أخبار لبنان..مقاطعة شيعية للقاء مع أمين سر الفاتيكان يبحث الملف الرئاسي اللبناني..قوى مسيحية ترفض هجوم قبلان على الراعي بعد انتقاداته لـ«المقاومة»..قبلان ندّد بكلام للراعي اعتبره «توظيفاً للكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني»..واشنطن توكل لباريس التواصل مع طهران لمنع التصعيد في جنوب لبنان..تؤكد إيران أنها ستتدخل مباشرة في القتال حال قيام إسرائيل بتوسعة الحرب ضد «حزب الله»..سفارات غربية استكشفت المنافذ البحرية لدرس إمكان اجلاء رعاياها في حال تدهورت الأمور.. أفكار ألمانية للتهدئة ومقاطعة شيعية لـ «غداء بكركي»..مسؤول إسرائيلي: سنعمل على حل الصراع مع «حزب الله» خلال أسابيع..ونفضّل الدبلوماسية..«الحرس الثوري» يفحص خططاً عراقية لدعم «حزب الله»..واشنطن: «استفزازات» حزب الله تهدد بجر إسرائيل ولبنان إلى حرب..

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 حزيران 2024 - 5:39 ص    عدد الزيارات 354    التعليقات 0    القسم محلية

        


مقاطعة شيعية للقاء مع أمين سر الفاتيكان يبحث الملف الرئاسي اللبناني..

قوى مسيحية ترفض هجوم قبلان على الراعي بعد انتقاداته لـ«المقاومة»..

(الشرق الأوسط)... بيروت: نذير رضا.. غاب ممثلو «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» والنواب الشيعة عن لقاء رؤساء الطوائف والكتل النيابية مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مقر البطريركية الماروني في بكركي، الذي بحث ملف الشغور الرئاسي بشكل أساسي، وأكد فيه بارولين أن «النموذج اللبناني يجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد أكثر من صراع». وشارك رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في «اللقاء الجامع»، الذي دعا إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي، وشهد لقاء بين رئيسي «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وتيار «المردة» الوزير الأسبق سليمان فرنجية المرشح للانتخابات الرئاسية، فيما أرسل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ممثلاً عنه، هو النائب بيار أبو عاصي، كما أرسل رئيس حزب «الكتائب»، سامي الجميل، النائب نديم الجميل ممثلاً عنه.

بارولين والراعي

تصدر الملف الرئاسي قائمة المباحثات في زيارة بارولين، واللقاء الديني السياسي في بكركي، إضافة إلى الحفاظ على النموذج اللبناني، وهو ما عبّر عنه أمير سرّ الفاتيكان بالتأكيد على أن «النموذج اللبناني يجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد أكثر من صراع»، وأمل «بتعاون الجميع للوصول إلى مخارج من الأزمة وإيجاد حلول تحمل الأمل للبنان وشعبه». وقال متوجهاً للحاضرين: «أحمل لكم تحيات قداسة البابا فرنسيس، الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي باهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش سوياً والعمل من أجل خير لبنان». وأضاف: «اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل إلى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل إلى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل إلى حل للأزمة الحاصلة». وكان البطريرك الراعي رحّب في بداية اللقاء بالمشاركين، وأشار إلى أنه «اجتماع العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً، وأتمنى أن نطلق تذكيراً بأهمية الصلاة من أجل السلام وانتهاء الحروب التي لم تعد المنطقة ولا لبنان قادرين على تحملها». وتمنى أن تكون الزيارة «مناسبة لإحلال السلام في لبنان».

موقف معنوي

ولم يحضر ممثل عن الطائفة الشيعية بالرغم من دعوة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى اللقاء. وقالت مصادر مطلعة على ملفات «الشيعي الأعلى» لـ«الشرق الأوسط» إن الغياب عن اللقاء هو «مسألة معنوية»، بعد «خطاب البطريرك الراعي يوم الأحد: إن المقاومة ضد إسرائيل في الجنوب حوّلته إلى منطلق لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها»، وأضافت المصادر: «هذا التصريح هو السبب وراء مقاطعة اللقاء»، مشددة على أنه «لا موقف من الفاتيكان، ولا مشكلة معه... بدليل أن بارولين سيجتمع مع رئيس البرلمان نبيه بري الأربعاء، وخلال الأسبوع الماضي كان هناك لقاء بين السفير البابوي وبري، وبحثا الملف الرئاسي وزيارة أمين سر الفاتيكان».

قبلان يهاجم الراعي

وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، انتقد فيه موقف الراعي من دون أن يسميه، قائلاً إن «بعض الرؤساء الروحيين في بلدي يرون ما تقوم به طائفة الفداء الأكبر وجماعة مقاوميها إرهاباً ممقوتاً لا بد من ردعه ومنعه، ولا يفتأ هذا الصوت يطالب بتطبيق قرارات دولية عملياً تلزم لبنان دون إسرائيل بقرارات أممية مطبوخة بسمّ الظروف، وأكبر الممكن لتمنع فدائيي هذا البلد وقديسي هذا الوطن من القيام بواجب منع الفظاعات والمذابح عن المظلوم والمحروم والمنكوب والمعذب بهذه الناحية من الأرض». وإذ رفض قبلان «الحياد»، أكد أن «لبنان بلد الشراكة الروحية والسياسية، ونحن المسلمين نتلهف للشراكة الأهلية والروحية»، وتابع: «لا نقبل بتوظيف الكنيسة مواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي». وفي خصوص انتخاب رئيس جمهورية للبنان، أكد قبلان: «إننا نريد رئيساً مسيحياً للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين».

رفض مسيحي لموقف قبلان

وسرعان ما جاء الرد من قوى مسيحية على خطاب قبلان، إذ رأى المكتب السياسي لحزب «الكتائب» أن كلام قبلان الموجه إلى بارولين «فيه تحريض واضح على دور بكركي، وفيه من الطائفية البغيضة ما لم نسمع مثيلاً له في عز الحرب اللبنانية». وأكد أن «هذا الكلام مرفوض ومردود، ويؤكد مرة جديدة أن أسلوب كم الأفواه وإخضاع الآراء المعارضة هو سيد الموقف». وأكد «الكتائب» أن «وضع الخلافات في إطار طائفي هو تضليل ما بعده تضليل، فالخلاف قائم بين مشروعين؛ الأول يريد خطف لبنان وتسليمه إلى المحاور وأخذه إلى الخراب، بينما المشروع الثاني هو تحرير لبنان واستعادة سيادته وجعله وطناً لكامل أبنائه يتساوون فيه في الحقوق والواجبات، فلا يكون فيه مواطنون درجة أولى وآخرون درجة ثانية». من جهته، كتب النائب غياث يزبك، عبر منصة «إكس»: «ما كنا نتصور أن (طحشته) من أجل اعتلاء موقع ديني شَغله في الماضي حكيمان، الإمامان الصدر وشمس الدين، يمكن أن تقود المفتي قبلان، وريث رجل التقوى والاعتدال، إلى خطاب موتور يعتمد إغواء المتطرفين عبر رجم الموارنة وبطريركهم بأقذع الكلام، ولو مغلّفاً باحترام المسيح». وسأل: «مَن يصحِّح من يَنصح، مَن يعقلِن من يعتذر؟»..

