لورانس على أن أكبر الخاسرين حتى الآن هم الفلسطينيون، حيث أن مساس الحوثيين بمصالح الدول التي من المفترض أن تقف إلى جانبهم مثل السعودية قد تضطرها (تلك الدول) إلى النظر في مصالحها، أكثر من بحث سبل الوصول إلى حل لما يحدث في قطاع غزة. أما بخصوص الولايات المتحدة، فلا يتوقع لورانس أنها معنية بالربح والخسارة بقدر ما هي مهتمة بكبح قدرات الحوثيين مخافة أن يهددوا بشكل أكبر المنطقة. ثم عاد ليؤكد أن واشنطن كانت ستكون رابحة حتما، لو بادرت بضرب الحوثيين على مدى الأسابيع الماضية، في إشارة إلى أن رد الفعل الأميركي تأخر. وخلال حديثه عن إيران، قال لورانس أنها يمكن أن تكون رابحة طالما نجحت في تأطير الهجمات الحوثية، حيث لاحظ أن الأخيرة لم تهاجم المصالح النفطية الإيرانية. لكنه قال "لا يوجد شيء مضمون حتى الآن".

بعد الضربات على الحوثيين.. واشنطن تعلن تسليم "رسالة بشكل خاص إلى إيران"

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم السبت، إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن حركة الحوثي المتحالفة معها والتي تشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. لورانس يعتقد أن هذه الضربات ستجبر الحوثي على التريث قبل التفكير في ضرب مصالح الملاحة البحرية مجددا، بينما ستعمل الضربات الموجهة إليه على تحجيم قدراته على الإضرار. وضيف "الحوثي قد يكون أقل خطورة مع مرور الأيام، لكن لا أحد يعرف بعد، مآلات الوضع، القول بأن الضربات ستردعه تماما صعب نوعا ما الآن."...

هل ورّط الحوثيون إيران ووضعوها في الزاوية؟..

الحرة / ترجمات – واشنطن...الولايات المتحدة وبريطانيا شنت ليل الخميس الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من ثلاثين موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون..

سلط التصعيد الحاصل في اليمن الضوء على الموقف "الحرج" الذي وضع فيه الحوثيون طهران، التي تجنبت خلال سنوات المواجهة المباشرة سواء مع إسرائيل أو الولايات المتحدة رغم العداء الكامن بينها وبين الغرب. وأشار تقرير لوكالة "بلومبرغ" إلى أن الميليشيا التي ساعدت طهران في بنائها ربما ستجر طهران إلى الحرب، لافتا إلى أن المواجهة بين الحوثيين والولايات المتحدة تعد لحظة فاصلة بالنسبة لـ"محور المقاومة" الإيراني. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من ثلاثين موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون. وأعلنت واشنطن مساء الجمعة أنها وجهت ضربة جديدة في اليمن. يقول تقرير بلومبرغ إن "الغارات الجوية التي تهدف إلى ترهيب الحوثيين في اليمن، تضع الولايات المتحدة وحلفاءها في مواجهة حركة مدعومة من إيران تشعر أن لحظتها قد حانت وتحاول اغتنام فرصة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس". تنقل الوكالة عما يقرب من عشرين مصدرا، بما في ذلك مسؤولون يمنيون حاليون وسابقون، القول إن "زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يرى في مواجهة القوة العظمى في العالم المتمثلة بالولايات المتحدة بمثابة خطوة نحو تحقيق ما يعتقده الرجل وأتباعه أنه قدره في أن يصبح زعيما إسلاميا". نجحت إيران في ربط حركة الحوثي أيديولوجيا وتنظيميا بأعضاء آخرين في محورها، وخاصة حزب الله، وفقا لمحللين درسوا استراتيجية طهران الإقليمية. يقول الباحث اليمني عدنان الجبرني إن "الحوثيين أصبحوا الآن هم من يغيرون قواعد اللعبة في محور المقاومة.. إيران نفسها فوجئت بكفاءتهم". لا يقتصر الدعم الإيراني على مجرد تزويد الحوثيين بالأسلحة ونقل تكنولوجيا الصواريخ والخبرة، بل يشير الجبرني إلى أن "ضباطا من حزب الله والحرس الثوري الإيراني يشاركون في اجتماعات المجلس الجهادي الذي يرأسه الحوثي ويعمل كمركز للقيادة والسيطرة". ومع ذلك يرى التقرير أن طموحات الحوثي قد تصطدم بحقيقة أن إيران لا تريد خوض حرب شاملة تخاطر من خلالها بأن تتفوق عليها إسرائيل والغرب. بالمقابل يصف تقرير لمجلة "ذي أتلانتيك" تصعيد الحوثيين في اليمن بأنه وضع الإيرانيين في "الزاوية". يقول التقرير إن قيادات طهران أمضت الأشهر القليلة الماضية في رقصة محفوفة بالمخاطر، فمن ناحية تؤكد دعمها الكامل لحماس وتكرر مطالبتها بتدمير إسرائيل، لكنها من ناحية أخرى، تعمل جاهدة على تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة. يشير التقرير إلى أن إيران "تعلم جيدا أنها قد لا تنجو من مثل هذا الصدام المباشر". يبين التقرير أن النظام الإيراني اعتقد لسنوات أنه نجح في اتقان هذه المناورة من خلال اعتماد سياسة "الصبر الاستراتيجي" المتمثلة بتجنب المواجهة وفي الوقت ذاته تقوية أذرعه من الميليشيات العراقية واللبنانية والسورية والفلسطينية واليمنية.

بعد "ضربة تلو الأخرى".. الحرس الثوري الإيراني يرد بـ "الصبر الاستراتيجي"

أثار تعليق الحرس الثوري الإيراني، على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، تأويلات وتحليلات عدة، تمحورت حول الرسائل التي يتضمنها البيان، والتي تعكس في صياغتها، توجه لتجنب الرد على اغتيال العاروري، بتوصيفه وكأنه محاولة استدراج سيجري تفاديها. خلال تلك الفترة تعرضت طهران لعدة ضربات موجعة بينها مقتل قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني في ضربة أميركية حيث توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بتنفيذ رد قاس لكن ذلك لم يحصل أبدا، وفقا للمجلة. وفي الوقت نفسه، عملت إسرائيل بشكل متكرر على الأراضي الإيرانية وساعدت في قتل قادة في إيران وسوريا والعراق ولبنان. يقول التقرير إن خامنئي يتعرض في الوقت الحالي لانتقادات نادرة من العديد من أنصاره باعتبار أنه حذر أكثر من اللازم. وحتى حزب الله اللبناني، أبرز الميليشيات التي تحتضنها طهران، اضطر إلى تنفيذ رد محدود للغاية على إسرائيل، حيث يشير التقرير إلى أن خطابات زعيم الحزب حسن نصر الله باتت موضع سخرية في الأشهر القليلة الماضية لأنها جمعت بين التهديد والوعيد مع عدم وجود أي عمل ملموس. بالتالي يعتقد كاتب التقرير أن طهران وفي حال اتبعت قواعد اللعبة المعتادة بالنسبة لها (تجنب المواجهة)، فمن المرجح أن تحاول كبح جماح الحوثيين وتجنب الصدام المباشر، وهو أمر قد لا يرضي طموحات الحوثيين أنفسهم.

