أخبار لبنان..قلق فاتيكاني من «خلافات الرئاسة»..وتعويل على دور محوري لبري..قصف النبطية ليلاً يدحض التطمينات الأميركية..وألمانيا وهولندا لترحيل الرعايا..الجيش الإسرائيلي: قد نضطر لاتخاذ خطوة تصعيدية في لبنان..البيت الأبيض: نعمل على منع التصعيد في لبنان وخاصة حول الخط الأزرق..سجال سياسي وروحي..والجامعة العربية تواكب تطورات الجنوب..«حمى» تحذيراتٍ دولية بالصوت العالي من «اتساعٍ مروع» للنار..الحرب «المحتمَلة» والرئاسة «الممنوعة» جنباً إلى جنب..«لقاء الهوية والسيادة»: «حزب الله» يخوض حروباً عبثية ومدمّرة للوطن..لا «حرب رخيصة» مع لبنان: إسرائيل قلقة من ردّ المقاومة..بعد التهجير مرة أخرى..سكان جنوب لبنان يشتكون غياب الدعم الحكومي..

تاريخ الإضافة الخميس 27 حزيران 2024 - 4:34 ص    عدد الزيارات 307    التعليقات 0    القسم محلية

        


قلق فاتيكاني من «خلافات الرئاسة»..وتعويل على دور محوري لبري..

قصف النبطية ليلاً يدحض التطمينات الأميركية.. وألمانيا وهولندا لترحيل الرعايا..

اللواء...على الرغم من تطمينات اميركية وغربية من ان اندلاع حرب واسعة، بدءاً من الحدود اللبنانية - الاسرائيلية تبذل جهود كبيرة لاحتوائها، او على اقل تقدير، خفض مستوى الهجمات والاستهدافات، سواء من قبل الجيش الاسرائيلي او حزب الله. وتستند التطمينات الى ان كُلاًّ من اسرائيل وحزب الله لا يرغبان بتوسع نطاق الحرب، التي ان اندلعت فإنها ستخرج عن السيطرة لتشمل الشرق الاوسط بأكمله. وفي السياق، عاد «البيت الابيض» وكرر في بيان وقوفه الى جانب اسرائيل وتزويدها بما يلزم «للدفاع عن نفسها» لكنه اكد اننا «لا نريد ان نرى جبهة حرب جديدة بين لبنان واسرائيل، ولا نعتقد ان ذلك يصب في مصلحة اي طرف»، كاشفاً عن جهود تبذل من اجل «تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لاسرائيل عبر السبل الدبلوماسية». على ان الابرز في المواقف دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول القادرة على الضغط على اسرائيل المبادرة الى منعها من التصعيد.

تحريك الملف الرئاسي

رئاسياً، شهدت الساحة المحلية حراكاً فاتيكانياً وعربياً، عبر امين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين، الذي التقى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، الذي وسَّع من دائرة تحركاته بين المقرات الرئاسية والكتل النيابية. وفي المعلومات ان سفراء اللجنة الخماسية سيستأنفون تحركهم بعد نهاية الشهر الجاري، في محاولة لاعادة تحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي. وفي عين التينة، اكد الموفد البابوي امين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين ان «الحل يبدأ من هنا» (أي من عين التينة). وصرح المونسنيور البابوي، بعد لقاء الرئيس بري بأن «الحوار مع الرئيس بري كان جيداً، وأن هناك عقداً داخلية وخارجية تمنع انتخاب رئيس الجمهورية. واشار بارولين ان المشكلة مسؤولية الجميع، وتقع على المسيحيين مسؤولية، لا سيما في انتخاب الرئيس، لكن بالطبع هم ليسوا وحدهم، وهناك فئات واطراف اخرى من المجتمع، كلهم يجب ان يتحملوا المسؤولية. ومن السراي الكبير، قال المطران بارولين بعد لقاء الرئيس ميقاتي: «البابا فرنسيس قلق لجهة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية حتى الآن»، كاشفاً انه «سيحمل الى البابا الدعوة لزيارة لبنان ونأمل ان يتمكن من ذلك، ويحمل المصالحة الى هذا البلد». يشار الى ان المطران بارولين التقى فور وصوله الاحد رئيس التيار الوطني الحرب النائب جبران باسيل لمدة ساعتين، جرى خلاله البحث بالوضع المسيحي، وعوائق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما التقى بارولين شخصيتين وازنتين بعيداً عن الاعلام (احداهما المرشح الرئاسي سليمان فرنجية) والثانية (شخصية قريبة من احد الاحزاب المسيحية اليمينية). وعربياً، جولة لحسام زكي، استهلها في عين التينة حيث التقى الرئيس بري مطالباً الجميع بـ«إبداء المرونة»، موضحاً ان اللقاءات شملت التصعيد في الجنوب، وأكد وقوف الجامعة العربية مع لبنان بشكل كامل، لافتاً الى ان الوضع الداخلي في لبنان يعاني كثيراً. والتقى زكي كُلاً من رئيس الكتائب النائب سامي الجميل والنائب باسيل. وبعد الاجتماع مع الرئيس ميقاتي قال زكي: «سعدت باللقاء مع دولة الرئيس»، مشيراً الى ان تحديات كبيرة تواجه لبنان داعياً الى الوصول الى حلول وسط. وأجرى الرئيس ميقاتي إتصالا بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيث بحثا في الاوضاع في لبنان والمنطقة. وقد شكر ميقاتي لأردوغان موقفه الاخير الذي اكد فيه أن تركيا تقف إلى جانب لبنان، وتدعو دول المنطقة إلى دعمه. وقال الرئيس ميقاتي: إننا نثمن موقف الرئيس أردوغان ودعم تركيا المستمر للبنان في المجالات كافة وفي كل المحافل الدولية». وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إسرائيل وضعت أعينها على لبنان واتهم بعض القوى الغربية بدعم خطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الحرب.

بو حبيب ودوريل

وفي بروكسيل التقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب دوريل، الذي اكد الدعم الاوروبي بقوة للجيش اللبناني وقوات اليونيفل لحفظ الاستقرار عند الحدود اللبنانية واسرائيل. وقال: «لبنان واسرائيل والمنطقة لا يمكنها تحمل حرب اخرى».

الوضع الجنوبي

والوضع عند الحدود الجنوبية - الاسرائيلية، تناوله مستشار الامن القومي الاميركي جان سوليفان مع وزير الحرب يوآف غالانت من زاوية «ضرورة تغيير الواقع الامني» عى حدود اسرائيل مع لبنان. ومن مقر الامم المتحدة في جنيف اعلن وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيت انه «قلق بشأن امتداد الحرب الاسرائيلية من غزة الى لبنان»، معتبراً ان الوضع على الحدود بين اسرائيل ولبنان يعد «نقطة اشتعال، ومن المحتمل ان يكون كارثياً». وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان التدريبات على الحدود الشمالية مع لبنان، تضمنت القتال في مناطق جبلية معقدة، واستعمال قوة نارية بمناطق مدنية. وذكرت ان تدريبات قوات الاحتياط جرت تحت اشراف رئيس الاركان في اطار رفع الجاهزية بالمنطقة.

المانيا وهولندا تطلبان من الرعايا المغادرة

وفي موقف، قد يكون مرتبطاً بما حدث خلال زيارتها الى بيروت، صعدت وزيرة الخارجية الالمانية الموقف، وقررت في اليوم التالي لمغادرتها الطلب الى الرعايا الالمان مغادرة لبنان على الفور. وفي السياق، حثت الخارجية الهولندية رعاياها على مغادرة لبنان ايضاً، على خلفية التصيعد عند الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.

الوضع الميداني

ميدانياً، اصدر حزب الله مساء امس بياناً اعلن فيه استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو الاسرائيلي في مستعمرة ايفن مناحم الاسرائيلية، رداً عى قصف القرى الجنوبية والمنازل الآمنة في عيتا الشعب. كما استهدف عند السابعة والنصف موقع العاصي بالاسلحة الصاروخية، وبعد ربع ساعة استهدف الحزب موقع زبدين في مزارع شبعا بقذائف المدفعية. ونفذت اسرائيل غارات على بلدات الخيام، وبليدا، ومارون الرأس، وعيتا الشعب. كما اغار على بلدة كفركلا على دفعات، مستهدفة اضرحة الشهداء في البلدة. وقرابة العاشرة ليلاً، استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي حي البياض في النبطية بصاروخين من نوع ارض جو، وعلى الفور هرعت فرق الاسعاف الى المنطقة.

إصابة خمسة أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

دبي - العربية.نت.. أصيب خمسة أشخاص بجروح في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مساء الأربعاء مبنى في مدينة النبطية جنوبي لبنان، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن إسرائيل شنّت الأربعاء نحو 10 غارات جوية على مناطق حدودية. كما أضافت أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت "قرابة العاشرة من مساء اليوم غارة جوية عنيفة مستهدفة مبنى مؤلفاً من طابقين في مدينة النبطية ودمّرته بالكامل".

5 إصابات

وذكرت الوكالة لاحقاً أنّ الغارة أدّت "الى وقوع 5 إصابات بين المواطنين، وتدمير مبنى مؤلف من طابقين تدميراً كاملاً وإلحاق أضرار بعشرات المنازل والسيارات". في حين لم يصدر أيّ تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الغارة. من جانبه أعلن حزب الله الأربعاء مسؤوليته عن ستة هجمات ضد مواقع عسكرية إسرائيلية. تأتي الغارة مع تزايد المخاوف من تحوّل النزاع الراهن بين إسرائيل وحزب الله اللبناني عبر الحدود إلى حرب واسعة. وتتبادل إسرائيل وحزب الله، حليف حركة حماس المدعوم من إيران في لبنان، إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ أن أدى هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل إلى إشعال الحرب في قطاع غزة.

