أخبار لبنان..وفلسطين..نصر الله اليوم في تشييع شكر يحدّد ردّ المحور على التوغل في الإغتيالات..إسرائيل تغتال هنية في قلب طهران..خامنئي يوبّخ الحرس الثوري على الاختراق الأمني الكبير ويتوعد بالثأر من الاحتلال..ضربة أميركية للحشد الشعبي في العراق وإسرائيلية تستهدف قيادياً إيرانياً بسورية..الجيش الأميركي يستهدف مصنع مسيّرات جنوب بغداد..الأمم المتحدة تُعلن وفاة 53 فلسطينياً في «معتقلات سرية» إسرائيلية..من يخلف إسماعيل هنية؟..اغتيال هنية يكشف مدى الاختراق الإسرائيلي لإيران..أميركا تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان إثر تصاعد التوتر بالمنطقة..هوكشتين شريكاً كاملاً في الجريمة: واشنطن قادت عملية تضليل دبلوماسية..إسرائيل تسعى إلى الحريق الكبير..

تاريخ الإضافة الخميس 1 آب 2024 - 4:31 ص    التعليقات 0    القسم عربية

        


نصر الله اليوم في تشييع شكر يحدّد ردّ المحور على التوغل في الإغتيالات..

إيران تكشف عن مقتل مستشار عسكري وتضامن حكومي ووطني مع مصاب الضاحية..

اللواء....أيام أو ساعات قليلة فاصلة عند لحظات وربما اسابيع واشهر، من المرجح بقوة ان تدخلها منطقة الشرق الاوسط، فقبل ان يلتقط «حزب الله» ومحور المقاومة انفاس الضربة القاسية التي ادت الى اغتيال القائد الجهادي الكبير في الحزب فؤاد شكر، حتى جاء خبر صاعق من ايران وفيه ان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية،أغتيل بعد ساعات قليلة من مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان. وتبلغ لبنان من شخصيات اوروبية والسفراء الفرنسيين، لا سيما سفيري فرنسا هيرفي ماغرو والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون اللذين اعربا عن القلق مما يجري، داعين الى التهدئة.. واعربت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينيس هينيس بلاسخارت عن قلقها مشيرة الى انه لا يوجد حل عسكري للوضع الراهن. يشار الى ان وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيارلاكروا زار عين التينة والسراي الكبير وقصر بسترس حيث التقى الوزير عبد الله بو حبيب. وفي السياق الرسمي، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي أحاط بالتطورات الأخيرة أعطى الشارة من أجل الأبقاء على الجهوزية التامة، وقالت أنه لم يكن في امكان الحكومة الخروج بتوجيهات أخرى، على أن أي قرار كبير يعود إلى الحكومة اتخاذه وبالتالي ليس بلجنة الطوارىء التي شكلت سابقا. ورأت هذه المصادر أن الحكومة أبقت جلساتها مفتوحة وهذا يعني انعقادها في أي وقت يستدعي ذلك، على أن هذه الحكومة لم تضع خططا استباقية، وهناك أمور من اختصاص لجنة الطوارىء التي تواصل العمل على هذه الجهوزية. فبعد مرور 24 ساعة على الهجوم الاسرائيلي على المبنى في حارة حريك، نعى حزب الله في بيان ثانٍ استشهاد شكر، على ان يعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموقف السياسي للحزب من هذا الاغتيال في مسيرة تشييع الشهيد شكر، في ضاحية بيروت الجنوبية عند الخامسة من بعد الظهر محدداً التوجه لرد المحور على التوغل الاسرائيلي في العدوان والاغتيالات. وما ان تمكنت فرق الانقاذ من انتشال جثة الشهيد شكر، حتى نعاه حزب الله، ببيان للعلاقات الاعلامية، بدءاً من مسيرته الحافلة «بالايمان والجهاد». واعلن الحزب انه يزف «الشهيد الكبير» على طريق القدس عنواناً لالتزامه الحاسم وعزمه الراسخ بمواصلة الجهاد حتى تحرير الارض والمقدسات من ظلم ووحشية «الكيان الغاصب والمجرم والقاتل». وحضر العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية في جلسة مجلس الوزراء التي قاطعها وزراء التيار الوطني الحر. وبحث الوزراء في خطورة الاستهداف، وقرروا ارسال وفد وزاري للوقوف على آثار الجريمة، واعلان التضامن الحكومي والرسمي والوطني من بين الركام، وضم الوفد الوزراء: عباس الحلبي (التربية)، ناصر ياسين (البيئة)، مصطفى بيرم (العمل) ومحمد وسام المرتضى (الثقافة) وجورج بوشكيان (وزير الصناعة). وخلال الجلسة، ادان الرئيس ميقاتي الاعتداء، واعلن عن مخاوفه من تفلت الامور «نحو الأسوأ» داعياً المجتمع الدولي للجم التفلت. وكشف وزير الاعلام زياد مكاري ان لبنان سيقدم شكوى ضد اسرائيل امام مجلس الامن الدولي.

تحذير أميركي جديد للرعايا

وفيما تواصلت الرحلات من والى مطار رفيق الحريري الدولي، رفعت الخارجية الاميركية تحذير رعاياها من المجيء الى لبنان الى الدرجة الرابعة، بسبب التوتر بين اسرائيل وحزب الله. وفي التحركات العسكرية الدولية، ذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان بوارج حربية اميركية في طريقها الى السواحل اللبنانية، في ضوء التطورات العسكرية والامنية في المنطقة.

استعداد اسرائيلي للحرب

ومن الحدود الشمالية، كرر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي ان «لدينا قدرات لا يعرف العدو الا القليل منها»، مشيراً الى ان «حزب الله سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب».

رفع الأنقاض

وعلى الارض، استمرت عمليات رفع الانقاض من الطابق العلوي للمبنى المستهدف، والعثور على جثث اضافية تبين لاحقاً ان احداها كانت للقيادي في الحزب الشهيد شكر. وتحدث مصدر صحي عن سقوط 6 شهداء وارتفاع عدد الجرحى الى 74 شخصاً، من بينهم الطفلان اميرة وحسن فضل الله، والشهيدة وسيلة الحاج احمد بيضون. كما اشارت وكالة فارس انه خلال الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية، قتل مستشار عسكري ايراني يدعي ميلاد بيدي. وتفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفه القصف المعادي للاطلاع على الاضرار والشهداء والجرحى، لان الاضرار ستكون على عاتق الدولة اللبنانية.

الوضع الميداني

جنوباً، استهدفت مسيَّرة معادية المنطقة الواقعة بين راميا وبيت ليف، كما تعرضت اطراف بلدة مارون الراس لقصف مدفعي معادٍ ومتقطع..

واستهدفت المقاومة الاسلامية رداً على الاعتداءات مقر الدفاع الجوي والصاروخي في كيلع بصواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت موقع الرمثا.

إسرائيل تغتال هنية في قلب طهران..

خامنئي يوبّخ الحرس الثوري على الاختراق الأمني الكبير ويتوعد بالثأر من الاحتلال ..

