أخبار لبنان..دول عربية تستفسر عن إعلان «الجامعة» إنهاء تصنيف حزب الله إرهابياً..دفاعات الاحتلال تفشل أمام المسيَّرات..وضربة موجعة في الجولان..انطباعات إيجابية لزيارة ميقاتي الجنوبية..والملف الرئاسي إلى الواجهة من عين التينة إلى باريس..العدو و«سيناريو الشمال»: خوف من الحرب الشاملة..حرب جنوب لبنان تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة..​إسرائيل: لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله»..البطريرك الماروني: البطولة في صنع السلام..الجامعة العربية وحزب الله.. ماذا وراء "الانفتاح"؟..

تاريخ الإضافة الإثنين 1 تموز 2024 - 3:26 ص    عدد الزيارات 321    التعليقات 0    القسم محلية

        


دول عربية تستفسر عن إعلان «الجامعة» إنهاء تصنيف حزب الله إرهابياً..

تساؤلات حول طريقة اتخاذ القرار ومستوى التنسيق بشأنه وأهدافه

الجريدة...بيروت - منير الربيع ...أثارت تصريحات نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي خلال زيارته لبنان حول أن الجامعة لم تعد تصنّف حزب الله كتنظيم إرهابي استغراب دول عربية ما دفعها إلى إرسال استفسارات للجامعة لاستيضاح الأمر، حسب ما كشفت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ «الجريدة». وكان زكي التقى رئيس كتلة حزب الله النيابية «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وأبلغه خلال اللقاء أن «الجامعة» لم تعد تعتبر الحزب إرهابياً. وبعد أسئلة للحصول على توضيحات من زكي، اعتبر أن الجامعة ليس لديها لوائح أو تصنيفات للتنظيمات الإرهابية، وأن قرار عدم تسمية أي جهة أو طرف بالإرهابي قد اتخذ في قمة جدة 2023 إذ لم ترد صفة إرهابي في أي من قرارات القمة الخاصة بالملف اللبناني، واستند زكي في توضيحاته أيضاً على مندرجات قمة البحرين العربية التي عقدت الشهر الماضي والتي لم تذكر حزب الله كتنظيم إرهابي. أثارت تصريحات زكي، تساؤلات كثيرة حول الهدف من هذا القرار أو التطور، وإذا كان قد سبقته مفاوضات معينة أو مداولات على مستوى مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة، وسط تضارب في المعلومات، إذ تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الجامعة العربية لم تتخذ قراراً واضحاً لإلغاء القرار السابق، وهناك من يعتبر أن موقف زكي يمثل تناقضاً في توجهات الجامعة التي أقرت تصنيف حزب الله في اجتماع عام، بالتالي لا بد من إصدار قرار مضاد في اجتماع عام أيضاً. وتشير المصادر إلى أن دول عديدة أرسلت استفسارات للجامعة لاستيضاح الأمر. في المقابل، هناك من يشير الى أن تطورات المرحلة بما في ذلك المصالحة السعودية ـ الإيرانية وما تبعها من تقارب عربي مع طهران يفرض بعض الليونة في المواقف وهو ما انعكس بما يتعلق بحزب الله، أما آخرون فيعتبرون أن حسابات مصرية خاصة بالتقارب مع إيران إضافة إلى الظروف الإقليمية والدولية المحيطة قد تكون وراء قرار الجامعة تعديل موقفها على قاعدة محاولة لعب دور مؤثر في لبنان خلال هذه المرحلة العصيبة والخوف من احتمال حصول تصعيد إسرائيلي ضد لبنان. في هذا السياق، يقول مصدر دبلوماسي إنه قبل حصول زيارة زكي الى بيروت حصل نقاش حول أهمية الزيارة فكان الاتجاه لدى الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط حول ضرورة الحضور على الساحة اللبنانية مادامت هناك جهات عديدة تتحرك وتتقدم بمبادرات بينما الجامعة العربية غائبة. ويقول المصدر، إن القرار بالزيارة جاء وفق قاعدة أنه لا بد للجامعة أن تكون موجودة وحاضرة على الساحة اللبنانية في ظل التوترات القائمة ومخاطر التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأنه لا يمكن ترك الفرنسيين أو الأميركيين أو الألمان وحدهم يبحثون عن صيغة لتسوية الأوضاع في لبنان. ويضيف المصدر:» هناك من يظن في الجامعة العربية أنه لا بد من القيام بلعب دور مؤثر، وأن هذا الدور لا يمكن القيام به بدون التنسيق أو التواصل مع حزب الله، وكان المخرج بأن الجامعة ليس لديها لوائح تصنيف للتنظيمات الإرهابية. وقد وقعت الجامعة في تناقض كبير بين تصنيف الحزب كإرهابي والتراجع عن هذا القرار». ويقول المصدر إنه «في الاجتماع بين زكي ومحمد رعد، كان تشديد من قبل الجامعة العربية على ضرورة البحث عن قواسم مشتركة بين القوى السياسية الأخرى في الداخل اللبناني، وهو المدخل الذي تريد الجامعة عبوره للتأثير على المجريات اللبنانية على اعتبار أنه لا يمكن إيجاد أي حل أو تسوية في لبنان بدون التواصل مع الحزب»....

دفاعات الاحتلال تفشل أمام المسيَّرات..وضربة موجعة في الجولان..

انطباعات إيجابية لزيارة ميقاتي الجنوبية..والملف الرئاسي إلى الواجهة من عين التينة إلى باريس..

