أخبار لبنان..رد «حزب الله» القريب قد يقود إلى حرب محدودة مع إسرائيل..إسرائيل تتوعد بمواجهة «عدوان حزب الله» بكل قوتها..في رسالة موجهة من وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الشعب اللبناني..تصاعد الهجمات والضربات..وانتظار ثقيل في المنطقة..لبنان يؤكد للسفراء تمسُّكه بالقرار 1701..واتصالات لتطويق الحساسيات في الجبل..قبرص ترضخ لأميركا: الجزيرة منصّة اعتراض ضد إيران وحزب الله: عتاد عسكري أميركي «غير مسبوق» وجسر جوي بين لارنكا وبافوس وتل أبيب..لا سيناريو أميركياً واضحٌ عن «اليوم التالي» للضربات المتبادلة..المجتمع الدولي «لن يدفع» | خطة الطوارئ: المشكلة في الإيواء والفيول..«قواعد الاشتباك» بين «حزب الله» وإسرائيل تتساقط..«حزب الله» يصيغ رده «تحت سقف مصالح لبنان»..المعارضة اللبنانية ترفض إدخال لبنان في الحرب الدائرة..

تاريخ الإضافة الجمعة 9 آب 2024 - 3:33 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


رد «حزب الله» القريب قد يقود إلى حرب محدودة مع إسرائيل..

الجريدة... بيروت - منير الربيع ..لا يكتفي لبنان بانتظار ردّ حزب الله على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، بل هناك حالة انتظار وتحضير لإمكانية اندلاع أيام قتالية. وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن رد حزب الله سيكون قريباً جداً وقوياً، ومن شأنه أن يعزز منظومة الردع لدى الحزب لمنع إسرائيل من تكرار استهداف الضاحية. وحسبما يقول مصدر مقرب من الحزب، فإن الرد حتمي وقوي وسيكون قريباً: «نحتاج إلى الرد لإعادة توازن الردع وحماية الناس في الضاحية». وفي التقديرات، فبعد الرد هناك 3 سيناريوهات: أن تحصل ضغوط كبيرة على إسرائيل تطالبها بعدم الرد والتصعيد، فتعود قواعد الاشتباك في الجنوب إلى ما كانت عليه قبل استهداف الضاحية، ولكن في تقدير المصادر هذا احتمال ضعيف. السيناريو الثاني أن ينفذ الحزب ضربة قوية لا تكون إسرائيل قادرة على تحملها، فتنفذ رداً يستدعي تبادل الردود لأيام وتتدحرج الأمور إلى حرب محدودة، وهو ما يطلق عليه «الأيام القتالية»، أي بشكل يشبه المواجهات الحاصلة حالياً في الجنوب لكن بشكل أوسع بالنار، والكثافة والمساحة، ويمكن في هذه المواجهات أن يتم استهداف الضاحية، وبعدها تحصل تدخلات كبيرة دولياً لوقف النار أو العودة لقواعد الاشتباك. أما السيناريو الثالث فهو أن تتدحرج الأوضاع إلى حرب شاملة، لكنها مستبعدة لأنها قد تدخل إيران في الحرب ودول أخرى، وستؤدي إلى إغلاق الممرات البحرية، وربما تدخل أميركا في الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وفيها سيضرب حزب الله أهدافاً مركزة في وسط إسرائيل، ولكن هذا السيناريو أيضاً مستبعد، لأنه لا أحد جاهز أو يرغب في الذهاب إلى حرب إقليمية. بالنسبة إلى حزب الله فإن الرد حتمي. لا يمكن للحزب السكوت أو التراجع أو التخفيف من وطأة ما جرى. وحسب المعلومات، فإن الرد سيكون عنيفاً وجدياً، لأنه لا يمكن للحزب أن يسلم باستهداف الضاحية الجنوبية من دون رد يعيد تشكيل موازين القوى، ويحيي توازن الردع والرعب، فالضاحية بالنسبة إلى الحزب هي منظومة القيادة الأمنية والعسكرية والاستراتيجية، ولا يمكن القبول بجعلها «سورية أخرى». وبالتالي، عدم الرد القوي سيجعل الإسرائيليين يستسهلون تنفيذ المزيد من العمليات فيها، وهذا أمر من المحرمات لدى حزب الله، الذي ينظر إلى الضاحية باعتبارها تكاملاً عسكرياً وسياسياً واجتماعياً بين الحزب كمؤسسة وجسم تنظيمي وبين الناس الذين يشكلون بيئة حاضنة. حسب المصادر القريبة من حزب الله، لا خيار إلا بالرد بقسوة وقوة، ولو كان هذا الرد سيؤدي إلى مواجهة واسعة أو مفتوحة أو لأيام قتالية. وهذه رسالة واضحة أبلغت للجميع، لأن هناك ثوابت لا يمكن التراجع عنها ولا استسهالها. في المقابل فإن الإسرائيليين يوصلون رسائل التحذير بأنه في حال استهدف حزب الله مدنيين، أو مرافق عسكرية كبيرة واستراتيجية فإن ردهم سيكون عنيفاً، وبحسب المعلومات فإن بنك الأهداف الإسرائيلي، حسبما نقلت رسائل دبلوماسية وصلت إلى لبنان، يشمل الضاحية في حال اختار حزب الله التصعيد، أي أن سقوط مدنيين إسرائيليين سيدفع إسرائيل إلى استهداف الضاحية مجدداً بشكل أقوى من السابق، وهي رسائل يضعها الحزب في خانة المزيد من التهويل، بهدف دفعه إلى مجانبة الرد، وهو ما لا يمكن أن يقبل به كي لا يتم كسر القواعد التي يريد فرضها حول الضاحية.

إسرائيل تتوعد بمواجهة «عدوان حزب الله» بكل قوتها..

في رسالة موجهة من وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الشعب اللبناني

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الخميس، إن الدولة العبرية ستواجه «حزب الله» اللبناني «بكل قوتها» في حال واصل «عدوانه» عبر الحدود، في إشارة إلى تبادل القصف عبر الحدود بين البلدين منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. وقال غالانت: «لن نسمح لميليشيا (حزب الله) بزعزعة استقرار الحدود والمنطقة. إذا واصل (حزب الله) عدوانه، فإن إسرائيل ستقاتله بكل قوتها»، وذلك في رسالة موجهة إلى الشعب اللبناني وزّعها مكتبه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقتلت غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي القيادي في«حزب الله» فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتعهّد الحزب بالردّ على إسرائيل «أيّا تكن العواقب». ودعا غالات الشعب اللبناني الى «التعلم من درس الماضي حتى لا يقع في سيناريو خطير أغسطس (آب) 2024»، وذلك في إشارة الى حرب العام 2006 المدمرة بين إسرائيل والحزب. وفي وقت سابق اليوم، حذرت إسرائيل من «رد غير متناسب» إذا هاجم «حزب الله» مدنيين أو قواعد عسكرية في وسط البلاد. ونقل موقع «واللا» العبري عن مسؤولين إسرائيليين بارزين أن «إسرائيل قلقة من أن (حزب الله) سيهاجم قواعد الجيش الإسرائيلي في وسط البلاد، وأوضحت للولايات المتحدة أنه إذا أصيب مدنيون إسرائيليون في الهجوم، فإن رد الجيش الإسرائيلي سيكون غير متناسب». يأتي ذلك بينما نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على المعلومات الاستخباراتية، الأربعاء، أن «حزب الله» يبدو أنه سيهاجم إسرائيل بشكل مستقل عن إيران. وكانت إسرائيل استهدفت القيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في جنوب بيروت، الأسبوع الماضي. وأضاف مصدر أن الحزب «يتحرك بشكل أسرع من إيران في تخطيطه ويتطلع إلى مهاجمة إسرائيل في الأيام المقبلة». في الوقت نفسه، يبدو أن إيران لا تزال تعمل على تحديد كيفية الرد على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران، بحسب ما قاله مسؤولون لـ«سي إن إن». وقال مصدر ثانٍ إن «حزب الله» قد يتصرف دون سابق إنذار، وهو ما لا ينطبق على إيران نظراً لقرب لبنان من إسرائيل كجار مباشر إلى الشمال. وأضاف المصدر أنه لا يوجد تنسيق واضح بين «حزب الله» وإيران في الوقت الحالي.