الضربات الأميركية البريطانية دمرت 30% من قدرة الحوثيين الهجومية

نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين: الاستخبارات الغربية قصرت بجمع المعلومات عن أهداف الحوثي

العربية.نت.. أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس السبت نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الضربات التي شنها التحالف الغربي ضد الحوثيين أدت إلى خفض قدراتهم الهجومية بما لا يزيد عن 30%. وقالت الصحيفة إنه حتى "بعد ضرب أكثر من 60 هدفا "على شكل مواقع لتخزين وإطلاق" صواريخ وطائرات مسيّرة باستخدام أكثر من 150 ذخيرة موجهة بدقة، تضررت أو دمرت 20% إلى 30% فقط من القدرات الهجومية للحوثيين". وأشارت إلى أن معظم أسلحة الحوثيين "تعتمد على منصات متحركة ويمكن نقلها أو إخفاؤها بسهولة". كما أكدت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الغربية واجعت صعوبات في العثور على الأهداف، حيث لم تخصص في السنوات الأخيرة موارد كبيرة لتحديد مواقع مراكز القيادة، ومواقع تخزين وإنتاج الطائرات المسيرة وذخائر الحوثيين.

تجدد الغارات الجوية الأميركية

وتجددت الغارات الجوية الأميركية على قواعد في اليمن، في عملية ضد الجماعة الحوثية التي تستهدف السفن في البحر الأحمر. استهدفت ضربة جديدة بعد ظهر السبت موقعًا عسكريًا للحوثيين في الحديدة بغرب اليمن، ردًا على صاروخ أطلقوه منها باتّجاه البحر الأحمر، وفق ما أفاد مصدران أمني وعسكري في صفوف الحوثيين. وقال مصدر عسكري موال للحوثيين في الحديدة لم يكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، "تم ضرب الموقع الذي انطلق منه قبل قليل صاروخ حوثي على أطراف مدينة الحديدة باتجاه البحر الأحمر". وأضاف "لم يعرف ما إذا كان القصف من البحر أم غارة". وأكد مصدر أمني في شرطة الحديدة بدون الكشف عن هويته، حصول الضربة الجديدة. وفجر السبت، نفّذت الولايات المتحدة ضربة جديدة ضد قوات الحوثي اليمنية بعد أن تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بحماية الملاحة في البحر الأحمر، حسبما أفادت "رويترز". وجاءت الضربة، التي قالت الولايات المتحدة إنها استهدفت موقعا للرادار، بعد يوم من تعرض منشآت للجماعة المتحالفة مع إيران لعشرات الضربات الأميركية والبريطانية. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان على موقع "إكس"، إن مدمرة الصواريخ الموجهة كارني استخدمت صواريخ توماهوك في الضربة اللاحقة التي نُفذت في ساعة مبكرة من اليوم السبت بالتوقيت المحلي "لتقليص قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية بما في ذلك السفن التجارية". وفي رد على الضربات الأميركية، قال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين في اليمن لرويترز إن الضربات، التي استهدف أحدثها قاعدة عسكرية في صنعاء، "لم يكن لها تأثير يذكر في سياق الحد من القدرات اليمنية للاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي". وأضاف "لا إصابات ولا جروح ولا خسائر مادية ولا بشرية" وتعهد برد "حاسم وقوي". وكانت سلسلة انفجارات قد هزت قاعدة عسكرية للحوثيين في صنعاء في وقت سابق. وأفادت وسائل إعلام حوثية بوقوع غارات أميركية جديدة، مساء الجمعة، استهدفت قاعدة الديلمي قرب مطار صنعاء. وكانت قاعدة الديلمي العسكرية أحد الأهداف التي استهدفتها الضربات الأميركية البريطانية، أمس الجمعة، ضمن 60 هدفا في 6 محافظات. وتعد قاعدة الديلمي الجوية إحدى القواعد الجوية الخاضعة لميليشيا الحوثي، وتقع على بعد 15 كلم شمال مدينة صنعاء إلى الجوار من مطار صنعاء الدولي. يأتي ذلك فيما أعلن المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أن الولايات المتحدة وحلفاءها استهدفوا حوالي 30 موقعا مختلفا، باستخدام أكثر من 150 قذيفة خلال الضربات التي نفذت على اليمن. وقال رايدر إنه خلال الموجة الأولى من الضربات تمت مهاجمة 16 موقعا، ثم استهدف الحلفاء لاحقا 12 موقعا آخر. ويستهدف الحوثيون سفنا تجارية مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنا مع قطاع غزة.

إذا استمرت هجمات الحوثي..هذه هي الأهداف التي قد تقصفها أميركا

خبراء يتوقعون استمرار هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر لكن بوتيرة أخف

العربية.نت.. يرى خبراء أن الضربات الأميركية البريطانية الموجهة إلى الحوثيين في اليمن لن تسمح على الأرجح بوقف التهديدات التي يمثلونها في البحر الأحمر، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".

تدمير البنية التحتية العسكرية

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس-الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من ثلاثين موقعاً عسكرياً يسيطر عليه الحوثيون. وأعلنت واشنطن مساء الجمعة أنها وجهت ضربة جديدة في اليمن. وهدف الضربات هو تدمير البنية التحتية للطائرات المسيّرة والصواريخ والرادارات التي استخدمتها ميليشيا الحوثي بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة لاستهداف سفن تجارية في أحد أهم ممرات الشحن الدولية. وقال الجنرال الأميركي دوغلاس سيمز أمس الجمعة إن الحوثيين أطلقوا بالفعل صاروخاً مضاداً للسفن "رداً" على الضربات الأميركية البريطانية، وأن الولايات المتحدة تتوقع "محاولات انتقامية" من الانقلابيين الذين تبنوا "خطاباً شديد اللهجة".

المدربون والخبراء الإيرانيون

من جهته يرى جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الضربات الأميركية والبريطانية "تخفف" تهديد الحوثيين للشحن التجاري، ولكن "لا تنهيها". وأضاف أن "التحدي يكمن في إقناع الحوثيين بأن المزيد من الضربات (التي يوجهونها للسفن) ستكون ضد مصالحهم"، مشيراً إلى أنه "ليس من المؤكد حتى الآن أنهم توصلوا إلى هذا الاستنتاج". إذا استمرت الهجمات، يمكن أن تواصل الولايات المتحدة ضرب الحوثيين وأن تستهدف أيضاً مواقع يتمركز فيها مدربون وخبراء إيرانيون، كما قال جون ألترمان.

