أخبار لبنان..التمديد «لليونيفيل» يلاقي القواعد اللبنانية لمرحلة الاستقرار الطويل في الجنوب..قبرص على خط ترحيل الرعايا الأوروبيين.. والاحتلال يغتال قيادياً من حماس في صيدا..ميقاتي لنواب المعارضة: الغرب يطلب إزالة «تهديد» حزب الله عبر إجراءات حدودية..قائد الجيش يعرض خطته للأميركيين: مليار دولار وتجنيد عناصر أساس دورنا بعد الحرب..الضاحية تدخل الحرب قبل وقوعها..مقتل مسؤول أمني بحماس في لبنان بغارة إسرائيلية قرب صيدا..لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهريا.. في حال الحرب..«حزب الله» مصرّ على «الرد» على اغتيال قائده العسكري..ردّ «حزب الله» مقيّد بالهدف..ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة..مزارعو التبغ في جنوب لبنان يخسرون مصدر عيشهم بفعل الحرب..

تاريخ الإضافة السبت 10 آب 2024 - 3:43 ص    عدد الزيارات 225    التعليقات 0    القسم محلية

        


التمديد «لليونيفيل» يلاقي القواعد اللبنانية لمرحلة الاستقرار الطويل في الجنوب..

قبرص على خط ترحيل الرعايا الأوروبيين.. والاحتلال يغتال قيادياً من حماس في صيدا..

اللواء...الخميس المقبل 15 آب، عيد انتقال السيدة العذراء، وهو يوم عطلة، في لبنان، وربما دول أخرى، ومع ذلك يقفز هذا التاريخ الى الواجهة، باعتباره موعد العودة الى طاولة المفاوضات من أجل «هدنة» وصفقة تبادل ووقف لإطلاق النار في غزة، وامتداداً الى سائر جهات المساندة من لبنان الى اليمن، وصولاً الى طهران، التي لم تزل تعرب بين اليوم والآخر منذ 9 أيام عن ان ردَّها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، آتٍ وحتمي ومؤثر.. وبالانتظار، انشغلت الأوساط الدبلوماسية والسياسية على اختلافها بموعد 15 آب التفاوضي، بعد اعلان حكومة بنيامين نتنياهو موافقتها على إرسال وفد للمشاركة في المكان والزمان الذي يختاره القيِّمون على البيان الثلاثي، الصادر عن مصر وقطر والولايات المتحدة، والداعي الى استئناف المفاوضات، واعتبار الوقت صار ضرورياً لوقف الحرب التي دخلت شهرها العاشر. وفي موقف أوروبي يصب بالاتجاه عينه، أبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء امس امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان بلاده ستعمل مع اليونيفيل لضمان الاستقرار في لبنان، مؤكداً على الدعوة لوقف النار في غزة.

القواعد اللبنانية

لبنانياً، فضلاً عن دعم الدعوة لاجتماع التفاوض المقبل، عممت الدبلوماسية اللبنانية على بعثاتها في الخارج ورقة لبنان للتوصل الى استقرار مديد في الجنوب، والاعراب عن ان الحرب الشاملة يمكن تجنبها.. فضلا عن التأكيد على دور الجيش اللبناني ووحدات اليونيفيل في الانتشار وحفظ الامن من زاوية الالتزام بمندرجات القرار 1701. وحسب الورقة اللبنانية، فإن حكومة لبنان ملتزمة بتطويع دفعات من الجنود لتعزيز عديد الجيش اللبناني. وأعادت الحكومة اللبنانية التأكيد على أن التفاهمات الأخيرة بشأن الحدود البحرية تدل، بما لا يقبل مجالاً للشك، بالتزام لبنان بالمفاوضات وحل النزاعات بالطرق السلمية مع التأكيد على التزام الحكومة اللبنانية بسلامة وأمن مواطنيها وسيادة لبنان وسلامة أراضيه.. وكان الموقف اللبناني تبلور خلال اللقاء بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، حيث تم التأكيد على موافقة لبنان، بعد تغيير طفيف في النسخة الاولى للتمديد لليونيفيل نهاية الشهر الحالي.

خطة الطوارئ

حياتياً، ما تزال الوزارات المعنية تتخذ ما يلزم من اجراءات من زاوية تعزيز خطة الطوارئ في حال اندلاع الحرب الواسعة، والتي تكسر قواعد الاشتباك على غرار ما حصل عام 2006. وحسب وزير الاقتصاد، فإن التمويل والامتدادات الغذائية تكفي لخمسة اشهر، والوقود لـ 5 اسابيع في حال حصار اسرائيلي..

قبرص.. وترحيل الرعايا

على صعيد ترحيل الرعايا الغربيين والأجانب، جددت وزارة الخارجية البريطانية امس الطلب من المواطنين البريطانيين تجنب السفر الى لبنان، تحت طائلة إبطال تأمين السفر الخاص بهم في حال سافروا الى لبنان خلافاً لنصيحة الخارجية والكومنولث. وجددت السفارة الاميركية في بيروت تذكير رعاياها بأنها «تشجع الراغبين في مغادرة لبنان على حجز اي تذكرة متاحة لهم، حتى لو لم تغادر تلك الرحلة على الفور، كما اوصت السفارة المواطنين الاميركيين الذين يختارون عدم المغادرة باعداد خطط للتعامل مع المواقف الطارئة والاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة من الزمن. ولم تتأخر الحكومة القبرصية للاعراب عن استعدادها للمساعدة في اجلاء المدنيين الاوروبيين من لبنان..

الوضع الميداني

ميدانياً، أغارت مسيَّرة اسرائيلية على سيارة رباعية الدفع عند تقاطع الحسبة (السوق الشعبي للخضار والفواكه) مع المنافذ باتجاه الجنوب، ووسط المدينة وشرق صيدا ومخيم عين الحلوة.. وأدت الغارة الى استشهاد القيادي في «حماس» سامر الحاج، وجرح مواطنين آخرين وقد نعته الحركة، احدهما فلسطيني والآخر لبناني. وأعلن «حزب الله» انه «ردًا على ‏اعتداءات العدو على بلدة حناويه ‏قصفنا مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة ‏كريات شمونة بصلية من صواريخ الكاتيوشا». وأضاف بأن «عناصره استهدفوا عند الساعة 09:40 من صباح أمس الجمعة تجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة»، وانه «وردًا على ‏الاغتيالات والاعتداءات التي نفذها العدو الإسرائيلي وخصوصاً في بلدتي الناقورة وحناويه، قصف ‏مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات ‏شمونة بصواريخ فلق». ومساء، عاودت الطائرات المعادية، الغارات على قريتي عيتا الشعب وحولا.

ميقاتي لنواب المعارضة: الغرب يطلب إزالة «تهديد» حزب الله عبر إجراءات حدودية

الاخبار..رلى إبراهيم .... منذ نحو أسبوع اجتمعت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت مع النواب جورج عقيص وغسان حاصباني وأديب عبد المسيح ومارك ضو وأشرف ريفي، حيث أبلغتهم استعدادها للتنسيق مع بعض الدول المانحة من أجل تأمين مبالغ مالية للمساهمة في إعادة الإعمار وتجهيز الجيش اللبناني، رابطة ذلك بقيام النواب بحركة سياسية للتسويق لتطبيق القرار 1701 سريعاً وضرورة المحافظة عليه كإطار للنقاش. وبحسب بلاسخارت فإن هذا الاتفاق لن يتبدّل ولن يستعاض عنه باتفاق آخر، وليس هناك احتمال لتعديل أي نقطة فيه، مؤكدة أن النقاش الأساسي هو حول آلية تنفيذه. ويفترض العمل على إثبات التزام لبنان بهذا القرار.قبيل ذلك، التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلاً من عقيص وعبد المسيح وضو، إضافة إلى النائبين ميشال دويهي وميشال معوض، وكرّر ميقاتي كلام بلاسخارت نفسه حول القرار 1701 مؤكداً للنواب ضرورة الحديث عنه في أسرع وقت ممكن. وأبلغ ميقاتي النواب أن الطريقة الأنجح لمنع إسرائيل من الانتصار هو العودة إلى صيغة ما قبل 7 أكتوبر، قائلاً لهم: «يجب العمل بسرعة على هذه النقاط، والوقت المتاح أمام لبنان هو 3 أشهر فقط قبيل رحيل الرئيس الأميركي جو بايدن». وتحدّث ميقاتي عن مباحثاته مع المسؤولين الغربيين حول سبل تطبيق الـ1701، وقال إن التركيز كان على 3 نقاط:

1- إرسال 15 ألف عسكري إلى الحدود الجنوبية، وقد طلب منه الغربيون المبادرة إيجاباً، عبر إعلان فتح دورة لتطويع عسكريين استكمالاً لتنفيذ التزام لبنان.

