أخبار لبنان..انتظار ثقيل لصمت الميدان: هدنة الجنوب متلازمة مع هدنة غزة..المفتي دريان: الرئيس أو الدمار..بكركي: سوء التفاهم إنتهى مع المجلس الشيعي..استراتيجية «حزب الله» الانتقامية: تصعيد مدروس بخسائر محدودة..لقاء بين نصرالله ونائب رئيس «حماس»: تنسيق ميداني وسياسي..هوكستين ينشط على خط الجنوب ويقترح تسوية تستبعد إلحاق الـ«نقطة-ب» والمزارع بلبنان..بريطانيا تجمّد مشروع الأبراج جنوباً: إسرائيل تريدنا ضامناً أمنياً على الأرض..من كلّف باسل الحسن بملف السلاح الفلسطيني؟..

تاريخ الإضافة السبت 6 تموز 2024 - 4:16 ص    عدد الزيارات 313    التعليقات 0    القسم محلية

        


انتظار ثقيل لصمت الميدان: هدنة الجنوب متلازمة مع هدنة غزة..

المفتي دريان: الرئيس أو الدمار.. بكركي: سوء التفاهم إنتهى مع المجلس الشيعي..

اللواء...بينما تؤدي الانتخابات التي تجري أو جرت أو ستجري في بلدان أوروبية واقليمية الى إحداث تبدُّل في الشخصيات أو الأحزاب التي تتناوب على الحكم، ببرامج متفقة أو متغيرة، وتغيب الانتخابات الرئاسية عن لبنان، على الرغم من كل المحاولات التي بذلت، سواء على مستوى الدول الخمس التي تابع سفراؤها النشاطات لتحضير أرضية التوافق، يشهد الوضع الميداني من غزة الى جبهات المساندة، لا سيما منها الجبهة الجنوبية حالة كبرى من الترقب والانتظار على وقع الصواريخ والمسيَّرات والكمائن والقذائف، لرؤية ما اذا كانت الفرصة الجديدة الماثلة الآن، يمكن أن تؤدي الى صفقة توقف النار لستة اسابيع في المرحلة الأولى، والباقي يأتي عبر استمرار التفاوض. وحضر هذا الملف خلال الاجتماع ما قبل الليلة الماضية بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ووفد قيادي رفيع من حركة حماس برئاسة القيادي في الحركة خليل الحيّة.. وفي حين أيَّد السيد نصر الله ما تراه «حماس» والمقاومة الفلسطينية في المصلحة الفلسطينية العليا، اعتبرت مصادر قيادية في المقاومة، أنه حالما تدخل هدنة غزة، حيِّز التنفيذ، فإن ساعة الصفر للهدنة على الجبهة الجنوبية تصبح سارية المفعول. وحسب ما توافر من معلومات لـ «اللواء» فإن الموفد الالماني راؤول ديل سيكون السبَّاق في العودة لبحث المقترح الالماني في ما خصَّ التسوية المتعلقة بالابتعاد عن الحدود، وتهدئة الجبهة، ريثما تنتهي المفاوضات الدبلوماسية. وقبيل الاجتماع الذي عقد في باريس الاربعاء الماضي بين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين والموفد الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون، حول الجنوب والرئاسة، انطلاقاً من صيغة بحث مطروحة، طلب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو من حزب الله، عبر لقاء سبق اجتماعات باريس مع وفد قيادي من الحزب رداً عليه. ولاحظ نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان احتمالات توسعة الحرب غير متوافرة في المدى القريب، لكن «حزب الله» مستعد لأسوأ الاحتمالات.

قلق أممي

وأعربت الامم المتحدة امس عن قلقها العميق من تزايد حدة تبادل اطلاق النار عبر الخط الأزرق بين لبنان واسرائيل، متخوفة من خطر اندلاع حرب شاملة، وكشفت عن ان المنسقة للامم المتحدة الخاصة بلبنان جنيني هينيس- بلاسخارت طلبت من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي السعي لخفض التصعيد الميداني.

لا موعد للحراك الرئاسي

رئاسياً، أعلنت أوساط سياسية مراقبة لـ «اللواء» أنه عندما تقرر المعارضة التحرك باتجاه اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي فسيكون ذلك معلنا. ورأت أن لا موعد محددا لذلك وإن التزامها بجلسات الانتخاب مطلقة وما من داعٍ للحديث عن حوار بمن حضر وفي كل الأحوال فإن المشهد برمته قد يتأجل خصوصا في ظل اتصالات ومفاوضات تتصل بجبهة الجنوب. ولفتت هذه الأوساط إلى أن الرئيس بري لن يدعو إلى جلسة انتخاب قريبا ولا إلى حوار بمن حضر، ولذلك فإن الحراك الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط يقوم على حل وسطي مع تأكيد أهمية التوافق.

المفتي دريان يحذر: رئيس أو دمار

سياسياً، في رسالة حلول عام هجري جديد، اكد المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان «ما لم ينجز المعنيون الاستحقاق الرئاسي، عبر التحاور والتشاور وتقديم التنازلات لمصلحة وطنهم والنهوض بالدولة ومؤسساتها، فإن الدمار والخراب سيقضي على ما تبقَّى من هيكل الدولة. وقال: إن صمود الشعب اللبناني حتى هذه اللحظة، في وجه العدوان اليومي الذي يمارسه العدو الصهيوني، منتهكا القرار الدولي 1701 الذي خرق من قبل هذا العدو منذ صدوره، هذا الانتهاك، أعطى البرهان على خطأ الحسابات التي راهن عليها الكيان الصهيوني، بانهيار التماسك الوطني، وشكل أيضا مزيدا من الوحدة والتضامن بين اللبنانيين، لمواجهة هذا الاعتداء السافر على لبنان وشعبه. كما إننا ننبه من أبعاد هذا العدوان، الذي يستهدف هذه الوحدة، لاستدراج لبنان والمنطقة العربية كلها، إلى فتنة لا تُبقي ولا تذر. فالوحدة الوطنية، كانت وستبقى القاعدة الأساس في مقاومة الاحتلال والعدوان الصهيوني.

