أخبار لبنان..مهمَّة متفجِّرة لهوكشتاين في بيروت: وقف النار أو الدمار..واشنطن تكرّر طلب ترتيبات تضمن «عودة آمنة ومستدامة للمستوطنين»..بري: كان من الأفضل تأجيل زيارة هوكشتين..واشنطن: خطط إجلاء الأميركيين من لبنان قد تشمل 100 الف شخص..للمرة الأولى منذ بدء الحرب..إسرائيل تستخدم قنابل خارقة للتحصينات في جنوب لبنان..لبنان والإقليم في عنق زجاجة الخميس المصيري..هوكشتاين في بيروت..وحزب الله يرفض..«حزب الله» يبرر تأخر الرد بـ«الحرب النفسية»..استنزاف نفسي.."رد حزب الله" يرهق اللبنانيين..اللبنانيون يعيشون على وقع انتظار الحرب..لا سلطة للبلديات لمنع دخول النازحين إلى مناطقها..

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 آب 2024 - 3:13 ص    عدد الزيارات 436    التعليقات 0    القسم محلية

        


مهمَّة متفجِّرة لهوكشتاين في بيروت: وقف النار أو الدمار..

جلسة «مالية - إدارية» لمجلس الوزراء اليوم.. و«التيار» يحرِّض بكركي على الحكومة..

اللواء...تجتمع حكومة تصريف الاعمال قبل ظهر اليوم، وعلى جدول اعمالها 46 بنداً ومواضيع اضافية تبدأ من خطة الطوارئ لمواجهة الحرب الشاملة، وسط انتظارات صعبة، وقبل ساعات قليلة من اجتماع الخميس، في ما عرف باستئناف المفاوضات للتوصل الى صفقة توقف الحرب في غزة، وعلى سائر الجبهات المساندة وتؤدي الى تبادل اطلاق الرهائن والاسرى لدى اسرائيل والفصائل الفلسطينية، من «حماس» الى «الجهاد» الى سائر مكونات المقاومة في غزة. تضغط على المشهد في المفاوضات المرتقبة، بمعزل عن النتائج الفورية، عوامل مختلفة، لكنها متكاملة:

1- ربط الرد الايراني «الحتمي والموجع» (بلغة الايرانيين) بما ستسفر عنه المفاوضات، بهذا المعنى تحوّل الرد الى ورقة ضغط على رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو لتجنب الرد وبالتالي الحرب..

2- وصفت هيئة البث الاسرائيلي اجتماع يوم غد بأنه اجتماع الفرصة الاخيرة، ومن الممكن ان يكون احتمال تنفيذ حزب الله هجومه قد أثر على موعد الاجتماع.

3- يأتي الخلاف العلني بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في اطار الضغط الاميركي على رئيس الكابينت بتسهيل مهمة وفده الى المفاوضات..

4- بالموازاة تشكل الترسانة الاميركية من بوارج وحاملات طائرات عملاقة الى تزويد اسرائيل بشحنات من القنابل والمسيَّرات والمدافع والطائرات، في اطار الضغط ايضاً لتمرير صفقة التبادل، وردع الايراني ومحوره عن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.

وحسب مصادر الاخبار الدولية، فإن ايران تدرس ارسال ممثل لها الى الدوحة، ليكون على مقربة من المفاوضات، لجهة ان التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار من شأنه ان يمنع ايران عن الرد على اغتيال هنية، لكن مصادر دبلوماسية قالت ان مفاوضات وقف النار لن تمنع طهران من الرد. وذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان حزب الله مصمم على الرد على اسرائيل، ولكن التوقيت ليس واضحاً. وتحدث وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن استعدادات اسرائيل لمواجهة اي هجوم محتمل من قبل ايران وحزب الله. وقال في موقف له: نتابع ما يجري في بيروت وطهران وسنعمل على ازالة كل تهديد، مشدداً على التصميم على اعادة السكان الى منازلهم في المستوطنات الشمالية، وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.

رسالة هوكشتاين

وسط هذه المعمعة، وصل مساء امس الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب، على ان يتوجه الى بيروت اليوم، لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين. والابرز في ما يجري تداوله في ما خص مهمة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ان لديه كلاماً واضحاً بين خيار التفاوض، او كلفة الحرب الموسعة من الدمار والدماء. وقال البنتاغون ان هوكشتاين سيتوجه الى بيروت للعمل على اتفاق وقف النار وخفض التصعيد. من جهتها، نقلت وكالة «تسنيم» الايرانية عن مصادر لبنانية قولها: ان هوكشتاين يعود إلى بيروت في محاولة لمنع حزب الله من الرد على إسرائيل ولا يحمل أي حل للأزمة.

لندن على الخط

وفي سياق الاتصالات الجارية لمنع التصعيد، تلقَّى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، تم خلاله البحث في العلاقات بين لبنان وبريطانيا والوضع في لبنان والمنطقة. وفي خلال الاتصال قال الوزير البريطاني: إنها لحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يمكن أن يكون هناك المزيد من التأخير، بل يجب أن يتوقف القتال الآن.وشدد «على ضرورة قيام كل الأطراف بتهدئة الوضع بشكل عاجل وفوري». وقد شكر رئيس الحكومة الوزير البريطاني «على اهتمام الحكومة البريطانية الدائم بلبنان وحرصها على حفظ الاستقرار فيه». وكان ميقاتي قد عقد سلسلة اجتماعات في السراي، في اطار متابعة خطة الطوارئ التي اعدتها الحكومة. وشدد خلال الاجتماعات «على ان الهم الاوحد الذي يجمع اللبنانيين في هذه المرحلة، هو مواجهة التهديدات الاسرائيلية المستجدة والعدوان المستمر على لبنان منذ اشهر». وأكد رئيس الحكومة، «وجوب قيام المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بواجبهم تجاه لبنان ودعمه في هذه الظروف الصعبة، خصوصا وأنه يرزح تحت اعباء كبيرة جدا بفعل النزوح السوري». وقال: ان العدوان والتهديدات الاسرائيلية يجب ان يشكلا حافزا اضافيا واساسيا للتضامن بين اللبنانيين وعدم فتح سجالات جانبية ليس اوانها حاليا. مشيدا «بالمبادرات الاهلية لاستقبال اللبنانيين النازحين». واوضح ميقاتي ان مجلس الوزراء سيناقش في جلسته اليوم بشكل مفصل التدابير والاجراءات المتعلقة بخطة الطوارئ الوطنية، وملف النازحين السوريين. ايضا، اجتمع الرئيس ميقاتي، في حضور منسق لجنة الطوارئ الوطنية الوزير ناصر ياسين، مع منسق الامم المتحدة في لبنان للشؤون الإنسانية عمران ريزا. وقال الوزير ياسين «ان الاجتماع كان لمتابعة موضوع المساعدات من قبل المنظمات الدولية للبنان، لمواكبة العمل الحكومي على ان تعقد اجتماعات لاحقة مع عدد من ممثلي الدول المانحة». وكانت الامانة العامة لمجلس الوزراء قد وزعت امس، ملحقاً اضافياً لجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء وتضمن الملحق خمسة بنود ابرزها ثلاثة هي:

- عرض رئيس مجلس الوزراء تطبيق الفقرة الاخيرة من المرسوم رقم 13020، وتقضي باستفادة الضباط المتقاعدين من راتب مقطوع شهريا قدره 5 ملايين ليرة.

- طلب وزارة لطاقة والمياه تأمين حاجة مؤسسة الكهرباء من المحروقات وتغطية مستحقات العراق من شحنة الفيول.

- طلب وزارة الصحة العامة وجوب التنسيق المسبق معها بخصوص المساعدات الطبية والعينية كافة المتعلقة بالقطاع الصحي.

وهناك بندان يتعلقان بتمديد دمج برنامجين لوزارة الشؤون الاجتماعية، وفتح اعتمادات لاتفاقية القرض بين لبنان وبين الصندوق الدولي للإنشاء والتعمير. ويشار الى ان جدول الاعمال يتضمن 46 بنداً، تبدأ بعرض وزير البيئة للتدابير والاجراءات المتعلقة بخطة الطوارئ الوطنية، ثم الانتقال الى عرض خطة ادارة ملف النازحين وتكليف وزير المهجرين متابعة الشق المتعلق بالعودة الطوعية ثم مجموعة مشاريع مراسيم لوزارة المال، ومشروع مرسوم يرمي الى تعيين رئيس مجلس الخدمة رئيساً لادارة التفتيش بالوكالة لمدة سنة، وتعيين رئيس التفتيش المركزي رئيساً لمجلس الخدمة بالوكالة لمدة سنة. وعلى جدول الاعمال، طلب وزارة الثقافة اخذ العلم والموافقة على اطلاق تسمية «جناح نهاد السعيد للثقافة» على البناء الجديد الملاصق للمتحف الوطني وعرض وزارة الاقتصاد موضوع المحاصيل من القمح والشعير، ودعم الخبز، وجملة مراسيم مقدمة من وزارة التربية، من بينها مراسيم تتعلق ببعض الجامعات وترمي الى تعديل تسمية اختصاصات وكليات، ونقل ترخيص جامعة خاصة. وكذلك مراسيم تخص وزارة الخارجية (راجع الجدول الكامل على موقع «اللواء» الالكتروني). وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» انه من الممكن ان تكون للرئيس ميقاتي كلمة بشأن تحضيرات لجنة الطوارىء والخطة الموضوعة في حال تدهورت التطورات الامنية وتعرض لبنان لأي عدوان من قبل العدو الإسرائيلي. ورأت هذه المصادر أن الوزراء يشاركون كُلٌّ من موقعه في سياق شرح المواكبة والتحضيرات الجارية في هذا الشأن، معربة عن اعتقادها ان هناك جملة توجيهات قد تصدر عن الحكومة حول خطة الطوارئ، على أن موضوع الكهرباء قد يحضر للبحث في سياق متابعة الأزمة المستجدة حول الحصول على الفيول.