قبلان ندّد بكلام للراعي اعتبره «توظيفاً للكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني»

مقاطعة شيعية للقاء بكركي مع موفد الفاتيكان

| بيروت - «الراي» |

- جعجع والجميل غابا عن لقاء بكركي لمحاذرتهما تصوير الأزمة الرئاسية على أنها «مشكلة مسيحية»

- بارولين: ليبقَ لبنان نموذج تعايش ووحدة

- دعوة مسيحية وإسلامية للصلاة في المساجد والكنائس من أجل السلام في غزة ولبنان

لم يكن ينقص المشهد اللبناني الذي لا يعلو فيه صوت فوق صوت «طبول الحرب»، إلا تظهير انقسام حاد على فالق طائفي نافر، وفق ما عبّرت عنه مقاطعة المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للقاءٍ أمس مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الذي يزور بيروت في ضوء خشية الكرسي الرسولي على هويّة لبنان ومن الفراغ المتمادي في رئاسة الجمهورية (يشغلها مارونيّ) ومن الوضع في الجنوب كما الواقع المالي والاقتصادي. وفيما حضر اللقاء رؤساء الطوائف المسيحية ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى، قاطع نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في خطوةٍ جاءت اعتراضاً على عظة البطريرك الراعي يوم الاحد ودعوته الى رئيس «يطالب بتطبيق القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سورية، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب. وبعد ذلك يُعنى هذا الرئيس بألّا يعود لبنان منطلقاً لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد». وتزامنت المقاطعة الشيعية مع «نداء» وجّهه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أمين سر دولة الفاتيكان وتضمّن هجوماً عنيفاً على الراعي من دون تسميته معتبراً «أن المطوَّب بالحق لا يدعو لموقف ينتفع منه الجلّاد ويقوم به المجرم القاتل، ولا يرفع شعار الحياد فوق ركام مخيف من المذابح الصهيونية (...) ولا حياد عن حق ولا انحياز لباطل، ولا تضامن مع إرهابي مجرم، ولا دينونة لمَن يدعو لنزع سلاح من تعمّد بالقرابين لحماية الكنيسة والمسجد، رغم أن هذا البلد كان يوماً ضحية سهلة للجنازير الصهيونية، ولم يعد وطنا إلا ببحر من دماء وتضحيات يشهد لها كل مظلوم ومنصف رغم اختلاف ديانته وطائفته». وذكّر «بأن المقاومة بيرق المظلوم وترياق المحروم وصوت الكنيسة ونجدتها في سورية ولبنان وفلسطين وغيرها من بقاع الأرض، ويكفي ما قدمته في سورية ولبنان للدفاع عن الكنيسة وأهلها (...) وهو نفسه ما قامت به في لبنان يوم استنقذت الكنيسة من رجس الصهاينة وداعش (...)»، وأضاف: «هذه غزة أشلاء ودماء ومذابح ومظالم وفظاعات تستغيث حقاً وتستصرخ يداً تنقذها وقلباً يحنّ عليها، لا صوتاً يصف من يبذل القرابين المقدسة من أجل الكنائس والمعابد في سورية ولبنان وفلسطين بالإرهاب (...) ولا إثم عند الرب أكبر من اتهام محرري هذا البلد وضمانة سيادته بالإرهاب، وإذا كانت حماية الكنيسة والمسجد وتحرير هذا البلد وإغاثة مسيحيي سورية ولبنان وفلسطين وطحن أنياب الجيش الصهيوني إرهابا فنحن أهل الإرهاب وأسياده، ولن نسكت بعد اليوم ولن نسمح للصهيونية بموطئ قدم بهذا البلد على الإطلاق، وتابع:«صاحب النيافة (...) لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي، ولن نقبل بتوظيف الكنيسة في غير ما للربّ فيها». وكان بارزاً في اللقاء الذي أكد خلاله بارولين وجوب«أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعناً اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة»، أنه إلى جانب عدم اكتمال نصاب الحضور المرجعيّ الطائفي فيه، فإن الحضور القيادي المسيحي كان ناقصاً أيضاً حيث لم يلبّ رئيسا حزبي«القوات اللبنانية» سمير جعجع والكتائب سامي الجميل الدعوة وأوفدا مَن يمثّلهما، في حين حضر كل من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس تيار«المردة»سليمان فرنجية، وهو مرشّح«حزب الله»الى رئاسة الجمهورية، وسط تسجيل مصافحة وكلام بين الأخيرين رغم الفيتو الذي يضعه باسيل على فرنجية. وفي معلومات عن اللقاء أنه تناول مجمل الوضع اللبناني من مختلف نواحيه، حيث كشف النائب بيار بو عاصي الذي مثّل رئيس «القوات» أنه جرى في جانب منه بحْث التضامن مع غزة وتحييد لبنان عن الصراع الاقليمي لعدم تعريضه لمخاطر جمّة، وسط اعتبار أوساط مطلعة أن غياب والجميل ليس موجّهاً الى الراعي ولا الفاتيكان بالتأكيد، بمقدار ما أن الأمر ينسجم مع موقف يحاذر تصوير الأزمة الرئاسية على أنها مشكلة مسيحية في حين أنها ترتبط بـ«احتجاز فريق الممانعة لهذا الاستحقاق المعلق منذ 18 شهراً والذي يُراد جعله رهينة مسارات خارجة عن الدستور والانتخاب بالاقتراع تحت قبة البرلمان». وانتهى اللقاء الذي تخلله غداء بإعلان المفتي دريان أنه سيتم التعميم على الخطباء«بتخصيص خطبة يوم الجمعة للدعاء بالرحمة إلى أهل غزة والشهداء فيها وفي جنوب لبنان ومختلف المناطق ونصرة المظلومين في فلسطين ولبنان وكل أنحاء العالم والدعاء الى الله ليوقف الحرب»، وكذلك توجيه الراعي«نداء إلى كل المسيحيين لتخصيص الصلاة يومي السبت والأحد المقبلين من أجل السلام في غزة وجنوب لبنان وإنهاء الحرب، لأن الله قادر على مس الضمائر»...

واشنطن توكل لباريس التواصل مع طهران لمنع التصعيد في جنوب لبنان

مصدر شيعي يؤكد أن إيران لن تترك «حزب الله» وحيداً

تؤكد إيران أنها ستتدخل مباشرة في القتال حال قيام إسرائيل بتوسعة الحرب ضد «حزب الله»

(«الشرق الأوسط»).... بيروت: محمد شقير.. ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر ما ستؤول إليه معاودة الولايات المتحدة الأميركية تحركها على خطين لمنع مزيد من التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، والإبقاء عليه تحت السيطرة، لقطع الطريق على تفلّت المواجهة العسكرية في جنوب لبنان وتدحرجها نحو توسعة الحرب التي يمكن أن تمتد إلى الإقليم، في ضوء تهديد إيران بالتدخّل، وإعلانها أنها لن تقف مكتوفة اليدين، على حد تأكيد مصدر بارز في الثنائي الشيعي («حزب الله» و«حركة أمل»)، كاشفاً لـ«الشرق الأوسط» أن طهران أحاطتهم علماً بأنها أبلغت واشنطن أنها لن تسمح بالاستفراد بحليفها، أي الحزب، وسيكون لها الرد المناسب في الميدان. ويتضمن التحرك الأميركي خطين، الأول منهما هو مواصلة واشنطن الضغط المباشر على إسرائيل، الذي احتل حيزاً واسعاً في اللقاءات التي عقدها وزير دفاعها يوآف غالانت في زيارته لواشنطن، التي شملت كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وأبرزهم نظيره الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الطاقة أموس هوكستين، المكلف رسمياً بتهدئة الوضع على الجبهة بين لبنان وإسرائيل.

واشنطن تطلب مساعدة باريس

يأتي تحرك واشنطن بإيفادها هوكستين إلى باريس استكمالاً لتحركها باتجاه تل أبيب، على حد تأكيد مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»، بقوله إن اختيار هوكستين لهذه المهمة ينطلق من أن العاصمة الفرنسية هي الأقدر على التواصل مع طهران، الذي لم ينقطع أبداً، لإشراكها في جهود التهدئة من جهة، وأيضاً مع «حزب الله» من جهة ثانية، من خلال سفيرها في بيروت هيرفيه ماغرو، أو من ينوب عنه، سعياً وراء تهدئة الوضع بخفض منسوب التصعيد لمنع توسعة الحرب. ولفت المصدر الدبلوماسي الغربي إلى أن واشنطن، بلسان هوكستين، ستوكل إلى باريس مهمة التواصل مع القيادة الإيرانية، لعلها تسهم في خفض منسوب التوتر في جنوب لبنان بحكم تحالفها الاستراتيجي مع «حزب الله»، وقال إنها تولي أهمية لدور باريس للبحث في ما يمكن القيام به في اليوم التالي في حال تم التوصل إلى وقف النار على الجبهة الغزاوية.