اللواء...مع بداية شهر تموز، تمضي عجلة الحياة في البلد، دون تقاطعات قوية بين اللبنانيين، في وقت تسعى فيه سلطة حكومة تصريف الاعمال الى تطويق ما يجب تطويقه، وتمضية الخلافات بالتي هي أحسن، عبر متابعة الوزراء لعمل وزاراتهم، ليس بالمعنى الضيِّق لتصريف الاعمال، بل بالمعنى الأكثر من متوسع، ويسجّل الرئيس نجيب ميقاتي هدفاً لصالح الوحدة الداخلية، عبر تصريحاته، التي قرئت في الأوساط الجنوبية والشعبية بالايجابية. وكشف الرئيس ميقاتي، خلال لقاءاته انه ابلغ الرئيس نبيه بري بأنه سيزور الجنوب، معتبرا ان الزيارة ليست للتضامن، فنحن متضامنون معهم بالكامل، ونتابع اوضاعهم دائماً، نحن الى جانب اهلنا، المقاومة تقوم بواجبها، والحكومة اللبنانية تقوم بواجبها، وهدفنا ان نحمي البلد بكل ما للكلمة من معنى. فللمرة، الاولى منذ 7 تشرين، زار ميقاتي الجنوب، متنقلا بين مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش، وغرفة الطوارئ الصحية في مركز إتحاد بلديات صور.. وأكد في المناسبة أن «الجيش هو السند ودرع الوطن وسياجه»، مشدداً «على تمسك لبنان بالقرار 1701»، آملاً «عدم توسُّع الحرب في جنوب لبنان»، وقال:«نتمنى في هذا الظرف الصعب أن تمر الأمور بخير على هذا البلد وأن يبتسم الجنوب وكل لبنان. نحنُ دعاة سلم، وعلى اسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وأن يُطبِّق الجميع القرار الدولي الرقم 2735».

أضاف: «التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي»... وقال ميقاتي خلال تفقده يرافقه وزير التربية عباس الحلبي ، مراكز الإمتحانات الرسمية في صور، والتي انطلقت متأخرة صباح السبت:«عندما بدأت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني، وصلتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات بقصف مراكز الامتحانات، وأظهرت التحقيقات التي قامت بها مديرية المخابرات انه ربما يقف خلف هذه التهديدات طلاب متضررون». على أن الأخطر، وفقاً لهذا المشهد، اصرار رئيس حكومة اسرائيل على الحرب، سواء في غزة او جبهة الشمال (الحدود مع لبنان) تحت شعارات زائفة، لا إمكان لرؤية اي منها على أرض الواقع. وعليه، تحدث تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست» عن ان كتيبة |النمر» في الجيش الاسرائيلي، التي تختبئ وراء الاشجار، وأن الجنود ينامون في العراء بالقرب من المدفعية، يستعدون للهجوم على الجنوب، عبر استخدام نوع من المدفعية يدعى «روم».

الملف الرئاسي

رئاسياً، من المتوقع معاودة البحث بهذا الملف، خلال الاسبوع الطالع، سواء عبر المشاورات المفتوحة بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، او عبر المشاورات الأميركية - الفرنسية في باريس، على هامش زيارة سياحية عائلية للوسيط آموس هوكشتاين الى باريس. وفيما لم يُعرف موعد تحريك ملف الرئاسة من جديد، مع الاشارة الى ان الامر وارد في اي لحظة،لم تشأ مصادر في التيار الوطني الحر التأكيد لـ«اللواء» أن اجتماعا يُعقد اليوم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، مشيرة إلى أن اللقاء مع الرئيس بري على جدول الحركة المقبلة لباسيل في سياق ملف الرئاسة، معتبرة أنه في اللقاء الأخير بينهما كانت وجهات النظر متطابقة في ملف التشاور أو الحوار الذي من شأنه تسهيل طريق الرئاسة. إلى ذلك رأت مصادر نيابية معارضة أن مواقف باسيل امس عكست دليلا قاطعا على انصهاره أكثر فأكثر مع قوى الممانعة وأشارت إلى أن لباسيل حسابات محددة يراهن عليها. ويبحث هوكشتاين مع نظيره الفرنسي جان- ايف لودريان في الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل، فضلا عن الملف الرئاسي، الذي ما يزال عالقاً دون حدوث أي تقدم. ومن عكار، طالب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اللبنانيين بالتلاقي لإنقاذ بلدهم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والشروع بالاصلاحات الملحة التي طال انتظاره.

الخازن ينقل عن الراعي: حزب الله ليس إرهاباً

وعلى خط تنقية، العلاقات بين بكركي والثنائي الشيعي، تحرك النائب فريد هيكل الخازن لرأب الصدع، ونقل عن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انه رفض في لقاء مع السفراء اتهام حزب الله بالارهاب. ولفت إلى أن الراعي كان أكّد له أن «سفراء إحدى الدول العظمى قد طلب من الراعي أن يصف حزب الله بالإرهابي وهذا ما رفضه البطريرك رفضا مطلقا، مشيرا إلى أن هذا فريق لبناني وهو بعيد كل البعد عن الإرهاب، والراعي طلب من السفير أن يتم تطبيق القرارات الدولية وهذا ما قد يساهم بالحدّ من حمل حزب الله لسلاحه».

الوضع الميداني

ميدانياً، أعلن حزب الله في بيان له عن استهداف من مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بعد ظهر امس، بالاسلحة الصاروخية، كما استهدف الحزب موقع رويسة القرن في مزارع شبعا، وكذلك موقع السماقة في تلال كفرشوبا. وكشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الدفاعات الجوية الاسرائيلية لم تنجح امس في اعتراض الطائرات المسيَّرة التي اطلقها حزب الله في لبنان. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان 8 جنود من الجيش الاسرائيلي اصيبوا نتيجة انفجار طائرة مسيَّرة في الجولان اطلقها حزب الله 3 منهم بحالة خطرة. كما اعلن الحزب انه رداً على اعتداءات العدو الاسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصا في كفركلا، استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالاسلحة المناسبة وحقق اصابات. وشنت الطائرات الاسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب.. كما قصفت مدفعية الاحتلال اطراف بلدة كفرشوبا.

العدو و«سيناريو الشمال»: خوف من الحرب الشاملة..