تعزيز الانقسام

وفي موقف من شأنه ان يعزز الانقسام، دعا التيار الوطني الحر بكركي وما اسماه قوى المعارضة والوزراء الى رفض التعيينات في ظل الشغور الرئاسي، والى تحمل مسؤوليتهم الوطنية بالتصدي لما وصفه «بالاعتداء». وحذر التيار حكومة تصريف الاعمال من القيام بتهريبة تعيينات ادارية مخالفة للميثاق والدستور والقوانين.. لان اجراء هذه التعيينات هو إمعان في ضرب الشراكة والاعتداء على رئاسة الجمهورية.

الوضع الميداني

ميدانياً، اغار الطيران الاسرائيلي المعادي ليلاً على اطراف بلدة زبقين لجهة وادي العزبة، وكذلك على اطراف بلدتي جانيت ورشاف مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى. كما استهدف الطيران الاسرائيلي بلدة كفركلا، بثلاثة صواريخ من طائرة حربية. من جانبه، اعلن حزب الله انه استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بالاسلحة الصاروخية. وليلاً، دوت صفارات الانذار في ريشون والمالكية في الجليل الاعلى.

واشنطن تكرّر طلب ترتيبات تضمن «عودة آمنة ومستدامة للمستوطنين»...

بري: كان من الأفضل تأجيل زيارة هوكشتين..

الأخبار .... كما في كل الجولات السابقة، أشاع الأميركيون، بمساعدة الوسطاء العرب وأطراف أخرى، بأن الصفقة لوقف إطلاق النار في غزة باتت جاهزة، وأن الجهود هذه المرة تختلف عن كل ما جرى سابقاً، وسيُعلن قريباً عن «النهاية السعيدة». وبناءً على ذلك، سيستقبل لبنان الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين، الذي لم يجرؤ المتواصلون معه، حتى ليل أمس، على إبداء أي رأي حول ما يمكن أن يحمله من معطيات أو مطالب. لكنّ الرئيس نبيه بري، بوصفه الأكثر تفويضاً في هذا الملف، كان شديد الحذر في التعامل مع الأمر، إلى حد قوله إنه كان من الأفضل لو أرجأ هوكشتين زيارته لبيروت إلى ما بعد يوم الخميس، أي موعد استئناف التفاوض حول غزة.

6 دقائق في 12 تموز 2006: «بلغوا السيد... الأمانة معنا»

ومع استمرار الأسئلة حول ما قد ينقله الرجل، تقاطعت المصادر عند تفسير واحد، يربط الزيارة بارتفاع درجة الاستنفار بسبب توقّع العدو ضربة من إيران وحزب الله رداً على الاغتيالات في طهران وبيروت. وفي هذا السياق، أكّد الرئيس بري أنه «ليست لديّ معلومات عما يحمله هوكشتين إلينا، لكنّ انطباعي أنه سيستأنف كلامه معنا من حيث انتهينا المرة الماضية»، لافتاً إلى «أننا كنا نفضّل أن يأتي بعد يوم الخميس كي تظهر نتائج المفاوضات، علماً أن هوكشتين يعرف موقفنا الرسمي من تنفيذ القرار 1701، ونحن حريصون على وقف إطلاق النار، لكنّ هذا مرهون بوقف العدوان على غزة». وعلمت «الأخبار» أن هوكشتين سيلتقي بري ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب معاً، فقائد الجيش العماد جوزف عون، قبل أن يلتقي ممثلي القوى المعارضة لحزب الله في مجلس النواب. وقالت مصادر قريبة من هذه القوى إن هوكشتين «هو من طلب اللقاء من دون تحديد عنوان، لكن واضح من توقيت اللقاء أن الكلام سيكون حول وقف إطلاق النار ومساعي التهدئة في المنطقة». وأكّدت المصادر أن «المعارضة يجب أن تكون جزءاً من النقاشات الدائرة، على عكس ما يقال بأن لا دور لها، خصوصاً أنها تمثّل شريحة كبيرة من اللبنانيين، ولها موقفها الثابت وثقلها السياسي وكلمتها المسموعة في عواصم القرار». في المقابل، توقّعت أوساط مطّلعة أن يؤكد هوكشتين المعلومات التي تشيعها إدارته وبعض العواصم المعنية بعملية التفاوض عن قرب إنجاز الاتفاق، وبأن على لبنان أن يكون جاهزاً للترتيبات على جبهته فور حصول هدنة، على أن يستكمل وساطته بشأن عدد من النقاط العالقة، خصوصاً في ما يتعلق بدور الجيش وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفل) وترسيم الحدود البرية. لكنّ الأوساط نفسها، حذّرت من أن تقديرات هوكشتين ليست مضمونة بالضرورة، خصوصاً أنه سبق أن نقل مثل هذه الرسالة في إحدى مراحل التفاوض قبل أشهر، مؤكّداً حينها أن الاتفاق شبه منجز، قبل أن يتبيّن أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يحاول كسب الوقت مع إطالة أمد الحرب. واليوم، قد يكون الهدف الترويج لاتفاق مزعوم للتخفيف من حدة الرد الإيراني وردّ حزب الله أو تأجيلهما أطول فترة ممكنة للانتهاء من بعض الخطوات التي تضمن عدم تكبيد الكيان خسائر كبيرة.

عود على بدء

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الأرضية التي يستند إليها الموفد الأميركي لا تزال متصلة بالبحث المسبق عن تسوية كاملة تتعلق بالجبهة اللبنانية، انطلاقاً من تسريبات تولّتها جهات أميركية وأخرى قريبة من الأميركيين، تقول إن الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، قد لا تعتبره إسرائيل سارياً على الجبهة اللبنانية، وإن تل أبيب طالبت الوسطاء الدوليين بعقد اتفاق يشتمل على ترتيبات «إجرائية تسمح بعودة آمنة ومستدامة للمستوطنين» إلى المستعمرات الشمالية. وبما أن الجانب الأميركي، كما بقية الأطراف الأوروبية والعربية، يقر بأن لا مجال لإصدار قرار جديد عن مجلس الأمن ينظّم الوضع في الجنوب، فإن الأميركيين يعتقدون بأن نصوص قرارات مجلس الأمن القاضية بالتمديد لولاية القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) كافية لترتيب الوضع بعد وقف إطلاق النار. وذلك انطلاقاً، من كون القرار نفسه، يسمح بانتشار قوة كبيرة تصل إلى 15 ألف جندي من الأمم المتحدة في جنوب الليطاني، وأن القرار بصيغته المعدّلة في العامين الماضيين، سمح لهذه القوات بحرية الحركة من دون الحاجة إلى التنسيق مع الجيش، وتحديداً في ما يتعلق بتطبيق البند القاضي بمنع أي ظهور مسلح أو تواجد لأسلحة في تلك المنطقة. كما يفرض القرار على الحكومة اللبنانية نشر نحو عشرة آلاف جندي من الجيش على الأقل، في المنطقة الجنوبية، وبالتالي، فإن القدرة على فرض ترتيبات أمنية مناسبة لإسرائيل تصبح قائمة.

طلب الموفد الأميركي الاجتماع مع نواب المعارضة لتحريضهم على إطلاق حملة ضد حزب الله

وفي السياق نفسه، جرى تنشيط الاتصالات الهادفة لإقناع قيادة الجيش للقيام بالمهمة الجديدة، مقابل الحصول على مساعدات مالية ولوجستية نوعية (نحو مليار دولار أميركي وعتاد نوعي)، ما يسمح باستقطاب جنود جدد إلى صفوفه، وبالانتشار بطريقة أفضل من السابق، وإقامة نقاط عسكرية ثابتة في مناطق تؤمّن تنفيذ القرار الدولي. وعندما يتحدث الأميركيون عن الأمر، لا يأتون على سيرة «الإجراءات القمعية»، لكنهم يعتبرون أن التزام لبنان بتنفيذ القرار «بحذافيره» يمكن أن تعتبره إسرائيل «كافياً» للسير في إعلان وقف إطلاق النار في جنوب لبنان. ويندرج في هذا السياق، الاستعداد العملاني من جانب الولايات المتحدة وبعض الجهات العربية والأوروبية، لإعداد منصة سياسية جديدة في لبنان ترفع الصوت في وجه حزب الله، وتطالبه بوقف أي نشاط «يهدد أمن لبنان». وربما هذا ما يفسّر طلب هوكشتين نفسه الاجتماع مع نواب المعارضة، الذين سبق أن التقاهم «مرغماً» في وقت سابق، ولم يبد اهتماماً بهم، كونهم «لا يقدّمون ولا يؤخّرون» في أصل الموضوع على ما نُقل عنه سابقاً. لكنّ الأميركيين يظهرون الآن استعداداً، ليس فقط لإعادة تنشيط هؤلاء في معركة سياسية ضد حزب الله، بل رشوتهم في الملف الداخلي، ووعود بأن تقود الولايات المتحدة معركة لحصول الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات، علماً أن الجانب الأميركي يعتبر حصول هذا الأمر عاملاً مساعداً له على تحقيق أهدافه من الحملة الجديدة. ورغم أن المسؤولين الأساسيين في الدولة، ولا سيما الرئيسين بري وميقاتي، ليسوا في وارد الدخول في أي صفقة مع الجانب الأميركي على حساب المقاومة، فإن المتوقع أن يرفع الغربيون من مستوى التهديد بأن لبنان سيدفع ثمناً باهظاً في حال وفّر الغطاء لعملية كبيرة ينفذها حزب الله رداً على اغتيال القائد فؤاد شكر، وكذلك رفع مستوى التهديد لسياسيين لبنانيين بتدفيعهم ثمن تغطية المقاومة في الحرب.

قد تكون الأكبر مقارنة بعمليات الإجلاء من فيتنام وكابل

واشنطن: خطط إجلاء الأميركيين من لبنان قد تشمل 100 الف شخص

بيروت -«الراي»... قال مسؤول حكومي أميركي أن خطط اجلاء الرعايا الأميركيين من لبنان قد تشمل نحو 100 ألف شخص.ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مسؤول حكومي أميركي ان خطط الإجلاء قد تكون الأكبر مقارنة بعمليات إجلاء الأميركيين من فيتنام عام 1975 ومن كابل عام 2021.