طهران مضطرة للتدخل المباشر

ورأى المصدر نفسه أن تعاطي طهران مع المواجهة المشتعلة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان لن يكون في مطلق الأحوال نسخة طبق الأصل عن مساندتها حركة «حماس» في تصديها للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، الذي يقتصر على قيام أذرعها في المنطقة بتشغيل المسيّرات لإرباك إسرائيل، من دون أن يحدث ذلك تبدُّلاً في المسار العام للمواجهة. وبكلام آخر، فإن طهران ستضطر للتدخل المباشر في حال بادرت إسرائيل إلى توسعة الحرب في جنوب لبنان، في ظل رفعها لسقوف التهديدات، التي يقابلها الحزب بالمثل، وإن كانت لا تحبّذ توسعتها، وهذا ما تبين من خلال ردّها على استهداف تل أبيب قنصليتها في دمشق، الذي بقي محدوداً وتحت السيطرة، ولم يفعل فعله ولم يتسبب بردود فعل، وتحديداً من واشنطن التي كانت أُعلمت مسبقاً بطبيعة ردها من خلال قنوات التفاوض غير المباشر، التي ما زالت مفتوحة من دون أن تتوقف ولو للحظة. وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي لبناني إن واشنطن، وإن كانت على قناعة بأن عودة التهدئة إلى الجنوب ترتبط أولاً وأخيراً بوقف النار في غزة، تدرك أن الحزب يرهن موقفه من تهدئة الوضع بمضامين الاتفاق في حال حصوله، وما إذا كان سيؤدي إلى وقف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، وامتناعها عن مطاردة «حماس»، وعدم التعامل مع وقف النار على أنه مؤقت، خصوصاً أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو يؤكد باستمرار أنه لن يوقف النار إلا بعد القضاء على «حماس» والتخلص منها نهائياً. ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن مصير الجبهة الجنوبية بات معلقاً على وقف النار في غزة بلا شروط، وأنه لا خيار أمام إيران سوى التدخل جنوباً في حال أقدمت إسرائيل على توسعة الحرب، وأن طرفي المواجهة، مع أنهما يصران على رفع منسوب استعدادهما للحرب، فإنهما في المقابل يسعيان لاستقدام التدخلات التي تفتح الباب أمام إمكانية إنضاج تسوية تعيد الحرارة للوساطة التي يتولاها هوكستين. ويقول المصدر إن تبادلهما التهديدات لا يعني بالضرورة ارتياحهما لأوضاعهما في الداخل على نحو لا يدعوهما للقلق.

واشنطن والتهديد الإيراني

في الجنوب، الذي يقف على مشارف دخول «حزب الله» في مواجهة شاملة مع إسرائيل، لا يريدها لكنه يستعد لها، يبقى السباق على أشده بين التهدئة وبين توسعة الحرب، وهذا ما يضع إيران أمام ضرورة التدقيق في حساباتها، لأنه لا خيار أمامها سوى الوقوف إلى جانب حليفها. فهل تنجح الضغوط المتنقلة بين عواصم الدول المعنية في إبعاد شبح الحرب، أم أن الذي كتب قد كتب، ما يضع إيران في الصفوف الأمامية للمواجهة لمنع إسرائيل من إضعاف الحزب الذي كان له دور في حجز مقعد لإيران في عداد الدول ذات الصلة بأزمة الشرق الأوسط، بما لديها من مصالح تسعى لتوفير الحماية لها؟.......وإلى أن يتضح مصير المواجهة للتأكد ممّا إذا كانت الغلبة للتهدئة جنوباً، فإن واشنطن ربما تأخذ التهديد الإيراني بعين الاعتبار، لأنها لا تحبذ اشتعال المواجهة التي من شأنها أن تهدد الاستقرار في المنطقة، وهذا ما لا تريده مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، خصوصاً أن محور الممانعة يراهن على تدخل إيران في تصديها لمحاولات إضعاف حليفها «حزب الله»، ما ينعكس سلباً على نفوذها في المنطقة، كون الحزب هو من أمّن لها التموضع سياسياً على مرمى حجر من فلسطين المحتلة.

سفارات غربية استكشفت المنافذ البحرية لدرس إمكان اجلاء رعاياها في حال تدهورت الأمور

واشنطن تدير آخِر محاولات درء الحرب الأوسع على جبهة لبنان

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- إسرائيل تمارس لعبة «الشيء وعكسه» في سياق الحرب النفسية

- «العدّ العكسي للمواجهة بدأ» و«نتنياهو غير مهتمّ ويفضّل الديبلوماسية»

- بعد «النسخة الافتراضية» من الحرب التدميرية... ترقُّبٌ للمسار الديبلوماسي

- بري «قلق جداً من انفلات الأمور فنحن في مرحلة حساسة ودقيقة وأمام شهر حاسم والوضع غير مُطَمْئن»

- كندا جددت دعوتها لمواطنيها لمغادرة لبنان «الوضع الأمني متوتر بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به»

بعدما أفْرَغَ كل من إسرائيل و«حزب الله» ما في جعبتيْهما من تهديداتٍ بدا معها أن «الحربَ الكبرى» حصلتْ «على الورق» كما عبر العالم الافتراضي وبتقنياتِ الواقع المعزَّز و«لمَسَ» الطرفان تداعياتها المدمّرة على المقلبين، يسود «حبْسُ أنفاسٍ» تَرقُّباً لِما ستؤول إليه الجهودُ الديبلوماسيةُ المستمرّةُ ومحورها واشنطن لتفادي السيناريو الأسوأ على جبهة جنوب لبنان، وهو الاصطدام المروّع بارتجاجاته التي يُخشى أن تصيب الإقليم المقيم أصلاً فوق صفيح لاهب. وفي حين بقيَ الميدانُ جنوباً على سخونةٍ اتسمت بمنحى أقلّ ضراوة على المقلبين، ارتفع الرصدُ لآخِر محاولاتٍ لدرء الحرب وهل ستُفْضي المساعي الديبلوماسية إلى صيغةٍ موقتة للجبهة اللبنانية التي بات مصيرُ حرب غزة ومَسارُها يُدار أميركياً على قاعدة أولويةِ منْع زلزال في المنطقة يكون مركزه جنوب «بلاد الأرز»، أم أن الأفقَ المسدودَ بات مَحْكوماً بمرورٍ «إلزاميّ» أقلّه بـ«أيام قتالية» تشكّل نسخةً تصعيديةً من الحرب المحدودة المتمادية منذ 8 أكتوبر وتوفّر «غطاء نارياً» لتراجعاتٍ بـ«رعايةٍ» خلْفية وخفية إقليمية ودولية، وإن كان مثل هذا السيناريو دونه الخشية من أن تتطاير تشظيات مثل هذا التصعيد، متى بدأ، بخطأ كبير يؤدي إلى الانفجار الكبير. ولم يكن عابراً في موازاة الحضور الطاغي لخطر جبهة الجنوب في كل من واشنطن ولوكسمبورغ كما في رسالة القلق التي حَمَلَتْها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى بيروت أمس، أن ينطبع المسرح «الحربيّ» بتناغُم دولي على التحذيرِ من مغبة ترْك الفتيل يشتعل بـ«برميل البارود» في شمال إسرائيل، بالتوازي مع إمعان تل أبيب في لعبة «الشيء وعكسه» في سياق حربٍ نفسية أصبحت مُسْتَهْلَكة واستُنفذ مفعولها، ولم تعُد معها تهديداتُها بأن الضغطَ على الزناد صار قاب قوسين ولا الإيحاءات بأن بنيامين نتنياهو غير مهتمّ بحلٍّ بالقوة تؤخذ إلا على أنها «قنابل دخانية»، وسط تَعاطي «حزب الله» مع الحرب على أنها مستبعَدة ولكنه جاهِز لها في حال فُرضتْ عليه.

وفي هذا الإطار برزت المؤشرات الآتية:

- ما نقلتْه «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين كبار في إسرائيل معلومات مفادها أنّ «العدّ التنازليّ لحرب محتملة مع حزب الله قد بدأ»، وهو ما أعقبه إعلان قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار أنه أجرى تقييماً للوضع مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكداً رفْع الجهوزية لهجوم على لبنان.

- ما أورده موقع «أكسيوس» الأميركي عن أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن أن نتنياهو غير مهتم بحرب مع حزب الله ويفضّل الحل الديبلوماسي، في حين كان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي يعلن أن تل أبيب «ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع حزب الله وأنها تفضّل حلاً ديبلوماسياً».

- ما نقله الموقع نفسه عن أن «الولايات المتحدة تؤكد أنها لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل إذا استمر الوضع على الحدود في التصاعد» وأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ المسؤولين اللبنانيين «أن حزب الله مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا استمرت الهجمات» وأنه يعتبر انه يتعيّن على الحزب «التفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل بدل تصعيد التوترات».

- ما كُشف عن مضمون لقاءات وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت في واشنطن وبينها خلال لقائه هوكشتاين حيث أكد الأول «التزامه بتغيير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية الشمالية مع لبنان» وأن «الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب سيؤثر على كل جبهات القتال، وإسرائيل تستعدّ لكل سيناريو عسكرياً وديبلوماسياً».

