أخبار لبنان..إستنفار لبناني للتصدي للحملة المشبوهة ضد مطار بيروت..تفاصيل مقترح أميركي لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله..فصائل مدعومة من إيران تلوّح باستعدادها للقتال في جنوب لبنان..لبنان يعدّ خطة صحيّة واجتماعية لمواجهة احتمالات الحرب..إعلام بريطاني: حزب الله يخزن كميات من الأسلحة والصواريخ الإيرانية بمطار بيروت..«حزب الله» يستخدم مطار بيروت منذ سنوات لنقل الأسلحة ما قد يجعله هدفا لإسرائيل..اهتمام فاتيكاني متزايد بلبنان: رسائل للمسيحيين بلا خارطة طريق..الراعي: عدم انتخاب رئيس للبنان خطأ وطني..أميركا تريد فرض «ستارلينك» بالقوة..ماذا أعدّت المقاومة لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟..

تاريخ الإضافة الإثنين 24 حزيران 2024 - 4:18 ص    عدد الزيارات 383    التعليقات 0    القسم محلية

        


إستنفار لبناني للتصدي للحملة المشبوهة ضد مطار بيروت..

الموفد البابوي في بيروت بمهمة سياسية - كهنوتية.. وتبدُّل في تكتيك المقاومة بإستهداف المواقع..

اللواء...عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، يشهد مطار رفيق الحريري الدولي، الذي كان عرضة لحملة إشاعات بالغة الخطورة اثار فيها اتحاد النقل الجوي في لبنان تحريضاً مشبوهاً على قتل اللبنانيين حدثاً فريداً من نوعه، في خضم تصاعد التحضيرات والحملات المعادية للبنان، والتي تنخرط فيها دوائر اعلامية من النوع الاصفر، أو من جماعة «الدعاية السوداء، وأمنية على مستوى دولي. إذ يتجول وزير الاشغال العامة، برفقة وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية، وسفراء الدول العاملة في لبنان، لا سيما سفراء الاتحاد الاوروبي، وكندا واستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، بهدف الاطلاع على المواقع المختلفة على أرض المطار، دحضاً للتحريض والافتراءات التي ساقتها صحيفة بريطانية، قرر لبنان، بشخص الوزير حمية، وبعد التشاور مع رئيس الحكومة، إقامة دعوى قضائية عليها في لندن أو أي مكان يتفق عليه. وكشفت مصادر سياسية لـ «اللواء» أنه يتم التداول عن تحرك رسمي مضاد في اتجاه مواجهة ما يعرف بالحرب النفسية حيال ملف الجنوب مع العلم أن ذلك يتطلب ترجمة، ورأت أن وزير الإعلام تحرك بالنسبة إلى الاخبار عن مغادرة رعايا لبنان، وكذلك بالنسبة إلى وزير الأشغال العامة الذي سارع إلى نفي وجود أسلحة في مطار رفيق الحريري الدولي وقرر رفع دعوى ضد صحيفة التليغراف، معلنة أن سلسلة مواقف يفترض أن يعكسها عدد من المسؤولين حيال ما سجل مؤخرا في هذا الموضوع. وثاني هذه التطورات، بعد ساعات من لجوء الفريق المحرِّض على إلحاق الأذى بالاستقرار اللبناني إلى إطلاق حفلة من الاشاعات الكاذبة،سواء حول موعد بدء «الحرب المفتوحة» على لبنان، أو لجوء الدول ذات التأثير بالطلب من رعاياها مغادرة بيروت أو الكذب بأن كندا سترسل فريقاً عسكرياً لإجلاء 45 أو 48 من رعايا هذا البلد عن لبنان، الامر الذي كذبته كندا لاحقاً.. وقال حمية في مؤتمره الصحفي في المطار يعرض تشويش اسرائيل وحملة تشويه»، ولاحقاً مقال «التليغراف» بأنه سخيف ، داعياً إدارتها لمراجعة وزارة النقل البريطانية أضاف: لطالما كان المطار هدفاً للعدو الاسرائيلي، وكل ما كتب في التليغراف غير صحيح، وليس هناك أي سلاح يدخل أو يخرج عبر المطار. ولفت الاتحاد الدولي للنقل الجوي «الذي نقلت التليغراف اقتباساً» منسوباً إلى مصدر فيه لم يذكر اسمه، أن «هذا الاقتباس عار من الصحة.. وبعد التواصل حذفت الصحيفة «اسم الاتحاد، وأبقت على التقرير، مؤكداً أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي لم ولن يعلق على الوضع في مطار بيروت، ولا يتدخل بالوضع السياسي أو الامني في لبنان. وكانت صحيفة تليغراف أشاعت أن حزب الله يخزن كمية من الاسلحة والصواريخ والمتفجرات الايرانية في مطار بيروت. وذكرت تليغراف: مخازن حزب الله تحتوي على صواريخ فلق غير الموجهة المصنوعة في ايران، وصواريخ فاتح – 110 قصيرة المدى، وصواريخ باليستية منقولة على الطريق وصواريخ 4600 بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 ميل.. وجاء مقال «التليغراف» بعدما نشر حزب الله فيديو جديد يتضمن صورة جديدة لمناطق حساسة داخل اسرائيل..

أمين سر دولة الفاتيكان

وفي اطار الزيارات الدولية للبنان، وللمرة الاولى، وصل إلى بيروت ظهر أمس أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، في زيارة لعدة أيام، مشيراً لدى وصوله أن الازمة الاقتصادية تؤثر على الفقراء، وأن الازمة السياسية والمؤسساتية انتخاب رئيس جديد للجمهورية كاشفاً عن عزمه على المساعدة، محاولاً اسقاط عامل عدم التوفيق في ذلك. واستقبله في المطار وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، قبل أن ينتقل الزائر الفاتيكاني إلى مقر السفارة البابوية في حاريصا، ومن هناك باشر لقاءاته مع الشخصيات الدينية والحزبية والنيابية. وتشمل لقاءات بارولين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ورؤساء الكنائس المسيحية، مع العلم أن طابع الزيارة هو ترؤس القداس السنوي لمنظمة فرسان مالطا.

نتنياهو: الشمال بعد رفح

على صعيد التهديدات المعادية ضد لبنان والجنوب، وفي وقت، اعتبر فيه منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف دوريل أن احتمال الحرب في جنوب لبنان هو جدّي، محذراً من وصولها، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو بعد الانتهاء من عملية رفح ستنتقل قواتنا نحو الحدود الشمالية، مشيراً إلى أنه ليس على استعداد لابقاء الوضع على حاله في الشمال، وتجري استعداداتنا، لكن لا يمكنني الخوض في تفاصيل خططنا. وعشية وصول وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن، وجهت السفارة الاسرائيلية في الولايات المتحدة رسالة إلى ادارة الرئيس جو بايدن، تضمنت: «لا تخطئوا ونحن لن نسمح لحزب الله بأن يمارس القتل على الشعب الاسرائيلي».

جنبلاط يكشف

وكشف النائب السابق وليد جنبلاط من الاردن أن الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني يجرون اتصالات لوقف النار في غزة، وعندها تتوقف جهة لبنان، ونقل المخاطر من حرب اسرائيلية شاملة على الجنوب.

الراعي لمنع سقوط النظام التوافقي

رئاسياً، أوضحت مصادر سياسية أن قلق الرئاسة يحضر في كلام البطريرك الراعي بشكل دائم ، في حين ان الحراك لم يأتِ بثماره، على الرغم من مبادرات الكتل النيابية. ودعا البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي النواب إلى ملء الشغور الرئاسي، لئلا يسقط النظام التوافقي في لبنان. وفي المواقف، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن في لبنان أناس لئام، ونصر عليهم ونريد لهم أن يرتقوا إلى مصاف الناس الشرفاء. في اليوميات، بدءاً من اليوم، تجري الامتحانات الرسمية على مستوى شهادات الامتياز الفني، على أن تليها باقي الشهادات الرسمية، في تحدٍ بالغ الاهمية، وسط الظروف المعقدة والخطيرة التي يعيشها لبنان.

الوضع الميداني

على الصعيد الميداني، لاحظ متابعون تغييراً في التكتيك العسكر للمقاومة ، سواء عبر انتقاء ضرب المواقع أو الاسلحة المستخدمة، وهذا ما ظهر أمس في ضرب المطلة وصفد. وجاءت ضربات حزب الله رداً على اغتيال القيادي في الجماعة الاسلامية أيمن غطمة. واعترف جيش الاحتلال الاسرائيلي بإصابة جندي بجروح خطيرة في القصف الذي استهدف كريات شمونة، وقصف حزب الله بالمسيَّرات الانقضاضية ثكنة بيت هلل ومقر قيادة الفرقة أو شمال شرق صفد. وبعيد السابعة قصف حزب الله موقع رويسة القرن في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية. ولم يهدأ الطيران الاستطلاعي من التحليق فوق مدن وقرى الجنوب، من صور إلى العباسية ودير قانون النهر وطورا وساحل الجنوب وصولاً إلى نهر الليطاني. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان 5 إصابات وقعت من جراء نيران مضادرة للدروع أطلقت من لبنان على أحد المنازل، وصفت احداها بالخطيرة.

