أخبار لبنان..وفلسطين..من لبنان إلى إيران..المنطقة في فم البركان..طهران تدرس إستراتيجية الرد على اختراقها..وخامنئي يتوعد تل أبيب «بأشد العقاب»..تقارير عن بوارج حربية أميركية في طريقها إلى السواحل اللبنانية..«الممانعة» مرتابة من اندفاعة «التنين» الإسرائيلي الهائج ومتهيّبة الجنوح نحو حربٍ كبرى.. خلايا طوارئ لبنانية اقتصادية وصحية تحسباً لكل السيناريوهات..محللون إسرائيليون: اغتيال هنية وشكر سيوسّع الحرب..بمشاركة إيران..

تاريخ الإضافة الخميس 1 آب 2024 - 4:07 ص    عدد الزيارات 315    التعليقات 0    القسم عربية

        


الكويت تدين العمل الإجرامي باغتيال إسماعيل هنية وتدعو لتحرّك يمنع الانزلاق إلى متاهات الفوضى..

من لبنان إلى إيران..المنطقة في فم البركان

الراي... خرقت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في قلب طهران، كل قواعد الاشتباك في الصراع الإقليمي المفتوح منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي، ما يجنح بالمنطقة إلى «حافةِ الصِدام الكبير» في ظل عدم وجود رادع لخرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «الخطوط الحمر»، وسط إدانات للهجوم الإسرائيلي. وفي اليوم الـ299 من العدوان اللا إنساني الإسرائيلي على قطاع غزة، وبفارق أقل من 6 ساعات من استهداف إسرائيل الرجل الثاني في «حزب الله» فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، نفذت هجوماً موجعاً لـ «حماس» ومُرْبكاً لطهران باغتيال هنية، وسط حبس أنفاس لمعرفة طبيعة «الانتقام» الذي توعّد به الحزب و«الثأر الواجب» الذي أعلنت عنه إيران. ودعت الكويت المجتمع الدولي إلى التدخل «بشكل حازم وفوري لتفادي أي تصعيد عسكري قد يدخل المنطقة والعالم في متاهات الفوضى ودوامة العنف»، معربة عن الإدانة والاستنكار الشديدين للهجوم الذي تعرّضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأدى إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية إسماعيل هنية. وعبّرت في بيان صادر عن وزارة الخارجية: «عن قلقها البالغ إزاء ما أقدم عليه الكيان الإسرائيلي من عمل إجرامي وغير مسؤول»، مؤكدة «أن ذلك السلوك العدواني يعتبر تطوراً خطيراً وانتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وأهمها احترام سيادة الدول المستقلة». ودعت «الأمم المتحدة وسائر المجتمع الدولي إلى الوقوف وبشكل حازم وفوري لتفادي أي تصعيد عسكري قد يدخل المنطقة والعالم في متاهات الفوضى ودوامة العنف، ويقوّض فرص السلام»، كما طالبت «مجدداً بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الاعتداءات وعمليات الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الشقيق». وتقدّمت دولة الكويت للشعب والقيادة الفلسطينية بالتعازي والمواساة. ولم تتضح التفاصيل الكاملة بشأن الكيفية التي اغتيل فيها هنية، فيما أعلنت «وكالة إرنا للأنباء» أن العملية وقعت نحو الثانية فجراً، في مقر خاص لقدامى المحاربين، وأن هنية أُصيب «بشيء طائر في الهواء». وفي القدس، أكدت «القناة 12» الإسرائيلية أن الصاروخ الذي استهدف هنية انطلق من داخل إيران، خلافاً لما أعلنته طهران من أن الاغتيال تم بضربة خارجية.

طهران تدرس إستراتيجية الرد على اختراقها... وخامنئي يتوعد تل أبيب «بأشد العقاب»

اغتيال هنية يوسّع الحرب الإسرائيلية... إلى إيران

- إخفاق استخباراتي كبير للأجهزة الإيرانية

- نتنياهو وغالانت تابعا العملية من قاعدة الكيريا العسكرية

- وفد «الجهاد» برئاسة نخالة كان في المبنى المستهدف

- بلينكن: «لا يد لنا» في عملية الاغتيال

الراي....خرقت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في قلب طهران، كل قواعد الاشتباك في الصراع الإقليمي المفتوح منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي، ما يجنح بالمنطقة إلى «حافةِ الصِدام الكبير» في ظل عدم وجود رادع لحرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «الخطوط الحمر». فجر أمس، انضم هنية إلى قائمة شهداء قطاع غزة الـ 39445، وبينهم العديد من أبنائه وأحفاده، ما أطلق موجة من التهديدات بالثأر من إسرائيل في منطقة تعصف بها بالفعل الحرب في قطاع غزة واشتعال الصراع على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.

خامنئي و«أشد العقاب»

وفي حين عقد مجلس الأمن ليل أمس، جلسة طارئة بناء على طلب طهران، لبحث اغتيال هنية، قال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي في تصريحات نقلتها «وكالة إرنا للأنباء»، «بهذا العمل جر النظام الصهيوني المجرم والإرهابي على نفسه أشد العقاب ... ونعتبر من واجبنا الثأر لدماء (هنية) التي سُفكت على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وتوعد الرئيس مسعود بزشكيان، من جانبه، إسرائيل بجعلها «تندم» على ذلك. وكتب على منصة «إكس»، «ستدافع الجمهورية الإسلامية في إيران عن سلامة أراضيها وشرفها وعزتها وكرامتها، وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على فعلهم الجبان»، واصفاً هنية بـ«القائد الشجاع».