- تأكيد الخارجية الأميركية أن استمرار العمل العسكري في غزة يضعف إسرائيل ويصعّب التوصل إلى حل في الشمال، وتحذير الوزير أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من شنّ بلاده هجوماً كبيراً ضد «حزب الله»، وتشديده على «أهمية تجنب المزيد من التصعيد للصراع والتوصل إلى حل ديبلوماسي يسمح للعائلات اللبنانية والإسرائيلية بالعودة إلى منازلها»، وذلك بالتوازي مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية أن «جهودنا تنصبّ على بلوغ حل ديبلوماسي للتوترات على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية» و«نركز على الحيلولة دون توسّع الصراع في المنطقة».

منافذ إجلاء

وفي هذا الوقت، وفي ظلّ تسريباتٍ عن إمكان أن يزور هوكشتاين باريس في الساعات المقبلة مع احتمال أن ينتقل منها مجدداً إلى تل أبيب ومن ثم بيروت، وكشْف النائب اللبناني مروان حمادة أن «غالبية السفارات الغربية استكشفت المنافذ البحرية لدرس إمكان إجلاء رعاياها في حال تدهورت الأمور لأن الأجواء في الأيام الأخيرة كانت متشائمة، على الرغم من كل النفي»، استوقف أوساطاً سياسية ما أبلغه رئيس البرلمان نبيه بري لقناة RT في لبنان حيث عبّر عن «بالغ القلق من انفلات الأمور، فنحن في مرحلة حساسة ودقيقة، وأمام شهر حاسم، والوضع غير مُطَمئن». وقال «التقينا هوكشتاين، وكنا ننتظر أجوبة منه بعد زيارته تل أبيب، لكن ذلك لم يحصل، وهذا يبعث على عدم الاطمئنان للمبادرة الأميركية (للتهدئة)»، مضيفاً «هوكشتاين طرح تراجع حزب الله 8 كيلومترات عن الحدود لتهدئة الأوضاع في مناطق الشريط الحدودي، فطالبتُ بالمقابل بتراجع الجيش الإسرائيلي عن حدوده 8 كيلومترات أيضاً». وعلى وقع هذا المناخ، وفيما جددت كندا دعوتها لمواطنيها لمغادرة لبنان معلنة «أن الوضع الأمني متوتر بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به»، حطّتْ وزيرة الخارجية الألمانية في بيروت حيث عقدت اجتماعات مع كبار المسؤولين، في مقدّمهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فيما برز عدم اشتمال جدول زيارتها على لقاء مع بري الذي كان عزا الأمر إلى «تضارُب في المواعيد».

تهديد وأكثر

وجاءت محطة بيربوك غداة اعتبارها من لوكسمبورغ حيث عُقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي «أن الوضع على الحدود مع إسرائيل أكثر من مقلق»، وذلك بالتوازي مع إعراب المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل عن «قلقه الشديد بشأن تصاعد الأوضاع في الشرق الأوسط»، محذراً من «احتمال تصاعد رقعة الصراع إلى لبنان قريباً». وبرز على هامش الاجتماع تأكيد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس أن «من غير المقبول أن يطلق حزب الله تهديدات ضد قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي... ونقف إلى جانب قبرص وسنكون جميعاً معاً في مواجهة جميع أنواع التهديدات العالمية القادمة من المنظمات الإرهابية»، في حين اعتبر الناطق باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو رداً على تهديدات السيد حسن نصرالله لقبرص التي اتّهمها باستضافة مناورات مع القوات الإسرائيلية وحذّرها من فتْح قواعدها ومطاراتها لإسرائيل في أي حرب على لبنان أن «قبرص دولة عضو في الاتحاد وأي تهديد ضدها يُعد تهديداً ضد الاتحاد ككل».

الميدان الجنوبي «تمدّد»

ولم يحجب هذا الحِراك الوقائع الميدانية جنوباً حيث نفّذت إسرائيل عدداً من الغارات، وذلك غداة استهدافها منطقة البقاع حيث أعلن الجيش الإسرائيلي «أن طائرات حربية أغارت على بنية إرهابية استخدمتْها وحدة الدفاع الجوي في حزب الله في بعلبك بعمق لبنان»، فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية «بأن الطيران الحربي المعادي شنّ ليل الاثنين 3 غارات على جرد ماسا وجنتا في محلة الشعرة، حيث كانت فرق الإطفاء في الدفاع المدني تخمد النيران، واستهدفت الغارات، التي سمع صداها في أرجاء البقاعين الأوسط والغربي، غرفة قريبة من فريق الإطفاء، فتضررت سيارة تابعة للدفاع المدني، ولم تسجل إصابات في الأرواح». وردّ «حزب الله» أمس بـ«‏هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر ‏لوائي التابع للفرقة 91 في ‏منطقة ناحل غيرشوم، مستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو، ما أدى ‏إلى إيقاع عدد من الإصابات بينهم واندلاع النيران داخل المقر». وترافق الميدان المباشر، مع تهديدٍ لافت من الأمين العام لكتائب «سيد الشهداء» التابعة للحشد الشعبي العراقي أبوآلاء الولائي لإسرائيل، بـ«قتال من نقطة الصفر»، إذا شنت حرباً على لبنان. وكتب الولائي في حسابه على منصة «إكس»، «إن المانع الجغرافي الذي فرض على المقاومة الاسلامية في العراق أن تشارك في معركة طوفان الأقصى بدك معاقل العدو الصهيوني من مسافة تفوق الـ 700 كيلومتر، سيزول في حال أقدم الكيان الصهيوني على حماقة شن حرب على لبنان، وسيكون القتال حينها من مسافة صفر»....

لبنان: أفكار ألمانية للتهدئة ومقاطعة شيعية لـ «غداء بكركي»

الجريدة...منير الربيع ...على وقع الترقب اللبناني لمسار تطورات الوضع بالجنوب، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربروك إلى بيروت في دخول ألماني على خط الجهود والمساعي لتفادي اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، وسط بروز مواقف وتقديرات متناقضة بشأن احتمالات التصعيد. وفيما اعتبر المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، حسبما نقل عنه موقع أكسيوس الأميركي، أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً، وهو ما أكده كذلك مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، تشير المعلومات الى أن بيربوك ستقدم افكاراً في إطار مسعى جديد لسحب فتيل التفجير لاسيما أنها إحدى الدول الأساسية المشاركة في قوات اليونيفيل الدولية، كما لعبت سابقا أدوارا في صفقات تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل. في سياق متصل، حركت زيارة أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين للبنان، التي بدأت الأحد وتنتهي الخميس، المياه السياسية الراكدة. وحمل بارولين في زيارته ملفات وهموما كثيرة، بينها ما يشدد عليه الفاتيكان دوماً، وهو الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية التي تحمي الكيان في مواجهات كل طروحات التقسيم أو الفدرالية، وهو يشدد على ضرورة اندماج المسيحيين في مجتمعاتهم والحفاظ على دولهم ومؤسساتها في وقت يعاني لبنان من فراغ رئاسي طويل ومواجهات عسكرية في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل، وسط مخاوف كبيرة من احتمال اتساع رقعتها أو تحولها إلى حرب شاملة. وقد كشفت الزيارة انقساماً لبنانياً كبيراً، انعكس أيضاً في تلبية الدعوات التي وجهتها البطريركية المارونية الى المرجعيات الدينية والسياسية والروحية لغداء في بكركي نظم أمس على شرف الزائر الفاتيكاني. وكانت هناك محاولة لعقد قمة جامعة لمناقشة ملف لبنان ككل والوصول الى إصدار موقف موحد بين المكونات الروحية حول الحفاظ على الكيان اللبناني، إلا أن عدم موافقة بعض القوى الروحية والسياسية على المشاركة حال دون عقد القمة، فتحول اللقاء الى غداء، قاطعه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بسبب مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتي يشدد فيها على ضرورة تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1559، وذلك لمنع شن أي عمليات عسكرية من لبنان. وهذا الموقف اعتبره حزب الله موجهاً له، كما اعتبر الحزب أن الراعي وصفه في عظة قبل أيام بأنه حزب إرهابي، الأمر الذي نفته مصادر بكركي، وقالت إن الراعي كان يقصد بعض التنظيمات الأخرى التي تشارك في إطلاق الصواريخ، إلا أن هذه الخلافات حالت دون عقد القمة. في الوقت نفسه فإن اللقاء السياسي بقي ناقصاً في ظل عدم موافقة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الحضور، وكذلك رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، علماً أن مصادر متابعة تشير الى أن بارولين كان يحمل مبادرة تتعلق بإنجاز الانتخابات الرئاسية من خلال جمع الأقطاب الموارنة الأربعة، وعقد جلسة نقاش فيما بينهم للاتفاق على انتخاب رئيس، أو بالحد الأدنى لتقديم كل شخص منهم اسمي مرشحين للنزول الى جلسة انتخابية مع تعهدات بعدم تعطيل النصاب. وأبدى بارولين في كل محطات زيارته خوفاً كبيراً على لبنان، وعلى استمرار مسار الانهيار في ظل عدم قدرة اللبنانيين على التعاون فيما بينهم لإنجاز الاستحقاقات ومنع التدهور، كما أبدى تخوفاً كبيراً على مصير لبنان في حال استمرت المواجهات في الجنوب، واتسعت إلى حرب، ما سيؤدي إلى نتائج كارثية على لبنان واللبنانيين.