بكركي: سوء التفاهم مع المجلس الشيعي انتهى

ومن الديمان، المقر الصيفي للبطريركية المارونية، نقل زوار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان سوء التفاهم مع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى انتهى واصبح وراءنا. وقال النائب اديب عبد المسيح، بعد لقاء الراعي: خيار الدولة، ولن نقبل بأن يقرر أحد مصيرنا او يجرنا الى حروب لا علاقة لنا بها، ونحن متضامنون مع بكركي، ومع البطريرك والمؤسسة الكنسية.

مجلس الوزراء

ويعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر الثلثاء المقبل، على جدول اعمالها 30 بنداً، من البنود العادية، ابرزها بت طلب وزارة العمل تحديد القيمة الشهرية للتقديمات العائلية وطريقة توزيعها، واعتبار شهداء الصحافة ضمن لائحة الشهداء الذين سوف يحصل ورثتهم على تعويضات من خلال مجلس الجنوب.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن حزب الله عن تنفيذ عمليتين جديدتين ضد مواقع للجيش الاسرائيلي، فقصف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة شلومي، كما استهدف ايضا مقر قيادة اللواء في ثكنة كريات شمونة بصواريخ الكاتيوشا. واندلع حريق في مستودع بمستوطنة كريات شمونة بسبب الصاروخ الذي سقط هناك. من جهة الاحتلال، قصف القوات الاسرائيلية أطراف الهبارية وراشيا الفخار في قضاء حاصبيا واطراف بلدة راميا بقصف مدفعي اسرائيلي من الاعيرة الثقيلة. وقرابة الثانية الا عشر دقائق من بعد الظهر، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا مرتفعات كسارة العروش في منطقة اقليم التفاح. وشن غارة أيضاً على الجبل الرفيع في جبل الريحان في منطقة جزين. وفي وقت سابق، شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة مركبا قُرب مركز لإسعاف «كشافة الرسالة الإسلامية». وأفادت المعلومات عن إصابة أحد المسعفين جرّاء الغارة.وكان الطيران الحربي الاسرائيلي أغار قرابة الأولى والنصف من بعد منتصف الليل، على أطراف بلدة طيرحرفا، ما ادى الى وقوع اضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية. كما تعرضت اطراف بلدة يحمر الى القصف وكذلك النبطية الفوقا. ونجت بلدة بلاط الجنوبية من مجزرة كاد يسببها قصف اسرائيلي، تعرضت له، فقد سقطت قذيفة اسرائيلية على بعد حوالي 100 متر بالقرب من ملعب كرة القدم في البلدة حيث كان يلعب 25 طفلاً.

استراتيجية «حزب الله» الانتقامية: تصعيد مدروس بخسائر محدودة..

تراجع المواجهات في الجنوب بعد توتّر كبير على خلفية اغتيال قيادي في الحزب

الشرق الاوسط...بيروت : كارولين عاكوم.. تراجعت المواجهات على جبهة الجنوب بشكل ملحوظ، الجمعة، بعد يوم تصعيدي غير مسبوق، إثر اغتيال القيادي في «حزب الله» نعمة ناصر، الذي أدى إلى تكثيف عمليات الحزب انتقاماً وتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات. وتعكس عودة الهدوء الحذر إلى الجبهة، وفق خبراء القرار الإيراني عدم الانزلاق إلى الحرب، وهو يأتي ضمن سياق الاستراتيجية التي يتّبعها الحزب بعد كل عملية اغتيال تطال عناصر أو قياديين له بحيث يأتي الرد بحسب مستوى الشخصية، لكن ضمن إطار قواعد الاشتباك بخسائر محدودة في الجانب الآخر لا تعطي الذريعة لإسرائيل بتوسيع الحرب. وهذا الأمر يتحدث عنه رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) وضع نفسه في مأزق حين فتح جبهة الجنوب ضمن استراتيجية وحدة الساحات التي وضعتها إيران وربط وقف إطلاق النار في هذه الجبهة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث لا تريد الحكومة الإسرائيلية وقف الحرب لأسباب خاصة برئيسها، وبالتالي الحرب التي ستدخل الشهر العاشر في لبنان ستبقى مستمرة إلى حين التوصل إلى اتفاق في غزة». ويضيف: «الحزب لا يريد الدخول في حرب كبيرة بناءً على القرار الإيراني، وهو بالتالي محكوم بقواعد اشتباك مدروسة وضعها لنفسه، في حين أن الإسرائيلي لا يتقيد بقواعد اشتباك معينة وينتهز الفرصة لاستنزاف الحزب، لا سيما عبر اغتيال قياداته»، معتبراً أن «المقاومة» تقوم برد استعراضي بعد كل عملية اغتيال، و«المائتي صاروخ وقصف معسكرات وقواعد عسكرية تطلق من دون نتائج تذكر باستثناء سقوط جريح هنا وآخر هناك، وإصابة مبنى أو اثنين في حين معظم الصواريخ تدمّر في الهواء أو تسقط في أحراج، وبالتالي لا يوازي ردّ الحزب مستوى الشخصية التي يتم اغتيالها». من هنا، يرى قهوجي أن «هذه الاستراتيجية سنراها في كل مرة يتم اغتيال شخصية في (حزب الله)، والمرجح استمرارها لأشهر مقبلة، في موازاة استمرار التحذيرات من الانزلاق إلى حرب». والقرار الإيراني بالحرب تحدث عنه، الخميس، وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل قائلاً لقناة «سكاي نيوز»: «الضابط الرئيسي لما يحصل على جبهة في لبنان ليس في بيروت إنما في طهران»، مشدداً على أنه «ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة». وسُجّل صباح الجمعة قصف متقطع طال بلدات جنوبية وأدى إلى سقوط جريح بعدما كان أُعلن عن إصابة سيدة مساء الخميس، في وقت لم تؤكد فيه رسمياً إسرائيل المعلومات التي نقلتها «سكاي نيوز عربية» عن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، متحدثة عن مقتل ضابط إسرائيلي شمالاً في ضربة لـ«حزب الله». ولفتت إلى أن الضابط قُتل بصاروخ أطلقه «حزب الله»، في خضم هجوم كبير شنّه الحزب من الأراضي اللبنانية»، وهو برتبة رائد احتياط يدعى إيتاي جاليا (38 عاماً)، وهو نائب قائد سرية في الوحدة 8679 التابعة للواء المدرع الاحتياطي «يفتاح». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيـران الإسـرائيلي المسيّر قصف محيط ساحة بلدة مركبا، مشيرة إلى سقوط جريح، بعد ساعات على إصابة المواطنة نيفين غانم، إثر استهداف قوات العدو منزلها في بلدة شبعا، حيث نُقلت إلى المستشفى للعلاج. كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة مستهدفاً مرتفعات كسارة العروش في منطقة إقليم التفاح وغارة على الجبل الرفيع في جبل الريحان بمنطقة جزين، التي سبق أن استهدفها القصف الإسرائيلي مرات عدّة. في المقابل، أعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيانات متتالية عن استهدافها موقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا وموقع راميا.