2- التركيز على ترسيم النقاط المتعلقة بالخط الأزرق والوصول إلى صيغ نهائية تكون بمثابة خط وقف نار.

3- معالجة المظاهر المسلّحة، والقصد هنا ليس المقاتلين، بل التخلص من الأنفاق والصواريخ ومنع «حزب الله» من القيام بهجوم بري نحو الأراضي المحتلة. وفي هذا السياق تبرز مسألة تمركز الجيش على مدى قريب من الحدود، وأن الغربيين يريدون شق طريق حدودي مطابق لما هو قائم على الجانب الآخر من الحدود، وأن يكون بعرض 30 إلى 40 متراً، وأن يكون مكشوفاً وتُسيّر فيه دوريات مشتركة للجيش واليونيفل، إضافة إلى إقامة أبراج للمراقبة، والتي تبدي بريطانيا استعداداً لتقديمها.

وكان مكتب ميقاتي الإعلامي قد وزّع يوم أمس ما أسماها «ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الجنوب»، وعمّمها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على كل البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج. وبحسب الورقة، فإن الحكومة اللبنانية تطلب مساعدة المجتمع الدولي وتحثّه على لعب دور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي على لبنان من أجل تجنب دوامة العنف المدمّرة. وطرحت الورقة 3 نقاط تحقّق خفض التصعيد وإرساء الاستقرار. النقطة الأولى، تتمحور حول التزام لبنان بالقوانين الدولية والإنسانية وقوانين الحرب وضرورة «التزام جميع الأطراف بمبادئ التناسب والتمييز والضرورة لحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم، وتجنب المزيد من التصعيد. كما يحتفظ لبنان بحق الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». لذلك و«إلى أن يتم التنفيذ الكامل والمتكافئ لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، هناك حاجة إلى خفض التصعيد الفوري ووقف الأعمال الاستفزازية من أجل تخفيف المخاطر وحماية المدنيين. وأي نشاط يدخل ضمن هذا المسار لا يجب أن يعيق إعادة الالتزام الكامل بالقرار 1701 أو يزيد من خطر نشوب صراع شامل». وأعلنت الحكومة دعمها «اتفاق الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار في غزة»، داعية إلى تنفيذه فوراً، ما سينعكس إيجاباً على لبنان ويمهّد لاستقرار مستدام وطويل. كما سيفتح الباب أمام مسار دبلوماسي ستدعمه الحكومة ويتمحور حول معالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية، بما في ذلك النزاعات على طول الخط الأزرق، إضافة الى تمهيد الطريق للتنفيذ الكامل للقرار 1701».

المسؤولون الدوليون ينصحون اللبنانيين بالتركيز على تنفيذ القرار 1701 لا على تعديله

في النقطة الثانية، ترى الحكومة أنه يفترض تطبيق كامل قرار مجلس الأمن على المدى المتوسط لأنه «حجر الزاوية لضمان الاستقرار والأمن في جنوب لبنان». وفي هذا السياق «سيؤدي الجيش اللبناني وقوات اليونيفل دوراً محورياً. وبهدف ضمان توافر الشروط اللازمة لتنفيذه تلتزم الحكومة اللبنانية بزيادة عدد أفراد الجيش اللبناني من خلال حملة تجنيد جديدة». وتُستكمل هذه المسألة في النقطة الثالثة، إذ تتعهد الحكومة اللبنانية بالقيام بعملية تجنيد لبنانيين إضافيين دلالة على التزامها الواضح بتنفيذ القرار. وهو ما يشكل «خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة»، طالبة مساعدة ودعم المجتمع الدولي لضمان التنفيذ الناجح. وهذه المساعدة وفقاً للورقة الحكومية يمكن أن تأتي بأشكال مختلفة، «بما في ذلك الدعم المالي والتدريب والمساعدة الفنية لضمان تنفيذ عملية التجنيد بفعالية وكفاءة». وأكّدت الحكومة التزامها بالعمل بشكل وثيق مع اليونيفل لضمان أمن واستقرار المنطقة.

قائد الجيش يعرض خطته للأميركيين: مليار دولار وتجنيد عناصر أساس دورنا بعد الحرب

الأخبار .. منتصف حزيران الماضي، زار قائد الجيش العماد جوزيف عون العاصمة الأميركية، وعقد سلسلة من الاجتماعات، بينها لقاء في مبنى الكونغرس مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي النائب الجمهوري مايكل ماكول ورئيس مجموعة الديموقراطيين في اللجنة النائب غريفوري ميكس. وقد صارح رئيس اللجنة قائد الجيش بأن «لا أحد ينتبه إلى لبنان الآن، والكلّ يركّز اهتمامه على ما يجري في قطاع غزة»، طالباً من قائد الجيش رأيه بما يجري حالياً. فقال الأخير «إن الحرب في جنوب لبنان تتوسع جغرافياً يوماً بعد يوم، لكن الجيش يعمل بالقدر المُستطاع على ضبط الوضع، ونأمل أن تصل جهود الإدارة الأميركية إلى وقف إطلاق النار في غزة، ما سينعكس إيجاباً على الجبهة الجنوبية في لبنان».من جهته، أشار النائب ماكول الى أنّ «لدى حزب الله قدرات كبيرة وأقوى من «حماس»، لكن إسرائيل تُريد الانتهاء أولاً من «حماس» في رفح، قبل أن تدخل في مسار السلام والتسوية». وأضاف «هناك اعتقاد لدى حزب الله بأن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لعدم القيام بحرب واسعة على لبنان وأن القوات الإسرائيلية ضعيفة، أو أن نتنياهو ضعيف جداً. لكن لا يُمكن الاستناد إلى هذا الاستنتاج»، مضيفاً أنه «على الرغم من أن الولايات المُتحدة لا تُريد اشتعال المنطقة، وأن الإدارة تضغط على نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار في غزة وعدم توسيع الحرب إلى لبنان، لكن هذا لا يعني أن بإمكان حزب الله أن يرتاح لعدم نشوب حرب».

أما النائب الديموقراطي ميكس، فتوجّه الى قائد الجيش قائلاً:

«إن نتنياهو لا يستمع إلينا مُعظم الوقت، وأيّ وقف لإطلاق النار في غزة سيكون بحسب شروط الرئيس بايدن، لكن حماس رفضت الاقتراح للأسف وتشترط بنوداً أُخرى. ويبدو بالتالي أن لا خيار لإسرائيل سوى القضاء على حماس في غزة، علماً أن اقتراح وقف إطلاق النار ينسحب على الوضع في جنوب لبنان أيضاً». وفي رده على أسئلة النائبين ميكس وماكول، قال العماد عون «إن الجيش يقوم بواجبه على كل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك الجنوب وفي الداخل وعلى الحدود البرية والبحرية أيضاً». وأضاف «إن الظروف صعبة جداً في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية وغياب حكومة كاملة الصلاحيات. لكننا على الرغم من ذلك نقوم بما يمليه علينا واجبنا للحفاظ على استقرار البلاد، وما زلنا نقوم بدوريات مع قوات اليونيفيل في الجنوب، على الرغم من القصف الإسرائيلي اليومي. كما لا يزال الجيش يتمتع بعلاقات مُمتازة مع المكوّنات الطائفية والمذهبية والحزبية كافةً في لبنان، ويحافظ على وحدة البلاد. ومن المهم معرفة أن الجيش لا يزال موحّداً. وكل ما نريده هو تأمين الغذاء وقطع الغيار للآليات والمحروقات». وفي اجتماع آخر، عقده قائد الجيش مع مستشارين في لجنة الشؤون الخارجية، قال العماد عون «إن الوضع في الجنوب صعب جداً، لكن هناك محاولات مستمرة لاحتواء الوضع والحفاظ على قواعد الاشتباك، ويتواصل التنسيق مع السيد عاموس هوكشتين الذي يسعى الى فصل جبهة الجنوب عن الوضع في غزة تجنّباً للمزيد من التصعيد، وهو يؤكد أن الخطر والتهديد الإسرائيلي حقيقي». وقال عون «إن لبنان لا يريد الحرب، لكن الوضع في الجنوب يرتبط بوقف إطلاق النار في غزة». وفي ردّه على سؤال لمساعد زعيم الأغلبية الجمهورية عمّا سيفعله الجيش اللبناني إذا هاجم الإسرائيليون لبنان، أجاب العماد عون أن الجيش «خسر حتى اليوم عنصراً وخمسة عشر جريحاً، ولم يحصل منذ 8 تشرين الأول 2023 أيّ احتكاك عسكري مباشر بين الجيش اللبناني والعدوّ الإسرائيلي، إلا أنه في حال قرّرت إسرائيل القيام بعدوان برّي، سيقوم الجيش بواجبه المتمثّل بالدفاع عن وطنه ومواجهة العدوان». وقد تحدّث العماد عون عن خطة ترسم دور الجيش في حال التوصل الى اتفاق لتطبيق القرار 1701 وانسحاب حزب الله الى شمال نهر الليطاني. وقال «إن الجيش سينشر وحدات إضافية تساعد على الحفاظ على استقرار الوضع في الجنوب، كما في كل لبنان. ويجب أن يكون الانتشار بعد وقف إطلاق النار والتوصل الى حل ديبلوماسي لحل النقاط الخلافية على الحدود البرية».

القائد يتحدث عن مصادرة الجيش أسلحة وصواريخ لحماس والجماعة الإسلامية في الجنوب

وبشأن كيفية تعزيز وجود الجيش في الجنوب، قال العماد عون «إن هناك ثلاثة خيارات متاحة:

الخيار الأول: إعادة نشر وحدات عسكرية موجودة في شمال لبنان وفي البقاع والجنوب، لكن ذلك سيخلق فراغاً في عمليات مكافحة الإرهاب والمخدرات وتهريب الأشخاص.

الخيار الثاني: أن تطلب الحكومة من قوى الأمن الداخلي الحلول مكان الجيش اللبناني في بيروت ومناطق في جبل لبنان بحوالي 6 آلاف عنصر من أجل إعادة نشرهم في الجنوب. وهو أمر غير وارد حالياً نظراً إلى قلّة الإمكانات والعديد لدى قوى الأمن الداخلي.

الخيار الثالث: فتح باب التطويع في الجيش، وفق الخطة التي وضعتها قيادة الجيش، والتي تمتد على خمس مراحل، يمكن تنفيذ كل مرحلة منها على حدة، لكنها خطة تحتاج الى تمويل، وتبلغ كلفتها حوالي مليار دولار، يتوزع حوالي السبعين بالمئة منها على كلفة آليات النقل الجديدة الضرورية لتنفيذ القرار 1701 والذي تعتبر الدورات العسكرية في صلبه بين الجيش واليونيفيل».

وفي أحد الاجتماعات، سمع قائد الجيش من مستشار جمهوري عضو في لجنة القوات المسلحة (إيريك تاغر) طلباً بأن «يقوم الجيش بضبط حزب الله، كون الجيش اللبناني مسؤولاً عما يحصل في لبنان». فردّ عليه عون بأن الأهم أولاً وقف الحرب في غزة. لكنه أشار إلى «أن الجيش اللبناني قام منذ 8 تشرين الأول بتوقيف مجموعات مسلحة من «حماس» والجماعة الإسلامية في لبنان كانت تقوم بالتحضير لهجمات صاروخية ضد إسرائيل»، قبل أن يتوجه الى مضيفيه بالقول: «تعلمون أنه ممنوع على الجيش دخول المخيمات الفلسطينية في لبنان». وفي لقاء آخر، قال السيناتور الديموقراطي جاك ريد لقائد الجيش: «بعد هجوم السابع من تشرين الأول، أصبح من الصعب على الإسرائيليين الحفاظ على الهدوء أو العقلانية، وخاصة أن حماس كانت تتصرف بشكل جنوني». أما وكيل وزير الخارجية للشؤون السياسية، السفير جون باس، فقال لقائد الجيش إن واشنطن «أرسلت بصورة غير مباشرة الى حزب الله أن مستوى التصعيد بات محفوفاً بالمخاطر». وختم باس حديثه بالقول: «ليس بإمكان الولايات المتحدة أن تحدّد ما إذا كانت إسرائيل ستتحرّك ضدّ لبنان».

الضاحية تدخل الحرب قبل وقوعها

الاخبار..زينب حمود.. طوال الأشهر العشرة الماضية، كان قصف الضاحية الجنوبية فرضية مستبعدة. بعد استهداف العدو مبنى سكنياً في حارة حريك مساء 30 تموز الماضي لاغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، ودخول بيروت لائحة الخرق الروتيني لجدار الصوت، «بدأت الحرب» في الضاحية قبل أن تقع، واستعاد سكانها خطط الطوارئ الاحترازية التي كانوا قد أعدّوها عند بداية طوفان الأقصى، قبل أن يركنوا إلى أن ضاحيتهم خارج خريطة القتال. هكذا عاد كثرٌ الى البحث عن شقق خارج المنطقة، فيما غادر آخرون بالفعل.جولة سريعة في حارة حريك والرويس وبئر العبد وبرج البراجنة وطريق المطار تؤكد أن هذه «مش الضاحية»، بعدما فقدت كثيراً من ضجيجها نهاراً وبات يسكنها الهدوء ليلاً. حركة السيارات والدراجات خجولة، تشبه ما تكون عليه في العطل والأعياد. رحلة «السرفيس» لم تعد تستغرق أكثر من دقائق، مع تأكيدات السائق أن «الشغل تراجع إلى النص بسب ندرة الركاب الذين حصروا مشاويرهم بالذهاب إلى العمل وبالزيارات الضرورية». شارع العنان في برج البراجنة يمكن قطعه من دون «دعسة فرام» بعدما كان اجتيازه «حلماً». جوّ الحرب انسحب على الأسواق ركوداً في حركة البيع والشراء. «بعد الحرب»، يردّ صاحب محل للأدوات الصحية في المريجة على سؤال زبونة له: «متى ستؤمّن لي هذه الحنفية؟». هدوء يخيّم على سوق عين السكة في البرج المعروف بصخبه، «فالناس لم تعد تتفتّل بين المحالّ، بل تقصد محلاً لشراء حاجاتها الأساسية وتعود إلى منزلها»، كما يقول صاحب محل للألبسة. وإلى «ما بعد الحرب» أيضاً، يؤجّل الأهالي التفكير في العام الدراسي المقبل، متجاهلين رسائل المدارس «بضرورة حجز مقعد للعام الدراسي المقبل وتسديد دفعة أولى من القسط»، لعدم تيقّنهم ما إذا كان هناك عام دراسي أصلاً، ولأن «الأولوية الآن لتأمين شقة خارج الضاحية»، يقول زبون أحد المكاتب العقارية.

