أخبار اليمن..ودول الخليج العربي..القيادة المركزية الأميركية تعلن إسقاط صاروخ حوثي جنوبي البحر الأحمر..جماعة الحوثي: الطيران الأميركي يحلق بكثافة في مجالنا الجوي..خارجية اليمن: الحوثيون يستغلون التعاطف مع فلسطين للقيام بأعمال مضللة..طهران تُحذّر واشنطن ولندن من التعرّض لـ «خطر محتمل»..حادث في البحر الأحمر ومناورات حوثية بصعدة..لندن وواشنطن لن تترددا بشن ضربات جديدة على اليمن..حديث حوثي عن ضربة أميركية في الحديدة وواشنطن تنفي..بريطانيا: تقرير عن واقعة تتضمن زورقين بالبحر الأحمر بالقرب من إريتريا..الحوثيون يهربون من أزماتهم الداخلية إلى التصعيد بحرياً..

تاريخ الإضافة الإثنين 15 كانون الثاني 2024 - 4:49 ص    عدد الزيارات 539    التعليقات 0    القسم عربية

        


القيادة المركزية الأميركية تعلن إسقاط صاروخ حوثي جنوبي البحر الأحمر..

رويترز.. طائرة مقاتلة أميركية أسقطت صاروخ كروز مضادا للسفن أطلق من مناطق يسيطر عليها الحوثيين في اليمن. قالت القيادة المركزية الأميركية، الاثنين، إن طائرة مقاتلة أميركية أسقطت صاروخ كروز مضادا للسفن أطلق من مناطق يسيطر عليها الحوثيين المتحالفون مع إيران في اليمن، باتجاه حاملة الطائرات الأميركية لابون العاملة في جنوب البحر الأحمر. وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

جماعة الحوثي: الطيران الأميركي يحلق بكثافة في مجالنا الجوي

دبي - العربية.نت.. أفاد المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام اليوم الأحد إن طائرات أميركية قامت بتحليق مكثف على مقربة من الأجواء اليمنية والمناطق الساحلية. وأكد عبد السلام على منصة إكس أن الإجراءات الأميركية لن تمنع جماعة الحوثي عن استهداف السفن التابعة لإسرائيل، ردا على الحرب في غزة. أتى ذلك، بعدما أكد مسؤول عسكري أميركي اليوم أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم ينفذوا أي ضربة الأحد على ميناء الحديدة في غرب اليمن. وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته "لم تنفذ اليوم أي ضربة أميركية أو للتحالف"، وذلك بعدما أفاد إعلام تابع للحوثيين أن غارات أميركية بريطانية جديدة استهدفت الأحد محافظة الحديدة، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

غارات جديدة

وكانت وسائل إعلام حوثية قد أفادت باستهداف غارات أميركية بريطانية جديدة مدينة الحديدة في غرب اليمن. وأفاد الإعلام الحوثي، باستهداف الطيران الأميركي البريطاني لجبل جدع بمديرية اللحية في الحديدة. وطالت الهجمات الأميركية البريطانية خلال اليومين الماضيين أكثر من 60 هدفاً في 6 محافظات يمنية طالت مواقع تخزين عسكرية للحوثيين، فضلا عن مواقع للرادار ومراكز تصنيع وتخزين للدورن والصواريخ. فيما توعدت جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً بالرد على تلك الهجمات، رغم أن أي رد كبير لم يحصل حتى الساعة.

توقعات برد

ويتوقع العديد من الخبراء أن تشهد المنطقة لاسيما البر الأحمر مزيدا من الهجمات الحوثية التي قد تطال السفن التجارية وربما الأميركية المتواجدة في المكان، والتي ساهمت في الضربات يومي الجمعة والسبت الماضيين. يذكر أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة يوم السابع من أكتوبر، شن الحوثيون أكثر من 27 هجوماً على السفن التجارية المبحرة في البحر الأحمر، تحت ذريعة توجهها إلى إسرائيل التي تحاصر القطاع.

"حارس الازدهار"

كما تعهدوا بمواصلة تلك الهجمات إلى أن توقف إسرائيل غاراتها العنيفة على غزة، وحذروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأميركية إذا تعرضوا للاستهداف. في حين عمدت الولايات المتحدة إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم، عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.

خارجية اليمن: الحوثيون يستغلون التعاطف مع فلسطين للقيام بأعمال مضللة

دبي - العربية.نت.. اتهم وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، اليوم الأحد، جماعة الحوثي باستغلال ما وصفه بأنها "التعاطف الشعبي مع قضية فلسطين"، وذلك للقيام بأعمال قال بإنها "دعائية مضللة"، في إشارة إلى استهداف السفن في البحر الأحمر. كما قال بن مبارك خلال استقبال سفيرة بريطانيا لدى اليمن عبدة شريف إن من الضروري فرض وقف اطلاق النار والسماح للمساعدات الانسانية بالدخول للقطاع المحاصر بدون أي شروط. وحذر الوزير اليمني من أن "العدوان المستمر وغير المبرر ضد المدنيين في غزة يهدد باتساع رقعة الصراع ويخاطر بأمن واستقرار المنطقة والعالم". يذكر أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة يوم السابع من أكتوبر، شن الحوثيون أكثر من 27 هجوماً على السفن التجارية المبحرة في البحر الأحمر، تحت ذريعة توجهها إلى إسرائيل التي تحاصر القطاع. كما تعهدوا بمواصلة تلك الهجمات إلى أن توقف إسرائيل غاراتها العنيفة على غزة، وحذروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأميركية إذا تعرضوا للاستهداف. في حين عمدت الولايات المتحدة إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم، عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية. وطالت الهجمات الأميركية البريطانية خلال اليومين الماضيين أكثر من 60 هدفاً في 6 محافظات يمنية طالت مواقع تخزين عسكرية للحوثيين، فضلا عن مواقع للرادار ومراكز تصنيع وتخزين للدورن والصواريخ. فيما توعدت جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً بالرد على تلك الهجمات، رغم أن أي رد كبير لم يحصل حتى الساعة.