إعلام اسرائيلي: تم إسقاط قنابل «MK-84» مزودة بمجموعة «GBU-31 JDAM» من طائرة «أف-35»

للمرة الأولى منذ بدء الحرب.. إسرائيل تستخدم قنابل خارقة للتحصينات في جنوب لبنان

بيروت -«الراي»...في تطور هو الأول من نوعه منذ بدء «حرب الإسناد» لغزة عبر جنوب لبنان في 8 اكتوبر الماضي، استخدم الجيش الاسرائيلي قنابل ارتجاجية خارقة للتحصينات قي غارة شنّها طيرانه الحربي ليل الثلثاء على بلدة كفركلا.وأفيد ان الغارة التي استُخدمت فيها ثلاث قنابل ارتجاجية وسُمِع دوي انفجارها في أرجاء قرى وبلدات الجنوب أدت الى تدمير 4 منازل تستمر عمليات رفع أنقاضها.ونقل موقع «النهار اللبناني» الإلكتروني عن شهود أنّ الغارة هي الأعنف منذ بدء الحرب في الجنوب في أكتوبر الماضي. وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإنّ «سلاح الجوّ استخدم قنابل خارقة للتحصينات للمرة الأولى منذ بداية الحرب». ونشر الإعلام الإسرائيلي تفاصيل عن هذه القنابل المستخدَمة، لافتاً إلى أنّه «تم إسقاط قنابل MK-84 مزودة بمجموعة GBU-31 JDAM من طائرة (أف-35)»...

هوكشتاين بين بيروت وتل أبيب كأنه يقود «يونيفيل» دبلوماسية في ملاقاة الهدنة أو... الحرب

لبنان والإقليم في عنق زجاجة الخميس المصيري

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «دبلوماسية الأساطيل» ترسم خطوطاً حمر لمنْع إيران و«حزب الله» من الخشونة الزائدة

- لامي لميقاتي: إنها لحظة حاسمة للاستقرار ويجب أن يتوقف القتال الآن

- حرب الـ 10 أشهر أمام اختبار مفصلي... هدنة أم طاحونة دم ومار؟

- هزة حماة أصابت لبنان وفاقمتْ ذعر أهله وأيقظت الخشية على 16 ألف مبنى مهدَّد بالسقوط في بيروت

- «حزب الله» وإيران لن يقوما بالردّ الحتمي قبل خميس كشْف النيات

- المناورات على أشدّها بين نتنياهو و«الممانعة» في ملاقاة الخميس المصيري... فمَن يطلق رصاصة الرحمة؟

... المنطقةُ برمّتها في «عنق الزجاجة». هكذا بدا الواقعُ مع حشْرِ جميع أطراف الصراع المتفجّر منذ 7 أكتوبر الماضي أنفسَهم في «ممرّ فيلةٍ» من شأن أي خطوةٍ غير محسوبة فيه أن تجرّ أحدهم أو الكل إلى «مطحنة» دم ودمار على مستوى الاقليم المقيم فوق بؤرةٍ من «صفائح ساخنة» وخطوط صدعٍ سيكون لأي صِدام بينها وقْعٌ مزلزلٌ تتشظى ارتداداته على صعيد العالم. ولبنان الذي «يعيش على أعصابه» منذ أسبوعين في انتظار ردّ «حزب الله» على اغتيال القيادي فيه فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت وثأر إيران لاغتيال إسماعيل هنية في قلب عاصمتها، وَجَدَ نفسه في الساعاتِ الماضية مشدوداً إلى حَدَثيْن:

- الأول مصيري بامتياز ويشي بأنه مفصلي في تحديد ما سيكون على صعيد المنطقة ابتداء من يوم الجمعة، وتعبّر عنه «حمى» دبلوماسيةِ الأساطيل في المتوسط الرامية إلى رَسْمِ خطوط حمر أمام طهران وحزب الله وطمأنةِ بنيامين نتنياهو إلى عدم الحاجة لإظهارِ المزيد من الخشونةِ باعتبارِ أن التحشيدَ العسكري – الذي تم تظهيرُه على أنه دفاعي عن إسرائيل بوجه الانتقام المرتقب - سيكون العنصرَ الكاسِرَ بوضوح وإلى حدّ لا يُقاس للتوازن بوجه «محور الممانعة» في الطريق إلى المفاوضات الشائكة يوم غد حول وقف النار في غزة و«الموصولة» احتمالاتُ حدوث اختراقٍ هو أشبه بـ «المهمة المستحيلة» فيها بـ «اليوم التالي» على جبهة لبنان.

هزة حماة

- والثاني الهزّة التي ضربتْ سورية ليل الاثنين، وشعر بها سكان لبنان (والأردن وقبرص خصوصاً) والتي جاءت بمثابة «النقطة التي أطفحت كأسَ» هلعٍ كامِن في صفوف أبناء «بلاد الأرز» الذين تهتزّ بيوتاتهم وأعصابهم مع يوميات جدار الصوت الإسرائيلي والذين كانوا دخلوا في مناخ العدّ العكسي لضربة «حزب الله» وما سيكون فوق الأرض وفي السماء بَعدها، فإذ بباطنِ الأرض وارتدادات زلزال حماة تباغتهم، وتحيي «كوابيس» انهيارات محتملة في آلاف المباني الموضوعة على «لائحة السقوط» (وبينها 16 ألفاً في بيروت). وإذ عبّر ذعرُ اللبنانيين عن نفسه بخروجِ عائلاتٍ من منازلها واللجوء إلى سياراتهم تَحَسّباً ونزوح أخرى الى مساحاتٍ مفتوحة في أكثر من منطقة، وسط اعتبار الكثيرين أن «خططَ الطوارئ» الذاتية (الفردية) كما التي وضعتْها الحكومة على طريقة «من الموجود جود» وتَسْري حين تحلّ الساعة صفر لردّ «حزب الله» وإيران باتت لها وظيفةٌ جديدة تحاكي سيناريو زلزالٍ مدمّر لا أحد يملك تحديد مكانه ولا زمانه، فإنّ الخوف الأكبر بقيَ من مسارٍ يستشعر الجميع و«يلمسون» أنه يقتربُ من «حرْق المراكب» بين إسرائيل والحزب وطهران من دون أن يكون لدى أي طرف القدرة على الجزم بما سيحصل بعد خميس انكشاف النيات والحقيقة ولا سيما بحال سقطت مفاوضات الفرصة الأخيرة حول غزة في فجوة الشروط والمطالب والتعديلات.

الدبلوماسية الزاحفة

ولم يكن ممكناً للبنان أمس إلا «تَتَبُّع آثارِ» الدبلوماسية الزاحفة إلى المنطقة - من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إلى موفد الرئيس جو بايدن والوسيط بين «حزب الله» وإسرائيل آموس هوكشتاين – على متن حشودٍ عسكرية غير مسبوقة ولا سيما أميركية، باعتبار أن ما سيحصل في الساعات الـ 48 المقبلة يتوقّف عليه مصير البلادِ ومعها الإقليمُ. ومن الرصْد على مدار الساعة لِما يَجْري من اتصالاتٍ خلف الستارة وعلناً، أمْكن الخروج بخلاصتيْن:

- الأولى أن «حزب الله» وإيران لن يقوما بالردّ الحتمي قبل يوم غد، بهدف تَفادي الظهور على أنهما أفْشلا المفاوضات وتالياً منْح نتنياهو «براءة ذمة» عن عرْقلته مسار الهدنة في غزة وفق «مقترح بايدن».

- والثانية ارتسام ملامح عملية تقاذُف مسبقة للمسؤولية عن قفْل المنْفذ الأخير من الاصطدام المروع في المنطقة، بالتوازي مع ما بدا حرباً نفسية ومناوراتٍ وعمليات إلهاءٍ ورمي قنابل دخانية لرفْع منسوب الضغط إلى أقصى حدّ علّ معجزةً تقع وتوقف الانحدار نحو الأسوأ.

وفي هذا الإطار وفي حين رمى نتنياهو عن نفسه مسؤولية تعطيل المفاوضات بإعلانه «أن حماس هي من طالبت بـ29 تعديلاً على مقترح الهدنة» وأن مسودة 27 يوليو بشأن غزة لا تتعارض مع المقترح السابق وأنه«عارض التعديلات التي طلبتها حماس»، برزت مقاربة «حماس» للمفاوضات والتي راوحت بين ما نُقل عن يحيى السنوار من أنه أبلغ الوسطاء«بأن المشاركة بالمفاوضات مرهونة بوقف إسرائيل عملياتها أولاً»وبين تأكيد ممثل الحركة في لبنان أحمد عبدالهادي لتلفزيون «ال بي سي اي» أن مشاركتها في المفاوضات مرهونة بأن تكون فقط للبحث في الآليات التنفيذية للمقترح كما وافقت عليه وليس لاستجرار جولات جديدة من التفاوض وفق شروط تل أبيب. وجاء الإعلانُ لاحقاً عن أن طهران تبحث إرسال ممثلين إلى المفاوضات في شأن غزة للمرة الأولى وأنها لن تشارك في شكل مباشر ولكن مَن سيمثّلها سيكون في الكواليس، ليعكس أولاً أن الردّ لن يحصل قبل الخميس، وثانياً دقة اللحظة وما سيترتّب على فشل هذه المحطة أو نجاحها، ولا سيما أن «رويترز» كانت نقلت عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار أن «التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة فقط من شأنه أن يمنع إيران من الرد المباشر على إسرائيل»، ليبلغ مسؤول إيراني الى«سكاي نيوز» أننا «سنشن وحزب الله هجوماً مباشراً على إسرائيل إذا فشلت محادثات غزة أو إذا شعرنا بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات». وإذا تم عَطْفُ هذا الكلام على ما سُرِّب عن مقرّب من الرئيس الإيراني لصحيفة "واشنطن بوست"، من أن الرد على اغتيال هنية لن يكون بإطلاق صواريخ بل سيكون بـ «طبيعة استخباراتية»، يمكن استشراف محاولة من طهران إما للتمويه عن «الهدف المحتمل» للردّ وإما ملاقاة الضغوط الدولية بالتمهيد لردّ متناسب مع طبيعة «العملية الجراحية» الإسرائيلية في طهران.