تفاصيل مقترح أميركي لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

شهدت الأيام الماضية تصعيداً للاشتباكات بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي، تخللتها عمليات اغتيال لقياديين بارزين في الميليشيا

العربية.نت.. كشفت صحيفة "ذا هيل" عن عرض قدمته الولايات المتحدة الأميركية، تضمَّن حلاً دبلوماسياً لوقف التصعيد بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، يتمثل بإنشاء منطقة عازلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ورجحت الصحيفة ألا يقبل الطرفان بهذا الحل، مرجحة استمرار عدم نجاح الجهود الأميركية في احتواء الأزمة المتصاعدة بين الطرفين لعدة اعتبارات. وقالت إن الأمور تتجه لحرب شاملة بين الطرفين، لاسيما أن ميليشيا حزب الله تربط بين هجماتها اليومية على الشمال الإسرائيلي بالعمليات العسكرية الدائرة في قطاع غزة. وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فإن ذلك لن ينعكس على جبهة جنوب لبنان، إذ لدى إسرائيل قناعة راسخة، بأن ميليشيا حزب الله تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل ولسكانها في الشمال. ورأت الصحيفة في اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل إجهاضًا للمساعي الأميركية إلى التهدئة، حيث ستفقد واشنطن نفوذها للوساطة، كما حدث عندما أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي قُدمًا في عملياته العسكرية في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة على لسان آشر كوفمان، مدير معهد كروك لدراسات السلام الدولي بجامعة نوتردام، قوله، إن الولايات المتحدة وإسرائيل في مأزق لأن مهمة حزب الله ما زالت كما هي منذ تأسيسه تدمير إسرائيل. وأضاف: "مهما كان الأمر، سيكون اتفاقًا مؤقتًا مع حزب الله، لأن الاستراتيجية طويلة المدى لحزب الله وإيران تظل كما هي". "لن يتغير شيء في هذا الصدد." وأوضح كوفمان أنه لكي ينجح المسار الدبلوماسي، على الأقل مؤقتًا، سيحتاج حزب الله إلى بعض الحوافز، مثل خط حدود متفق عليه. وشهدت الأيام الماضية تصعيدًا للاشتباكات بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي، تخللتها عمليات اغتيال لقياديين بارزين في الميليشيا، وقصف استهدف مناطق عسكرية ومدنية في شمال إسرائيل. واستهدفت ميليشيا حزب الله اللبناني، الأحد، موقعًا عسكريًّا في شمال إسرائيل ردًّا على اغتيال قيادي من الجماعة الإسلامية في شرق البلاد. جاء ذلك بعد ساعات من نشر الحزب مقطعًا مصورًا يحدد مواقع في إسرائيل مع إحداثياتها، وسط خشية من اتساع نطاق التصعيد بين الطرفين على وقع التهديدات المتبادلة، وفق "فرانس برس". وكانت الجماعة الإسلامية، الفصيل المقرب من حركة حماس، نعت، السبت، في بيان مقتل أيمن غطمة في بلدة الخيارة في البقاع الغربي. وأكدت إسرائيل تنفيذها الضربة، وقالت إن المستهدَف كان مسؤولًا عن إمداد حماس بالأسلحة في المنطقة.

فصائل مدعومة من إيران تلوّح باستعدادها للقتال في جنوب لبنان

«حزب الله» يطلق مسيّرات باتجاه شمال إسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط».. لوّحت فصائل عسكرية مدعومة من إيران، باستعدادها للمشاركة في المعركة الدائرة في جنوب لبنان بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وسط تصعيد في الجنوب، ومسيّرات انقضاضية أطلقها الحزب باتجاه موقع عسكري في صفد، رداً على اغتيال قيادي في «الجماعة الإسلامية». وقال مسؤولون من فصائل مدعومة من إيران ومحللون لـ«أ.ب» إن آلاف المقاتلين من الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط على استعداد للقدوم إلى لبنان للانضمام إلى «حزب الله» في معركته ضد إسرائيل إذا تصاعد الصراع المحتدم إلى حرب شاملة. وينتشر بالفعل الآلاف من هؤلاء المقاتلين في سوريا، ويمكنهم التسلل بسهولة عبر الحدود التي يسهل اختراقها، وفق ما أفادت به الوكالة. ونقلت عن مسؤول في جماعة عراقية مدعومة من إيران في بغداد: «سنقاتل جنباً إلى جنب مع (حزب الله)» إذا اندلعت حرب شاملة. وقال المسؤول، إلى جانب مسؤول آخر من العراق: «إن بعض المستشارين العراقيين موجودون بالفعل في لبنان». وفي السياق ذاته، قال مسؤول في جماعة لبنانية مدعومة من إيران: «إن مقاتلين من ميليشيا (الحشد الشعبي) العراقية، و(لواء فاطميون) الأفغاني، و(لواء زينبيون) الباكستاني، و(جماعة الحوثي)، يمكن أن يأتوا إلى لبنان للمشاركة في الحرب».

«إلى من يهمه الأمر»

وجاء التقرير بعد ساعات على بثّ الحزب في وقت متأخر، السبت، شريط فيديو حمل عنوان «إلى من يهمه الأمر»، ويتضمن تحديد مواقع عدة في إسرائيل، مورداً إحداثياتها من دون تسميتها. ويظهر فيه مقتطف من الخطاب الأخير لأمين عام الحزب وهو يقول «إذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد». وتبنّى «حزب الله»، الأحد، إطلاق دفعتين من المسيّرات المفخخة باتجاه إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراضه «هدفاً جوياً مشبوهاً في الجليل الأسفل»، بعدما دوّت صافرات الإنذار في مسغاف؛ إذ يوجد مجمع للصناعات العسكرية (رفائيل). وقال الحزب في بيان: «إننا نفذنا هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة (كتيبة السهل) في ثكنة (بيت هلل)، ‏مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها إصابة مباشرة، وأوقعتهم بين قتيل ‏وجريح»، وذلك «رداً على ‏الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة الخيارة»، في إشارة إلى اغتيال قيادي في «الجماعة الإسلامية»، السبت في شرق لبنان. وبعد الظهر، تحدث تقرير إسرائيلي عن انفجار مسيّرة في أييلت هشاحر بالجليل. وقالت سلطة الإطفاء في الشمال إنها: «تعاملت مع 3 مواقع اندلعت فيها النيران عقب دوي صافرات الإنذار»، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي عن «إصابة جندي بجراح خطيرة إثر انفجار طائرة مسيّرة في الشمال». وقال الحزب في بيان، إن مقاتليه «شنوا هجوماً جوياً ‏بِسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة تابع للفرقة (91) في أييلت هشاحر (شمال شرق صفد)، ‏مُستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها إصابة مباشرة وأوقعتهم بين قتيلٍ وجريح»، رداً على اغتيال القيادي في «الجماعة الإسلامية». ويبعد مقر القيادة 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية، وهو موقع مستحدث، جرى الانتقال إليه بعدما تعرضت ثكنة «برانيت» التي كانت المقر الرئيسي لقيادة «فرقة الجليل 91»، لهجمات بصواريخ «البركان» في وقت سابق. في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجيش الإسرائيلي «هاجم مسلحي (حزب الله) وبنى تحتية له». وقال إن طائرات حربية أغارت، ليل السبت، على مبنى عسكري لـ«حزب الله» في كفركلا وموقع استطلاع آخر للحزب. كما استهدفت خلية مسلحين في منطقة الطيبة. وأضاف: «متابعة للإنذارات خشية تسلل قطعة جوية معادية شمال البلاد، فقد اخترقت مسيرة من لبنان، وسقطت في منطقة بيت هيلل دون وقوع إصابات. وخلال الحادث أطلق صاروخ اعتراض نحو المسيرة، وجرى تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض». في غضون ذلك، أعلن رئيس بلدة «المطلة» لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن 3 منازل تضررت، السبت، وأُحرق شارع كامل، جراء صواريخ «حزب الله»، مشيراً إلى أنه «خلال الأشهر الثمانية الماضية لحقت أضرار بـ40 في المائة من المنازل، واحترق ما يقرب 200».

لبنان يعدّ خطة صحيّة واجتماعية لمواجهة احتمالات الحرب

تشمل إجراءات طوارئ صحية ومراكز لإيواء النازحين

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. لم تبدّد الجهود السياسية والدبلوماسية اللبنانية الهادفة إلى احتواء التصعيد على جبهة جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيلي، القلق من اندلاع حرب واسعة في أي لحظة، وهو ما استدعى تحرك وزارات لبنانية معنية لمواجهة خطرها. وكشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن وزارته «أطلقت خطة طوارئ الحرب، ورفعت الجاهزية الصحية لدى طواقمها الطبية»، بينما وضعت وزارة الشؤون الاجتماعية عدداً من السيناريوهات للمواجهة وللتخفيف من نتائج الحرب إذا ما وقعت.

خطة طوارئ صحية

وكان الأبيض قال قبل أيام: «لدينا مخزون أدوية يكفي 4 أشهر، كما عالجنا نقاط الضعف في مصادر الطاقة، كالمحروقات والكهرباء والإنترنت، إضافة إلى تدريب الكوادر على ظروف الحرب، ونتوقع نزوحاً داخلياً لمئات الآلاف». وأوضح مصدر في وزارة الصحة أن «الخطة تأتي في سياق العمل الاستباقي للحرب، حتى لا نتفاجأ بها كما حدث في عام 2006». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير «أشرف مع المسؤولين في الوزارة على خطّة المواجهة التي وضعت منذ أشهر، ويجري تحديثها بشكل دائم، كما تعقد لقاءات مع المؤسسات الدولية لدعم الوزارة، وهو يلقى تجاوباً بهذا الأمر»، مشيراً إلى أن «خطة الطوارئ ليست نتيجة ورود معلومات بحتمية وقوع الحرب، لكن المسؤولية تفرض على وزارة الصحّة وكل الوزارات والإدارات الرسميّة أن تتحسّب لأي مفاجأة». وقال المصدر إن وزارة الصحة «تعمل على تجهيز المستشفيات الحكومية، خصوصاً أقسام الطوارئ وغرف العمليات، والتنسيق مع المستشفيات الخاصة للغاية نفسها، وتدرس الأماكن الملائمة لمستشفيات ميدانية قادرة على التعاطي مع الحالات الطارئة، وتقديم الإسعافات السريعة للمصابين، وتعمل على تجهيز فرق الإسعاف التي يفترض أن توجد على الأرض على مدار الساعة».