مسؤول أميركي ينفي تنفيذ ضربات جديدة على مواقع حوثية

دبي - العربية.نت.. أكد مسؤول عسكري أميركي لوكالة فرانس برس أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم ينفذوا أي ضربة الأحد على ميناء الحديدة في غرب اليمن. وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته "لم تنفذ اليوم أي ضربة أميركية أو للتحالف"، وذلك بعدما أفاد إعلام تابع للحوثيين أن غارات أميركية بريطانية جديدة استهدفت الأحد محافظة الحديدة. وكانت وسائل إعلام حوثية قد أفادت باستهداف غارات أميركية بريطانية جديدة مدينة الحديدة في غرب اليمن. وأفاد الإعلام الحوثي، باستهداف الطيران الأميركي البريطاني لجبل جدع بمديرية اللحية في الحديدة.

"لن تكون الأخيرة"

وكان المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ قد أكد في مقابلة مع العربية أن "الضربات في اليمن لن تكون الأخيرة ولن نتردد"، لافتا إلى أن الضربات رسالة للحوثيين بضرورة وقف هجماتهم فورا.

60 هدفا حوثيا

وطالت الهجمات الأميركية البريطانية خلال اليومين الماضيين أكثر من 60 هدفاً في 6 محافظات يمنية طالت مواقع تخزين عسكرية للحوثيين، فضلا عن مواقع للرادار ومراكز تصنيع وتخزين للدورن والصواريخ. فيما توعدت جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً بالرد على تلك الهجمات، رغم أن أي رد كبير لم يحصل حتى الساعة.

طهران تُحذّر واشنطن ولندن من التعرّض لـ «خطر محتمل»

تجدّد القصف الأميركي - البريطاني لليمن

الراي.. استهدفت غارات أميركية - بريطانية جديدة، أمس، غرب اليمن، وذلك لليوم الثالث على التوالي، في حين حذرت إيران أي دولة من المشاركة في الضربات ضد المتمردين. وذكرت مصادر يمنية أن القصف استهدف جبل جدع في مديرية اللحية شمال الحديدة، المطلة على البحر الأحمر. وفجر الجمعة، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف عسكرية في مناطق خاضعة لسيطرة المتمرّدين، المدعومين من إيران، ما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي للنزاع في غزة. كما استهدفت ضربات أميركية جديدة فجر السبت موقع رادار للمتمردين في صنعاء. وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «لا نسعى للصراع مع الحوثيين، ونعتقد أن ضرباتنا الأخيرة كان لها تأثير جيد». وقبيل ضربات أمس، قال الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ «نأمل أن تكون رسالتنا وصلت للحوثيين». ورداً على تصريحات بكين حول أن مجلس الأمن لم يفوّض أي دولة باستخدام القوة في اليمن، أعرب وربيرغ في مقابلة مع «العربية» عن استغرابه من التصريحات الصينية كونها الأكثر استفادة من حرية الملاحة، مؤكداً أن واشنطن حذّرت الحوثيين مراراً من استهداف السفن في البحر الأحمر لتجنب الضربة العسكرية. ولفت إلى أن الضربات «رسالة للحوثيين بضرورة وقف هجماتهم فوراً». وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعا إلى وقف التصعيد في البحر الأحمر «الذي يُهدّد النظام الدولي، رافضاً استخدام القوة العسكرية في اليمن»، ومؤكداً أن«المجتمع الدولي لم يفوّض أي دولة للقيام بضربات في اليمن».

لندن مستعدة

وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تلغراف»، أمس، كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون «لقد وجهنا رسالة لا لبس فيها مفادها بأن تصرفات الحوثيين مرفوضة ونحن مصممون على وضع حد لها (...) سندافع دائماً عن حرية الملاحة. وقبل كل شيء، سنكون مستعدين لتنفيذ أقوالنا». وأكد أن «إبقاء الممرات البحرية مفتوحة هو مصلحة وطنية حيوية»، رغم انعكاس ذلك على ارتفاع الأسعار «في بريطانيا وفي العالم». وتابع كاميرون أن هذه الأعمال العسكرية «ساهمت في تقليص قدرات الحوثيين»، مشيراً إلى أن هذه الضربات «ضرورية ومتناسبة وشرعية» و«منفصلة تماماً»عن النزاع في غزة. كما ندّد وزير الخارجية بالدور الذي تؤديه إيران، وقال لقناة «سكاي نيوز» التلفزيونية إنه لا يشك بتاتاً في أن طهران هي«الفاعل الخبيث» الذي يقف وراء «الوكلاء» في المنطقة، في إشارة إلى الحوثيين أو حركة «حماس».