• مكان هنية رُصِد بعد اتصاله عبر «الواتس» بأحد أبنائه قبل ساعتين من العملية

• صاروخ الاغتيال دخل بطرود دبلوماسية وانطلق من منطقة قريبة لإقامة زعيم «حماس»

• إيران تحدد بنك أهداف يشمل تصفية نتنياهو ووزرائه وضرب قواعد داخلية وخارجية

• «حزب الله» يستعد لردّ عنيف... ولبنان يفعّل لجنة الطوارئ خوفاً من الحرب

• هجوم أميركي على «الحشد» بالعراق... والاحتلال يستهدف قيادياً إيرانياً في سورية

الجريدة..طهران - فرزاد قاسمي و منير الربيع ...بعد ساعات من اغتيالها أرفع مسؤول عسكري في حزب الله ورئيس عملياته فؤاد شكر بضربة انتقامية في الضاحية الجنوبية لبيروت اغتالت إسرائيل فجر أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران بصاروخ موجه أصابه مباشرة، فاتحة الباب أمام تصعيد واسع قد يضع منطقة الشرق الأوسط في دوامة من الردود المتبادلة تعزز احتمالات خروج الأوضاع عن السيطرة والانزلاق إلى حرب إقليمية واسعة. وفي أقل من 12 ساعة، وجّهت إسرائيل ضربتين إلى «حزب الله» و«حماس» لكن الخطر الأكبر هو اختراقها الكبير للأمن الإيراني واستهداف هنية في مقر للحرس الثوري مخصص لقدامى المحاربين، وهو الأمر الذي سيدفع طهران إلى رد مباشر على إسرائيل سيكون الثاني من نوعه بعد الرد على اغتيال قادة عسكريين إيرانيين في مقر القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أشهر. وفي إطار توتر متنامٍ بالمنطقة شمل أيضاً استئناف الجيش الأميركي ضرباته للحشد الشعبي في العراق واستهدف سلاح الجو الإسرائيلي قيادياً إيرانياً في منطقة السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق، دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة أكثر دقة وخطورة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، واختار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو السير على حافة الحرب الإقليمية بتنفيذ ضربتين عسكريتين ذات طابع استخباري مرتفع، متجاوزاً كل الخطوط الحمر وجميع الوساطات التي تقودها جهات غربية وأميركية بالتحديد لتجنّب استهداف المدن السكنية المكتظة، لا سيما الضاحية التي أعلنها الحزب اللبناني خطاً أحمر وأبلغ الوسطاء أنه بحال تم تجاوزه سيصعّد وتيرة عملياته، بل ذهابه إلى أبعد من ذلك باغتيال هنية في قلب طهران. ورغم توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالثأر لهنية وتعهّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالدفاع عن أراضي إيران وشرفها، عقد المجلس الأمن القومي جلسة استثنائية صاخبة بمكتب المرشد لبحث كيفية الرد على إسرائيل. وأكد مصدر بالمجلس، لـ «الجريدة» أن الجلسة شابها جدل وبحث مطّول، موضحاً أنه رغم اتفاق المجتمعين على الرد بشكل قوي جداً ثار الجدل حول استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات مثل المرة السابقة أو تغيير هذه الطريقة غير المفيدة وهي ما يريدها نتنياهو. وقال المصدر، إن بعض المجتمعين أصرّوا على تنفيذ عمليات مشابهة وتصفية شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية أو موالية في المنطقة، وحتى اغتيال وزراء مثل بتسلئيل سموترش، وبن غفير، وحتى نتنياهو نفسه، مشيراً إلى أن بعض الأجهزة الإيرانية أكدت أنه يمكنها أن تؤمّن ما يحتاجه بعض اليهود المعارضين لهؤلاء في إسرائيل، وتشجيعهم على القيام بعمليات الاغتيال دون أن يكون هناك أي تدخل مباشر من إيران في هذا الموضوع، على غرار عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين مثلاً. وأضاف أن الاجتماع تطرق إلى استهداف القواعد الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة وخارجها، خصوصاً الأمنية والاستخباراتية، استناداً إلى بنك قيّم تمتلكه إيران عن أماكن وجود مقرات استخباراتية في دول المنطقة، ويمكنها استهدافها بكل سهولة. وذكر أن المرشد وبّخ، بشدة، قادة الحرس الثوري، لأنهم لم يستطيعوا تأمين هنية الذي كان تحت حمايتهم بالمقر الخاص لقدامى المحاربين الذي يتردد عليه أيضاً العديد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية الإيرانية، ويقيمون فيه بين فينة وأخرى، مرجّحاً أن تشهد إيران تغييرات جذرية في الأجهزة الأمنية قريباً. وأشار إلى تضارب تقارير الأجهزة الأمنية حول كيفية وصول الصاروخ إلى مكان إقامة هنية، ورغم أن البعض أشاروا إلى أنه جاء من خارج إيران، وأرادوا توجيه أصابع الاتهام إلى كردستان العراق أو أذربيجان، لكنْ محققو وزارة الأمن أكدوا أن التحليلات الأولية تؤكد أن الصاروخ انطلق من مكان قريب من مقر إقامة هنية، وعلى الأرجح أنه أُدخِل إلى إيران عبر إحدى السفارات الأوروبية الغربية المتحالفة مع إسرائيل في طرود دبلوماسية، وتم رصد مكان إقامة هنية بدقة بعد أن أجرى اتصالاً مع أحد أبنائه قبل ساعتين من عملية اغتياله عبر برنامج الواتس آب بجهاز هاتف ذكي كان بحوزة شخص آخر مقرب من هنية، ورغم أن هذا الشخص ترك المكان بعد الاتصال وابتعد بسرعة من هناك، ولكن الاتصال كان كافياً لكشف إحداثيات مكان هنية، ويبدو أن هناك جواسيس كانوا يراقبون مكان إقامته بشكل ثابت، للتأكد من أنه لم يخرج من المكان. وتابع أن أحد السيناريوهات الأخرى المطروحة هو القيام بعملية واسعة من جانب كل جبهة المقاومة بشكل مشترك، واستهداف عدد من القواعد العسكرية والأمنية الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها. وفي حين لاقى نبأ وفاة هنية ترحيباً من الإسرائيليين الذين اعتبروه إنجازاً كبيراً في الحرب مع الحركة، التزمت سلطات الاحتلال الصمت وتحفظت، إلى حد بعيد، عن الإدلاء بأي معلومة، وقررت إغلاق المجال الجوي، ونبّهت جميع سفاراتها حول العالم للتأهب لأي هجوم انتقامي. وفي لبنان، أفادت مصادر متابعة بأن «حزب الله» سيرد حتماً على اغتيال قائده العسكري الأرفع فواد شكر، وأنه لم يعد يتجاوب مع مساعي الوسطاء، رغم التزامه بتنفيذ رد موجع يوازي الضربة التي تلقاها. وفي حين تنتظر بيروت زيارة لوزيري الخارجية والدفاع البريطانيين اليوم، عقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً وقررت الإبقاء على اجتماعاتها مفتوحة، مع تفعيل لجنة الطوارئ تحسباً للتصعيد المقبل. وبعد ساعات من تحرك بوارجه الحربية نحو سواحل لبنان، شنّ الجيش الأميركي ضربة جوّية، أمس الأول، ضدّ الحشد الشعبي في محافظة بابل العراقية، في حين استهدف سلاح الجو الإسرائيلي قيادياً إيرانياً في منطقة السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق. ولاحقاً، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بطلب