جوّ الحرب انسحب ركوداً في الأسواق والبعض يقضي نهاره في الضاحية وينام خارجها

عدد لا يستهان به من العائلات غادر الضاحية، ومنهم من يقضون نهارهم في الضاحية وينامون خارجها. في أحد الأبنية في برج البراجنة، غادرت جميع العائلات إلى الشوف، باستثناء عائلتين فقط. وأقفل نادٍ للرياضة في حارة حريك أبوابه بعدما غادرت الـ«كوتش» إلى بعلبك. فـ«رغم أن الحرب قد تشمل البقاع، إلا أن الضرب هناك يستهدف منازل أو أراضي خالية، أما في الضاحية فيستهدف أبنية بكاملها، عدا عن قرب البقاع من سوريا التي تبقى خياراً للنزوح كلما ساءت الأمور». أما من بقوا، فقد جهّزوا حقائبهم و«فوّلوا» سياراتهم بانتظار لحظة الصفر التي تتعرض فيها الضاحية للقصف. فيما هناك فئة لا تملك «ترف الهروب» في ظلّ الإيجارات الهستيرية التي تُطلب واستغلال أصحاب الشقق في المناطق الآمنة ورفع الإيجارات بشكل هستيري. المطاعم لا تزال مفتوحة، ولكن مع تراجع ملحوظ في عدد الزوار، تقدّره مسؤولة العلاقات العامة في مطعم «الجواد داينيغ» في طريق المطار «بحدود الـ 25%»، موضحة أنها «نتيجة طبيعية للخوف والقلق والترقب السائد». لكن الحال تختلف في «سناك الآغا» في أوتوستراد السيد هادي، حيث «حركة البيع لم تتأثر سواء عبر خدمة التوصيل أو من خلال الاستقبال في الصالة التي تمتلئ بالزبائن ليلاً»، كما يؤكد المسؤول في المطعم سليمان شمص. وفيما يبدو ذلك مفاجئاً وخاصة بالمقارنة مع «تراجع البيع في الفرع الثاني للمطعم في رأس النبع خلال الأسبوع الأخير بنسبة تتراوح بين 30% و40%»، يبرّر شمص ذلك بأن «النساء لم تعد تطبخ بحجة الخوف من الحرب»!

مقتل مسؤول أمني بحماس في لبنان بغارة إسرائيلية قرب صيدا

تشير مصادر قناتي "العربية" و"الحدث" إلى مقتل مسؤول الأمن لحماس في مخيم عين الحلوة سامر الحاج

العربية.نت.. شنت إسرائيل ضربة جوية، اليوم الجمعة، استهدفت سيارة على أطراف مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان. وتشير مصادر قناتي "العربية" و"الحدث" إلى سقوط قتيل ينتمي لحركة حماس كان بالسيارة المستهدفة، وهو مسؤول الأمن لحماس في مخيم عين الحلوة سامر الحاج. وقد أكد مصدر أمني لبناني لوكالة "فرانس برس" أن "غارة إسرائيلية استهدفت مسؤول الأمن لدى حركة حماس في مخيم عين الحلوة، بينما كان داخل سيارته في مدينة صيدا". وفي وقت لاحق، أكّدت الوكالة الوطنية للاعلام، الرسمية في لبنان، مقتل "القيادي في حركة حماس ومسؤول الأمن في مخيم عين الحلوة سامر الحاج، بعد استهداف مسيرة معادية لسيارته الرباعية الدفع". وأفادت عن إصابة مدنيين اثنين بجروح، أحدهما يعمل في محطة وقود قريبة من مكان الاستهداف. واندلعت النيران في السيارة على طريق في جنوب مدينة صيدا، بمحاذاة مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وعملت سيارات الإطفاء على إخماد النيران قبل أن ينتشل المسعفون جثة متفحمة من السيارة، بينما فرضت وحدات من الجيش اللبناني طوقا في المكان. ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل على وقع الحرب المستمرة في غزة منذ 10 أشهر، استهدفت إسرائيل مراراً قياديين من حركة حماس أو متعاونين معها في لبنان. وهذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل سيارة داخل مدينة صيدا، منذ بدء التصعيد عبر الحدود قبل 10 أشهر. وفي الثاني من يناير/كانون الثاني، قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري مع 6 من رفاقه في قصف جوي استهدف شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي 13 مارس/آذار، قتل عضو في حركة حماس بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور. ونعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في 17 مايو/أيار، قيادياً عسكرياً قضى بضربة إسرائيلية في شرق لبنان. ويأتي استمرار التصعيد على وقع مساعٍ دولية لنزع فتيل التفجير في المنطقة، بعد توعّد إيران وحلفائها بالرد على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر قرب بيروت. وأسفر التصعيد عبر الحدود عن مقتل 561 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 366 مقاتلاً من حزب الله، و116 مدنيا على الأقل. وأعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 22 عسكرياً و26 مدنياً على الأقل منذ بدء التصعيد.

«كتائب القسام» تنعى سامر الحاج إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات إسرائيلية في صيدا

الراي.. نعت «كتائب القسام» القيادي الميداني سامر الحاج إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات إسرائيلية في صيدا بلبنان. وكان مصدر أمني لبناني قال وكالة فرانس برس إن مسؤول أمن حركة حماس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين استشهد اليوم الجمعة في غارة اسرائيلية استهدفته في جنوب لبنان.

لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهريا.. في حال الحرب

الراي... رويترز.. صرح الوزير ناصر ياسين أن لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهريا لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات في أسوأ السيناريوهات في حال نشوب حرب شاملة مع إسرائيل. وقال ناصر ياسين، الوزير المشرف على التخطيط للطوارئ في حالة نشوب صراع أوسع نطاقا، لرويترز إن بلاده ستعاني لسد ولو جزء من احتياجاتها الإنسانية في حال نشوب حرب شاملة مع إسرائيل، في الوقت الذي تسعى فيه إلى زيادة الدعم من المانحين مع استمرار الاشتباكات على الحدود. وأضاف «ستكون تلبية جزء صغير، حتى ولو 10 أو 15 في المئة من ذلك، مسألة كبيرة بالنسبة للحكومة. سنحتاج من المانحين إلى تكثيف جهودهم». وأضاف ياسين «تقلص تمويل المساعدات الإنسانية في العديد من الأماكن إلى الحد الذي يكاد يكفي للعيش، حتى أن بعض المنظمات تخفض التمويل لأمور أساسية تتعلق بإنقاذ الأرواح»...

«حزب الله» مصرّ على «الرد» على اغتيال قائده العسكري… حتى لو حصل وقف النار في غزة

إسرائيل تقتل في صيدا قيادياً في «حماس»

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن «حزب الله» عن استعداده للتعامل مع أي تصعيد «بما يتلاءم مع أي ردة فعل» إسرائيلية تترتب على رده على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، ويرى أن النقاش حول «تسوية أو مبادرة تؤدي إلى وقف إطلاق النار الدائم في غزة والضفة» يتم بعد رد الحزب وليس قبله، بالتزامن مع تصعيد متواصل، تزيد فيه إسرائيل الرقعة الجغرافية للاستهدافات داخل العمق اللبناني، بينما يرفع الحزب نوعية الذخائر التي يستخدمها لقصف أهداف إسرائيلية. وبموازاة التهديدات المتصاعدة بالرد على اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في الأسبوع الماضي، وتهديدات إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران، وصل قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) مايكل كوريلا، إلى تل أبيب، في ثاني زيارة لإسرائيل خلال أسبوع، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة. وأجرى كوريلا تقييماً للوضع مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، وقائد سلاح الجو تومر بار. وفي تطور ميداني بارز، لاحقت مسيّرات إسرائيلية قيادياً في «حماس» يُدعى سامر الحاج وأصابت سيارته بصاروخين في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب. وقُتل الحاج فيما أصيب مرافق كان معه في السيارة ونُقل إلى مستشفى. وقالت مصادر فلسطينية في صيدا إن الحاج كان يشارك في اجتماع داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين وتم استهدافه لحظة خروجه من المخيم.