مراكز لإيواء النازحين

وما تخشاه وزارة الصحة تتحسّب له بقية الوزارات المعنية مباشرة بالأمر، إذ أكد وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجّار أن وزارته «تعمل منذ اليوم الأول للأحداث في الجنوب مع النازحين ومع القرى الصامدة الموجودة على خط المواجهة». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الشؤون الاجتماعية «أطلقت مبادرات، ووضعنا عدداً من السيناريوهات للمواجهة، وللتخفيف من نتائج الحرب إذا ما وقعت، لا سمح الله، مستفيدين من تجربة حرب عام 2006، ومن مأساة انفجار مرفأ بيروت». وقال حجار: «أنا موجود في الجنوب منذ 3 أيام لمواكبة الوضع، ونتمنّى ألّا يحدث شيء، لكن الأوضاع دقيقة للغاية». وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية أنه بالاستناد إلى التجارب السابقة «جرى تحديث الخطط، واستنفرنا الفرق الخاصة بإدارة الكوارث التي وضعت في حالة تأهب قصوى». وكشف عن «استحداث مراكز إيواء لآلاف العائلات في المدن الكبرى في الجنوب وبيروت، وصولاً إلى الشمال والبقاع، وآلية إيصال المساعدات إليها». وعمّا إذا كانت الخطة نتيجة تلقي معلومات أو تحذيرات بحتميّة الحرب، لفت الوزير حجار إلى أن «لا شيء محسوماً بحتميّة الحرب، ولا ضمانات بمنع نشوبها، لكنّ التجارب مع العدو تستدعي الحذر، ولا شكّ أن الوضع معقد». وأضاف: «منذ بداية الحرب على غزّة، ونحن نراقب الوضع الإنساني والاجتماعي هناك، لأخذ العبرة منها والتعامل مع أي وضع مشابه في لبنان، لا سمح الله، لكن الواقع يقول إن دولاً كبرى عجزت عن التعامل مع الوضع الإنساني في غزّة، وهذا يعني أنه في حال الحرب لا يمكننا أن نطفئ الحرائق، فكيف بالتصدي لها؟».

مساعدات غذائية وأدوية

من جهته، أكد رئيس الهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد الخير، لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة «على جاهزيّة تامة لمواكبة أي تطور». وأشار إلى أن دور الهيئة «يركز على تقديم المساعدات الغذائية والفرش والأمتعة للمهجرين، كما يحدث الآن مع النازحين من الجنوب»، لافتاً إلى أن «الهيئة تؤمن المساعدات من خلال ميزانيتها السنوية وإن كانت متواضعة، كما تتلقى مساعدات هي عبارة عن أدوية تسلمها لوزارة الصحة أو المستشفيات الحكومية التي تعمل تحت سلطة الوزارة»، رافضاً الكشف عن مراكز الإيواء المستحدثة أو مراكز تخزين المساعدات «لأسباب أمنية، وحتى لا تكون عرضة للاستهداف من العدو».

إعلام بريطاني: حزب الله يخزن كميات من الأسلحة والصواريخ الإيرانية بمطار بيروت

صحيفة "ذا تيليغراف": مخزن أسلحة حزب الله بمطار بيروت به صواريخ "فاتح" و"فلق".. ووفيق صفا القيادي الكبير بحزب الله يأتي دائما للجمارك بمطار بيروت

العربية.نت.. قالت صحيفة "ذا تليغراف" The Telegraph، في تقرير الأحد، إن حزب الله اللبناني يخزن كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ الإيرانية بمطار بيروت. وأضافت الصحيفة أن مخزن أسلحة حزب الله بمطار بيروت به صواريخ قصيرة المدى، مشيرة إلى أن صناديق كبيرة غامضة تصل على متن رحلات جوية من إيران لمطار بيروت. وقالت الصحيفة إن مخزن أسلحة حزب الله بمطار بيروت به صواريخ "فاتح" و"فلق"، مشيرة إلى أن وفيق صفا القيادي الكبير بحزب الله يأتي دائما للجمارك بمطار بيروت. الصحيفة البريطانية أكدت أن حزب الله يستخدم مطار بيروت منذ سنوات لنقل الأسلحة ما قد يجعله هدفا لإسرائيل. ونقلت "ذا تليغراف" عن الاتحاد الدولي للنقل القول: "نعلم منذ سنوات بتخزين حزب الله الأسلحة بمطار بيروت.. نريد إغلاق مطار بيروت وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات". كما نقلت الصحيفة عن موظفين بمطار بيروت القول إن "عناصر من حزب الله يمنعوننا من فحص الصناديق من إيران". هذا ووسط خشية من اتساع نطاق التصعيد بين الطرفين على وقع التهديدات المتبادلة، أعلن حزب الله، اليوم الأحد، أنه استهدف موقعاً عسكرياً في شمال إسرائيل "رداً على اغتيال" قيادي من الجماعة الإسلامية في شرق لبنان، بعد ساعات من نشره مقطعاً مصوراً يحدد مواقع عسكرية وحيوية في إسرائيل مع إحداثياتها. وكانت الجماعة الإسلامية، الفصيل المقرب من حركة حماس، نعت السبت "أيمن غطمة الذي قتل بغارة إسرائيلية في بلدة الخيارة في البقاع الغربي. وأكدت إسرائيل تنفيذها الضربة، وقالت إن المستهدف كان مسؤولاً عن إمداد فصيله وحماس بالأسلحة في المنطقة". وقال حزب الله، الأحد، إن مقاتليه شنّوا "هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة" عسكري في ثكنة بيت هلل، مستهدفين "أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها"، وذلك "رداً على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة الخيارة".

«التليغراف» عن «اياتا»: نريد إغلاق مطار بيروت وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات التي يخزنها «حزب الله»

- «حزب الله» يستخدم مطار بيروت منذ سنوات لنقل الأسلحة ما قد يجعله هدفا لإسرائيل

الراي..ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية أن «حزب الله» يخزن كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ الإيرانية في مطار بيروت، وأن مخزن أسلحة حزب الله بمطار بيروت به صواريخ «فاتح» و«فلق». ونقلت «العربية» عن الصحيفة أن «صناديق كبيرة غامضة تصل على متن رحلات جوية من إيران لمطار بيروت، وأن حزب الله يستخدم مطار بيروت منذ سنوات لنقل الأسلحة ما قد يجعله هدفا لإسرائيل». وأضافت «التليغراف» نقلاً عن مصدر في الاتحاد الدولي للنقل (اياتا) قول «نعلم منذ سنوات بتخزين حزب الله الأسلحة بمطار بيروت، ونريد إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات». وأشارت إلى أن موظفين في مطار بيروت أفادوا أن «عناصر من حزب الله يمنعوننا من فحص الصناديق من إيران»....

«إياتا»: الاقتباس الوارد في «التليغراف» بشأن مطار بيروت منسوباً إلينا عارٍ من الصحة

- لا نتدخل بالوضع السياسي أو الأمني في لبنان ولا نعلّق عليه

الراي..أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أن الاقتباس الوارد في تقرير منشور في صحيفة التليغراف البريطانية اليوم الأحد، منسوباً إلى مصدر لم يتم ذكر اسمه في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عارٍ من الصحة. وأوضح الاتحاد أنه لم ولن يعلّق على الوضع في مطار بيروت وأنه لا يتدخل بالوضع السياسي أو الأمني في لبنان ولا يعلّق عليه. وأضاف: «لقد تواصلنا مع صحيفة التليغراف لتصحيح هذا الخطأ، واستجابت الصحيفة وجرى تحديث التقرير، وتم حذف اسم الاتحاد الدولي للنقل الجوي من التقرير»...

دعا السفراء ووسائل الإعلام لجولة ميدانية صباح غد

الراي..وزير النقل اللبناني: ما كُتب في «التليغراف» عن تهريب السلاح عبر مطار بيروت غير صحيح.. وسنقاضي الصحيفة.... أكد وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية أن كل ما كتب في صحيفة التليغراف عن مطار بيروت غير صحيح، نافيا تهريب السلاح عبر المطار. وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي أن بيروت في طور إعداد دعوى قضائية ضد الصحيفة «لأن بيانها يشوه سمعة المطار». ودعا حمية السفراء وكل وسائل الإعلام لجولة ميدانية في كل مرافق مطار رفيق الحريري صباح غد.

اهتمام فاتيكاني متزايد بلبنان: رسائل للمسيحيين بلا خارطة طريق

الاخبار..غسان سعود ... لم يكد الأب ميشال جلخ يلتحق بوظيفته الجديدة كأمين سر لدائرة الكنائس الشرقية في الفاتيكان، وهو الموقع الأعلى في التراتبية الإدارية من جميع بطاركة الكنائس الكاثوليكية في الشرق، حتى بدأت السفارة البابوية في بيروت حجز مواعيد لأمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين (الرجل الثاني بعد البابا، والأول في الدور والوظيفة السياسييْن بوصفه رئيس السلطة التنفيذية و«مدير العلاقات الخارجية») الذي أعلن، منذ الأول لتعيين البابا فرنسيس له سكرتيراً للدولة 2013، أن هدفه «تغيير علاقات الكنيسة» و«تجديد جميع هياكل الكنيسة بما في ذلك بلاط البابوية والدبلوماسية الكنسية».زيارة بارولين التي بدأت أمس وتستمر ثلاثة أيام، تحمل بحسب مطّلعين رسائل عدة:

أولاها، إصرار الفاتيكان على القول إنه موجود في لبنان، كما كان هدف زيارات جان إيف لودريان وعلي باقري كني وعاموس هوكشتين، إذ لم يكد رئيس دائرة كنائس الشرق الأوسط في الفاتيكان لاوديو غودجيروتي يغادر لبنان حتى وصل أمين سر الفاتيكان. وإذا كان المسؤولون الفاتيكانيون اعتادوا المرور بلبنان في سياق زياراتهم للمنطقة، إلا أن بارولين يحصر زيارته بلبنان، مع تسريب مراجع فاتيكانية في روما، في الأيام الماضية، بأن الكرسي الرسولي أبلغ الأميركيين بحزم بوجوب منع إسرائيل من توسيع الحرب لأن المنطقة وأهلها لا يتحمّلون مزيداً من الحروب، فيما لا ينفك بارولين يكرر الحديث عن «استعداد البابا لعمل جدي من أجل تسوية شرق أوسطية تقوم على حلّ الدولتين».