من إيران ودعم من بكين وموسكو والجزائر لمناقشة اغتيال هنية وهجوم الضاحية. خالد مشعل قد يعود ثارت تكهنات باحتمال إعادة تكليف القيادي التاريخي لـ «حماس»، خالد مشعل، بقيادة مرحلة مؤقتة إلى حين انتهاء حرب غزة، واختيار الاسم الذي سيخلف الراحل إسماعيل هنية في منصب رئيس المكتب السياسي للحركة. ولفت خبراء إلى أن المشاهد التي تلت اغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وخلفه عبدالعزيز الرنتيسي، تشير إلى أن «قرار تنصيب رئيس مكتب سياسي قد يأتي في أسرع وقت». وتوقّع البعض أن تفرز الانتخابات الداخلية بالحركة التي تحافظ على تنظيمها بشكل جيد عن تولي مشعل أو قائد مكتبها السياسي بغزة يحيى السنوار، أو أن تتبوأ المشهد شخصية غير بارزة إعلامياً . وفي تفاصيل الخبر: في تطور يهدد بنقل التصعيد المستمر في المنطقة منذ بدء العدوان على غزة قبل 10 أشهر إلى مستوى إقليمي أخطر، استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية على مقر إقامته بطهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان فجر اليوم. وقالت حركة حماس، إن «مراسم تشييع رسمية وشعبية لجثمان هنية ستقام في طهران اليوم الخميس، ثم يُنقل إلى الدوحة، حيث يوارى الثرى بها». ونعى القيادي الكبير في المكتب السياسي للحركة سامي أبوزهري «القائد الكبير والشهيد أبوالعبد» الذي يعد أرفع قائد لـ«حماس» وممثلها بالخارج، وبعده يحيى السنوار داخل غزة. وأكد أبوزهري أن «هذه ضربة كبيرة، تحاول بها إسرائيل كسر عزيمة الشعب الفلسطيني وحماس، لكنها لن تنجح. حماس فكرة، والفكرة لا تموت باغتيال الأشخاص. لقد ضحينا بالفعل بكبار قادتنا في الماضي - أحمد ياسين والرنتيسي وشحادة والعاروري وغيرهم، لكن الحركة ما زالت أقوى وسنواصل طريقنا». صدمة ووعيد وعقب انتشار النبأ الصادم للفصائل الفلسطينية التي تخوض قتالاً مريراً ضد الجيش الإسرائيلي في غزة منذ 10 أشهر، والذي يشكل اختراقاً كبيراً للأجهزة الأمنية الإيرانية، نقلت تقارير متضاربة أن هنية، والوفد المرافق له كانوا يقيمون في مضافة لـ«الحرس الثوري»، وأن الأمين العام لحركة «الجهاد» زياد نخالة، والوفد المرافق له كانوا أيضاً في طابق آخر من المبنى. وذكر «الحرس الثوري» أن هنية استشهد وأحد أفراد حمايته، إثر استهداف مقر إقامته، في مبنى يتبع جهاز قدامى الحرب، بـ«شيء»، ويجري التحقيق بشأن الحادث. وأفادت وكالة «نور نيوز» بأن الاستهداف تم بـ«جسم طائر من الجو»، بينما تحدثت مصادر عبرية عن إطلاق صاروخ موجه من غواصة إسرائيلية كانت في المياه الإيرانية باتجاه مقر هنية. وأكد المرشد علي خامنئي أن من «واجب إيران الثأر للحادثة المريرة والصعبة التي أدت إلى استشهاد قائد المجاهدين الفلسطينيين»، متهماً النظام الصهيوني المجرم والإرهابي بارتكاب العملية، واعتبر أن إسرائيل أعدت لنفسها «عقوبة قاسية». في موازاة ذلك، قال بزشكيان، إن بلده ستجعل «المحتلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة»، مشدداً على أن إيران «ستدافع عن كرامتها وسلامة أراضيها». جنازة شعبية ورسمية لهنية في إيران اليوم ونقل جثمانه ليوارى الثرى بالدوحة وأشار إلى أن «إيران في حداد على شريك أحزانها وأفراحها، وستزداد الرابطة بين الشعبين الإيراني والفلسطيني، وسيستمر مسار المقاومة والدفاع عن المظلومين بقوة أكبر من أي وقت مضى»، وتابع: «بالأمس رفعت يده المنتصرة، واليوم يجب أن أشيعه على كتفي». ورغم تأكيد الخارجية الإيرانية احتفاظ طهران بحق الرد على نحو متناسب على العمل العدواني على سيادتها، وتحميلها الولايات المتحدة مسؤولية اغتيال هنية بسبب دعمها لإسرائيل، أكد محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس، أن «طهران ليست لديها نية لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط»، في إشارة إلى المواجهات الدائرة بجنوب لبنان وغزة والبحر الأحمر. وتزامن ذلك مع عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي في مقر إقامة خامنئي، بمشاركة قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني، الذي يشرف على الفصائل المسلحة للجماعات المتحالفة مع إيران في المنطقة، وهو أمر يحدث في ظل ظروف استثنائية. غموض واستعداد في المقابل، لم تعلق إسرائيل رسمياً على الاغتيال، فيما أوعز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الوزراء ونواب الكنيست بعدم التصريح أو التطرق إلى مقتل هنية. وبينما احتفت أوساط عبرية بتمكن جهاز الاستخبارات «الموساد» من القضاء على القيادي الأول بأكبر حركة فلسطينية مسلحة، حذف المكتب الإعلامي للحكومة صورة لهنية، أشار فيها إلى «التخلص منه»، بعد دقائق من نشرها مع إقرار بتنفيذ الهجوم من خلال غارة جوية. وفي ظل محاولاتها لاعتماد سياسة غامضة بشأن عملية طهران، التي جاءت بعد ساعات من ضربة مشابهة، تبنتها إسرائيل رسمياً، وتردد أنها قتلت الرجل الثاني في «حزب الله» اللبناني في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن بلده لا تسعى إلى توسيع رقعة الحرب، لكنها جاهزة للتعامل مع جميع السيناريوهات. تبرؤ ووأد في غضون ذلك، نأت الولايات المتحدة، التي تقول إنها تسعى إلى احتواء التوتر الإقليمي الناجم عن استمرار حرب غزة، بنفسها عن ضربة طهران. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن واشنطن «ليس لها يد في مقتل هنية، ولم تكن على علم» بالهجوم. وأضاف بلينكن: «من المهم جداً إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة، لأنه السبيل الأفضل لتهدئة التوترات»، لافتاً إلى أنه تحدث مع المسؤولين القطريين للحفاظ على مسار التفاوض الدبلوماسي غير المباشر بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق تبادل المحتجزين والتهدئة بغزة. وجاء تعليق الوزير الأميركي في وقت اعتبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد عبدالرحمن أن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة، في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته، وشدد على أن السلام الإقليمي والدولي بحاجة إلى شركاء جادين، وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة. وفي القاهرة، أدانت الخارجية المصرية «سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة»، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول. واعتبرت مصر أن تزامن التصعيد مع غياب تحقيق تقدم في مسار مفاوضات تبادل المحتجزين والهدنة يؤشر إلى «غياب الإرادة الإسرائيلية في التهدئة»....