طهران تنتقد

إيرانياً، اتهم الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة السفير أمير سعيد إرافاني، واشنطن ولندن بإعلان الحرب على الشعب اليمني. ورأى في تهديد مبطن، أن «أي دولة شاركت أو ستشارك لاحقاً في هجمات لاحقة قد تعرّض نفسها لخطر محتمل». واعتبر في مقابلة مع مجلة «نيوزويك» أن «الهجمات تُشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة اليمن، وخرقاً للقانون الدولي، وانتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يصل في النهاية إلى إعلان الحرب ضد الشعب اليمني». واعتبر أن الهجمات تشي بنجاح الضغط الذي تمارسه إسرائيل لجر أميركا إلى حرب مباشرة، وتفاقم توسع الصراع إلى أجزاء أخرى من المنطقة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية الجارية منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة. وتساءل «متى تحوّل البحر الأحمر إلى منطقة غير آمنة، وما هي العوامل التي ساهمت في هذا التحوّل»؟ ليوضح أن حرب غزة «هي التي حركت الحوثيين». وتابع «نحن نعتبر قرار حظر الأسلحة المفروض على اليمن ظالماً لكن ورغم تحفظاتنا عليه فقد التزمنا بمسؤوليتنا كدولة عضو في الأمم المتحدة احترمنا قراراتها». وعن احتمال حصول تصعيد أوسع، أو هجمات حوثية لاحقة، أشار إرافاني إلى أن «هذا الأمر منوط بالحوثيين حصراً». ملاحياً، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنها تلقت تقريراً أمس عن واقعة تتضمن زورقين صغيرين على بعد 23 ميلاً بحريا (43 كيلومتراً) شمال غربي مدينة عصب الساحلية الإريترية على البحر الأحمر. وأضافت الهيئة في تحذير «اقترب الزورقان الصغيران واعترضا سفينة تجارية في محاولة لحملها على تغيير مسارها». وتابعت «استمرت السفينة التجارية في مسارها بعد أن تلقت تطمينات من السلطات. ابتعد الزورقان الصغيران عن محيطها الآن. والسفينة وطاقمها بخير»...

حادث في البحر الأحمر ومناورات حوثية بصعدة

لندن وواشنطن لن تترددا بشن ضربات جديدة على اليمن

• نصرالله: التهديد الأميركي لإيران لن يجدي نفعاً

الجريدة...تصاعد الترقب في منطقة البحر الأحمر غداة الضربات الأميركية ـ البريطانية على مواقع لجماعة «أنصار الله» الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة الساحلية، وصعدة معقل الجماعة، وغيرها من المدن اليمنية. وفي أول مؤشر على أن الضربات الأميركية- البريطانية لن تتمكن من ردع الحوثيين بشكل سريع، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريرا أمس عن واقعة تتضمن زورقين صغيرين على بعد 23 ميلا بحريا (43 كيلومترا) شمال غربي مدينة عصب الساحلية الإريترية على البحر الأحمر. وكان قيادي في جماعة «أنصار الله» توعد برد وشيك على الضربات الأميركية ـ البريطانية التي تهدف الى تقليص قدرتها على شن هجمات على سفن بحرية. جاء ذلك فيما أجرى الحوثيون أمس الأول مناورة عسكرية في محافظة صعدة بالقرب من المملكة العربية السعودية. وتضمنت المناورات، وفق قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة للحوثيين، إطلاق نار حي بالدبابات والمدفعية والطائرات بدون طيار وأسلحة أخرى ضد أهداف تحمل العلم الإسرائيلي. وقال قادة حوثيون إنهم مستعدون للمشاركة في المعركة ضد الأعداء «الأميركيين والصهاينة»، بحسب التقرير. وكانت الجماعة نفذت مناورة مماثلة في صعدة عام 2015. تحذيرات أميركية وبريطانية وحذّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، من أن بلاده مستعدة لتنفيذ المزيد من الضربات على أهداف للحوثيين في حال استمرار تعرض السفن التجارية والعسكرية للهجوم، مشيرا إلى أن الهجمات الحوثية تساهم في رفع الأسعار بجميع أنحاء العالم. الصين ومصر قلقتان من اتساع رقعة الصراع في المنطقة وقال كاميرون في مقال صحافي نشرته «التلغراف» أمس، إن الضربات التي شنتها القوات الأميركية والبريطانية خلال الأيام الماضية، «ستؤدي إلى حد ما إلى إضعاف قدرات الحوثيين التي تم بناؤها بدعم إيراني». وتابع: «موقفنا الواضح أننا سندافع دائماً عن حرية الملاحة، والأهم من ذلك أننا سنكون مستعدين لدعم الأقوال بالأفعال». وأمس الأول، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه بعث برسالة خاصة لإيران بشأن الحوثيين واستعداده لشن المزيد من الضربات بهدف حماية الملاحة. وفي تصريحات منفصلة نقلت قناة «العربية» السعودية عن الخارجية الأميركية قولها إن الضربات على اليمن لن تكون الاخيرة، معبرة عن استغرابها من موقف الصين «لكونها الأكثر استفادة من حرية الملاحة»، بعد أن صعدت الصين أمس من موقفها الرافض للضربات الأميركية والبريطانية على اليمن. 30% من القدرات وفيما اعتبر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أن الضربات التي شنت ليل الخميس ـ الجمعة غير مؤثرة، كشف مسؤولان أميركيان لـ «نيويورك تايمز» أنه حتى بعد ضرب أكثر من 60 هدفاً بأكثر من 150 ذخيرة موجهة بدقة، فإن تلك الضربات دمرت حوالي 20 إلى 30 في المئة فقط من القدرات الهجومية للمتمردين، ومعظمها يتم تركيبه على منصات متنقلة ويمكن نقله أو إخفاؤه بسهولة. إيران ونصرالله إلى ذلك، حذر مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، من أن أي دولة تشارك في ضرب اليمن قد تعرض نفسها لخطر محتمل، وستكون مصالحها أهدافاً مشروعة لليمنيين. ورأى إيرواني أن الضربات الأميركية ـ البريطانية تمثل خرقاً للقانون الدولية «ويُثبت نجاح ضغوط إسرائيل على واشنطن لجرّها إلى حرب مباشرة». من ناحيته، اعتبر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن «أميركا ستغرق في البحر الأحمر كما غرق فرعون مصر في النيل»، معتبراً أن «هجوم أميركا وبريطانيا على اليمن يظهر محاولة شخص غارق لإنقاذ نفسه من مستنقع حرب غزة الذي صنعه بنفسه». وفي بيروت، شدد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله على أن ضربات لندن وواشنطن على الحوثيين تدمر أمن الملاحة العالمي، لأن هجمات الجماعة اليمنية تستهدف فقط الملاحة المرتبطة بإسرائيل، معتبراً أنه «إذا كان بايدن ومن معه يظنون أن اليمنيين سيتوقفون عن مواجهة الإسرائيليين في البحر الأحمر فهم مخطئون وجاهلون». ووجه نصرالله سهام انتقاداته لمملكة البحرين، التي تستضيف القيادة الأميركية الوسطى «سنتكوم»، وندد بمشاركتها في الضربات على الحوثيين، لافتاً إلى أن «التهديد الأميركي لإيران لن يجدي نفعاً». ودعا نصرالله كل الشعوب العربية إلى دعم «أنصار الله»، مؤكداً «إصابة هدف حساس في حيفا بصاروخ كروز أطلق من العراق رغم تكتم الإسرائيليين». مصر والصين في هذه الأثناء، طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الصيني وانغ يي، بوقف فوري لإطلاق النار بغزة، ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور، وبإقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة. وأعرب الجانبان في بيان مشترك عقب لقاء في القاهرة عن «متابعتهما الحثيثة لتطورات الأوضاع في البحر الأحمر، وأهمية قراءة تلك التطورات ارتباطا بالأوضاع في غزة، باعتبارها مسببا رئيسيا لها». وأكدا «أولوية تأمين سلامة وأمن الملاحة في البحر الأحمر». كما أعربت القاهرة وبكين «عن القلق إزاء اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، مع التشديد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل الوقف الفوري للاعتداءات على غزة، والعمل علي خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار إقليمياً». وقال وانغ خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن الصين تدعو إلى إنهاء الهجمات على السفن المدنية ومضايقتها في البحر الأحمر. ولم يشر وانغ إلى الحوثيين لكنه أكد موقفاً سبق أن أعلنه دبلوماسيون صينيون آخرون هذا الشهر. من ناحيته، أكد السيسي خلال لقاء الوزير الصيني ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة لحماية المدنيين وإغاثتهم، وكذلك نزع فتيل التوتر في المنطقة، وتجنب إذكاء عوامل عدم الاستقرار الإقليمي.