تصاعد التوتر

وتصاعد التوتر في الأيام الأخيرة مع تزايد تبادل إطلاق النار. وقتل نحو 481 شخصاً في لبنان نتيجة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر، بينهم 94 مدنيا، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل ما لا يقل عن 15 عسكرياً و11 مدنياً، بحسب إسرائيل.

الجيش الإسرائيلي: قد نضطر لاتخاذ خطوة تصعيدية في لبنان

دبي - العربية.نت.. كشف مصدر بالجيش الإسرائيلي أن تل أبيب قد تضطر إلى اتخاذ خطوة تصعيدية قوية للغاية في لبنان. وأضاف المصدر أن الجيش بدأ بتدريب الجنود الذين نقلوا للشمال استعداداً للقتال في بيئة مركبة ومناطق مأهولة، بحسب القناة 12. كما أوضح اتخاذ قرار بنقل قوات من قطاع غزة إلى الشمال، مشيراً إلى أن المسؤولين يدركون أن التصعيد بالشمال يتزايد. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد أعلن أنه ناقش خلال اجتماعه مع مسؤولين أميركيين، تغيير "الواقع الأمني" على حدود إسرائيل مع لبنان. كذلك أضاف أنه بحث مع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان تطورات الاشتباكات مع جماعة حزب الله، وسط قلق أميركي من اتساع الصراع في قطاع غزة واندلاع حرب شاملة مع لبنان.

مواجهات واشتباكات وتهديدات

وكانت حدة المواجهات والاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي تصاعدت على جانبي الحدود بين البلدين منذ اغتيال إسرائيل للقيادي في الحزب طالب عبد الله قبل نحو أسبوعين. كما ارتفعت أيضا حدة التهديدات بين الطرفين، إذ هدد زعيم الحزب، حسن نصرالله، في خطاب متلفز، الأربعاء الماضي، بضرب كافة المناطق الإسرائيلية في حال توسعت الحرب، بل طالت تهديداته قبرص أيضاً التي اتهمها باستضافة مناورات مع القوات الإسرائيلية. بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، أنه أقر خططاً لهجوم أوسع في لبنان. كذلك كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبل يومين، أن المعارك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ستنتهي قريباً، ليتم التركيز على الجبهة الشمالية، في إشارة إلى الحدود مع لبنان.

البيت الأبيض: نعمل على منع التصعيد في لبنان وخاصة حول الخط الأزرق..

دبي - العربية.نت.. مع تصاعد المخاوف من توسع المواجهات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، أكد البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعمل على منع التصعيد في لبنان وخصوصا حول الخط الأزرق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض لمراسلة "العربية/الحدث": "نحاول منع جبهة ثانية في الشمال عبر جهود دبلوماسية مكثفة". كما قال "حماية الأميركيين في لبنان هي أولوية للرئيس الأميركي جو بايدن"، مضيفاً "سنبقى على اتصال مع الأميركيين المسجلين في السفارة الأميركية في لبنان". كذلك طالب البيت الأبيض المواطنين الأميركيين بتوخي الحذر في لبنان.

حرب مفتوحة

وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قال أمس، أن "استفزازات" حزب الله اللبناني تهدد بجر إسرائيل ولبنان إلى حرب مفتوحة. كما قال "مثل هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان وستكون مدمرة للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين الأبرياء". وأضاف "الدبلوماسية هي أفضل وسيلة للحيلولة دون مزيد من التصعيد. لذلك نحن نسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء الدائم إلى الحدود الشمالية لإسرائيل ويمكّن المدنيين من العودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

مواجهات واشتباكات وتهديدات

وكانت حدة المواجهات والاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي تصاعدت على جانبي الحدود بين البلدين منذ اغتيال إسرائيل للقيادي في الحزب طالب عبد الله قبل نحو أسبوعين. كما ارتفعت أيضا حدة التهديدات بين الطرفين، إذ هدد زعيم الحزب، حسن نصرالله، في خطاب متلفز، الأربعاء الماضي، بضرب كافة المناطق الإسرائيلية في حال توسعت الحرب، بل طالت تهديداته قبرص أيضاً التي اتهمها باستضافة مناورات مع القوات الإسرائيلية. بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، أنه أقر خططاً لهجوم أوسع في لبنان. كذلك كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبل يومين، أن المعارك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ستنتهي قريباً، ليتم التركيز على الجبهة الشمالية، في إشارة إلى الحدود مع لبنان.

لبنان: سجال سياسي وروحي..والجامعة العربية تواكب تطورات الجنوب

أمين سر الفاتيكان يدعو من بيروت إلى قبول مقترحات بايدن

الجريدة...شهد لبنان جولة سجال بين قوى ومؤسسات وشخصيات دينية مسيحية وشيعية، بعد أن قاطع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لقاء دعا إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي أمس الأول، فيما اتهم المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الكنيسة «بخدمة الإرهاب والإجرام العالمي»، تعليقاً على عظة للراعي يوم الأحد الماضي وصف فيها عمليات تشن في الجنوب اللبناني بالإرهابية، فيما قالت مصادر كنسية إن الراعي لم يقصد حزب الله بل «الفصائل غير المنتظمة وغير اللبنانية التي تطلق من لبنان عملياتها وكأننا عدنا بالزمن إلى فتح لاند». وقال رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» ​سمير جعجع إنّ «المرء يستطيع أن يكون له الرّأي الّذي يريد، لكن لا أحد يستطيع القول إنّ الكنيسة وراعيها في خدمة الإرهاب الصّهيوني، فهذا مرفوض كليًّا بين المكوّنات اللبنانيّة، خصوصا مع مرجعيّة تاريخيّة على غرار ​بكركي​، ولأنّه بعيد أيضًا كلّ البُعد عن الواقع والحقيقة». ووصف حزب الكتائب اللبنانية كلام المفتي قبلان بأنه «تحريض واضح على دور بكركي، وفيه من الطائفية البغيضة ما لم نسمع مثيلا له في عز الحرب اللبنانية»، فيما أسف النائب نديم الجميل، على «مقاطعة المجلس الإسلامي الشيعي للقاء بكركي»، معتبرا أن «المؤسف أكثر والمعيب هو مشاركة رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبوكسم في احتفال اطلاق كتاب الغدير والأمامة برعاية المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في ظل الهجوم الذي يتعرض له البطريرك وبكركي. لا بالمسايرة ولا بالانبطاح يرد اعتبار بكركي». أما الأب أبوكسم، فقال في حديث للـ OTV إنّ «البطريرك الراعي أصر على مشاركتي بالندوة في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لأن بكركي لا تقاطع أحداً، وهي على تواصل مع الجميع». وأضاف: «لا سوء نية، وما حصل غيمة ومرت ولا قطعة ستحصل بين بكركي والطائفة الشيعية، وهذا ما أؤكده من جهتنا». وأردف تعليقًا على كلام الشيخ أحمد قبلان: «هذا الكلام بغير محله تجاهنا ولا نقبل به كمسيحيين، ويا سماحة الشيخ اذا كان هناك ما تقوله لنا فيمكن قوله مباشرة فيما بيننا، وأتمنى مقاربة الأمور بعقلانية وهدوء». أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، فقد قال بعد استقبال سفير إيطاليا في لبنان افابريسيو مارسيللي إنه «لم تكن هناك مقاطعة للموفد البابوي الذي كان يزور لبنان، وان علاقة المجلس الشيعي بالفاتيكان ممتازة، ويسودها الود والاحترام، لكن موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يوم الأحد بالنسبة للمقاومة هو الذي فرض علينا عدم المشاركة، وكنا نتمنى توضيحا من البطريركية لهذا الموقف، وقد جاء التوضيح متأخرا من خلال المونسينيور عبده ابوكسم، إلا أن هذا لا يعني مقاطعة بين المجلس الشيعي وبكركي، خصوصا اننا ننسق مع البطريركية في معظم الأمور التي تخدم الوطن، وقد كانت لنا زيارة مؤخراً للصرح البطريركي، وفي الخلاصة نؤكد حرصنا الدائم على العلاقة الطيبة مع الفاتيكان». جاء ذلك، فيما أعلن السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، تضامن الجامعة العربية مع لبنان إزاء ما يواجهه من مخاطر في الجنوب، وذلك في مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في العاصمة بيروت، في اطار جولة على المسؤولين اللبنانيين بدأت أمس الأول. وفي موضوع رئاسة لبنان، قال زكي إن «حل أزمة الشغور الرئاسي يتطلب المزيد من التشاور بين القادة السياسيين”، وأوضح أن الجامعة «تدرك أهمية التوصل إلى توافق سياسي لحل أزمة الشغور الرئاسي التي تؤثر على استقرار البلاد”. من ناحيته، دعا أمين سر دولة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، من بيروت أمس أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى قبول «مقترحات السلام» التي اقترحها الرئيس جو بايدن لوقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن المنطقة وضمنها ولبنان «ليست بحاجة إلى حرب». من ناحيته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، في مؤتمر صحافي بعد استقبال بارولين «السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب»، داعياً الى «عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي». وغداة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الى الحدود مع لبنان وتعهّده بمواصلة القتال حتى النصر، أعرب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية ضد «حماس» في غزة إلى لبنان، محذراً من أن ذلك يمكن أن يكون «مروعاً». وقال غريفيث، الذي تنتهي ولايته بنهاية الشهر، للصحافيين في جنيف: «إني أرى ذلك بمنزلة الشرارة التي ستشعل النار في البارود... وهذا يمكن أن يكون مروِّعا»....

غالانت: إسرائيل لا تريد حرباً ضد «حزب الله» لكن بإمكانها أن تلحق «ضرراً جسيماً في لبنان»..

الراي.. أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت يوم أمس الأربعاء في ختام زيارة إلى واشنطن أنّ إسرائيل لا تريد حرباً ضد «حزب الله» لكن بإمكانها أن تلحق «ضرراً جسيماً في لبنان». وقال غالانت للصحافيين في نهاية الزيارة التي استمرت أياما عدّة «لا نريد الحرب لكنّنا نستعدّ لكلّ السيناريوهات»، مشيراً إلى أنّ «حزب الله يدرك جيّداً أنّنا قادرون على إلحاق أضرار جسيمة في لبنان إذا اندلعت الحرب»...