ثانيتها، تجاوز الكرسي الرسولي المنظمات والرهبانيات التي تخصص ميزانيات ضخمة للعمل الاجتماعي والتربوي والاستشفائي، وتدير مدارس ومستشفيات وتوظّف الآلاف، لتكريم جمعية فرسان مالطا التي تسجل إنجازات جدية في المشاريع الاستشفائية (والزراعية أخيراً)، رغم أن ميزانيتها (نحو 20 مليون دولار سنوياً) وعدد موظفيها (أكثر من 600) لا يُقارنان بجمعيات كاثوليكية أخرى، وهو ما يجعل تخصيص الجمعية بتكريم على هذا المستوى أمراً لافتاً. ورغم أن تعيين جلخ شيء وتكريم بارولين لفرسان مالطا شيء آخر، يبدو السياق الأساسي للأحداث واحداً: مع تركيز الكرسي الرسولي على «التغيير والتجديد» داخل المؤسسات الكاثوليكية وفي علاقتها مع الكرسي الرسولي لتصبح علاقة مؤسسية لا علاقة أفراد واتصالات جانبية، يعطي بارولين فرسان مالطا الشرعية الرسمية التي تفتقدها بوصفها الذراع الاجتماعية - الخدماتية المباشرة للكرسي الرسولي في الشرق، ويؤكد على أن هذا النمط من الانفتاح والعمل في جميع المناطق والمناطق المنسية والبعيدة خصوصاً هو أكثر ما يريده الكرسي الرسولي، وأن المستوصف الصغير الذي لا يبغي الربح ويفتح أبوابه للجميع أهم من المستشفيات الضخمة التي تبغي الربح ولا تستقبل الفقراء.

ثالثتها، قدوم بارولين لزيارة الموظفين والمتطوعين في المستوصف ومركز رعاية المعوقين يؤكد رهان الفاتيكان على الأفعال أكثر من الأقوال، وعلى من يحاولون أن يفعلوا شيئاً أياً كان حجمه بدل البكاء المتواصل على الأطلال. رغم إلحاح البعض في طلب مواعيد مع الزائر الفاتيكاني، حاولت السفارة البابوية الاكتفاء بالزيارات البروتوكولية الضرورية، وتخصيص اليوم للقاء أكبر عدد ممكن من رجال الدين، مسيحيين ومسلمين، مع رغبة السفارة بأن تتطور هذه اللقاءات إلى ورش عمل بدل أن تنتهي بالتقاط الصور، فيما يخصص الثلاثاء لزيارة منشآت اجتماعية والصلاة مع المتطوّعين. الرسالة الرابعة التي يُفترض أن يكرر بارولين الحديث عنها في خطابه هي تجاوز عقبة تقاذف المسؤوليات وتبرير الفشل والعناد نحو الانخراط على المستويين الكنسي والسياسي في «التغيير والتجديد» اللذين لم يملّ بارولين من الحديث عنهما منذ تعيينه في منصبه قبل أكثر من عشر سنوات. وإذا كان بارولين قد التقى بعيداً عن الإعلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال زيارته الأخيرة لروما قبل بضعة أسابيع، وخرج من الاجتماع بتصور إيجابي، فإن المقرّبين من أمين سر الفاتيكان يقولون إن المطلوب من جميع القيادات براغماتية تعترف بالواقع وتأخذ المتغيّرات في الاعتبار، لتبني مواقفها بكل ما يستلزم التغيير والتجديد من شجاعة. وخلافاً لما شاع عن سعي الزائر البابوي لجمع القيادات المسيحية عموماً ورئيسَي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية خصوصاً، أكّد مصدر لبناني مطّلع في الفاتيكان أن موقفَي باسيل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل معروفان لجهة الترحيب، فيما الموقف القديم - الجديد لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع معروف أيضاً لجهة الإصرار على الأُحادية المسيحية، وهو لن يعطي - على الأغلب - بارولين ما لم يعطه للبطريرك بشارة الراعي. ومع ذلك فإن احتمال «الخلوة الروحية» الأربعاء بمن حضر في السفارة البابوية وبمشاركة الراعي، أمر وارد جداً، في ظل حرص فاتيكاني أيضاً على عدم إظهار بارولين بمظهر من نجح حيث فشل الراعي، مع تأكيد مقرّبين من بكركي أن هدف البطريرك هو النتيجة وليس الوسيلة، وأنه هو من اقترح عقد اللقاء، وليس لديه أي تحفظ أو مأخذ. ويؤكد مصدر فاتيكاني أن رياضة روحية مشتركة مع بارولين للسياسيين المسيحيين قد تكون اقتراحاً مناسباً، لكن الأكيد أن الكرسي الرسولي يريد من زيارة أمين سر دولة الفاتيكان القول إنه يهتم بمن يعمل مع الفقراء والمنسيّين ويسعى لتثبيت المسيحيين في أرضهم في الشرق، ولا يهمه، بالتالي، القول إنه أتى ليجمع زعماء الموارنة من أجل الصورة من دون مشروع مشترك سياسي - اقتصادي - اجتماعي عنوانه تثبيت المسيحيين في الشرق لا الاقتتال بهم وعليهم وتدفيعهم فواتير باهظة.

لا يمكن أن تكون توجيهات الفاتيكان إلى التفاهم والاندماج فيما مشروع بعض من يمثّل المسيحيين التصادم والتقوقع

أخيراً، ثمة عمل فاتيكاني كثير في ما يخص لبنان: اتصالات بعيدة عن الأنظار مع قوى سياسية، إعادة ترتيب العلاقات مع الكنائس، ورش داخل الكنائس والرهبانيات، عملية التطويب التي تمثّل دفعاً معنوياً كبيراً للمؤمنين للبقاء في أرضهم، العلاقة مع المنظمات الإنسانية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية، العلاقة مع أفراد معيّنين وما ينتج عنها من تعيينات للبنانيين في مواقع دبلوماسية وإدارية مهمة، الحركة المسؤولة للسفارة البابوية في لبنان. لكن هذا كله، ورغم إيجابيته، يحصل بالمُفرّق من دون خارطة طريق أو تصوّر جدّي مع مراحل وتوقيت زمني، وهو ما يظهر هذا التراكم كله بمظهر الخطوات الارتجالية بدل تقديم مشروع متكامل يطمئن الرأي العام ويلزم الأحزاب السياسية والكنائس والمؤسسات الاجتماعية بما يفترض احترامه وما لا يمكن تجاوزه. إذ لا يمكن أن يكون توجه الفاتيكان الواضح هو التفاهم والاندماج، فيما مشروع بعض من يمثّل المسيحيين هو التصادم والتقوقع، تماماً كما لا يمكن أن يكون شعار أمين سر دولة الفاتيكان هو التغيير والتجديد فيما يراوح بعض من يمثّل المسيحيين في المكان الذي كان يقف فيه قبل أكثر من خمسة عقود، مفترضاً - ومعه الكثير من الرأي العام المسيحي - أن كل ما نتج عن خياراته من تهجير وهجرة وخسارة للدور والوظيفة والمكان والمكانة هو انتصارات مجيدة.

الراعي: عدم انتخاب رئيس للبنان خطأ وطني

حذر من شغور ثانٍ في الكلية الحربية

بيروت: «الشرق الأوسط».. رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن التقاعس عن الدعوة إلى إجراء الانتخابات (الرئاسية في لبنان) «خطأ وطني وبمثابة اغتيال سياسي للنظام التوافقي» القائم في لبنان، محذراً في الوقت نفسه من «الشغور في الكلية الحربية» التي لم يلتحق بها التلامذة الضباط المقبولون في العام الماضي، بسبب خلافات سياسية. وأنجزت قيادة الجيش في العام الماضي مباراة الدخول إلى الكلية الحربية، بعد أربع سنوات على الانقطاع، وأعلنت أن هناك 118 تلميذاً تم قبولهم للالتحاق بالكلية، لكن هؤلاء لا يستطيعون الالتحاق من دون توقيع وزير الدفاع الوطني موريس سليم على النتائج للسماح لهم بالالتحاق بالكلية. وكانت قيادة الجيش أعلنت في شهر مارس (آذار) الماضي أن هذا التأخير في الالتحاق يؤدّي إلى إقفال الكلّية الحربية، وله انعكاسات سلبية على هيكلية المؤسسة وهرميتها. وفتح الراعي هذا الملف يوم الأحد، قبيل موعد فتح مباريات دخول إلى الكلية الذي يجري سنوياً خلال فترة الصيف. وقال الراعي في عظة الأحد: «لطالما حذّرنا من خطر الاستمرار في شغور الرئاسة الأولى، واعتبرنا التقاعس عن الدعوة إلى إجراء الانتخابات خطأً وطنياً وبمثابة اغتيال سياسي للنظام التوافقي الذي نحتكم إليه... فإن ثمة شغوراً آخرَ تبرز مخاطره، هو الشغور الذي سيلحق بالكلية الحربية»، مضيفاً: «للسنة الثانية على التوالي، لن يكون هناك تلامذة طلاب يلتحقون بها، ليكونوا استمرارية للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك». وقال الراعي: «أي خلاف في وجهات النظر، سيؤدي إلى الوقوع في الشغور الثاني»، وسأل: «من يحمي حقوق المقبولين من المرشحين؟»، وتابع: «من واجبنا مناشدة المعنيين بالأمر والحكومة الإسراع بحسم هذا الجدل، كي لا يدفع الشباب ثمن التباينات السياسية». ودعا الراعي الشباب إلى «الانتساب إلى الدولة وأن يكونوا أبناءها وحُماتها»، وسأل: «لكن، كيف ندعو شبابنا إلى الدولة والدولة تقفل الأبواب بوجوههم؟ ثقتنا بالمسؤولين، ودعوتنا لهم أن يسرعوا بإيجاد حل لفتح أبواب الكلية الحربية، كي لا نكون أمام شغور ثانٍ لا يقل خطراً عن الشغور الأول». ودعا المسؤولين إلى عدم تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، و«التجرّد من مصالحهم الخاصّة والفئويّة، وأن يعملوا بثقة على انتخاب الرئيس؛ لأنّ أوضاع البلاد لا تتحمّل أي تأخير أيّاً تكن الأسباب». ويُضاف هذا التعثر في المؤسسات، إلى شغور رئاسي متواصل منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، إثر انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وفشل البرلمان بانتخاب رئيس.