لقاء بين نصرالله ونائب رئيس «حماس»: تنسيق ميداني وسياسي

«حزب الله» جدد التأكيد أن وقف النار في الجنوب مرتبطٌ بغزة

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. استأثرت محادثات وقف النار في غزّة وانعكاساتها على جبهة لبنان باللقاء الذي جمع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بوفد قيادي من حركة «حماس» برئاسة خليل الحية، من دون إغفال «التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزّة خصوصاً وأوضاع (جبهات الإسناد) في لبنان واليمن والعراق». وأعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» أنّ اللقاء «تناول آخر مستجدات المفاوضات القائمة ‏هذه الأيام وأجواءها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع ‏غزة»، مشيرة إلى أن الطرفين «أكدا مواصلة التنسيق الميداني والسياسي على كل صعيد بما يحقّق الأهداف ‏المنشودة». ويحمل اللقاء في توقيته ومضمونه إشارات لافتة، إذ إنه يأتي قبل ساعات من استئناف المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» على وقف النار في غزّة بمقتضيات مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأوضح مصدر مقرب من «حزب الله» أن اللقاء «يندرج في سياق التنسيق بين كافة حركات المقاومة الفلسطينية، سواء حركة (حماس) أو (الجهاد الإسلامي)، أو (الجماعة الإسلامية) أو غيرها». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن المشاورات «شملت الملفات التي تعني كلّ فصائل المقاومة، منها محادثات وقف النار في غزّة، لما له من ارتباط وثيق بما يجري على الجبهة اللبنانية». وقال: «تركز على سبل التعاون المستقبلي، سواء خلال الحرب أو بعدها، خصوصاً في مجالات التدريب أو توفير طرق الإمداد وغيرها من الوسائل، وهذا امتداد لتعاون تاريخي يعود لعقود». وشدد المصدر المقرب من «حزب الله» على أن الأخير «جدد تأكيده على أن وقف النار في جنوب لبنان مرتبط بوقفها في غزّة أولاً، ورغم استبعاد الحرب الإسرائيلية على لبنان لأسباب متعددة، فإن الطرفين شددا على الجهوزية الكاملة لمواجهة أي حماقة ترتكبها إسرائيل». وقال المصدر نفسه إن وفد «حماس»، «طمأن إلى أن الحركة ما زالت تمتلك القوة العسكرية الكافية في غزّة، سواء على صعيد التسليح، أو العديد والعتاد، أو المعلومات الأمنية التي تكبّد العدو خسائر بشرية هائلة»، مشيراً إلى أن وفد «حماس» أكد مجدداً أن «كل ما أنجزته إسرائيل في حربها على غزّة هو تدمير القطاع وقتل آلاف الأبرياء، لكنها عجزت عن تحقيق أي هدف من أهداف الحرب». ويضع متابعون لتطورات الأحداث على الجبهة الجنوبية هذا اللقاء في سياق الاجتماعات التي يعقدها نصر الله مع قادة فصائل المقاومة، خصوصاً أنه يأتي بعد أيام قليلة على اجتماعه بالأمين العام لـ«الجماعة الإسلامية» في لبنان محمد طقّوش، وقال المسؤول الإعلامي لـ«حماس» في بيروت وليد كيلاني أن اللقاء مع نصر الله «تمحور حول آخر مستجدات ملف التفاوض، وما هو مطروح على الحركة، وما قدمته الأخيرة للوسطاء في هذا الصدد». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «الأولوية لدى حركات المقاومة كلها هي وقف النار في غزّة، من هنا وضع الدكتور خليل الحيّة السيد نصر الله في آخر ما توصلت إليه الوساطات التي قامت بها مصر وقطر وتركيا، والضغوط الأميركية على تل أبيب، وضرورة الاتفاق على هدنة تدخل حيز التنفيذ قبل زيارة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو إلى واشنطن». وشدد كيلاني على أنه «لا تغيير في المرتكزات الأساسية التي وضعتها قيادة (حماس) شرطاً أساساً في المفاوضات، وأهمها وقف العدوان على أهلنا في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع قبل البحث بتبادل الأسرى». في حال التوصل إلى اتفاق على هدنة في قطاع غزّة، فإن نجاحها سيترك تداعيات على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، وفق تقدير الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خالد حمادة، الذي أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(حزب الله) يتوجّس من إمكانية عدم انسحاب وقف العمليات العسكرية في غزّة على لبنان». وقال «نصر الله يخشى فعلاً أن ينصرف الاهتمام الإسرائيلي نحو لبنان، ولا بدّ له أن يستوضح انعكاسات توقف الحرب على غزّة، وإلى أي حدّ سيستمرّ التعاون بين الجانبين إذا ما نفّذ نتنياهو تهديداته بشنّ حرب على لبنان».