حديث حوثي عن ضربة أميركية في الحديدة وواشنطن تنفي

اليمن يرهن تأمين الملاحة باستعادة مؤسسات الدولة من يد الحوثيين

الشرق الاوسط..عدن: علي ربيع.. بعد هدوء شهده البحر الأحمر، عقب ضربات أميركية وبريطانية على مواقع متفرقة للجماعة الحوثية يومي الجمعة والسبت، قالت وسائل إعلامية موالية لجماعة الحوثي إن موقعا آخر استهدفته ضربة أميركية بريطانية، اليوم الأحد، بالقرب من البحر الأحمر شمال مدينة الحديدة، فيما نفت واشنطن ذلك الهجوم المزعوم.إلى ذلك أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر، رهن باستعادة مؤسسات الدولة المختطفة في بلاده من قبل الجماعة الحوثية، وذلك في أعقاب التصعيد الحوثي الذي أعقبه توجيه ضربات أميركية وبريطانية لأهداف تتبع الجماعة الموالية لإيران. وتوقع مراقبون أن الجماعة الموالية لإيران تحضر لهجمات جديدة، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الأميركي جو بايدن، وتوعد بتكرار الضربات إذا لم يتوقف الحوثيون عن أعمالهم المهددة للملاحة في البحر الأحمر. وكانت الضربات أدت إلى مقتل خمسة مسلحين حوثيين وإصابة ستة آخرين، ووصفت بأنها ضربات تحذيرية تحمل رسائل لإيران المتهمة بتسليح الجماعة الانقلابية ودعمها بالمال والتقنية خدمة لأجندتها في المنطقة. ورأى مسؤولون بريطانيون أن هذه الضربات التي شاركت فيها لندن كانت ضرورية، خاصة بعد أن رفض الحوثيون التحذيرات وشنوا نحو 27 هجوما بالطائرات المسيرة والصواريخ على السفن التجارية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

استعادة المؤسسات

تؤكد الرؤية اليمنية الرسمية أن الحل لحماية الملاحة في البحر الأحمر وبقية المياه الإقليمية لن يكون إلا عبر الشرعية اليمنية واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة من قبل الحوثيين. وهي الرؤية التي أكد عليها رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال لقائه في الرياض، الأحد، بسفيرة المملكة المتحدة، عبدة شريف. وذكر الإعلام اليمني الرسمي أن العليمي أكد أن تأمين حركة التجارة العالمية، واستقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا باستعادة مؤسسات الدولة اليمنية بوصفها الضامن الرئيسي للحفاظ على سيادة اليمن واستقراره، وتنميته، وسلامة أراضيه، وعودته إلى دوره الفاعل في محيطه العربي والدولي، بدلا من جلب مزيد من الدمار والخراب إلى اليمن، ومياهه الإقليمية. من ناحية ثانية، جدد العليمي تمسك مجلس الحكم الذي يقوده والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل، والانفتاح على المبادرات كافة التي من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها «الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني». وأفادت وكالة «سبأ» الحكومية بأن لقاء العليمي مع السفيرة البريطانية تطرق إلى المستجدات المحلية بما في ذلك مساعي الأمم المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة بناء على نتائج الجهود الحميدة للسعودية، والمرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا. وتقول الحكومة اليمنية إن الحوثيين لا علاقة لهم بنصرة فلسطين، وإنهم ينفذون التعليمات الإيرانية، وهي الاتهامات التي أكدها، الأحد، وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك خلال لقائه، في الرياض، مع السفيرة البريطانية. وفي وقت سابق رفضت الحكومة اليمنية هذه الضربات، بشكل غير مباشر، وقالت إنها تتمسك بحقها السيادي في حماية الملاحة في البحر الأحمر، إلا أنها حملت الجماعة الحوثية مسؤولية ما آلت إليه الأمور من عسكرة للمياه الإقليمية اليمنية، كما حملت المجتمع الدولي مسؤولية سياساته التي قادت إلى تمكين الجماعة الحوثية وتعظيم قدرتها العسكرية. ونقل الإعلام الرسمي أن الوزير بن مبارك أوضح للسفيرة البريطانية «أن ميليشيا الحوثي تستغل التعاطف الشعبي مع قضية فلسطين العادلة للقيام بأعمال دعائية ومضللة من خلال استهداف السفن في البحر الأحمر». وألقت الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر بآثارها السلبية على الأوضاع إقليميا ويمنيا، مع عزوف شركات الشحن عن المرور عبر قناة السويس وارتفاع تكلفة الشحن إلى ثلاثة أضعاف للوصول إلى الموانئ اليمنية، وهو الأمر الذي سيزيد من معاناة السكان الذين يعيش نحو 18 مليون منهم على المساعدات الإنسانية الدولية.