«خرطوشة أخيرة»

وتعرب مصادر سياسية على خصومة مع محور الممانعة عن اعتقادها أن طهران بجعْلها الخميس «خرطوشة أخيرة» للردّ أو عدمه، على قاعدة إنهاء حرب غزة، إنما تحاول تحويل ضغط الحشد العسكري في المتوسط على إسرائيل «ولكن إستراتيجية إيران تحتاج الى Update لأن الضغط عملياً هو على المحور المربك في ردٍّ قد يجره الى مواجهة لا يريدها إطلاقاً مع الولايات المتحدة، وليس نتنياهو الذي قام بـ reset لكل إستراتيجيته (منذ قصف يمناء الحديدة واستهداف الضاحية وطهران) وهو يتعاطي كمَن يقول للحرب... يا هلا ويا مرحب». واستوقف هذه الأوساط أنه بعد البيان الأوروبي – الأميركي الذي حضّ طهران على عدم الردّ مؤكداً انه سيتم الدفاع عن إسرائيل بوجه أي اعتداء، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن«إسرائيل أبلغت حلفاءها بأنها سترد على أي هجوم إيراني بضرب أهداف في قلب إيران»، ما يشي تالياً بفتْح باب مرحلة «الضربات المتبادلة»التي قد تتدحرج في اتجاهاتٍ يصعب حتى الإحاطة بها كلها.

دبلوماسية هوكشتاين

وهذا ما يفسّر وفق الأوساط عينها إيفاد هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان الذي يصل إليه اليوم، حاملاً رسالة صارمة إلى المسؤولين في البلدين مفادها بأن «لا مجال للمناورة والحرب ستؤذي الطرفين وإن لم تذهبوا اليوم للتفاوض فذلك سيكلّفكم الكثير من الدماء والدمار»، كما أفادت قناة «ام تي في» اللبنانية وأنه «في النهاية كلّ حرب تنتهي بالتفاوض فلتذهبوا اليوم إلى المفاوضات بدل تكبيد البلدين دماراً إضافيّاً». وفي رأي هذه الأوساط أن هوكشتاين، الذي يتولّى أساساً مَهمة إيجاد إطارٍ يَحكم «اليوم التالي» لبنانياً بعد حرب غزة على قاعدة القرار 1701 ووضع مراسيم تطبيقية له ممرْحَلة (مع بعض المرونة حيال إيجاد منطقة خالية من السلاح جنوب الليطاني وإمكان المرور بشريط بين 8 و10 كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل يتراجع «حزب الله» إلى خلفه)، إنما يدرك أن هذه المهمة في هذا التوقيت غير قابلة للتحقق بعدما كبُر الصراع وبات يتجاوز جبهة لبنان الى المنطقة برمّتها، وتالياً فإن وجوده على خط تل أبيب - بيروت سيكون في إطار ما يشبه «اليونيفيل الدبلوماسية» بحال فشلتْ محطة الخميس التفاوضية وبدأ الردّ من «حزب الله» وإيران، أي محاولة ضبْط التصعيد، كما أنه إذا حصلت مفاجأة ايجابية فإن حضوره «الميداني» سيجعله يفعّل وساطته بسرعة لتكريس «وحدة الحل» بين غزة وجنوب لبنان. ولم يكن عابراً وفق الأوساط نفسها، أنه في موازاة إكمال الحكومة اللبنانية الاستعدادات لأي حربٍ، وهي تعقد اجتماعاً اليوم في هذا الإطار لمناقشة خطة الطوارئ التي اعدّتها، فقد تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس، اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي قال «إنها لحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يمكن أن يكون هناك المزيد من التأخير، بل يجب أن يتوقف القتال الآن»، مشدداً على«ضرورة قيام كل الأطراف بتهدئة الوضع بشكل عاجل وفوري». ولم يحجب حبْس الأنفاس الدبلوماسي الأنظار عن الميدان الذي شهد قصفاً إسرائيلياً للعديد من البلدات الجنوبية وغارة بمسيرة استهدفت سيارة على طريق برعشيت - كونين - بيت ياحون في قضاء بنت جبيل وسط تقارير عن سقوط عنصرين من«حزب الله» الذي كان نفّذ سلسلة عمليات ضد مواقع وتجمعات عسكرية إسرائيلية.

هوكشتاين في بيروت..وحزب الله يرفض

الجريدة... بيروت - منير الربيع ... على وقع التوقعات الإسرائيلية لهجوم وشيك من حزب الله، رداً على اغتيال فؤاد شكر رئيس أركانه وأحد مؤسسيه في غارة إسرائيلية على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، يجري المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين زيارة لإسرائيل ولبنان، سعياً وراء خفض التصعيد. وبدأ المبعوث الأميركي زيارته من إسرائيل وهذه لها دلالة لافتة، إذ تشير مصادر متابعة إلى أنه يسعى للحصول من الإسرائيليين على موقف واضح بعدم التصعيد في حال رد حزب الله على استهداف الضاحية الجنوبية، كما أنه يفترض أن ينقل بعض الأجواء الإسرائيلية إلى المسؤولين اللبنانيين. بحسب ما تشير مصادر لبنانية مواكبة لزيارته فلا جواب واضحا حول ما سيقدمه، وهناك انتظار لأي اقتراح سيحمله، ولكن بحسب التقديرات، فإن الاقتراحات قد تتركز على نقل مجموعة رسائل، أولاً تكرار التحذير من احتمال انفجار الوضع في حال استمر التصعيد العسكري. ثانياً، السعي إلى خفض نسبة التصعيد والإبقاء على حصرها ضمن نطاق جغرافي معين وعدم توسيع مناطق الاشتباك. ثالثاً، ربما طلب متجدد من حزب الله وحركة أمل للمساعدة مع حركة حماس وإقناعها بالموافقة على إبرام الاتفاق والصفقة. هذه النقاط كلها كان قد تقدّم بها هوكشتاين سابقاً، ولذلك لا بد له من أن يقدم طرحاً جديداً، وهذا الطرح يفترض أن يكون مرتبطاً بصيغة الحل أو التفكير لليوم التالي. في هذا السياق تقول المصادر، لا بد لهوكشتاين أن يقدم مخرجاً، وهو يتركز على طرحه السابق المتعلق بمعالجة المزيد من النقاط الحدودية المختلف عليها. وذلك بلا شك سيكون مرتبطاً بوقف إطلاق النار بقطاع غزة. في المقابل تشير مصادر متابعة إلى أن حزب الله لا يزال على موقفه بربط جبهة الإسناد بوقف الحرب على غزة، كما أن الحزب يلتزم بالرد على اغتيال رئيس أركانه وأحد مؤسسيه فؤاد شكر، ورده سيكون قوياً ولدى مطالبته من جهات خارجية وداخلية بتخفيف حجم الرد أو تأجيله يرفض التجاوب، ويطالب الجهات الخارجية بأن تذهب للضغط على نتنياهو لإجباره على ابتلاع الرد إذا كانت لا تريد التصعيد، بدلاً من الضغط على الحزب لعدم الرد. جزء من الأفكار المطروحة أيضاً، هو أنه في حال تم الوصول الى اتفاق مبدئي في غزة، فلا بد من أن ينعكس ذلك سريعاً على لبنان، وينطلق هوكشتاين في العمل على تطبيق مقترحه الذي أصبح معروفاً، أما في حال عدم الوصول إلى اتفاق في غزة فيجب العمل على منع التصعيد والتفاهم على واقع وسطي بالمعنى العسكري، والسعي لاحتواء رد حزب الله ورد الإسرائيليين بعده في حال حصل.

هوكستين في بيروت ووزير الخارجية البريطاني يدعو لـ«التهدئة الفورية»