الأخبار ... مع اقتراب عملية العدو في رفح من نهايتها، والانتقال إلى «المرحلة الثالثة» من الحرب، يحتدم النقاش في غرف القيادة في تل أبيب حول مصير الجبهة الشمالية مع لبنان، حيث يقترب ما وُصف حتى الآن بـ«التصعيد»، من مفترق طرق سيحوّله، إما إلى حرب مكتملة، مع نقاش في حدودها ونطاقها، أو إلى «تسوية» تنسحب هدوءاً على الجبهة.بحسب التقارير العبرية، فإن إسرائيل لم تتّخذ قرارها بعد. وتتناقض الآراء داخل هيئة أركان جيش الاحتلال حول ذلك. وكتب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، أن «الرأي السائد في هيئة الأركان، هو أن حرباً واسعة ستكون صعبة، لكن الوضع في بيروت سيكون أصعب بمئة ضعف». ونقل يهوشع عن ضابط وصفه بـ«الجنرال الكبير» قوله إن «إسرائيل أخطأت منذ البداية بتركيز ضرباتها ضد حزب الله وليس ضد دولة لبنان». بينما يرى جنرالات آخرون أن «مهاجمة مصالح لبنانية رسمية سيقود إلى حرب واسعة، ويعزّز حزب الله كحامٍ لبنان، ويضرّ بالمجهود المركزي ضد حماس في غزة». وبحسب الصحيفة نفسها، فإن جنرالات العدو، يشكّكون بشدّة في جدوى التسوية. ونسب يهوشع إلى أحد الجنرالات أن «لا أهمية لاتفاق كهذا من دون عملية عسكرية برية إسرائيلية، تؤدي إلى تدمير قدرات هجومية تهدد المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود»، محذراً من أنه «في حال لم تدمر الغارات الجوية هذه القدرات، سيعود مقاتلو حزب الله إلى منطقة الحدود، وعندها ماذا سنفعل وماذا سنقول للسكان؟». وفي المقابل، يضيف الكاتب نفسه، أن جنرالات آخرين لا يستنكرون كلام زميلهم، إلا أنهم يقولون إنه «لا توجد حرب محدودة مقابل حزب الله. والمرجّح أن اجتياحاً برياً لجنوب لبنان سيتحول إلى حرب واسعة، تتطوّر إلى حرب إقليمية»، ويشيرون إلى أن «حرباً كهذه نريد خوضها بدعم أميركي، وهو أمر ليس متوفّراً حالياً». وبناء عليه، يخلص يهوشع إلى أن «استمرار ولاية بايدن سيشكل عاملاً آخر في الحسابات الإستراتيجية للمستوى السياسي وجهاز الأمن في إسرائيل»، مضيفاً أنه «في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض فإن علاقته المتميّزة مع النظام الروسي قد تؤدّي إلى إنجازات من دون إراقة دماء»، وهذا الأمر من شأنه أن «يدفع إسرائيل إلى هجوم مبكر قبل انتخابات الرئاسة الأميركية». أما المحلل العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل، فذهب إلى بعد آخر يتعلق بالإدارة الأميركية. وقال إن «ضعف الحزب الديموقراطي، وتزايد احتمالات ترامب بالفوز، سيؤدّيان إلى هزات ارتدادية على إسرائيل وحزب الله وحماس»، مثل أن «ينصاع بايدن للانتقادات من الجناح اليساري في حزبه، وينفّذ خطوات تلجم العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، أو أن يقدّر حزب الله وإيران أن بايدن قلق جداً الآن، وسيمتنع عن دعم إسرائيل في حال نشوب حرب شاملة في لبنان خلال الصيف الحالي». وأضاف هرئيل أن «إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على ترامب الذي يأمل اليمين فيها أن يفوز بالرئاسة، إذ إن ترامب هو سندٌ متهلهل. فقد وصف القيادة الإسرائيلية بأنها انهزامية بعد المجزرة في غلاف غزة، وتخاصم مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عندما اعترف الأخير بفوز بايدن في انتخابات 2020، وألمح إلى عزمه وقف المساعدات الخارجية الأميركية إلى دول صديقة».

مدير شركة الكهرباء للمستوطنين: لا تشتروا المولّدات، فلن تجدوا الوقود لتشغيلها

من جهة أخرى، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أول من أمس، إن «هُناك تقديرات أميركية تشير إلى أن من المُمكن التوصل إلى تسوية بين إسرائيل وحزب الله، بعيداً عن الحرب الدائرة في غزة». وذكرت الصحيفة أن هذه التسوية من الممكن التوصّل إليها «من دون تحقيق شرط الحزب اللبناني بإنهاء الحرب في قطاع غزة»، وتشمل التسوية «من بين أمور أخرى، إبعاد الأسلحة الثقيلة عن الحدود الإسرائيلية، إلى جانب إعادة تأهيل الاقتصاد اللبناني». وتزامن ذلك، مع إعلان وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أنّ «تل أبيب ستتخذ قريباً قراراً بشأن كيفية إعادة سكان المناطق الذين تم إجلاؤهم، سواء عبر اتفاق مع حزب الله يتضمّن تغيير الوضع الأمني على الحدود أم أننا سنفرض ذلك بالقوة». جاء ذلك في تصريحات له خلال جولة تفقّدية، أول من أمس، للقوات الجوية المتمركزة في شمال فلسطين المحتلة. وزعم غالانت أن «الجيش الإسرائيلي بكل تشكيلاته جاهز دفاعاً وهجوماً»، معرباً عن قناعته بأن «الجيش قادر على القيام بأي مهمة يُطلب منه القيام بها». وعلى صعيد الجبهة الداخلية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مدير شركة الكهرباء في الكيان، مئير شبيغلر، قوله إنّه «لا يوصي أحداً بشراء المولّدات في حال اندلاع حرب في الشمال، لأنهم لن يجدوا وقوداً لتشغيلها حينها». وأضافت وسائل الإعلام أن «شبيغلر يستعدّ لأي سيناريو، لكنه لم يشترِ مولداً، ولا يوصي أحداً بذلك أيضاً». وقبل أيام، ارتفع الطلب على مولّدات الكهرباء المنزلية في شمال فلسطين المحتلة، بصورة كبيرة، خوفاً من اندلاع حرب واسعة في الشمال.