إستراتيجية الرد

كما اجتمع أعلى جهاز أمني في إيران لتقرير إستراتيجية الرد على الاغتيال، الذي كشف مدى الاختراق الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية، في وقت لم تتضّح بعد التفاصيل الكاملة بشأن الكيفية التي اغتيل فيها هنية، الحلقة الأحدث ضمن سلسلة هجمات نفذتها إسرائيل داخل إيران. وذكرت «وكالة فارس للأنباء» أن رئيس المكتب السياسي «استُشهد بمقذوف جوي»، ما أثار تكهّنات بأن الضربة كانت صاروخية أو بواسطة مسيّرة. وأعلنت «وكالة إرنا للأنباء» أن العملية وقعت نحو الثانية فجراً، في مقر خاص لقدامى المحاربين، وأن هنية أصيب «بشيء طائر في الهواء». وأوضحت أن هنية والوفد المرافق له كانوا يقيمون في مضافة للحرس الثوري شمال طهران. وذكرت أن الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة والوفد المرافق له، كانوا في طابق آخر بالمبنى المستهدف. ويرى محللون في الضربة إخفاقاً استخباراتياً كبيراً من قبل الأجهزة الإيرانية وتطوراً مزعجاً للغاية بالنسبة للقيادة، لا سيما أنها نُفّذت في وقت يفترض أن الإجراءات الأمنية كانت على أعلى المستويات بسبب تدفق الضيوف لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية لبزشكيان أمام مجلس الشورى. من جانبها، تعهدت «حماس» بأن القتل «الجبان» لزعيمها «لن يمر من دون رد». وأعلنت «كتائب القسام» في بيان، أن «عملية الاغتيال الإجرامية بحق القائد هنية وفي قلب العاصمة الإيرانية هي حدث فارق وخطير، ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة وسيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها»، فيما أعلنت إيران الحداد لمدة ثلاثة أيام وتوعدت بالرد.

ختم أحمر

وفي القدس، ألمحت الحكومة الإسرائيلية، إلى مسؤوليتها عن الاغتيال، وذلك عبر نشر صورة له على موقع «فيسبوك»، مع ختم أحمر اللون على جبينه كتب عليه «تم القضاء عليه: قُتل إسماعيل هنية، القائد الأعلى لحركة حماس، في ضربة دقيقة في طهران، إيران». ولاحقاً، تم حذف الصورة، بينما رفض ناطق باسم الحكومة التعليق على اغتيال هنية وقال ديفيد مينسر في إفادة صحافية «لا تعليق على هذه الواقعة بالتحديد». وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت، أن إسرائيل لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب لكنها جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن نتنياهو، وغالانت، بقيا معاً طوال ليل الثلاثاء - الأربعاء في قاعدة الكيريا العسكرية في تل أبيب، ما يكشف بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست»، عدم معرفة أعضاء مجلس الحرب، في وقت مبكر، باغتيال هنية. وأكدت «القناة 12» أن الصاروخ الذي استهدف هنية انطلق من داخل إيران، خلافاً لما أعلنته إيران أن الاغتيال تم بضربة خارجية.

لا يد أميركية!

وفي سنغافورة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء أن الولايات المتحدة «ليس لها يد» في اغتيال هنية. وقال في مقابلة متلفزة نشر مكتبه مقتطفات منها «أولا لم نكن على علم وليس لنا يد» في ذلك. وكان هنية يشرف على المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق الرهائن الإسرائيليين في القطاع مقابل الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل. وشدد بلينكن على أن وقف إطلاق النار في غزة أساسي أيضاً لمنع اتساع رقعة النزاع في المنطقة. أكّد في آخر ظهور تلفزيوني أن «الحضارات الزائفة ستنتهي»

هنية لخامنئي: هكذا هي الدنيا... الله سبحانه وتعالى يحيي ويميت

لقي رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، هذا الأسبوع استقبالاً حاراً في العاصمة الإيرانية، تخلّله عناق حار مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان على هامش أداء الأخير اليمين الدستورية، الثلاثاء، ولقاء مع المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. وقال هنية للمرشد «هكذا هي الدنيا... الله سبحانه وتعالى يحيي ويميت، ولكن هذه أمة خالدة... ومتجدّدة»، وفق فيديو من اللقاء تم توزيعه أمس. وفي آخر ظهور تلفزيوني له الثلاثاء من طهران قبل اغتياله، أكد هنية في تصريحات لقناة «إس إن إن» الإيرانية على هامش حضوره معرض أرض الحضارات، أن «الدول وشعوب الأمة الإسلامية ترى في القدس قبلتها الأولى ومحور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي». وشدد على أن «الحضارات الزائفة التي قامت على احتلال أراضي الغير ستنتهي لا محالة، وأن الحضارات الحقيقية التي تستند إلى القيم الإنسانية والشريعة السماوية تضمن استمرارها وبقاءها»....