هوكستين ينشط على خط الجنوب ويقترح تسوية تستبعد إلحاق الـ«نقطة-ب» والمزارع بلبنان

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. التفاؤل الحذر باحتمال التوصل إلى اتفاق لوقف النار على الجبهة الغزاوية من شأنه أن يتلازم مع تقدُّم التهدئة في جنوب لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية الذي لا يزال يدور في حلقة مفرغة، هذا في حال أن المواجهة المشتعلة بين «حزب الله» وإسرائيل بقيت تحت السيطرة ولن تتدحرج نحو توسعة الحرب، وهذا ما يتيح للوسيط الأميركي أموس هوكستين أن يعاود تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، ليس لخفض منسوب التوتر على الجبهة الشمالية فحسب، وإنما لتعبيد الطريق لإبرام تسوية تعيد إليها الهدوء وتسمح بعودة النازحين إلى أماكن سكنهم على جانبي الحدود بين البلدين. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية أن الوضع في الجنوب سيكون الخطوة التالية بعد غزة، في ضوء المساعي الدولية لمنع توسعة الحرب، وآخرها اللقاءات التي عقدها هوكستين في باريس مع الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، ومسؤولين في القصر الرئاسي الفرنسي، وهو تصدر الاجتماع الذي عُقد أول من أمس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووفد من نواب «اللقاء الديمقراطي» والحزب «التقدمي الاشتراكي» برئاسة تيمور وليد جنبلاط لإطلاعه على حصيلة مروحة اللقاءات التي عقدها مع الكتل النيابية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم بالتوصل إلى تسوية رئاسية بانتخاب رئيس توافقي. وكشفت المصادر النيابية أن ميقاتي عبّر عن تفاؤله بحذر حيال المنحى الإيجابي الذي بلغته الوساطة العربية الدولية للتوصل إلى وقف للنار في غزة الذي يُفترض أن ينسحب على جنوب لبنان، وخصوصاً أن اللقاءات التي عقدها الوسيط الأميركي في باريس أكدت الربط بين جبهتي غزة وجنوب لبنان، وقالت إن ألمانيا دخلت على خط التحرك لنزع فتيل التفجير في غزة، وأوفدت نائب مدير المخابرات الذي اجتمع بنائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. ولفتت إلى أن نائب مدير المخابرات عرض على قاسم مجموعة من الأفكار لضمان عودة الهدوء إلى الجنوب، وأن الأخير وعد بدرسها من قبل قيادة الحزب، على أن يعاود التواصل معه لإطلاعه على ما لدى الحزب من ملاحظات عليها، خصوصاً لجهة إصراره على التلازم بين وقف النار ووقف العمليات العسكرية. وقالت إن ميقاتي، وإن كان يبدي ارتياحه لما يدور على الجبهة الغزاوية وصولاً لتحقيق وقف النار، فإنه في المقابل يواكب عن كثب الجهود الدولية الرامية لمنع إسرائيل من توسعة الحرب، مبدياً تفاؤله بحذر بعودة الهدوء إلى الجنوب في حال وصلت المفاوضات على الجبهة الغزاوية إلى خواتيمها الإيجابية، ورأت أنه بمجرد التوصل إلى وقف للنار بين حركة «حماس» وإسرائيل، سيبادر هوكستين بالتحرك لمعاودة تفاوضه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري للوصول إلى اتفاق يعيد الهدوء للجنوب. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة لسير المفاوضات الجارية بين بري وهوكستين، أن الأخير يبدي تفاؤله، وإن بحذر، ليس لمنع توسعة الحرب، وإنما للتوصل إلى تسوية تعيد الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية كمدخل لتطبيق القرار «1701». ونقلت المصادر المواكبة عن الذين يتواصلون باستمرار مع هوكستين ارتياحه لسير المفاوضات التي يجريها مع بري والتي قطعت شوطاً على طريق التوافق على خريطة الطريق لإعادة الهدوء على جانبي الحدود، ويُفترض أن تُستكمل للتوصل إلى اتفاق الإطار، على غرار ما أنجزه بالتواصل معه وكان وراء الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وكشفت عن أن هوكستين توصل في اجتماعاته المتنقلة ما بين بيروت وتل أبيب إلى تسوية الخلاف حول 7 نقاط كان تحفّظ عنها لبنان؛ كونها تخضع لسيادته الكاملة على أراضيه، وقالت إن الخلاف يكمن حالياً حول 3 نقاط ترفض إسرائيل الانسحاب منها، أبرزها «نقطة ب-1» الواقعة في رأس الناقورة الحدودية، وسبق للبنان أن طالب باستعادتها أثناء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بوساطة هوكستين، مع أن إسرائيل كانت سوّتها بالأرض لموقعها الاستراتيجي المطل على منطقة الشمال الحيوية. كما كشفت أن إسرائيل ترفض إخلاء نقطتين تقعان في المنطقة الحدودية المتداخلة وتخضعان للسيادة اللبنانية، بذريعة أنهما نقطتان استراتيجيتان وتقترح مبادلتهما بمساحات تقع ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما يرفضه لبنان؛ لأنها تعطي ما لا تملكه وتعود ملكيته للسكان الأصليين. ولفتت المصادر نفسها إلى أن هوكستين يعترف بسيادة لبنان على الشق اللبناني من بلدة الغجر المحتلة، لكن المشكلة تتعلق بأن سكانها من اللبنانيين يرفضون إلحاقهم ببلدهم ويتمسكون بضمهم إلى إسرائيل بعد أن استحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وقالت إن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليستا مدرجتين على جدول أعماله بخلاف إصرار بري على إلحاقهما بلبنان، وهو - أي هوكستين - يتذرّع بأنهما ملحقتان بالقرارين «242» و«338»، وتقعان ضمن الأراضي السورية المحتلة، وتخضعان لسيطرة قوات الفصل «إندوف» بين إسرائيل وسوريا، ولا يمكن إعادتهما إلا بانتزاع وثيقة من الحكومة السورية تؤكد لبنانيتهما.