قبرص مستعدة لاستضافة آلاف النازحين من لبنان وإسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط».. يصل المبعوث الأميركي الخاص أموس هوكستين إلى بيروت، الأربعاء، بعد جولة محادثات سريعة في إسرائيل تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة التي تشهد سباقاً محموماً بين مساعي التهدئة والحرب التي يتهدد بها رد قال «حزب الله» اللبناني إنه سينفذه انتقاماً لاغتيال إسرائيل قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية قبل نحو أسبوعين. وأكد مسؤولون لبنانيون أن هوكستين طلب مواعيد عاجلة من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي على الأقل، من دون أن يطرح جدول أعمال للقاءاته المرتقبة في بيروت. وتوقع مسؤول لبناني كبير لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الأميركي يسعى لـ«التهدئة» من دون أن يغفل إمكانية أن يحمل اقتراحات أو رسائل إسرائيلية. ويزداد منسوب التوتر في لبنان وإسرائيل في انتظار الخطوة المقبلة لـ«حزب الله» وحليفته إيران. وقد اتصل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وفي خلال الاتصال قال الوزير البريطاني: «إنها لحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يمكن أن يكون هناك المزيد من التأخير، بل يجب أن يتوقف القتال الآن». وشدد على «ضرورة قيام كل الأطراف بتهدئة الوضع بشكل عاجل وفوري». وقد شكر رئيس الحكومة الوزير البريطاني «على اهتمام الحكومة البريطانية الدائم بلبنان وحرصها على حفظ الاستقرار فيه». وواصل ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات في السرايا، في إطار متابعة خطة الطوارئ التي أعدتها الحكومة لمواجهة احتمالات توسع الحرب بين الحزب والدولة العبرية. وشدد ميقاتي، وفقاً لبيان من مكتبه، على أن «الهم الأوحد الذي يجمع اللبنانيين في هذه المرحلة، هو مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستجدة والعدوان المستمر على لبنان منذ أشهر». وأكد ميقاتي «وجوب قيام المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بواجبهم تجاه لبنان ودعمه في هذه الظروف الصعبة، خصوصاً أنه يرزح تحت أعباء كبيرة جداً بفعل النزوح السوري». وقال: «إن العدوان والتهديدات الإسرائيلية يجب أن يشكلا حافزاً إضافياً وأساسياً للتضامن بين اللبنانيين وعدم فتح سجالات جانبية ليس أوانها حالياً»، مشيداً «بالمبادرات الأهلية لاستقبال اللبنانيين النازحين». وتحدث النائب وائل أبو فاعور بعد لقائه ميقاتي عما «يقوم به الرئيس ميقاتي بالشراكة الكاملة مع الرئيس نبيه بري، خلال حملة الاتصالات الدبلوماسية والدولية التي يقومان بها لأجل درء الأهوال وتفادي الأسوأ». وقال: «لبنان يقوم بحملة اتصالات دبلوماسية وسياسية كبيرة جداً، الهدف منها تفادي اندلاع حرب، وهذه الاتصالات بعضها يجري على المستوى الدولي، وأيضاً هناك توقعات لزوار ومبادرات قد تأتي من الخارج نأمل أن تقود هذه المبادرات إلى خفض التوتر. وفي النهاية فإن الحل النهائي هو وقف إطلاق النار في غزة، وإذا ما حصل وقف لإطلاق النار هناك فهذا يقود الأمور في المنطقة بشكل عام إلى تخفيف التوتر ولجم الاندفاعة الإسرائيلية نحو الحرب». إلى ذلك صرح وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس لـ«وكالة الأنباء القبرصية»، الثلاثاء، بأن البلاد أكملت الإعدادات لإجلاء محتمل للأجانب من لبنان وإسرائيل. وقال كومبوس إن قبرص يمكن أن تستضيف عدداً كبيراً من الأشخاص، من بينهم مدنيون من دول أوروبية أخرى ودول ثالثة، بشرط أن يعودوا إلى بلادهم في الوقت المناسب. وقد تم وضع أسرّة في مدارس بمدينة لارناكا، كما تم إعداد منشآت نظافة. وأشار وزير الخارجية إلى أنه خلال حرب لبنان 2006، استضافت قبرص مؤقتاً 60 ألف شخص. إلى ذلك انتقد المكتب السياسي لحزب «الكتائب اللبنانية»، بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، «هرولة الحكومة لتغطية التكاليف الباهظة لنزوح الجنوبيين بعشرات الآلاف من مناطقهم وإعلانها صراحة أنها لا تلقى التجاوب الدولي المطلوب مع الأرقام الكبيرة للخسائر المحتملة»، عاداً ذلك «يقود إلى سؤال بديهي: ألم يكن من الأجدى أن تجتمع هذه الحكومة لتسلُّم زمام الأمور وتجنيب لبنان حرباً عبثية بدل التباكي والاستجداء شرقاً وغرباً؟» وأكد الحزب أن «المسؤولية الأولى لما يحصل اليوم تقع على (حزب الله) أولاً، وعلى المجموعة الحكومية التي رضيت وانصاعت إلى ضغوطه، وتنازلت عن قرارها وعن سيادة الدولة، ورضيت بأن تكون واجهة لميليشيا مسلحة تتباهى بوضع الخطط وتنفيذها على الإيقاع الذي يناسبها ويناسب إيران جارةً معها لبنان واللبنانيين إلى المجهول». وفي حين أكّد حزب «الكتائب اللبنانية» أن «النازحين من كل لبنان هم أبناء الوطن ومرحب بهم في كل المناطق وهذا أمر لا يحتاج إلى مزايدات أو منّة»، رفَضَ «تحويل كل المناطق اللبنانية إلى دروع بشرية وبؤر مواجهات ومنصات صواريخ، خدمة لحرب يرفضها معظم اللبنانيين، وهذا الأمر يحتّم معالجات جادة وحثيثة درءاً لأي مواجهات على غرار ما يحصل في بعض المناطق».

«حزب الله» يعلن استهداف مواقع إسرائيلية برشقات صاروخية

أعلن قصف قاعدة «جبل نيريا» بصواريخ كاتيوشا

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن «حزب الله» اللبناني في بيانين منفصلين، مساء أمس (الثلاثاء)، أن عناصره استهدفوا انتشاراً لجنود إسرائيليين في موقع «جبل الدير» الإسرائيلي برشقة صاروخية، كما استهدفوا قاعدة «جبل نيريا» الإسرائيلية بصواريخ كاتيوشا، "رداً على الاغتيال الذي قامت به إسرائيل في بلدة برعشيت الجنوبية» في وقت سابق أمس. وجاء في بيان «حزب الله» ،أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، انتشاراَ لجنود العدو الإسرائيلي في موقع جل الدير برشقة صاروخية وأصابوه إصابة مباشرة». وفي بيان ثان أعلن «حزب الله»، أنه قصف «قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا». وشن الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الثلاثاء، غارة جوية استهدفت بلدة «كفركلا الجنوبية بثلاثة صواريخ سمع صداها في أنحاء الجنوب. كما شن غارة مساء الثلاثاء، استهدفت مثلث بلدات "الطيري وحداثا ورشاف» بصاروخين جو - أرض. وتعرضت أطراف بلدة كونين الجنوبية مساء الثلاثاء لقصف مدفعي إسرائيلي، بحسب ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الثلاثاء على أطراف بلدتي حانين ورشاف بصاروخي جو -أرض. كما أغار مساء على المنطقة الواقعة بين بلدات المنصوري، والعزية وزبقين الجنوبية. يذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة لـ«حزب الله» ، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.

«حزب الله» يبرر تأخر الرد بـ«الحرب النفسية»

مقتل عنصرين من الحزب في غارة إسرائيلية

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم... في موازاة تمسك «حزب الله» بالرد العسكري على اغتيال القيادي فؤاد شكر، وبأنه سينفّذه قريباً وسيكون «مؤلماً ورادعاً»، يعدّ أن جزءاً من هذا الرد نفّذ من خلال الحرب النفسية التي يقوم بها منذ عملية الاغتيال قبل أسبوعين في الضاحية الجنوبية لبيروت، «التي جعلت الكيان المحتل في حالة استنزاف وشلل وخوف وهلع ورعب، وبات الجميع يعيشون على أعصابهم»، بحسب ما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش الاثنين، مؤكداً أن «هذا يعني أن المقاومة نجحت في تحقيق جزء من أهداف الرد قبل أن تقوم به». والأمر نفسه عاد، وتحدث عنه الثلاثاء، النائب في «حزب الله» علي فياض، قائلاً إن «الرد على اغتيال القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر، والقائد الفلسطيني الكبير إسماعيل هنية، آتٍ لا محالة، وأما التأخر في الرد فهذا جزء مدروس من أداء المقاومة وإدارتها للمعركة». ويؤكد اللواء الركن المتقاعد، الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، أن الحرب النفسية هي جزء أساسي في الحرب، وعادة ما تسبق العمليات العسكرية وتترافق معها وتأتي بعدها، فيما يبقى عنصر المفاجأة لجهة التوقيت والمكان هو الأساس الذي يحتفظ به الطرف المعني. ويلفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حزب الله» يعتمد خلال الحرب النفسية على المواقف التي تؤكد على أن الرد آتٍ ولا تراجع عنه، ما يجعل إسرائيل تترقب وتنتظر، ومما لا شكّ فيه أنها تلعب دوراً مهماً في عملية المواجهة والحرب بين الطرفين، وهو ما تعكسه ردود الفعل الداخلية ، حيث يكون تأثير الحرب النفسية على العسكريين والسكان والحكومات. بدوره، يلفت رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما) رياض قهوجي إلى أن الحرب النفسية أمر طبيعي يحدث في الحروب، لكن تداعياتها مكلفة بالنسبة إلى الطرفين المتحاربين، وليس من يقوم بهذه الحرب فقط، والدليل على ذلك انعكاساتها على لبنان وإسرائيل معاً، وهو ما ظهر جلياً من خلال الحركة الاقتصادية وحركة المطار وتحذيرات الدول لرعاياها وغير ذلك. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الحرب النفسية لا تقتصر على (حزب الله)، صاحب الرد، فقط، إنما على لبنان واللبنانيين أيضاً، الذين ينتظرون كيف سيكون الردّ على الرد، ولا سيما أن المسؤولين في تل أبيب يتوعدون بدورهم بردّ مضاعف»، مضيفاً: «كلما تأخر الرد الذي قال الحزب إنه يحدد مكانه وزمانه سترتفع التوقعات حيال حجمه، خصوصاً في أوساط مناصريه وبيئته، وسيصعب عليه تفسير الردّ إذا كان صغيراً». لكنه يرى في المقابل، أن «الحزب سينفذ ردّه الذي سيكون مدروساً للمحافظة على وتيرة منخفضة في المواجهات، لأنه لا يريد هو، ولا إيران، الدخول في حرب كبيرة، وهو ما يتحدث عنه مسؤولوه، بالتأكيد على أنهم لا يزالون يخوضون حرب إسناد لغزة». وبانتظار ما ستكون عليه طبيعة هذا الرد، في موازاة الجهود التي تبذل على أكثر من خط للتهدئة، تستمر المواجهات بالوتيرة نفسها على جبهة الجنوب في جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل، التي تعتمد بشكل أساسي على سياسة الاغتيالات في معركتها ضد «حزب الله». وآخر هذه العمليات كانت باستهداف دراجة نارية على طريق برعشيت في جنوب لبنان، قضاء بنت جبيل، بصاروخ موجه، ما أدى إلى وقوع إصابتين، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، لتعود وسائل إعلام لبنانية وتؤكد أنهما قتلا، وأنهما عنصران في «حزب الله». وخلال ساعات النهار، استمر القصف الإسرائيلي على بلدات عدة في الجنوب، واستهدف بلدات العديسة ويارون في جنوب لبنان وبلدة شيحين، كما تعرضت أطراف بلدتي طيرحرفا وزبقين في القطاع الغربي لقصف مدفعي بالقذائف الانشطارية. في المقابل، أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدداً من العمليات، وقال في بيانات متفرقة إن مقاتليه استهدفوا انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع السماقة في تلال كفرشوبا، وتجمعاً آخر في محيط ثكنة ميتات، بالأسلحة الصاروخية والتجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام.