عودة

وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة: «نحن بحاجة إلى تغيير الواقع الرديء واستبدال السياسيين الذين يقاومون الإصلاح ويعطلون مسيرة الدولة. وأكثر ما نحن بحاجة إليه عدم مساومة الفاسدين والمفسدين الذين تحكموا بمصاير الناس وعاثوا فساداً وأضعفوا البلد إشباعاً لجشعهم إلى السلطة والمال». ورأى عودة أن «الإصلاح والمحاسبة يبدآن من فوق، من رأس الهرم. من هنا ضرورة انتخاب رئيس لا مصلحة له إلا خلاص البلد وإنقاذه، يقوم مع حكومته بما يلزم من أجل تطبيق القوانين، ومحاسبة من تجب محاسبته، وإرساء مفهوم الدولة القوية والعادلة».

أميركا تريد فرض «ستارلينك» بالقوة

خرق للسيادة وهروب من الرقابة وسرقة موارد من الخزينة العامة: ميقاتي والقرم يلتزمان طلب واشنطن تشريع «ستارلينك»

الأخبار.. تتميّز السفيرة الأميركية الحالية ليزا جونسون، بأنها أقل استعراضاً من الذين سبقوها إلى هذا المنصب. لكن ذلك، لا يلغي كثافة الأعمال التي تقوم بها على أكثر من صعيد. والسفيرة التي سبق لها أن خدمت في لبنان قبل أكثر من عشرين سنة، تتمتّع بخلفية أمنية – سياسية – اقتصادية. وهي صاحبة «لغة حازمة» بما يتعلق بمصالح بلادها. وعلى هذا الأساس، تتولى جونسون منذ أشهر عدة، وشخصياً، ملف السماح بإدخال شركة «ستارلينك» لخدمة الإنترنت إلى لبنان، دون أي قيود أو شروط.لم يكن ملف «ستارلينك» جديداً، لكن سبق أن جُمّد البحث فيه ربطاً بخلافات داخل مجلس الوزراء، وتحفّظات الأجهزة الأمنية اللبنانية، والخسائر الاقتصادية المتوقّعة نتيجة انعدام قدرة الشركات المحلية على منافسة الشركة الأميركية العملاقة. لكن، بعد اندلاع الحرب على غزة، تسارع النقاش والضغط على الحكومة من أجل إقرار السماح لـ«ستارلينك» العمل بحجة استفادة لبنان من هذه الخدمة في حال توسّعت الحرب إلى داخله وحصل انقطاع للاتصالات. أمنياً، سبق أن تمّ تشكيل لجنة من الفرق الفنية العاملة في الأجهزة الأمنية اللبنانية، وقد سجّلت اللجنة اعتراضها على تشريع الخطوة كونها تلغي الرقابة الأمنية المحلية بشكل كامل. وطالبت اللجنة الحكومة بفرض ضوابط لمراقبة عمل الشركة. لكنّ إدارة الشركة رفضت الأمر بصورة مطلقة، بل رفضت أصل النقاش فيه. الجديد، هو سعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للاستجابة لضغط السفيرة الأميركية، وهو طلب من الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية إدراج الملف من جديد في جلسة الحكومة التي حُددت في 14 حزيران الجاري. ومع تعثّر المحاولة، يواصل الرئيس ميقاتي الضغط، مستفيداً من مساعٍ يقوم بها وزير الاتصالات جورج قرم وفريقه، لإقرار الخطوة رسمياً، علماً أن قرم سبق أن طلب إدراج البند على جدول أعمال جلسة الحكومة نهاية تشرين الثاني من العام الماضي. ويسعى قرم إلى التذرع بأنه يجب الموافقة على تقديم خدمة الإنترنت بشكل مؤقت، والسماح بإدخال أجهزة «ستارلينك» لصالح عدد من السفارات الغربية وبعض المنظمات الدولية في لبنان، ولو أنه طلب موافقة الأجهزة الأمنية اللبنانية. ولكن عدم الوصول إلى نتيجة، جعل واشنطن ترفع من مستوى الضغط، ومنذ الشهر الماضي، طلبت السفيرة جونسون اجتماعات عاجلة مع رئيس الحكومة، وطلبت منه «إقرار الموافقة رسمياً على عمل الشركة». ثم قامت بجولة على رؤساء الأجهزة الأمنية الرسمية للضغط عليهم لإسقاط تحفظاتهم على المشروع، ويمكن القول بأنها نجحت في إقناع بعض قادة الأجهزة بتغيير مواقفهم. فيما يقوم فريق من السفارة بممارسة الضغط المباشر على شركات الاتصالات في لبنان من أجل أن تمارس بدورها الضغط على الحكومة. وقبل نحو أسبوعين، تولّت السفيرة الأميركية ليزا جونسون الأمر مباشرة، بعدما عجز مندوبو الشركة عن إنجاز المهمة. وقد أبلغت السفيرة إدارة الشركة الأميركية المملوكة من إيلون ماسك، بأنها ستقوم بما يلزم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومع وزير الاتصالات جوني القرم، من أجل إطلاق يد «ستارلينك» في لبنان وفق القواعد التي لا تسمح بأن يكون للأجهزة اللبنانية أي قدرة على الرقابة، وألّا يكون بإمكان الشركات المحلية المنافسة التجارية. سبق لأجهزة «ستارلينك» أن دخلت إلى لبنان بشكل غير شرعي. وحين انطلق النقاش بشأن خطّة الطوارئ، طلبت الأجهزة الأمنية في لبنان من الشركة وقف تشغيل نحو 850 جهازاً في لبنان. وحتى الآن، تصرّ الأجهزة الأمنية على منع بيع أجهزة «ستارلينك» في لبنان، لأنها تُعدّ خارج سيطرة الدولة، إذ إن العلاقة تكون حصرية بين المشترك والمُزوّد بالخدمة ويصعب على القوى الأمنية إجراء عمليات الرقابة من دون إذن الشركة المُزوّدة، فـ«داتا» الاستهلاك لا تمرّ من خلال الشبكة المحلية ولا يمكن مراقبتها أو متابعتها. وتقول مصادر مطّلعة، إن مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني تصرّ على رفض عمل الشركة في لبنان، بينما تشير المصادر إلى أن السفيرة الأميركية ستخوض معركة إقناع الأجهزة الأمنية بالتراجع عن الموقف الرافض لمصلحة الموافقة على بيع أجهزة ستارلينك في لبنان.