تبرير بريطاني وتأهب ألماني

في الوقت الذي صرح فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الضربات التي استهدفت الحوثيين كانت نوعا من الرسائل إلى إيران، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، العملية العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة بأنها كانت «ضرورية ومتناسبة وقانونية»، و«كانت الملاذ الأخير». وقال كاميرون في مقال نشرته «التلغراف» البريطانية، السبت، حول نتائج الضربات: «قطعنا شوطاً في إضعاف قدرات الحوثيين التي تم بناؤها بدعم إيراني. استهدفنا المواقع التي نعرف أن هجماتهم قد شنت منها»، مؤكدا أن بلاده «ستقيم بعناية أثر ما تم إنجازه». وأكد أن لندن مستمرة ضمن تحالف عملية «حارس الازدهار» وقال إن بلاده لم «تتسرع في هذه الضربات، فبالإضافة إلى تجميع ونشر فرقة عمل بحرية، أصدرنا تحذيرا تلو الآخر. وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف الهجمات». وكشف عن أنه تحدث مباشرة إلى وزير خارجية إيران، وأبلغه أن استمرار هجمات الحوثيين ضد الشحن التجاري غير مقبولة على الإطلاق، وأنه «إذا لم يفعلوا ذلك، فسيتعين علينا اتخاذ إجراء». وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أنه في التاسع من يناير (كانون الثاني) أطلق الحوثيون 21 طائرة من دون طيار وصاروخا على السفينة البريطانية دايموند، وعلى سفن تابعة للقوات الأميركية في واحدة من أكبر هجماتهم حتى الآن. وشدّد كاميرون على أن العمل العسكري ضد الحوثيين كان الملاذ الأخير، وقال: «لمدة شهرين تقريبا، تحملنا هذه الهجمات دون الرد مباشرة على الأماكن والأشخاص الذين أتوا منها. هذا لم يمنع استهداف قواتنا، ولم يردع الهجمات على التجار في البحر الأحمر، وبالتالي لم يدافع بشكل فعال عن مبدأ حرية الملاحة». يأتي الوعيد الأميركي بتكرار الضربات ضد الحوثيين والتبرير البريطاني، مع تأهب ألماني لمشاركة محتملة للمساعدة في حماية الملاحة في البحر الأحمر. وقالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ماري - أجنيس شتراك - تسيمرمان، الأحد، إنه من المتوقع أن تشارك ألمانيا في مهمة بحرية للاتحاد الأوروبي لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيقرها وزراء خارجية دول التكتل هذا الشهر. وأضافت أن هدف المهمة سيكون قيام فرقاطات من الاتحاد الأوروبي بتأمين السفن التجارية التي تمر عبر المضيق. وشددت بالقول: «هذا هجوم على التجارة الحرة ويجب مواجهته». ومع تشكيك باحثين يمنيين في الأثر الذي أحدثته هذه الضربات فيما يخص قدرة الجماعة العسكرية على الاستمرار في مهاجمة السفن، وجدت قادة الجماعة في الهجمات فرصة لتحويلها إلى مكاسب على الصعيد الداخلي، واستقطاب مزيد من الأتباع من بوابة مناصرة الفلسطينيين في غزة ومقارعة الدول العظمى في البحر الأحمر. ودفعت هذه التطورات المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان وزعه مكتبه، السبت، للتعبير ببالغ القلق جراء «تزعزع الوضع الإقليمي بشكل متزايد، وإلى التأثير السلبي لذلك على جهود السلام في اليمن، وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة». وحض المبعوث جميع الأطراف المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتقديم المسارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية، داعياً إلى وقف التصعيد. وكانت الجماعة الحوثية، أطلقت ما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس» عقب مقتل 10 من مسلحيها في ضربة أميركية في البحر الأحمر عندما حاولوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) قرصنة إحدى سفن الشحن، وهي أول ضربة موجعة تلقتها الجماعة منذ بدء هجماتها البحرية.

بريطانيا: تقرير عن واقعة تتضمن زورقين بالبحر الأحمر بالقرب من إريتريا

تستغل الجماعة الحوثية المواني اليمنية في الساحل المطل على البحر منطلقاً لهجماتها في البحر الأحمر