«حمى» تحذيراتٍ دولية بالصوت العالي من «اتساعٍ مروع» للنار

لبنان... الحرب «المحتمَلة» والرئاسة «الممنوعة» جنباً إلى جنب

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- المياه الراكدة رئاسياً تتحرك بلا جدوى و«الأيام الراكضة» نحو الحرب دونها... كوابح الديبلوماسية

- البيت الأبيض: لا نريد أن نرى جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل

- غريفيث: اتساع الحرب إلى لبنان قد يكون «مروعاً»

- هولندا وألمانيا حضتا رعاياهما على مغادرة لبنان

- بارولين: لبنان والشرق الأوسط والعالم بأسره ليسوا بحاجة للحرب

- زكي ينقل رسالة إلى بيروت: الجامعة العربية تقف مع لبنان بشكل كامل

- قاسم: المساندة ستبقى حتى تتوقف الحرب في غزة ولتقُم إسرائيل بما تريد وبإمكاننا أن نقوم بما نريد

- «حزب الله» سيكون أقلّ تَسامُحاً مع خصومه في لبنان وتَسَبَّبَ بـ «عاصفة الملاهي والبحار»

مع اقتراب شهر يوليو الذي يتمّ التعاطي معه على أنه سيكون مفصلياً في تحديد وُجهة الحرب على الجبهة اللبنانية التي تتقاذفها حالياً رياحُ تهديداتٍ بآتٍ أعظم «بات مسألة وقت» وأخرى بأنّ الصِدام الكبير ممنوعٌ باعتبار أنه سيعني انفجاراً إقليمياً، «استفاق» ملف الشغور المُتمادي في رئاسة الجمهورية على وقع محاولاتٍ عربية وفاتيكانية متجدّدة لإنجاز هذا الاستحقاق من دون أن يَبرز أي مؤشرٍ إلى أنه سيكون متاحاً فكّ الارتباط الذي أصبح بحكُم الأمر الواقع بين هذا الاستحقاق وحرب غزة و«ملحقها» في جنوب لبنان. وفيما كانت الأمم المتحدة تُصْدِر أقوى تحذير من أنّ اتّساع الحرب إلى لبنان يمكن أن يكون «مروّعاً»، وعلى وقع خشيةٍ من أن تستبدل تل أبيب الحربَ الواسعة بتوسيع المواجهات الحالية ضمن رقعة جنوب الليطاني لزيادة الحماوة تحت نارِ حلٍّ ديبلوماسي تفضّله وبات محكوماً بـ«مهل إسقاطٍ» يَفرضها خريفٌ رئاسي في الولايات المتحدة وتحبيذٌ إسرائيلي لعودة سكان الشمال إلى منازلهم في سبتمبر، تحرّكت المياه الرئاسية الراكدة في بيروت بالتوازي مع استمرار الانشغال الكبير بـ«الأيام الراكضة» في سباقٍ مع «ساعة رملية» بدا أنه تم قلْبها في سياق بتِّ اتجاهات الميدان في الجنوب وكيفية إطفاء الحريق وهل بتصعيد يمهّد للتهدئة. وجاء هذا التوازي في الاهتمام بين مساريْ «الاشغال الحربي» جنوباً والشغور في رأس الجمهورية، والذي عبّرتْ عنه حركةُ كل من أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين والأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي في اتجاه بيروت التي زارتْها أيضاً (الثلاثاء) وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في الوقت الذي كان «حزب الله» - المشدود إلى محاكاةِ كل السيناريوهات والاحتمالات في ما خصّ ما يمكن أن تندفع إليه إسرائيل، رغم «توازن» الردع والتدمير الذي يُرسيه - يُعطي إشاراتٍ إلى أنه انتقل إلى مرحلةٍ عنوانها «لا تَساهُل بعد اليوم» بإزاء خصومه في الداخل ومواقفهم وأي جهة أو مرجع من الحرب التي أعلنها في 8 أكتوبر، وهو ما عكسه أمران: الأول «البيان الناري» من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رداً على مواقف لرأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. والثاني تصريحاتٌ لا تقلّ «سخونة» من نواب وقادة في الحزب بلغة تخوينيةٍ من العيار الثقيل.

«حزب الله» على خطين

وإذ كان «حزب الله» وبلسان نائب أمينه الشيخ نعيم قاسم يحدّد المقاربةَ لـ «الجولة المقبلة» من الحرب التي يُفترض أن تتكشّف طلائعها مع بدء إسرائيل المرحلة الثالثة من حرب غزة على قاعدة تخفيف العمليات العسكرية، والتحول إلى عمليات محدودة مع «الاستدارة» نحو جبهة الشمال، بتأكيده «أن المساندة ستبقى حتى تتوقف (الحرب) في غزة ولن تتوقف قبل ذلك، ولتقُم إسرائيل بما تريد وبإمكاننا أن نقوم بما نريد»، بدا أن الحزبَ يتحسّب لإمكان تطوير إسرائيل الحرب في الجنوب على خطين:

- الأول ميداني غير معلَن يتّصل بالجهوزية العسكرية والصاروخية و«أخواتها».

- والثاني عملياتيّ ونفْسيّ بهدف وضْع ضوابط و«قواعد اشتباك» جديدة تظلّل المرحلة الثانية المحتمَلة إذا دفعتْ تل أبيب في اتجاهها بخلفية الضغط لتسويةٍ بشروطها، ودائماً تحت سقف أنه ومن خلفه إيران لا يريدان حرباً كبرى لا يخشيانها بحال فُرضتْ، ولكنهما لن يساهما بما قد يفجّرها، وهي نقطة تقاطُع غير مباشرة مع تل أبيب (وواشنطن) التي بدورها لا تحبّذ اصطداماً مريعاً وتسعى في الوقت نفسه إلى استدراجِ حلٍّ ديبلوماسي ولو عبر «ممرّ ساخن» تعتقد أن بالإمكان ضبْط حماوته بحال حُصر جغرافياً بجنوب الليطاني، وسط توقف أوساط متابعة عند ما نقلتْه وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ «طرفاً ثالثاً» نقل رسالة من«حزب الله»إلى الأميركيين، مفادها بأنّ «أيّ اجتياح بريّ أو استهداف لمطار بيروت، سيكون الردّ عليه غير متوقّع».

تحذيرات بالصوت العالي

وفي ظلّ هذا المناخ المثقل بـ«شحنات تفجيرية»، اندفعت مواقف وتحذيراتٌ تعكس حراجة اللحظة وحجم المأزق الذي بات الجميع واقعياً في«عنقه»، وأبرزها:

- تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه جنود الاحتياط في الشمال على الحدود اللبنانية «إن كل الأهداف ستتحقق حتى النصر».

- تشديد البيت الأبيض على «أننا لا نريد أن نرى جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل ولا نعتقد أن ذلك يصبّ في مصلحة أي طرف، ونعمل جاهدين من أجل تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل عبر السبل الديبلوماسيّة». وجاء هذا الموقف غداة اعتبار وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن أن اندلاع حرب بين «حزب الله» وإسرائيل سيكون أمراً مدمراً، وما نقلته «وكالة أسوشيتد برس» عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية تشارلز براون، لجهة أن بلاده لن تكون قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن أراضيها إذا اندلعت حرب واسعة النطاق مع حزب الله وأنه في حالة نشوب هذا الصراع «فإن إيران ستقدم دعماً واسع النطاق لحزب الله، الأمر الذي من شأنه إثارة صراع أكبر يمكن أن يهدد القوات الأميركية في المنطقة».

- تأكيد الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان أنّ تل أبيب «التي حرقت ودمّرت غزة، يبدو أنّها وجّهت أنظارها الآن إلى لبنان، ونُلاحظ تلقيها دعماً من الغرب من خلف الستار».

- تحذير وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي من«أن خطر توسع الصراع إقليميا يتفاقم في ضوء التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية».

- إعراب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية ضد «حماس» في غزة إلى لبنان، محذراً من أن ذلك يمكن أن يكون «مروعاً».وقال غريفيث الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر، للصحافيين في جنيف «إني ارى ذلك بمثابة الشرارة التي ستشعل النار في البارود... وهذا يمكن أن يكون مروِّعاً». وبرز أن هولندا حضت مواطنيها على مغادرة لبنان «بسبب خطر التصعيد على الحدود مع اسرائيل»، فيما أعلنت قناة «العربية» أن ألمانيا دعت رعاياها «لمغادرة لبنان فوراً»، ناقلة عن مصادر أن «العديد من السفارات في لبنان خفضت موظفيها تحسباً لأي حرب محتملة كما وضعت مواقع للإخلاء الفوري والسريع».