تقارير عن بوارج حربية أميركية في طريقها إلى السواحل اللبنانية

«الممانعة» مرتابة من اندفاعة «التنين» الإسرائيلي الهائج ومتهيّبة الجنوح نحو حربٍ كبرى

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «حزب الله» لن يتهاون مع اغتيال «قائد حرب 8 أكتوبر» في قلب الضاحية

- مشاورات بالهواتف الآمنة بين أطراف محور الممانعة لتنسيق المرحلة التالية وردع نتنياهو

- 6 ضحايا مدنيين في غارة الضاحية وأنباء عن العثور على جثة الحاج محسن

- غالانت: «عملية ضاحية بيروت كانت مركزة وعالية الدقة ومحدودة»

- إسرائيل: «متأهبون للتعامل مع أي سيناريو بمواجهة إيران وحزب الله»

- وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان في بيروت اليوم

- استهداف مستشار إيراني في منطقة السيدة زينب

- خلايا طوارئ لبنانية اقتصادية وصحية تحسباً لكل السيناريوهات

... كيف سيردّ «حزب الله» على الاغتيال النوعي الذي نفّذتْه اسرائيل في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت وطاول فؤاد شكر «قائد حرب 8 أكتوبر» والمعاون الجهادي لأمينه العام السيد حسن نصرالله؟

وهل يمكن الفصْلُ بين «الانتقام» لـ «الحاج محسن» ولحرْق تل أبيب «خطاً أحمر» باستهداف معقل الحزب وبين «الثأر الواجب» من إيران للاغتيال المدوّي لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في عمق طهران والذي خَرَقَ كل قواعد الاشتباك في الصراع الاقليمي المفتوح منذ «طوفان الأقصى»؟

وهل وصلتْ المنطقةُ إلى حافةِ الصِدام الكبير من خلْف ظهْرِ كل التحذيراتِ من الحرب الشاملة التي بدتْ رهْنَ كيفية تَعاطي «محور الممانعة» مع السلوك «الجديد» لـ «التنين الهائج» بنيامين نتنياهو وإمكان استيعاب الضربتيْن أو مُقابَلتهما بـ «جرعة ردٍّ مدروس» لا يشعل ناراً في عموم الإقليم؟

أسئلةٌ لم يَعْلُ صوتٌ فوق صوتها الذي جاء محمَّلاً بهديرِ هجومٍ «ولا كلّ العملياتِ» ضربتْ معه تل أبيب في عاصمة «حزب الله» وطالت قيادياً يُعتبر بمثابة «رئيس أركانه» والرجل الثاني فيه ووقّعت الاعتداءَ بـ «الردّ انتهى» على مجزرة مجدل شمس التي اتّهمتْ الحزب بالتسبّبِ بها، قبل أن تنفّذ وبفارق أقلّ من 6 ساعات هجوماً موجعاً لـ «حماس» ومُرْبكاً لطهران التي اعتُبر أن اسرائيل انتهكتْ، إلى جانب سيادتها و«كرامتها»، هيبتَها وصورتَها كـ قائدةٍ لمحورٍ يَسْهل «تصفية» رأس أحد أطرافه في عقر دارها وبينما كان في حماية الحرس الثوري الإيراني وفي ضيافتها.

توحيد الساحات

وفيما كان تَلَمُّسُ أول طرف الخيط في الخطوة التالية لـ «حزب الله» رداً على عملية الضاحية - التي استُحضرت معها معادلات ردعٍ سبق للسيد نصرالله أن رَسَمَها وليس أقلّها «الضاحية مقابل تل أبيب»، فإنّ استشرافَ آفاق ما سيقوم به الحزب لاستعادة الردع بوجه اسرائيل عبر ضربةٍ «متناسِبة» مع الحدَث، في جغرافيته وهدفه، بدا موْصولاً حُكْماً بكل المسار الذي سيعتمده «محور الممانعة» بإزاء ما اعتُبر «توحيداً لساحاته» بالاستهدافِ المزدوج:

- من تل ابيب التي سددت ضرتبين مؤلمتين في بيروت وطهران وثالثة في ريف دمشق استهدفت مستشاراً إيرانياً في منطقة السيدة زينب، بعد 10 أيام من الهجوم الأول من نوعه الذي شنّته ضد الحوثيين وتحديداً على ميناء الحديدة رداً على المسيّرة على وسط تل أبيب.

- ومن الولايات المتحدة التي نفّذت بين اغتياليْ شكر وهنية غاراتٍ جويةً على قاعدة لقوات "الحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر في محافظة بابل، جنوب بغداد.

وأشارت أوساط مطلعة إلى أن الردَّ على ضربة الضاحية، التي نُفذت بطائراتٍ حربية أَطلقت ما لا يقلّ عن 3 صواريخ استهدفتْ مبنى ملاصقاً لمستشفى بهمن وقريباً من مجلس شورى «حزب الله» ودُمّرت غالبية طبقاته وسقط فيه 6 ضحايا من المدنيين (امرأتان وأم وابنتها والطفلان الشقيقان حسن وأميرة فضل الله اللذين يبلغان 10 و6 أعوام) ونحو 80 جريحاً بينهم أطفال، لا يمكن مقاربته من خارج التقديراتِ لخلفيةِ هذا التجرؤ غير المسبوق من نتنياهو العائد من واشنطن.