لندن: «الشرق الأوسط».. قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريراً اليوم (الأحد) عن واقعة تتضمن زورقين صغيرين على بعد 23 ميلاً بحرياً (43 كيلومتراً) شمال غربي مدينة عصب الساحلية الإريترية على البحر الأحمر، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وفي وقت سابق اليوم، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون من أن المملكة المتحدة مستعدة للتحرك مجدداً ضد المتمردين الحوثيين في اليمن إذا واصلوا هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر. وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تلغراف»، كتب كاميرون: «لقد وجهنا رسالة لا لبس فيها مفادها أن تصرفات الحوثيين مرفوضة، ونحن مصممون على وضع حد لها (...) سندافع دائماً عن حرية الملاحة. وقبل كل شيء، سنكون مستعدين لتنفيذ أقوالنا». وأكد وزير الخارجية أن «إبقاء الممرات البحرية مفتوحة هو مصلحة وطنية حيوية»، على الرغم من انعكاس ذلك على ارتفاع الأسعار «في بريطانيا وفي العالم». ويأتي هذا التصريح في سياق ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حذر من أنه «لن يتردد» باتخاذ «مزيد من الإجراءات» لضمان حرية حركة التجارة الدولية «عند الحاجة». وتصاعدت حدة التوتر في الأشهر الأخيرة في البحر الأحمر مع تنفيذ الحوثيين هجمات استهدفت حركة الملاحة البحرية، تضامناً مع الفلسطينيين، على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة. وفجر الجمعة، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف عسكرية في مناطق خاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين، المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على أجزاء شاسعة من شمال اليمن، مما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي للنزاع في غزة. كما استهدفت ضربات أميركية جديدة فجر السبت موقع رادار للمتمردين اليمنيين في صنعاء. وأكد كاميرون أن هذه الأعمال العسكرية «ساهمت في تقليص قدرات الحوثيين»، مشيراً إلى أن هذه الضربات «ضرورية ومتناسبة وشرعية» و«منفصلة تماماً» عن النزاع في غزة. كما ندد وزير الخارجية بالدور الذي تؤديه إيران، وقال الأحد لقناة «سكاي نيوز» التلفزيونية إنه لا يشك مطلقاً في أن طهران هي «الفاعل الخبيث» الذي يقف وراء «الوكلاء» في المنطقة، في إشارة إلى الحوثيين أو «حماس». وأعرب بعض النواب البريطانيين عن أسفهم لعدم إبلاغ البرلمان قبل توجيه الضربات، ومن المقرر أن يتحدث رئيس الوزراء ريشي سوناك أمام النواب عن هذا الموضوع الاثنين. وقال زعيم حزب «العمال» المعارض كير ستارمر الذي من المتوقع أن يصبح رئيساً للوزراء في الانتخابات المقبلة، لشبكة «بي بي سي»، الأحد، إنه سيؤيد استمراراً محتملاً للغارات الجوية في اليمن «بحسب مدى فاعليتها».

الحوثيون يهربون من أزماتهم الداخلية إلى التصعيد بحرياً

17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي

يتخوف اليمنيون من اشتداد القمع الحوثي عقب الضربات الأميركية

الشرق الاوسط..تعز: محمد ناصر.. فيما يعاني أكثر من 17 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال هذا العام، يعتقد قطاع عريض من السكان في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أن الجماعة تهرب من مواجهة التزاماتها تجاه صرف رواتبهم المقطوعة منذ ثمانية أعوام وتحسين مستوى معيشتهم، بتصعيد هجماتها على السفن في جنوب البحر الأحمر. وكان اليمنيون ينتظرون التوقيع على خريطة الطريق للسلام التي أعلن عنها مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ والتي من ضمن بنودها صرف رواتب الموظفين وفتح الطرقات وما سيترتب على ذلك من تحسن في الأوضاع المعيشية والتخفيف من قاعدة الفقر التي طالت 80 في المائة من السكان.

يعيش اليمنيون وخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين أوضاعا معيشية بائسة (الأمم المتحدة)

غير أن الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن في جنوب البحر الأحمر والرد الأميركي والبريطاني عليها، جاءت لتزيد من مخاوف إفشال جهود السلام، كما اتخذتها الجماعة وسيلة للتهرب من التزاماتها وقمع المطالبين برواتبهم. ومع تزايد حدة التصعيد وتوجيه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على عدد من معسكرات الحوثيين، تراجع صوت احتجاجات المعلمين الذين قادوا انتفاضة المطالبين بصرف رواتبهم، واعتقل قادة ناديهم واتسعت دائرة القمع لتشمل كل من ينتقد إدخال الحوثيين اليمن في أتون صراع دولي لا طائل منه.

بطون خاوية

يؤكد أنيس وهو موظف حكومي في صنعاء أنه من المعيب أن تحدث جائعا عن البطولات والمعجزات الوهمية، لأنه لا قيمة لهذا الخطاب لدى البطون الخاوية، ويقول إنه لا يمكن لأي جهة تحكم أن تدعي تحقيق منجز في مجتمع الجوعى، لأن أهم المنجزات هو تمكينهم وأسرهم من الحصول على الطعام، ويضيف أنه لا مجال لأي شعارات وطنية أو قومية في مجتمع يعيش وسط الجهل والفقر والبطالة وتحاصره الأمراض والأوبئة.

احتجاجات المعلمين أربكت الحوثيين فذهبوا نحو التصعيد في البحر الأحمر (إكس)

ويرى عبد القادر وهو موظف آخر في مناطق سيطرة الحوثيين أن الجماعة ستتخذ من التصعيد في جنوب البحر الأحمر والضربات الأميركية وسيلة لقمع كل من يطالب برواتبه أو تحسين معيشته، أو من ينتقد فساد مسؤوليها، حيث إن تهمة الخيانة والعمالة توجه لكل من لا يتفق مع توجه الحوثيين. ويجزم الرجل أن الجماعة وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة وسيلة للهروب من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بصرف رواتب الموظفين أسوة بمسؤولي الحوثيين ومقاتليهم. ويعتقد الموظف الحكومي أن الإضراب الذي قاده المعلمون والمعلمات للمطالبة بصرف رواتبهم وتضامن النقابات العمالية معهم «حشر سلطة الحوثيين في زاوية ضيقة» بعد أن تبين للناس أنهم ينفقون عائدات الدولة لصالح قادتهم وأعضاء الحكومة التي لا يعترف بها أحد و أعضاء ما يسمى مجلسي النواب والشورى وكذا مقاتليهم، فيما يعيش ثلثا السكان في أوضاع شبيهه بالمجاعة.