تعامل مع أي تصعيد

ويعتزم «حزب الله» الرد على اغتيال شكر، وفق ما أكده 3 من قيادييه الجمعة. وقال عضو كتلته البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب حسن عز الدين، إن «الرد على العدو الصهيوني آتٍ حتماً، سواء من المقاومة الإسلامية في لبنان أو من الجمهورية الإسلامية أو من اليمن أو العراق»، لافتاً إلى أن «الرد هو على تمادي العدو في جرائمه ومحاولته كسر الخطوط الحمر». وفي إشارة إلى الجهود الدبلوماسية التي تُبذل لمنع التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب موسعة، قال عز الدين: «على كل الساعين لمحاولة ثني المقاومة والجمهورية الإسلامية عن ردها، أن يأتوا بعد الرد، حينها يمكن الكلام بأي تسوية أو مبادرة تؤدي إلى وقف إطلاق النار الدائم في غزة والضفة». من جهته، أكد الوزير السابق محمد فنيش: «إننا في (حزب الله) نعيش الواقع ونتابعه ونتحمل مسؤوليتنا ولا نخشى تهديدات العدو، ونمتلك من وسائل الرد والردع والقوة والقدرة، ما يجعل العدو طيلة 10 أشهر لا يقدر على تجاوز حدود الاشتباك، وإذا تجاوز تقوم المقاومة بردها الذي يعيده إلى قواعد الاشتباك». وأضاف: «نحن لا نخشى التصعيد، وإذا كان هناك تصعيد فسنتعامل معه بما يتلاءم مع أي ردة فعل للعدو، فلا يثنينا عن متابعة قرارنا في مواجهة العدوان والردّ».

توسعة الرقعة الجغرافية

وفي ظل تلك التهديدات والاستعدادات، تمضي إسرائيل في توسعة الرقعة الجغرافية للاستهدافات داخل العمق اللبناني، وتضم بلدات جديدة إلى بنك الأهداف، كان آخرها استهداف مبنى في منطقة حناويه الواقعة شرق مدينة صور فجر الجمعة، من غير أن تسفر الغارة عن أي خسائر بشرية. كما لاحقت المسيرات الإسرائيلية عنصرين لـ«حزب الله» في الناقورة، مما أدى إلى مقتلهما. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان الجمعة، أن الغارة التي نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية على بلدة الناقورة الجنوبية، «أدت إلى استشهاد شخصين». وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية هاجمت مقر قيادة لـ«حزب الله» في منطقة حناويه وبنية تحتية في منطقة عيتا الشعب بجنوب لبنان. كما هاجمت الطائرات منصة إطلاق استخدمها «حزب الله» في منطقة عيتا الشعب، حيث أطلقت منها قذائف صاروخية الخميس، نحو منطقة بيرنيت في الجليل الأعلى. وفي مقابل التصعيد الإسرائيلي، أعلنت وسائل إعلام مقربة من «حزب الله» أنه استخدم «صواريخ ثقيلة جداً» في استهدافه لمواقع إسرائيلية، من بينها قاعدة عسكرية في كريات شمونة. وأعلن «حزب الله» أن عناصره استهدفوا الجمعة مقر قيادة اللواء 769 الإسرائيلي في ثكنة كريات شمونة بصواريخ «الكاتيوشا»، رداً على اعتداءات إسرائيل على بلدة حناويه الجنوبية، كما «شنوا هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة الكتيبة ‏الساحلية التابع للواء الغربي المستحدث في ليمان»، واستهدفوا «أماكن تموضع وتمركز ضباطها وجنودها ‏وأصابوا أهدافها بدقة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة»، حسبما جاء في بيان للحزب. وأعلن في بيانات أخرى عن استهداف مبانٍ ‏يستخدمها جنود إسرائيليون في كريات شمونة، كما قصفوا مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات ‏شمونة بصواريخ «فلق» الثقيلة. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار من الرشاشات الثقيلة باتجاه جبلي «اللبونة» و«العلام» وأطراف بلدة الناقورة في جنوب لبنان. وقصفت المدفعية الإسرائيلية قبل بلدة الخيام الجنوبية، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية».

لبنان: ردّ «حزب الله» مقيّد بالهدف..ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة

سقوف القتال ترتفع تدريجياً... وحركة الاتصالات فاعلة

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. «اضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً»... بهذه العبارة خاطب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الإسرائيليين، متوعداً إياهم بالانتقام لدماء القائد العسكري الأول فؤاد شكر في خطاب تشييع الأخير، الذي اغتالته إسرائيل، مع غروب يوم الثلاثاء الماضي بغارة استهدفته داخل منزله في منطقة حارة حريك بضواحي بيروت الجنوبية. لكنّ خطاب تأبين شكر في ذكرى مرور أسبوع على مقتله انطوى على عدّة مفارقات، أبرزها إعلان نصر الله أن حزبه و«محور المقاومة» غير مستعجلين للردّ بانتظار اختيار الهدف بدقّة حتى لا يؤدي إلى حربٍ واسعة، وأن تجنب الردّ حتى الآن هو ردّ بذاته يجعل الإسرائيليين «يقفون على قدم ونصف» تحسّباً لما سيأتي. في لبنان أيضاً يحبس الناس أنفاسهم بانتظار ردّ الحزب والأثمان التي ستدفعها إسرائيل جراءه. إلا أن ما يقلقهم أكثر هو كيف ستتعامل تلّ أبيب مع نتائج عملية الحزب المرتقبة بين ساعة وأخرى، خصوصاً إذا أدت إلى ضرب هدفٍ استراتيجي أو قتل مدنيين إسرائيليين، وهو ما ينذر بجرّ جبهة لبنان إلى حربٍ واسعة يصعب تحمل تبعاتها ونتائجها. يعترف خبراء في لبنان أن في جعبة «حزب الله» بنك أهداف واسعاً في الداخل الإسرائيلي، والصور التي التقطتها طائرات «الهُدهد» 3 مرات، تنبئ باختيار أكثر من هدف. إلّا أن مراقبين يعدّون أن «خيارات الحزب محدودة، وإن كان يملك كثيراً من الصور والمعطيات». ويرى العميد منير شحادة، منسّق الحكومة اللبنانية السابق مع «الأمم المتحدة»، أن خطاب نصر الله ما قبل الأخير «حسم بشكل قاطع الانتقال من جبهة المساندة إلى المعركة الكبرى. وهذا يعني أن كل محور المقاومة، بما فيها إيران، انخرط في هذه المعركة». ويؤكد شحادة لـ«الشرق الأوسط» أن «الردّ على اغتيال فؤاد شكر حتمي، لكن هذا الردّ ليس فورياً، بل رهن اختيار الهدف والفرصة المتاحة له». ويضيف: «بتقديري سيكون الردّ بحجم جريمة اغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر، وربما يؤدي إلى اغتيال شخصية عسكرية إسرائيلية كبيرة».

التوقيت المناسب

وحقاً، اتسم خطاب نصر الله الثاني الذي ألقاه يوم الثلاثاء بمناسبة تأبين شكر، بالهدوء والروية وتحاشي استعجال «الردّ القادم في توقيته المناسب»، مخاطباً جمهوره المتعطّش للانتقام، بـ«التروّي»، مستخدماً تعبير «يا واش يا واش»، معتبراً أن «عدم الردّ حتى الآن هو جزء من الردّ» طالما أنه يقلق الإسرائيليين. وهنا، يوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور حسن جوني لـ«الشرق الأوسط»، أن نصر الله «ملتزم بحتميّة الردّ على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، تاركاً التوقيت للميدان وللفرصة التي توفر له هدفاً بحجم الخسارة التي تلقاها». ويتابع: «ردّ (حزب الله) ليس مشروطاً باغتيال شخصية إسرائيلية توازي أهمية فؤاد شكر، بل ربما يكون هدفاً عسكرياً موجعاً، يستخدم فيه صواريخ فاعلة ومؤثرة، لكن إذا تمكن من اصطياد شخصية عسكرية كبيرة يكون ذلك أفضل بالنسبة له». وحسب جوني، الذي كان يشغل منصب قائد كلية الأركان في الجيش اللبناني: «لا يمكنني أن أتنبّأ بطبيعة الردّ، بل أستنتج انطلاقاً من الظروف الإقليمية والدولية المؤثرة في هذه الحرب واستراتيجية تدخل (حزب الله)، وعنوانها الدعم والمساندة، بأن هذا الردّ محكوم بحدّين: الأول ردّ غير تقليدي وغير نمطي، أي أنه لا يشبه الردود التي أتت انتقاماً لاغتيال قادة ميدانيين، ويأتي في مكان لا يتوقعه الجيش الاسرائيلي، كأن تكون هناك عملية خاصة، برية أو بحرية أو جوية، تفاجئه في أسلوبها ومكانها. والثاني وهو السقف الأعلى للردّ، يتحدد بألّا يتجاوز الخطوط الحمراء الكبرى التي تعطي إسرائيل مبرّراً، سواء في الداخل الإسرائيلي أو في الخارج، لشنّ حرب واسعة على لبنان... فالعملية المرتقبة تحتاج إلى تقييم دقيق حتى تأتي ضمن هذين الحدّين»، وفق جوني.