هاجس أميركا وفرنسا وبريطانيا على جبهة لبنان: كيف ننتزع مكاسبَ لإسرائيل في حال وقف الحرب؟

الاخبار..ابراهيم الأمين... تبسيط المعادلة جنوباً ممكن بصورة كبيرة. نفّذت حركة "حماس" هجوماً نوعياً وغير مسبوق ضد قوات الاحتلال. وشنّت إسرائيل على إثره حرباً تدميرية غير مسبوقة أيضاً، ما أوجب على قوى محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، وضع خطة للتعامل مع التطور النوعي. وكان القرار بأن تقوم كل جهة بالدور الذي يتناسب مع واقعها العسكري والميداني والاقتصادي والشعبي والسياسي. وهو ما تُرجم أشكالاً مختلفة من أنواع الإسناد التي انطلقت في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى وما زالت مستمرة. خلال الأشهر التسعة الماضية، حصلت تطورات ميدانية كثيرة، فرضت نفسها على جبهات الإسناد. في العراق، اضطرت فصائل المقاومة إلى وقف العمليات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا نتيجة عدم نضوج الوضع السياسي داخل العراق. لكنها واصلت قصف الداخل المحتل. وفي سوريا، اتُّفق منذ اليوم الأول، على أنها "ساحة إسناد" وليست "جبهة إسناد"، والمقصود، أن قوى المحور لا ترى حاجة إلى مشاركة القوات السورية مباشرة في العمل الإسنادي، لكن دمشق، أبقت على ساحتها مكاناً يتيح لقوى المقاومة، ومن جنسيات مختلفة، التحرك بما يتناسب مع ظروف المعركة. ولم تعترض القيادة السورية على ضرب قواعد الاحتلال الأميركي الموجودة على أراضيها. في اليمن، حصل اختبار جديد لكل العالم، وليس لمحور المقاومة فقط. كان تنظيم أنصار الله، يعيش فترة هدوء بعد تسوية وقف إطلاق النار مع السعودية ومرتزقتها في اليمن، لكنّ التنظيم الفتيّ، تفرّغ لتعزيز قوته العسكرية. وأدار برامج عمل مكثّفة أنتجت خلال أقل من عامين الكثير من النتائج المبهرة بحسب المتعاونين معهم من قيادات بقية محور المقاومة. وكان قرار أنصار الله حاسماً، بالعمل فوراً على دعم غزة بكل الإمكانات الممكنة. والذي لا يعرفه العالم عن هذه المجموعة، نتيجة جهله من جهة، واستعلائه من جهة أخرى، أن قرار "أنصار الله" يتجاوز كل أنواع الحسابات التي ربما يتم العثور عليها عند آخرين من قوى محور المقاومة. ولذلك، رفع "أنصار الله" شعاراً واضحاً وطموحاً، وهو القيام بكل الأعمال العسكرية الهادفة إلى وقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، وأطلق برنامج عمل، أذهل العالم، وجعل الولايات المتحدة الأميركية تقف عاجزة أمام من قرّر كسر سيطرتها على عالم البحار.

حزب الله لن يقرر خطواته قبل الوقف التام للحرب على غزة، ولا يجد ما يفرض إدخال أي تغييرات عمّا كانت عليه الأمور قبل 7 أكتوبر .....

في لبنان، التحدي له شكله المختلف. هناك كمية كبيرة جداً من الحسابات التي يجب على قيادة المقاومة الأخذ بها. تبدأ بالفعل الميداني المناسب لخدمة المقاومة والناس في غزة، وتشمل آليات وبرامج وأنواع العمليات العسكرية، وتصل إلى سقف ومساحة المعركة المفترض الدخول فيها. وكل ذلك، يتم وفق حسابات تراعي قدرات وحاجات المقاومة من جهة، وواقع لبنان السياسي والاقتصادي من جهة ثانية. وهو ما أنتج برنامج عمل، بدأ تنفيذه على عجل، وحصل بعض الارتباك الناجم عن كون معركة الاستنزاف لم تكن واردة في حسابات المقاومة. مرت الأشهر التسعة في لبنان، واختلفت فيها الأوضاع الميدانية. وحصلت تطورات فرضت إدخال أسلحة وتكتيكات جديدة، والكشف عن أسلحة نوعية والتلويح بضربات أكثر نوعية وصولاً إلى تهديد العدو، بأنه في حال قرّر المغامرة بحرب واسعة ضد لبنان، فإن المقاومة تعدّ له العدة التي تعمل وفق قاعدة جديدة، ليس فيها من ضوابط وسقوف. وهو ما مثّل التحدي الأكثر قساوة للعدو وحلفائه، خصوصاً أن المقاومة أعطت إشارة إلى المدى الذي يمكن أن تذهب إليه في حالة الحرب الواسعة، عندما وجّهت تحذيراً مباشرةً إلى حكومة قبرص من مغبة إتاحة أراضيها للاستخدام من قبل العدو. وهو تحذير وُجّه مباشرة إلى قبرص، لكن صداه وصل إلى عدد غير قليل من الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي تتعاون تقليدياً مع الأميركيين والإسرائيليين. الجديد اليوم، هو المتصل بكون الحرب الإسرائيلية على غزة فشلت في تحقيق هدفيها المركزييْن، إن لناحية سحق المقاومة واستعادة الأسرى، أو لجهة فرض حكم بديل قائم على ترتيبات أمنية خاصة مع العدو. وكل المكابرة التي نراها في سلوك قادة العدو العسكريين والأمنيين والسياسيين، سرعان ما تظهر على شكل انقسامات عند مقاربة أي مشروع اتّفق أن يعرضه الأميركيون لوقف الحرب. ويعرف أهل الكيان، أن أميركا نفسها، التي لم توفر دعماً إلا وقدّمته إلى العدو، باتت مقتنعة بأن إسرائيل عاجزة عن تحقيق أهدافها، وباتت أميركا تخشى ليس فقط على خسارة استراتيجية لإسرائيل، بل على أن تخسر أميركا نفسها نفوذاً استراتيجياً أتاح لها التحكم بكل المنطقة أو غالبية دولها وثرواتها. وهو ما أوجب تدخلاً مختلفاً في الآونة الأخيرة، حيث تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على خطة تتيح وقفاً للحرب بما يتناسب مع طلبات إسرائيل "الواقعية" وبما يخدم برنامج بايدن الانتخابي أيضاً، دون إهمال هواجس حلفاء أميركا من العرب الذين يريدون التخلص من "حماس" ومن كل المقاومة في المنطقة. صحيح أنه يجري التداول اليوم في صيغة أميركية جديدة لمشروع تسوية توقف إطلاق النار في غزة. وواضح من التسريبات التي وردت من الأطراف المعنية، أن واشنطن التي تراعي دوماً هواجس الاحتلال، أدركت أن المقاومة في غزة ليست بوارد أي تنازلات بعد، ما أوجب على مدير الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز إعداد صياغة جديدة، من شأنها مساعدة قطر ومصر وتركيا على إقناع حماس بالقبول بالمقترح المعدّل. وهو ما يمثّل اليوم جوهر الاتصالات الجارية منذ أربعة أيام دون توقف، وحيث بزر عامل جديد، تمثّل في بدء جيش الاحتلال والمؤسسات الأمنية التصريح علناً، بحاجتهم إلى اتفاق الآن، خشية أن تؤدي إطالة الحرب إلى خسائر أكبر لإسرائيل دون القدرة على تحصيل اتفاق أفضل لاحقاً. وهذا هو بالضبط ما يفسر "التفاؤل" الإضافي بإمكانية التوصل إلى حل، ولو أن الجميع، من داخل الكيان إلى الإدارة الأميركية إلى مصر وتركيا وقطر وحتى المقاومة، ينتظرون المناورة الأخيرة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي يظهر الوحيد غير الراغب بوقف الحرب.