منافسة غير عادلة مع الشركات اللبنانية

خطة التسلّل لشركة «ستارلينك» إلى لبنان، بدأت عبر خطة الطوارئ التي أطلقتها الحكومة اللبنانية قبل بضعة أشهر تحسّباً لتصعيد الكيان الصهيوني هجومه على لبنان واندلاع ما يُسمّى «حرباً شاملة». فلم تتقدّم «ستارلينك» من السلطات المحلية المختصّة، بطلب الترخيص لها ببيع أجهزتها في لبنان، بل سلكت طريقاً موارباً وقدّمت هبة عبر منظمة غير حكومية اسمها «P Foundation» لإدخال 150 جهازاً لتقديم خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية الخاصة بستارلينك، لمدة 3 أشهر على سبيل الإعارة. لكنّ النقاش سرعان ما انقلب إلى حصول الشركة على قرار في مجلس الوزراء بموجبه تحصل الشركة على ترخيص يتيح لأجهزتها العمل في سياق خطّة الطوارئ مقابل أن يتم السماح لها ببيع 15 ألف جهاز... وتلبية للضغوط الأميركية، اقترح وزير الاتصالات جوني القرم على مجلس الوزراء، فتح الباب للعموم أمام استيراد أجهزة «ستارلينك» للاتصالات استثنائياً لفترة ثلاثة أشهر «قابلة للتمديد» تمهيداً للتوصل إلى اتفاق دائم مع الشركة أو أي مشغّل آخر لتأمين خدمة الإنترنت عبر السواتل الصناعية. انصياع لبنان لإملاءات السفيرة الأميركية، ستكون له عواقب أمنية وتجارية وقانونية. فالسماح لهذه الشركة، بالعمل في لبنان استناداً إلى قرار في مجلس الوزراء، هو بمثابة ترخيص امتياز يتيح لها استعمال «الهوا» اللبناني لتبادل الداتا والمعلومات بين أقمار الشركة الاصطناعية والمستهلك المحلّي، اذ بمجرّد السماح لأي شركة، بما فيها «ستارلينك»، أن تقدّم خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية في لبنان، ستستحوذ ضمناً على حقوق استعمال التردّدات والبث والتشغيل والبيع التي مُنحت لشركتَي الخلوي. أي إن هذا الترخيص مماثل للتراخيص التي بحوزة شركتي «ألفا» و«تاتش» اللتين تستعملان «الترددات» من أجل نقل المكالمات الخلوية، إضافة إلى الداتا أو المعلومات التي يستقبلها ويرسلها حاملو الخطوط الخلوية في ما بينهم، ومع الخارج أيضاً. وستصبح هذه الشركة أكبر منافس لهما، ولأوجيرو أيضاً. ترخيص كهذا، لو صدر بمرسوم، يُعدّ مخالفة جسيمة للدستور. أما صدور القانون، فله موجبات وشروط متعلقة بالأهمية الاستراتيجية لوجود رخصة ثالثة، فضلاً عن الجدوى الأمنية، والتجارية، وكذلك آلية إصدار التراخيص والمناقصات التي يجب إجراؤها. في الشق التجاري، ستصبح المنافسة غير عادلة في ظل وجود «ستارلينك» في لبنان، كونها تقدّم خدمة غير تقليدية وسريعة جداً عبر ربط الجهاز المشترك بالأقمار الاصطناعية. وبالتالي لن يستخدم المشترك بواسطة هذه الأقمار الاصطناعية، أي بنية تحتية في لبنان، ولن يستهلك الإنترنت التي تستقدمها أوجيرو نيابة عن وزارة الاتصالات وتوزّعها على سائر الشركات، ولن يُنفق أي قرش على أي خدمة أو سلّة في لبنان. حتى إن «ستارلينك» بدأت تبيع هواتف خلوية خاصة بشبكتها المرتبطة بالأقمار الاصطناعية. بمعنى آخر، كل من يرتبط بهذه الشركة سينتقل إلى شبكة خاصة بقدرات هائلة. وبالتالي ستكون شركتا الخلوي في لبنان، وأوجيرو، عرضة للهلاك التجاري. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن سعر الخدمة إلى جانب السرعة، سيشكّلان عاملين مهمين في هذه المنافسة. فمن جهة تقدّم «ستارلينك» الخدمة بشكل سريع، إنما بكلفة مرتفعة، وهناك تسريبات من الشركة نفسها، أنها ستبلغ نحو 60 دولاراً شهرياً (وزير الاتصالات يقول إنها ستراوح بين 25 دولاراً و30 دولاراً). ومن جهة ثانية، تقدّم الشركات اللبنانية خدمات أقلّ بكثير لجهة السرعة ولجهة الكلفة. وهذا يعني أن «ستارلينك» ستحصد أولئك الذين يهتمون بسرعة عالية وجودة كبيرة مقابل كلفة مالية أعلى، لذا تقول المصادر إن هامش المنافسة العادلة للشركات المحلية يعني أن سعر ستارلينك لا يجب أن يزيد على 20 دولاراً شهرياً، وذلك إذا تخطّت العوائق الدستورية والقانونية في الترخيص.

سعر الخدمة إلى جانب السرعة سيشكّلان عاملين مهمين في هذه المنافسة

في هذا العالم، لم يعد الجزء الأساسي من إيرادات الاتصالات مصدره المكالمات الهاتفية، بل يتركز الجزء الأكبر من استهلاك «الداتا»، أي إن الاتصال الهاتفي يتأمّن بواسطة استهلاك الداتا عبر تطبيقات مختلفة مثل «واتساب» و«فايبر» وسواهما، فضلاً عن استهلاك الداتا من أجل الوصول إلى تطبيقات أخرى لتحميل الفيديو أو مشاهدته أو لتحميل الصوت وسماعه، وممارسة الألعاب أونلاين... وبالتالي صارت إيرادات «ألفا» و«تاتش» تعتمد على وجود شبكة إنترنت ثابتة وسريعة. وهذا يعني أن محور الترخيص باستعمال الترددات يتمركز حول استهلاك «الداتا». ويزيد استهلاك «الداتا» أو يتدنى ربطاً بالسرعة وبجودة الخدمة. أي إن المعادلة بين السرعة والسعر لن تكون صعبة على «ستارلينك» حسمها، ولا سيما أن الشركة ستدخل إلى السوق المحلية بكلفة تبلغ مليوناً ونصف مليون دولار سنوياً، وفق ما صرّح بها سابقاً وزير الاتصالات جوني القرم. هذه الطريقة في التعامل مع القوانين، لا تعني إلا موت «تاتش» و«ألفا» اللتين تملكان محفظة من 4 ملايين مشترك، وتصدّعات في «أوجيرو» التي تملك محفظة من 400 ألف مشترك ويفترض أن تملك رخصة ثالثة للاتصالات إذا قُدّر تحويلها إلى «ليبان تيليكوم» تطبيقاً للقانون 431. قدرة ستارلينك على تقديم خدمة الإنترنت بسرعة هائلة وبنوعية ذات جودة أعلى من خلال اتصال الزبون مباشرة بأقمارها الاصطناعية، ستضع السيادة اللبنانية خارج هذا الإطار. والسيادة لا تعني الشقّ الأمني بل تعني حقوق استعمال تردّدات الاتصال في لبنان بشروط استنسابية يحدّدها القرم وميقاتي تحت الضغط الأميركي وضغوط سائر السفارات. القرم وميقاتي سيقدّمان هذه الحقوق، التي تؤجّر بمبالغ هائلة في كل دول العالم، مجاناً، لشركة واحدة بلا أي مناقصة وبلا دفتر شروط، ولن تخضع الأسعار للدولة اللبنانية، ما يعني أن قدرتها التنافسية ستكون مرتفعة جداً وستكون لها أفضلية في أي منافسة.

680 مليون دولار حجم سوق لبنان

بحسب أرقام وزارة الاتصالات، فإن حجم السوق اللبنانية من الإنترنت المُقدّم قد بلغ 460 مليون دولار عبر شركتي «ألفا» و«تاتش»، بينما بلغ عبر «أوجيرو» نحو 19500 مليار ليرة لبنانية، أي ما يعادل 220 مليون دولار على سعر صرف السوق. يشار إلى أن لبنان يحصل على الإنترنت عبر كابليْن بحرييْن: «قدموس» القادم من قبرص، و«IMEWE» الذي يمتدّ على 13 ألف كيلومتر بين الهند وفرنسا، واشترك فيه لبنان في عام 2009. وتقع على هذا الأخير، الحمولة الأساسية لتقديم خدمة الإنترنت في لبنان، والكابل الأول يعمل رديفاً له. وتقدّم هذه الشبكة خدمة الإنترنت لكل لبنان، إلا أن ما نوقش سابقاً بشأن خطّة الطوارئ مردّه إلى أن هناك احتمالاً لانقطاع الخدمة إذا تعرّض أي سنترال أساسي في لبنان للقصف الإسرائيلي، ما يقطع الخدمة عن مرافق أساسية مثل المستشفيات والوزارات والدفاع المدني والصليب الأحمر وسواها.

ماسك فعّال ضد أعداء أميركا؟

بعد توجيه العدو ضربات إلى قطاعَي الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، سارعت منظمات دولية تتقدّمها الأمم المتحدة إلى المطالبة بالسماح لشركة «ستارلينك» تقديمَ خدمات طارئة. لكنّ حكومة العدو رفضت ذلك، واعتبرت أن المقاومة سوف تستفيد من العمل لأغراض الدعاية. وقد أبلغت حكومة العدو إدارة الشركة بأنها «ستعطي الموافقة على أساس كل حالة على حدة. مع ضرورة الحصول مسبقاً على تصريح فردي من قبل قوات الأمن، وأن الإذن يُعطى فقط للكيانات غير المعادية لإسرائيل». استجابت إدارة الشركة للطلبات الإسرائيلية، ولم تمارس واشنطن أي ضغط على حكومة العدو لإعطاء الإذن بالعمل. لكنّ الصورة تصبح مغايرة في أمكنة أخرى. ففي 16 أيلول 2022، اندلعت احتجاجات داخل إيران على خلفية موت إحدى المواطنات في مركز للشرطة. وبعد أسبوع، طلبت الإدارة الأميركية من شركات الاتصالات الأميركية العمل في إيران مع إعفاء من العقوبات. ثم أعلن إيلون ماسك أن «خدمة ستارلينك صارت مفعّلة الآن، وهو ما أظن أن الحكومة الإيرانية لن تدعمه». وفي 3 تشرين الأول 2022، تحدّثت صحيفة «وال ستريت جورنال» عن وصول «أطباق ستارلينك» إلى إيران عبر قوارب آتية من دبي. وذلك عقب حملة سرية وشبكة معقّدة من الناشطين الذين عملوا على توفير الإنترنت غير الخاضع للرقابة للمتظاهرين الإيرانيين. أما في أوكرانيا، فمنذ أوائل عام 2022، لعبت «ستارلينك» دوراً حاسماً في الحرب ضد روسيا. وقالت «نيويورك تايمز» إنه «لا يمكن المبالغة في أهمية "ستارلينك" للجهود العسكرية الأوكرانية. فقد مكّنت الجنود من التواصل بفعّالية وجمع المعلومات الاستخباراتية وإجراء مهمات عبر طائرات بدون طيار للمراقبة والضربات الهجومية على حد سواء».

ماذا أعدّت المقاومة لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟..