تصاعد الهجمات والضربات.. وانتظار ثقيل في المنطقة..

لبنان يؤكد للسفراء تمسُّكه بالقرار 1701..واتصالات لتطويق الحساسيات في الجبل..

اللواء....بين جبهة النار المتصاعدة، والمكثفة أحياناً في الجنوب وامتداداته الميدانية إلى ما وراء النهر وصولاً الى البقاع، فضلاً عن امتداد الحرب والذعر الى ما وراء مستوطنات الشمال الاسرائيلي البعيدة عن الشريط الحدودي مع لبنان، والحركة الدبلوماسية اللبنانية وسواها الرامية إلى التأثير سلباً لمنع الحرب المتوسعة أو لمتوحشة، لاحظ سياح مغادرون ولبنانيون لم يتمكنوا من تعديل مواعيد سفرهم لجهة تقريبها خوفاً من «الردّ والرد على الرد المتبادلين بين حزب الله واسرائيل»، ان اللبنانيين يعيشون حياة عادية على الرغم من ثقل الانتظار والمخاوف من ردود صاعقة، تأتي على الأخضر واليابس اكثر مما أتت. وحسب موقع «Euro News» فإنه في بيروت تفتح المحلات التجارية ابوابها وتشهد حركة المرور ازدحاماً شديداً.. ووصف الموقع هذه المشاهد «بالسريالية» في منطقة تتأرجح على حافة حرب شاملة. والشوارع تعج بالحركة امتدادا الى الضاحية الجنوبية لبيروت. رسمياً، عقد الرئيس نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب اجتماعاً في السراي امس مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سوريا وكوريا الجنوبية. وخلال الاجتماع، شرح الرئيس ميقاتي والوزير بوحبيب ثوابت الموقف اللبناني في ما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية، وأولوية الالتزام بالقرارات الدولية لاسيما القرار 1701. وفي اطار الجهوزية لمواجهة الاوضاع الصعبة في حال تردي الاوضاع الامنية والعسكرية، التقى ميقاتي وفدا من نقابة «مستوردي الغذائية»، اذ شدّد النقيب هاني البحصلي على عدم اغلاق المرفأ، او حصول حظر على الحركة اللوجستية وحالياً لا مشكلة بالنسبة للتموين.

المعارضة ضد الحرب

وفي اطار اظهار المواقف، ابلغ وفد من نواب المعارضة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت انهم يرفضون ادخال لبنان بالحرب الدائرة، مؤكدين التمسك بالقرار 1701 على جانبي الحدود، واستمع الوفد الذي ضم النواب: مارك ضو، غسان حاصباني، اشرف ريفي، جورج عقيص وأديب عبد المسيح الى الجهود الدبلوماسية الجارية لخفض التصعيد. وفي السياق، اشار النائب فواد مخزومي الى انه: لا يرى ما يراه السيد نصر الله من هذه الحرب، ولا يمكننا ان نخاطر ونأخذ لبنان الى حرب «خسرانة خسرانة». وفي حوار مع الـ «L.B.C» ليلاً قال مخزومي: نحن ككتلة مستعدون لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن هناك طرف رافض لبناء دولة.

توعد اسرائيلي

وفي التهديدات اليومية المعادية، توعد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت اللبنانيين بحرب مدمرة، اذا ما استمر حزب الله باطلاق الصواريخ.

اتصالات لاحتواء الحساسيات

وفي سياق احتواء ما كشف عبر مواقع التواصل والفيديوات بين نازحين من الجنوب وأشخاص من قرى درزية إلتجأ اليها هؤلاء، جرت اتصالات عاجلة لمعالجة الموقف، واحتواء الحساسات، منعاً لتفاقمها. وكانت انتشرت على المواقع ان بلدية دير قوبل ألغت عقد ايجار لإمرأة جنوبية وعائلتها وطالبتها بمغادرة البلدة، وكذلك انتشر فيديو عن اخراج امرأة واولادها من بلدة غريفة من قبل شبان. ولاقت هذه الفيديوات ردود فعل مختلفة لدى المتابعين، وأقرباء السيدتين، وناشطين جنوبيين. وكان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السباق وئام وهاب دعا الدروز الى الاقتداء بسلطان باشا الاطرش، الذي استضاف أدهم خنجر (الثائر الجنوبي ضد الفرنسيين)، مؤكدا ان بيوت الدروز في الجبل مفتوحة لأهل الجنوب

الوضع الميداني

ميدانياً، عدا عن استهدافات مدفعية العدو بلدتي عيتا الشعب ورميش، وصولاً الى عيترون ويارين والجبين، قصفت المقاومة الاسلامية تجمعا لجنود العدو في موقع المرج بمسيَّرة انقضاضية، أصيب إصابة مباشرة، كما استهدفت موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا. وليلاً، استهدف حزب الله ثكنة راميم بالاسلحة الصاروخية. واستهدف حزب الله منصات القبة الحديدية ومرابض مدفعية العدو وانتشار آلياته في خربة منوت في الجليل الاعلى.