الأميركيون يريدون «ترتيبات» لأجل عدم إظهار العدو خاسراً، ولأجل «طمأنة» المستوطنين كي يعودوا إلى مستعمرات الشمال

وبما أن وقف الحرب في غزة يوجب وقف جبهات الإسناد، فإن طبيعة الاتفاق الذي سيتم على أساسه إعلان وقف الحرب، وإطلاق عملية إعادة الإعمار في القطاع، هي ما تتوقف عليه قرارات جبهات الإسناد، سيما أن كل قوى محور المقاومة، سبق لها أن أقرت بأن حماس هي الطرف الذي يقود المعركة ميدانياً وسياسياً، وأنها هي من يتخذ القرار النهائي، علماً أن قيادة حماس، تتصرف مع الحلفاء من الفلسطينيين وبقية أطراف المحور، على أنهم شركاء كاملون في القرار، وهو ما يفسر التشاور المستمر والتفصيلي الجاري بين الجميع. وإذا كان العدو يهتم بمصير الوضع في غزة، ويضع تصورات خيالية لما يريد القيام به هنالك، إلا أنه يهتم الآن لكيفية تعامل جبهات الإسناد في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وبناءً عليه، فإن الأنظار التي تتوجه صوب الجبهة اللبنانية، تنطلق من السؤال حول طبيعة المعادلة التي ستقوم، بناءً على سيناريوهات مطروحة. منها ما يقول بأنه في حال الاتفاق على وقف النار أو التهدئة سيوقف حزب الله العمليات تلقائياً وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر. وهو خيار لا يقبل به العدو، كونه يُعد خسارة كبيرة له، لأنه يكون قد أقر بقواعد اللعبة السياسية مع حزب الله بعدما اضطر إلى الخضوع لقواعد الاشتباك التي وضعتها المقاومة خلال القتال، ولذلك يبرز العدو مطالبه بالتوصل إلى اتفاق جديد يشمل ترتيبات أمنية تتعلق بجنوب الليطاني، وهي مطالب يُستبعد أن توافق عليها المقاومة، ما يجعل العدو ومعه الولايات المتحدة أمام وضع إشكالي، الأمر الذي يفسر الجولات الدائمة للمبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين إلى لبنان والكيان وإلى دول أخرى، سعياً خلف صيغة محددة تناسب مطالب إسرائيل. وبما أنه يصعب حصول العدو على مطالبه، والتي تشتمل على فرض واقع أمني وعسكري جديد في منطقة الحدود مع فلسطين المحتلة، فإن عدم التوصل إلى اتفاق سيجعل العدو أمام مفترق طرق حاسم حول خياراته المقابلة: هل يواصل اعتداءاته، ولكن بوتيرة أشد ومتصاعدة، أم يشن عملية جوية أوسع مما شهدناه، سابقاً، أم يقوم بعملية برية محدودة، أم يذهب إلى خيار الحرب الواسعة؟...

وأمام صعوبة ترجيح أي من الخيارات العسكرية لدى العدو، تجد المقاومة نفسها أمام عملية استعداد جدي وفعلي لكل الخيارات. وهو أمر يترافق مع توضيحات سياسية يردّدها قادة الحزب في كل مناسبة. والأكيد، أن قياس المنجزات الاستراتيجية لهذه المعركة (بحجمها الحالي) لا يوجب على الحزب التصرف أبداً على نحو المستعد لتقديم تنازلات، بل قد يكون واضحاً للعدو أو للجانب الأميركي، أن أكثر ما يمكن للحزب الموافقة عليه، هو إعادة الأمور في كل جنوب لبنان إلى وضع كان قائماً قبل الحرب، وأن أي مطلب إسرائيلي بخطوة أمنية أو عسكرية في الجانب اللبناني، يفترض أن يقدّم العدو مقابلها خطوة أمنية وعسكرية في الجانب الآخر من الحدود. لكن الحزب لم يقفل يوماً الباب أمام علاجات يعرف العدو أنها صورية، مثل إعلان رسمي من الحكومة في لبنان عن التزام القرارات الدولية وتعزيز انتشار الجيش جنوباً ورفع مستوى التنسيق مع قوات الطوارئ الدولية العاملة هناك... وليس أكثر من ذلك!...