كبار المسؤولين العسكريين الحوثيين

من جهته توّقع مارك شوارتز وهو جنرال أميركي متقاعد وباحث في مركز "راند" للأبحاث أن تستمر هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ولكن ربما على السفن التجارية أكثر من العسكرية. وأضاف أن العملية الأميركية البريطانية أصابت حالياً بنى تحتية عسكرية لكن الضربات الجديدة يمكن أن تستهدف كبار المسؤولين العسكريين الحوثيين. إلا أن مارك شوارتز أوضح أن الانقلابيين الحوثيين يعملون في خلايا و"يختبئون بين السكان المدنيين" مما يعقد إمكانية الوصول إلى قادتهم. من جهته قال إليوت أبرامز الباحث في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، إن الضربات الأميركية البريطانية "لم تكن خطوة رمزية". وأضاف "قد يشن الحوثيون هجمات جديدة لكن بوتيرة وكثافة أقل"، مضيفاً أن "إيران ستطلب منهم الهدوء". يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر من أنه "سيرد" إذا واصل الحوثيون "سلوكهم غير المقبول" بينما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الانقلابيين سيواجهون "عواقب جديدة" إذا لم يوقفوا "هجماتهم غير القانونية".

بايدن: أميركا سلمت رسالة لإيران بشأن هجمات الحوثيين

الرئيس الأميركي: "نحن واثقون من أننا مستعدون جيداً"

العربية.نت.. قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم السبت، إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن جماعة الحوثي المتحالفة معها والتي تشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. وأضاف بايدن للصحفيين في البيت الأبيض، قبل مغادرته إلى المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع: "سلمنا الرسالة بشكل خاص، ونحن واثقون من أننا مستعدون جيداً". وهددت ميليشيا الحوثي "برد قوي وفعال" بعد أن نفذت الولايات المتحدة ضربة أخرى في اليمن الليلة الماضية، ما أدى إلى تفاقم التوتر فيما تعهدت واشنطن بحماية الملاحة من هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران. وجاء القصف، الذي قالت الولايات المتحدة إنه أصاب موقع رادار، بعد يوم شهد تنفيذ عشرات الضربات الأميركية والبريطانية على منشآت للحوثيين في اليمن. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أمس الجمعة إن الضربات الأولى استهدفت قدرة الحوثيين على تخزين وإطلاق وتوجيه الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمتها الجماعة لتهديد الملاحة في البحر الأحمر. وأضاف أن واشنطن لا تريد حرباً مع اليمن. وعندما سأل الصحفيون بايدن، الذي رفعت إدارته جماعة الحوثي من قائمة وزارة الخارجية "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" في عام 2021، عما إذا كان يشعر بأنه يمكن وصف الحركة بأنها "إرهابية" الآن، قال "أعتقد أنهم كذلك".

ضربة جديدة تستهدف موقعاً في الحديدة رداً على صاروخ حوثي

الراي.. نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدرين أمني وعسكري مساء اليوم السبت أن تم توجيه ضربة جديدة لموقع في الحديدة غرب اليمن ردًا على صاروخ أطلقه الحوثيون منها. وفجر اليوم السبت، استهدفت ضربات أميركية جديدة قاعدة في صنعاء، غداة ضربات شنّتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية للحوثيين ردًا على هجماتهم في البحر الأحمر.

المتمردون يتعهّدون بـ «رد قوي»... واللاعبون الكبار حريصون على تجنّب «حرب إقليمية»

الحوثي تحت «رحمة» الضربات الأميركية - البريطانية

الراي.. غداة ضربات شنّتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن، الذين هدّدوا بـ «رد قوي وفعال»، استهدفت مجدداً فجر أمس وبعد الظهر، قاعدة للمتمردين في صنعاء وأخرى في مدينة الحديدة، لكن خطر التصعيد الإقليمي يبدو منخفضاً، إلى حد ما، لأن اللاعبين الكبار مثل الولايات المتحدة وإيران، حريصون على تجنب «حرب إقليمية»، في ظل «اتفاق ضمني حساس وخطر»، يعتقد كل طرف فيه أنه بحاجة إلى استخدام القوة مع افتراض أن الآخر لن يرغب في التصعيد. وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان، أن «القوات الأميركية نفذت فجر أمس، ضربة ضد موقع رادار»، بينما أعلنت قناة «المسيرة» الحوثية، أن الهجوم استهدف قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة. وذكرت «سنتكوم» في بيان على «إكس»، إن المدمرة «كارني» استخدمت صواريخ «توماهوك» في ضربة الفجر، «لتقليص قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن بما في ذلك التجارية». كما استهدفت ضربة جديدة بعد ظهر أمس، موقعاً عسكرياً للحوثيين في الحديدة (غرب)، رداً على صاروخ أطلقوه منها باتّجاه البحر الأحمر. وقال مصدر عسكري موال للمتمردين، لم يكشف عن اسمه، لـ «فرانس برس»، «تم ضرب الموقع الذي انطلق منه قبل قليل صاروخ حوثي على أطراف مدينة الحديدة باتجاه البحر الأحمر». وأكد مصدر أمني في شرطة الحديدة، الضربة الجديدة. وتأتي هذه الضربات لليلة الثانية على التوالي في أعقاب أسابيع استهدف خلالها الحوثيّون سفناً تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الإستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامناً مع قطاع غزة. ووجّهت واشنطن ولندن، تحذيرات متكررة للحوثيين من «عواقب» ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن، قبل شنّهما فجر الجمعة ضربات على مواقع عسكرية. وليل الجمعة - السبت، أكد جنرال أميركي أن الحوثيين أطلقوا صاروخاً بالستياً مضاداً للسفن في ما اعتبره «رداً انتقامياً»، لكنّه لم يُصب أي سفينة. وأعلن الحوثيون، الجمعة، أن «73 غارة» استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، مؤكدين سقوط خمسة قتلى. إلا أنّ الجيش الأميركي تحدث عن استهداف 30 موقعاً عسكرياً في 150 ضربة. ونشرت «ماكسار تيكنولوجيز» صوراً ملتقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر حجم الدمار الذي أحدثته الغارات بالقواعد الحوثية. ورداً على ضربات الجمعة، توعّد الحوثيون بالردّ، مؤكدين أن المصالح الأميركية والبريطانية باتت «أهدافاً مشروعة». وتظاهر مئات الآلاف في ميدان السبعين في صنعاء، تحت شعار «الفتح الموعود والجهاد المقدس». وفي واشنطن، حذّر الرئيس جو بايدن، من«إجراءات مباشرة» أخرى لضمان حرية الحركة للتجارة الدولية «عند الحاجة». وتحدث عن «ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف التي يستخدمها المتمرّدون لتعريض حرّية الملاحة للخطر». وعندما سأل الصحافيون الرئيس الأميركي، عما إذا كان يشعر بأنه يمكن وصف حركة «انصار الله» الحوثية بأنها جماعة «إرهابية» الآن، رد «أعتقد أنهم كذلك». من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أن الضربات كانت «ضروريّة» و«دفاعاً عن النفس». وفي بيان مشترك، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبيّة وبريطانيا، أنّ «هدفنا يبقى متمثّلاً في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «عدم تصعيد الوضع بشكل أكبر، من أجل السلام والاستقرار في البحر الأحمر والمنطقة». وتثير الضربات على اليمن مخاوف من توسّع رقعة النزاع في غزة. لكنّ البيت الأبيض أكد الجمعة أن واشنطن «لا تسعى إلى نزاع مع إيران. ودانت طهران، الضربات، معتبرة أنها «عمل تعسفي» و«انتهاك» للقانون الدولي. ودعت السعودية إلى«ضبط النفس»، مشددة على «أهمية الاستقرار» في المنطقة، بينما استنكرت سلطنة عُمان لجوء «دول صديقة» إلى عمل عسكري ضد اليمن. ويرجّح خبراء ألا تنجح الضربات الغربية في وضع حدّ لهجمات الحوثيين. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية جون ألترمان، أن الضربات «ستُقلّل من التهديد الحوثي للشحن البحري، ولكنها لن تنهيه»...