الجامعة وبارولين

وعلى وقع هذه المخاوف العالية، وفيما كان الميدان جنوباً يشهد استهدافات إسرائيلية غارات وقصفاً لبلدات لبنانية وبينها لبنت جبيل التي قُصفت للمرة الأولى بالمدفعية إلى جانب غارة من مسيَّرة على خط الكهرباء الذي يغذي نهر الليطاني في بلدة الطيبة (بعد صيانة شركة الكهرباء له مباشرة) في مقابل استهداف«حزب الله» مباني «يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة ما أدى لاشتعال النيران فيها ووقوع من بِداخلها بين قتيلٍ وجريح»، نقل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي رسالة «تضامن مع أشقائنا اللبنانيين ومع الدولة اللبنانية في ما تواجهه من مخاطر بخصوص الوضع في الجنوب والحرب مع إسرائيل، وبغض النظر عن أي أمور، الجامعة العربية تقف مع لبنان بشكل كامل». وفي الإطار نفسه جاء موقف الكاردينال بارولين الذي أكد «أن لبنان والشرق الأوسط والعالم بأسره ليسوا بحاجة للحرب، بل على عكس ذلك يجب مساعدة الشباب لأن ينمو بالأمل بغد أفضل»، معتبراً «أن الشرق الأوسط يعيش فترة صعبة جداً والكرسي الرسولي، الذي يقيم علاقات ديبلوماسية منتظمة مع دولة فلسطين وأيضاً مع إسرائيل، يأمل أن تُقبل اقتراحات السلام، الكفيلة بوضع حد للغة السلاح من الجانبين، وان يُطلق سراح الرهائن وتُرفع القيود عن المساعدات للشعب الفلسطيني وان يُحترم من جديد القانون الإنساني الدولي من قبل كل الأطراف من دون استثناء». وشدد بارولين بعد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على أنه «في كل أزمة، يجب ألا يكون المدنيون والمدارس والمستشفيات ودور العبادة وغيرها عرضة للعمليات العسكرية. ولسوء الحظ، أدى هذا النزاع إلى نزوح عدد كبير من الأفراد، وأنا أشعر بقربي منهم وتضامني معهم». وأضاف «كما يحب قداسة البابا فرنسيس أن يردد، وهذا أيضاً ما اختبره لبنان، فإن كل حرب، تترك العالم أسوأ مما كان عليه قبل النزاع، فالحرب هي دائماً تعبير عن فشل السياسة والإنسانية. هي استسلام مخجل وهزيمة أمام قوى الشر». يُذكر أن ميقاتي شدد أمام بارولين على أن «ثمة أولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف إلى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي»، ومنها «انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت والسعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقاً من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وذلك من أجل وضع حد لأطماع إسرائيل التوسعية وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي».

الفاتيكان و... الدستور

وإلى جانب ملف الجنوب، احتلّ الشغور الرئاسي حيزاً واسعاً من محادثات بارولين الذي أكد بعد زيارة ميقاتي «أن الكرسي الرسولي قلق لجهة الفراغ الحالي في سدة رئاسة الجمهورية، لأن من المهم جداً لكل بلد أن يكون هناك رئيس، فهذا الأمر ليس فقط امكانية بل هو ضرورة وفي لبنان هو ضرورة ملحّة»، معتبراً «أن الرئيس هو وحده رئيس الدولة ورمز وحدة البلد، وهو مَن يحفظ احترام الدستور واستقلال البلد وسلامة أراضيه». وفي إشارة بارزة اعتبرها معارضون تراعي ثابتةً يتمسكون بها لجهة رفض تكريس أي أعراف بحوارات رسمية على حساب قاعدة الانتخاب الديموقراطي وبالاقتراع تحت قبة البرلمان الذي يمتنع رئيسه نبيه بري عن الدعوة إلى جلسة انتخاب منذ سنة ويصرّ على الحوار برئاسته كـ «ممر إلزامي»، تمنى بارولين «أن تتمكن الأطراف السياسية من أن تجد حلاً في أقرب وقت، من خلال احترام الدستور وكرامة الشعب اللبناني المتعب والقلق والذي يشعر قليلاً بالاذلال نتيجة لهذا الفراغ الدستوري، اضافة إلى ذلك فإن الأزمة الاقتصادية لا تنفك تزداد وتفاقم الفقر والهجرة في لبنان». وكان أمين سر دولة الفاتيكان أكد بعد لقاء بري «اننا نقلنا رغبة البابا وسعادته بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت»، موضحاً رداً على سؤال «أن هناك أبعاداً داخلية للازمة وكذلك أبعاد خارجية لكن الحل يبدأ من هنا وفي لبنان». وإذ قال «إننا شرحنا وجهة نظرنا»، أعلن رداً على سؤال عما اذا كانت المشكلة مسيحية ان «المشكلة هي مسؤولية الجميع، وطبعاً المسيحيون تقع عليهم مسؤولية لا سيما في مسألة انتخاب الرئيس لكن بالطبع هم ليسوا وحدهم، هناك فئات وأطراف أخرى من المجتمع كلهم يجب أن يتحملوا المسؤولية». وختم: «الحل يبدأ من هنا». وعلى «الجبهة» نفسها، تمحور جزء رئيسي من لقاءات زكي الذي يجتمع في زيارة اليومين إضافة إلى كبار المسؤولين بالقادة السياسيين، وهو أكد بعد لقاء بري «اننا هنا مستشعرين حجم الوضع الإقليمي المتوتر وما يمكن أن يؤدي إليه من تداعيات سلبية على لبنان الذي يعاني عدة أمور ومشكلات سياسية أهمها وفي طليعتها وفي قلبها موضوع الشغور الرئاسي»، معلناً «الحوار مع الجميع ينصبّ على هذا الموضوع وعلى الوضع في الجنوب نتيجة الحرب الدائرة وكيفية الوصول الى نهاية لهذا الوضع». وأوضح «أننا سننقل خلال لقاءاتنا ما نراه من تقدير موقفٍ عربي إقليمي دولي بحيث إن الجميع يتابعون الوضع العربي والإقليمي، لكن دائماً نحرص على أن نضع رؤيتنا في هذا المجال لأننا نعتقد أن المشاركة في هذه الرؤى تفتح المجال أكثر في العمل السليم الصحيح المبني على أسس وعلى إدراك كامل لخبايا الأوضاع وبالتحديات التي يواجهها هذا البلد». ورداً على سؤال حول قدرة الجامعة العربية للوصول إلى حل للشغور الرئاسي أجاب: «ما أستشعره من الحوارات التي أجريتُها حتى الآن أن الانقسام ليس كما كان. هناك مساعٍ للوصول إلى تفاهمات بما في ذلك حقيقة ما تحدّث عنه الرئيس بري ومسعاه للحوار. وأعرف أن الرؤى قد لا تتلاقى بالكامل حول هذا الموضوع ولكن في النهاية يحتاج أمر حسم الشغور الرئاسي إلى المزيد من التشاور بين السياسيين. وهذا الأمر ليس سيئاً في ذاته ولكنه ليس بالضرورة أن يكون شرطاً أنه في كل مرة تحصل فيها انتخابات رئاسية تمشي الأمور بهذا الشكل، فما بين هذه وتلك لابد أن هناك مساحة للسياسيين كي يتوصلوا إلى شخصيات أو شخصية واحدة يمكن أن تكون مناسبة للمنصب الرئاسي، ولابد أيضاً على الجميع أن يكون لديه هذا القدر المطلوب من إبداء المرونة كي تتقدم الأمور».

الملاهي والبحار

وانشغل المشهد السياسي بموقفٍ لرئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد قوبل بعاصفة ردود على مواقع التواصل الاجتماعي من ناشطين لا يؤيدون الحزب والحرب التي أطلقها من جنوب لبنان. وجرى التداول بفيديو لرعد يقول فيه «بعض الإشاعات التي كثرت خلال هذين الأسبوعين: سحْب سفراء، التهديد بوجود تحضيرات للاعتداء على مطار بيروت... للأسف بعض النزقين من اللبنانيين الذين يريدون أن يرتاحوا وأن يذهبوا إلى الملاهي وإلى شواطئ البحار ويريدون أن يعيشوا حياتهم. هذه الفرْدية القاتلة والنفعية الأنانية التي تدمّر مصالح الأوطان والمجتمعات هي وراء هذه الشحنات والجرعات من الأكاذيب والتلفيقات والإشاعات التي تمتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعي». ولم يقلّ إثارة للجدل موقف أطلقه مسؤول ملف الموارد والحدود في «حزب الله» نواف الموسوي بمهاجمته لأطراف لبنانيين اعتبر أن «اللوبي الصهيوني اليميني المتشدد نتنياهو، أقل تطرفاً منهم، وغالبيتهم تربت في المعسكرات الإسرائيلية، وينتمون لحزب حثالة وقاعدتهم عنصرية مثلهم. وفشروا أن يمثلوا المسيحيين».

«لمخاطبة العالم وتأكيد إيماننا بلبنان الرافض المشاركة في حروب الآخرين»

«لقاء الهوية والسيادة»: «حزب الله» يخوض حروباً عبثية ومدمّرة للوطن

| بيروت - «الراي» |.... اعتبر «لقاء الهوية والسيادة» «أن حزب الله هو الرافعة الأساسية لقوى الأمر الواقع على تنوّعها». ولاحظ اللقاء في بيان إصدره إثر اجتماعه الدوري في مقرّه برئاسة الوزير السابق يوسف سلامة وحضور عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العربية عامر بحصلي، «أن الحزب اختزل شعار جيش وشعب ومقاومة بشعار المقاومة التي خاض ويخوض باسمها حروباً عبثية ومدمّرة للوطن، آخرها تهديد دولة قبرص الأوروبية، مع ما لذلك من تبعات كارثية على حظوظ لبنان في مباشرة التنقيب على الغاز، بل على مستقبل لبنان»، مستهجناً «تغييب السلطتين التنفيذية والتشريعية عن قرارات السلم والحرب ورضوخهما لقوى الأمر الواقع». وإذ رأى أن «الكتل النيابية الوازنة توزّعت بين خاضعة لقوى الأمر الواقع وبين معارِضَة في المبدأ بخلفيةٍ شعبوية وفي غياب أي مبادرة عملية وجدية لإنقاذ الوطن»، تساءل عن «قدرة اللبنانيين بإمكاناتهم الذاتية على استنهاض مؤسساتهم الإدارية والأمنية والقضائية، وعلى إنتاج نخب سياسية وإدارية وروحية، تعيد إلى الدولة هيبتها ووقارها»، ومشيراً إلى أن «تساؤلهم هذا، نابع من هجرة نُخَبِهم قسراً، واختلال توازنهم المجتمعي، وتدرّجهم على مدى نصف قرن تقريباً، على ثقافة الفساد». وفي حين أكد «أن استقواء أي فريق على الدولة يعكس حالة غير صحية للوطن، ودولة لبنان تعاني من هذا الاستقواء منذ أكثر من نصف القرن تقريباً»، أعلن أنه«إزاء هذا الواقع، يرفع لقاء الهوية والسيادة الصوت عالياً ويلاقي كل النخب والقوى المعترضة في المجتمع اللبناني لمخاطبة العالم معاً ولنؤكد له إيماننا بلبنان الرسالة الحاضن لسلام المنطقة والعالم، والرافض المشاركة في حروب الآخرين، وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية كمقدمة لإعادة بناء المؤسسات واستعادة الوطن، إيمانا بأنّ ديمومة الوطن ووحدته واستقراره رهن ببناء دولة مدنية حديثة تواكب العصر وتحمي حقوق مواطنيها، وباعتماد الحياد الكامل الذي يُخرج لبنان من لعبة المحاور بحيث يكتفي بالتعاطف الأخلاقي مع القضايا الإنسانية المحقة». وختم البيان «وبناءً عليه، سيتواصل اللقاء مع الدول الصديقة والوازنة ليشرح موقفه الثابت بعزم وقوة، وليُذكّر المتطاولين على حق لبنان بالحياة أنّ كلّ حزب أو مكوّن يخرج عن المبادئ الكيانية الضامنة لديمومة الوطن، يخرج من الوطن ككل، ولا يحقّ له كما لا يستطيع أن يزجّ بالوطن والمواطنين داخل شرنقته»...