لماذا لا يطالب الغرب مواطنيه بمغادرة الكيان؟

خلال الأيام القليلة الفائتة، أصدرت دول غربية وعربية، بشكل متتالٍ، بيانات تحذير لمواطنيها في لبنان، تطلب منهم مغادرته وعدم السفر إليه، ربطاً بالتطورات المتسارعة على الجبهة الجنوبية. إلّا أن اللافت أن هذه التحذيرات لم تترافق مع تحذيرات مشابهة لمواطنيها في إسرائيل. وهو ما يطرح السؤال عما إذا كان ذلك جزءاً من الحرب النفسية ضدّ المقاومة. العبارات التي استخدمتها كل دولة في تحذيرات السفر، اختلفت، وراوحت بين طلب المغادرة الفورية أو طلب إعادة النظر في السفر. فطلبت ألمانيا من مواطنيها في لبنان مغادرته «بشكل عاجل». وكذلك هولندا التي وصفت الوضع في لبنان بأنه «خطير للغاية». أما كندا فقالت لمواطنيها بأن الوقت الحالي «هو الوقت المناسب للعودة إلى الديار». كما نصحت أستراليا مواطنيها بمغادرة لبنان «بشكل عاجل، بينما لا تزال الطائرات التجارية متاحة». وكانت العبارات التي استخدمتها الولايات المتحدة الأقل حدّة، عبر دعوتها مواطنيها إلى «إعادة النظر بقوة» في السفر إلى لبنان. في المقابل، لم تصدر هذه الدول تحذيرات جديدة مماثلة لمواطنيها في إسرائيل، ما عدا الولايات المتحدة التي حثّت مواطنيها على «إعادة النظر» بالسفر إلى إسرائيل والضفة الغربية. أما بقية الدول، فيبدو أنها اكتفت بتحذيراتها السابقة التي أصدرتها بعد اندلاع الحرب في غزة وقبل الرّد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

حرب جنوب لبنان تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة..

أبرزها تفاهمه الناشئ مع «الجماعة الإسلامية»..

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. خلطت الحرب الدائرة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان الأوراق السياسية، وبدّلت صورة التحالفات ما بين «حزب الله» وأطرافٍ سياسية، إذ لجأ الحزب إلى استمالة بعض القوى الفاعلة على الساحة السنيّة، انطلاقاً من مبدأ أن «جبهة الجنوب فُتحت تحت عنوان نصرة غزّة ومساندتها». ويقول «حزب الله»، بحسب المطلعين على أجوائه، بأن علاقاته السياسية في مرحلة ما بعد الحرب ستكون مختلفة عمّا قبلها. وكشف مصدر سياسي مقرّب من الحزب لـ«الشرق الأوسط» أن العمليات العسكرية «أفرزت واقعاً جديداً ستتوضح صورته كلما اشتدت المواجهة مع العدو الإسرائيلي، واتضحت الخيارات لدى المكونات السياسية».

خلط الأوراق

وأشار المصدر إلى أن «الحرب على غزّة، التي واكبها الحزب بجبهة المساندة من جنوب لبنان في اليوم التالي لـ(طوفان الأقصى)، خلطت الأوراق على الساحة اللبنانية، خصوصاً لدى الطائفة السنّية، التي تعتبر فلسطين قضيتها الأولى منذ العام 1948 وأنها أهل القضية، وهذا ما ترجمته (الجماعة الإسلامية) التي تحولت عبر (قوات الفجر) إلى تنظيم عسكري مقاوم قدّم ويقدّم قافلة من شهدائه على طريق القدس». ولا يبني «حزب الله» تحالفاته الجديدة على المواقف فحسب، بل يقاربها، وفق المصدر، «من منظور الحاجة إلى اندماج هذه القوى ضمن مشروع حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي».

العلاقة مع «الوطني الحر»

أما عن مستقبل العلاقة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ»، الذي رفض تحويل لبنان إلى «جبهة مساندة»، فيلفت المصدر إلى أن التيار «لا يختلف مع (حزب الله) في البعد الاستراتيجي، لكنّ المواقف التي صدرت عن الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون وعن النائب جبران باسيل كانت صادمة وغير متوقعة في هذا التوقيت، والأسابيع المقبلة ستحسم مصير العلاقة بين الفريقين». وإذا كانت صورة تحالفات الحزب السياسية لن تتضح قبل انتهاء الحرب ومعرفة نتائجها، فإن بعض القوى حددت خياراتها السياسية وانسجمت مع الحزب، سواء فيما خص العمل العسكري أو على صعيد الملفات الداخلية ومجاراته في الانتخابات الرئاسية.

«علامة فارقة»

وأوضح الباحث السياسي قاسم قصير، القريب من بيئة «حزب الله»، أن هذه الحرب «ساهمت في التقارب مع كتل نيابية وقوى سياسية، إذ ساهمت بالتقارب بينه وبين (الحزب التقدمي الاشتراكي)، وعززت التحالف مع (الجماعة الإسلامية) ومع العديد من الشخصيات السياسية والدينية السنيّة»، مؤكداً أن «اللقاء الأخير بين قيادتي الحزب و(الجماعة الإسلامية) شكّل علامة فارقة في تطور هذه العلاقة». ولم يخف قصير أن الحرب «تركت تداعيات سلبية على تحالف الحزب مع (التيار الوطني الحر)، وإن لم تؤد إلى قطيعة كاملة»، مشيراً إلى أن «هناك شخصيات مسيحية أكدت استعدادها للدفاع عن الحزب إذا قامت إسرائيل بشنّ حرب واسعة على لبنان»، وذلك في إشارة إلى «تيار المردة» الذي يرأسه سليمان فرنجية والشخصيات المسيحية المتحالفة معه منذ سنوات. وربما يكون التقارب الواضح بين الحزب و«الجماعة الإسلامية»، الاختراق الأهم، إذ إن التقارب الموجود سابقاً مع أحزاب وتجمعات سياسية، مثل «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) و«تيار الكرامة» الذي يرأسه النائب فيصل كرامي، وحزب «الاتحاد» الذي يرأسه النائب والوزير الأسبق عبد الرحيم مراد، لا يعني تحالفاً مع البيئة السنيّة، على حدّ تعبير قيادي سنّي بارز، حيث شكك الأخير بقدرة الحزب على نسج تحالفات قوية مع الطائفة السنية في المرحلة المقبلة. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التقارب القائم حالياً بين الحزب وبعض الشخصيات السنيّة، بما فيها الجماعة الإسلامية، لا يمكن أن يؤسس لتحالف سنّي مع (حزب الله)». وقال المصدر نفسه إن «الرغبة شيء والواقع على الأرض شيء آخر، فلا يمكن للسنّة أن يكونوا ملحقين بالمشروع الإيراني، ولن ينجح الحزب في اختراق الساحة السنيّة ولا بتحقيق ما يسميه الوحدة الإسلامية تحت راية الوليّ الفقيه».