لندن تطلب من طهران أن «توقف» هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

وزير الدفاع البريطاني: العالم بدأ «ينفد صبره» حيال أنشطة وكلائها في الشرق الأوسط

الجريدة...طلب وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، من إيران أن تحث حلفاءها الحوثيين على «التوقف والامتناع» عن الهجمات التي تشنها الجماعة في البحر الأحمر، وذلك في أعقاب الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمواقع تابعة لهم في اليمن. ولفت شابس أمس الجمعة، إلى أن العالم بدأ «ينفد صبره» حيال أنشطة طهران التي تزعزع الاستقرار، ودعا طهران إلى أن «توضح وكلاءها الكثيرين» في الشرق الأوسط، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البريطانية «بي ايه ميديا». وبعد منتصف ليل الخميس، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن، رداً على الهجمات التي تنفذها جماعة أنصار الله الحوثية وتستهدف بها السفن في البحر الأحمر. وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر يوم 19 نوفمبر، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو المتوجهة إليها، نصرة للشعب الفلسطيني في غزة. واستهدفت الولايات المتحدة مجددا مواقع للحوثين في اليمن مساء أمس الجمعة، وجاءت تصريحات شابس قبل الهجوم الثاني. وقالت رئاسة الوزراء في بريطانيا إن قصف مواقع الحوثيين قد لا يجعل البحر الأحمر أكثر أماناً على الفور بالنسبة للشحن التجاري، ولكن سيكون له «أثر إيجابي... على المدى الطويل»...