قبرص ترضخ لأميركا: الجزيرة منصّة اعتراض ضد إيران

وحزب الله: عتاد عسكري أميركي «غير مسبوق» وجسر جوي بين لارنكا وبافوس وتل أبيب

الاخبار..ابراهيم الأمين

تنشط الولايات المتحدة لتوسيع التحالف العسكري المكلّف بحماية الكيان من ردود محور المقاومة. وتجاوز النشاط حشد القطع العسكرية، إلى خلق وقائع ميدانية تجعل من بعض دول المنطقة، ولا سيما الأردن وقبرص واليونان، «منصات اعتراض لتهديدات إيران وجماعاتها ضد إسرائيل».البارز في الحراك الأردني رغبة الملك عبدالله الثاني في عدم الظهور بصورة المدافع عن إسرائيل، خصوصاً أن الردود المرتقبة ضد العدو ليست عمليات تتعلق بـ«حرب بين أطراف خارجية»، كما عندما ردّت إيران على قصف العدو لقنصليتها في دمشق، إذ برّر أركان النظام موقفهم يومها بأنه لمنع توريط الأردن في صراع بين إيران وإسرائيل. لكنّ عمان، رغم أنها لا تقف كثيراً على خاطر شعبها ولا تهتم لغضب الشارع الفلسطيني، تواجه اليوم بعض الإحراج، إذ إن ما يطلبه الأميركيون منها هو توفير مظلة الحماية نفسها التي وفّرتها في ليلة المُسيّرات في 13 نيسان الماضي، فيما الأمر يتعلق اليوم بردّ على اغتيال قائد فلسطيني بارز هو الشهيد إسماعيل هنية، وعلى عدوان استهدف منشآت مدنية في اليمن، علماً أن الأردن لا يعتبر نفسه معنياً بردّ حزب الله، كونه ليس مضطراً لاستخدام الأجواء الأردنية. كل ما قامت به حكومة الملك عبدالله هو تكرار معزوفة السيادة الوطنية وعدم السماح لأي خرق لأجوائها، مع إضافة بأنها لن تكون جزءاً من أي تحالف، مصحوبة برسائل مكثّفة إلى محور المقاومة، مفادها أن القواعد الغربية في الأردن تتصرف وفق آليات لا تقف بالضرورة عند موقف الحكومة، وأن عمان لم تكن مرتاحة إلى إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيسان الماضي عن وجود قاعدة عسكرية لسلاح الجو الفرنسي في الأردن، لعبت دوراً في التصدي للمُسيّرات والصواريخ الإيرانية. لكنّ أحداً لا يصدق كل التبريرات الأردنية، ويُنظَر إلى دور عمان كشريك في العدوان مع إسرائيل والولايات المتحدة، تماماً كما هو دور قبرص في هذه المواجهة. ففيما حاولت حكومة الجزيرة تقديم صورة مختلفة لموقعها من الصراع، في ضوء التحذير الذي وجّهه إليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حزيران الماضي، ينشط المسؤولون البارزون في الجزيرة، هذه الأيام لتبرير ما يجري على أراضيها من تحركات واستعدادات. وهنا أيضاً، ما من أحد يصدّق التبريرات التي يقدّمها المسؤولون القبارصة عبر وسائل مختلفة، إذ ثمة قناعة بأن حكومة الجزيرة انتقلت فعلياً إلى موقع الشراكة في العدوان مع الأميركيين والإسرائيليين والبريطانيين في حربهم المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني وقوى محور المقاومة. ووصل إلى قبرص في الأيام القليلة الماضية وفد عسكري أميركي كبير، عقد اجتماعات عاجلة مع المسؤولين في وزارة الدفاع القبرصية وفي جهاز الاستخبارات. ورافقت الوفد قوة لوجستية وعسكرية وأمنية حملت معها كمية كبيرة من المعدات والأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة، إضافة إلى مروحيات تمّ نقلها على عجل. ونُقل عن مسؤولين قبارصة أنه لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذه الكميات والأنواع من الأسلحة. وأقروا بأن الأميركيين أبلغوهم بأن الغرض منها يتعلق بالتوتر القائم في المنطقة، وبأن الجزيرة ستكون إحدى منصات الاعتراض ضد هجمات متوقعة من إيران واليمن وحزب الله. كذلك أقرّ المسؤولون القبارصة بأن البريطانيين عزّزوا قواعدهم في الجزيرة، ونقلوا إليها خبراء ومعدات تتعلق بمنظومات الدفاع الجوي. كما تواصل الجانب الألماني مع السلطات القبرصية لإرسال قوات تعمل في البحر، قالت برلين إنها ستكون معنية بالمساعدة في عمليات الإجلاء في حال نشوب حرب واسعة. لكن ما زاد في إرباك السلطات القبرصية هو مبادرة الجانب الأميركي إلى طلب المباشرة في إجراء مناورات مشتركة مع القوات الأميركية على أرض الجزيرة وفي بحرها. ومردّ الإرباك أن أي مناورات لا تتم بصورة مفاجئة، بل تحتاج إلى وضع برنامج يُعدّ قبل سنة على الأقل، وليس قبل 48 ساعة. وحرص مسؤولون قبارصة على التواصل مع جهات لديها علاقات مع قوى ودول محور المقاومة، وخصوصاً مع حزب الله، لإيصال رسالة مفادها أن ما يجري «يتم خلافاً لإرادتهم، وأنهم لا يريدون توريط بلادهم في أي حرب»، وأعربوا عن خشيتهم من أن تصبح الجزيرة مسرحاً لمواجهة مع إيران وحزب الله وحتى مع «أنصار الله». غير أن هذه الرسائل لا تغيّر شيئاً في ظل زيادة وتيرة التنسيق المباشر بين سلطات الجزيرة وكيان الاحتلال، بعد موافقة قبرص على فتح الأجواء أمام الطيران المدني الإسرائيلي لنقل عشرات الألوف من المسافرين إلى العالم عبر الجزيرة، بذريعة أن شركات طيران عالمية أوقفت رحلاتها إلى تل أبيب، وأن شركة «العال» الإسرائيلية وشركات طيران خاصة، تسيّر رحلات إلى قبرص كمحطة ترانزيت يستخدمها المسافرون في طريقهم إلى وجهاتهم النهائية. وفي هذا السياق، زاد عدد الرحلات بين مطارات كيان الاحتلال ومطاري لارنكا وبافوس إلى نحو عشرين رحلة يومياً، علماً أن بعض القادمين على متن هذه الرحلات لا يغادرون الجزيرة، بل ينتقلون للإقامة في تجمعات سكنية، وبعضهم نقل أعماله إلى الجزيرة، وأسّس شركات فيها، علماً أن الإسرائيليين سبق أن أسّسوا خلال الأشهر العشرة الماضية قاعدة أعمال في الجزيرة، واستأجروا عدداً كبيراً من العقارات للسكن والعمل، قبل أن يعمدوا أخيراً إلى شراء منازل ومكاتب للشركات، وتضاعف عدد الإسرائيليين في الجزيرة عدة مرات. وإلى الحضور المدني، يؤكد سكان الجزيرة، خصوصاً في بافوس، أنه «صارت هناك تجمعات خاصة لليهود»، حيث لا يخالطون أحداً، وقد عقدوا تفاهمات مع السلطات المحلية لاعتماد مرجعية إسرائيلية لمعالجة أي مشاكل مع السكان المحليين أو الشرطة. ولا ينفي مسؤولون في الجزيرة احتمال وجود أمنيين وعسكريين بين هؤلاء.

اليونان مسرحاً لتدريبات سلاح الجو الإسرائيلي والأردن لا يجد مبرراً لتكرار فعلته «ليلة المُسيّرات»

وتلقّت السلطات القبرصية أخيراً طلباً رسمياً من وزارة النقل الإسرائيلية برفع مستوى التعاون والتنسيق بين الجانبين، وعرضاً لإقامة منصة مشتركة في مطار لارنكا لإدارة عمليات إخلاء طارئة في حالة الحرب. وفيما لم تقدّم الحكومة القبرصية جواباً رسمياً بعد، قال المتحدث باسم الحكومة كونستنتينوس ليتيمبيوتيس الإثنين الماضي إن تصريحات وزارة النقل الإسرائيلية لا تتعلق بنقل مواطني إسرائيل إلى قبرص، بل بنقلهم إلى بلادهم. وكانت تل أبيب أعلنت رسمياً في نيسان الماضي، أن سلاح الجو الإسرائيلي «أجرى مناورات جوية في الأجواء القبرصية مع نظيره القبرصي يحاكي هجوماً إسرائيلياً على إيران». وأفادت القناة الـ12 يومها بأن «المناورات جاءت في إطار الاستعدادات للردّ على هجوم إيراني محتمل». الاستعدادات الحربية الأميركية لا تقتصر على قبرص، إذ يجري الحديث عن تدريبات قام بها سابقاً سلاح الجو الإسرائيلي ويقوم بها حالياً في اليونان. ويبرر العدو الحاجة إلى أراضي اليونان كونها «جبلية وتضم العديد من الجزر، وتُعد تضاريسها مثالية للتدريب على الهجوم على إيران». وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر بنشر طائرات مقاتلة إضافية للدفاع عن إسرائيل. وأعلن أن حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» ستحل محل «يو إس إس ثيودور روزفلت» في المنطقة. كما توجّهت 12 مقاتلة من طراز F / A-18 وطائرة استطلاع من طراز E-2D Hawkeye من خليج عُمان إلى قواعد عسكرية في الشرق الأوسط (الأردن وقبرص واليونان). ويجري الحديث عن نشر طائرات تابعة لسلاح البحرية على الأرض، بانتظار وصول طائرات F-22 من محطتها الرئيسية في ألاسكا.

