تحدثت عن دخول مجموعة شبيهة بـ «الانتحاريين» وتحرك عربي وغربي وتحديدها أمكنة الخطر

مصادر سوريّة لـ «الراي»: شمال لبنان تحت المعاينة ولن نتردّد في التدخل المباشر لحماية أمننا وحلفائنا

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 تشرين الثاني 2010 - 6:51 ص    عدد الزيارات 3500    التعليقات 0    القسم عربية

        


ثمة دوائر مراقبة تعتقد ان «مسرح العمليات» في المرحلة المقبلة قد يكون شمال لبنان لا جنوبه، لأنه كلما اقترب الوضع الداخلي في لبنان من ملفات «التوتر العالي»، او مرّت العلاقة اللبنانية ـ السورية بـ «مطبات هوائية»، «يشتعل» الاهتمام بشمال لبنان، الذي غالباً ما يقفز الى الواجهة، فكيف اذا كانت الامور تسير في الاتجاهين معاً: توتر داخلي ومع سورية في آن.
في الاسابيع الماضية التي بلغ معها الاحتقان ذروته، خرج الشمال الى الصدارة، بالتزامن مع صدور مذكرات التوقيف السورية بحق قريبين من رئيس الحكومة سعد الحريري وتصاعُد الحديث عن سيناريوات لـ «قلب الطاولة» في مواجهة القرار الظني عن المحكمة الدولية، وسط تحذيرات من مغبة السقوط في فتنة سنية ـ شيعية، وتقديرات بأن البلاد باتت على ابواب... شرّ مستطير.
وكان لشمال لبنان، في غمرة ذلك، «حصة الاسد» من الاهتمام الاعلامي والسياسي، الذي اقترن مع الكلام عن «تسلح»، وعن غرباء، وعن مخاوف من معاودة تحريك «خط التماس» السني ـ العلوي في طرابلس، لا سيما بعد «حركشات» بـ «الانيرغا»والقنابل اليدوية، كانت تستدعي وعلى الفور تحركات للجيش اللبناني وبيانات استنكار واتصالات «فعلت فعلها» يوم رُفعت شعارات الـ «لا أهلاً ولا سهلاً» بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ومن ثم سُحبت سريعاً.
والاكيد، في ضوء هذا الواقع، ان الشمال ما زال تحت المعاينة الدقيقة، رغم الانحسار النسبي للضجيج السياسي في بيروت ورغم جهود التهدئة التي كان ابرزها زيارة السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري الى طرابلس وعكار، ورغم لقاء القوى السياسية على ضرورة معالجة الخلافات بالطرق السلمية. فثمة اطراف في الداخل والخارج على السواء، تولي تلك المنطقة ذات الغالبية السنية من جهة والتي تتمتع بحضور مسيحي متعدد الاتجاه من جهة اخرى، اهمية لافتة ربطاً بالتطورات المحتملة في لبنان القابع فوق «برميل بارود» اسمه القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
مصادر سورية قريبة من مركز القرار قالت لـ «الراي»، ان دمشق تراقب عن كثب التحركات الجارية في شمال لبنان، معربة عن قلقها من «التدخل العربي والغربي في تلك المنطقة» التي تعتبرها سورية استراتيجية في امنها القومي، مشيرة الى ان هذا التدخل من شأنه ايجاد قوة غير منظمة وتسلّح غير مدروس، يساهم في تدهور الاوضاع على النحو الذي يشكل خطراً على الامن القومي السوري.
وكشفت عن معلومات استخبارية تشير الى وصول مجموعة من الشبان ذي ملامح عربية الى الشمال تضم ما يتجاوز عدد اصابع اليدين، لافتة الى اوجه شبه بين طريقة عمل هؤلاء وبين نشاط المجموعات التي كانت تتسلل الى العراق للالتحاق بـ «الانتحاريين» في صفوف التيارات المتشددة.
وتحدثت المصادر عينها عن ان سورية تقوم بتحديد نقاط التهديد على هذا الجانب من حدودها، وتدرس المناطق الاكثر استهدافاً، موضحة ان دمشق لن تتردد في اتخاذ اي اجراءات تراها مناسبة، سياسية عبر الحكومة اللبنانية، او امنية او عسكرية، لضرب البؤر التي تتجمع ليس فقط ضد العلويين في شمال لبنان، بل ضد سورية نفسها وضد حلفائها، وفي مقدمهم «تيار المردة» الذي يتزعمه النائب سليمان فرنجية.
ورأت ان سورية التي حدّدت خريطة انتشار تلك البؤر، تعتبر ان التحركات الجارية او التي يمكن ان تجرى هي لخدمة المصلحة الاسرائيلية بكل ما تعنيه الكلمة، لأن منطقة شمال لبنان حيوية لسورية لقربها من حمص وحماة، فهاتان المدينتان تعتبران قلب سورية وخزانها الاستراتيجي، العسكري والامني، ولذلك فإن دمشق لن تتهاون في هذه المسألة على الاطلاق.
ولفتت المصادر القريبة من مركز القرار في دمشق، الى ان سورية الحريصة على أمنها، معنية ايضاً بكل ما من شأنه تهديد المقاومة في لبنان، ان من خلال ما يحَّضر في اطار الفتنة السنية ـ الشيعية، او من خلال استهدافها بالمحكمة الدولية، فما يهدد المقاومة يهدد الامن القومي لسورية.
وذهبت المصادر الى ابعد من ذلك، حين تحدثت عن ان التهديدات التي تهبّ من الشمال اظهرت ملامح «بروتوكول تفاهم» تم بين بعض الاصوليين ومجموعات حزبية مسيحية في بعض المناطق مثل كسروان، وان المستهدف الاول من هذا «النشاط المشترك» سيكون «تيار المردة».
وقالت المصادر ان دمشق معنية وبالمباشر بكل ما يحصل، من نفق نهر الكلب (شرق بيروت) الى العريضة (على الحدود اللبنانية ـ السورية)، فتلك المنطقة، في نظر سورية، جزء من أمنها القومي، واي محاولة لضرب حلفائها، علويين او مسيحيين، يشكل اعتداء عليها.
وحذّرت من ان اي تعرض للعلويين في الشمال سيكون بداية لفتنة سنية ـ شيعية يراد لها الانتقال الى سورية، لذا فإن دمشق لن تسمح باللعب على حدودها وهي ستتدخل مباشرة اذا وصلت الامور الى هذا المستوى الخطير، مشيرة الى ان الجيش اللبناني اخذ علماً بالتحركات في مناطق الشمال، متوقعة ان يبادر للتدخل لدرء الفتنة عندما تقتضي الحاجة، لإدراكه حجم الاخطار التي قد تهبّ على لبنان وسلمه الأهلي اذا تُركت الامور على غاربها.


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,920,380

عدد الزوار: 7,650,889

المتواجدون الآن: 0