قصف الضاحية

طبعاً، لا مجال للمقارنة بين التفوق الجوي والتكنولوجي لدى إسرائيل وبين قدرات «حزب الله». وإن كان الأخير طوّر قدراته القتالية منذ عام 2006 حتى اليوم، فليس سهلاً أن ينتقي الهدف، وثمة أسئلة عن البدائل التي سيلجأ إليها في حال لم يحقق مراده بقتل شخصية إسرائيلية كبيرة. هنا يعدّ العميد شحادة أنه «في حال تأخر اختيار الشخصية الإسرائيلية، سيختار الحزب هدفاً عسكرياً استراتيجياً، أعمق من كل الأهداف التي ضربها منذ 8 أكتوبر الماضي». ويوضح: «طالما أن إسرائيل خرقت قواعد الاشتباك وتجرّأت على قصف الضاحية الجنوبية، قد لا يتردد الحزب بضرب هدف استراتيجي في حيفا أو تلّ أبيب، مع حرصه على ألّا تتسبب الضربة بقتل مدنيين إسرائيليين»، ثم إنّ «ردّ (حزب الله) ليس فورياً ولا خلال ساعات أو أيام قليلة، فهو يتوخّى نجاح الردّ وانتقاء الهدف وضربه بدقّة».

معركة «المحور»

راهناً، ثمّة حرص كبير لدى «حزب الله» على ألا يُجرّ إلى حرب لا يريدها، وهذا ما عناه نصر الله عندما أكد أن معركة «محور المقاومة» تهدف إلى «عدم تمكين إسرائيل من الانتصار في هذه المعركة»، ما يعني تخليه عن شعار «إزالة الكيان الصهيوني من الوجود». وحول هذا، رأى العميد جوني أنه «رغم كل هذا التصعيد في العمليات العسكرية، وتحديداً في عمليات الاغتيال، ورغم ارتفاع وتيرة الخطاب السياسي والتهديدات، فإن الأسباب التي منعت اندلاع الحرب الشاملة، وخاصة بين إسرائيل و(حزب الله)، لا تزال قائمة. وهي أولاً اعتبارات الردع والردع المقابل، وثانياً الإنهاك الذي أصاب الجيش الإسرائيلي بعد أشهر طويلة من القتال في غزة، وثالثاً الموقف الدولي والإقليمي، وتحديداً الولايات المتحدة، التي لم تسمح لإسرائيل حتى الآن بتوسعة عملياتها وإدخال المنطقة في حرب كبرى لا لزوم لها ولا مصلحة».

لا عذر لإسرائيل

من جانب آخر، أتى قصف الضاحية الجنوبية واغتيال فؤاد شكر من خارج كلّ التوقعات، إذ تفيد المعلومات بأن لبنان تلقى ضمانات أميركية بأن بيروت والضاحية الجنوبية مستثنيان من أي عمل عسكري إسرائيلي. وهذه العملية كانت محور الاتصال العاصف بين بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ«الخداع» والتفرد بقرار اغتيال شكر في بيروت وإسماعيل هنية في قلب طهران. وبرأي العميد شحادة، إن نتنياهو «يسعى إلى جرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران»، وإنه «لا عذر لإسرائيل لتنفيذ عملية خطيرة ودقيقة في قلب طهران، واغتيال القائد السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية، إلّا دفع المنطقة إلى الحرب». وبعد تساؤل شحادة: «ما هو مبرّر إسرائيل لاغتيال قائد سياسي تتفاوض معه من أجل تبادل الأسرى ووقف العمليات العسكرية؟»، فإنه يشير إلى «أن ردّ (حزب الله) قد يستدرج ردّاً إسرائيلياً، وعندها نصبح أمام حربٍ مفتوحة، وقد تكون حرباً إقليمية تتخطّى جبهة لبنان، وسيكون كلّ محور المقاومة شريكاً فيها». اغتيال شكر يتصدّرخسائر «حزب الله» للعلم منذ 8 أكتوبر الماضي، خسر «حزب الله» عدداً من قادته العسكريين والميدانيين، لكن اغتيال شكر شكّل أكبر ضربة منذ اغتيال عماد مغنية في دمشق عام 2008. وعليه، يعدّ الدكتور خلدون الشريف، السياسي اللبناني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن خطابي نصر الله الأخيرين «اتسما بالعقلانية، رغم حجم الخسارة التي مني بها باغتيال القائد العسكري فؤاد شكر في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، عندما أعلن أن الردّ محسوم، لكننا نقاتل بغضب وبعقل، وبغضب وحكمة». وتابع الشريف أن الخطاب الثاني لنصر الله «استفاض في شرح الموقف من الجهتين، حيث قال إنه لو أرادت إسرائيل حرباً شاملة مع لبنان لشنّتها منذ حين، وليؤكد بدوره أن الحزب ليس طالب حرب بدوره، لكنه حسم موضوع الرد ولمّح بشكل واضح إلى أن الحزب حين استهدفت إسرائيل مدنيين ردّ على أهداف عسكرية».

أبعد مسافة

هذا، وبينما يبدي «حزب الله» حرصه على تجنيب المدنيين الإسرائيليين والمنشآت المدنية عملياته، بدا لافتاً امتلاكه أسماء وأماكن المعامل والمصانع الموجودة في الشمال الإسرائيلي. فقد ذكرها نصر الله في خطابه الأخير، وهذا ما رسم علامات استفهام عن إمكانية تحويلها إلى أهداف مشروعة في حال اندلاع الحرب. إلّا أن الشريف أعرب عن اعتقاده بأن «الرد سيكون على أهداف عسكرية قد تكون أبعد مسافة مما طالته صواريخ الحزب أو مسيراته سابقاً». وأردف: «لا شك أن هناك وساطات كثيرة تجري بين الحزب وإسرائيل وبين إيران وإسرائيل أيضاً... ومن الواضح أن السبيل الوحيدة لإلغاء الرد على اغتيال كل من هنية وشكر تختصر بوقف إطلاق نار في غزة، ما يسقط الردود. لكن الملفت في الخطاب قول نصر الله إن أحداً لا يطلب من إيران وسوريا أن يقاتلا قتالاً طويلاً، وهو ما دفع عدداً كبيراً من الفرقاء في لبنان ليسألوا سؤالاً بديهياً: هل مطلوب أن يدفع لبنان وحده، دون الآخرين، ثمناً من رزقه وأرواحه، على الرغم من إيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية وإجرام حكام إسرائيل؟!».

لا مجال للمقارنة بين التفوق الجوي والتكنولوجي لدى إسرائيل وبين قدرات «حزب الله»

كلام دبلوماسي

في المقابل، التزام «حزب الله» بـ«قواعد الاشتباك المستمرة» منذ فتح «جبهة المساندة» قبل 10 أشهر، لا يعني أن عملياته لن تطول أهدافاً ومنشآت عسكرية في العمق الإسرائيلي، لكن لا شيء يضمن استمرار المغامرات الإسرائيلية رغم الضغوط الأميركية والغربية التي تمارس عليها. وهنا يلفت الدكتور الشريف إلى أنه «ليس ثمة ما يؤكد أن واشنطن وعدت بعدم استهداف بيروت والضاحية، ولو أن الكلام الدبلوماسي الرفيع في العاصمة كان في هذا الاتجاه كل الوقت». ويضيف في الوقت نفسه أنه «ليست هناك ضمانات ألّا يرد الحزب على أهداف قد تدفع الإسرائيلي إلى الردّ بدوره، وزيادة حدود الصراع وحدود النار، غير أنه من الواضح إلى اليوم أن الكل يقاتل تحت السقوف، لكن تلك السقوف ترتفع تدريجياً إلى مستويات عالية».