ضربة أميركية للحشد الشعبي في العراق وإسرائيلية تستهدف قيادياً إيرانياً بسورية

الجريدة....في أوج التوتر المتنامي بالمنطقة، شنّ الجيش الأميركي ضربة جوّية، أمس ، ضدّ الحشد الشعبي في محافظة بابل العراقية، في وقت استهدف سلاح الجو الإسرائيلي قيادياً إيرانياً في منطقة السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق. وأعلن مسؤول دفاعي أميركي أن الضربة الأميركيّة، الأولى في العراق منذ فبراير الماضي، أسفرت عن مقتل 4 مقاتلين كانوا يحاولون إطلاق طائرات مسيّرة هجوميّة من المحافظة، موضحاً أنّ القيادة المركزيّة اعتبرت أنّ المُسيّرات «تشكّل تهديدًا للقوّات الأميركيّة وقوّات التحالف»، وقال: «نحتفظ بالحقّ في الدفاع عن النفس، ولن نتردّد في اتّخاذ الإجراء المناسب». وفي وقت سابق، أكد الحشد الشعبي استهداف دوريّتَين للواء 47 شمال محافظة بابل بواسطة صواريخ» أطلقتها طائرات وادت إلى مقتل 4 من عناصره. اقرأ أيضا الحشد الشعبي يُعلن مقتل 4 من عناصره في ضربات أمريكية 31-07-2024 | 10:19 واعتبر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول أن «قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر». وأضاف في بيان أن ذلك حصل «على الرغم من كل الجهود عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، والجهود المبذولة من اللجان الفنية العسكرية العليا، والتوصل إلى مراحل متقدمة من إنهاء ملف وجود وعمل قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بالعراق». وتابع «كما من شأنها أن تجرّ العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات»، مضيفا أنّ «هكذا تجاوزات خطيرة وغير محسوبة النتائج من شأنها أن تقوّض، بدرجة كبيرة، كل الجهود وآليات وسياقات العمل الأمني المشترك لمحاربة داعش في العراق وسورية». وخلص الى القول «لهذا نحمّل قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة لهذه التداعيات بعد أن أقدَمت على هذا العدوان الغاشم». وجاء في بيان منفصل لكتائب حزب الله العراق «لقد شنّ العدو الأميركي عدوانا غادرا بطيرانه المسير ليستهدف مجموعة من خبراء المسيرات كانوا يعملون على تنفيذ تجارب تقنية جديدة لرفع كفاءة مستوى الطائرات المسيرة الاستطلاعية «. وأضاف: «إننا إذ نحمّل قوات الاحتلال الأميركي المسؤولية الكاملة عن جريمة سفك دماء أبنائنا، نطالب الحكومة العراقية بالعمل الجاد لإنهاء وجود قوات الاحتلال». والأسبوع الماضي، أطلِقت صواريخ باتجاه قاعدتين أميركيتين في العراق وسورية، وفي 16 يوليو، استُهدفت قاعدة عين الأسد بطائرتَين مُسيّرتين. وفي سورية، وقعت سلسلة انفجارات في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وتحدثت وسائل الإعلام العبرية عن هجوم نفذه سلاح الإسرائيلي على مبنى «يقيم فيه مسؤولون إيرانيون»، مؤكدة أنه استهدف القيادي المعروف باسم الحاج حبيب. وقال مصدر أمني سوري، تعليقاً على أنباء حدوث ضربة جوية على منطقة السيدة زينب، «لم يسجل أي عدوان إسرائيلي أو حدث أمني في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي». وأفاد مراسل «سبوتنيك» بأن الدخان المتصاعد في ريف دمشق الجنوبي ناجم عن احتراق مستودع «إطارات مطاطية» تالفة، بالقرب من منطقة «أشرفية صحنايا»...

الحشد الشعبي يُعلن مقتل 4 من عناصره في ضربات أمريكية

الجريدة....أعلن الحشد الشعبي العراقي اليوم الأربعاء أن أربعة عناصر من قواته قتلوا في ثلاث ضربات جوية أمريكية استهدفت أحد مقار ألوية الحشد بمحافظة بابل «100 كم جنوبي بغداد». وذكر بيان لقيادة عمليات الجزيرة للحشد الشعبي «أن مقر اللواء 47 في قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي تعرض الليلة الماضية إلى ثلاث ضربات جوية من قبل طيران أمريكي مسير في منطقة السعيدات بناحية جرف النصر بمحافظة بابل، أدى الاستهداف الأمريكي إلى مقتل 4 من اللواء 47». وأضاف البيان أن «القوات الأمريكية لا تزال مصرة على نهجها المعادي لأبناء الحشد الشعبي إذ استهدف طيرانها المسير ثلة من المجاهدين التقنيين أثناء تأدية واجبهم الوطني والأخلاقي في حماية وتأمين زوار أربعينية الإمام الحسين»....

العراق يتّهم التحالف بارتكاب «اعتداءٍ سافر»

الجيش الأميركي يستهدف مصنع مسيّرات جنوب بغداد

الراي... اتهم العراق، أمس، قوات التحالف الدولي، بالإقدام «على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر»، بعدما استهدف الجيش الأميركي ضربة جوّية، «مقاتلين حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوّات الأميركيّة والقوّات المتحالفة معها في المنطقة». وهذه الضربة التي ذكرت مصادر عراقيّة أنّها أسفرت عن مقتل ما بين 4 و7 أشخاص، هي الأولى التي تشنّها القوّات الأميركيّة في العراق منذ فبراير الماضي، واستهدفت قائداً موالياً لإيران. وقال مسؤول دفاعي أميركي، طلب عدم كشف هويّته، إنّ «القوّات الأميركيّة في العراق نفّذت مساء اليوم (الثلاثاء) ضربة جوّية دفاعيّة في محافظة بابل استهدفت مُقاتلين كانوا يحاولون إطلاق مسيّرات هجوميّة». وأشار إلى أنّ القيادة المركزيّة اعتبرت أنّ المُسيّرات «تشكّل تهديداً للقوّات الأميركيّة وقوّات التحالف»، مضيفاً «نحتفظ بالحقّ في الدفاع عن النفس ولن نتردّد في اتّخاذ الإجراء المناسب». وأفادت تقارير عراقية، بأن الغارات استهدفت 3 مواقع في بلدة جرف الصخر، جنوب بغداد، يضم أحدها مصنعاً ومركز اختبارات لتطوير المسيّرات عالية الكفاءة، فيما أكدت مصادر سياسية أن الضربة جاءت «لتحييد أحد أخطر مصادر النيران المتوقعة للرد على إسرائيل». وتضم جرف الصخر، معسكرات موزعة بين «كتائب حزب الله» و«حركة النجباء» و«كتائب سيد الشهداء»، تشهد جميعها تواجد عناصر من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني. وأكد مسؤول عراقي أن الغارات ركزت على مواقع تابعة لـ«كتائب حزب الله». وأفاد بيان منفصل لـ«المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله»، «لقد شن العدو الأميركي عدواناً غادراً بطيرانه المسير (...) ليستهدف مجموعة من خبراء المسيرات كانوا يرومون تنفيذ تجارب تقنية جديدة لرفع كفاءة مستوى الطائرات المسيرة الاستطلاعية (...)». وفي بغداد، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول عبدالله في بيان، إن الهجوم «من شأن أن يجرّ العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات... ولهذا نحمّل قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة لهذه التداعيات بعد أن أقدَمت على هذا العدوان الغاشم». من ناحية ثانية، دانت بغداد، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية بضربة في طهران، فجر أمس، واعتبرتها «تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة»...