خلاف مصالح

ومع أن الخلاف مع «التيار الوطني الحرّ» يشكل نقطة ضعف للحزب بسبب ابتعاد حليف مسيحي قوي عنه، إلا أن منسّق عام «التجمّع من أجل السيادة» نوفل ضوّ، استبعد فكّ التحالف القائم بين التيار والحزب منذ 6 فبراير (شباط) 2006، معتبراً أن «الخلاف بينهما هو مجرّد خلاف مصلحي على الانتخابات الرئاسية». أما فيما خصّ استقطاب الحزب لقوى إسلامية وانخراطها في جبهة الجنوب، فرأى ضو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القاصي والداني يعلم أن الهدف من فتح جبهة الجنوب اللبناني ليس محاربة إسرائيل، بل خدمة مشروع سيطرة إيران وتعزيز نفوذها للمقايضة مع المجتمع الدولي». واعتبر ضو أن «القوى السنيّة التي تشارك الحزب في معركة الجنوب، ومنها (الجماعة الإسلامية)، تبني تحالفاً آيديولوجياً مع الحزب». وقال إن «الكل يعرف أن (الجماعة الإسلامية) وحركة (حماس) هما جزء من تنظيم (الإخوان المسلمين)، حتى لو اختلف هذا التنظيم عقائدياً مع عقيدة الولي الفقيه، فلا علاقة للاعتبارات الدينية بمشروعهما السياسي، لأنهما يغذيان بعضهما البعض، بدليل أن الإيرانيين هم من حمى تنظيم (القاعدة) وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري لسنوات طويلة».

إسرائيل: لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله»..

استعراض جوّي فوق جبل لبنان للمرة الأولى..وصواريخ «ثقيلة» رداً على مقتل 3 عناصر

بيروت: «الشرق الأوسط».. رفع «حزب الله» مستوى القصف لأهداف عسكرية إسرائيلية، الأحد، باستخدام صواريخ ثقيلة، وذلك بعد استهداف إسرائيلي لمنزل في بلدة بالجنوب أدى إلى مقتل 3 من عناصره، غداة استعراض جوي إسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية خرق خلاله جدار الصوت للمرة الأولى فوق مناطق جبل لبنان، وصلت أصداؤه إلى بيروت وضواحيها. وترافقت الاستعراضات الإسرائيلية مع تهديدات بتوسعة الحرب في لبنان. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله». وأضاف: «لا يُستخف بالثمن المتوقع لحرب مع لبنان، لكن أي ثمن تدفعه إسرائيل اليوم سيكون أقل بكثير مما ستدفعه بالمستقبل إن لم نتحرك». وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن تل أبيب لا تسعى لحرب مع «حزب الله»، ولكنها مستعدة لها. وقد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الأحد، أن وزير الدفاع بحث مع المسؤولين في واشنطن اتفاق تهدئة على الجبهة الشمالية مع لبنان.

تصعيد عسكري

واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، الأحد، منزلاً رصد فيه مقاتلون لـ«حزب الله» في بلدة حولا بجنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل عناصر يتحدرون من المنطقة، حسبما جاء في بيانات نعي أصدرها الحزب لمقاتليه. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الفرقة 91 رصدت مقاتلاً يدخل إلى مبنى عسكري وُجد في داخله مقاتلون آخرون في منطقة حولا بجنوب لبنان. وبعد وقت قصير من عملية الرصد: «هاجمت طائرات سلاح الجو المبنى الذي كان يوجد فيه المخربون»، كما رصدت قوات إسرائيلية مقاتلاً يعمل في مبنى عسكري للحزب في قرية كفركلا، وبعد وقت قصير قامت القوات بقصف المبنى الذي كان يوجد فيه المقاتل. ويعيد «حزب الله» استهداف مقاتليه، إلى الخروقات الجوية الإسرائيلية. وقال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في تصريح، مساء السبت، إن «جزءاً كبيراً من العمليات التي تقوم بها إسرائيل وتقتل مجاهدينا وإخواننا هو بسبب الخروقات الجوية بين سنة 2006 و2013، حيث جمع العدو كمية كبيرة من المعلومات واعتدى على خصوصياتنا، واطلع على أحوالنا ليعد العدة للحرب».

ردّ «حزب الله»

وعلى أثر الغارتين في حولا وكفركلا، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأنّ الجيش الإسرائيلي «طلب إلى جميع المقيمين في مستوطنة معيان باروخ في الشمال، البقاء قرب الغرف المحصنة». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوّت في عدة بلدات بالجليل الأعلى شمال إسرائيل. ورد الحزب بإطلاق صواريخ ثقيلة تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية. وقال في بيان إنه رد على قصف حولا «باستهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة ‏برانيت بصاروخ بركان ثقيل، فَأُصيبت إصابة مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقع فيها إصابات مؤكدة».‏ كما أفاد في بيان لاحق بأن مقاتليه استهدفوا مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة ‏بيت هلل بصاروخ «فلق»: «فَأُصيبت إصابة مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقع فيها إصابات مؤكدة»، وذلك رداً على استهداف حولا. كما أعلن «حزب الله» الرد على استهداف كفركلا: «باستهداف مبنى يستخدمه جنود العدو ‏في مستعمرة يرؤون بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة». وأفاد في بيان آخر، بأن مقاتليه استهدفوا المطلة، رداً على استهداف «المنازل الآمنة في الطيبة». وبعد الظهر، تحدث الجيش الإسرائيلي عن «أهداف جوية مشبوهة تسللت من لبنان»، وعن أن مسيرة مفخخة «سقطت شمالي الجولان»، بينما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن «عدة مسيرات اخترقت الأجواء في منطقة الجولان سقطت إحداها وانفجرت في منطقة مروم غولان». وقالت إن الهدف العسكري في الجولان الذي تعرض لهجوم بمسيرات انقضاضية «يُستهدف لأول مرة، وهو يبعد عن أقرب نقطة حدودية نحو 15 كلم». وحلق الطيران الاستطلاعي بكثافة فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيانٍ، أن طائراته الحربية هاجمت خلال الليل بنية تحتية عملياتية وعسكرية تابعة لـ«حزب الله» في منطقتي الطيبة ورب ثلاثين في جنوب لبنان.