قراءة الممانعة

وفي حين رأت الأوساط أن «الممانعة» أخطأت في قراءتها لنتنياهو، هي التي ارتكزت في مقاربتها لسلوكه على أنه لا يريد توسعة المواجهة وأن جل ما يسعى إليه هو تمديد حرب غزة للبقاء في السلطة، اعتبرتْ أن هذا المحور بات واقعياً بين خياريْن بإزاء «نتنياهو الجديد» الذي لا يتوانى عن «غرْز أنيابه» في مختلف ساحاته:

الأول إدارة الظهر لحسابات رئيس الوزراء الاسرائيلي وما يضمره من اندفاعته المتهوّرة ولعملياتِ المحاكاة التي لا بدّ أنه أجراها لردٍّ كل من «حزب الله» وإيران على الاستهدافين، والذهاب تالياً نحو «استعادة التوازن» الذي كُسر في الضاحية وطهران بضربات مؤلمة في قلب اسرائيل تَماثلية مع حجم الضرر الأمني والمعنوي الذي وَقَعَ وذلك أياً يكن ما سيترتّب على ذلك من نتائج يمكن أن تَفتح أبوابَ الحرب الشاملة، ولو على جرعاتٍ من ضربة وضربة مضادة.

«المكائد الأخطر»

والثاني إدارة المرحلة بناء على احتسابِ المزيد من «المكائد» الأخطر التي يخبئها نتنياهو وتحديدٍ دقيقٍ للتقديراتِ التي قام بها لِما سيُقْدِم عليه «حزب الله» وإيران وربما محور الممانعة «معاً»، كما لخلفياتِ أدائه المتفلّت من الضوابط كي «يُبنى على الشيء مقتضاه» في ردٍّ لا يكون انزلاقاً نحو «فخ»، وخصوصاً في ضوء ملامح «الخديعة» التي أطلت من رسائل وصلت للحزب عبر موفدين عن تحييد الضاحية وبيروت عن الضربة التي أعدّت لها اسرائيل تحت عنوان الردّ على حادثة مجدل شمس، كما من إشاراتِ الدعم البالغة الدلالات من واشنطن لاسرائيل بوجه أي ضربةٍ انتقامية من الحزب أو طهران بالتوازي مع تقارير عن بوارج حربية أميركية في طريقها إلى السواحل اللبنانية. وفي هذا الإطار، راوحتْ التقديرات لـ «وحدة الهجمات» من الضاحية الجنوبية إلى طهران مروراً بالعراق ودمشق، بين أن نتنياهو انتزع ضوءاً أخضر من الولايات المتحدة، إبان زيارته لها، لإكمال «مَهمته» وإنجاز «العمليات الأخطر» ومراكمة النقاط الثمينة تمهيداً لإعلان «نصرٍ» يذهب على وهجه الى هدنة يضغط المجتمع الدولي لحصولها، وبين أنه يستغلّ المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة في الطريق الى الانتخابات الرئاسية ويسعى إلى الاستفادة من وضعية «البطة العرجاء» للرئيس جو بايدن لتنفيذ «اجندته» الرامية لزجّ المنطقةِ في فوهة حربٍ يفرض على واشنطن دعمه فيها و«تعالج» في وقت واحد مشكلة «حزب االله» وما يَعتبره «المشكلة الأم» أي إيران، تمهيداً لتسويةٍ تشمل بطبيعة الحال غزة وبشروطه التي لا مكان فيها لـ «حماس» ولا للحزب في نطاق جغرافي قرب الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.

مواجهة كبرى

ومَن تسنّى له أمس الاطلاع على أجواء محور الممانعة، شعر بأن ثمة ارتياباً وكأن نتنياهو لم يَترك له أي خيار سوى الذهاب الى مواجهة كبرى، فبدا التهيب سيّد الموقف مع شعور بأن ساعة الحقيقة دنت. وفي حين راوح الموقف الإيراني بإزاء الردّ على اغتيال هنية على أراضيها و«مِن أراضيها» بين تأكيد المرشد الأعلى السيد علي خامنئي أن إسرائيل «ستعاقَب بشدة» و«الثأر لاغتيال هنية واجب على إيران» وبين أن الردّ «الذي سيجعل إسرائيل ستندم سيكون بعمليات خاصة»، لم يصدر عن «حزب الله» أي موقفٍ وسط إطفائه «محركاته العسكرية» طوال نهار أمس، تاركاً للاسرائيليين التكهّن بطبيعة الردّ ومداه على اغتيال الحاج محسن بعد أن يصدر بيان النعي، وسط اقتناعٍ بأن ما جرى في الضاحية كَسَر «محرمات» وسيُقابل بالمثل، ولا سيما أن استهداف شكر لم يحصل في الجنوب بل في قلب العاصمة التي لطالما حذّر الحزب من استهدافها ناهيك عن سقوط مدنيين في الغارة.

«الهواتف الآمنة»