استنزاف نفسي.."رد حزب الله" يرهق اللبنانيين

الحرة...أسرار شبارو – بيروت.. يعيش اللبنانيون على وقع التهديد المحتمل بالحرب

يشعر اللبنانيون بضغط نفسي متزايد نتيجة حالة الترقب المستمرة التي يعيشونها على خلفية تهديدات حزب الله المتكررة بالرد على اغتيال إسرائيل للقيادي في الحزب، فؤاد شكر. وباتت هذه الحالة من الانتظار تسيطر على تفاصيل حياة اللبنانيين اليومية، مما أدى إلى تفاقم التوتر والقلق في صفوفهم. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تتصدر الأخبار على مدار الساعة تقارير بشأن تمسك حزب الله بتنفيذ رد ميداني "مؤلم ورادع"، وسط توقعات بتنفيذ وشيك لوعيده. هذه التوقعات المتزايدة تترافق مع دعوات من دول عدة لرعاياها بمغادرة لبنان، إلى جانب تعديل شركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية لجدولة رحلاتها الجوية، وتعليق بعضها الرحلات إلى مطار بيروت الدولي. وتزايدت المخاوف بين المواطنين مع تواتر الأنباء عن استعدادات الحكومة لمواجهة احتمال اندلاع حرب وشيكة. وتضمنت هذه الاستعدادات تأمين مراكز إيواء، ووضع خطة طوارئ صحية شاملة ورفع جاهزية الطواقم الطبية تحسباً لأي طارئ، وتقدير مدة توفر الإمدادات الغذائية والوقود. يُذكر أن إسرائيل اغتالت شكر بعد اتهامها حزب الله، المدعوم من إيران، بالمسؤولية عن هجوم مجدل شمس الذي أدى إلى مقتل 12 فتى وفتاة وإصابة آخرين. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً إيراني الصنع، يحمل رأساً حربياً يزن 50 كيلوغراماً أطلقه حزب الله، كان سبباً في وقوع هذه المجزرة.

"موت بطيء"

تعيش سناء، مثل غيرها من اللبنانيين، حالة من التوتر والترقب المستمرين منذ أن أعلن حزب الله نيته الرد على اغتيال شكر، وتقول: "بالفعل، تعبت نفسياً. الترقب أمر مرهق جداً، ومتابعة الأخبار لحظة بلحظة مدمرة. أنام وأستيقظ وأنا أترقب رد حزب الله، وأتساءل إن كان سيجر لبنان، وربما المنطقة بأكملها، إلى حرب كبرى." وما يزيد الطين بلة، بحسب ما تقوله سناء لموقع "الحرة"، أن "هناك مواقع إخبارية وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون كل يوم أن الرد قد يحدث في غضون ساعات. أصبحت أستيقظ عدة مرات خلال الليل لألقي نظرة على المجموعات الإخبارية عبر واتساب، وأتابع موقع إكس بحثاً عن المزيد من الأخبار، فيما التلفاز لا ينطفئ أبداً، إذ أبقيه على المحطات الإخبارية." تشعر سناء وكأنها في حالة موت بطيء بسبب هذا الانتظار المرير، وتشدد: "انتظار المجهول الكارثي أمر صعب جداً. رغم أنني لا أسكن في معاقل حزب الله، لكن كما نعلم، الحزب متغلغل في مناطق عدة، وبالتالي لا أدري إذا كان لديه مكاتب أو مراكز بالقرب من منزلي، فيما وضعي المادي لا يسمح لي بالانتقال إلى جبل لبنان، كما فعل العديد من سكان الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت." وبعد تهديد حزب الله بالرد على مقتل شكر، سارعت سناء إلى شراء المؤونة ظناً منها أنه سينفذ وعيده سريعاً، لكن وفق ما تقوله "أطل أمين عام حزب الله حسن نصر الله ليعلن أنه (غير مستعجل)، مؤكداً أن هذا التأخير جزء من الحرب النفسية ضد الإسرائيليين، من دون أن يعلم أنه يدمرنا نفسياً، فنحن نترقب حرباً مدمرة في وقت تعجز فيه حكومتنا عن تأمين الحد الأدنى من حقوق مواطنيها، كالاستشفاء والكهرباء." وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ عام 2019، يخشى اللبنانيون من عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تأمين متطلبات الصمود لمواجهة الحرب المحتملة. وتشرح سناء: "في الوقت الذي تداولت فيه أخبار عن تجهيز الإسرائيليين لمولدات كهرباء للملاجئ، نحن كلبنانيين نعاني من انقطاع دائم للكهرباء حتى دون وجود حرب. الاستشفاء أصبح حكراً على الميسورين مادياً بسبب ارتفاع الفواتير، وهجرة الأطباء الأكفاء، أما الأدوية فباتت لمن استطاع إليها سبيلا، وبعضها مفقود من الصيدليات، والرواتب لا تكاد تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية". وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت في 31 أكتوبر، خطتها المستندة إلى عدة افتراضات مبينة على مقارنة معيارية لما حدث في حرب يوليو 2006، منها تهجير قسري لمليون لبناني لمدة تصل إلى 45 يوما، والحاجة إلى مراكز إيواء جماعية تستوعب 20 في المئة من النازحين، أي نحو 200 ألف شخص، والضغط على القطاع الصحي وتأمين المستلزمات الإنسانية للنازحين في مراكز الإيواء، إضافة إلى حصار بحري وجوي. وتهدف الخطة إلى تلبية احتياجات 3 فئات من اللبنانيين: النازحون في مراكز الإيواء، النازحون في شقق ومنازل خاصة، والمجتمع المضيف.

بين حصارين

يشعر سليم بثقل الخوف من اندلاع حرب جديدة قد تترك تداعيات كارثية على حياته وحياة عائلته، مع تصاعد التوترات في لبنان، وتكرار تهديدات حزب الله بالرد على مقتل شكر. سليم، وهو أب لطفلين صغيرين، يتحدث بحرقة عن هذه الفترة العصيبة، ويقول لموقع "الحرة" "فكرة أن الحرب قد تندلع في أي لحظة تجعلني غير قادر على النوم أو التفكير في شيء آخر. عندما أرى طفليّ يلعبان في المنزل، لا يسعني إلا التفكير في كيفية حمايتهما إذا تدهورت الأوضاع." وتزداد مخاوف سليم حدة عندما يرى طفليه مرعوبين نتيجة خرق الطيران الإسرائيلي لحاجز الصوت فوق بيروت والضاحية الجنوبية حيث يقيم، ويقول "بدأنا نسمع جدار الصوت بعد تهديدات حزب الله بالرد، وعندما يحدث هذا، أرى الرعب في عيونهما. يركضان نحوي ويسألانني إن كنا في خطر. هذا الصوت المرعب، الذي لم يعتادا عليه من قبل، أصبح جزءاً من حياتنا اليومية." ويعبّر سليم عن عجزه في تفسير هذا الواقع المرير لطفليه، ويضيف "ماذا يمكنني أن أقول لهما؟ كيف أشرح لطفل في الخامسة وآخر في السادسة ماهية هذه الأصوات؟ في كل مرة يحدث ذلك، أجد نفسي مضطراً للتخفيف من الأمر، لكنني غالباً ما أفشل في ذلك." إلى جانب المخاوف النفسية، يعاني سليم من ضغوط مادية تجعل من الصعب عليه اتخاذ تدابير احترازية، ويقول "العديد من معارفي انتقلوا إلى مناطق أكثر أماناً، أو حتى غادروا البلاد. لكنني لا أملك الإمكانيات المالية لذلك. أشعر بأنني محاصر بين الخوف من الحرب وعدم القدرة على حماية أسرتي بشكل كامل." وشهد معدل الفقر في لبنان ارتفاعاً بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي (بين عامي 2012 و2022)، ليصل إلى 44% من مجموع السكان، وذلك وفقاً إلى تقرير البنك الدولي الذي صدر في مايو الماضي بعنوان "تقييم وضع الفقر والإنصاف في لبنان 2024: التغلب على أزمة طال أمدها". وفي ختام حديثه، يعبر سليم عن شعور عميق بالعجز واليأس، لكنه يحاول التمسك ببصيص من الأمل، قائلاً "أحاول أن أتفاءل رغم أني أعلم أن الخوف سيبقى رفيقنا ما دام الوضع في لبنان على ما هو عليه." وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله، المصنفة ارهابية، القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، الذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة، ومع اغتيال شكر تعززت المخاوف من توسّع رقعة الحرب إلى لبنان والمنطقة.