استعراض جوي

وجاء التصعيد الأحد، بعد ثلاثة أيام على قصف متقطع شهدته المنطقة الحدودية، كسرته إسرائيل باستعراض جوي ليل السبت - الأحد، عندما خرقت جدار الصوت فوق جبل لبنان والبقاع وبيروت، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، ما أصاب الناس بالذعر. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية (الوطنية للإعلام) بأن الطيران الحربي خرق جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة جزين وعلى علو منخفض، كما خرق جدار الصوت فوق مرجعيون وراشيا والبقاع الأوسط. وأشارت إلى أن الطيران نفذ قرابة الحادية عشرة و35 دقيقة مساء السبت خرقاً لجدار الصوت وعلى دفعتين في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو منخفض محدثاً دوياً قوياً. كما نفذ الطيران الحربي خرقاً آخر لجدار الصوت في أجواء المتن وكسروان في جبل لبنان. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى سقوط أجزاء كبيرة من سقف منزل في بلدة حاروف بسبب جدار الصوت، نجم عنه إصابات طفيفة.

«حزب الله» يطالب الراعي بتوضيح موقفه حيال وصف العمليات العسكرية بـ«الإرهاب»

البطريرك الماروني: البطولة في صنع السلام

بيروت: «الشرق الأوسط».. طالب «حزب الله» البطريرك الماروني بشارة الراعي بـ«إيضاح» موقفه حول وصف العمل العسكري الذي يقوم به الحزب بـ«الإرهابي»، مؤكداً أن ما قيل «كبير جداً، ويستدعي توضيحاً من البطريرك شخصياً». وكان الراعي قد قال في عظة، الأحد الماضي، إن رئيس الجمهورية المنشود هو الذي «يُعنى بألّا يعود لبنان منطلقاً لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد». وأثارت تلك العبارة اعتراضاً واسعاً في صفوف الحزب و«المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الذي قاطع اجتماعاً شارك فيه رؤساء الطوائف اللبنانية المسيحية والإسلامية في بكركي، الثلاثاء، بحضور أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

الراعي

ولم يعقب الراعي في عظة الأحد، هذا الأسبوع، على ما قاله في الأسبوع الماضي، بل اكتفى بالقول: «إنّنا نصلّي اليوم، كما في جميع كنائسنا، من أجل إيقاف الحرب في غزّة وجنوب لبنان، وإحلال سلام عادل وشامل فيهما». وأكد أن «الحرب تدمّر جنى الأعمار، وتقتل المواطنين المسالمين، وتهجّر الآمنين من بيوتهم»، مضيفاً: «في الحرب ليس برابح، بل الجميع خاسرون وضعفاء، أمّا البطولة فهي في صنع السلام، والحلّ السلميّ، ولسان المفاوضات». ودعا الراعي «الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العام عندنا» إلى أن «يتقدّسوا في عملهم السياسيّ؛ لأنّه بالأساس موجّه لخدمة الشخص البشريّ في دعوته وحقوقه الأساسيّة، وإنمائه بكلّ أبعاده الروحيّة والإنسانيّة والثقافيّة والاقتصاديّة، وموجّه لتوفير العدالة والسلام والاستقرار الأمنيّ بواسطة مؤسّسات الدولة النظاميّة والأمنيّة».

«حزب الله»

وبعد أسبوع على صمت «حزب الله»، قال عضو كتلته البرلمانية النائب علي فياض في حديث لقناة «الجديد» المحلية، إن «ما يتصل بغزة وجنوب لبنان لا يحتمل مواقف رمادية غير واضحة، فالثقل الأخلاقي والإنساني لما يجري في غزة، واستهداف أهلنا في الجنوب يستدعي مواقف أكثر وضوحاً، ولا تقتصر فقط على الصلاة، ويجب أن تقف على الضفة الصحيحة، ويجب أن يعلن الإنسان موقفاً إلى جانب الفلسطينيين في غزة، وإلى جانب اللبنانيين في الجنوب». ولفت فياض إلى أنه «على مدى كل العلاقة مع بكركي، كان (حزب الله) حريصاً على علاقة احترام متبادل معها، فكانت هناك قنوات مفتوحة وحوار دائم»، وإذ رأى أن «ما حدث جرحنا في الصميم، وكلمة الإرهاب هي لغة تصادم ومواجهة وليست لغة اختلاف سياسي». واستطرد: «هناك مقاومة وهناك أعمال مقاومة، والقول إن الأعمال إرهابية ومن ثم التوضيح بأنه لا يقصد بالموضوع المقاومة، يحتاج لتوضيح على مستويين هما (ليست الأعمال إرهابية) و(ليست المقاومة إرهابية)». وتمنى أن يقوم البطريرك شخصياً بالإيضاحات.