وعُلم أن مشاورات بالهواتف «الآمنة» بين ايران وحلفائها استمرت في محاولةٍ لتحديد طبيعة الردّ الذي يمكن أن يردع نتنياهو من دون التورط في حرب كبرى ربما يسعى إليها لاستدعاء العالم إلى حلّ على الحامي لليوم التالي في غزة وجنوب لبنان يستبق «انتقال السلطة» في البيت الأبيض في ضوء الغموض حول هل سيعود بايدن اليه عبر نائبته كامالا هاريس أم يفوز دونالد ترامب. وفيما كان استهداف الحاج محسن يُقاس أيضاً بما يعبّر عنه من خرق أمني واستخباراتي وربما بشري خطيرٍ أتاح لنتنياهو اغتيال عضو مجلس جهادي يُعتبر بمثابة «شبح» وهو من رفاق القيادي عماد مغنية وقاتَل في البوسنة ومدرَج على قائمة العقوبات الأميركيّة ورصدت واشنطن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه باعتبار أنه لعب «دوراً محورياً» في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 1983، كان بارزاً غمز رئيس الأركان الإسرائيلي من إمكان الوصول الى السيد نصرالله بإعلانه أمس «نعرف كيفية الوصول إلى نافذة معينة في أحد أحياء بيروت». وفي حين كانت تل ابيب تمضي في رفع التحدي لـ «حزب الله»، هي التي جاهرت ليل الأربعاء بأن شكر سقط في العملية، قبل أن يؤكد وزير دفاعها يواف غالانت أمس «ان عملية ضاحية بيروت كانت مركزة وعالية الدقة ومحدودة»، في موازاة إعلان مسؤولين آخَرين «اننا متأهبون للتعامل مع أي سيناريو بمواجهة إيران وحزب الله، وإسرائيل ليست مهتمة بحرب شاملة لكن الطريقة الوحيدة لمنعها هي انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه»، أوردت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن «الحاج محسن» كان يُلقب «بالقائد العسكري الأقدم في حزب الله»، معلنة أن الهجوم كان «أهمّ عملية اغتيال في حرب الشمال وتم بواسطة طائرة F35»، وواصفة شكر بأنه «بمثابة اليد اليمنى لنصرالله وكان مستشاراً لشؤون تخطيط الحرب وإدارتها وأيضاً قائد كل التشكيلات الاستراتيجية للحزب». وإذ لفت الموقف الأميركي الذي عبّر عنه وزير الدفاع لويد اوستن بتشديده على أنه «إذا تعرّضت إسرائيل لهجوم، فإننا بالتأكيد سنساعد في الدفاع عنها. رأيتمونا نفعل ذلك في أبريل الماضي، وتوقعوا أن نفعل ذلك مرة أخرى، لكننا لا نريد أن نرى ذلك يحدث، وسنعمل بقوة للتأكد من أننا نفعل ما يساعد في خفض التوتر، ومعالجة القضايا عبر الوسائل الدبلوماسية»، تستعدّ بيروت لأن تستقبل اليوم وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين ديفيد لامي وجون هيلي اللذين يزوران المنطقة للمساعدة في دفع الجهود لإنهاء الصراع في غزة والدعوة إلى وقف التصعيد في المنطقة على نطاق أوسع. وفي هذه الأثناء تحوّل لبنان أمس خلية لاتصالات دولية واجتماعاتٍ لـ «خلايا طوارئ»، اقتصادية وصحية، تحسباً لكل الاحتمالات. وفيما اجتمع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، بحضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وقائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو، يرافقهما وفد رفيع المستوى من اليونيفيل، حيث جرى عرض أبرز الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان والمنطقة وسبل احتواء التصعيد منعاً لتوسيع رقعة الحرب، عبّر سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو عن قلقه من الأوضاع الحالية، محذراً من اتجاه الأمور نحو التصعيد. وقال ماغرو بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: «ناقشنا المستجدات وعبرنا عن قلقنا من الأوضاع الحالية التي تتجه نحو التصعيد، ويجب التعاطي مع تداعيات ما حصل، وانتظار ما سيحصل في الساعات المقبلة». ورداً على سؤال، قال: «نحن للأسف في وضع حذّرنا منه دائماً، وقد دعونا باستمرار الأطراف المعنية لعدم التصعيد، لأننا كنا ندرك بأن كل شيء قد يحصل في حال وجود توتر، وللأسف نحن الآن في الوضع الذي توقعناه، ولهذا بذلنا الكثير من الجهد في الأشهر الأخيرة لمحاولة تلافي التصعيد». وفي حين استقبل رئيس الحكومة أيضاً سفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون وتلقى اتصالاً من وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، أكد خلال ترؤسه جلسة استثنائية لمجلس الوزراء إدانة الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت «ونرفع الصوت محذرين من تفلت الأمور نحو الأسوأ، إن بقي العدو على رعونته وجنونه الاجرامي القاتل». وأشار وزير الاعلام زياد مكاري بعد الجلسة الى ان «جلسات الحكومة ستبقى مفتوحة لمواكبة اي تطور»، وقال رداً على سؤال حول هل تتوقعون رداً عنيفاً من «حزب الله»: «هذه تكهنات وبالتأكيد فان المنطق العسكري يقول انه سيكون هناك رد من«حزب الله»، ولكن كيف سيكون الرد فلا نعرف». وحين سئل: هل هناك من تطمينات من ناحية الحزب او اسرائيل بعدم حصول مواجهة مفتوحة؟ اجاب: «أعود واكرر ان هناك حادثتين كبيرتين حصلتا، الاعتداء على الضاحية الجنوبية وهذا امر ليس بسيطا بالنسبة للبنان، كما ان هناك عملية اغتيال اسماعيل هنية في طهران، ما يعني ان الامور معقدة ولا يمكننا التكهن بما يمكن ان يحصل. الاحتمالات مفتوحة»...