استنزاف نفسي

وتصف منال، الحالة النفسية المتدهورة التي تعيشها منذ اغتيال شكر، بالقول "الأسبوع الأول بعد مقتله كان صعباً جداً. كنا نعيش حالة طوارئ، نترقب الرد في أي لحظة، وكأن الحرب ستندلع لا محالة. جمّدت جميع نشاطاتي، ومعظم أقاربي ومعارفي غادروا لبنان." في الأسبوع الثاني، بدأت منال تشعر بتراجع طفيف في الخوف، خصوصاً بعد تداول الأخبار بشأن وساطات دولية تهدف إلى تجنب رد حزب الله على اغتيال شكر وكذلك رد إيران على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. لكنها لا تزال تشعر بالقلق العميق، وتقول "في قرارة نفسي أعتقد أن الرد حتمي، كما أشار نصر الله. والهاجس الأكبر أن تستبق إسرائيل هذا الرد وتوجه ضربة إلى لبنان، كما طالب بعض المسؤولين الإسرائيليين." يذكر أنه عقب اغتيال شكر، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستواصل المساعي الدبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب الضربة. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، في إفادة صحفية "نواصل العمل نحو التوصل لحل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنب أي نوع من التصعيد". منال تصف الوضع بأنه "مرحلة استنزاف نفسي"، إذ تحاول عبثاً استئناف حياتها الطبيعية، وتشرح "حتى عندما أخرج من المنزل، أبقى في حالة حذر دائم، خصوصاً مع الخرق شبه اليومي للطيران الإسرائيلي لحاجز الصوت فوق بيروت حيث أسكن". لكن ما زاد من شعورها بالقلق هي المفاجآت غير المتوقعة "بينما نحن نترقب بدء الحرب المحتملة وأن تنهمر الصواريخ علينا من السماء عقب رد حزب الله على اغتيال شكر، صدمنا بأن الضربة أتت من تحتنا ليل أمس الاثنين مع وقوع هزة أرضية في حماة شعر بها سكان بيروت بقوة". وتشدد "نعيش كل يوم بيومه، ونحمد الله مع كل يوم يمر دون رد أو حرب. ولا زلت أعتبر أن هناك أملاً بأن تمر هذه المرحلة بسلام، وللأسف، كلبنانيين اعتدنا على مواجهة الأزمات والكوارث بشكل دائم". وتصف مديرة جمعية "مفتاح الحياة"، الأخصائية النفسية والاجتماعية، لانا قصقص، الوضع النفسي للبنانيين بأنهم "يعيشون في حالة قلق جماعي وتأهب دائم، تمنعهم من العيش بسلام وإكمال حياتهم بشكل طبيعي". وتوضح قصقص في تصريحات لموقع "الحرة" أن هذا التوتر النفسي يعود إلى "عدم اليقين بشأن مستقبل البلاد، مما يخلق حالة مستمرة من عدم الاستقرار النفسي". وتشدد على أن "الضغوط النفسية المتزايدة أسهمت في تصاعد مشاعر الغضب لدى المواطنين، مما يساهم في ارتفاع عدد الإشكالات اليومية"، مشيرة إلى أن العديد من اللبنانيين يعانون من "اضطرابات النوم والكوابيس، وسيطرة الأفكار السلبية والمظلمة على حياتهم". وتؤكد الأخصائية النفسية أن حالة القلق الجماعية تؤدي إلى ظهور أعراض جسدية لدى البعض، مثل "الآلام الجسدية والشعور بالإرهاق نتيجة الضغط العصبي المستمر"، محذرة من أن "استمرار هذه الحالة لفترة طويلة قد يؤدي إلى استنزاف قدرة الشخص على الصمود نفسياً وجسدياً، وبالتالي يعمق الأزمة النفسية التي يواجهها الشعب اللبناني".

اللبنانيون يعيشون على وقع انتظار الحرب

المغتربون غادروا والمقيمون يبحثون عن مكان آمن

بيروت: «الشرق الأوسط».. يعيش لبنان واللبنانيون في حالة انتظار وترقب ردّ «حزب الله» المتوقع على اغتيال القيادي فؤاد شكر، والتهديدات بإمكان توسّعه إلى حرب شاملة، ما انعكس على حياة المواطنين والقطاعات على اختلافها. منذ اللحظة الأولى للاغتيال، أواخر الشهر الماضي وما تلاه من مواقف متوعدة بالثأر، انقلب الوضع في لبنان رأساً على عقب، بعدما كان اللبنانيون قد بدأوا يتأقلمون مع الحرب المستمرة منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول)، واستعدوا لموسم اصطياف واعد، انعكس زحمة في المطاعم والمقاهي وفي برنامج الحفلات التي أُلغي عدد كبير منها كان يُفترض أن يحييها كبار الفنانين في شهر أغسطس (آب)، بحيث تقدر الخسائر حتى الآن بنحو 3 مليارات دولار. وقاعات الوصول في مطار رفيق الحريري الدولي التي كانت تزدحم بالواصلين، لا سيما من المغتربين، في شهر يوليو (تموز)، باتت اليوم شبه فارغة. وانعكست الصورة لتتحول الزحمة إلى قاعات المغادرة، على وقع تحذيرات السفارات الأجنبية لرعاياها بمغادرة لبنان وتعليق شركات الطيران لرحلاتها. وهذه التحذيرات انعكست توتراً في أوساط المغتربين الذين قرر معظمهم قطع إجازاتهم والعودة، كما تراجع من كان ينوي المجيء إلى لبنان عن قراره، بحيث بات إيجاد مقعد في الطائرة مهمّة مستحيلة، وهو ما رفع أسعار بطاقات السفر بشكل غير مسبوق. من هنا سجّل ارتفاع في حركة المغادرين من بيروت بنسبة 16.5 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب «الدولية للمعلومات» التي أشارت كذلك إلى تراجع حركة القدوم بنسبة 26 في المائة. أما اللبنانيون المقيمون الذين يفترض أنهم استقروا إلى حد ما في أعمالهم ومنازلهم بعد سنوات من التوتر التي عاشوها، فقد عادوا إلى المراحل السابقة من عدم الاستقرار، بحيث باتوا يعيشون على وقع الحرب التي يعيشها أهالي الجنوب ولا سيما في القرى الحدودية، منذ عشرة أشهر. هذا التوتر الذي أعادهم بالذاكرة إلى سنوات الأزمة بين 2019 و2022، جعلهم يتسابقون على تخزين المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال، وهي مواد بات بعضها يباع في السوق السوداء في ظل جشع التجار، رغم تأكيد المعنيين أن المواد الغذائية والأودية متوفرة لبضعة أشهر. وهذه التهديدات المستمرة في موازاة الحرب القائمة على جبهة الجنوب، وضعت العائلات التي تسكن في الضاحية الجنوبية ومحيطها كما في مناطق جنوبية قريبة من القرى الحدودية، تحت الأمر الواقع الذي يتطلب البحث عن منازل في مناطق أخرى توضع في خانة الآمنة، لبُعدها عن تلك المحسوبة على «حزب الله» بشكل أساسي. وأدى هذا التهافت إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الإيجارات التي تجاوزت الألف دولار في بعض الأحيان. في موازاة ذلك، تعمل حكومة تصريف الأعمال على إعداد خطة لمواجهة الحرب المحتملة على لبنان، وتعقد لهذا الهدف اجتماعات دورية. وترتكز الخطة بالدرجة الأولى على تحويل مدارس ومعاهد رسمية إلى مراكز إيواء، وتجهيزها بالمعدات اللازمة لاستقبال النازحين فيها. كذلك عمدت وزارة الصحة إلى وضع خطة صحية في المستشفيات والقطاعات الطبية ورفع مستوى الجهوزية في القطاع الصحي، إضافة إلى متابعة احتياجات النازحين الذين يعانون من أمراض مزمنة لتأمين العلاجات اللازمة لهم. وأعلن وزير الصحة فراس الأبيض أن «القطاع الصحي حاضر لمواجهة الحرب على مدى 4 أشهر». لكن في المقابل، يبدو أن لبنان سيواجه مشكلة في تنفيذ الخطة التي تحتاج، بحسب وزير البيئة، ناصر ياسين، إلى مائة مليون دولار شهرياً. وقال ياسين: «إذا حصل نزوح كما في عام 2006؛ أي نزوح نحو مليون لبناني، فسنحتاج إلى مائة مليون دولار شهرياً، وهذا الرقم يجب أن يؤمن عبر فتح اعتمادات وسلف لتمويل الحالات الطارئة بالحد الأدنى، والطلب من المنظمات الدولية الدعم». وفي مرحلة الانتظار الثقيلة التي يعيشها اللبنانيون لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، ترتفع الأصوات الرافضة للحرب ولزجّ لبنان بها، ولا سيما من قبل الأفرقاء المعارضين لـ«حزب الله»، كما انتشرت حملة إعلانية في شوارع بيروت كتب عليها عبارة «خلص تعبنا... لا نريد الحرب». وهذا الموقف الرافض لإدخال لبنان في الحرب، أكده نواب من المعارضة، الأسبوع الماضي، خلال زيارة قاموا بها للمنسّقة الخاصة للأمم المتحدة لدى لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، مجددين موقفهم الرافض لإدخال لبنان في الحرب الدائرة. وأكد الوفد التمسك بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته على جانبَي الحدود، من خلال الضغط الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ومنع استخدام الأراضي اللبنانية في الجنوب، عبر تفعيل التنسيق بين الـ«يونيفيل» والجيش اللبناني.