تحدّثت عن «أفعال مروعة»... إيهام بالغرق وإطلاق الكلاب

الأمم المتحدة تُعلن وفاة 53 فلسطينياً في «معتقلات سرية» إسرائيلية

الراي... أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن إسرائيل احتجزت الفلسطينيين الذين اعتقلتهم خلال الحرب في قطاع غزة بمعتقلات سرية في أكثر الأحيان، وفي بعض الحالات تعرضوا لمعاملة قد توصف بالتعذيب، بينما لقي العشرات حتفهم. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، نُقل آلاف الفلسطينيين، من بينهم مسعفون ومرضى ومقاتلون أسرى، من غزة إلى إسرائيل «مقيدين عادة ومعصوبي الأعين»، بينما تم اعتقال آلاف آخرين في الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل، بحسب تقرير صادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان. وأكد المكتب أن المعتقلين «احتجزوا في الغالب في معسكرات سرية من دون إعطائهم سبباً لاحتجازهم أو السماح لهم بالاتصال بمحام أو بمراجعة قضائية فاعلة». وقضى ما لا يقل عن 53 معتقلاً من غزة والضفة قيد الاعتقال منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، وفق التقرير. وقال المفوض الأعلى فولكر تورك إن «الشهادات التي جمعها مكتبي وكيانات أخرى تشير إلى مجموعة من الأفعال المروعة، مثل الإيهام بالغرق وإطلاق الكلاب على معتقلين من بين أفعال أخرى، في انتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي». ولم يذكر التقرير، الذي جرت مشاركته مع الحكومة الإسرائيلية والسلطات الفلسطينية، عدد المعتقلين الذين جرى إطلاقهم حتى الآن. ودعا جميع أطراف النزاع إلى وقف لإطلاق النار وضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي والمساءلة عن الانتهاكات والتجاوزات. ويغطي التقرير الذي حمل عنوان «الاحتجاز في سياق تصعيد الأعمال الحربية في غزة»، الفترة من 7 أكتوبر إلى 30 يونيو. وأفاد التقرير بان هناك «أسباباً معقولة للاعتقاد» بأن إسرائيل ومجموعات فلسطينية مسلحة «ارتكبت انتهاكات وتجاوزات جسيمة... للحق في الحياة والحرية من التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة فضلاً عن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، وكلها قد ترقى أيضاً إلى جرائم حرب»، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

يُشيع في طهران ويوارى الثرى في الدوحة

من يخلف إسماعيل هنية؟

الراي... لن تتأخر «حماس» كثيراً في اختيار الاسم الذي سيخلف إسماعيل هنية في منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، استناداً إلى الاختيار السريع عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي. ويعتقد الباحث الفلسطيني في القضايا الإستراتيجية ماجد عزام، أن المرشح الأقوى في الوقت الحالي لتسلم مهام هنية، هو خالد مشعل، بصفته رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج. ويلفت عزام إلى أحاديث بأن تكليف مشعل قد يكون بالإنابة، لحين إجراء الانتخابات. ويعتقد أن فرص مشعل في منصب رئيس المكتب السياسي العام، قوية، سواء الآن، أو بعد إجراء الانتخابات. وإذا لم ينو مشعل البقاء، فإن المرشح الثاني الذي قد يخلفه هو موسى أبومرزوق، وفق عزام. وبعد اغتيال هنية في طهران، فجر أمس، واغتيال نائبه صالح العاروري في وقت سابق من هذا العام في الضاحية الجنوبية لبيروت، لايزال يحيى السنوار، زعيم «حماس» في قطاع غزة والعقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر الماضي، وزاهر جبارين، زعيم الحركة في الضفة الغربية متوارين عن الأنظار. وأمس، أعلنت «حماس» أن هنية، سيوارى الثرى في الدوحة غداً، عقب تشييع شعبي له في طهران، اليوم.

زوجة نجله... «الوداع يا قائد الأمة»

ابنة هنية: انكسر ضهري يابا وين رحت وسبت حبيبة قلبك سارة

الراي... كتبت سارة إسماعيل هنية، على حسابها في موقع «إكس» صباح أمس: «انكسر ضهري يابا، وين رحت وسبت حبيبة قلبك سارة». وفي تغريدة لاحقة، قالت «الله يابا إنك تعبت طلبتها ونلتها يا حبيبي، ويا محلا موتك يابا، والله كنت سند للكل، والله كنت حنون ع الكبير قبل الصغير، كنت حبيب الكل يابا». كما نعته زوجة نجله في مقطع فيديو مسجل بكلمات مؤثرة. وقالت إيناس هنية: «بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، أنعي رجلاً تضج الأرض والسماء بطيب ذكره؛ رجلاً غنياً عن التعريف. أنعي عمي وحبيبي وأبي وتاج رأسي وقرّة عيني العم أبوالعبد هنية، ليلتحق بركب المجاهدين والصادقين والميامين بهذه الدماء الزكية». وأضافت إيناس في فيديو نشره «المركز الفلسطيني للإعلام»: «الشهيد البطل القائد العظيم الجليل، لا نقول إلا ما يُرضي الله، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا العبد، يا أبانا، لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيراً منها. المصاب جلل، ولكن عزاءنا أنها دنيا فانية، واللقاء إن شاء الله في جنة عرضها السماوات والأرض، الوداع يا قائد الأمة». جدير ذكره أن 3 من أبناء هنية، و4 من أحفاده، استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف سيارة بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في 10 أبريل الماضي. كما استشهدت الحفيدة ملاك محمد هنية، في 15 أبريل، متأثرة بجروح أصيبت بها في القصف.

اغتيال هنية يكشف مدى الاختراق الإسرائيلي لإيران

يرى محللون في الضربة إخفاقاً استخباراتياً كبيراً من قبل الأجهزة الإيرانية وتطوراً مزعجاً للغاية بالنسبة للقيادة الإيرانية، لا سيما أنها نُفّذت في وقت يفترض أن الإجراءات الأمنية كانت على أعلى المستويات بسبب تدفق الضيوف لحضور حفل تنصيب بزشكيان

العربية.نت – وكالات... كشف اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، في عملية حمّلت الحركة الفلسطينية إسرائيل مسؤوليتها، مدى الاختراق الإسرائيلي لطهران بحسب محللين. قُتل هنية، المقيم في الدوحة والذي حضر قبل يوم مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، في الساعات الأولى من فجر الأربعاء في مقر إقامته في شمال طهران، بحسب الحرس الثوري الإيراني. ورفضت إسرائيل، التي لا تؤكد أو تنفي الأنباء عن عملياتها السريّة في الخارج عادة، التعليق. ولم تتضّح بعد التفاصيل بشأن الكيفية التي قتل فيها هنية، إذ ذكرت وكالة "فارس" أنه قتل في "مقذوف جوي"، ما أثار تكهّنات بأن الضربة كانت صاروخية أو بواسطة مسيّرة. يرى محللون في الضربة إخفاقاً استخباراتياً كبيراً من قبل الأجهزة الإيرانية وتطوراً مزعجاً للغاية بالنسبة للقيادة الإيرانية، لا سيما أنها نُفّذت في وقت يفترض أن الإجراءات الأمنية كانت على أعلى المستويات بسبب تدفق الضيوف لحضور حفل التنصيب. وقبل ساعات على مقتله، اجتمع هنية شخصياً مع المرشد علي خامنئي. وترى نائبة رئيس معهد أبحاث ودراسات البحر المتوسط والشرق الأوسط أغنيس ليفالوا، في حديث مع وكالة "فرانس برس"، أن "عدم تمكن الإيرانيين من منع عملية الاغتيال هذه أمر محرج جداً بالنسبة لإيران".