اتحاد المصنّعين الإسرائيليين: سنُغلق منصّات الغاز إذا نشبت حرب مع «حزب الله»

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال رون تومر، رئيس اتحاد المصنّعين في إسرائيل، إنه سيتم وقف تشغيل كل منصّات استخراج الغاز الطبيعي في المياه الإسرائيلية؛ لحمايتها في حال نشوب حرب مع «حزب الله» اللبناني. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن تومر قوله أمام مؤتمر للطاقة والاقتصاد، الثلاثاء، إن مصادر الطاقة الإسرائيلية ستكون عرضة للهجوم في حال نشوب حرب، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف: «نسعى لضمان قدرتنا على البقاء والعمل حتى في حال نشوب الحرب، وتعرّض شبكة الكهرباء في إسرائيل للتدمير». وقال إن على الحكومة تجهيز مصادر طاقة بديلة لأبراج الاتصالات الخلوية، بما يسمح بانتظام خدمات الاتصالات في إسرائيل، حتى إذا توقفت إمدادات الكهرباء في البلاد.

مسؤول إسرائيلي: سنعمل على حل الصراع مع «حزب الله» خلال أسابيع..ونفضّل الدبلوماسية

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، اليوم (الثلاثاء)، أن إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع «حزب الله» اللبناني، مشيراً إلى أنها تفضل حلاً دبلوماسياً، حسبما نشرت «رويترز». وأوضح هنغبي أن إسرائيل تناقش مع مسؤولين أميركيين احتمال أن تسمح النهاية المتوقعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في غزة بالتوصل إلى «ترتيب» مع «حزب الله». وبدأ «حزب الله» المتحالف مع إيران مهاجمة إسرائيل من الشمال بعد فترة وجيزة من هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل، والذي أعقبه اندلاع أحداث حرب في غزة. وأدى القصف على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى إجلاء عشرات الآلاف من المناطق الواقعة على جانبي الحدود، وتصاعد القصف في الأسابيع القليلة الماضية ليثير مخاوف من نشوب صراع شامل. وقال هنغبي في مؤتمر هرتسليا: «نحن والأميركيون سنخصص أسابيع الآن لمحاولة التوصل إلى تسوية». وأضاف: «إذا لم يكن هناك ترتيب عبر الوسائل الدبلوماسية، يدرك الجميع أنه يتعين أن يكون هناك ترتيب عبر وسائل أخرى. وفي الوقت الحالي نفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية». وأشار إلى أن إسرائيل تناقش مع واشنطن جهودا مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم «حماس» في قطاع غزة.

إسرائيل تناقش مع مسؤولين أميركيين «ترتيباً» مع «حزب الله»

أوستن يُحذر من أن الحرب قد تتحول بسهولة صراعاً إقليمياً

بيروت: «الشرق الأوسط».. تناقش إسرائيل مع مسؤولين أميركيين احتمال التوصل إلى «ترتيب» مع «حزب الله»، لم تستبعد فيه الحل الدبلوماسي، بموازاة استعدادات عسكرية تشمل سلاح الجو، تحسباً «لأي هجوم على لبنان»، في وقت تسعى فيه المحادثات الدبلوماسية لمنع تمدد الصراع بالتزامن مع تصاعد وتيرة التهديدات بين إسرائيل و«حزب الله». وحذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، من أن نزاعاً جديداً بين إسرائيل و«حزب الله» من شأنه أن يُشعل حرباً إقليمية، داعياً إلى حلّ دبلوماسي. وقال أوستن: «يمكن بسهولة أن تتحول حرب جديدة بين إسرائيل و(حزب الله) إلى حرب إقليمية مع عواقب وخيمة على الشرق الأوسط»، مضيفاً: «الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لمنع مزيد من التصعيد». وفي مستهلّ الاجتماع قال غالانت: «نعمل معاً بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق، لكن علينا أيضاً مناقشة الاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة». ووصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى بيروت، حيث التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقالت إن «الوضع على الخط الأزرق دقيق، والمخاطر قائمة، من هنا ينبغي التعاون بين كل الأطراف لخفض التصعيد، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بما ينعكس حكماً وقفاً لإطلاق النار في الجنوب». وثمَّن ميقاتي دور ألمانيا الفاعل على الصعيدين الأوروبي والدولي، وقدّر «الحرص الألماني على لبنان»، ورأى أن «المدخل الأساسي لعودة الهدوء إلى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً». وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الثلاثاء، إن إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع «حزب الله»، وإنها تفضل حلاً دبلوماسياً. وأوضح هنغبي أن إسرائيل تناقش مع مسؤولين أميركيين احتمال أن تسمح النهاية المتوقعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في غزة بالتوصل إلى «ترتيب» مع الحزب. وقال هنغبي في مؤتمر هرتسليا: «نحن والأميركيون سنخصص أسابيع الآن لمحاولة التوصل إلى تسوية». وأضاف: «إذا لم يكن هناك ترتيب عبر الوسائل الدبلوماسية، يدرك الجميع أنه يتعين أن يكون هناك ترتيب عبر وسائل أخرى. وفي الوقت الحالي نفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية». وأشار إلى أن إسرائيل تناقش مع واشنطن جهوداً مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم «حماس» في قطاع غزة. وقبيل وصول وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى بيروت للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد زيارتها إلى تل أبيب، حذّر مسؤولون أميركيون وغربيون، في محادثات مع نظرائهم اللبنانيين، من أن إسرائيل جادة في تهديداتها، وتعتزم التحرك عسكرياً ضد لبنان، إذا ما فشلت المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي المواجهات الحدودية المتصاعدة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وفق ما أوردت الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان - ريشيت بيت)، الثلاثاء. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالـ«مطلعة» قولها إن الدبلوماسيين الغربيين يطالبون لبنان بكبح جماح «حزب الله»، ويشددون على أن «إسرائيل جادة عندما تقول إنها ستتحرك» عسكرياً ضد لبنان لضرب قدرات «حزب الله»، وإبعاد مقاتليه عن المنطقة الحدودية جنوب لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني شمالاً. ونقل موقع «واللا» عن مسؤول أميركي رفيع وآخر إسرائيلي وثالث وصفه بأنه «دبلوماسي غربي»، أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى المنطقة، عاموس هوكستين، شدد خلال اجتماعه مع المسؤولين اللبنانيين، الأسبوع الماضي، على أن «(حزب الله) مخطئ إذا اعتقد أن واشنطن ستكون قادرة على منع إسرائيل من شن عملية برية ضد لبنان إذا استمر في تصعيد هجماته».

استعدادات عسكرية

ووسط الحراك الدبلوماسي، يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لسيناريوهات الحرب. وقال إن «قائد سلاح الجو تومر بار، وقادة كباراً في سلاح الجو، أجروا مناقشات مشتركة مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية». وأشار إلى أن القادة «عقدوا جلسة لتقييم الوضع مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، حيث تابع القادة مواصلة حماية البلدات الشمالية إلى جانب عملية رفع الجاهزية لهجوم في لبنان والتعاون بين القيادة الشمالية وسلاح الجو».

تصعيد متبادل

وتتصاعد التوترات المترافقة مع ازدياد القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان. أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش الإسرائيلي «نفذ اعتداءات بمسيرات صغيرة ألقت قذائف مشظية على سيارة في بساتين بلدة الوزاني وفي بلدة الطيبة مرتين»، بينما أفادت تقارير إسرائيلية بأن الدفاعات الجوية أطلقت صاروخين في محاولة لاعتراض طائرتين مسيرتين لـ(حزب الله) أطلقتا من لبنان في سماء الجليل الأعلى. وأعلن «حزب الله» بدوره أن مقاتليه شنوا ‏هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقرٍّ ‏لوائيٍ تابع للفرقة 91 في ‏منطقة ناحل غيرشوم، واستهدفوا أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود إسرائيليين، «ما أدى ‏إلى إيقاع عدد من الإصابات بينهم واندلاع النيران داخل المقر»، وذلك «رداً على اعتداء العدو ‏الإسرائيلي الذي استهدف منطقة البقاع» في شرق لبنان. كما ‏استهدف مقاتلو «الحزب» موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية، وموقع بركة ريشا. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: «قصفت الطائرات المقاتلة مباني عسكرية إلى جانب البنية التحتية الإرهابية لتنظيم (حزب الله) في منطقتي الخيام والعديسة بجنوب لبنان».