لا سيناريو أميركياً واضحٌ عن «اليوم التالي» للضربات المتبادلة

الاخبار...تقرير هيام القصيفي ...... اللقاءات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية الغربية في لبنان لبحث مستقبل الوضع اللبناني في ظل التهديدات الإسرائيلية تفضي إلى نتيجة واحدة: ثمة قراءة موحّدة حول مستوى الخطر الذي يواجه لبنان، وحول رفع مستوى التأهب الغربي، لكن من دون التوصل إلى احتمالات واقعية حيال ما سينتج عن هذه التطورات.هذا الكلام في اللقاءات اللبنانية - الغربية، يستكمل ما يقال أميركياً، بأن لا سيناريو واضحٌ حول اليوم التالي لرد حزب الله والرد الإيراني على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وهو ما تتفق على توصيفه دوائر أميركية، عسكرية وسياسية، وعلى عدم وجود خريطة واضحة لما قد يحصل، ليس في لبنان فحسب، إنما في المنطقة كلها.

ثمة أسئلة تراوح بين الحدود الدنيا والقصوى للاحتمالات المطروحة، بدءاً من السؤال الأول حول حقيقة ما تريده واشنطن، وهل تسعى من وراء حجم الضغط الذي تمارسه إلى تقزيم الدور الإيراني وتقليص نفوذه فحسب، أم المسّ بالنظام الإيراني؟ الثابت حتى الآن أن الخيار الأول أكثر واقعية، بدليل الاتصالات القائمة، وتحديد واشنطن ثوابت لا تقبل التراجع عنها في إطار ترتيب الوضع الإقليمي، تتعلق بدور إيران في دول المنطقة. لكن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، عسكرياً وسياسياً في الرد على أي ضربة إيرانية، يزيد من عوامل الترقب لبلورة رؤية الولايات المتحدة للمنطقة في حال توسّعت الحرب، بما يشمل كل الساحات التي تعمل فيها إيران، ويثير أسئلة عن إمكان تبدل النظرة الأميركية إلى واقع النظام الإيراني من دون المس به، بعد التغيّرات التي شهدها عقب انتخاب الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، ولكنها بـ «تشذيبه» عبر فرض خطوط حمر على حلفائه. والسؤال الأكثر حساسية وقلقاً: كيف ستتصرف الولايات المتحدة مع أي ضربة متوقّعة؟ وإذا كانت في المرة الأولى، في نيسان الفائت، حشدت حلفاء لها ولإسرائيل خلف الرد الإسرائيلي في وجه الضربة الإيرانية وجعلت إيران تنكفئ قليلاً، فكيف الحال اليوم، مع السؤال الاستطرادي الناتج عن نقاشات أميركية: هل يشمل رد الولايات المتحدة أو أي حلفاء لها للدفاع عن إسرائيل رد حزب الله على عملية اغتيال شكر؟ وهنا ينتقل لبنان والمنطقة إلى مستوى مختلف من الصراع.

السؤال الثاني: كيف سيتبلور دور روسيا بعد حركتها تجاه إيران، ليس بوقوفها إلى جانب طهران، إنما في النصائح التي يمكن أن تعطيها في إطار تخفيف الأثقال والأضرار التي قد تنجم عن تحول سريع في الوضع في المنطقة وتضرر إيران والدول المجاورة منه؟ والدور الروسي، كما هو واضح، لا ينحصر في تقديم الدعم وهو محدود في نظر الغرب، إنما في إعطاء نظرة أشمل، من جانب حليف لإيران، عن كيفية إدارة الصراع في المنطقة، بما لا يؤدي إلى خطوات ناقصة تشعل فتيل التفجير الواسع. والنصائح الروسية تأخذ في الاعتبار الصورة الأشمل من واشنطن إلى تل أبيب، واستطراداً التعامل بجدية مع المحاذير المطروحة والضغط الإسرائيلي لنقل المعركة من مرتبة إلى أخرى.

ترقب لكيفية «دوزنة» الرد واحتساب كل ما يستتبعه لأن إيران كذلك لا تملك سيناريو اليوم التالي

السؤال الثالث يتعلق بمصلحة إيران أولاً وحزب الله ثانياً في التعامل مع التطور العسكري عبر الموازنة بين صدقية وعودهما بالرد، وعدم التماهي مع الرغبة الإسرائيلية في الانجرار إلى حرب واسعة في ظل الحشد الغربي الحالي، وما بينهما درس دقيق لموازين الربح والخسارة مع تأمين خلفية إقليمية غير معادية وقت اندلاع المواجهة، ولا سيما في الدول المجاورة لإسرائيل، ما يجعل الترقب قائماً لكيفية «دوزنة» الرد مع احتساب كل ما يستتبعه، لأن إيران كذلك لا تملك سيناريو اليوم التالي، ولا سيما أن عامل الثقة بأن واشنطن وإن كانت لا تريد «إعلامياً» الحرب الواسعة، لكنها حتى الآن تغطي مفاعيلها المرتقبة من دون تمييز بين ديمقراطيين وجمهوريين.

في هذه الصورة، يبقى الحديث الأميركي والأوروبي كذلك، عن الأخطاء التي يمكن أن تشعل حرباً بغضّ النظر عن أي توازنات وتحركات مدروسة للجم توسّع الحرب، لأن أي رد عسكري، من أي جانب، يحمل في طياته مفاتيح فشل أو نجاح، وثغرات يمكن أن تتحول في لحظة إلى أخطاء قاتلة. وهنا يكمن القلق من تدحرج الضربات المتبادلة في شكل دراماتيكي من دون أن تنجح أي دولة فاعلة في لجمها.

المجتمع الدولي «لن يدفع» | خطة الطوارئ: المشكلة في الإيواء والفيول

الاخبار...تقرير ندى أيوب ... فرضت التطورات الأخيرة والتهديدات بتوسّع الحرب إعادة إحياء عمل لجنة إدارة الكوارث الوطنية التي كثّفت اجتماعاتها في اليومين الماضيين، وبحثت مع ممثلي المجتمع الدولي من منظمات وهيئات، سبل مواجهة سيناريوَين مُحتملين لتوسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان. الأول، وفق وزير البيئة ناصر ياسين الذي يرأس خطة الطوارئ، توسّع رقعة النار لتطاول قرى وبلدات تُعدّ حالياً خطوطاً خلفية وتستقبل نازحي قرى الحافة الأمامية، ما يؤدي إلى نزوحِ حوالي 150 ألف شخصٍ يُضافون إلى 100 ألف نازحٍ حالي. وفي حال افتراض استمرار الحرب مدى ثلاثة أشهر، ستبلغ كلفة عمليات الإغاثة وفق هذا السيناريو نحو 146 مليون دولار. أما السيناريو الثاني، الذي تتحسّب له الحكومة، فهو أن يشهد لبنان حرباً واسعة، شبيهة بحرب تموز 2006، تؤدي إلى نزوح قرابة مليون شخص، تتطلّب عملية إغاثتهم على مدى ثلاثة أشهر 307 ملايين دولار.التحدي الأساسي يكمن في التمويل، وسط انعدام الوعود الدولية بدعم لبنان. وفي السياق، يُشير ياسين إلى أنّ كلفة إغاثة 100 ألف نازحٍ حالي قُدّرت بـ72 مليون دولار، لكنّ المنظمات الدولية لم تُساهم إلا بـ27 مليوناً، أي إنّ الاستجابة طاولت 34% فقط من مجمل الحاجات. فيما اقتصرت مساهمة الدولة على 10 ملايين دولار، من أصل 72 مليوناً، وعلى اعتمادات وزارتَي الأشغال والصحة ومجلس الجنوب والدفاع المدني، كل ذلك يشكّل حوالي 5% فقط من مجمل ما تحتاج إليه عمليات الإغاثة في حال توسّع الحرب، نظراً إلى كون الاعتمادات عند إقرارها لم تأخذ في الحسبان حينها سيناريو الحرب الشاملة. هو ما يعكس برأي ياسين «عمق المشكلة، المتمثّلة بشح الأموال بشكلٍ أساسي، وبإدارة الأزمة بين الجهات المختلفة بالدرجة الثانية، كون لبنان للمرة الأولى يعمل على التحضير المُسبق للعدوان».