محللون إسرائيليون: اغتيال هنية وشكر سيوسّع الحرب..بمشاركة إيران

الراي... | القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |

اعتبر محللون إسرائيليون، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في طهران، فجر أمس، والقيادي فؤاد شكر، الذي يوصف بأنه رئيس أركان «حزب الله»، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الثلاثاء، من شأنه أن يوسع الحرب بشكل كبير. ووفقاً للمحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، فإن «هذه الاغتيالات ليست ضد حماس وحزب الله فقط، وإنما هي أيضاً ضد إيران التي تدعمهما». وأضاف أنه في عملية اغتيال هنية «قُتل حارس شخصي أيضاً، من فريق الحراسة الذي تم إرفاقه بهنية الذي حضر إلى طهران من أجل المشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد (مسعود بزشكيان). والآن سيكون للنظام الإيراني أيضاً جزء مركزي في اتخاذ القرارات بشأن طبيعة الرد». وتابع هرئيل «من الجائز أننا أمام تصعيد آخر في الحرب، لدرجة إمكانية مواجهة إقليمية أوسع. وستواجه إيران صعوبة في عدم الرد على عملية (اغتيال) وقعت في أراضيها». وأشار إلى أن «إيران وكذلك حزب الله بديا حتى الآن كمن يحاولان إبقاء الحرب مع إسرائيل تحت سقف الحرب الشاملة. (لكن) عمليتي الاغتيال الأخيرتين كشفتا إمكانية استهداف المحور الإيراني. ويجد أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ورئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، نفسيهما الآن لوحدهما في القيادة، بعد تصفية قسم كبير من القادة العسكريين وبعضهم في الحرب الحالية». ويتوقع بحسب هرئيل، أن يكون لاغتيال هنية «تأثير سلبي على المحادثات حول صفقة تبادل أسرى، وفيما هذه المحادثات عالقة في الأسابيع الأخيرة على خلفية تشدد المواقف التي قدمتها إسرائيل». ولفت إلى أنه «في إسرائيل يستعدون لإمكانية عمليات انتقام في المناطق (الضفة الغربية المحتلة) في أعقاب موت هنية، ولرد من جانب حزب الله على اغتيال شكر، لكنهم يأملون بأنه سيكون بالإمكان احتواء المواجهة ومنع تصعيد لحرب شاملة في الشمال». وبحسب المحلل العسكري في موقع «واينت» الإلكتروني رون بن يشاي، فإن «عمليتي الاغتيال هما تحد مباشر لإيران ولإستراتيجية الأذرع التي تمارسها. وعملياً، إسرائيل ترغم القيادة الإيرانية والزعيم الأعلى علي خامنئي، والحرس الثوري على اتخاذ القرار حول ما إذا كانت وجهتهم نحو حرب شاملة مع إسرائيل أو أنهم سيقررون تهدئة الوضع تدريجياً». واعتبر أن الأمر الأساسي في عمليتي الاغتيال هو أن «إسرائيل تقول لإيران وأذرعها إنه إذا لم يتوقفوا، فإن إسرائيل لن تتردد في التوجه إلى حرب شاملة لا تشمل حزب الله وحماس والحوثيين فقط، وإنما الرأس الأعلى في طهران أيضا». وتابع «هذا يعني أن علينا نحن أيضاً في إسرائيل الاستعداد لحرب كبرى. وفي سيناريو كهذا ستكون الجبهة الداخلية الجبهة المركزية، وستتعرض لهجمات صاروخية من كل الأنواع، إلى جانب مسيرات متفجرة، لن تطلق من لبنان واليمن فقط، وإنما من إيران بالأساس»...

«واشنطن بوست» عن مسؤول بـ «البنتاغون»: حشدنا 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر

الراي... نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أميركا حشدت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط. وذكرت أن ذلك جاء بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، بحسب ما نقلت عنها «الجزيرة»...

«وكالة فارس»: مقتل مستشار عسكري إيراني في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية

الراي...أفادت وكالة فارس الإيرانية بمقتل مستشار عسكري إيراني في الغارة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية.

ندين الاغتيالات السياسية ونحذر من انزلاق المنطقة نحو صراع إقليمي شامل

بيان مصري أردني: ندعو مجلس الأمن لإصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها على غزة

الراي...دعا بيان مصري أردني، اليوم الأربعاء، مجلس الأمن لإصدار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها على غزة. وقال البيان «ندين الاغتيالات السياسية ونحذر من انزلاق المنطقة نحو صراع إقليمي شامل»....

نيويورك تايمز: خامنئي أصدر أمراً بقصف إسرائيل بشكل مباشر

• في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني

الجريدة...ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين، أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أصدر أمرا بقصف إسرائيل بشكل مباشر، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحكرة حماس إسماعيل هنية. وأفادت الصحيفة الأميركية، أن خامنئي أصدر الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، صباح اليوم الأربعاء، بعد وقت قصير من إعلان طهران عن مقتل هنية، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين الثلاثة، بما في ذلك عضوان من الحرس الثوري وطلبوا عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً. واتهمت إيران وحماس الاحتلال باغتيال إسماعيل هنية، الذي كان في طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