الاخبار...ابراهيم الأمين ... «إذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف». «لدينا بنك أهداف كامل وحقيقي ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف مما يزعزع أسس الكيان، الموضوع ليس موضوعاً كمياً فقط، وعلى كل حال هم يفهمون ماذا أقول». هذه العبارات - التحدي - وردت في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وجاءت على شكل رسائل أرادت المقاومة منها إطلاع العالم كله، وجمهور العدو كما قيادته، على ما ستكون عليه الأمور في حالة الحرب الشاملة. وهو أسلوب لا تتميز به عادة حركات المقاومة ضد المحتلين. لكنه تكتيك ابتكره حزب الله إثر مراجعة دروس حرب عام 2006، عندما خرج رأي وازن يقول إن فكرة المفاجآت تتصل فقط بأنماط من العمل وأنواع من الأسلحة التي يمكن تركها مُخفاة عن عدوك. لكن، من لا يريد الحرب لمجرد الحرب، يمكن أن يحذّر عدوه من أمور، ويكشف له عن بعض القدرات، لمنعه من الذهاب إلى الحرب. وفي تجربتنا مع عدو مثل إسرائيل، يظهر أحياناً أن التحذير من عواقب خطوة ما قد يحول دون وقوعها. بعد ثمانية أشهر من حرب الاستنزاف التي أطلقتها المقاومة ضد قوات الاحتلال، إسناداً لغزة، لا تزال القواعد الحاكمة للمعركة قائمة. ومفيد الإقرار بأن العدو يتصرف في جبهة لبنان بدرجة عالية جداً من الحذر. قد يُفسر الأمر على أنه مقيّد. لكنّ الدقة توجب القول إنه التزم بقواعد فُرضت عليه، وإذا ما قرّر تجاوزها، فيكون قد أتاح للمقاومة، البحث عن قواعد جديدة. الجديد اليوم هو أن العدو وصل إلى قناعة بعجزه عن تحقيق هدف سحق المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو يبحث عن آليات تتيح له الانتقال إلى مستوى جديد من القتال، من دون دفع ثمن جرائمه. وكل ما يفكّر به هو خلق إطار عمل سياسي - عسكري، يتيح له إبقاء قوات له داخل غزة، وأن يطبق حصاره عليها من كل الجهات، ثم يعلن «انتصاراً على الجناح العسكري للمقاومة (ستجيب كتائب القسام وسرايا القدس على هذا الإعلان فور صدوره) قبل أن يفتح باب الحل السياسي، مشترطاً خلق إدارة سياسية ومدنية جديدة في القطاع، ويبقي مصير المساعدات رهن مصير أسراه لدى المقاومة. لكنّ قلق العدو لا يقتصر على غزة. فهو كان يفترض أن الأميركيين والأوروبيين سيقدّمون له خدمة كبيرة مقابل إعلان «الانتصار»، تتمثّل في إقناع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق بعدم شرعية استمرارها طالما توقّف القتال الكبير في غزة. وهذا جوهر ما أراده عاموس هوكشتين في زياراته الأخيرة، وهو جوهر ما يحمله الوسطاء العرب والغربيون إلى «أنصار الله» في اليمن. وهؤلاء يفترضون أن الناطق باسم جيش الاحتلال هو من يتحكّم بقرار إطلاق النار في جبهات الإسناد. ولمّا أيقن العدو أن الأمور لا تسير على هذا النحو، رفع الصوت عالياً، داخل الكيان من جهة، ومع حلفائه الغربيين وغير الغربيين من جهة ثانية. ويلخّص قادة العدو موقفهم بمخاطبة الوسطاء: «اذهبوا وجِدوا الطريقة ليوقف حزب الله إطلاق النار ضدنا في الشمال، أو سنتولى الأمر بأنفسنا». ويحلو لبعض الموفدين التعبير عن هذه الفكرة بشيء من الاستعلاء، انطلاقاً من قناعتهم، بأن العدو إن قرر معالجة الأمر بنفسه، فهذا يعني أن على لبنان انتظار مشاهد كالتي شاهدها العالم في غزة. لكن، بعيداً عن أشكال التهويل القائمة إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً، فإن واقع الأمور لا يحسم، بصورة غير قابلة للجدل، بقدرة العدو على شن حرب كبيرة على لبنان. وثمة فارق كبير بين أن تقول له أميركا بأننا سنقف إلى جانبك في حالة الحرب مع لبنان، وأن تقول له: اذهب إلى الحرب ونحن إلى جانبك. هذا مع العلم أنه لا يوجد في غرفة القرار لدى المقاومة أي وهم بأن أميركا ستترك الكيان وحدَه.

لكن ما هي خيارات العدو الممكنة؟

لا أحجيات هنا. ثمة تقدير عالي المستوى، بأن قيادة العدو الأمنية والعسكرية أقنعت القيادة السياسية بأنها تملك بنك أهداف كبيراً في لبنان، وأن عملية خاطفة ومباغتة (على شكل عملية الوزن النوعي التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي بداية حرب تموز واعتبرها ناجحة في ضرب القدرات النوعية لمنظومة الصواريخ لدى المقاومة) يمكنها أن تصيب القدرات الفعّالة لدى حزب الله، وأنه يمكن بعدها تخييره بين التسوية مع شروط جديدة، أو الذهاب إلى حرب أكثر شراسة ومساحة. ومن دون مقدّمات وشروحات لا حاجة إليها، فإن المقاومة قرّرت في المقابل، «لفت نظر» العدو، لكن بكل مستوياته العسكرية والأمنية والسياسية والشعبية أيضاً، وكذلك لفت انتباه حلفائه، إلى أنها تتحسّب لخيار كهذا، وهي قرّرت، في المقابل، اعتماد استراتيجية مختلفة عن كل ما كان يحصل سابقاً. وبناءً على ما عرضته المقاومة من مشاهد، وما قاله السيد نصرالله، يمكن تسهيل الأمور على من يهمّه الأمر من خلال الآتي:

أولاً، إن المقاومة تعتبر أي عملية عسكرية نوعية من جانب العدو إعلاناً للحرب الشاملة. وليس في قاموس المقاومة بعد الآن ردّ على ضربة ولا أيام قتالية، بل هناك حرب مفتوحة.

ثانياً، إن الضوابط والمحرّمات التي تلزم قيادة المقاومة وحداتها الميدانية بها، والتي يستفيد منها جيش الاحتلال والمستوطنون أيضاً، ستسقط مرة واحدة. وبالتالي، فإن الضرر سيصيب كل شيء، سواء أكانت منشآت مدنية أم عسكرية أم خلاف ذلك.

ثالثاً، توفّر المعلومات اللازمة عن الأهداف الاستراتيجية للعدو، وتوفّر الأسلحة المناسبة لضربها، وتوفّر الجهوزية، أمر قد جرى إرفاقه بتوفّر الإرادة، من خلال تكليف الوحدات المعنية في المقاومة بأن تبادر فوراً إلى ضرب كل هذه الأهداف، من دون انتظار أي نقاش أو بحث أو مساعٍ سياسية. القرار الميداني مُتّخذ، والرد سيكون فورياً على أي عدوان خارج قواعد الاشتباك، وعندها ستسقط كل حصانة لجيش أو منشأة أو مستوطنة!

رابعاً، إن لجوء العدو إلى مغامرة عسكرية واسعة مع لبنان، يعني أنه ينقل جبهة لبنان من جبهة إسناد لغزة، إلى جبهة تحرير وتأديب لقوات الاحتلال. ولهذه الجبهات أدواتها الخاصة، بما فيها قرار اقتحام الجليل والسيطرة على مراكز عسكرية أو تحرير قرى لبنانية أو فلسطينية.

خامساً، إن المقاومة في لبنان، وبعد كل ما خبرته من تجارب، ليست في وارد التساهل مع عدو قادر ومجرم، ولا يوجد من يردعه عن ارتكاب المجازر كما فعل في غزة. وبالتالي، فإن المقاومة ستتصرف على أنها قادرة على إيقاع خسائر عامة، بشرية ومادية، تفوق ما يوقعه العدو في لبنان.

سادساً، وهو الأهم، هو أنه يُفترض بالعدو، ومن خلفه الأميركيون على وجه الخصوص، الأخذ في الاعتبار، أن أي عملية خاطفة وكبيرة يمكن أن يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي، ومهما أصابت من أهداف - هذا على افتراض أن العدو يملك معلومات دقيقة - لن تصيب كل شيء، وما يبقى، يكفي لتحقيق الضربات المدمّرة في كيان الاحتلال. كما أن المقاومة التي راقبت جيداً آلية عمل منظومة الدفاع الجوي الشاملة التي استنفرت الغرب وبعض العرب لحماية إسرائيل من الرد الإيراني، تعرف أن هذا التحالف غير قادر على توفير المظلة نفسها في مواجهة شتاء الصواريخ والمُسيّرات، ولا حتى في حماية منظومات الدفاع المنتشرة على طول البحر المتوسط وموانئه، سواء تلك المحاذية لسواحل لبنان وفلسطين، أو المقابلة في جنوب أوروبا. وإذا كان الجميع كوّن فكرة عن قدرات الحزب في البر والجو، فهو لا يمانع من تقديم عرض شيّق في البحر متى لزم الأمر!...