بايدن يحذر إيران بعد ضرب الحوثيين

«الجريدة•» تكشف إبلاغ الأميركيين طهران مسبقاً بالقصف على اليمن

• مسؤول إيراني: لا نريد حرباً شاملة

• «أنصار الله» تتعهد بمواصلة هجماتها البحرية

الجريدة...رفعت الضربات الأميركية والبريطانية ضد جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، احتمالات حصول مواجهة مباشرة مكلفة جداً بين الولايات المتحدة وإيران لطالما حاول البلدان تجنبها. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين في واشنطن أمس، إن بلاده سلمت رسالة، بشكل خاص، إلى إيران بشأن جماعة الحوثي التي تعهدت بمواصلة شن هجمات على السفن في البحر الأحمر. وقال بايدن: «سلمنا الرسالة بشكل خاص، ونحن واثقون من أننا مستعدون جيداً». وكانت «الجريدة» كشفت في 22 ديسمبر الماضي في تقرير عنوانه «واشنطن لطهران: لجم وكلائكم أو المواجهة المباشرة»، أن واشنطن أبلغت طهران أن عدم لجمها للحوثيين سيؤدي إلى مواجهة مباشرة بين البلدين. اقرأ أيضا هل تردع الضربات الأميركية الحوثيين أم تعزز قوتهم؟ 11-01-2024 | 23:33 رغم ذلك، كشفت مصادر إيرانية لـ «الجريدة» أمس، أن واشنطن أبلغت طهران سابقاً عبر دولة عربية بالضربات على الحوثيين، في حين نقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني كبير قوله، إن بلاده تدعم الحوثيين، لكنها لا تريد الدخول في حرب إقليمية شاملة. ووجهت واشنطن ضربة إضافية لجماعة «أنصار الله» الحوثية في «قاعدة الدليمي» الجوية قرب صنعاء، أمس، بعد يوم من شنها بمشاركة بريطانيا، موجة قصف واسعة استهدفت 30 موقعاً بهدف تقليص قدرة الجماعة اليمنية على استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر. في المقابل، تعهدت الجماعة بأنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، ومنع مرور سفنها أو سفن الدول الأخرى المتجهة إليها في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن جميع المصالح الأميركية والبريطانية باتت «أهدافاً مشروعة» لها، وأن «العدوان الأميركي والبريطاني لن يمر دون عقاب». وقلل المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام الحوثي من أهمية الضربات الأميركية والبريطانية، واصفاً إياها بأنها غير مؤثرة، رابطاً وقف العمليات في البحر الأحمر بإنهاء حرب غزة. وفي حين أفيد بأن سفينة ترفع علم بنما رصدت سقوط صاروخ أُطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في الحديدة على بعد 500 متر منها، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى فقدان جنديين من مشاة البحرية خلال عمليات قبالة سواحل الصومال قرب باب المندب واليمن. من ناحيته، دعا وزير الدفاع البريطاني إيران إلى لجم الحوثيين و«حزب الله»، في حين رأت الصين أن الضربات على اليمن لا تحمي الملاحة بل «فاقمت المخاطر الأمنية في مياه البحر الأحمر». وفي تفاصيل الخبر: غداة شن الولايات المتحدة وبريطانيا هجوماً واسعاً على مواقع ومنشآت للجماعة اليمنية المتمردة، يستهدف إضعاف قدرتها على استهداف الممر البحري العالمي في البحر الأحمر، نفذت القوات الأميركية ضربة إضافية ضد قوات حركة «أنصار الله» الحوثية فجر أمس. وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان على موقع «إكس»، إن مدمرة الصواريخ الموجهة «كارني» استخدمت صواريخ «توماهوك» في الضربة الإضافية «لتقليص قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية العسكرية والتجارية» التي تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة منها أو إليها للضغط عليها بهدف وقف حرب غزة. وأفاد مسؤولان أميركيان بأن الجيش نفذ الضربة الإضافية استكمالاً لموجة القصف التي شنت فجر الجمعة وشملت نحو 150 ضربة على 30 موقعاً. وأوضحت «البنتاغون» أن ضربة الجمعة بدأت باستهداف 16 موقعاً للحوثيين وبعد فترة وجيزة، تم تحديد 12 موقعاً إضافياً وتمت مهاجمتها. تهوين وتهديد في المقابل، هون الناطق الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبدالسلام، من الضربات الأميركية البريطانية، التي استهدف آخرها «قاعدة الديلمي» الجوية شمال العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ عام 2014، وقال إنها «لم يكن لها تأثير يذكر»، في وقت أفيد بأن سفينة ترفع علم «بنما» رصدت سقوط صاروخ على بعد 500 متر منها قبالة سواحل اليمن. وفي وقت سابق، شدد عبدالسلام، على أن العمليات في البحر الأحمر لن تتوقف إلا بعد فك الحصار عن غزة، قائلاً إن من يدفع المنطقة لحرب أوسع هو من يسمح باستمرار «العدوان والحصار» لأكثر من مئة يوم في غزة. وأضاف أن الحركة تسعى للضغط على الإسرائيليين والأميركيين للموافقة على وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، والتحرك صوب السلام والحوار. كما حذر عضو المكتب السياسي للحوثيين، حازم الأسد واشنطن ولندن من رد مدمر يطول مصالحهما في كل مكان. وقال إن «واشنطن تحاول خلق نصر وهمي ورفع معنويات إسرائيل. إن ادعاء الأميركيين بأن إيران تملي علينا ما يجب أن نفعله هو بمنزلة أسطوانة مكسورة». مخاوف وانزلاق وجاء ذلك في وقت تعززت مخاوف من دخول أزمة البحر الأحمر إلى دائرة مفرغة وسلسلة من الهجمات والردود تتعدى حدوده البحرية. ورأى توبياس بورك الخبير في شؤون الأمن بمنطقة الشرق الأوسط في المعهد الملكي في بريطانيا أن «الحوثيين يريدون تصوير أنفسهم على أنهم مناصرون للقضية الفلسطينية لكنهم مهتمون في الأساس بالاحتفاظ بالسلطة»، فيما حذر خبراء من احتمال مواصلة واشنطن لهجماتها التي قد تشمل مواقع يمنية تتواجد بها كوادر إيرانية، مما يعني احتمال انزلاق واشنطن وطهران لمواجهة مباشرة يقول الطرفان إنهما لا يرغبان بها. استدراج وآمال وفي وقت تولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تولى منصبه في 2021، اهتماماً بتنفيذ وعدها الانتخابي بالتفاوض لإنهاء الحرب الأهلية الدامية في اليمن وتواجه معضلة بمحاولة ردع الحوثيين من دون الدخول في حرب مباشرة مع طهران، ذكرت مصادر إيرانية لوكالة «رويترز»، أن طهران لا تريد التدخل المباشر في المواجهة الجارية بين الحوثيين والولايات المتحدة. وقال مسؤول إيراني كبير، إن الحوثيين يتخذون قراراتهم بأنفسهم وطهران تدعم قتالهم، لكنها لا تريد «حرباً شاملة في المنطقة» يعتقد البعض أنها قد تجر على وجه الخصوص «حزب الله» اللبناني، إضافة إلى الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران. وأضاف المسؤول الإيراني الذي تهدد بلاده بتوسيع نزاع غزة إذا لم تتوقف الحملة الإسرائيلية الرامية لإنهاء حكم «حماس» أن الأمر متروك لإسرائيل والولايات المتحدة لوقف «عدوانهما». ولاحقاً، حذر المساعد السياسي لمكتب الرئيس الإيراني محمد جمشيدي من أن «سعي أميركا وبريطانيا لتوسيع الحرب في غرب آسيا هو خطأ في الحسابات ستكون له عواقب وخيمة على مصالحهم». ويرى خبراء أن إدارة بايدن والمتمردين الحوثيين، وداعمي الجماعة في إيران، دخلوا في اتفاق ضمني حساس وخطر، يعتقد كل طرف فيه أنه بحاجة إلى استخدام القوة مع افتراض أن الآخر لن يرغب في التصعيد وصولاً إلى المواجهة الشاملة. لكن الخبراء حذروا من أن الضربات الأميركية ـ البريطانية الموجهة إلى الحوثيين «ستخفف فقط» ولن تسمح على الأرجح بوقف التهديدات التي يمثلونها في البحر الأحمر، إذ إن هؤلاء المتمردين صمدوا لسنوات طويلة في وجه عمليات قصف شنها «تحالف دعم الحكومة الشرعية» بقيادة السعودية والإمارات. تحذير ودفاع في هذه الأثناء، صرح وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس بأن إيران بحاجة إلى أن تطلب من «حزب الله» اللبناني والحوثيين ووكلائها الآخرين في سورية والعراق أن «يتوقفوا ويكفوا تحركاتهم التي تجاوزت الحد بالفعل لأن صبرنا بدأ ينفد». في موازاة ذلك، دافع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون عن شن الضربات على اليمن وقال إنها «ضرورية وقانونية ومتناسبة». وأمس، دافعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن الضربات وقالت إنها تأتي رداً على إجبار أكثر من 2000 سفينة على تغيير مسارها وسلوك طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والمكلف. وجاء ذلك، بعد أن قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن الولايات المتحدة وبريطانيا «تسببتا بمفردهما في امتداد الصراع في غزة إلى المنطقة بأكملها بعد شنهما لعدوان مسلح لا يندرج ضمن قواعد القانون الدولي للدفاع عن النفس»...