وزير الدفاع الأميركي: نسعى لاتفاق دبلوماسي يمنع الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»

واشنطن: «الشرق الأوسط».. قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، (الثلاثاء)، إن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، محذراً من أن اندلاع حرب بين جماعة «حزب الله» اللبنانية وإسرائيل سيكون أمراً مدمراً، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وقال أوستن في بداية اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): «استفزازات (حزب الله) تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها. حرب كهذه ستكون كارثة على لبنان، وستكون مدمرة للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين الأبرياء». وأضاف: «الدبلوماسية هي أفضل وسيلة للحيلولة دون مزيد من التصعيد. لذلك نحن نسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء الدائم إلى الحدود الشمالية لإسرائيل، ويمكّن المدنيين من العودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية».

«الحرس الثوري» يفحص خططاً عراقية لدعم «حزب الله»

ضابط إيراني أبلغ قادة فصائل «عدم الارتجال في لحظة التفاوض»... والحليف اللبناني لا يزال متحفظاً

الشرق الاوسط..لندن: علي السراي.. يناقش قادة فصائل عراقية «خططاً أولية» لدعم «حزب الله» في لبنان في حال خاض حرباً مع إسرائيل، لكنها جميعاً غير نهائية بانتظار رأي الفصيل اللبناني وموافقة أخيرة من الإيرانيين، كما أبلغت 4 مصادر متقاطعة «الشرق الأوسط». وتحدثت المصادر أيضاً عن اجتماع في بغداد حضره ضابط كبير في «الحرس الثوري» الإيراني إلى جانب قادة في «الإطار التنسيقي» وممثلي فصائل مسلحة موالية لطهران، لمناقشة «أفكار كل فصيل عن الطريقة التي يقترحها لدعم (حزب الله)». وفي 13 يونيو (حزيران)، رد قادة فصائل عراقية على أسئلة إيرانية بشأن الوضع في لبنان، بأنها مستعدة للقتال إلى جانب «حزب الله» في حال اندلاع «حرب أوسع»، وفقاً لمصادر عراقية.

«الحرس الثوري» يراقب خطط الفصائل العراقية

وقالت المصادر إن الاجتماع عقد بعد اتصالات مكثفة بين قادة فصائل عراقية بشأن «الانتقال إلى جبهة لبنان»، ووجد «الحرس الثوري» أنه «من الضروري الاستماع إلى خططهم ومراقبتها عن كثب». وأوضحت المصادر أن «الحرس الثوري وافق على حضور الاجتماع بناء على (طلب ملح) من (حزب الله) اللبناني بضرورة مراقبة رد الفعل العراقي الذي قد يفتقد إلى الحسابات الدقيقة الآن». يأتي ذلك رغم رفض «حزب الله» قبول «العرض العراقي» مشاركة عناصر مقاتلة في أي حرب محتملة. وكان تحقيق لـ«الشرق الأوسط» في 20 يونيو كشف أن «حزب الله» تحفظ على مشاركة الفصائل العراقية في لبنان لأسباب تتعلق بالتأكد من إمكانية «اتخاذ القرارات الميدانية»، والوضع الحساس في الداخل اللبناني. وفي اليوم نفسه، أكد زعيم «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، أن «المقاومة في لبنان تلقت عروضاً من قادة المسلحين في إيران والعراق وسوريا واليمن ودول أخرى بإرسال عشرات الآلاف من المسلحين لمساعدة (حزب الله)»، وتابع: «قلنا لهم شكراً، لدينا أعداد ضخمة». لكن ذلك لم يمنع فصائل عراقية من المضي قدماً في وضع خطط تتضمن مجموعة خيارات لإمداد «حزب الله» بالسلاح والصواريخ والمسيرات، و«المسلحين إن اقتضت الضرورة»، لكن الحسابات المتعلقة باستهداف القوافل وثكنات الفصائل تفرض الكثير من الحذر على هذه الخطط، وفقاً للمصادر الأربعة. وقال مصدران، أحدهما اطلع على ملخص للاجتماع في بغداد بحضور ضابط «الحرس الثوري»، إن الرأي الحاسم في اعتماد أي من هذه الخطط ينتظر «موافقة طهران التي تجري حسابات سياسية». وحضر الاجتماع زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وقادة فصائل مسلحة، من بينها حركة النجباء وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء، وكان ضابط «الحرس الثوري» الإيراني «مستمعاً أغلب وقت الاجتماع». وطرح قائد فصيل «استعداد جميع مسلحيه للتواجد في جنوب لبنان كخط صد أول عن (حزب الله) في مواجهة إسرائيل»، لكن الإيرانيين وجدوا في هذا المقترح «حماسة مبالغاً فيها في الوقت الراهن»، كما أن «حزب الله» اللبناني لم يرد على المقترح. ونقل مصدر عن ضابط الحرس الثوري الإيراني: «هذه شجاعة كبيرة، لكنها تحتاج إلى التدقيق ومراعاة أمور كثيرة في الداخل اللبناني». لكن قادة فصائل آخرين عرضوا خططاً لإنشاء خط إمداد لـ«حزب الله» يضمن نقل الصواريخ والمسيرات إلى جنوب لبنان، وكان من بين الأفكار «استخدام مطار بيروت لضمان النقل السريع بكثافة». وكانت صحيفة «التلغراف» البريطانية زعمت أن «حزب الله» يُخزّن صواريخ في مطار بيروت، ورد وزير الأشغال اللبناني، علي حمية، بأن هذه المعلومات «تشوه سمعة المطار». ويبدو أن مقترح الفصائل العراقية لم يعجب الإيرانيين لأن «حزب الله»، وفقاً لما نقلته المصادر يخشى من ضرب المطار، «خصوصاً أن الأعين مفتوحة عليه الآن».

خط إمداد سرّي

مع ذلك، انتبه ضابط الحرس الثوري إلى «خطط مثيرة للاهتمام» كما تصف المصادر، تقترح إنشاء خط إمداد مؤمن لنقل الأسلحة والصواريخ والمسيرات إلى جنوب لبنان. وقال مصدر من كتائب حزب الله لـ«الشرق الأوسط»، إن خط الإمداد بحاجة إلى عناصر خبيرة في الميدان السوري، وثكنات سرية لضمان النقل، ولتفادي استهداف الطائرات الإسرائيلية، لا سيما بعد قرار اتخذ أخيراً بتجنب استخدام المواقع المعتادة على الحدود. وبحسب الخطة، فإن الفصائل العراقية ستعيد انتشارها في سوريا إلى وضع يسمح لها بدعم «حزب الله» في لبنان. وعرضت الكتائب جزءاً من خطتها لتفادي استهداف شحنات السلاح إلى «حزب الله». وقال المصدر إن «خط الإمداد سيعتمد على شحنات منفردة (مسيرة واحدة تنقلها عجلة واحدة وسائق واحد)». ونقل المصدر عن ممثل كتائب حزب الله أنه «من الأفضل أن تكون تكلفة الصاروخ الإسرائيلي أكثر من تكلفة الشحنة التي يضربها». وفي 22 يونيو، استهدف قصف «مجهول» شحنة صواريخ ومسيرات كان ينقلها فصيل عراقي موالٍ لطهران، في منطقة «البو كمال» عند الحدود السورية.