ميقاتي: نسعى لعدم تحويل لبنان إلى ساحة للنزاعات انطلاقاً من الجنوب

الراي..قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، إن لبنان يسعي بكل الوسائل لعدم تحويل البلاد ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لوضع حد لأطماع الاحتلال التوسعية. ودعا ميقاتي في تصريحات صحافية عقب لقائه أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه «بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي». وأضاف أن أولويات تجمع لبنان مع دولة الفاتيكان تهدف إلى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي وانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت مشيرا إلى أن استمرار الفراغ يتسبب بتداعيات على المستويات كافة. وأشار إلى العمل لاعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتثبيت الاستقرار الداخلي وايجاد حل للازمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة منذ سنوات مشددا على حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والداعمة له في هذه الظروف الصعبة وفي مقدمها الفاتيكان. ويزور أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين لبنان ويلتقي عددا من المسؤولين السياسيين والدينيين ويبحث في حل الاوضاع اللبنانية والمواجهات في الجنوب.

الجامعة العربية: نقف مع لبنان في وجه الأخطار والتحديات الراهنة

الراي.. أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي وقوف الجامعة العربية مع لبنان بشكل كامل وأنها تتضامن معه فيما يواجهه من أخطار وتحديات خاصة في منطقة الجنوب في ظل الحرب الإسرائيلية الراهنة. ولفت زكي في تصريح للصحفيين عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى «الوضع الإقليمي المتوتر وما يمكن أن يؤدي اليه من تداعيات سلبية على لبنان». كما أشار إلى أبرز المشكلات السياسية التي يعاني منها لبنان وهي شغور موقع رئاسة الجمهورية ما يعطل الكثير من الملفات والعمل في الدولة. وأوضح أن زيارته إلى لبنان تهدف إلى الحوار مع جميع الأطراف فيما يتعلق بمسألة الشغور الرئاسي والوضع في الجنوب اللبناني نتيجة الحرب الدائرة وكيفية الوصول إلى نهاية لهذا الوضع". وقال إن اللقاءات التي يعقدها مع مختلف الأطراف السياسية اللبنانية ورؤساء الكتل البرلمانية هدفها التوصل إلى «خلاصة إيجابية» حول ما يتعلق بمسألتين موقع الرئاسة والوضع في الجنوب. وأشار إلى أنه استشعر أن في لبنان مساع للوصول إلى تفاهمات حول مسألة شغور موقع رئاسة الجمهورية ما يستدعي من الجميع العمل والتشاور للتوصل إلى شخصية واحدة تكون مناسبة لشغل منصب الرئيس«داعيا الجميع الى»إبداء المرونة لكي تتقدم الأمور في لبنان". والتقى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وبحث معه في الاوضاع اللبنانية قائلا «ندعو دائما الى التوافق والوصول الى حلول وسط». ويشهد لبنان منذ نهاية اكتوبر العام 2022 شغور موقع رئاسة الجمهورية لتعذر اتفاق القوى السياسية على من يتولى الرئاسة وعجز البرلمان عن انتخاب رئيس جديد.

لا «حرب رخيصة» مع لبنان: إسرائيل قلقة من ردّ المقاومة

الاخبار.. تقرير حسين الأمين.. لا يتوقّف النقاش في إسرائيل حول الخيارات الإسرائيلية تجاه التعامل مع الجبهة الشمالية مع لبنان. واحتدم هذا النقاش بصورة أكبر في الأيام الأخيرة، على وقع تصاعد التهديدات في الكيان، بعد تصاعد حدّة عمليات المقاومة الإسلامية ووتيرتها، ومع اقتراب عملية جيش العدو في رفح من نهايتها، وبالتالي الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، والتي ستكون أقل كثافة من المرحلة الحالية، وتعتمد أسلوباً مختلفاً من الأعمال العسكرية، وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى الجبهة الشمالية للكيان. ويمكن القول، بثقة، إن قرار التصعيد الكبير مع لبنان، ليس بيد تل أبيب وحدها، بل تتدخّل فيه، وفي تأمين عوامله، بشكل مباشر، واشنطن. وبناءً عليه، من شأن مراقبة الرسائل واللقاءات بين القادة الإسرائيليين والأميركيين أن توضح جزءاً كبيراً من الصورة. ويمكن القول الآن، بعدما كان الأميركيون يعوّلون على صفقة تبادل أسرى واتفاقٍ ينهي الحرب في غزة، وبالتالي في لبنان، فإن تعويلهم الآن - مع الإسرائيليين هذه المرة - هو على أن يشكّل انتهاء العملية العسكرية في رفح، والانتقال إلى المرحلة الثالثة، دافعاً لخفض حدّة التصعيد على الحدود مع لبنان في المرحلة الأولى على الأقل، على أن يكون ذلك جزءاً من مسار يؤدي الى وقف كامل لإطلاق النار. وبحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، «تمّت مناقشة هذه الاستراتيجية خلال اجتماعات وزير الدفاع يوآف غالانت، مع كبار المسؤولين الأميركيين في واشنطن»، وأشارت إلى أن «غالانت تحدّث مع الصحافيين حول الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة، وتأثيرها على المنطقة، بما في ذلك لبنان ومناطق أخرى». وتُبدي إسرائيل استعدادها لمنح هذا المسار «عدة أسابيع»، بحسب تصريحات رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي، تساحي هنيغبي، أول من أمس. والأسابيع هذه، هي ببساطة ما يحتاج إليه جيش الاحتلال لإنهاء العملية في رفح. ورغم ارتفاع الصراخ الإسرائيلي، تهديداً وتحذيراً، من أن إسرائيل قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة تجاه لبنان، ومنها مناورة برية داخله، أو حملة قصف واسعة تستهدف عمقه، لا إشارات ميدانية على أيٍّ من ذلك حتى الآن، فضلاً عن أن النقاشات التي دارت في الكيان في الأيام الماضية، كشفت عمق المأزق الإسرائيلي في الجبهة الشمالية، وضيق الخيارات وصعوبتها وفداحة أثمانها، مهما كانت.وفي خلاصة النقاشات الإسرائيلية، فإن أي «تحرّك» إسرائيلي عدائي تجاه لبنان، سيكون له - فضلاً عن أهداف ثانوية - هدفان رئيسيان، هما:

الأول: إزالة التهديد المباشر لصواريخ حزب الله القصيرة المدى والطائرات المسيّرة البعيدة المدى عن المستوطنات على طول الحدود، ليتمكّن المستوطنون من العودة إلى منازلهم، ويتمكّن عدد أكبر من أولئك الذين ظلّوا تحت النار من استئناف حياتهم الطبيعية. وفي الأسابيع الماضية، وبما أن «الإذلال من طرف حزب الله بات أكبر مما يمكننا احتماله»، بحسب المحلّل السياسي في «القناة 13» العبرية، رفيف دروكر، وُلدت «حرب رخيصة»، حيث «لا نريد إعادة لبنان إلى العصر الحجري، ولا نريد الاحتلال حتى الليطاني»، وهي التهديدات التي لطالما ردّدها القادة الصهاينة قبل الحرب الحالية وخلالها، بل «يتحدّثون عن مناورة برّية محدودة لبضعة كيلومترات، الهدف منها توجيه رسالة إلى سكان الشمال بأن تهديد الاختراق البرّي على نمط السابع من تشرين الأول تمّت إزالته، فعودوا إلى منازلكم». لكن دروكر يحذّر من أن «هذا القرار سيكون سيئاً». فرغم أن «الوضع صعب ومهين»، لكن «المناورة على هذا النمط يمكن أن تجعله أسوأ». فبرأيه، وهو رأي عام في الكيان تقريباً، «لا أحد يريد العودة إلى خطأ الحزام الأمني في لبنان»، وبالتالي «بعد أن يخرج الجيش، لن يكون ممكناً الادّعاء فعلاً بأن تهديد التسلّل البري أزيل كلياً، وفي جميع الأحوال، ستعود الأطراف إلى اتفاق تسوية مطروح (الآن) أصلاً على الطاولة». ويحذّر دروكر أيضاً، من أن «الضربات التي ستواجهها الجبهة الداخلية الإسرائيلية يمكن أن تسبب أضراراً مؤلمة، لكنها أيضاً يمكن أن تحوّل المناورة الصغيرة إلى حرب شاملة، إذ لن تستطيع إسرائيل عدم الرد بقوة أكبر على انقطاع الكهرباء، وعلى إصابة منشآت استراتيجية. وهذا الرد أيضاً يمكن أن يواجه تحدياً مستحيلاً» من قبل حزب الله.