الإيواء: 10% فقط من المدارس جاهزة

وفيما تكمن المشكلة الأساسية في الإيواء، ترتكز خطة الطوارئ الحكومية على تحويل المدارس الرسمية والمجمعات الكشفية إلى مراكز إيواء للنازحين المحتملين من مناطق الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. ووفق ياسين قدّمت وزارة الشباب والرياضة جردةً بالمجمعات، وطلبت لجنة الكوارث من وزير التربية عباس الحلبي تقديم لائحةٍ بالمدارس الرسمية كافة في مناطق الشوف وعاليه والمتن والشمال وبيروت والبقاع الغربي، ولائحة أخرى بالمدارس التي يُفضّل تأجيل استخدامها، بعدما طلبت وزارة التربية أكثر من مرة استثناء مدرسة هنا ومدرسة هناك، إما بحجة أنّها مرمّمة حديثاً، أو تحتوي على ألواحٍ ذكية. إلا أنّ ياسين يؤكّد أنّه إذا استدعت الحاجة ستُفتح جميع المدارس.

رفضت مفوّضيّة شؤون اللاجئين التكفّل بمعالجة جرحى الحرب السوريين

لكنّ تحويل المدارس إلى مراكز إيواء ليس بالأمر السهل. فالمباني المهترئة وبنيتها التحتية غير الصالحة، هي موضع معاناة وشكوى من التلامذة والكادر التعليمي، ما يجعلها غير صالحة لاستقبال العائلات النازحة. وعليه، يطمح ياسين أن تنجح الجهود في تجهيز المدارس قبل أي تطور، لجهة ترميم بنيتها التحتية، من مراحيض وخزانات مياه، واستحداث أماكن مخصّصة للاستحمام، والتمكن خلال 24 ساعة من بدء النزوح من تأمين الفرش والمواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الأولية للسكن. لذلك، يُعد بند الإيواء من أكثر العناوين الحساسة التي يعتريها الضعف نظراً إلى واقع المدارس الرسمية، إذ يؤكّد ياسين أنّ 18 مدرسة جاهزة لوجستياً لاستقبال النازحين، في حين أن الحاجة ستكون إلى عشرة أضعاف هذا العدد. ووفق معلومات «الأخبار»، طلب الحلبي من إدارات المدارس في نطاق النبطية وصور وصيدا التعاون مع لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث للقيام بما يلزم على صعيد التجهيزات، باعتبار أنّ تلك المدارس قد تكون في المرحلة الأولى وجهةً لمزيد من النازحين، إذا ما بقيت العمليات العسكرية محدودة جغرافياً.

الغذاء مؤمّن... ولكن

لدى لبنان موادّ غذائية تكفي لمدة أربعة أشهر، واتُّخذ في اليومين الماضيين قرار بإفراغ المخزون الموجود في مرفأ بيروت وتقسيمه على مخازن في المناطق بهدف تسهيل عملية توزيعها، لكن المشكلة هي في ضمان إيصالها في حال لجأ العدو إلى تقطيع أوصال المناطق بعضها عن بعض، سيّما أن أصحاب السوبرماركت أبلغوا أن قدرتهم التخزينية لا تتعدى الأسبوعين. وهنا يلفت ياسين إلى أن لدى وزارة الأشغال تصوراً لتجهيز طرقات بديلة، كما أنّ برنامج الأغذية العالمي تعهّد بالمساعدة.

الفيول: أزمة تخزينٍ

خمسة أسابيع فقط هي المدة التي يتم فيها تخزين المحروقات في لبنان بشكل عام. أما المستشفيات فتراوح قدرتها على التخزين بين أسبوع وثلاثة، في حين أن قدرة الأفران على تخزين المحروقات أقل من ذلك، ما يشكل وفق ياسين، تحدياً إضافياً لضمان تزويد المستشفيات وسنترالات «أوجيرو» ومحطات الوقود والأفران بالوقود بشكل دائم.

الاستشفاء «أفضل القطاعات» مبدئياً

في السياق ذاته، أكّد ياسين أنّ وزارة الصحة عملت بالتعاون مع المستشفيات الحكومية والخاصة، على علاج الجرحى وفق معادلات أخذت في الاعتبار التسعيرة الجديدة التي وافقت عليها المستشفيات الخاصة. يبقى لافتاً في هذا المجال، حسب المعطيات أنّ مفوّضية شؤون اللاجئين، لم تتجاوب مع طلب وزير الصحة فراس الأبيض تغطية علاج الجرحى السوريين المحتملين، متذرّعةً بشح القدرات المالية.

نصر الله يتوعّد إسرائيل بضربة أكثر من رد وأقل من حرب

لم يشمل لبنان بالظروف التي تعفي سوريا من التدخل

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. يفضّل اللبنانيون بغالبيتهم الساحقة الجلوس على مقاعد الانتظار السياسي يترقبون بحذر شديد يلفّه القلق مبادرة «حزب الله» لتوجيه ضربة مدروسة وجدّية لإسرائيل رداً على اغتيالها أبرز قادته العسكريين فؤاد شكر في العمق الأمني الاستراتيجي للحزب في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وإن كان يحتفظ لنفسه، كما قال أمينه العام حسن نصر الله، باختيار التوقيت المناسب على نحو لا يؤدي إلى توسعة الحرب، تاركاً كلمة الفصل للميدان للتأكد ما إذا كانت الضربة ستأتي متلازمة مع رد إيران على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في عقر دارها في العاصمة طهران، والأمر نفسه بالنسبة إلى جماعة الحوثي في اليمن رداً على قصفها ميناء الحديدة. وعلى الرغم من أن نصر الله لم يطلب من سوريا وإيران التدخل في القتال تقديراً منه للظروف السياسية الداخلية التي يمر بها النظام السوري، فإنه لم يكن مضطراً، كما يقول خصومه وبعض حلفائه، إلى تقديم الأعذار له بتبرير إعفائه من الانخراط في المواجهة تأكيداً لوحدة الساحات التي يُفترض بالقوى المنتمية إلى محور الممانعة أن تتموضع تحت سقفها لمنع إسرائيل من أن تستفرد بطرف من دون أن يبادر الآخر لمناصرته.

تبريرات تحييد سوريا

ويحاول الفريق السياسي المنتمي إلى محور الممانعة إيجاد التبرير الذي يكمن وراء عدم طلب نصر الله من سوريا التدخل في القتال بقوله بأن لا مصلحة، على الأقل في المدى المنظور، في إقحامها في المواجهة، وأن هناك ضرورة إلى تحييدها مؤقتاً؛ كونها تشكل الشريان اللوجيستي الذي يتنفس منه «حزب الله» لتوفير ما يتطلبه من احتياجات تسمح له بالاستمرار في مساندته «حماس» وتصديها للعدوان الإسرائيلي. ويلفت الفريق نفسه إلى أن مخاطبة نصر الله جمهوره ومحازبيه في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال شكر اتسمت بواقعية ولم تحمل تهديداً لإسرائيل بتوسعة الحرب بمقدار ما أنه توعّد باستهدافها بضربة مدروسة بحجم الخسارة التي أصابت الحزب، ويقول إنه ذهب في مصارحته حاضنته الشعبية إلى حد اعترافه لإسرائيل بتحقيق إنجاز باغتيالها شكر وهنية. ويؤكد أنه توخى في مخاطبته جمهوره إبقاءه على أعلى درجة من الجهوزية والاستنفار للرد على الرد الإسرائيلي على خلفية الضربة العسكرية التي ستكون مدروسة ويراد منها أن تكون أشد إيلاماً لإسرائيل من ضربة اغتيال شكر، ويتوقع بأن تكون أكبر من الرد التقليدي وأقل من الانجرار إلى الحرب.