وقائع الجبهة الشمالية: كيف ينتشر العدو وكيف تلاحقه المقاومة؟

الاخبار..حمزة الخنسا... المقاومة في لبنان ليست معنية بإسناد المقاومة في غزة ومنع الاستفراد بها فقط، بل أيضاً منع إسرائيل من استعادة ردعها على الجبهة الشمالية وترميمه، واستهداف كل العناصر التي تسمح للعدو بفرض أي مستوى من مستويات الحسم (الجزئي أو الكلي) في المجال التكتيكي أو التعبوي أو الاستراتيجي، فضلاً عن ردعه عن القيام بعملية برية واسعة ضد لبنان.وخلال الأشهر الثمانية الماضية، أجرى جيش الاحتلال تغييرات عديدة لناحية الترتيب والانتشار والجهد والاستعداد العام في المنطقة الشمالية. وبحسب قراءة لـ«الوضعية العامة في منطقة مسؤولية القيادة الشمالية لجيش العدو»، أصدرها «مركز دراسات غرب آسيا»، فقد أعاد العدو تشكيل قوتين جديدتين في الجبهة الشمالية، كل منهما بحجم فرقة. تضم الأولى كلاً من: اللواء 188 المدرع، اللواء 205 المدرع، لواء الاحتياط 8 المدرع، لواء الاحتياط المظلي 226، لواء الكوماندوس 551، والفوج 209 المدفعي، فيما تضم الثانية: لواء احتياط المشاة الثالث، اللواء 810 الإقليمي، لواء مشاة الاحتياط التاسع، والفوج 213 المدفعي الاحتياطي. وترافقت إعادة التشكيل هذه مع إبقاء الفرق الأربع التابعة لقيادة المنطقة الشمالية (36-91-210-146) على استعدادها، وهو ناقص أصلاً بنسبة 55%، ما يوحي بأن العدو أنشأ الفرق الجديدة لهدف عملاني غير محدّد. إلا أن تقارب طبيعة القوة الجديدة (مدرعات + كوماندوس) يقوّي ترجيح استخدامهما لجهد رئيسي هجومي، إذ يبدأ الانتشار التعبوي من الحافة الأمامية إلى عمق 3-4 كلم، وهناك تنتشر، نحو خمس كتائب بعديد يصل إلى 2500 ضابط وجندي على طول الجبهة مع لبنان. ويعبر من خلف الحافة إلى حدود عمق 6 كلم حيث تنتشر 4 ألوية، ويصل إلى عمق ما بين 6 كلم إلى 15 كلم حيث تنتشر 5 ألوية. ما خلا ذلك، لا تعديل يُذكر في الترتيب والانتشار والجهد والاستعداد العام في المنطقة الشمالية، باستثناء إخلاء 90% من الثكنات والمواقع الكبيرة التي تعاني من الاكتظاظ، والتي تتعرض بشكل يومي للاستهداف على طول الحافة من الناقورة إلى مزارع شبعا. ولا يتعدى الاستعداد المنتشر على الحدود أكثر من 5 كتائب. بل سُجّل تراجع في تحليق طائرات الاستطلاع الكبيرة، والاكتفاء بنشاط تلك الصغيرة التي تحلّق على شكل تشكيلات من 3 أو 5 أو 7 طائرات مع استمرار نشاط الاستطلاع المأهول فوق الجولان والجليل الأعلى على الاتجاه اللبناني الشرقي. واستمر النشاط الجوي الحربي والمُسيّر القتالي المرتفع على الاتجاه اللبناني ككل، مع تركيز على كامل الجنوب والساحل اللبناني الممتد من الناقورة حتى الحدود اللبنانية - السورية، وذلك لأهداف استطلاعية وهجومية تأتي في بعض الأحيان على شكل دوريات تناوب لأهداف تتعلق بسرعة قصف الأهداف الجديدة المتولّدة، وسرعة التصدي لوسائط جوية منطلقة من لبنان إلى أجواء فلسطين المحتلة، والاستطلاع الفوري وتوليد صورة موقف عملياتي فوري. مع تسجيل تركيز كبير ومكثّف لنشاط الاستطلاع المُسيّر التجسسي على منطقة شمال النهر حتى حدود صيدا امتداداً إلى إقليم التفاح ومناطق الجبور وأبو راشد في البقاع الغربي، لأهداف استطلاعية ميدانية ترتبط برصد أي نشاط للمقاومة مرتبط بجنوب النهر أو بنفس منطقة شمال النهر. من جهته، واصل حزب الله عملياته اليومية. وفي تحليل لعمل الحزب، يظهر تنوع التكتيكات، مع اعتماده على الضربات المركّبة التي تجمع بين أنواع مختلفة من الأسلحة (صواريخ، مدفعية، مُسيّرات) لإرباك العدو وتحقيق أقصى ضرر. كما تركّزت العمليات على «الإصابات المؤكدة» وتدمير مبانٍ وتجهيزات عسكرية محددة، ما يعكس تطور القدرات الاستخباراتية ودقة الاستهداف. وبالإضافة إلى الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، اعتمد حزب الله على «الضربات الوقائية» لاستهداف تجمعات جنود ومواقع عسكرية في العمق، ما يُعقّد حسابات العدو ويُحد من حركته، إضافة إلى تنوّع الأسلحة المستخدمة (من الكاتيوشا إلى المُسيّرات الانتحارية وصواريخ «فلق»)، مع تسجيل دقة في الاستهداف بفضل فعالية الأسلحة المُستخدمة. كما يُظهر استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية وتجمعات جنود للعدو في العمق، قدرة حزب الله على جمع المعلومات الاستخباراتية بفعالية وتحليلها لضرب أهداف حسّاسة.

عكست العمليات قدرة حزب الله على جمع معلومات من مناطق جغرافية واسعة تشمل العمق الإسرائيلي حتى ميناء حيفا

على الصعيد الاستخباري، أظهر أداء حزب الله استهدافاً دقيقاً لمواقع عسكرية حساسة، ما يشير إلى وجود معلومات استخبارية دقيقة. كما عكست العمليات قدرة الحزب على جمع معلومات من مناطق جغرافية واسعة، تشمل العمق الإسرائيلي حتى ميناء حيفا، إضافة إلى نجاحها في اختراق الحدود الجوية وجمع معلومات عبر المُسيّرات، ما عكس أيضاً القدرة على تجاوز أنظمة المراقبة لدى العدو. واللافت أن بعض العمليات أظهرت قدرة حزب الله على التنبؤ بتحركات العدو واستهدافه بشكل استباقي، ما يُشير إلى تحليل دقيق للأنماط والسلوكيات الإسرائيلية. وفي ما خصّ الأداء العملياتي، أظهرت العمليات تنسيقاً جيداً بين الوحدات العسكرية المختلفة (صواريخ، مدفعية، مُسيّرات)، ما يُشير إلى قيادة مركزية فعّالة وتواصل سلس، إضافة إلى سرعة ومرونة ظهرتا من خلال الرد بسرعة على الاعتداءات الإسرائيلية وتغيير التكتيكات وفقاً لتطورات الميدان. وإذا ما وُضعت هذه الميزات إلى جانب الاستخدام الفعّال للمُسيّرات الانقضاضية والاستطلاعية التي ساهمت في التطور الكبير في قدرات المقاومة لفعاليتها في إلحاق الضرر بالعدو وجمع المعلومات عنه، يكون التأثير النفسي لحزب الله مرتفعاً من خلال إشاعة الخوف والقلق في صفوف العدو ومستوطنيه، الأمر الذي ظهرَ جلياً في ردود أفعال الإسرائيليين على مختلف مستوياتهم بعد فشل نظام الدفاع الجوي في اعتراض مُسيّرات حزب الله، وظهور تصريحات متناقضة حول سير العمليات في الجبهة الشمالية، مروراً بإخلاء بعض المستوطنات الشمالية الإضافية مع تهديدات متكررة بالانتقام من حزب الله، وصولاً إلى السعي لإقناع المجتمع الدولي بالتدخل لوقف عمليات الحزب.



السابق

أخبار وتقارير..بوريل يطالب بالتحقيق في قصف مكتب الصليب الأحمر بقطاع غزة..«هاجس روسيا» يحسم معركة خلافة أمين عام الناتو لصالح مارك روته..أوكرانيا تشكو.."الولايات المتحدة تحد من ضرباتنا في روسيا"..هل بدأ التمهيد لرفع القيود الأميركية عن استهداف قواعد ومطارات في العمق الروسي؟..نايجل فاراج يثير عاصفة بعد تبريره غزو أوكرانيا..عام على تمرد مجموعة فاغنر وزعيمها «الرجل العظيم» بريغوجين..حاملة طائرات أميركية «نووية» تصل إلى كوريا الجنوبية..واشنطن: الوضع في بحر الصين الجنوبي مقلق جداً..كيف يمكن للصين الاستيلاء على تايوان دون أن تطلق طلقة واحدة؟..فرنسوا هولاند: «الماكرونية» السياسية..انتهت..لوبان: لن يبقى أمام ماكرون إلا..الاستقالة..هل تغير المناظرة الأولى السباق بين بايدن وترامب؟..أوربان: القطار الأوروبي يتجه نحو الحرب..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..الهند وإسرائيل..شراكة قوية ودعم بالأسلحة خلال الحرب..نتنياهو يهاجم البيت الأبيض مجدداً..أثناء رحلة غالانت «التصالحية» إلى الولايات المتحدة..إسرائيل تحوّل فلسطينياً مريضاً بالسرطان للاعتقال 6 أشهر..سموتريتش «يعمل بوضوح» لمنع دولة فلسطينية..ويعزز الاستيطان..دبابات إسرائيلية تتقدم إلى أطراف المواصي جنوب قطاع غزة..غالانت: إسرائيل مستعدة لـ«أي إجراء» في غزة ولبنان..الجيش الإسرائيلي يعترف بتنكيل جنوده بجريح فلسطيني في جنين..إسرائيل تخسر نحو 56% من الاستثمارات الأجنبية..نتنياهو يتمسك بشكواه من شح الذخائر الأميركية..غزة..عشرات الشهداء و«الأونروا» تؤكد أن «لا مكان آمناً»..«حماس» تعيد تأهيل نفسها عسكرياً وإدارياً..

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,362,393

عدد الزوار: 7,755,545

المتواجدون الآن: 0