واشنطن تضرب الحوثيين منفردة.. وغروندبرغ قلق على جهود السلام

الجماعة تتأهب لحصد المكاسب وسط تشكيك يمني في أثر الضربات

حض زعيم الحوثيين أتباعه على حشد المزيد من المجندين وجمع الأموال

الشرق الاوسط..عدن: علي ربيع.. عززت الولايات المتحدة ضرباتها المشتركة مع بريطانيا ضد مواقع الجماعة الحوثية في اليمن بضربة صاروخية بحرية منفردة، السبت، استهدفت صنعاء، وسط قلق المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ ومخاوفه من انهيار مساعيه لإحلال السلام. ومع تشكيك باحثين يمنيين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» في الأثر الذي أحدثته هذه الضربات فيما يخص قدرة الجماعة العسكرية على الاستمرار في مهاجمة السفن، وجدت قادة الجماعة في الهجمات فرصة لتحويلها إلى مكاسب على الصعيد الداخلي، واستقطاب المزيد من الأتباع من بوابة مناصرة الفلسطينيين في غزة ومقارعة الدول العظمي في البحر الأحمر. الضربة الأميركية جاءت بعد ساعات من هجوم بصاروخ سقط على مقربة من سفينة تجارية في خليج عدن يعتقد أن الجماعة الحوثية أطلقته من مناطق سيطرتها للانتقام من أوسع ضربة تلقتها، الجمعة، على يد القوات الأميركية والبريطانية، حيث شملت صنعاء وأربع محافظات، وأدت إلى مقتل خمسة مسلحين وتدمير قدرات عسكرية من بينها أجهزة رادار وبنية تحتية للطائرات المسيرة والصواريخ. وفي وقت سابق رفضت الحكومة اليمنية هذه الضربات، بشكل غير مباشر، وقالت إنها تتمسك بحقها السيادي في حماية الملاحة في البحر الأحمر، إلا أنها حملت الجماعة الحوثية مسؤولية ما آلت إليه الأمور من عسكرة للمياه الإقليمية اليمنية، كما حملت المجتمع الدولي مسؤولية سياساته التي قادت إلى تمكين الجماعة الحوثية وتعظيم قدرتها العسكرية. وفيما عبر المبعوث غروندبرغ عن قلقه إزاء التطورات، دعا جميع الأطراف المعنية إلى تجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم سوء الأوضاع في اليمن، أو تصعيد التهديد على طرق التجارة البحرية، أو زيادة التوترات الإقليمية في هذا الوقت الحرج. وشدد غروندبرغ على ضرورة حماية المدنيين اليمنيين، والحاجة لصون التقدم الذي تم إحرازه فيما يتعلق بجهود السلام منذ هدنة عام 2022، بما في ذلك الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف مؤخراً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والمناقشات الجارية حول خريطة الطريق الأممية التي من شأنها تفعيل وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، واستئناف عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة ومعالجة أولويات أساسية لصالح الشعب اليمني. وأشار المبعوث في البيان الذي وزعه مكتبه، السبت، ببالغ القلق إلى تزعزع الوضع الإقليمي بشكل متزايد، وإلى التأثير السلبي لذلك على جهود السلام في اليمن، وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة. وحض جميع الأطراف المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتقديم المسارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية، داعياً إلى وقف التصعيد.

صواريخ توماهوك

أفادت القيادة المركزية الأميركية بأنها استخدمت صواريخ «توماهوك» من على متن إحدى سفنها في البحر الأحمر لضرب موقع رادار حوثي، في صنعاء، اتضح أنه في قاعدة الديلمي الجوية جوار مطار صنعاء. وفي الساعة 3:45 صباحاً (بتوقيت صنعاء) أفادت القيادة المركزية بأن قواتها شنت ضربة ضد موقع رادار تابع للحوثيين في اليمن نفذتها سفينة «يو إس إس كارني» (DDG 64) باستخدام صواريخ توماهوك للهجوم البري، ووصفتها بأنها كانت بمثابة إجراء متابعة على هدف عسكري محدد مرتبط بالضربات التي تم شنها في 12 يناير (كانون الثاني)، بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية، بما في ذلك السفن التجارية. وأعاد البيان التذكير بأن الحوثيين المدعومين من إيران حاولوا منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مهاجمة ومضايقة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن 28 مرة. وتشمل هذه الحوادث غير القانونية الهجمات التي استخدمت فيها الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والمركبات الجوية دون طيار، وصواريخ كروز. وأكدت القيادة المركزية الأميركية مجدداً أنه لا علاقة لهذه الضربات بعملية «حارس الازدهار»، وهي تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، أنشئت الشهر الماضي لحماية الملاحة بقيادة واشنطن. من جهته، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام لـ«رويترز» إن الضربات الأميركية، التي استهدف أحدثها قاعدة عسكرية في صنعاء، «لم يكن لها تأثير يذكر». وكانت القوات الأميركية والبريطانية نفذت، الجمعة، ضربات مشتركة قال الحوثيون إنها زادت عن 70 غارة، بدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، لإضعاف قدرة الجماعة على الاستمرار في هجماتها «غير القانونية والمتهورة على السفن الأميركية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر». وبحسب البيان الأميركي، استهدف هذا العمل المتعدد الجنسيات أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية من دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية. وعقب الضربات، أكد جنرال أميركي أن الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن، وقال مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، للصحافيين: «نعلم أنهم أطلقوا صاروخاً واحداً على الأقل في رد انتقامي»، مضيفاً أن الصاروخ لم يصب أي سفينة، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان بايدن، وصف، عقب ضربات الجمعة، الحوثيين بأنهم «جماعة إرهابية»، وقال إن واشنطن ستردّ عليهم إذا واصلوا سلوكهم الذي وصفه بأنه مثير للغضب، وفق ما نقلته «رويترز».

عقوبات واتهامات لإيران

فيما لم يخف المسؤولون الغربيون اتهاماتهم العلنية لإيران بالوقوف خلف الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، واصلت الولايات المتحدة مسلكها الآخر لتجفيف موارد دعم الجماعة عبر العقوبات. وأعلنت واشنطن، الجمعة، فرض عقوبات على شركتين مقرهما في هونغ كونغ والإمارات، تقومان بشحن سلع إيرانية نيابة عن شبكة تيسير مالية للحوثيين وفيلق القدس الإيراني. وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إنها فرضت عقوبات على شركة مقرها هونغ كونغ وشركة مقرها الإمارات تقومان بشحن سلع إيرانية نيابة عن شبكة تيسير مالية حوثية مدعومة من فيلق القدس وهي خاضعة بالفعل لعقوبات أميركية. كما استهدفت أربع ناقلات نفط. وأوضحت أن إحدى الناقلات المملوكة لشركة شيلو البحرية المحدودة التي مقرها هونغ كونغ، شحنت سلعاً إيرانية إلى الصين نيابة عن الوسيط المالي سعيد الجمل، وأن ناقلة أخرى سعت لإخفاء أصل البضائع، مستخدمة وثائق مزورة. من جهته، طلب وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس من إيران أن تحث حلفاءها الحوثيين على «التوقف والامتناع» عن الهجمات التي تشنها الجماعة في البحر الأحمر، وذلك في أعقاب الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمواقع تابعة لهم في اليمن. ولفت شابس، الجمعة، إلى أن العالم بدأ «ينفد صبره» حيال أنشطة طهران التي تزعزع الاستقرار، ودعا طهران إلى أن «توضح وكلاءها الكثيرين» في الشرق الأوسط، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