"جواسيس في إيران"

لكن قتل هنية ليس إلا الحلقة الأحدث ضمن سلسلة هجمات يُعتقد بأن إسرائيل نفّذتها داخل إيران. لطالما ساد اعتقاد أن إسرائيل نفّذت عمليات عن طريق الموساد في إيران التي ترفض الاعتراف بإسرائيل، ما يثير تساؤلات بشأن كيفية تمكّن إسرائيل من الحصول على معلومات استخباراتية مفصّلة إلى هذا الحد. واعتبر المحاضر في جامعة كليمسون في الولايات المتحدة آرش عزيزي في حديث مع وكالة "فرانس برس"، أن ما جرى "يؤكّد أمراً لطالما عرفناه جميعاً: عمق اختراق إسرائيل لأجهزة الأمن الإيرانية". وبخلاف القيادة العسكرية لحماس، كان هنيّة يظهر علناً إلى حد كبير نسبياً إذ قام بزيارات إلى الخارج بما في ذلك تركيا حيث أجرى محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، كان آخرها في أبريل. وقالت ليفالوا "نعرف أن لدى الإسرائيليين جواسيس وبالتالي هم يحصلون على معلومات استخباراتية في إيران". وأضافت: "تظهر عملية الاغتيال هذه أن المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية برمتها متطوّرة إلى حد حصولها على جميع المعلومات، وهو ما يسمح لها بالتالي بإطلاق عملية من هذا النوع". ولعل العملية الأشهر، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، هي اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده عام 2020 باستخدام رشاش قام عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتجميعه قرب منزله في إيران، قبل أن يتم إطلاق النار منه عن بعد عقب مغادرتهم. ووفق الصحيفة ذاتها، قُتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عبد الله أحمد عبد الله المعروف باسم أبو محمد المصري في طهران عندما أطلق عليه النار مهاجمان كانا يستقلان دراجة نارية في أغسطس 2020، في هجوم نفّذه عملاء إسرائيليون بإيعاز من الولايات المتحدة. وبدأ التوتر الحالي بعد الهجوم الذي نفّذته حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر وأعقبته عملية عسكرية إسرائيلية على قطاع عزة. ردّت إسرائيل في أبريل على أول هجوم إيراني مباشر على أراضيها عبر قصف نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا. ولم يتضح بالكامل بعد مصدر هذه الضربة لكنها شملت صاروخاً واحداً على الأقل أُطلق من خارج إيران ومسيّرات هجومية صغيرة تعرف بـ"كوادكوبتر" (أي مروحية رباعية) يحتمل أنها أُطلقت من داخل إيران وهدفت لإرباك الدفاعات الجوية، وفق ما ذكرت تقارير.

"معلومات دقيقة للغاية"

وبحسب بعض المنصات الإعلامية، بما فيها قناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية، فإن عملاء إسرائيليين احتجزوا عناصر من الحرس الثوري وحققوا معهم داخل الأراضي الإيرانية للحصول على معلومات استخباراتية. كما سرت شبهات بعد انفجارات غامضة وقعت في محيط مواقع حساسة بأن إسرائيل نفّذت بالفعل هجمات بمسيّرات داخل إيران، لكن الأمر لم يتم تأكيده. جاء اغتيال هنية أيضاً بعدما قصفت إسرائيل معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء، مستهدفةً قيادياً عسكرياً هو فؤاد شكر تتّهمه بالوقوف وراء الضربة الصاروخية التي أودت بـ12 فتى وفتاة في بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السوري المحتلة. وقال حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والبحوث بشأن العالم العربي والمتوسط في جنيف إن "هذه العملية تظهر أن إيران لم تكن قادرة على تأمين ضيوف المرشد الأعلى والرئيس". وشدد عبيدي، في حديث مع وكالة "فرانس برس"، على أن طبيعة الهجوم تظهر أن إسرائيل كانت لديها "معلومات دقيقة للغاية" عن مكان هنية وتحركاته.

أميركا تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان إثر تصاعد التوتر بالمنطقة

رفعت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرها بشأن السفر إلى لبنان إلى المستوى الرابع، والذي ينص على "عدم السفر"

العربية.نت – وكالات.. حثت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الأربعاء، مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان، مشيرة إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرها بشأن السفر إلى لبنان إلى المستوى الرابع، والذي ينص على "عدم السفر". وفي آخر التطورات نعى حزب الله الأربعاء القيادي الكبير بالحزب فؤاد شكر، غداة مقتله بغارة إسرائيلية استهدفت مساء الثلاثاء مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ساعات من إعلان حماس اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية في طهران، ما زاد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد في المنطقة. وقال حزب الله في بيان "نزفه شهيداً كبيراً على طريق القدس"، واصفاً إياه بأنه "رمز من رموز (المقاومة) الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتى النَّفسِ الأخير". وبحسب البيان، فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله سوف يتحدث الخميس في مسيرة تشييع شكر ليعبّر عن "موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكبرى". وكان مصدر مقرب من حزب الله قال في وقت سابق مفضّلاً عدم الكشف عن هويته إنه تمّ "العثور على جثة" فؤاد شكر "تحت ركام المبنى المستهدف"، مؤكّداً مقتله في الغارة مساء الثلاثاء. وكان الجيش الاسرائيلي أعلن في بيان ليل الثلاثاء القضاء على شكر، واصفا إياه بأنه "القيادي العسكري الأبرز في منظّمة حزب الله الإرهابيّة ومسؤول الشؤون الاستراتيجيّة فيها"، ووصفه بأنه "اليد اليمنى" للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. وأسفرت الغارة في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي استهدفت شقة في الطابق الثامن من مبنى سكني، ما أدى الى تدميرها وانهيار أجزاء من المبنى، أيضاً عن مقتل خمسة مدنيين، هم ثلاث نساء وطفل وطفلة، وفق حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحة اللبنانية الأربعاء. وبعد الغارة في الضاحية بساعات، أعلنت حركة حماس مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران. وعزز هذان الاستهدافان المخاوف من توسّع رقعة الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر بين حماس وإسرائيل، إلى لبنان والمنطقة. وتولى شكر وهو غير معروف إعلاميًا مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد بين الطرفين على وقع الحرب في غزة قبل عشرة أشهر، بحسب ما قال مصدر قريب من حزب الله لفرانس برس الثلاثاء. وفي بيان عبر الفيديو الثلاثاء، وصف المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري شكر بأنه "القائد المسؤول عن مجزرة مجدل شمس التي راح ضحيّتها 12 فتى بعد أن أطلق حزب الله صاروخًا إيرانيًّا من طراز فلق-1 مباشرةً على ملعب لكرة القدم في شمال إسرائيل مساء السبت". وتوعدت إسرائيل برد قاس على حزب الله الذي نفى "أي علاقة" له بإطلاق الصاروخ.