حزب الله ينعى رسمياً.. فؤاد شكر

الجريدة...نعى حزب الله اللبناني، مساء اليوم الأربعاء، القائد بالجماعة فؤاد شكر، الذي أغتيل في غارة إسرائيلية، أمس الثلاثاء. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، عن بيان صادر عن العلاقات الاعلامية في حزب الله اليوم: «بعد مسيرة حافلة كلها إيمان بالله وعهد مع الله وصدق في هذا الإيمان والعهد وجهاد دؤوب بلا كلل ولا ملل وانتظار طويل للقاء الله تعالى والأحبة الذين سبقوا من إخوانه القادة والشهداء والاستشهاديين وفي ذروة الشوق لهذا اللقاء، من الله تعالى على عبده المجاهد والصادق والمخلص والعاشق بوسام الشهادة الرفيع وأذن له بهذا اللقاء الأبدي في رضوان الله وجواره هو القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد فؤاد شكر (الحاج محسن) الذي نزفه شهيدا كبيرا على طريق القدس». وكانت غارة إسرائيلية قد استهدفت، مساء أمس الثلاثاء، مبنى في حارة حريك في محيط مستشفى بهمن، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأعلن الاحتلال الإسرائيلي أن الغارة قضت على القيادي في حزب الله فؤاد شكر. وأعلن حزب الله، في وقت سابق اليوم، «أن القائد في الحزب فؤاد شكر كان يتواجد في المبنى المستهدف، ولا تزال فرق الدفاع المدني تعمل على رفع الأنقاض بانتظار النتيجة المتعلقة بمصير القائد شكر ليبنى على الشيء مقتضاه»...

«حزب الله» يستعد لردّ عنيف... ولبنان يفعّل الطوارئ تحسباً للحرب

نتنياهو اختار السير على حافة المواجهة الإقليمية واستهدف الضاحية لإثبات عدم خضوعه للضغوط

• وزيرا خارجية ودفاع بريطانيا في بيروت اليوم لاحتواء التصعيد ومنع الانتقال إلى معركة موسعة

الجريدة.. منير الربيع ...مع تجاوز إسرائيل كل الخطوط وجميع الضغوط وتوجيهها ضربتين متتاليتين لبيروت وطهران، فتحت الباب أمام مواجهة واسعة ومفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً مع «حزب الله»، الذي تتجه الأنظار لكيفية رده وحجم ذلك الرد. دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة أكثر دقة وخطورة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، واختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السير على حافة الحرب الإقليمية بتنفيذ ضربتين عسكريتين ذات طابع استخباري مرتفع في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت لاغتيال المسؤول العسكري الأرفع في «حزب الله»، فؤاد شكر، وفي قلب طهران لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، متجاوزاً كل الخطوط الحمر وجميع الوساطات التي تقودها جهات غربية وأميركية بالتحديد لتجنّب استهداف المدن السكنية المكتظة، لا سيما الضاحية التي أعلنها الحزب اللبناني خطاً أحمر أبلغ الوسطاء أنه بحال تم تجاوزه سيصعّد وتيرة عملياته، وهو بذلك يبدو أنه يستعد لرد عنيف. وتجاوزت إسرائيل كل الضغوط لمنع استهداف ضاحية بيروت في عملية الردّ على ضربة مجدل شمس، وأصرت على ضربها واستهداف شكر الملقب بـ «الحاج محسن» صاحب أعلى رتبة عسكرية في حزب الله، ويعتبر خليفة عماد مغنية. وقصد الإسرائيليون استهداف الضاحية للقول إنهم لا يخضعون لأي ضغوط دولية، وإنهم قادرون على استهداف أي منطقة يريدونها، ولإيصال رسالة إلى حزب الله بأنهم يعلمون أماكن وجود كل قادته ومسؤوليه وحتى أصحاب الرتب العالية. وما إن نفّذت العمليتان حتى تم رفع منسوب الاستنفار العسكري لدى حزب الله من جهة ولدى الإسرائيليين من جهة أخرى، مع تخوف دبلوماسي من احتمالات الانتقال إلى أيام قتالية بفعل الضربات والضربات المضادة. وهذا ما سعى إلى التحذير منه دبلوماسيون في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً سفيري أميركا وفرنسا، وسط تأكيدات بأن الوضع بلغ مرحلة دقيقة وحساسة، وأن أي تصعيد قد يقابل بالتصعيد، كذلك فإن وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين سيزوران بيروت اليوم في إطار المساعي المبذولة لاحتواء التصعيد ومنع الانتقال إلى حرب موسعة. علماً بأن «حزب الله» لم يكن واثقاً بالوساطات ولا بما سيقوم به الإسرائيليون، لذلك لم يعد يتجاوب مع الوسطاء، إنما يصرّ على تنفيذ ردّ متوازن كما أبلغ سابقاً، وفي هذا السياق تشير مصادر متابعة إلى أن اجتماعات تنسيقية كثيرة على المستويات الأمنية والعسكرية في الحزب وضمن المحور الإيراني ككل تجري في سبيل تحديد آليات الرد ونوعيته والأهداف التي سيتم ضربها واحتمالات ردود الفعل الإسرائيلية. ما جرى يشير إلى أن كل الجهود والوساطات التي بذلت من الأميركيين وغيرهم لم تنجح في ثني إسرائيل عن استهداف الضاحية الجنوبية، وأن ما فعلته إسرائيل هو تكريس معادلتها لوحدة الساحات، وقد فعلت ذلك خلال ساعات، باستهداف الضاحية، ومحافظة بابل في العراق، وطهران، علماً بأن ذلك لا ينفصل عن استهداف الحديدة باليمن قبل حوالي أسبوعين. «الحاج محسن» كان موجوداً في المبنى المستهدف بالضاحية الجنوبية في المقابل، فإنه بالنسبة إلى إيران والحزب لا يمكن التسليم بهذه المعادلة التي تسعى إسرائيل لفرض قواعدها، بالتالي فإن الردّ سيكون حتمياً، وإن أدى إلى الاستمرار في هذه المواجهة لفترة طويلة. ودفعت هذه الأوضاع الحكومة اللبنانية إلى إبقاء اجتماعاتها مفتوحة وتفعيل عمل لجنة الطوارئ الأمنية، الصحية، الغذائية تحسباً لتدهور الأوضاع في المرحلة المقبلة. وفي اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أعرب وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس عن التضامن مع لبنان في الأوقات الصعبة الحالية، وشدد على «العمل في كل المحافل لإبعاد المخاطر عنه»، معتبراً «أن الحل السلمي كفيل بتأمين الاستقرار في المنطقة». وقبل عقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً لبحث الهجوم، أكد «حزب الله»، في بيان طال انتظاره، أن إسرائيل «هاجمت مبنى سكنياً في الضاحية كان القائد الجهادي الكبير الأخ السيد فؤاد شكر (الحاج محسن) حينها يوجد فيه وقتل عدد من المواطنين وأصيب آخرون». وأضاف: «تعمل فرق الدفاع المدني منذ وقوع الحادثة على رفع الأنقاض بشكل حثيث، ولكن ببطء نظراً لوضعية ‏الطبقات المدمرة، ومازلنا حتى الآن بانتظار مصير القائد الكبير والعزيز ومواطنين آخرين، ليبنى على الشيء مقتضاه». وأكد مصدر أمني كبير من دولة أخرى في المنطقة أن شكر توفي متأثراً بجراحه. وقالت مصادر طبية وأمنية، إن امرأتين وطفلين على الأقل قتلوا أيضاً. وزار وزراء ونواب موقع الهجوم، وندد النائب عن الحزب، علي عمار، بالهجوم وكذلك باغتيال هنية في طهران. وقال: «العدو (إسرائيل) يطلب الحرب ونحن لها». وأصدر مجلس الوزراء بياناً، تلاه وزير الإعلام زياد مكاري، ندد بالهجوم وتوقع أن يرد «حزب الله»، وأوضح أن «لبنان لا يريد حرباً» والجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة ستركز على تهدئة التوترات. وقال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إن الحكومة تندد بالضربة الإسرائيلية وتعتزم تقديم شكوى للأمم المتحدة بشأنها. وأضاف: «لم نتوقع منهم أن يقصفوا بيروت، لكنهم قصفوها» آملاً ألا يؤدي رد الحزب إلى التصعيد.