أزمة متواصلة

ولم تبدد المبادرات التي أطلقت خلال الأسبوع الماضي، الالتباس والأزمة القائمة. فبعد تصريح الراعي، ومقاطعة «المجلس الشيعي» اجتماع بكركي، أوفد البطريرك الأب عبدو أبو كسم إلى المجلس لإيضاح المقاصد، ولاحقاً، تحرك النائب فريد هيكل الخازن باتجاه الراعي لمحاولة إنهاء الأزمة. ونقل الخازن، السبت، عن الراعي قوله إن هناك مشكلة مع «حزب الله»، وإن موضوع السلاح الذي يمتلكه الحزب هو موضوع نقاش كبير، وقد تسبب بمشكلة في البلاد، «ولكن هذا لا يصل بأي شكل من الأشكال إلى درجة أن نتّهم الحزب بالإرهاب». وقال إن الراعي يؤكد أن «الحزب فريق لبناني، وهو بعيد كل البعد عن الإرهاب». ويدعم «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الأعمال العسكرية في الجنوب ضد إسرائيل. وقال نائب رئيسه الشيخ علي الخطيب إن «المقاومة لم تنشأ على حساب الدولة وعلى حساب مؤسسات الدولة التي لو كانت موجودة لما احتجنا أن نحمل هذا العبء وحدنا في الدفاع عن لبنان». ورأى الخطيب في تصريح أن «عدم وجود دولة، وفشل القوى السياسية خصوصاً الذين تحملوا المسؤولية فيما مضى، تسببا في فشل بناء الدولة، وتركا جنوب لبنان والبقاع الغربي وكل لبنان مباحاً أمام العدو الإسرائيلي، ليستبيحه في الليل والنهار، لذلك نشأت المقاومة؛ لأن الدولة غير موجودة، والمقاومة لم تأخذ محل الدولة، والمقاومة ليست دولة، بل هي عبارة عن هذا الشعب، عن اللبنانيين، وعن أهالي القرى التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي، وهي لا تقوم بمهام الدولة».

إصابة 18 جندياً إسرائيلياً جراء غارة لمسيرة في الجولان

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، إن 18 من جنوده أصيبوا، أحدهم في حالة خطيرة، عندما قصفت طائرة مسيرة موقعهم في هضبة الجولان على الحدود مع لبنان، وفق ما أوردته وكالة «رويترز». وأضاف الجيش في بيان أن الغارة وقعت في وقت سابق اليوم. وتصاعد القتال بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني بعد أن اندلعت حرب غزة.

الجامعة العربية وحزب الله.. ماذا وراء "الانفتاح"؟

الحرة / خاص – دبي.. جامعة الدول العربية لم تعد تطلق على حزب الله مجموعة "إرهابية"

أثارت خطوة جامعة الدول العربية إلغاء تسمية حزب الله اللبناني ككيان إرهابي تساؤلات بشأن دوافع ذلك التحرك خلال هذا التوقيت تحديدا، وسط مخاوف من اندلاع حرب مدمرة بالمنطقة تشمل لبنان. وفي تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة بيروت، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي، السبت، إن الدول الأعضاء "توافقت" على إلغاء تسمية حزب الله ككيان إرهابي. وأضاف: "كان هناك تسمية لحزب الله بأنه إرهابي في قرارات جامعة الدول العربية ولذلك كان التواصل معه منقطع.. عندما توافقت الدول الأعضاء بالجامعة بعدم استخدام هذه الصيغة فإن الطريق فتح أمامنا للتواصل" مع حزب الله. وتابع أن جامعة الدول العربية "لا تملك قائمة بالمنظمات الإرهابية.. وليس هناك جهد لكي يتم تسمية كيانات معينة في هذا الاتجاه". ولم يرد زكي على اتصال ورسالة نصية من موقع قناة "الحرة" بغية الحصول على إيضاحات عن دوافع جامعة الدول العربية لاتخاذ مثل هذا القرار حاليا. وفي تصريحات على لسانه نقلتها وسائل إعلام عربية، أفاد زكي بأن تسمية حزب الله بالإرهابي أسقطت عام 2023 في قمة جدة. لكن محللين ربطوا التحرك العربي تجاه حزب الله خلال هذا التوقيت بالوضع السياسي الملتهب بالمنطقة، وسط مخاوف من توسع نطاق الحرب في غزة، لتشمل لبنان.

"إنقاذ لبنان"

السياسي المصري البارز، عبدالمنعم سعيد، يرى أن الدول العربية تعمل على "إنقاذ لبنان من محاولة تصعيد قادمة بالإبقاء على خطوط التواصل مفتوحة مع حزب الله". وقال سعيد، وهو عضو مجلس الشيوخ المصري، في تصريحات لموقع "الحرة" إن الجهود الإقليمية تحاول "خلق جسور يمكن أن تساهم في تبريد الموقف". ويخوض حزب الله وإسرائيل اشتباكات يومية منذ الحرب التي اندلعت بقطاع غزة قبل ما يقرب من 9 أشهر، لكن مخاوف من اتساع نطاق الصراع تزايدت مؤخرا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه وافق على خطط عملياتية لشن هجوم على لبنان. بدوره، قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأميركية في باريس، زياد ماجد، إن إزالة تسمية حزب الله ككيان إرهابي من قبل الجامعة العربية جاء "لتسهيل التفاوض بين أطراف عربية وبين قيادات الحزب مباشرة فيما يتعلق بالحرب على الحدود الجنوبية" للبنان. وأضاف ماجد أيضا في حديثه لموقع "الحرة" أن السبب الآخر وراء هذه الخطوة أيضا هو "تسهيل التعامل مع الحزب في ملف انتخابات الرئاسة اللبنانية"، على اعتبار أن هذه الجماعة تملك نوابا ووزراء. وكان الحزب الشيعي الموالي لإيران بدأ بالاشتباكات "إسنادا ودعما" لحركة حماس في غزة التي أشعل هجومها على إسرائيل شرارة الحرب. وتطلب إسرائيل من مسلحي حزب الله العودة بضعة كيلومترات عن حدودها لما وراء نهر الليطاني فيما يصر الحزب على إنهاء حرب غزة أولا. وقال المحلل السياسي القطري، علي الهيل، إن تحرك الجامعة العربية للتواصل مع حزب الله يأتي في سياق "ردع إسرائيل"، مضيفا في حديثه لموقع "الحرة" أن الدول العربية تسير في اتجاه خفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل. ويعتقد الهيل أن المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، يريدون إطالة أمد الحرب من خلال توسيع الصراع ليشمل لبنان. وتابع قائلا: "نتانياهو شخصيا يريد توسيع الصراع خارج غزة لأنه يعلم أنه إن لم يطل أمد الحرب، فإن عمره السياسي سينتهي". والجمعة، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مصدر مطلع لم تكشف عن هويته قوله إن الولايات المتحدة طلبت من قطر المساعدة في عملية وساطة لتجنب الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وحافظت قطر على تواصل مع حزب الله وبقية الأطراف السياسية الفاعلة في لبنان، إذ سبق لها أن لعبت دور الوسيط في الأزمة السياسية اللبنانية عام 2008 برعايتها توقيع اتفاق بين الفرقاء أدى لوضع حد لأعمال العنف وانتخاب رئيس جديد للجمهورية آنذاك، بحسب وكالة فرانس برس. وقال الهيل إن "قطر تحاول أن توقف التصعيد (في المنطقة) حتى لا يمتد الصراع إلى بيروت". وحذرت إيران، السبت، إسرائيل من "حرب إبادة" بـ"مشاركة كاملة لمحور المقاومة" الذي يضم طهران وحلفاءها الإقليميين في حال شنت هجوما "واسع النطاق" على حزب الله في لبنان. وشددت طهران في بيان لبعثتها الأممية على أن "جميع الخيارات ستكون مطروحة، بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة" حال شنت إسرائيل حربا على لبنان. وأعلنت جامعة الدول العربية، الجمعة، أن السفير حسام زكي بحث خلال زيارته لبيروت بحث "احتواء التصعيد الحالي في الجنوب اللبناني"، بالإضافة إلى مسألة "الشغور الرئاسي الممتد لأكثر من 19 شهرا" في لبنان.