أسباب تخفيفية للنظام السوري

وفي المقابل، يرى بعض المتعاطفين مع «حزب الله» من خارج محور الممانعة، وفريق المعارضة على السواء، أن نصر الله لم يكن مضطراً إلى إيجاد الذرائع والأسباب التخفيفية للنظام السوري لتبرير عدم دخوله في القتال، وإلا لماذا أحجم عن مساواته للوضع اللبناني بالظروف الداخلية التي تمر بها سورية مع أنها أشد قسوة على اللبنانيين في ظل تعذر انتخاب رئيس للجمهورية كأساس لإعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بإعادة تشكيل حكومة فاعلة توقف تدحرج إدارات ومؤسسات الدولة نحو الانحلال باستثناء تلك الخاصة بالأسلاك الأمنية والعسكرية التي ما زالت تتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الاستقرار ومنع تفلت الوضع الأمني؟

ويؤكد هؤلاء أن لبنان يعاني عجزاً في الموازنة وتراجعاً في نسبة النمو وعدم الاستجابة حتى الساعة لشروط المؤسسات المالية الدولية، وهذا ما يتجاوز الظروف التي تمر بها سوريا وتستدعي التوقف أمامها والتعاطي معها بجدية للعبور بلبنان تدريجياً إلى بر الأمان. ويسأل هؤلاء: هل طلب نصر الله من سوريا عدم التدخل في القتال يأتي استجابة لنصيحة روسية أُعلم بها الحزب بواسطة قنوات الاتصال المفتوحة مع موسكو؟ أم أنه يعود إلى انشغال دمشق في ترتيب أوضاعها العربية والدولية مع استعداد دول أوروبية للعودة عن قرارها بمقاطعة النظام السوري تستدعي عدم الانخراط على نطاق واسع في المواجهة، إلا في حال أن المواجهة تدحرجت نحو توسعة الحرب؟ وهل إيران مع وصول الإصلاحي مسعود بزشكيان إلى سدة رئاسة الجمهورية تتمهل في الرد على اغتيال هنية من دون أن تصرف النظر عنه؟ وأين تقف موسكو حيال كل هذه الاعتبارات؟

إسقاط المواجهة العسكرية

لكن يبدو أن لا خيار أمام إيران و«حزب الله» سوى الرد على اغتيال إسرائيل هنية وشكر كونهما في حاجة إلى التعويض عن هذه الخسارة بتوجيه ضربة تعيد إليهما هيبتهما، إلا إذا تسارعت الاتصالات وأدت إلى فتح كوّة في انسداد الأفق تعيد الاعتبار للجهود الناشطة لوقف النار في غزة، بما يُسقط المواجهة العسكرية على أكثر من جبهة لصالح الحل الدبلوماسي. لذلك؛ يشتد السباق بين تعويم الوساطات المؤدية إلى ترجيح كفة الحل الدبلوماسي على إقحام المنطقة في حرب إقليمية، شرط أن تتوّج بوقف للنار في غزة بما يسمح بالوصول إلى تسوية لتهدئة الوضع في الجنوب، خصوصاً وأن الوساطات الدبلوماسية المتنقلة بين الأطراف، أكانت مباشرة أم بالواسطة، أخذت تنشط وبرعاية أميركية تشمل الأطراف المعنية بالقتال وتبقى نتائجها مرهونة بخواتيمها.

«قواعد الاشتباك» بين «حزب الله» وإسرائيل تتساقط… والرد على شكر يحدد مصيرها

خبير عسكري: لا يمكن اعتمادها في توصيف المواجهة بين الطرفين

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. رغم تمسّك «حزب الله» بمعادلة «الردود المدروسة» التي تندرج ضمن قواعد الاشتباك التي سبق أن وضعها، تعكس المواجهات مع إسرائيل وتصاعدها منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) سقوطاً تدريجياً لهذه القواعد، في وقت يسود الترقب لما ستكون عليه ردّة فعل «حزب الله» على اغتيال الرجل الثاني فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، بعدما كان قد أعلن أمينه العام، حسن نصر الله، أن الضاحية مقابل تل أبيب. وفي حين يرى البعض أن قواعد الاشتباك لم تعد موجودة، أو لا يمكن الحديث عنها أساساً بين الطرفين، هناك من يعدّ أنها لم تسقط، وإنما باتت على المحك، ومصيرها يتحدد وفق الرد الذي سيقوم به «حزب الله» في ثأره لاغتيال شكر، وما سيليه من رد فعل عليه، بعدما أعلن نصر الله أن الرد سيكون «مدروساً قوياً وفاعلاً». مع العلم بأن معادلة «الضاحية - تل أبيب» لم تنفذ عند اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، حين ردّ الحزب بقصف جبل ميرون، برشقات صاروخية، في موازاة تجاوز القصف الإسرائيلي مسافة بعيدة في العمق اللبناني، وملاحقة عناصر وقياديي «حزب الله» في مختلف المناطق. وإضافة إلى ذلك، فإن تهديد «حزب الله» أن الدم بالدم، والمدنيين مقابل مدنيين، لا تبدو مفاعيله كبيرة على الأرض؛ انطلاقاً من العدد الكبير للقتلى المدنيين في لبنان مقابل عدد محدود في إسرائيل، بحيث تشير الأرقام إلى سقوط أكثر من 116 مدنياً في لبنان، و25 في إسرائيل.

الردّ على اغتيال شكر يحدد مصير «قواعد الاشتباك» المهتزة

ويعدّ العميد المتقاعد، الخبير العسكري، حسن جوني، أنه لا يمكن القول إن قواعد الاشتباك سقطت كلياً، لكنها لم تعد كما كانت عليه منذ بداية الحرب، مع تسجيل اختراقات كبيرة، بحيث سيتحدد مصيرها بشكل نهائي في نوعية رد «حزب الله» على اغتيال شكر وطبيعته، ليظهر عما إذا كانت هذه القواعد، ولا سيما بعناوينها العريضة، لا تزال موجودة أو سيجري الخروج عنها. ويعدّ جوني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن اغتيال شكر لم يكن استهدافاً عسكرياً للضاحية، إنما استهداف لشخص معين سمحت الثغرة الأمنية باغتياله في هذه المنطقة، «وبالتالي لا نعرف كيف سيتعاطى (حزب الله) معها، بحيث سيستهدف تل أبيب انطلاقاً من المعادلة التي وضعها أم لا». ويشير جوني إلى اختراقات إسرائيلية كبيرة في «قواعد الاشتباك»، ترتبط باستهداف عمق جنوب لبنان من دون أن يكون في المقابل استهداف للعمق الإسرائيلي بالمستوى نفسه، إضافة إلى أن قوّة تأثير الاستهداف الإسرائيلي في البيئة العسكرية لـ«حزب الله» هي أقوى بكثير من قوة الردود. وعن معادلة مدني مقابل مدني، كما اغتيال قياديين في «حزب الله»، يقر جوني بأن الخسائر في لبنان أكبر من تلك التي تُسجل في إسرائيل، ويوضح: «يحاول الحزب المحافظة على هذه المعادلة بقصف مستوطنات مدنية رداً على استهداف المدنيين، لكن لا شك في أن الأضرار ليست بالمستوى الذي ينتج عن الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان، في حين تستمر تل أبيب باغتيالاتها، ولم تردعها الردود التي ينفذها (حزب الله)». وانطلاقاً من كل ذلك، يرى جوني «أن المعركة غير تقليدية بين الطرفين، لأن القتال هو بين جيش تقليدي ومجموعات مسلحة مقاومة مع اختلاف في التوازنات، وبالتالي مهما كان الرد لا بد أنه سيكون مؤثراً...».