هوكشتين شريكاً كاملاً في الجريمة: واشنطن قادت عملية تضليل دبلوماسية

الأخبار ... خلال الأشهر العشرة الماضية، لم تتوقف الاتصالات الدبلوماسية الغربية مع لبنان. ولا يكاد يوجد مسؤول أو جهة لا تعرف أن الرسالة الوحيدة التي حملها كل الموفدين كانت: افصلوا جبهة لبنان عن غزة، واعقدوا صفقة مع إسرائيل!وإذا كان الأوروبيون «أكثر لباقة» في عرض الأمر، إلا أنهم لم يحيدوا عن جوهر المهمة التي قادتها الولايات المتحدة، وتولّاها بشكل رئيسي الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين، الرجل الذي لم يتعب من جولاته بين لبنان وكيان العدو وعواصم في الإقليم وأوروبا، مكرّراً لازمة أن على لبنان تحييد نفسه عن الحرب الدائرة، ولم يكن يخجل في الحديث عن أن العدو يفكر بضربة كبيرة للحصول على ضمانات تسمح بوقف الحرب وعودة آمنة للمستوطنين إلى مستعمرات الشمال. في آخر جولة من الاتصالات لم يكن هوكشتين متبنّياً لمطالب العدو فقط، بل كان شريكاً في أكبر عملية تضليل ساهمت بشكل فعّال في غارة العدو على حارة حريك. وربما صار مفيداً أن يتّعظ محاوروه، والمتصلون به، ومن ينقلون عنه الكلام والرسائل، وأن يتصرفوا ولو لمرة واحدة بمسؤولية عالية، من خلال وقف التواصل معه وتحميله المسؤولية الكاملة، بالتكافل والتضامن مع العدو، عن جريمة الضاحية. ثمّة تفاصيل كثيرة، لكن عنوانها المركزي أن هوكشتين الذي كان يريد الحصول على ضمانة لبنانية بأن لا يرد حزب الله على أي ضربة إسرائيلية، كان هو نفسه من أبلغ المسؤولين في بيروت بأن الضربة الإسرائيلية ستكون خارج بيروت والضاحية. وأصرّ على تسريب هذه المعلومة، في سياق ما سمّاه «نجاح الدبلوماسية الأميركية في منع إسرائيل من القيام بعمل يقود إلى مواجهة شاملة مع حزب الله». وقد يخرج هوكشتين نفسه، أو من يتواصل معه، ليقول إن الرجل ليس على علم بما تفكر به إسرائيل. وإن واشنطن لا يمكنها إلزام إسرائيل بشكل الرد وحجمه وطبيعته، لكن ما حصل، رسم خطاً فاصلاً بين ما قبل وما بعد. وما على المسؤولين في لبنان، رسميين أو سياسيين، إلا أن يتحلوا بقليل من شجاعة وليد جنبلاط في قول واضح بأن المعركة واضحة، وأن هوكشتين كان شريكاً كاملاً في الجريمة، مهما حاول هو، أو إدارته، أو محبوه في لبنان، التحايل على الوقائع.

أكّد هوكشتين للمسؤولين اللبنانيين أن استهداف المطار أو الضاحية أو بيروت خط أحمر

وبالعودة إلى الاتصالات التي قادها هوكشتين إثر حادثة مجدل شمس، فكانَ هو أول من تولّى الاتصالات على أكثر من خط في لبنان، منطلقاً من «أن مسؤولية حزب الله عن الحادثة غير قابلة للنقاش». وهو عندما تحدّث مع جنبلاط، قال له الأخير إن على الولايات المتحدة أن «تبذل جهودها لمنع إسرائيل من أي خطوة جنونية لأن الحرب ليست في مصلحة أحد»، ناصحاً إياه بعدم نقل تهديدات، ولم يتأخر لاحقاً عن مهاجمته بالقول إن «هوكشتين دوره أن يقوم بوساطة وليس أن ينقل تهديدات». كما تواصل هوكشتين مع الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، ممارساً سياسة خداع بالإشارة إلى أن بلاده تقوم بجهد كبير لمنع التصعيد وإقناع إسرائيل بتحييد المدن والمدنيين، مشترطاً انتزاع موافقة من حزب الله على «ابتلاع الرد». أكثر من ذلك، جدّد هوكشتين اقتراحه بانسحاب الحزب من جنوب الليطاني مقابل إلغاء الضربة، لكنّ الحزب رفض النقاش في أي نقطة وأوصل رسالة عبر كل الوسطاء بأنه سيردّ على الضربة بضربة موازية لها، وسيرد على استهداف أي منطقة مدنية بضرب منطقة مدنية داخل الكيان. وهو ما قابله هوكشتين بادّعاء أن إسرائيل ليست في وارد ذلك، وأنها ستضرب هدفاً عسكرياً. ورفع هوكشتين من مستوى التضليل بالقول إن «استهداف المطار أو الضاحية أو بيروت خط أحمر». وإلى الاتصالات الأميركية، دخلت على الخط قوى أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا لتلعب أدواراً مماثلة. وأمس، تكثّفت الحركة الدبلوماسية بعد الجريمة، حيث استقبل الرئيس ميقاتي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، بحضور المنسقة الخاصة جينين هينيس - بلاسخارت وقائد قوات «اليونيفل» الجنرال أرولدو لازارو، وسفير فرنسا إيرفيه ماغرو الذي قال إن «الوضع خطير ودقيق جداً وعملنا كثيراً كي نتجنب التصعيد وانزلاق الأمور أكثر، ودعونا الأفرقاء المعنيّين إلى ذلك». كما استقبل ميقاتي السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي دعت إلى «عدم التصعيد منعاً لمزيد من التدهور».

إسرائيل تسعى إلى الحريق الكبير: جبهة المقاومة تتّحد في ردّ كبير وفق «من خاف أمراً وقع فيه»!..

الاخبار..ابراهيم الأمين ... سلسلة العمليات الكبيرة التي قام بها العدو، بدأت بقصف منشآت مدنية في اليمن، مروراً باغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية أول من أمس، وصولاً إلى اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران فجر أمس. سياق هذا النوع من العدوان، يصب في السياق الرئيسي لمساعي رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في جعل المعركة القائمة تستند إلى سردية عرضها في خطابه أمام الكونغرس، عندما خاطب أميركا بأن كيانه هو الوكيل المكلّف بحماية مصالح الغرب في المنطقة.ويبدو واضحاً أن العدو يسعى من خلال برنامجه الدموي الجديد للانتقال من مربع الفشل الكبير في غزة، إلى مربع توسيع الحرب مع جميع قوى المقاومة في المنطقة، على أمل الفوز، أولاً وأخيراً، بتورط أميركي وغربي مباشر في حروبه، وتحقيق ما يمكّنه من العودة إلى غزة بحثاً عن نصر مزعوم. لكن للعدو أهدافه المباشرة في عمليتي بيروت وطهران. فهو يريد، في الجانب الفلسطيني، كسر الموقع القيادي الصلب لحركة حماس، عبر اغتيال أبرز رموز المقاومة الفلسطينية. كما هدف إلى التحرش القاسي بإيران كراعية لقوى المقاومة، معتقداً أن استدراجه لها نحو حرب مباشرة يمنحه الشرعية التي يريد تحويلها إلى شراكة مع الأميركيين في الحرب. بينما يسعى في حالة لبنان إلى فرض قواعد جديدة للاشتباك في الميدان، آملاً في تحصيل نوعين من الأثمان، واحد سريع يتعلق بفصل جبهة لبنان عن غزة، وآخر يتعلق بالحصول على ضمانات أمنية في لبنان لإقناع مستوطنيه بالعودة «الآمنة» إلى مستعمرات الشمال.