سيكون للتصعيد هدفان: إعادة المستوطنين، و«انتزاع قدرات» المقاومة

الثاني: هو ما تسمّيه المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية «انتزاع قُدرات». والمقصود هنا، ضرب الترسانة الهائلة من الصواريخ وبعضها يصل مداه إلى أهداف في عمق إسرائيل، وقادر على استهداف قواعد وبنى تحتية رئيسية بشكل دقيق. وهناك إجماع واسع في الكيان على أن أحد الدروس المستفادة من «طوفان الأقصى»، هو أن إسرائيل لا يمكن أن تسمح لأعدائها بالاحتفاظ بهذه القدرات على حدودها. لكن، يجدر الالتفات هنا، الى إدراك المستوى الأمني أنه رغم أن عملية تدمير القدرات، هي «عملية مصيرية»، إلا أن القيادة الأمنية تدرك أيضاً أن من المستبعد جداً أن يتمّ تدمير كل شيء في ضربة وقائية، ومن شبه المؤكّد أن حزب الله سيكون قادراً على إطلاق صليات كبيرة لأيام وأسابيع متتالية، ما يهدّد الى حد بعيد، بتحوّل «التحرّك» الإسرائيلي هذا، إلى حرب شاملة وإقليمية. وهو بالضبط ما عناه «البنتاغون» قبل أيام، عندما قال إن «أي حرب على لبنان يمكن أن تتحوّل بسهولة إلى حرب إقليمية».

وعليه، يقول محلّل الشؤون الدولية في صحيفة «هآرتس»، آنشيل بفيفر، إنه كما سيعتبر حزب الله، «منع هجوم إسرائيلي على ترسانته الصاروخية انتصاراً استراتيجياً»، فإن «إسرائيل التي أنهكتها الحرب، ستعتبر السماح لمواطنيها بالعودة إلى الشمال، من دون حرب كبرى أخرى، انتصاراً أيضاً». ورغم وجود أصوات بين جنرالات الجيش تؤكد أن «الحرب مع حزب الله ستكون ضرورية في نهاية المطاف»، إلا أن «هناك صوتاً آخر في المؤسسة الأمنية والعسكرية يقول ما يشبه: نعم، سيتعيّن علينا تدمير قدرات حزب الله - لكن ليس هناك عجلة. دعونا نفعل ذلك عندما يكون ذلك مناسباً لإسرائيل بدلاً من الانجرار إليه». من هنا، يمكن الاستخلاص بأن ما يردع إسرائيل - حتى الآن - عن التحرّك بشكل كبير ضد لبنان، هو قلقها الشديد مما سيكون عليه ردّ المقاومة بعد ذلك، ومن غياب الثقة بالقدرة على تحقيق أهداف هذه الحرب.

تحدّيات غزّة غير تحدّيات لبنان!

الاخبار..ابراهيم الأمين... السؤال الأكثر رواجاً حول احتمال حصول حرب كبرى مع العدو يرتبط بشكل بديهي بما فعله العدو في غزة. وتتقاسم السؤال أكثرية تطرحه بصيغة: هل ستشن إسرائيل حرباً على لبنان؟ وأقلية تسأل: هل سيجرّ حزب الله العدو الى حرب شاملة مع لبنان؟ لكن، في الحالتين، لا تبدو آلية القياس مستقيمة عند الذين - مع الأسف - لا يفقهون ما يجري إلا ممّا يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض التصريحات الرنانة من صيّادي الأخبار الزائفة، وهم كثر، في لبنان وخارجه، كما هي حال صحيفة «تلغراف» البريطانية التي لم يسعَ أحد إلى تقصّي وضعها كشركة أولاً، وكصحيفة ثانياً، إذ إنها في طريقها الى الإفلاس، وتمتنع الحكومة البريطانية، حتى الآن، لأسباب قانونية، عن منح الموافقة على بيعها لحكومة أبو ظبي. ووضع الصحيفة مزرٍ الى درجة أن عناصر صحافية جيدة تركتها، فيما أوقفت العمل مع شبكة من المراسلين.بالعودة الى سؤال الحرب، قد يكون مفيداً التذكير بالآتي:

أولاً، إن المقاومة في لبنان هي من بدأ النار، وأعلنت بوضوح منذ اليوم الأول أنها فتحت جبهة إسناد للتخفيف عن غزة وتعقيد مهمة جيش الاحتلال فيها. ولدى المقاومة في لبنان وفلسطين عشرات الشواهد على جدوى هذا الخيار.

ثانياً، إن العدو خضع لقرار المقاومة، ولو أنه ارتكب أخطاء كثيرة بسبب حالة الضياع التي سادت مؤسساته إثر عملية 7 أكتوبر، ما دفع حكومة العدو إلى اتخاذ قرارات كثيرة لا تصبّ في خدمة برنامجها، ومنها قرار إخلاء المستوطنات في الشمال.

ثالثاً، مع تصاعد وتيرة العمليات في الجبهة اللبنانية، حاول العدو إظهار «العين الحمرا» عبر توجيه ضربات مؤلمة، لكن سرعان ما ردّت عليه المقاومة بما جعله يعود إلى «الانضباط». وليس عيباً القول إن جيش الاحتلال «منضبط الى حد كبير» في نشاطه العسكري في لبنان، وخاضع تماماً للقواعد التي رسمتها المقاومة منذ اليوم الأول.

رابعاً، صحيح أن في إسرائيل أصواتاً، داخل الجيش والمؤسسة الأمنية وبين القيادات السياسية والمستوطنين، تطالب بشن حملة عسكرية قاسية ضد حزب الله تؤدي إلى نتائج طويلة الأمد، ما يضمن عودة مستقرة لمستوطني الشمال. لكن، في المقابل، هناك أصوات وازنة في مؤسسات القرار، تحذّر من أي خطوة غير محسوبة، لأن من يريد الدخول في حرب كبيرة مع لبنان عليه الاستعداد لجبهة لا تشبه جبهة غزة أبداً.

خامساً، لم تقل المقاومة في لبنان يوماً إنها تريد حرباً واسعة، ولا تخجل من الإعلان عن ذلك، ولا تهتم لتفسيرات البعض بأن هذا موقف ينمّ عن ضعف، بل هي تقصد ما تقول. فعندما اندلعت الحرب على غزة، حصل نقاش كبير داخل قيادة المقاومة في لبنان، وعلى مستوى قيادة محور المقاومة، وخصوصاً مع حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، واتفق الجميع على أن خيار الحرب الشاملة لن يفيد في تلك اللحظة. وهذا التقييم لا يزال سارياً. ولأن المقاومة لا تريد الحرب، فإنها تسعى بكل الوسائل لمنع حدوثها، بما في ذلك تصعيد الخطاب السياسي والتحذيرات العملانية، وتنفيذ بعض العمليات للفت انتباه العدو إلى أن الدخول في حرب كبيرة له كلفته الباهظة.

الإنذارات اليومية للمقاومة هدفها، مرة جديدة، منع العدو من الاقتراب من حافة الحرب، والسؤال الفعلي حول الحرب موجود عند الأميركيين قبل الإسرائيليين

سادساً، الولايات المتحدة التي تتحمل مسؤولية وعبء ما قامت به إسرائيل في غزة، تعرف جيداً واقع جيش الاحتلال اليوم، وموجودات مخازنه من ذخيرة وأسلحة، كما تدرك جيداً حجم الإخفاقات التي واجهها في غزة. وهي تعرف أيضاً أن المقاومة في القطاع لم تُسحق، وأن كل تصوّر لليوم التالي سيتضمن، علناً أو سراً، آلية لتفاهم ما مع المقاومة في فلسطين. لذلك، تفهم واشنطن أن كلفة أي حرب على لبنان ستكون باهظة، وأكبر بعشرات الأضعاف من كلفة الحرب على غزة. وحتى على مستوى الرأي العام العالمي، نقل ديبلوماسيون عرب عن مسؤول أميركي قوله إن قدرة اللبنانيين على خلق واقع ضاغط على إسرائيل في الغرب أقوى بكثير من قدرة الفلسطينيين، وستواجه إسرائيل حالة غضب كبيرة إذا ارتكبت جرائم جديدة في لبنان. والى جانب كل ما سبق، فإن قواعد الحرب تختلف كثيراً بين لبنان وغزة. ما قام به العدو في القطاع، انطلق من نزعة انتقامية معطوفة على ردة فعل على عملية طوفان الأقصى، وكان العدو وكل الذين وقفوا الى جانبه يرفضون مجرد طرح السؤال عن هدف الحرب، وهو ما جعل أحمق كبنيامين نتنياهو يرفع من مستوى توقعاته وتمنياته. لكن الوضع مع لبنان مختلف جداً، إذ إن السؤال عن هدف الحرب، وعن اليوم التالي لها، يتقدم النقاش، وليست لدى العدو إجابة عن سؤال أساسي: ماذا تريد إسرائيل من الحرب على لبنان: سحق حزب الله، أم إضعافه ودفعه الى الاستسلام والقبول بخطة أمنية جديدة على طول الحدود، أم العودة إلى إقامة شريط أمني جديد داخل الأراضي اللبنانية، أو تأليب الناس على المقاومة من خلال ضرب ما تبقى من بنى تحتية للدولة اللبنانية؟

واضح من كل النقاشات التي تتسرب عن محادثات الأميركيين وبعض الغربيين مع العدو، أن لا أجوبة واضحة لدى إسرائيل. فلا هي قادرة على رفع شعار سحق حزب الله، ولا هي غافلة عن استحالة دفعه إلى الاستسلام. وكما تعرف أن كلفة المسّ بالبنى التحتية المدنية ستكون عالية جداً عليها، فإنها ليست في حالة جهوزية عسكرية واستخبارية وعملانية لشن حرب برية واسعة، وفوق ذلك، تدرك أن الدعم الذي تحتاج إليه من الآخرين يصعب توفيره. فحتى الولايات المتحدة اضطرّت إلى التصريح، على لسان العسكريين فيها، بأنها غير قادرة على توفير مظلّة حماية كاملة. وفي الوقت نفسه، يعرف العدو أن فكرة جرّ الولايات المتحدة الى الدخول مباشرة في الحرب، تحتاج الى معادلات جديدة داخل أميركا وفي العالم. عملياً، ليس هناك ما يردع العدو من ارتكاب أخطاء تقود الى تدحرج الأمور صوب مواجهة شاملة. لكن ما شهدته الأسابيع الماضية لا يوحي بأن الأمور فالتة من عقالها الى هذا الحدّ. مع ذلك، فإن رسائل المقاومة الى العدو وحلفائه باتت أكثر من كافية لإشعاره بأن الاستعداد للحرب ليس شعاراً أو قراراً إدارياً، بل هو خطة جاهزة وقابلة للتفعيل متى تطلّب الأمر.