موازين القوى

ثم توقف الشريف عند إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» أن هذه المعركة لن تكون معركة زوال إسرائيل. وعزا هذا الموقف اللافت إلى أن «موازين القوى الداعمة لإسرائيل بعد عملية (طوفان الأقصى) لغير مصلحة المقاومة، خاصة في فلسطين المحتلة، بسبب الظروف التي أحاطت بالعملية من جهة، وبسبب ضعف إمكانات حركة (حماس) العسكرية، رغم قدراتها الهائلة على الصمود، ولأن هذه المعركة تحديداً لم يقررها نصر الله، بل جاء منذ 8 أكتوبر ليقول إنه جبهة إسناد لا أكثر». ولا يستغرب الشريف اعتراف نصر الله «المنطقي والبديهي بتحقيق إسرائيل أهدافاً ثمينة في اغتيال من اغتالتهم منذ البدايات، مع أن المعارك تعرف بنتائجها النهائية، التي لا تزال غير واضحة». ثم يختم: «من المؤكد أن إسرائيل لا تستطيع إنهاء (حزب الله) وضرب نفوذه، لكنها تستطيع التسبب بآلام شديدة، وهو بدوره يستطيع إيلامها»، معتبراً أن «سردية الحزب في الاستراتيجية قد لا تكون تغيّرت، لكنه يدرك في التكتيك أن زوال إسرائيل ليس في متناول اليد في هذه المرحلة أو في مرحلة أبعد».

ثلاثة من القيادات المركزية في «حزب الله» يُنسب اغتيالها لإسرائيل

ينسب «حزب الله» اغتيال ثلاث شخصيات عسكرية مركزية في جهازه إلى إسرائيل. وبدأ المسلسل في عام 2008 باغتيال عماد مغنية، الذي وصفه نصر الله بـ«قائد الانتصارين»، (2000 و2006)، وكان قد اغتيل بسيارة مفخخة بدمشق في فبراير (شباط) 2008. ومغنية، من مواليد 1962، ويُعد من مؤسسي «حزب الله» في 1982، وقاد الوحدة العسكرية بالحزب منذ منتصف التسعينات، كما قاد معارك الحزب ضد إسرائيل في 2006.بعد مغنية، تعرّض مصطفى بدر الدين للاغتيال في مايو (أيار) 2016، إذ قتله صاروخ استهدفه في مركز للحزب بريف دمشق في سوريا، وتضاربت هوية الجهة التي اغتالته بين مجموعات سورية معارضة أو إسرائيل. وبدر الدين من مواليد 1961، ويعد من الكوادر المؤسِّسة للحزب في 1982، وقاد وحدة الحزب العسكرية لفترات متقطعة بين 1992 - 1996 و2008 - 2016، كما قاد معارك الحزب في سوريا منذ 2012، وعدَّته إسرائيل «وزير أمن حزب الله».وبعد بدر الدين، اغتالت إسرائيل أخيراً فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في يوليو (تموز) 2024، وشكر من مواليد 1961، ومن مؤسسي «حزب الله» في 1982، وقاد الوحدة العسكرية المركزية بالحزب في فترات متقطعة بين 1985 - 1992، و2016 – 2024، وترأس برنامج تطوير سلاح الحزب بالصواريخ الدقيقة والمسيّرات. ويقول الحزب إنه وضع البرامج التدريبية والعسكرية وتولى صياغة الخطط العسكرية. أيضاً قاد شكر معارك الحزب في جنوب لبنان ضد إسرائيل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، واغتيل بغارة جوية إسرائيلية في ضواحي بيروت الجنوبية يوم 30 يوليو 2024.

مزارعو التبغ في جنوب لبنان يخسرون مصدر عيشهم بفعل الحرب

المحصول يتراجع 80 %... والقرى المسيحية تحاول إنقاذ الموسم

بيروت: «الشرق الأوسط».. اثنان فقط من أصل 885 مزارعاً للتبغ في بلدة عيترون الحدودية في جنوب لبنان، تمكّنوا من زراعة أراضيهم هذا العام. حرم القصف الإسرائيلي، مئات المزارعين من زراعة حقولهم في قرى الشريط الحدودي. وحدها رميش، البلدة المسيحية المحيّدة نسبياً عن المعارك، لخلوها من عناصر «حزب الله»، تنشط فيها هذه الزراعة التي شملت معظم أراضيها، باستثناء الحقول البعيدة عن البلدة، والمتاخمة للحدود. ويعتمد الجنوب تقليدياً على زراعة التبغ، وهي زراعة رائجة بسبب عدم حاجتها للمياه. ووفّر هذا النشاط على مدى العقود الماضية تمكيناً اقتصادياً للسكان، وحاز دعم إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي). ويزرع غالبية أبناء تلك المنطقة، خصوصاً في قضاءي صور وبنت جبيل، التبغ، ويشمل ذلك المواطنين من جميع الطوائف. ويبلغ عدد مزارعي التبغ والتنباك في لبنان نحو 25 ألف مزارع.

خطة عاجلة لـ«الريجي»

وتنتشر زراعة التبغ في عدد من المناطق اللبنانية، فالشمال اللبناني ينتج ما يقارب مليوناً وأربعمائة ألف طن سنوياً، أما البقاع فكان ينتج سنوياً ما يقارب مليوناً وسبعمائة ألف طن، ولكن هذا الموسم تضرر ما يزيد على 60 في المائة من المحصول نتيجة موجة الحر الأخيرة، وفي الجنوب تراجع إنتاج التبغ من 5 ملايين طن عام 2019، إلى مليون وتسعمائة ألف طن في العام 2023، ومن المتوقع أن ينخفض إلى حدود مليون ومائتي طن هذا العام، وفق ما أفاد مدير الزراعة والمشتري في «الريجي» جعفر الحسيني لـ«الشرق الأوسط»، ما يعني أن المحصول سيتراجع في الجنوب بنسبة 80 في المائة عما كان عليه في 2019. ويشير الحسيني إلى أن «الريجي» تدخّلت منذ الأسبوع الأول للحرب مع المزارعين، وقامت باستئجار مستودعات للتخزين في مناطق آمنة؛ عوضاً عن تلك المنتشرة في قرى الشريط الحدودي، كما قامت بتقديم موعد تسلم المحاصيل كي يتمكن المزارعون من تسليم موسمهم قبل اشتداد المعارك والنزوح القصري. وللتعويض عن الخسائر جرّاء توقف الزراعة في الحافة الأمامية، قامت «الريجي» باستحداث مشاتل مجانية في قرى آمنة لمساعدة المزارعين وتحفيزهم على الاستثمار في زراعة الدخان.

خفض إنتاج وقذائف حارقة

ولا تقتصر الأضرار على انخفاض الإنتاج، بل طاول القصف الإسرائيلي بالقذائف الفسفورية حقولاً كانت تزرع بالتبغ في أطراف الظهيرة وسهل مرجعيون، ما حرم أصحابها من زراعتها في المستقبل القريب، كما أدى القصف الإسرائيلي على بلدة عدشيت بقضاء النبطية، إلى احتراق 2500 كيلو لأحد المزارعين في المنطقة.