دوافع "سياسية"

وكانت جامعة الدول العربية أعلنت في عام 2016 أنها صنفت حزب الله "إرهابيا" بعد قرار مماثل من مجلس التعاون الخليجي، توازيا مع أزمة دبلوماسية عميقة بين طهران ودول الخليج. وفي هذا الإطار، قال ماجد، وهو أيضا باحث بمركز "كارينغي" للسلام الدولي، إن تصنيف المنظمات الإرهابية هي خطوة غالبا ما تكون ذات دوافع "سياسية وليست بالضرورة قانونية". وأوضح بقوله إن "القانون الدولي لا يوجد فيه ما ينص على تعريف الإرهاب، والأمم المتحدة لم تتفق على تعريف الإرهاب". وتابع: "حينما كانت دول الخليج في صراع مع إيران، ضغطت على الجامعة العربية من أجل إدراج حزب الله منظمة إرهابية، وبعدما تصالحت هذه الدول، خاصة السعودية مع إيران، لم يعد من حاجة لهذا النوع من الاستخدام والتوظيف ضمن منظومة جديدة تقوم على المصالحات الإقليمية". وبعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والإمارات من جهة وإيران من جهة أخرى إلى مستوى السفراء عام 2022، أعادت السعودية علاقاتها مع إيران بوساطة صينية خلال العام الماضي بعد 7 سنوات من القطيعة. ومع ذلك، قال سعيد إن العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران "لا تزال متوترة"، مشيرا إلى أن عودة العلاقات الدبلوماسية لا تمثل سوى "تهدئة". وهنا، شكك محللون أن يكون التواصل العربي مع الجماعة اللبنانية "فعالا" لوقف التصعيد على المستوى الإقليمي. وقال ماجد إن التصعيد في الحرب الدائرة حاليا تصعيد إسرائيلي منذ البداية، مردفا: "لم يكن لدى حزب الله النية لحرب شاملة؛ فهو أراد الدخول في حرب محدودة ضمن أطر جغرافية معينة وأسلحة محددة لإظهار الدعم ضمن حلفه مع إيران، ومحاولة تخفيف الضغط على غزة كما يقول". لكن سعيد يذهب في اتجاه معاكس قائلا إن "حزب الله وكيل لإيران وسيفعل ما تطلبه (طهران) منه ... لابد من التعامل السياسي مع إيران مباشرة". وأشار إلى أن طهران ووكلائها يحاولون "خلق منطقة مشتعلة لسنوات طويلة ... تمنع الدول الساعية للتنمية من تحقيق استقرار إقليمي ضروري".



السابق

أخبار وتقارير..«نيويورك تايمز» تدعو بايدن للانسحاب: أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها الآن..بايدن يواجه تمرّداً علنياً..فهل يتكرّر سيناريو 1968؟..المجر تتهم الاتحاد الأوروبي بدفع القارة نحو الحرب..وتحويل أموالها لأوكرانيا..روسيا وأوكرانيا تتبادلان أسرى بينهم كهنة..زيلينسكي يرحب بإطلاق سراح سجناء ومن بينهم أحد زعماء تتار القرم..تثبيت التعيينات في المناصب القيادية الثلاثة في الاتحاد الأوروبي..موسكو مستاءة وتنتقد..الصين تدعو التايوانيين إلى زيارتها «من دون خوف».."علاقة زواج سيئة"..كيف يمكن للغرب التعامل مع التحالف الروسي الصيني؟..ميلوني تدين هتافات عنصرية لشباب حزبها..الفرنسيون يقترعون وخيارات ماكرون جميعها مُرّة..هل تكذب كوريا الشمالية بشأن تجربتها الصاروخية الأخيرة؟..حزب الإصلاح البريطاني يسحب دعمه لـ3 مرشحين بالانتخابات..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..واشنطن تقترح صياغة جديدة لاتفاق إسرائيل و«حماس»..«هدنة غزة»: حراك جديد للوسطاء على أمل الوصول لاتفاق..تعديل أميركي بمقترح بايدن..واتصالات مصرية مع «حماس»..سموتريتش: لا مفر من حرب مع «حزب الله»..نتنياهو: «خطة غزة» لم تتغير ولن نوقف الحرب..بن غفير يدعو إلى إعدام الأسرى..بدل إطعامهم..نتنياهو: عملية رفح تقترب من نهايتها والحرب ستدخل مرحلة ثالثة..وزير الدفاع الإسرائيلي: خنقنا حماس في غزة..إسرائيل..متظاهرون متشددون يهاجمون سيارة وزير..عمال مطار تركي يرفضون تزويد طائرة إسرائيلية بالوقود..عنف غير مسبوق للشرطة الإسرائيلية طال أعضاء كنيست..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,051,154

عدد الزوار: 7,619,619

المتواجدون الآن: 0