تأجيل النقمة

يؤكد الصحافي والمحلل السياسي اليمني غمدان اليوسفي أن هروب الحوثي من التزاماته تجاه الناس الذين يحكمهم بالقوة صوب شماعة إسرائيل «مجرد محاولة لتأجيل النقمة في مناطقه»، ويرى أن تهربه من دفع رواتب الناس وتوفير مستلزمات الحياة للسكان في تلك المناطق الذين أنهكهم بالجبايات والمشرفين اللصوص والسجون والإخفاء القسري والتعذيب حتى الموت، لن يجنبه المواجهة.

يستخدم الحوثيون الضربات الأميركية والبريطانية وسيلة لقمع المطالبين برواتبهم (فيسبوك)

وتوقع اليوسفي أن تعيد الأيام الحوثي إلى مربع الواقع، وتعمده كمسؤول عن موت الناس جوعا وسجنا وقتلا وحصارا. أما الباحث اليمني صادق الوصابي فيرى أن ‫الحوثي سيحول اليمن إلى معسكر كبير، للتجنيد والتجييش والتطييف، ويبين أن حملات التعبئة التي كان يقوم بها لترغيب الأهالي لتجنيد أطفالهم وأبنائهم ستتحول إلى حملات ترهيب لإجبار الأهالي للزج بأبنائهم في الجبهات تحت مبرر «مواجهة العدوان الأميركي والبريطاني»، فيما أعين الحوثي متجهة صوب مأرب وتعز والساحل الغربي وشبوة وغيرها من المحافظات. ووفق ما يراه الوصابي فإن الحوثي سيجعل اليمن، وليس غيره، محرقة كبيرة وسيقحمه في حروب دموية لا طاقة لهم بها، والضحية في الأخير هو الشعب اليمني الذي عانى الويلات من «حماقات» الحوثي التي لا تنتهي. ‏ ويقر القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى بأن تصعيد جماعته في البحر الأحمر سيلحق بهم خسائر مادية وبشرية، ‏ويقول إنهم سيعرضون اليمن للخطر وللقصف، لكنه يبرر ذلك بأنه ليس لديهم طريقة أخرى للقيام بما أسماه واجبهم تجاه فلسطين، من دون أن يلحق بهم أي أضرار، ‏لأن «الشجب والتنديد والإدانة الجوفاء التي لا يرافقها أي تحرك جدي وفاعل، ليست في قواميسهم» بحسب زعمه.

انعدام الغذاء

بحسب بيانات الأمم المتحدة فإن نحو 17.3 مليون شخص في اليمن يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام الحالي وأن أكثر من 227.228 طفلا أدخلوا العام المنتهي إلى مراكز التغذية العلاجية وهم يعانون من الهزال، في حين أن 50 في المائة فقط من المرافق الصحية تعمل، وذلك يترك 20.3 مليون شخص دون الحصول على الرعاية الصحية الكافية.

يموت عشرات الآلاف من الأطفال سنويا بسبب أمراض يمكن الوقاية منها (يونيسيف)

البيانات الأممية أكدت أن اليمن لا يزال عرضة لتفشي الأمراض، إذ إنه وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى سبتمبر (أيلول) 2023، تم الإبلاغ عن 42452 حالة يشتبه بإصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية و514 حالة وفاة مرتبطة بها، بالإضافة إلى 1772 حالة مؤكدة مختبريا. يأتي ذلك، في حين لا يزال الحوثيون يحظرون التطعيمات في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وهو ما تسبب في زيادة التردد في تلقي اللقاح بين السكان. وبحسب بيانات المنظمة الأممية فإن 15.3 مليون شخص يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى المياه وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الآمنة، بما في ذلك 7.8 مليون طفل.

اليمنيون يعزفون عن الدواجن بسبب تدهور القدرة الشرائية

يجني الحوثيون مليون دولار يومياً من رسوم وضرائب الدجاج

يجني الحوثيون ملايين الدولارات شهرياً من الضرائب على قطاع الدواجن

صنعاء: «الشرق الأوسط».. أغلق ملاطف متجره لبيع الدواجن في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، منذ أسبوع، بعد أن تكبّد خسائر مادية جراء ما تشهده السوق المحلية من كساد وتراجع للقدرة الشرائية لدى غالبية السكان؛ بسبب التردي الاقتصادي الذي قاد غالبيتهم إلى الاكتفاء بتوفير الخبز. ويبدي ملاطف، وهو أب لستة أولاد، تخوفه من معاودة فتح محله وشراء كميات من الدواجن كما كانت الحال عليه قبل أشهر؛ خشية تكدسها وعدم إقبال الناس على شرائها، مؤكداً أنه يقوم بتتبع أحوال السوق بشكل يومي؛ عله يجد تحسناً ولو طفيفاً في الحركة، لكن دون جدوى. وتشهد غالبية أسواق الدجاج في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين حالياً ركوداً كبيراً وتراجعاً في حركة البيع؛ بسبب عزوف السكان عن الشراء، مع استمرار تدهور أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وانقطاع الرواتب، وندرة فرص العمل. وشكا تجار دواجن في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استمرار كساد بضائعهم مع عدم قدرتهم على بيعها، مرجعين ذلك إلى أن الناس لا يُقبِلون حالياً على شرائها كما كانوا عليه في السابق؛ نتيجة سوء الأوضاع.