لا تنطبق على المواجهة بين الطرفين وإيران تحاذر الاشتباك الكبير

في المقابل، يؤكد الخبير العسكري، العميد الركن المتقاعد خالد حمادة، أنه في المصطلحات الأكاديمية لا يوجد ما يمكن تسميته بـ«قواعد اشتباك» بين عدوّين، إنما قواعد الاشتباك تكون بين جيشين حليفين أو صديقين يؤديان مهمة مشتركة، وهي عبارة عن مجموعة قواعد وإجراءات بهدف تسهيل تنفيذ المهام العسكرية، بأفضل الممكن، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك قواعد اشتباك بين الجيش اللبناني و(قوات اليونيفيل)، كما أن القرار 1701 الذي صدر إثر حرب يوليو (تموز) 2006، هو يعني لبنان و(قوات اليونيفيل) وإسرائيل، و(حزب الله) ليس طرفاً فيه». أما لجهة المواجهة الميدانية القائمة، فيرى حمادة، أن «إسرائيل تعتمد في مناورتها على مهاجمة مواقع وأهداف عسكرية، وتغتال قياديين من (حزب الله) بطريقة انتقائية من الصف الثاني والثالث، مستخدمة الأسلحة النوعية والتكنولوجية من ملاحقة الاتصالات والتشويش والتصوير الجوي، إضافة إلى اعتماد على العملاء في الداخل، وقد تمكنت في الاعتداء الأخير من اغتيال فؤاد شكر، القيادي في الصف الأول، في المقابل، تقوم مناورة (حزب الله) على إطلاق صواريخ تقليدية، تستهدف مراكز عسكرية وجنوداً لا يمثلون قيمة عسكرية، من دون أن تؤدي إلى خسائر كبيرة، مقارنة بتلك التي يتكبدها لبنان و(حزب الله)». من هنا، يعد حمادة، أن كل ذلك يثبت أن «إيران تحاذر الاشتباك الكبير والمواجهة الفاصلة مع إسرائيل، لامتناعها عن وضع الأسلحة الذكية والمتطورة التي تمتلكها بتصرف (حزب الله)».

إسرائيل ترسم خطوطاً حمراء أمام استهداف المدنيين أو قواعد عسكرية بالوسط

«حزب الله» يصيغ رده «تحت سقف مصالح لبنان»

بيروت: «الشرق الأوسط».. رسمت إسرائيل خطوطاً حمراء أمام الرد المتوقع لـ«حزب الله»، يتمثل في قصف مقرات عسكرية في وسط البلاد أو استهداف مدنيين، مهددة بشن «رد غير متناسب»، وذلك بعد إشارة «حزب الله» إلى أن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في الأسبوع الماضي، شمل 3 خروقات؛ هي «قتل مدنيين، واستهداف الضاحية الجنوبية، واغتيال قائد عسكري بالحزب»، رغم إشارته إلى أنه يتحرك في رده «تحت سقف مصالح أهلنا ووطننا». ويكرر «حزب الله» على لسان مسؤوليه استعداده لتنفيذ «رد مؤثر وقوي» على اغتيال القائد العسكري بالحزب، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، رغم التهديدات الإسرائيلية التي جاء آخرها من رئيس حكومة الحرب، بنيامين نتنياهو، وقال فيها: «إذا كان (حزب الله) يفكر في مهاجمة إسرائيل، فأنصحه بالتفكير مرة أخرى في ذلك». وبدا من سياق التسريبات الإسرائيلية أن الحكومة وضعت خطوطاً حمراء أمام «حزب الله». ونقل موقع «واللا» العبري عن مسؤولين إسرائيليين بارزين قولهم إن «إسرائيل قلقة من أن (حزب الله) سيهاجم قواعد الجيش الإسرائيلي في وسط البلاد، وأوضحت للولايات المتحدة أنه إذا أصيب مدنيون إسرائيليون في الهجوم، فرد الجيش الإسرائيلي سيكون غير متناسب». وكانت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية نقلت عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على المعلومات الاستخباراتية، الأربعاء، قولهما: «يبدو أن حزب الله سيهاجم إسرائيل بشكل مستقل عن إيران». وأضاف مصدر أن «حزب الله» «يتحرك بشكل أسرع من إيران في تخطيطه ويتطلع إلى مهاجمة إسرائيل في الأيام المقبلة». وقال المصدر الثاني إن «حزب الله» قد يتصرف دون سابق إنذار، وهو ما لا ينطبق على إيران نظراً لقرب لبنان من إسرائيل بصفته جار مباشر إلى الشمال. وأضاف المصدر أنه «لا يوجد تنسيق واضح بين (حزب الله) وإيران في الوقت الحالي»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.

سقف «حزب الله»

وفي المقابل، أعاد «حزب الله» التأكيد على أنه يأخذ المصلحة اللبنانية بعين الاعتبار. وقال النائب في كتلته النيابية (الوفاء للمقاومة)، علي فياض، متوجهاً إلى جمهور الحزب: «ندعوكم إلى الثقة بإرادة الله عز وجل، وبحكمة المقاومة التي تدير هذه المعركة، أيضاً أخذاً بالاعتبار الخصوصيات اللبنانية والمصالح الوطنية العليا، كما مصالح أهلنا ومجتمعنا، لذلك في الوقت الذي نحن فيه مصرون على ألا نمرر للعدو أي تجاوز للقواعد مهما كلف الأمر ومهما ذهبت بعيداً هذه المواجهة في الوقت الذي نرسم لأنفسنا هذه المعادلة، إنما في الوقت عينه نحن نتحرّك تحت سقف مصالح أهلنا ووطننا التي لا نفرط فيها بأي شكل من الأشكال».

عمق جغرافي جديد

ويأتي ذلك في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل، وتوسعة للنطاق الجغرافي لهجماته الجوية التي بلغت إحداها، فجر الخميس، منطقة الدوير الواقعة غربي مدينة النبطية بجنوب لبنان، واستهدفها القصف للمرة الأولى. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الطيران الحربي الإسرائيلي «نفذ قرابة الثالثة والربع من بعد منتصف الليل، عدواناً جوياً حيث شن غارة عنيفة على بلدة الدوير مستهدفاً منزلاً غير مأهول يعود للمواطن أبو مالك عبد حسن رمال في حي ريشوم ودمرته بالكامل». وعلى الفور «حضرت إلى المكان المستهدف فرق الإسعاف حيث لم يفد عن وقوع إصابات، كما تسببت الغارة في تحطم زجاج عشرات المنازل وألواح الطاقة الشمسية في محيط المنزل المستهدف»، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية. وفي المقابل، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر «إكس»، بأنه «خلال ساعات الليلة الماضية أغارت طائرات حربية لسلاح الجو ودمرت عدة بنى تحتية لـ(حزب الله) في بنت جبيل ومجدل زون ودوير». وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار فجراً على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية. كما أطلق القنابل المضيئة فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والأوسط. وبعد ظهر الخميس، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة على الطريق التي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربي. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة أدت في حصيلة أولية إلى جرح 3 أشخاص. في المقابل، تبنى «حزب الله» تنفيذ 3 عمليات عسكرية ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، واستهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين ‏في موقع المرج بمسيّرة انقضاضية، كما استهدف مقاتلوه موقع المالكية ‏بقذائف المدفعية، واستهدفوا التجهيزات ‏التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