الارتجال ممنوع في لحظة التفاوض

وخلال اجتماع ضابط «الحرس الثوري» في بغداد، اعترض قيس الخزعلي، زعيم «عصائب أهل الحق» على جميع هذه الخطط، وقال إن «استهداف المصالح الأميركية داخل العراق هو أفضل شيء يمكن تقديمه لـ(حزب الله)». وقال مصدر، إن «رأي الخزعلي أثار خلافات حادة مع ممثلي الفصائل، وخاضوا جميعاً في مشادات كلامية بحضور ضابط الحرس الذي طلب من الجميع عدم الارتجال نهائياً وانتظار موافقة طهران لأنها في حالة تفاوض الآن». وبعد الاجتماع، ظهر الخزعلي في خطاب متلفز، الاثنين، وقال: «فلتعلم أميركا أنها جعلت كل مصالحها في المنطقة والعراق محل استهداف ومحل خطر»، في حال مهاجمة «حزب الله» في لبنان. وتتطابق رواية المصادر عن «الموقف الإيراني المتحفظ بشأن الخطط العراقية» مع ما قاله مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الثلاثاء: إن إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع «حزب الله» اللبناني وإنها تفضل حلاً دبلوماسياً، وفقاً لما نقلته «رويترز». وقالت المصادر الأربعة إن الإيرانيين بمشورة من «حزب الله» اللبناني لم يقروا أياً من خطط الفصائل العراقية، لكن فكرة إنشاء خط إمداد مؤمن تحظى بالاهتمام حتى لو لم تندلع حرب في لبنان.

كندا تجدد دعوة مواطنيها لمغادرة لبنان: الوضع الأمني لا يمكن التنبؤ به

الراي...جددت كندا، اليوم الثلاثاء، دعوتها لمواطنيها إلى مغادرة لبنان، قائلة إن الوضع الأمني في البلاد أصبح مضطربا بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به. وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان «رسالتي للكنديين كانت واضحة منذ بداية الأزمة في الشرق الأوسط: هذا ليس الوقت المناسب للسفر إلى لبنان. وبالنسبة للكنديين الموجودين حاليا في لبنان، فقد حان الوقت للمغادرة، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة»...

واشنطن: «استفزازات» حزب الله تهدد بجر إسرائيل ولبنان إلى حرب

الجريدة...حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت من أن نزاعاً جديداً بين إسرائيل وحزب الله من شأنه أن يُشعل حرباً إقليمية، داعياً إلى حلّ دبلوماسي. وقال أوستن «يُمكن بسهولة أن تتحول حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب إقليمية مع عواقب وخيمة على الشرق الأوسط»، مضيفاً «الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لمنع مزيد من التصعيد». وقال أوستن اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، محذّراً من أن اندلاع حرب بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل سيكون أمراً مدمراً. وقال أوستن في بداية اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقر وزارة الدفاع الأمريكية «استفزازات حزب الله تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها، مثل هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان وستكون مدمرة للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين الأبرياء». وفي مستهلّ الاجتماع قال غالانت «نعمل معاً بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق لكن علينا أيضاً مناقشة الاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة». وتفاقم التوتر في الشرق الأوسط على وقع الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، إذ يتبادل حزب الله اللبناني حليف حماس وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي «المصادقة على خطط عملياتية لهجوم في لبنان». وحذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في اليوم التالي من أنّ أيّ مكان في إسرائيل «لن يكون بمنأى» عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب. ويزور غالانت واشنطن بعد أسبوع من التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على خلفية انتقادات وجهها نتانياهو بشأن التأخير في وصول الأسلحة الأميركية. وأكد الوزير الإسرائيلي الاثنين أن «روابط إسرائيل مع الولايات المتحدة أكثر أهمية من أي وقت مضى»....

دفعة جديدة للدبلوماسية قد تبعد الحرب عن لبنان أفكار ألمانية للتهدئة... وكندا تدعو مواطنيها إلى المغادرة

الجريدة...في خطوة تشير إلى أن الحل الدبلوماسي لإنهاء المواجهات بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود الجنوبية للبنان قد يكون حصل على فرصة جديدة بعد أيام من تصاعد المؤشرات لحرب وشيكة، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس، خلال استقباله نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن، إن الحل الدبلوماسي هو الحل الأمثل للحيلولة دون تزايد التصعيد، في رسالة رددها كذلك مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي الذي قال إن تل أبيب لا تزال «تفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية». وبينما قال أوستن إن «استفزازات حزب الله تشكّل تهديداً للشعب اللبناني لأنّها قد تجرّ البلاد إلى الحرب»، أشار غالانت إلى أن «الوقت ينفد أمام الخيار الدبلوماسي»، مشدداً على قدرة بلاده على تدمير حزب الله وإبقاء لبنان في الظلام. ومع وصول وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى بيروت أشارت المعلومات إلى أن الأخيرة ستقدم أفكاراً في إطار مسعى جديد لسحب فتيل التفجير، لاسيما أن بلادها إحدى الدول الأساسية المشاركة في قوات اليونيفيل الدولية، كما لعبت سابقاً أدواراً في صفقات تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل. ورغم ذلك تواصلت المؤشرات السلبية، إذ حثت كندا مواطنيها في لبنان على مغادرة البلد «ماداموا قادرين على ذلك»، محذرة من خطر تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب في غزة. ودعت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي الكنديين، في بيان، إلى المغادرة طالما لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة، مبينة أن «الوضع الأمني في لبنان يزداد تقلّباً، ولا يمكن التنبؤ به بسبب العنف المستمرّ والمتصاعد بين حزب الله وإسرائيل، ويمكن أن يتدهور أكثر دون سابق إنذار»....

في حال نشوب حرب مع حزب الله.. إسرائيل تستعين بـ"ستارلينك"

دبي - العربية.نت.. وسط مخاوف من انقطاع الكهرباء في إسرائيل جراء المواجهات الجارية شمالاً مع حزب الله اللبناني، مع تزايد حدة التصعيد بين الطرفين والحديث عن هجوم إسرائيلي قريب، تسعى تل أبيب للحصول على خدمات "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية لاستخدامها في حالة نشوب حرب شاملة محتملة مع لبنان. فبحسب تقرير إسرائيلي تسعى كل من وزارتي المالية والاتصالات إلى استخدام 5000 قمر صناعي منخفض المدار من ستارلينك لضمان تدفق مستقر للبيانات والمعلومات للسلطات الحكومية في أثناء حالات الطوارئ، وفق ما ذكرته صحيفة كالكاليست المالية اليومية. وكان شلومي قرعي وزير الاتصالات قد منح الإذن لشركة ستارلينك في فبراير/شباط الماضي بالعمل في إسرائيل وقطاع غزة. وشركة ستارلينك تابعة لـ"سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك. وربما تتطلع إسرائيل للاستفادة من خدماتها للحفاظ على الاتصال بالإنترنت الذي قد يتوقف مع انقطاع الكهرباء في إسرائيل إذا اندلعت الحرب.

مواجهات وتهديدات

يأتي هذا فيما تتصاعد حدة المواجهات والاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على جانبي الحدود بين البلدين منذ اغتيال إسرائيل للقيادي في الحزب طالب عبد الله قبل نحو أسبوعين. كما ارتفعت أيضا حدة التهديدات بين الطرفين، إذ هدد زعيم الحزب، حسن نصرالله، في خطاب متلفز، الأربعاء الماضي، بضرب كافة المناطق الإسرائيلية في حال توسعت الحرب، بل طالت تهديداته قبرص أيضاً التي اتهمها باستضافة مناورات مع القوات الإسرائيلية. وربما تؤدي الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله إلى هجمات صاروخية على شبكة الكهرباء الإسرائيلية وغيرها من مرافق البنية التحتية ما يؤدي إلى تعطل الكهرباء.

أميركا تنضم إلى التهديدات وقرار الحرب لم يتبلور

الاخبار..يحيى دبوق ... هل تعمد إسرائيل إلى شن حرب شاملة على لبنان؟ الإشارات الدالّة لا تؤكد ولا تنفي أياً من الإجابات، وإن كانت نبرة التهديدات في تل أبيب عالية جداً. كلا الجانبين، وبقدر أكبر الجانب الإسرائيلي، معنيان في هذه الفترة برفع الصوت عالياً لمنع التصعيد من الارتقاء درجة عمّا هو عليه الآن. إلا أن ذلك لا يلغي أن المرحلة باتت حسّاسة جداً، وقد تنتقل - بقصد أو غير قصد - إلى ما لا يريده الطرفان.إرادة عدم التسبب بنشوب حرب ترتبط بالمرحلة الآنية. لكن، ما الذي سيحدث لاحقاً؟ تبقى الأمور في دائرة التقديرات، ولكل من المتابعين ترجيح ما يراه، علماً أنه من غير المرجّح أن يكون قرار الحرب - كما قرار التوجه إلى اللاحرب - قد اتُّخذ منذ الآن في تل أبيب، خصوصاً أن أياً من مقدّماته الميدانية والسياسية لم تتبلور بعد. ينبغي التفريق بين التهديدات التي تمهّد الميدان سياسياً وعسكرياً ورأياً عاماً محلياً ودولياً قبل بدء الحرب، وتلك التي تخدم مصالح من يهدد بالحرب، وإن كان غير معنيّ بنشوبها، مراهناً على تحقيق مكاسب من الحرب من دون خوضها ودفع أثمانها. التهديد شيء، والحرب شيء آخر، وليس ضرورياً أن تكون للحرب مقدّمات تهديدية، مثلما لا يعني إطلاق التهديدات أنها مقدّمة للحروب. وتاريخ الصراع بين إسرائيل والمقاومة، تحديداً في لبنان، يؤكّد ذلك.