تهويل أوروبي ومسح للشاطئ لتحديد نقاط إجلاء رعايا: مسعى قطري بدفع أميركي لمنع الحرب

الأخبار .. تسرّبت معلومات مؤكدة عن أن «معظم السفارات الغربية، وخصوصاً الأوروبية، أجرت أخيراً مسحاً على طول الشاطئ اللبناني، واستكشفت المنافذ البحرية التي يُمكن إجلاء رعاياها عبرها»، في حال توسّع الحرب في الجنوب.ويتزامن هذا التسريب مع موجة التهويل المستمرة، بمشاركة أطراف لبنانية، ومع دعوات دول غربية رعاياها لمغادرة لبنان بما يذكّر بالأجواء التي سادت في الأسابيع الأولى بعد السابع من تشرين الأول الماضي. فقد حثت وزارة الخارجية الهولندية مواطنيها على مغادرة لبنان، «بسبب خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل». كما طلبت السلطات الألمانية من رعاياها مغادرة لبنان «على الفور، وبشكل عاجل»، وذلك بعد يوم فقط على مغادرة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي زارت بيروت أول من أمس، آتية من كيان الاحتلال. وأكدت مصادر مطّلعة أن الوزيرة الألمانية «لم تحمِل أكثر ممّا حمله نظراؤها الغربيون، ومفاده أن إسرائيل تفكّر جدياً في توسيع الحرب، وأن أحداً في الغرب لن يستطيع ردّها». في المقابل، أعلن البيت الأبيض «أننا نعمل جاهدين من أجل تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل عبر السبل الديبلوماسية»، وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بعد لقائه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب في بروكسيل، أنه «لا يمكن للبنان وإسرائيل والمنطقة تحمل حرب أخرى، سيتأثر الاتحاد الأوروبي بها». فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «المجتمع الدولي إلى تنبيه إسرائيل للآثار المدمرة لامتداد الصراع إلى لبنان». وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني سيكون في بيروت قريباً في زيارةٍ محورها الأساسي الوضع الأمني في الجنوب لا الملف الرئاسي. ووفق مصادر متابعة، سيلتقي الموفد القطري حزب الله وحركة أمل وقادة أمنيين، للبحث معهم في إمكانية خفض التصعيد على الجبهة الجنوبية. ووفق المعلومات، فإن زيارة آل ثاني «منسقة مع الإدارة الأميركية التي طلبت من الدوحة بذل مساعٍ في هذا الشأن، بعدما كان البحث فيه قد بدأ مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل الذي زار قطر مرتين أخيراً. وتعوّل الإدارة الأميركية، وفق المصادر، على أن الضغوط القطرية على حركة «حماس» لقبول اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب في قطاع غزة، إذا ترافقت مع تدخلٍ قطري أكبر على الساحة اللبنانية، وتحديداً مع «حزب الله»، يمكن أن تُحدث خرقاً يمنع الذهاب إلى حرب شاملة. إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لبنان يسعى بكل الوسائل لعدم تحويل البلاد ساحةً للنزاعات المسلحة انطلاقاً من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لوضع حدّ لأطماع الاحتلال التوسعية. ودعا بعد لقائه أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه «بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي». وفيما ظهرت مواقف ميقاتي ملتبسة وشبيهة بالمواقف التي تحمّل المقاومة مسؤولية الحرب، علقت مصادر رئيس الحكومة بالتأكيد أن «المقصود بالكلام هو العدو الإسرائيلي الذي يحول المنطقة الى ساحة نزاعات ويرفض وقف الحرب في غزة».

تحذير أممي من «شرارة البارود» في لبنان

توظيف إسرائيل لـ«الذكاء الاصطناعي» يعيد «حزب الله» إلى «تحت الأرض»

بيروت: «الشرق الأوسط».. حذّرت الأمم المتحدة من أن اتساع الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني سيكون «بمثابة الشرارة التي ستشعل النار في البارود». وقال منسق الشؤون الإنسانية للمنظمة الأممية مارتن غريفيث: «إن حربا كهذه قد تكون أمراً مروعاً خصوصاً بالنسبة إلى جنوب لبنان». وحذر من أن حرباً ينخرط فيها لبنان «ستجر سوريا... وستجرّ آخرين» و«ستكون لها بالطبع انعكاسات على غزة والضفة الغربية»، واصفاً الوضع بـ«المقلق جداً». في موازاة ذلك، ومع تصاعد المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» أدى توظيف تل أبيب لـ«الذكاء الاصطناعي» إلى إعادة الحزب إلى تحت الأرض، بعدما أظهرت الحرب الأخيرة تحوله من «منظومة قتال أمنية»، تتبع حرب العصابات، إلى «منظومة قتال عسكرية» مكّنت إسرائيل من استهداف قادته، وسط حرب تكنولوجية يخوضها الجيش الإسرائيلي، ويرد عليها «الحزب» بصواريخ موجهة وأخرى ثقيلة لم تكن موجودة في حرب يوليو (تموز) 2006.

نتنياهو يتابع تمريناً عسكرياً على الحدود مع لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط»..تفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، الحدود الإسرائيلية مع لبنان، حيث تابع تمريناً عسكرياً. وأكد نتنياهو أن إسرائيل سوف تحقق النصر على هذه الجبهة أيضاً، إذا اندلعت حرب مع «حزب الله»، بحسب بيان أصدره مكتبه. ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتدريب الذي يجريه لواء المظليين الاحتياط 55، وفق صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». ورافق نتنياهو في الزيارة سكرتيره العسكري رومان غوفمان وقائد القيادة العسكرية الشمالية للجيش الإسرائيلي، الميجور جنرال أوري غوردن وعدد من القادة من الرتب الأدنى. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، اندلعت اشتباكات يومية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان. وتسبب القصف المتبادل في سقوط عدد كبير من الضحايا من الجانبين، ودمار شديد في القرى الواقعة على جانبي الحدود، ومغادرة أو إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من منطقة الصراع.

إسرائيل تتهم إيران بتفجير مقر قواتها في صور عام 1982...

بعدما تمسكت برواية «تسرّب الغاز» 42 عاماً

ضباط الشاباك يعتقدون أن التفجير في صور كان من أوائل عمليات «حزب الله» في لبنان (إ.ب.أ)

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. بعد 42 عاماً من التمسك برواية تقول إن الانفجار الذي وقع في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في مدينة صور اللبنانية، عام 1982، وقع نتيجة تسرب الغاز، أعلنت إسرائيل اليوم تغيير روايتها، وقالت إن العملية تمت بهجوم مسلح تتحمل مسؤوليته إيران. وجاء في بيان مشترك بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، الأربعاء، أن «الانفجار المميت الذي استهدف مبنى مقر قيادة الجيش في صور بلبنان عام 1982 يعد هجوماً مسلحاً وليس حادثاً ناتجاً عن تسرب غاز». وأفاد البيان بأن فريق التحقيق الذي عمل في الموضوع توصل إلى قناعات جديدة، وأنه تم تعيين لجنة تحقيق مكملة تابعة لرئيس أركان الجيش، وبالتعاون مع الشاباك والشرطة، سيرأسها الجنرال أمير أبو العافية، وستكون مهمتها النظر في النتائج التي خلص إليها الفريق وغيرها من المواد، وصياغة موقف نهائي من هذا الموضوع. وقال الجيش إن «ذلك جاء بناء على توصية من لجنة أمنية إسرائيلية مشتركة، مكوّنة من الجيش والشاباك والشرطة، تشكلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للنظر في كافة المعلومات المتوفرة إلى جانب جمع معلومات جديدة بشأن التفجير» الذي أودى بحياة عشرات الجنود وعناصر الأمن الإسرائيليين. وكانت مؤسسة الأمن الإسرائيلية قد أعلنت في العام الماضي أنها تعيد فتح التحقيق في الحادث «احتراماً للقتلى وسعياً وراء الحقيقة». المعروف أن الانفجار وقع بعد الاحتلال الإسرائيلي للبنان في يونيو (حزيران) 1982، واستهدف مقر القيادة العسكرية الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي لإدارة المدن التي احتلها. وبعد 5 أشهر، وتحديداً في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، أصابت سيارة بيجو محملة بالمتفجرات المبنى الذي استقرت فيه قيادة الجيش الإسرائيلي في صور، والذي كان مكوناً من 7 طوابق. وقد أدى الانفجار إلى تسوية المبنى بالأرض، وقتل جراء ذلك 75 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً من قوات الجيش والشرطة وعملاء الشاباك. بالإضافة إلى ذلك قتل 14 أسيراً من اللبنانيين والفلسطينيين الذين كانت تحتجزهم إسرائيل. وأصيب 27 إسرائيلياً و28 عربياً بجروح أيضاً. وأشار تحقيق رسمي للجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت إلى أن «حدوث تسرب للغاز هو الذي أدى إلى انفجار وانهيار المبنى». ومع أن اللبنانيين والفلسطينيين أكدوا في ذلك الوقت أن هذه عملية مسلحة نفذها شاب لبناني، أصرت إسرائيل على روايتها بأن الانفجار كان حادثاً ناجماً عن انفجار أسطوانات الغاز. لكن ذوي عدد من القتلى الإسرائيليين ظلوا يسعون إلى تحقيق إضافي، مؤكدين أن الرواية الإسرائيلية الرسمية تتناقض مع رواية 3 شهود عيان، أكدوا أنهم شاهدوا سيارة البيجو وهي تدخل بسرعة جنونية إلى المبنى وتصطدم به. كما شاهدوا أجزاء السيارة في أنقاض المبنى. وقال عدد من ضباط الشاباك، في حينه، إنهم يعتقدون أن هذه العملية كانت من أوائل عمليات «حزب الله» في لبنان. وفي بيروت، أكدوا أن منفذ العملية يدعى أحمد قصير، وهو فتى عمره 17 عاماً، وقد أقام «حزب الله» له نصباً تذكارياً بالقرب من بعلبك. يذكر أن تفجيراً ثانياً وقع في صور نفسها، بعد ما يقرب من العام، إذ اقتحم مفجّر انتحاري في شاحنة صغيرة مليئة بالمتفجرات مبنى للشاباك في قاعدة للجيش في صور. وأسفر الانفجار في حينه عن مقتل 28 إسرائيلياً و32 أسيراً لبنانياً وجرح نحو 40 آخرين. وصرّح مسؤول سياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الأربعاء، بأن تلك الهجمات تعدّ في إسرائيل عدواناً إيرانياً مباشراً.