المعارضة اللبنانية ترفض إدخال لبنان في الحرب الدائرة

استنفار حكومي لتقييم الجهوزية للتعامل مع الطوارئ

بيروت: «الشرق الأوسط».. أبلغ نواب في المعارضة اللبنانية، الأمم المتحدة، رفضهم إدخال لبنان في الحرب الدائرة وتمسكهم بتطبيق القرار الأممي «1701»، في موازاة استنفار حكومي لتقييم جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول أي طارئ. وجدَّد وفد من نواب قوى المعارضة، خلال زيارتهم المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة لدى لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت، موقفهم الرافض لإدخال لبنان في الحرب الدائرة، وأكد الوفد التمسك بتنفيذ القرار «1701» بكل مندرجاته على جانبَي الحدود، من خلال الضغط الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ومنع استخدام الأراضي اللبنانية في الجنوب، عبر تفعيل التنسيق بين «اليونيفيل» والجيش اللبناني. كما أطلعها الوفد على تفاصيل العريضة التي تقدم بها نواب قوى المعارضة إلى رئيس المجلس لطلب عقد جلسة نيابية خاصة للطلب من الحكومة اللبنانية القيام بواجباتها حيال الوضع المتدهور لحماية المواطنين وإعلان حالة الطوارئ، بينما وضعت بلاسخارت الوفد في أجواء الجهود الدبلوماسية القائمة لتخفيف التصعيد.

جهود دبلوماسية

وتبذل الحكومة اللبنانية جهوداً دبلوماسية لمنع تدهور الحرب. حسبما قال عضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائب رازي الحاج، بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال الحاج إن ميقاتي «يحاول بذل جهود دبلوماسية كبيرة لتجنيب لبنان حرباً لم يكن قرارها رسمياً أو لبنانياً، وهذا الموقف الذي أكدته له؛ فنحن نمر بمرحلة دقيقة، ونطالب دائماً الحكومة بأن تستعيد دورها وقرارها في السياسة الخارجية والدفاعية»، مشيراً إلى الحاجة «لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا يعيد انتظام عمل المؤسسات الدستورية». من جهته، ناقش وزير الخارجية، عبد الله بوحبيب، خلال اتصال هاتفي مع نظيره النرويجي إسبن بارث إيدي، «آخر الجهود والمساعي القائمة لتجنيب المنطقة الدخول في حرب شاملة جراء تصعيد إسرائيل الخطير في لبنان وإيران، وعدوانها المستمر على لبنان وغزة». وأكد بوحبيب أن التصعيد الإسرائيلي «هدفه تعطيل مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، التي تبناها مجلس الأمن في قراره رقم (2735)». وندد «بتعمّد إسرائيل استهداف المدنيين في اعتداءاتها على لبنان، في انتهاك سافر ومدان لمبادئ القوانين الدولية». من جهته، شدد وزير خارجية النرويج على أن بلاده تسعى، مع كل الأطراف المعنية، لخفض التصعيد ومنع انفلات الأمور، واعتبر أن الحرص على مصلحة الفلسطينيين وعلى التوصل لوقف إطلاق نار في غزة «يقتضي تجنب إشعال حرب في المنطقة». كما أكد أن النرويج، التي تولي اهتماماً كبيراً بلبنان «لا ترغب في أن يكون ضحية لموجة جديدة من التصعيد والحروب في المنطقة».

جهوزية الوزارات

يأتي ذلك في ظل استنفار حكومي، ومراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية، في حال حصول أي طارئ. ورأى وزير الاقتصاد أمين سلام أن «الحرب الحالية تضع الحكومة أمام اختبار جدي، هو تحقيق الأمن الغذائي ووصول السلع التموينية والمواد الأولية إلى لبنان الذي يستورد أكثر من 90 في المائة من حاجاته، ولا يغطي إنتاجه منها سوى 10 في المائة»، مؤكداً أن «وزارة الاقتصاد تعمل في حال طوارئ منذ 3 أعوام، لهذا نحن نطمئن الناس على الأمن الغذائي». وأشار إلى أن «ثمة اجتماعات كثيفة منذ أسبوع مع مختلف النقابات المعنية بالأمن الغذائي والمخزون الاستراتيجي من السلع والمواد الأولية». وقال إن «النقابات طمأنتني أن السلع الغذائية والمواد الأولية تكفي لمدة 3 أشهر مقبلة، وثمة شحنات مقبلة إلى مرفأ بيروت تصل خلال الأسابيع الآتية أيضاً تكفي لشهرين إضافيين، أي أنه لدينا مواد غذائية واستهلاكية تكفي استهلاك البلاد لمدة 5 أشهر مقبلة». من جهته، قال نقيب مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، بعد لقائه ميقاتي: «ليس هناك من تهافت على الأصناف»، وأن «هناك بضاعة متوافرة للجميع». ونقل عن رئيس الحكومة «استمرار الجهود الدبلوماسية لعدم اتساع الحرب».



السابق

أخبار وتقارير..«سي إن إن»: «حزب الله» يستعد لمهاجمة إسرائيل بشكل مستقل عن إيران..أوكرانيا تخترق الحدود وروسيا تُجلي الآلاف..بوتين يندد باستفزاز أوكراني «واسع النطاق»..بايدن: «لست واثقاً» من حصول انتقال سلمي للسلطة إذا خسر ترامب..واشنطن تُعلن إحباط مخطط إيراني لاغتيال مسؤولين أميركيين انتقاماً لسليماني..هاريس ووالز يطلقان القطار الديموقراطي وترامب يستعد لمناظرة ومقابلة..الصين ستعمل على توسيع انفتاحها على الخارج وتسلك طريق التنمية السلمية..بنغلادش: يونس يرأس الحكومة ويدعو الثوار إلى الهدوء والاستعداد للبناء..الشرطة البريطانية تتصدى لـ«اتساع الشغب»..الآلاف يتظاهرون ضد العنصرية في أنحاء بريطانيا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..غزة تنزف 57 شهيداً..نتنياهو «يأسف» لهجوم أكتوبر..ويتنصل من «إخفاقاته الأمنية»..مصر وقطر وأميركا: حان الوقت لإبرام اتفاق وقف النار بغزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين..نتنياهو: مستعد لحرب إقليمية ومصر سبب «نكسة أكتوبر»..والاحتلال يدخل بأزمة دبلوماسية مع النرويج..الجيش الأميركي يعلن وصول مقاتلات "رابتور" إلى الشرق الأوسط.. ويكشف السبب..أوستن يبحث مع غالانت التحركات الأميركية للدفاع عن إسرائيل..ضغوط أميركية لتطويق التصعيد الإيراني ــ الإسرائيلي..تل أبيب تكشف «مؤامرة إيرانية» لتجنيد إسرائيليين..«التعاون الإسلامي» تحمّل إسرائيل مسؤولية اغتيال هنية في إيران..الجيش الإسرائيلي يشن عملية برية جديدة في خان يونس..نتنياهو: سأبقى في منصبي ما دمت أستطيع قيادة إسرائيل لمستقبل آمن..إسرائيل تعلن قصف مراكز قيادة لـ«حماس» في محيط مدرستين بغزة..ومقتل 18 فلسطينياً..السلطة الفلسطينية تدفع 70 % من رواتب موظفيها عن يونيو رغم أزمتها المالية..مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى..«الخارجية الفلسطينية» تدعو إلى إصدار مذكرة توقيف بحق سموتريتش..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,171,821

عدد الزوار: 7,622,747

المتواجدون الآن: 0