بريطانيا تجمّد مشروع الأبراج جنوباً: إسرائيل تريدنا ضامناً أمنياً على الأرض

الأخبار .... على هامش المساعي الغربية لإعداد ترتيبات أمنية في المنطقة الجنوبية في حال توقف الحرب، قدّم العدو سلسلة مطالب للجانب الأميركي والفرنسي والبريطاني، تقوم على فكرة أنه يجب تنظيف منطقة جنوب اللبطاني من الوجود العسكري للمقاومة. وطرح العدو أفكاراً كثيرة تتعلق بسحب الأسلحة والمقاتلين، لكنه طالب بإطار جديد للترتيبات الأمنية، بما يحقق له مطلبه في "التثبت من عدم قدرة حزب الله على بناء قدرات تهدد أمن إسرائيل، وأنه شرط إلزامي لأجل إقناع عشرات الآلاف من المستوطنين بالعودة إلى مستعمرات الشمال".من بين هذه الأفكار، طرح العدو على الجانب البريطاني، العودة إلى جوهر المشروع الذي قُدّم في الأيام الأولى من حرب تموز عام 2006، لجهة فرض إجراءات على طول حدود لبنان مع فلسطين وسوريا، بالإضافة إلى إجراءات في البحر والمطار أيضاً. وقد حمل وزير الخارجية البريطاني المستقيل ديفيد كاميرون العناوين العامة، ثم تولّى فريق بريطاني يمثّل الجيش والاستخبارات مناقشة التفاصيل مع الجيش اللبناني ومديرية الاستخبارات فيه. وأهم ما بات موثّقاً في أوراق رسمية، فيه طلب الحكومة البريطانية إنجاز وضع جديد على الأرض، وأن لندن تريد تقديم الدعم الميداني المباشر، لأجل أن يقيم الجيش اللبناني تحصينات خاصة، ومراكز حماية لعشرات المواقع المنتشرة قبالة الحدود، شرط عدم تحريكها من مكانها، أي إبقاء المواقع حيث هي الآن، والتي تبعد فعلياً عن الحدود بمسافات تراوح بين 1 كلم و2 كلم كحد أدنى، أي إنها ليست موجودة على النقاط الحدودية الملاصقة للحدود، كما هو حال عدد كبير من مواقع جيش الاحتلال التي لا تبعد عن الخط الأزرق أكثر من ثلاثين إلى خمسين متراً. وقال البريطانيون، إنهم خصصوا موازنة كبيرة لتحصين هذه المواقع بما يمنع تعرضها لأي اعتداء، على أن يتم بناء منظومة مراقبة أمنية داخلها، على شكل كاميرات أكثر تطوراً من الكاميرات الموجودة الآن على أبراج منتشرة على طول الحدود مع سوريا. وعلى هامش النقاش غير المعلن بين قيادة الجيش وجهات رسمية وسياسية حول المقترح البريطاني، شرح قائد الجيش العماد جوزيف عون، أن المقترح مهم بالنسبة إلى الجيش، وهو يوفر فرصة للحصول على دعم لوجستي ومادي وتقني يفيده من الناحيتين العسكرية والأمنية. ولدى سؤاله عن كيفية عمل كاميرات المراقبة، قال إنها مخصصة لحماية لبنان، أي إنها موجهة نحو الحدود مع فلسطين ونحو العمق في فلسطين وليست موجّهة إلى شمال الخط الأزرق. عند هذه النقطة، اتُّفق على أن يقوم قائد الجيش بإبلاغ الجانب البريطاني بنظرة الجيش إلى دور هذه الأجهزة، ولكن الذي حصل، هو أن البريطانيين عبّروا عن خيبة أملهم، وقالوا صراحة للجيش: نحن نريد هذه الأبراج، لأجل تلبية متطلبات أمنية إسرائيلية، وأن الجيش الإسرائيلي لا يقبل أن تكون الكاميرات موجّهة نحو مناطقه، بل هو يريدها موجّهة لمراقبة أي حراك في الجنوب اللبناني، وهذا شرط أساسي عند إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار مع لبنان. مع الإشارة هنا، إلى أن مستشارين بريطانيين وأميركيين يعملون مع الجيش في لبنان، لإدارة الأبراج الحدودية أو المُسيّرات.

عون أبلغ لندن ان الجيش سيحول كاميرات الأبراج صوب الجانب الاسرائيلي وانه يحتاج الى غطاء سياسي للخطوة

عندها بادر عون إلى إبلاغ الجانب البريطاني، بأن هذا الطلب يمثل خطوة سياسية بالغة الدقة، والقرار في هذه المسألة يعود إلى السلطة السياسية. وبالتالي، فإن على الجانب البريطاني التوجه مباشرة إلى السلطة السياسية ممثّلة الآن بالحكومة، أو انتظار الانتخابات الرئاسية ومناقشة الأمر مع رئيس الجمهورية الجديد. عند هذا الحد، بادر البريطانيون إلى التواصل مع الجانب الإسرائيلي وإبلاغه جواب الجيش اللبناني. فكان رد تل أبيب أنها لا تقبل بأي إجراء من شأنه مراقبة ما تقوم به، وأنها لن تتوقف عن اتخاذ الإجراءات التي تناسب أمنها، بما في ذلك استمرار الطلعات الجوية لسلاحها الحربي أو المُسيّر لضمان مراقبة ما يقوم به حزب الله في الجنوب، كونها تعرف أنها سيعمل على إعادة تنظيم وجوده العسكري واللوجستي في كل المنطقة، خصوصاً أن المعركة أظهرت أن لديه بنية ضخمة، ما جعل بريطانيا تعود إلى الجيش اللبناني لإبلاغه بأن مشروعها لتعزيز مواقع الجيش الحدودية قد تم تجميده حتى إشعار آخر. وفي السياق نفسه، كان الأميركيون يبحثون مع الجانب الفرنسي ومع دول أوروبية لديها تواجد عسكري ضمن قوات الطوارئ الدولية، في سبل تعزيز عديد ودور هذه القوات في المرحلة المقبلة، ويبدو أن الجانب الأميركي أكثر واقعية لناحية معرفته، بأن موازين القوى لا يمكنها أن تفرض تنازلات بهذا الحجم على حزب الله، وبالتالي فإن الأميركيين يفضّلون البحث في برنامج ترتيبات يكون مقبولاً من الجانب اللبناني، ومفهوماً من الجانب الإسرائيلي. لكن العنصر الإضافي في الأفكار الأميركية، هو إعادة الحديث عن "إغراءات" تُقدم للبنان، من بينها ما يخص الجنوب على وجه الخصوص، في مجال الدعم الاقتصادي، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تخفيف حدة مواقف حلفاء حزب الله داخل السلطة اللبنانية.