يحدث أن تهديدات إسرائيل، هذه المرة، مغايرة لما سبق. فبعد «طوفان الأقصى»، لم يعد بالإمكان تفسير التهديدات على النحو المشار إليه، إذ إن معايير إسرائيل ونياتها العدائية أعلى وأوسع وأكثر جدية عما كانت عليه. لكنه لا يعني أن العدو تحوّل إلى «وحش كاسر» لا يأبه بأثمان أفعاله. فهو لن يخشى الإقدام على الحرب إذا كان يقوى على احتواء ثمنها وأذيّتها، لكنه لن يصل إلى حد يسمح لأفعاله العدائية أن تجلب له أذى معتدّاً به. حتى الآن، المعادلة الحاكمة: كلما كانت الجدوى أعلى، يمكن تحمّل الثمن والأذى. في الحالة اللبنانية، قد لا تصل معادلة الأذى إلى التساوي في حال نشبت حرب شاملة بين المقاومة والعدو. لكنّ الأمور تختلف على طاولة القرار في حال كان الثمن عالياً ومستوى الأذى غير مسبوق، حتى ولو كانت إسرائيل قادرة على إلحاق أذى مقابل بلبنان أكبر بأشواط. في مرحلة من مراحل معادلة الكلفة والجدوى، قد تصل كلفة الحرب على إسرائيل إلى حد لا تبرّره أي جدوى من الحرب، وهذا بحدّ ذاته كافٍ لكبح قرار الحرب مهما كانت جدواها.

اللاقرار بشنّ حرب هو التقدير المُرجّح، إلا أن إسرائيل قد تقع فريسة أخطائها

هل يعني هذا أن اللاحرب هي الأكثر ترجيحاً؟ الجواب هو: نعم... «ولكن». وما يدفع إلى التشديد على «ولكن»، إمكان أن تقع أخطاء تتعلق بتقدير طرف لنيات وردود فعل الطرف الآخر. وفي الحالة الإسرائيلية، على تل أبيب أن تسأل نفسها: ما هي الحدود التي إذا تخطّتها في اعتداءاتها، ستفرض على حزب الله أن لا يكتفي بالرد المتناسب معها؟

الى الآن، اللاقرار بشن حرب هو التقدير المُرجّح. إلا أن إسرائيل قد تقع فريسة أخطائها، خصوصاً أن ما تريده في الساحة اللبنانية أعلى وأشمل بكثير مما هي قادرة على تحقيقه، سواء عبر التهديدات أو المواجهات أو التسويات. تعاني إسرائيل الحالية تخبّطاً وشللاً استراتيجياً حاداً. واستخدام الجيش الإسرائيلي النار عن بعد لا يردع حزب الله، وبالتأكيد لا يخلق واقعاً أمنياً جديداً يسمح للمستوطنات وسكانها بالعودة إلى ما كانوا عليه. فلا أهداف محدّدة، ولا وسائل لتحقيق هكذا أهداف حتى وإن تقرّرت، ولا قرار بنقل ثقل الجيش إلى الحدود مع لبنان لإضفاء صدقية ميدانية على التهديد، كما لا توجد مبادرة تمهّد أو يمكن الرهان عليها إسرائيلياً لتحقيق المصالح وفرض الإرادات في لبنان، عبر الخيارات العسكرية. التطور الأخير في سياق تهديد لبنان كان أميركياً، إذ أخطأت واشنطن في التعبير العلني (وإن كانت مضطرّة إليه) بأنها لا تريد أي تصعيد شامل بين المقاومة في لبنان وإسرائيل. وطوال الأسابيع القليلة الماضية، ركّزت المقاربة الأميركية على كل ما من شأنه، وفقاً للتقديرات، أن يمنع التصعيد، ويحول دون الحرب الشاملة. هذه المقاربة أضرّت بموقف إسرائيل ورهانها على أن تدفع التهديدات حزب الله إلى التراجع عن موقفه، والاستسلام لفرض إرادتها على الساحة اللبنانية وفقاً لشروطها ومصالحها. هذا الإضرار اضطر واشنطن، في المقابل، إلى رفع صوت مغاير وموازٍ لطلب التهدئة، عبّرت عنه تسريبات مصادر أميركية رفيعة للإعلام الأميركي (مجلة «بوليتيكو») بأن «المسؤولين الأميركيين الذين يحاولون منع حرب أكبر في الشرق الأوسط، يصدرون تحذيراً غير عادي إلى حزب الله، بأن لا تفترض أن واشنطن تستطيع منع إسرائيل من مهاجمتك». إلا أن تهديداً كهذا، قد يصل إلى الأذن اللبنانية، صاحبة القرار، كما عبّرت عنه المجلة الأميركية نفسها، بالإشارة إلى أن «شخصية مطّلعة على المناقشات، قالت إن الرسالة الأميركية تهدف إلى دفع حزب الله للتراجع وتهدئة الواقع المتأزّم على طول الحدود، بين إسرائيل ولبنان». إلى أن تنتهي الحرب والقتال المكثّف في قطاع غزة، وإلى أن تبدأ المفاوضات على الترتيب الأمني بين الجانبين، ستبقى وتيرة التهديدات ترتفع وتنخفض وفقاً للمتغيّر الميداني والارتقاء في التصعيد بين حين وآخر. أما الحرب، الصغيرة أو الكبيرة، ونشوبها وامتناعها والاندفاع إليها، فلم يصدر قرارها بعد، وإن كان مطروحاً على طاولة القرار المشترك، كما هي الحال عليه دائماً، بين إسرائيل وراعيتها الكبرى، الولايات المتحدة.



السابق

أخبار وتقارير..إسرائيليون متضررون من هجوم «حماس» يلاحقون «الأونروا» قضائياً..غالانت يؤكد من واشنطن.."علاقتنا بأميركا الأكثر أهمية لمستقبلنا"..الإرهاب يضرب مجدداً في روسيا..ومعطيات عن تمدد «داعش» بشمال القوقاز..قتلى في حريق بمركز أبحاث قرب موسكو..البنتاغون: أوكرانيا تتخذ قراراتها الخاصة..مساعدات عسكرية أوروبية بقيمة 1.4 مليار يورو لأوكرانيا من أموال روسيا المجمدة..موسكو: واشنطن برمجت ووجهت «ضربة سيفاستوبول»..متطرفو فرنسا يُعارضون شغل مزدوجي الجنسية «مناصب حسّاسة»..بايدن وترامب.. رؤيتان لأميركا في مناظرة الخميس التاريخية..الصين تحذّر من تخطي الخط الأحمر في تايوان..مودي يدعو للتوافق مع افتتاح البرلمان..قانون الجنسية الجديد في ألمانيا يدخل حيز التنفيذ الخميس المقبل..واشنطن تؤكد أن بكين تخشى من إثارة بيونغ يانغ أزمة إقليمية..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..4 سيناريوهات للمرحلة المقبلة من حرب غزة..رسائل حادة بين نتنياهو وبايدن تعقّد مهمة غالانت في واشنطن..ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 37658..مأزق جديد أمام نتنياهو.. المحكمة العليا تقضي بتجنيد «الحريديم»..مصدر دبلوماسي فرنسي: حماية المدنيين في غزة قضية مركزية لنا..غوتيريش يتهم إسرائيل بنشر معلومات مضللة عنه..أحد أكثر الصراعات دموية أودى بحياة أكثر من مئة صحافي غالبيتهم من الفلسطينيين..حرب غزة تؤدي إلى فقدان 10 أطفال ساقاً أو ساقين يومياً..موجة رفض داخل الجيش الإسرائيلي للخدمة العسكرية في غزة..واشنطن وبرلين تطالبان بدور رئيسي للسلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد الحرب..زوجة نتنياهو تتّهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري..اليمين الإسرائيلي يعتبر الحرب في غزة فشلاً ذريعاً..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,966,071

عدد الزوار: 7,618,025

المتواجدون الآن: 1