بعد التهجير مرة أخرى..سكان جنوب لبنان يشتكون غياب الدعم الحكومي

البيسارية لبنان: «الشرق الأوسط».. ولد أحمد أبو دلة في قرية يارين اللبنانية قبل أن يطلق على الأراضي الواقعة إلى الجنوب اسم إسرائيل. كان يأمل أن يقضي أيامه الأخيرة هناك، ولكن بعد مرور 80 عاماً، ومع تعرض مسقط رأسه للقصف الإسرائيلي، أعطاه أبناؤه خياراً لا رجعة فيه: إما أن يرحل عن يارين أو أن يأتوا للعيش معه والموت معه. وقال «تفتكري أنا اللي قررت؟ ولادي. حطوني بخيار. يا تنزل يا منطلع... هيدا اللي خلاني انزل (انتقل)». كان أبو دلة وشقيقه الأصغر آخر سكان يارين الذين ما زالوا يعيشون هناك هذا الربيع. نزحت معظم العائلات في أكتوبر (تشرين الأول) بعد وقت قصير من بدء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال أبو دلة لوكالة (رويترز) للأنباء والدموع تغرق عينيه وهو يصف المنزل الذي بناه في يارين وتحيط به مزرعته الخاصة ومجموعات من الماشية «يللي خلاني اصمد... التربة (الأرض)... في ناس ما عندها جذور الأرض. ما تعبانة بالأرض عايشة – بس يللي بني حبة حبة، تصوري واحد يعيش 80 سنة بأرضه». وأضاف «الأرض اللي بنبني فيها إذا بتبرمي (تقلبي) التراب بتلاقي آثار ايدينا فيه». وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 95 ألف شخص من جنوب لبنان منذ اندلاع الحرب، وعلى الطرف الآخر من الحدود في إسرائيل، نزح 60 ألفاً من منازلهم. ولكن على عكس إسرائيل، حيث تدفع الدولة ثمن الإقامة في الفنادق وغيرها من المساكن المؤقتة للنازحين بسبب الحرب، لم تتلق العائلات في لبنان سوى دعم ضئيل من الدولة وأحياناً لم تحصل على أي دعم على الإطلاق. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، يسكن أكثر من 80 في المائة من النازحين في لبنان مع أقاربهم أو أصدقائهم. ويؤجر 14 في المائة منهم منازل ويعيش اثنان في المائة فقط في ملاجئ جماعية. وسكان يارين من بين الأغلبية الذين انتقلوا للعيش مع أقاربهم، وهذه ليست المرة الأولى. ويتذكر العديد من سكان القرية الفرار من يارين عام 1978، أثناء التوغل العسكري الإسرائيلي في السنوات الأولى للحرب الأهلية في لبنان. وسافروا إلى مدينة صيدا الساحلية مروراً بعدة بلدات في الجنوب وصولاً إلى منطقة الشوف الجبلية قبل أن يستقروا في نهاية المطاف على مشارف البيسارية على بعد 50 كيلومتراً شمالي مسقط رأسهم وبنوا منازل متواضعة. ومع استقرار المزيد من سكان يارين هناك في الثمانينات، مدوا شبكتهم الخاصة من أنابيب المياه وبنوا مدرسة، ما أكسب المنطقة اسم «حي يارين» في البيسارية.

«ناس عندها خوف»

سامر أبو دلة، ابن أخت زوجة أحمد، من مواليد «حي يارين» خارج البيسارية عام 1979. أصبح معلماً وبنى منزلاً في قرية يارين عام 2011 ليعيش فيه مع زوجته وأطفالهما الستة معتقداً أن الأوضاع على الحدود استقرت بعد الحرب التي استمرت شهراً بين حزب الله وإسرائيل عام 2006. لكنه عاد الآن إلى «الحي» بعد فراره من القصف على الحدود. وقال «نحن كتجربة بالهجرة، أول ما طلعوا أهلنا، قالوا يومين وبنرجع، فهذا الشعور أو التجربة السابقة بتضل تسير كأنها معلومات تتوارثها الأجيال، منقول يومين ومنرجع وقعدنا تلاتين سنة لرجعنا». وقال أمام منزل والدته المتواضع على مشارف البيسارية حيث يقيم الآن «هذا الشعور فيه بعض ناس عندها خوف منه». ينام ابنا سامر الصغيران على الأريكة منذ شهور، بينما يعيش هو وزوجته وبناتهما الأربعة في غرفة نوم واحدة. لم تكن الطاولة في مطبخ والدته كبيرة بما يكفي لاستيعاب 11 شخصاً يعيشون هناك الآن، لذا كانت تقدم كل وجبة على مرتين للتأكد من أن الجميع يتناولون طعامهم وهم يجلسون. وقال سامر إن هناك ما لا يقل عن 70 عائلة مثل عائلته فرت من يارين وعادت الآن إلى البيسارية، وإن مواردهم الضئيلة لا تكفيهم. ويعاني اللبنانيون بشدة جراء الانهيار الاقتصادي المستمر منذ خمس سنوات والذي أدى إلى تجميد مدخراتهم في البنوك وخفض قيمة الليرة، وأجبر الدولة على رفع الدعم الذي كان في السابق يجعل بعض الخدمات الأساسية في متناول الجميع. ولم تعلن الحكومة اللبنانية عن مدفوعات أو أشكال أخرى من الدعم للأسر التي تأثرت بتبادل إطلاق النار مع إسرائيل، في حين وزع «حزب الله» بعض المساعدات المالية وسدد الإيجارات عن بعض العائلات. وقالت عائلة أبو دلة إنها حصلت على سلة غذائية من مجلس الجنوب، وهو جهة رسمية، لكنها لم تكن كافية لتغطية احتياجاتهم أثناء نزوحهم. وقالت لمياء أبو دلة (74 عاماً) خالة سامر «ولا شي ولا حدا دق بابنا ولا حدا سأل... كل واحد دبر حاله بجهده الخاص يعني. الدولة غايبة عنا». وأضافت «نحن من 1977 اتهجرنا، وبعدنا بنتشرشح من هون لهون. شو بنعمل؟ شيء انفرض علينا، مش بايدنا».



السابق

أخبار وتقارير..«لعنة الجغرافيا»..لبنانيون في القرى الجنوبية يخشون حرباً أخرى مع إسرائيل..وزيرا الدفاع الروسي والأميركي يبحثان هاتفياً الملف الأوكراني..الكرملين: خطة ترامب للسلام يجب أن تعكس الحقائق على الأرض..موسكو تعلن حجب 81 وسيلة إعلامية أوروبية بينها موقع «فرانس برس»..ترامب يدرس تبني خطة لإنهاء حرب أوكرانيا..عملية قد تستمر لسنوات..أوكرانيا تبدأ في مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي..متهمان بـ"جرائم حرب"..من هما الروسيان شويغو وجيراسيموف؟..موسكو تحذر واشنطن من مخاطر تصاعد إمدادات الأسلحة لأوكرانيا..زيلينسكي لتوقيع اتفاق أمني خلال قمة الاتحاد الأوروبي..تحذير ماكرون من حرب أهلية يستفز خصومه..تساؤلات حول تبعات الضعف السياسي لماكرون على مواقف باريس من الحرب في أوكرانيا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..واشنطن تضغط على نتنياهو لالتزام «حل الدولتين»..رئيس الوزراء يتوقّع صدور أوامر اعتقال دولية بحقه قبل زيارته لواشنطن..«الليكود» متخوف من تعرّض نتنياهو للقتل..خالد مشعل: غزة تدمرت وهذا ثمن المقاومة..مستشار عباس رداً على مشعل: ما يجري في غزة إبادة وليس قتالاً..أميركا لا تزال تعلق شحنة ذخائر ثقيلة كانت مخصصة لإسرائيل..تجنيد اليهود "الحريديم"..ماذا يعني وما هي تداعياته على الداخل الإسرائيلي؟..رئيسا حكومة سابقان بين 6 شخصيات إسرائيلية طالبت الكونغرس بإلغاء دعوة نتنياهو..«سياسة تجويع» للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل..غزة تواجه المجاعة..والمساعدات مكدسة على الرصيف العائم ولا أحد يتسلمها..مجاهد العبادي..الشاب الذي قيَّده الجيش الإسرائيلي بآلية عسكرية يروي التفاصيل..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,965,743

عدد الزوار: 7,618,006

المتواجدون الآن: 1