ومن لم يفهم مقاصد نتنياهو طوال الفترة السابقة، فإن رئيس حكومة العدو عمد بنفسه، ليل أمس، إلى شرح هذه الاستراتيجية، وهو قال صراحة إن برنامجه يقوم على الاستمرار في الحرب، وإنه «لم ولن يخضع لأي ضغوط لوقفها»، قبل أن يذكّرنا بأن إسرائيل ستقتل كل من يمس أمنها، وأنه مستعد مع حكومته وجيشه لمواجهة أي خطوات تقوم بها جبهات المقاومة رداً على جرائمه في لبنان واليمن وإيران.

لكن العدو احتاج في خطوته الجديدة إلى ارتكاب خطأ جسيم وكبير لم يدرك نتائجه الآن، وهو إفساح المجال أمام مستوى جديد من التنسيق بين قوى المقاومة، والانتقال من مرحلة التشاور والتنفيذ غير المترابط، إلى مرحلة التنسيق الكامل، وهو ما سيظهر بشكل جلي من خلال شبكات الردود عليه، والتي ستنطلق من إيران واليمن ولبنان والعراق ومن فلسطين أيضاً.

عملياً، ما كان مقدّراً حيال نتائج زيارة نتنياهو لواشنطن تحوّل إلى وقائع قاسية. وتصرّف نتنياهو كمن حصل على أكثر من إجازة لمواصلة جنونه في غزة. وأقدم على أعمال جهة تملك التفويض للقيام بالمزيد من الجرائم لتحقيق أهدافه. وهو استعجل استغلال حصاد زيارته لأميركا من خلال توسيع دائرة النار والذهاب مباشرة إلى الحريق الكبير. وفي عرف الرجل أن ذلك يسمح له بجر «العالم الحر» إلى معركة مباشرة مع إيران، بوصفها مركز الخطر الذي يتعرّض له كيان الاحتلال.

واستراتيجية الحريق الكبير تحتاج إلى بعض الدهاء. لكنها تحتاج أكثر إلى قلة الأخلاق. وفي حالة إسرائيل، تظهر حاجتها إلى حمقى أيضاً، لأن في كيان العدو الكثير من العقول الشريرة القادرة على ابتداع الحلول، على شكل عمليات دموية، تعيد تحريك الذاكرة العربية، حول عقيدة الاغتيالات الثابتة في أداء العدو. وجل ما تصبو إليه إسرائيل ليس رد فعل من جانب محور المقاومة يتيح لها توسيع الحرب، بل ردود أفعال من شأنها جر الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى المشاركة في حربه المشتهاة.

وإذا كانت إسرائيل دقيقة في تنفيذ ضرباتها الأمنية - العسكرية، ما يمنحها فرصة التباهي بتفوق تقني واستخباراتي وبأنها صاحبة اليد الطولى، فإن النتائج قد تُفقد كل ما سبق معناه، خصوصاً عندما لا يكون الهدف قابلاً للتحقّق، ما يعيدنا إلى الحكمة التي تقول إن الأهم من اليد الطويلة هو العقل الذي يحركها. وليس صعباً تقديم الشروحات حول فشل تقديرات العدو وفشل حساباته، وها هي الحرب في غزة تمثل الدليل الأكبر على عجز اليد الطويلة والقاسية عن تحصيل الأمن للكيان. ومن يفترض أن النجاح يقاس بكمية القتل، لا يمكن له أن يفهم أن من يقاتل إسرائيل ليس مضطراً لمجاراتها في لعبة القتل المفتوح. ذلك أن العلاج الحقيقي لهذا الكيان المريض لا يكون بتبنّي عقيدته القتالية أو الأمنية.

يعلم العدو أن الرد حتمي على جرائمه في بيروت وصنعاء وطهران وغزة. لكن الرد قد لا يجيب بصورة كاملة على التحدي الذي يفرضه العدو على قوى المقاومة اليوم. وهو التحدي الذي يلزم أهل المقاومة بالبحث عن أدوات جديدة لعقاب، لا يستهدف «تأديب» المجرم بضربة على اليد فقط، بل توجيه ضربات على الرأس، ولو كانت الطريق تفرض الدخول في حرب واسعة، علماً أن المقاومة أوضحت للعدو مراراً أن عدم الرغبة في الحرب الشاملة لا يعني الموافقة على شروطه. لذلك، فالأصح القول: لا نريد الحرب الشاملة، ولكن ليس بأي ثمن!

قيل قديماً إن تبسيط الأمر يساعد على فهم المشكلة ويسهّل علاجها. وها نحن اليوم في مواجهة معضلة ناجمة عن كون العدو يتصرف على أساس أنه يخوض حرباً وجودية. وإذا تصرف المقاومون بأنهم أمام جولة، لا حرب شاملة، فإن العدو، لا يريدها جولة فحسب، بل يريدها جولة حاسمة. وهذا ما يلزم محور المقاومة بالتعامل معه، وفق ما يفكر فيه، ويفرض على المقاومة أن تقاتله على قاعدة ما يفكر فيه، بما في ذلك إفهام العدو جيداً بأنه في حالتنا الراهنة، قد يصح العمل بالحكمة الشهيرة: «إذا هبتَ أمراً، فَقَعْ فيه؛ فإنّ شدّة توقّيه أعظمُ مما تخافُ منه». كل التقديرات، تركّز على أن العدو ينطلق في موجة جنونه الجديدة من أن الطرف المقابل له لا يريد الذهاب نحو حرب شاملة. ولذلك، فهو يقتنص الفرص بتسديد ضربات قاتلة، لئيمة، مؤذية وجارحة بقوة. وهو يريد تثبيت قدرته على القيام بما يجيد القيام به، وأن يخرج علينا بين وقت وآخر ليقول لنا إنه قادر على الوصول إلى حيث يريد. ليس أمامنا سوى المقاومة. وهذه المرة، ليس أمامنا، سوى التقدم خطوة، والارتفاع فوقه بسقوف، حتى ولو كانت الطريق تقود باتجاه الحريق إياه. وعندما نفعل ذلك، لا نكون كمن يرمي نفسه في التهلكة، بل كمن يعرف جيداً أن إخماد النار غير ممكن ومشعلها حر طليق!...



السابق

أخبار لبنان..وفلسطين..من لبنان إلى إيران..المنطقة في فم البركان..طهران تدرس إستراتيجية الرد على اختراقها..وخامنئي يتوعد تل أبيب «بأشد العقاب»..تقارير عن بوارج حربية أميركية في طريقها إلى السواحل اللبنانية..«الممانعة» مرتابة من اندفاعة «التنين» الإسرائيلي الهائج ومتهيّبة الجنوح نحو حربٍ كبرى.. خلايا طوارئ لبنانية اقتصادية وصحية تحسباً لكل السيناريوهات..محللون إسرائيليون: اغتيال هنية وشكر سيوسّع الحرب..بمشاركة إيران..

التالي

أخبار لبنان..وفلسطين..مقتل مراسل «الجزيرة» إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي بقصف إسرائيلي في غزة..نتنياهو: وجّهنا ضربات ساحقة لوكلاء إيران ومستعدون لجميع الاحتمالات..دلالات اغتيال هنيّة وحسابات «الدولة العميقة»..خبراء: شبكة عملاء حزبيين تُسهم بعمليات اغتيال قادة «حزب الله»..بعد اغتيال الرجل الثاني في «حزب الله».. تصعيد طويل الأمد قبل التسوية..الشرق الأوسط يترقب تداعيات اغتيال هنية وشكر..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,084,441

عدد الزوار: 7,620,094

المتواجدون الآن: 0