تقليل الكميات

يتحدث أصحاب متاجر لبيع الدجاج عن أن تدني حركة السوق جعلهم يضطرون إلى تقليل كميات الدجاج اليومية التي يتاجرون بها؛ خوفاً من عدم مقدرتهم على بيعها؛ جراء التراجع المستمر للقدرة الشرائية للمواطنين. ولا تقتصر المعاناة تلك على تجار وبائعي لحوم الدجاج، بل تشمل أيضاً ملايين السكان في صنعاء وغيرها ممن أبدوا في السابق، ولا يزالون، عجزهم التام عن توفير اللحوم بمختلف أنواعها لأطفالهم ولو مرة واحدة كل أسبوع. ويتحدث أسامة، وهو موظف تربوي في صنعاء، عن تخليه، مع بقية أفراد عائلته المكونة من 8 أفراد، عن استهلاك لحوم الدجاج وغيرها من لحوم المواشي والأسماك، جراء الأوضاع المادية الحرجة. ويوضح أسامة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه ومعظم السكان في العاصمة المحتلة تخلو موائدهم اليومية من كثير من الأصناف الغذائية، طيلة السنوات العجاف التي مرّت من عُمر الانقلاب والحرب التي أشعلت فتيل نيرانها الجماعةُ الحوثية.

أزمات متلاحقة

يعيش ملايين السكان اليمنيين في المدن تحت سيطرة الجماعة الحوثية أزمات غذائية متلاحقة جراء سياسات الإفقار الحوثية، التي تتمثل في إيقاف رواتب موظفي قطاعات الدولة، وافتعال أزمات المواد الأساسية والضرورية مثل الوقود والغاز والمواد الغذائية التي يتم تحويلها إلى السوق السوداء، التي يديرها قادة وتجار حوثيون. وإضافةً إلى ذلك، هناك الجبايات والضرائب التي يتم فرضها على التجار ورجال الأعمال والشركات والمؤسسات التجارية، التي يتم تعويضها برفع الأسعار، الأمر الذي يؤدي إلى إفقار المواطن، وإضعاف قدرته الشرائية، وإجباره على التخلي عن كثير من المواد الأساسية والخدمات. وكان تقرير أممي سابق أكد أن أسعار الدواجن وبيض المائدة في مناطق سيطرة الحوثيين ارتفعت بشكلٍ كبير؛ نتيجة زيادة الضرائب أخيراً على الدجاج والبيض عند نقاط التفتيش. ووفقاً لـ«شبكة الأمم المتحدة للإنذار المبكر»، فإن ذلك يحد من الوصول إلى مصادر مهمة للبروتين والمواد المغذية لملايين الأسر. كما رصد التقرير الأممي ارتفاع أسعار الماشية في اليمن. وأشار إلى أن استهلاك العاصمة صنعاء فقط من الدواجن الحية والمجمدة يقدّر بنحو مليوني دجاجة حية ومجمدة تدخل يومياً إلى المدينة، في حين يفرض الحوثيون على الدجاجة الواحدة رسوماً بنحو 300 ريال يمني بعد أن كانت بـ10 ريالات حتى عام 2010 (الدولار يساوي نحو 530 ريالاً يمنياً في مناطق سيطرة الحوثيين). ويقدّر التقرير الأممي أن الجماعة تتحصل على ما يعادل مليون دولار يومياً من رسوم وضرائب دخول نحو مليوني دجاجة (حية ومجمدة) إلى العاصمة صنعاء فقط. وكشف نقابيون يمنيون، في صنعاء في وقت سابق، عن أن عائدات الضرائب التي يفرضها الحوثيون على الدجاج في مناطق سيطرتهم تكفي وحدها لتغطية صرف رواتب المعلمين وأساتذة الجامعات وموظفيها. وأوضح النقابيون أنه يتم استهلاك نحو 3 ملايين دجاجة في اليوم الواحد في مناطق سيطرة الحوثيين الذين يحصّلون 300 ريال يمني (نحو نصف دولار) ضريبةً على كل دجاجة، وهو ما يساوي 900 مليون ريال في اليوم الواحد (نحو 1.5 مليون دولار). وذكروا أن ما يتم جمعه من هذه الضريبة خلال الشهر يصل إلى 21 مليار ريال يمني (نحو 40 مليون دولار) في حين أن رواتب قطاع التعليم العام والجامعي بمناطق سيطرة الجماعة لا تزيد على 7 مليارات ريال في الشهر (نحو 13 مليون دولار).



السابق

أخبار وتقارير..عربية..ترقب أردني لاعترافات «الصيد الثمين»..مهربو مخدرات لكشف خفايا الدورين الإيراني والسوري..الأردن وأزمة الحدود مع سوريا..«الصيد الثمين» يكشف حواضن عصابات التهريب محلياً..تركيا تعلن قتل 7 من «المسلحين» الأكراد في شمال سوريا..فصائل مسلحة تهاجم حقل كونيكو بسوريا..وقوات أميركية ترد..العراق: اشتباكات بين «السرايا» و«العصائب»..«تمجيد صدام» يفشل انتخاب رئيس لبرلمان العراق..القوى السنية تبلع طعم فقرة تغيير النظام الداخلي..بارزاني في بغداد يحقق حلاً جزئياً لـ«معضلة» مرتبات موظفي إقليم كردستان..

التالي

أخبار مصر وإفريقيا..ماذا يعني تصعيد الهجمات ضد الحوثيين بالنسبة للاقتصاد المصري؟..السيسي يدعو لتجنب «إذكاء عوامل عدم الاستقرار الإقليمي»..مصر والصين تؤكدان رفضهما التهجير القسري للفلسطينيين..«السيادة» السوداني يؤكد أهمية لقاء البرهان وحميدتي..البرهان يقول إنه ملتزم بـ«الفترة الانتقالية» في السودان..صالح يبحث سبل التوصل لتوافق سياسي مع أعضاء بـ«الدولة» الليبي..المعارضة التونسية تدعو لانتخابات لا تخضع لشروط سعيّد..تونس..احتفالات مشتتة بالذكرى 13 لتنحي بن علي..حزب جزائري يرفض اهتمام السفيرة الأميركية بـ«رئاسية» 2024..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,580,350

عدد الزوار: 7,638,469

المتواجدون الآن: 1