«الطيران المدني»: تنسيق مع «الخارجية» لجدولة رحلات بيروت

الجريدة...أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني، اليوم، أنها تقوم بالتنسيق المستمر مع وزارة الخارجية والناقلات الجوية الكويتية بشأن عملية إعادة جدولة الرحلات المتجهة من بيروت وإليها عبر مطار الكويت الدولي. وأوضحت «الطيران المدني»، في بيان لها، أنه قد ينتج خلال جدولة الرحلات تقليل أو إلغاء بعضها، لضمان سلامة المسافرين على متنها، نظرا للأوضاع الأمنية في لبنان. وذكرت أنه سيتم الإعلان عن أي مستجدات بهذا الخصوص في حينه، داعية الله عز وجلّ أن يحفظ شعب لبنان الشقيق من كل مكروه.



السابق

أخبار وتقارير..كتائب القسام: دماء إسماعيل هنية لن تذهب هدراً..لماذا تنتخب أميركا عدداً كبيراً من السياسيين الكبار في السن؟..جي دي فانس: دخول هاريس سباق الرئاسة «ضربة مباغتة»..روسيا تسعى لتشويه سمعة الديمقراطيين..والصين تُعزز «نفوذها المستتر»..الاستخبارات الأميركية: إيران تحاول «سراً» تقويض حملة ترامب..هاريس تطلق حملة إعلانية بـ 50 مليون دولار في السباق الرئاسي الأمريكي..«جو-إيه».. الزعيمة القادمة في كوريا الشمالية خلفاً لوالدها..روسيا تناور في كل البحار..وأوكرانيا تخسر 135 مليون دولار يومياً..أوكرنيا: مقتل أكثر من نصف مليون جندي روسي منذ بدء الحرب..

التالي

أخبار لبنان..وفلسطين..نصر الله اليوم في تشييع شكر يحدّد ردّ المحور على التوغل في الإغتيالات..إسرائيل تغتال هنية في قلب طهران..خامنئي يوبّخ الحرس الثوري على الاختراق الأمني الكبير ويتوعد بالثأر من الاحتلال..ضربة أميركية للحشد الشعبي في العراق وإسرائيلية تستهدف قيادياً إيرانياً بسورية..الجيش الأميركي يستهدف مصنع مسيّرات جنوب بغداد..الأمم المتحدة تُعلن وفاة 53 فلسطينياً في «معتقلات سرية» إسرائيلية..من يخلف إسماعيل هنية؟..اغتيال هنية يكشف مدى الاختراق الإسرائيلي لإيران..أميركا تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان إثر تصاعد التوتر بالمنطقة..هوكشتين شريكاً كاملاً في الجريمة: واشنطن قادت عملية تضليل دبلوماسية..إسرائيل تسعى إلى الحريق الكبير..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,053,720

عدد الزوار: 7,619,691

المتواجدون الآن: 0