من كلّف باسل الحسن بملف السلاح الفلسطيني؟

الأخبار ... على هامش البحث المتصل ضمناً بالجبهة اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، عاد الجانب البريطاني نفسه، كما جهات غربية إلى طرح موضوع وجود "قواعد عسكرية فلسطينية خارج المخيمات الفلسطينية في لبنان". وعند التدقيق، عرض البريطانيون مشروعاً جديداً في إطار توسيع عمل الأبراج الحدودية مع سوريا. وأثاروا موضوع انتشار مجموعات للجبهة الشعبية – القيادة العامة في منطقة الناعمة وفي منطقة قوسايا الحدودية بين لبنان وسوريا. وتبيّن من البحث، أن باسل الحسن، رئيس لجنة الحوار الوطني اللبناني – الفلسطيني التابع لرئاسة الحكومة، قد تطوّع لوضع خطة عمل تستهدف "إزالة السلاح الفلسطيني المتفلت والذي لا يخدم الفلسطينيين ويضر باللبنانيين". لكن أوراق الحسن وأفكاره المتداولة مع جهات لبنانية وفلسطينية وغربية، تعكس – للصدفة – المطالب التي يحملها الغربيون ضمن مشاريعهم الداعمة لمتطلبات إسرائيل الأمنية. سبق للحسن أن طرح أفكاراً لنزع سلاح المخيمات نفسها بالقوة، وهو فعل دوره في ظل آخر الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة، وتوقفت – فقط – بسبب اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي السياق نفسه، ناقش الحسن مع قيادة الجيش ومع المديرية العامة للأمن العام ومع قيادات فلسطينية مشروعاً لتولي الجيش الإمساك بكل النقاط الإشكالية. وبخلاف كل ما يجري تداوله، فإن ما يخص أنفاق القيادة العامة في محلة الناعمة، وسبق لـ"الأخبار" أن نشرت قبل فترة توضيحاً نقلاً عن الجيش اللبناني والقيادة العامة، يشير إلى أن أي إخلاء لم يحصل للأنفاق، وأن كل ما حصل هو عبارة عن فتح طريق كان الجيش قد أقفله عام 2008، واستجاب الجيش لطلب الأهالي تسهيل مرور السكّان إلى منازلهم. لكن النقطة الأكثر إثارة للجدل، هي أن الحسن نسّق مع البريطانيين إثارة ملف منطقة قوسايا الواقعة بين المصنع وحلوة والسلطان يعقوب، حيث معسكرات القيادة العامة. وهي من أبزر أولويات الجانبين الأميركي والبريطاني، ارتباطاً بمطالب إسرائيلية دائمة بأنها تشكل منطلقاً لنقل السلاح إلى لبنان، إضافة إلى كونها تحوي أنفاق «جبل حشمش» وهي تلة تقع في شمالي غربي بلدة قوسايا، وجنوبي دير غزال وشرق رياق، تخترقها أنفاق لـ«القيادة العامة» مجهّزة للصمود أمام قصف عنيف من الطائرات الإسرائيلية. وعلمت "الأخبار" أن الجانب البريطاني كان طلب من الجيش اللبناني المبادرة إلى خطوات عملية لأجل توسيع رقعة عمل أبراج المراقبة في تلك المنطقة. وتردّد أن ضباطاً بريطانيين زاروا المنطقة، وعمد الجيش اللبناني إلى التوضيح لهم بأن النقاط التي يتحدثون عنها، تقع بنسبة 90% منها داخل الأراضي السورية، وأن الطريق الواصل إليها، فقط، هو ما يمر عبر الأراضي اللبنانية. وبحسب المصادر، فإن الجانب البريطاني الذي أُحبط من معلومات الجيش وطريقة تفاعله مع الموضوع، يحاول من خلال وجود الحسن إلى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إثارة الأمر لأجل انتزاع قرار من الحكومة يوفّر التغطية التي يحتاجه إليها الجيش لأجل القيام بحملة هدفها "نزع السلاح المتفلت" كما يردّد الحسن، وهي ترجمة لما يريده الغرب الخادم لإسرائيل ولا أكثر من ذلك.



السابق

أخبار وتقارير..انتخابات بريطانيا..انتصار ساحق لحزب العمّال..زعيم حزب العمال كير ستارمر: المملكة المتحدة «جاهزة للتغيير»..المحافظون تحت العقاب..والعمال أمام تحديات تاريخية..الاعتداء على الناطقة باسم الحكومة الفرنسية..استطلاع: حزب لوبن لن يحقق الأغلبية المطلقة في فرنسا..​مساعٍ فرنسية لتشكيل تحالف حكومي واسع..ترامب يدّعي انه أخرج الرئيس من السباق..ويستخف بهاريس..بايدن يكافح للبقاء في السباق الرئاسي..والأيام المقبلة حاسمة..بوتين: «طالبان حليفتنا» في مكافحة «الإرهاب»..شي يحذّر من عقلية الحرب الباردة..أوكرانيا تتبنّى هجوماً بمسيّرة على مصنع عسكري في روسيا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مسؤولون أميركيون: واشنطن تحاول سد الفجوات بين إسرائيل وحماس..اشتية: مبادرة السلام العربية هي أفضل حل لإنهاء الحرب في غزة..«حماس» ترفض أي تصريحات تدعم دخول قوات أجنبية إلى غزة..خلافات نتنياهو مع الجيش تهدد بإفشال مفاوضات الدوحة..حزب يميني جديد وحزب اليسار الموحد يحطمان غانتس ونتنياهو معاً..إسرائيل تقتل 6 نشطاء من «فتح» في جنين..عائلات الأسرى الإسرائيليين تطلق حملة تصعيد للاحتجاجات..مدعي «الجنائية الدولية» ألغى مهمة في غزة وطلب إصدار مذكرات اعتقال..كسور واعتداءات من كلاب..معتقلون فلسطينيون يتهمون إسرائيل بتعذيبهم..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,963,766

عدد الزوار: 7,617,860

المتواجدون الآن: 0