تبعات الضربات

يكاد المراقبون السياسيون اليمنيون يجمعون على استفادة الجماعة الحوثية من الضربات الأميركية البريطانية، ويجزمون بأن الجماعة «باتت أكثر سعادة» لجهة أنها باتت تلفت أنظار الدول العظمى، وتشكل رقماً إقليمياً، إلى جانب المكاسب الأخرى من تعظيم شعبيتها محلياً، حيث بات قادتها يتحدثون عن مصداقية شعاراتهم المرفوعة منذ نشأة الجماعة بخصوص معاداة أميركا وإسرائيل. ويقول الباحث والمحلل السياسي اليمني عبد الله السنامي لـ«الشرق الأوسط»، إن الضربات الأميركية البريطانية على مناطق سيطرة الحوثيين أدت إلى تعقيد الأزمة في المنطقة، ووسعت الشرخ في مشروع السلام المنتظر البعيد في اليمن، ودفعت بلغة الحرب إلى الواجهة، وقللت من الجهود الدبلوماسية، لا سيما ومنطقة الشرق الأوسط تعيش في وضع ساخن. ومثل هذا العمل العسكري - بحسب السنامي - قد يدفع المنطقة إلى الانفجار، ذلك أن واشنطن ولندن لم تراعيا مصالح دول المنطقة، وهي الدول التي كان ينبغي ترك الأمر لها في معالجة مسائل الملاحة الدولية وغيرها. كما أن التدخل العسكري الأميركي البريطاني دفع المنطقة بأكملها إلى قرب فوهة الاشتعال، في وقت حرج، كان يفترض العمل على تجنب مثل هذه الإجراءات، وإفساح المجال للجهود الدبلوماسية التي هي الأكثر نجاحاً، بحسب تعبيره. ويجزم السنامي بأن الحوثيين حققوا مكاسب من القصف الأميركي البريطاني، كون هذا يتماشى مع سردياتهم الآيديولوجية، ويكسبهم شعبية لدى اليمنيين، ويمكّنهم من استغلال النزعة الكامنة في الناس تجاه فلسطين. ويرى أن القصف أكسب الحوثيين شعبية كادت تكون مفقودة، ورحّل عنهم ملفات كانت تؤرقهم، مثل الرواتب وتقديم خدمات للمواطنين، وأيضاً منحهم فرصة لإحكام قبضتهم الأسرية على مؤسسات الدولة، والبروز بوصفهم لاعباً رئيسياً، إن لم يكن وحيداً، أمام المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي يستميتون من أجله. ولا يعتقد السنامي أن الضربات ستحد من قوة الحوثيين؛ لأسباب كثيرة، أهمها أن وجود الحوثيين في مناطق جبلية تعطيهم تحصيناً يحمي من هذه الضربات، كما أن الضربات عديمة الجدوى كونها أتت عقب ضربات التحالف الداعم للشرعية والتي أكسبتهم خبرة في الاحتماء، وحتى وفق القراءة العسكرية - بحسب تعبيره - فإن الضربات الجوية والصاروخية لا تؤدي الغرض منها ما لم يعقبها تحرك بري، الأمر الذي بات واضحاً أنه غير ممكن الآن.

احتمالات الرد

مع تهديد الجماعة الحوثية بالرد ضد المصالح الأميركية والبريطانية عقب الضربات، يرى الباحث والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أن الضربات حدت بشكل مؤقت من العمليات الحوثية في البحر الأحمر، وأن الجماعة لم تستطع الرد نتيجة للأضرار التي ألحقت في بنيتها العسكرية، وإن كانت تدعي غير ذلك. ويتوقع الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين ينتظرون تعزيزات إيرانية من أجل الرد، لكنه يستدرك أن الرد سيكون خجولاً لمحاولة تبييض الوجه، وسيكون الرد الأميركي أعنف، وربما قد يتم تصنيف الحوثيين إلى جانب ذلك «جماعة إرهابية» بقناعة من إدارة الرئيس جو بايدن. وبخصوص المكاسب التي قد يحققها الحوثي على المستوى الشعبي، يرى الطاهر أنها تكمن من خلال الترويج أن الجماعة بالفعل تقاتل إسرائيل وأميركا، حيث ستجد التعاطف الشعبي والسياسي من الجماعات الراديكالية. في مواجهة ذلك، يشدد الطاهر على الدور الحكومي لتوعية اليمنيين من خلال تكثيف الخطاب ونشر المعلومات حول حقيقة ما يحدث، وأن الحوثي يمثل خطورة على اليمن والعالم نتيجة ما يقوم به من عمليات إرهابية لا علاقة لها بإسرائيل. ويقول: «الضربات الأميركية والبريطانية، قد تحد من خطر الحوثي على المدى القصير، وليس الطويل، ولهذا فالعمليات الجوية وحدها ليست كافية مع بقاء الحوثي مسيطراً على المنافذ البحرية، وخصوصاً تلك القريبة من الممر الملاحي الدولي». ويقترح الطاهر لكي يتم تحييد خطر الحوثي، تفويضاً دولياً كاملاً للحكومة اليمنية لإبعاد الحوثي من الساحل، وتحرير محافظة الحديدة، أما من غير ذلك «فسيبقى الحوثي، وسيزداد قوة، وستزداد المخاطر على المنطقة برمتها وليس على سفن الشحن الدولية فقط»، وفق تقديره.

مخاوف يمنية من اشتداد بطش الحوثيين وتصاعد أزمات المعيشة

تستغل الجماعة الحوثية الضربات الأميركية البريطانية لحشد المزيد من الأنصار والمقاتلين وجمع الأموال

الشرق الاوسط..عدن: وضاح الجليل.. كان صباح الجمعة الماضي في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عادياً، فلم تتغير عادات السكان في صبيحة الإجازة الأسبوعية، إذ استمرت الشوارع شبه خالية من حركتهم حتى موعد صلاة الجمعة، فبعد أن أيقظتهم الغارات الأميركية البريطانية من نومهم، عاد بعضهم إلى النوم مجدداً، وبعضهم سهر لمتابعة الأخبار ومعرفة التطورات. غير أن القلق ساور أهالي المدينة من أن تؤدي هذه التطورات إلى إفشال خريطة الطريق التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، والتي كان يتوقع خروجها إلى النور قريباً، حيث ينتظر منها أن تبدأ بتخفيف أثر الحرب وأزماتها الممتدة على مدار تسعة أعوام، إلا أن هذه التطورات تعني إنهاء تلك الآمال، حالياً على الأقل.

يساور القلق أهالي العاصمة صنعاء من تأثير الضربات الأميركية البريطانية على عملية السلام وعلى حياتهم المعيشية (رويترز)

وكما كان متوقعاً، وجهت الجماعة الحوثية خطباء الجوامع إلى استغلال الضربات الأميركية البريطانية لرفع حدة الخطاب المضاد للحرب الإسرائيلية على غزة، وربطه بهذه الغارات، إذ حصلت الجماعة على ما يؤكد مزاعمها وشعاراتها التي خاضت تحتها الحرب ضد الدولة اليمنية واستولت عليها وخلقت أزمة سياسية وصراعاً لا تريد له أن ينتهي. ولم تحظَ الحشود الحوثية التي تنظمها الجماعة في الميادين العامة بزيادة في أعداد المشاركين فيها، واقتصرت على أنصار الجماعة الذين تعودت جمعهم في مناسباتها الاحتفالية، وأغلبها ذات طابع طائفي، لكن حدة الخطاب الحوثي وحماس أنصاره ارتفعا بعد تلك الضربات، فهذه فرصة لمزيد من التبجح، كما يقول أحد الصحافيين لـ«الشرق الأوسط».

 

ويقول الصحافي الذي أصبح عاطلاً عن العمل بعد استيلاء الجماعة على المؤسسة الإعلامية التي كان يعمل فيها، إن كل شيء بدا غريباً بعد الضربات الأميركية البريطانية، فالسكان، وإن ساورهم القلق، فإنهم لم يكترثوا كثيراً، ولم يبدُ عليهم الغضب، ويفسر ذلك بأن ممارسات الجماعة غيرت من طباع الناس وتعاطيهم مع الأحداث.