رميش تنقذ موسم التبغ

رميش الحدودية، البلدة المسيحية، تعد ثالث أكبر القرى في زراعة التبغ، وتمكن أكثر من 700 مزارع من أبنائها زراعة ما يقارب 80 في المائة من أراضي البلدة هذا العام، أما الحقول التي تقع في مناطق تُعدّ «ساحة حرب» في قطمون وهرمون في خراج بلدة رميش، فقد تعذّر على المزارعين الوصول إليها. تقول رنا عبدوش، وهي مزارعة من البلدة ورثت المهنة عن والدها، لـ«الشرق الأوسط»، إن «زراعة التبغ هذا العام اختلفت عن الأعوام الماضية، من ناحية المخاطر التي تتربص بالمزارعين، إذ تعرّض عدد منهم لمحاولات ترهيب من قِبَل الجيش الإسرائيلي عبر إطلاق النار بالقرب منهم». وعن المساعدات التي يتلقاها مزارعو التبغ، تشير إلى أن «الريجي» دعمت المزارعين بالأدوية والمعدات اللازمة لزراعة وشكّ الدخان، لكنها تأمل بأن «تقدم (الريجي) على دعم المزارعين عبر رفع سعر الكيلو، لا سيما في ظل ما يعانيه أهالي الجنوب من صعوبات نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية».

عيترون وعيتا الشعب: الكارثة

في عيترون وعيتا الشعب الحدوديتين، 1673 مزارعاً؛ اثنان فقط تمكنا من زراعة التبغ في سهول عيترون، و13 مزارعاً منهم زرعوا في بلدات نزحوا إليها، أما العدد المتبقي من مزارعي البلدة، إضافة إلى مزارعي عيتا الشعب، فخسروا موردهم وباب رزقهم الوحيد. مزارعة تبغ تتفقد محصولها في جنوب لبنان (الشرق الأوسط)

إبراهيم عبد المنعم (47) عاماً، مزارع من عيترون، رفض مغادرة بلدته التي تتعرض يومياً للقصف الإسرائيلي، وأصر على زراعة أرضه رغم المخاطر المحدقة به. يروي إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» حكايته مع شتلة التبغ قائلاً: «أمي كانت مزارعة، وأنا مثلها. شتلة التبغ بالنسبة لمنطقتنا هي مصدر قوتنا حياتنا. زراعة التبغ ساعدتنا على تعليم مهندسين وأطباء...». وعن المخاطر التي تواجهه، لا سيما أن البلدة محاطة مواقع إسرائيلية عدة، أبرزها المالكية وبياض بليدا وثكنة أفيفيم، يقول إبراهيم: «لا شك في أن هناك خوفاً، في النهاية نحن بشر، من يقرر العيش في هذه البلدة يمكن أن يكون الثمن حياته». ويشير إلى أنه خسر جزءاً من إنتاجه بعد سقوط صاروخ اعتراضي في أرض مزروعة أدت لاحتراق الشتول.

مروحين... صفر إنتاج

حال بلدة مروحين مثل حال بلدة عيتا الشعب، نزح جميع سكانها، البالغ عددهم 1200 شخص، وكلّهم يعتمدون على الزراعة، وفق ما يقول محمد غنّام، رئيس بلدية مروحين لـ«الشرق الأوسط»، ويشير إلى أنه في البلدة ما يقارب الـ40 مزارع تبغ، لم يتمكن أحد منهم من زراعة أرضه، لا بل لحقه الضرر إلى السنوات المقبلة، جراء تعرض البلدة للقصف بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً.

نزوح قسري

ويرى عضو تجمع مزارعي التبغ خليل ديب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن المزارعين «هم الشريحة الأكثر تضرراً بفعل النزوح القسري جرّاء العدوان الإسرائيلي من جهة، ومن الأسعار المتدنية التي دأبت الإدارة في اعتمادها أثناء استلامها المحاصيل»، مضيفاً: «تزامن العدوان مع بدء التحضير للموسم، فنزحوا عن قراهم ولم يتسنَّ لهم أرضاً بديلة في القرى التي نزحوا إليها». وطالب ديب بإعداد آلية من قبل «الريجي»، وإلى جانبها مجلس الجنوب تأخذ بعين الاعتبار أحوال المزارعين، وتكون الأولوية التعويض عليهم بما يضمن مستلزمات أعباء النزوح.

شتلة التبغ ارتبطت بالنشاط الاقتصادي لآلاف العائلات بجنوب لبنان (الشرق الأوسط)

في الخطوط الخلفية

يختلف واقع الزراعة في الخطوط الخلفية بين الخوف من استهداف إسرائيلي للمزارعين، كما حصل مع مزارعي الصعتر في شقرا، إذ قضت المواطنة غادة عبادي جرّاء استهداف مسيرة إسرائيلية لها أثناء قطافها المحصول، ومنهم مَن يزرع رغم معاناة الغلاء وقلة اليد العاملة. يقول حكمت خليل (64 عاماً)، وهو مزارع من بلدة صريفا، إنه تمكّن بفضل زراعة التبغ من إعالة أبنائه وتعليمهم، واليوم بناته يشاركنه زراعة التبغ، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «كنت في الماضي أزرع ما يقارب الـ70 دونماً، اليوم زرعت 50 فقط، فهناك نقص في اليد العاملة، وغلاء في أجور اليد العاملة».

دير سريان والطيبة

في بلدة دير السريان، المجاورة لبلدة الطيبة التي تتعرض أطرافها للقصف، لم يمنع الخوف منى ناصر وإخوتها من زراعة أرضهم، تحت شعار «يلي ما زرع رح يندم». منى التي زرعت 7 دونمات (7 آلاف متر مربع) فقط بسبب عدم توفر اليد العاملة، لا تخفي الخوف، ولكن تريد الاستمرار في العيش، عادّة أنه لولا التبغ لما تمكنوا من تأمين قوت يومهم.



السابق

أخبار وتقارير..مسيرة تصيب سفينة تجارية جنوب غربي الحديدة باليمن..توغل أوكراني..زيلينسكي: روسيا جلبت الحرب وعليها أن تشعر بتداعياتها..أكبر عملية توغل أوكرانية داخل روسيا منذ بدء الحرب..القوات الأوكرانية تتقدّم 10 كيلومترات في الداخل الروسي..روسيا تحكم على أوكرانيين بتهمتي «الإرهاب والتجسس»..غربيون في سجون روسيا..«يونايتد إيرلاينز» تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب في المستقبل المنظور..هاريس لا تفكر في فرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل..ترامب: وافقت على إجراء 3 مناظرات في سبتمبر وننتظر رد هاريس..الخوف يسيطر على محجّبات من أعمال الشغب في بريطانيا..بنغلادش: يونس يؤدي اليمين ويعلن «الاستقلال»..النمسا: المشتبه الرئيسي بمؤامرة حفل تيلور سويفت مؤيد لـ «داعش»..الضغوط على كراكاس تزداد ومادورو يعلق «إكس» عشرة أيام..الأمم المتحدة تحذّر من تنامي قوة الفرع الأفغاني لـ«داعش»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..«هدنة غزة» تسابق الرد الإيراني..قاآني يشيد بالسنوار ويتعهد «الانتقام»..والأردن «لن يسمح بانتهاك مجاله الجوي»..عائلات فلسطينية تفر من هجوم إسرائيلي جديد على خان يونس..هجمات تقتل 20 على الأقل الجمعة..والوسطاء يدعون لاستئناف المحادثات..أبو عبيدة: كتائب القسام تبايع يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس..واشنطن تقدم 3.5 مليار دولار لإسرائيل لإنفاقها على الأسلحة الأمريكية..الأمم المتحدة «مصدومة» بعد تصريحات إسرائيلية بشأن تجويع غزة..البيت الأبيض: بايدن لن يسمح «للمتطرفين» بإخراج محادثات غزة عن مسارها..نقطتان مثيرتان للانتباه..هل سيكون البيان الثلاثي فرصة أخيرة لأزمة غزة؟..واشنطن: مسؤولية التوصل لاتفاق بغزة تقع على عاتق الطرفين..تلويح إسرائيلي باغتيال السنوار مع «اقتراب» قواتها من مخبئه في خان يونس..نتنياهو يتصدر المشهد الإسرائيلي للمرة الأولى منذ سنتين..ناشط أميركي: الجيش الإسرائيلي أصابني برصاصة في الضفة الغربية..أميركا تكثف ضغوطها على إيران وإسرائيل لتفادي «حرب أوسع»..نساء غزة يدفعن الثمن الأغلى للحرب..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,165,752

عدد الزوار: 7,622,676

المتواجدون الآن: 0