هددت الجماعة الحوثية باستهداف المصالح الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر (رويترز)

ويشير إلى أن المظالم التي تناسلت في زمن سيطرة الجماعة تحت شعارات مواجهة إسرائيل والغرب واتهام المطالبين بحقوقهم والرافضين للنهب والفساد بالعمالة والارتزاق، جعلت المشاعر شبه محايدة، وإذا كانت السلطة التي تهيمن عليهم تنصلت من تقديم الخدمات وتوفير الاحتياجات لهم، فإن ادعاءاتها لا تعنيهم.

مخاوف معيشية

لكن مظاهر القلق بدت على الناس وتمثلت في مساعي كثير منهم إلى توفير احتياجاتهم من السلع الأساسية والضرورية، وشهدت متاجر المواد الغذائية ازدحاماً، بينما تراصت السيارات أمام محطات الوقود للتزود بأكبر كمية منه مع توقعات بانقطاعه أو توقفه. ويفيد مالك معرض سيارات بأن اثنين من زبائنه الذي كانوا على وشك إتمام صفقة شراء سيارتين أبلغاه بتأجيل الشراء، وعند إلحاحه عليهما، أخبره أحدهما أن التطورات الجديدة دفعته للتفكير بمتطلبات أخرى لعائلته، أما الآخر فأبلغه أنه يخشى ألا يستمتع بالسيارة بعد شرائها لعدم توفر الوقود. وحاولت الجماعة الحوثية إظهار تماسكها، ليس فقط على المستوى العسكري والخطابي، بل وعلى المستوى الاقتصادي أيضاً، من خلال بث رسائل بتوفر المواد الأساسية والوقود، وإن كانت لم تفعل ذلك بشكل رسمي، لكنها سربت معلومات عن توفر كميات كبيرة في المخازن وموانئ الحديدة عبر ناشطين تابعين لها. ومع ذلك، تشير المعلومات الواردة من العاصمة صنعاء ومدن أخرى إلى أن الزحام من أجل شراء المواد الأساسية والوقود لم يكن كبيراً، ويفسر صحافي آخر ذلك بأن بعض اليمنيين تعودوا على الحروب وأزمات المواد الضرورية لحياتهم، وتوفرت لديهم قناعة بأنهم سيعيشون رغم كل تلك الصعوبات، بينما البعض الآخر أو الغالبية منهم، ليس في جيوبهم أو أرصدتهم ما يكفي للتعامل مع أي أزمات طارئة. واتهمت الحكومة اليمنية، الجماعة الحوثية، بجر البلاد وإقحامها في مواجهة عسكرية مع القوى الغربية؛ لتحقيق «أغراض دعائية»، مؤكدة أنها صاحبة الحق السيادي في تعزيز أمن وسلامة البحر الأحمر وما يتبعه من استقرار للمنطقة والعالم، وأن الطريق الأمثل على هذا الصعيد لا يمكن أن يتحقق إلا باستعادة مؤسسات الدولة.

مخاوف من القمع والتنكيل

بينما كان الغضب الشعبي تجاه الممارسات الحوثية يتصاعد باستمرار، جاءت الضربات الأميركية البريطانية لتتسبب في خفوت الصوت المناهض للجماعة، وظهر ذلك من خلال مواقف عدد من الناشطين والشخصيات الاجتماعية التي اصطدمت خلال الأسابيع الماضية بالجماعة، وتعرضت للتخوين والتهديدات، وتوج ذلك باختطاف القاضي عبد الوهاب قطران من منزله، واحتجازه حتى الآن مع تلفيق اتهامات له بحيازة وتعاطي الخمور والممنوعات.

يتخوف الناشطون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية من القمع والتنكيل تحت تهم تأييدهم الضربات الأميركية البريطانية (غيتي)

وكان القاضي قطران سخر من ادعاءات الجماعة بمواجهة الغرب وإسرائيل، مستنكراً تنصيب نفسها ممثلاً لليمنيين في تلك الممارسات، ومطالباً بتحسين الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتها، وصرف رواتب الموظفين، وهي المواقف التي اشتهر بها خلال الأعوام الماضية مع عدد من أصدقائه وزملائه. وأصدر عدد من الشخصيات الاجتماعية والناشطين بياناً اعترضوا فيه على الهجمات الأميركية البريطانية. إلا أن البيان حمل مطالب صريحة للجماعة الحوثية بوقف ممارساتها تجاه اليمنيين والتوقف عن استهداف الحريات العامة والخاصة، وفك الحصار عن مدينة ومحافظة تعز وفتح الطرقات فيها. ودعا إلى الإفراج عن المختطفين لدى الجماعة، مثل السياسي محمد قحطان والقاضي عبد الوهاب قطران والنقابي التربوي أبو زيد الكميم المختطف على ذمة المطالبة العادلة بصرف مرتبات المعلمين. وشدد البيان على أن صرف المرتبات أبرز الواجبات التي ينبغي على أي سلطة حاكمة تنفيذها، دون أن يكون لها الحق في اختطاف الناس أو معاقبتهم بسبب المطالبة بها. وأبدى العديد من الناشطين والكتاب والصحافيين المقيمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مخاوفهم من أن تتخذ ضدهم إجراءات قمعية وتعسفية بتهمة تأييد الضربات الأميركية البريطانية، وهي الممارسات التي دأبت عليها الجماعة منذ الانقلاب.



السابق

أخبار وتقارير..عربية..فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة أميركية بشمال شرقي سوريا..تركيا تؤكد مواصلة الحرب على «الإرهاب» بسوريا والعراق في منابعه..تركيا تعلن قتل 57 مسلحاً في غارات بالعراق وسوريا بعد مقتل 9 جنود..فائق أيدن..من هو صيد تركيا الثمين الذي حيّدته شمالي العراق؟..صدّام حاضر في انتخاب رئيس برلمان العراق..بارزاني يطلق تحذيراً من بغداد: إقليم كردستان يعيش أوضاعاً «لا تطاق»..

التالي

أخبار مصر وإفريقيا..القاهرة قلقة من «التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر واليمن»..غضب مصري إزاء اتهامات إسرائيلية بمنع دخول المساعدات إلى غزة..الخرطوم ترفض قمة كمبالا المرتقبة..اتهامات لـ«الدعم السريع» بممارسة العنف والنهب في بلدات وسط السودان..طرد ميليشيات موالية لـ«الوحدة» الليبية من مطار مصراتة..القضاء التونسي يفتح تحقيقاً مع مرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية..الجزائر تعدّ «الصمت» حيال تهجير الفلسطينيين «تواطؤاً»..نُخب الجزائر تناشد تبون الإفراج عن صحافي ومعتقلي الرأي..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,602,730

عدد الزوار: 7,639,470

المتواجدون الآن: 0