الهزّة الأرضية ترعب اللبنانيين: كل المباني القديمة معرّضة للسقوط

أكثر من 16 ألف مبنى مهدّد بالانهيار… والطيران الإسرائيلي يرفع المخاطر

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... أثارت الهزّة الأرضيّة القوية التي ضربت سوريا ووصلت إلى لبنان الذعر في نفوس اللبنانيين، الذين استعادت ذاكرتهم الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير (شباط) 2023، وخلّف آلاف القتلى والجرحى، وخشيتهم من سقوط آلاف المباني القديمة في العاصمة بيروت والمدن الكبرى، وهو ما حذرت منه «الهيئة اللبنانية للعقارات»، التي تحدّث بشكل علمي عن «خطر انهيار المباني المهددة بالسقوط، ولا يقلّ عددها عن 16 ألف مبنى، دون احتساب المباني التي تضررت جراء انفجار المرفأ في بيروت». وذكرت «الهيئة» بالمباني الأخرى في طرابلس التي «تضررت جراء الهزة الكارثية التي ضربت تركيا وسوريا، بالإضافة إلى المباني التي تضررت أو تهدمت مجدداً بفعل الحرب على المناطق الجنوبية». وأعلنت «الهيئة» أن «المناطق الأعلى نسبة في وضع أبنيتها هي في محافظة بيروت ومنطقة الشمال وطرابلس... وهناك عوامل عدة، سبق أن تطرقت إليها (الهيئة)، بفعل التغير المناخي الذي انعكس على الخرسانة ومتانة الأبنية والإسمنت. بالإضافة إلى الأبنية قديمة العهد التي غابت عنها الصيانة الدورية بسبب قوانين الإيجارات القديمة أو بسبب تصنيف بعضها بـ(مبانٍ تراثية)، أو بسبب المخالفات والتعديات، وأبنية لم تعالَج بشكل تقني مدروس بعد الحروب الدامية التي استمرت سنوات»، مذكرة بـ«تمركز لبنان على خريطة فالق الزلازل، وهذا عامل موجود». وتطرقت «الهيئة» أيضاً إلى «خطر النزوح الداخلي للمواطنين هرباً من المناطق غير الآمنة والخطرة بسبب العدوان، واللجوء إلى مناطق أخرى مفترض أن تكون آمنة»، وأيضاً إلى «وجود النازحين السوريين، ومعظمهم لجأوا إلى مناطق ذات اكتظاظ سكاني، وهي شعبية نوعاً ما، وذات أبنية متلاصقة، وهنا الخطورة؛ لأن معظم هذه الأبنية قنابل موقوتة، وفي كل مرة تزداد خطورتها لعدم إجراء أي ترميم أو تدعيم أو حتى معاينة العقار بشكل مدروس، ناهيك بأصوات (اختراق جدار الصوت) من الطائرات المعادية (الإسرائيلية)، التي تشكل خطراً وتساهم في زيادة حصيلة التصدعات والتشققات وانهيار بعض أجزاء المباني والشرفات والأسقف». أما في مسألة المعالجة قبل وقوع الكارثة، فأكدت «الهيئة اللبنانية للعقارات» على «ضرورة إجراء مسح جدي من البلديات التي ما زالت متأخرة في إعطاء أرقام نهائية وجدية لعدد المباني المهددة بالسقوط، فهذا سيقلل من الخطورة، وسيسمح بتقييم وضع الأبنية من (الأكثر خطورة) إلى (الأقل خطورة)، وتحديد مدى قابليتها للترميم أو التدعيم»، معربة عن أسفها لـ«الفوضى والخلل الاقتصادي والمعيشي و(الانضباب) القانوني وغياب الرقابة لحماية المواطن وحقه في أدنى سبل العيش اللائق». ودعت المواطنين إلى «مراقبة أوضاع أبنيتهم، خصوصاً التصدعات والتشققات، وتجنب الوجود تحت الأسقف المتهرئة والناتئة بسبب انتفاخ الورقة الإسمنتية، وحماية أنفسهم من نظرية (كل مواطن خفير نفسه)، والاستعانة بذوي الخبرة من المهندسين والخبراء لحماية أنفسهم من المخاطر التي تحدق بهم». ومنذ وقوع زلزال تركيا وانعكاساته على لبنان، لحظت بلدية بيروت الخطر المحدق بالأبنية القديمة والتراثية، واستعانت بمكاتب هندسة لتقييم الوضع. وأوضح رئيس بلدية بيروت، عبد الله درويش، لـ«الشرق الأوسط»، أن محافظ بيروت، القاضي مروان عبود، «كلّف في شباط 2023 مكاتب هندسة مختصة، وجرى مسح شامل للمباني القديمة في بيروت والمعرضة لخطر السقوط». وأشار إلى أنه «باتت لدى المحافظ الدراسات الهندسيّة، وهناك تنسيق بين المحافظة و(دائرة الهندسة) في بلدية بيروت، لمعالجة وضع المباني القديمة، حيث يجري التعاطي مع كلّ حالة على حدة، بسبب غياب القدرة على معالجةٍ واحدة وفتح ورشة شاملة». ولفت درويش إلى أن «مسألة النزوح الجديدة والخوف من وقوع حرب صعّبت المهمّة، لكن لم تلغِ الاهتمام بوضع المباني وإن بشكل تدريجي». من جهته، دقّ أستاذ الهندسة الإنشائية بالجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور بلال حمد، ناقوس الخطر، وأفاد بأن «أغلب المباني القديمة التي أنشئت قبل عام 2000 معرضة للسقوط في حال حصل زلزال مدمّر تفوق قوته 6 درجات على مقياس ريختر». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المباني القديمة أنشئت بدراسة لتحمّل الأوزان العمودية، لكن الزلزال يحمّل هذه المباني أوزاناً جانبية ومن كل الاتجاهات»، مشيراً إلى أن «كل زلزال تفوق قوته 6 درجات هو زلزال مدمر، خصوصاً إذا طالت مدته واستمر لدقيقة مثلاً»، لافتاً إلى أنه «كلما ارتفع المبنى زادت أوزانه الجانبية وارتفع خطر سقوطه بالكامل»، ونبّه حمد إلى أن «المباني التراثية لن يبقى منها شيء إذا وقع زلزال، وبالتالي لا بد من إقرار قانون موجود في مجلس النواب لترميم هذه المباني من قبل أصحابها شرط السماح لهم ببيع أجزاء من العقار الواقع عليه المبنى ليتمكنوا في ترميمه ويصبح مؤهلاً للسكن ومقاوماً للزلازل».

فرنسا وروسيا: تقاطع العودة والانكفاء في الوقت الصعب

الاخبار...تقرير هيام القصيفي... مع التسليم بالدور الأميركي في تطورات المنطقة، يعاود الدور الفرنسي الظهور على خط الصراع بين إسرائيل وحماس، فيما تنكفئ روسيا تحت وطأة الهجوم الأوكراني بدعم غربي....... مع تفعيل الدور الأميركي على خط الاتصالات القائمة لمنع الانجراف نحو حرب واسعة، ثمة كلام أميركي عن أن الاتصالات مع لبنان تأخذ بعداً مختلفاً قائماً على فكرة تسهيل قنوات التواصل لفتح ثغرة تمهّد لتخفيف التوتر وسحب أي نية بالتصعيد من جانب حزب الله، ما يجعل ممكناً عزل أي عمل عسكري وتبريد المنطقة بعد أيام من الشحن والتوتير.أخذ الأميركيون دعماً وتفويضاً أوروبييْن إضافييْن بعد البيان الأوروبي الثلاثي، الفرنسي - البريطاني - الألماني، وهذا من شأنه أن يضاعف، في رأيهم، حذر إيران وحزب الله للجم أي توسع في الردود المنتظرة والتي يمكن أن تتفلّت في اتجاه توسع دائرة العنف. والدور الأوروبي الذي أعيد تنشيطه على وقع المخاوف من الحرب أعاد تسليط الضوء على ما تقوم به الدول الثلاث وروسيا من جهة أخرى. لكل من فرنسا وروسيا دورُها في المنطقة، ولكن لكل منهما أيضاً انشغالاتها في اللحظة التي تمر فيها المنطقة في أدقّ مرحلة في تاريخها الحديث. لكن الأيام الأخيرة حملت تنشيطاً للدورين من اتجاهين مختلفين، مع تسليم حلفاء إسرائيل بأن اللحظة المفصلية تعيد إلى الدور الأميركي أولويته في إدارة الاتصالات وإيجاد الحلول ولو المؤقتة، في مقابل تحميل إيران - رغم الاتصالات غير المباشرة مع واشنطن - الولايات المتحدة مسؤولية تأجيج الصراع بالحشد العسكري في المنطقة وتغطيتها ما تقوم به إسرائيل. مع انتهاء الألعاب الأولمبية، عادت فرنسا إلى معالجة همومها الداخلية، بدءاً بتشكيل حكومة جديدة، بعد النتائج الخارجة عن المألوف للانتخابات البرلمانية في دورتيها الأولى والثانية، وبعدما انشغلت عما يحصل في المقلب الآخر من المتوسط، حيث خرج الصراع العسكري بين إسرائيل وحماس وحزب الله وإيران عن الخطوط المرسومة التي كانت لا تزال الأطراف جميعها تلتزم بها.

لبنانياً، يعطي خروج فرنسا من الصورة بعداً آخر، يتعلق بدورها السياسي على جبهتين، الحرب ورئاسة الجمهورية. وإذا كانت الثانية عُلّقت بفعل توقف مهمة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان (التي لم يعد يأتي أحد على ذكرها) وعمل اللجنة الخماسية، فإن الأولى تفرملت بفعل الوضع الحكومي الفرنسي الذي عطّل مبادرات وزارة الخارجية بعد حركة دبلوماسية كثيفة بين إسرائيل وإيران ولبنان، في انتظار رسم سياسة خارجية مع الحكومة الجديدة. لكنّ البيان الذي خرجت به الدول الثلاث، أظهر تموضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في سياسته الخارجية من دون أي التباس إلى جانب إسرائيل، مكرّساً مع بريطانيا وألمانيا التحالف الغربي الذي تأكّد منذ 7 تشرين الأول، وأظهر وجهه في أكثر من محطة مفصلية، كاد الصراع يتحول فيها إلى حرب واسعة.

اللحظة المفصلية تعيد إلى الدور الأميركي أولويته في إدارة الاتصالات

وإذا كانت ألمانيا نشطت في المنطقة بفعل دور استخباراتي مؤثّر مع الأطراف المعنيين، إلا أنها حافظت على مسافة من أي تورط في التزامات إلى جانب إيران وحزب الله. كما أظهرت بريطانيا، سواء مع حكومة العمال أو المحافظين، انتهاجها السياسة نفسها إزاء التحالف مع الولايات المتحدة وإظهار تضامنها مع إسرائيل. وتزامناً، كثّفت هذه الدول اتصالاتها مع لبنان، سياسياً واستخباراتياً، لدفع لبنان الرسمي، ومن خلفه حزب الله، إلى التعامل بواقعية مع التطورات العسكرية وعدم جرّ لبنان إلى الحرب. وترتكز هذه الدول في قاعدة أساسية على التنسيق المستمر مع واشنطن التي تقود الاتصالات الغربية ولا سيما مع إسرائيل، لتحقيق توازن بين ما تريده إسرائيل - وربما واشنطن أيضاً - في الذهاب بعيداً في كسر حماس وحزب الله، وما تريده الدول الأوروبية بعدم تحول الصراع مع الحركة والحزب إلى حرب مفتوحة، ولو تحت سقف التضامن المطلق مع إسرائيل.

من جهتها، لم تدخل روسيا على خط الأزمة اللبنانية مباشرة. لكنها، منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس ومن ثم حرب المساندة، وقفت موقفاً دقيقاً بعدم تأييد ما تقوم به إسرائيل أو حماس، من دون أن تقطع خيط الاتصالات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبالتأكيد مع حماس، في وقت رأت دول أوروبية في موقف موسكو رغبة في تحييد النظر عن حربها مع أوكرانيا. لكن بدا لافتاً أخيراً، بعد عمليتي الاغتيال في إيران ولبنان، أن روسيا التي تقف إلى جانب إيران، وحرصت على إظهار رغبتها بعدم توسع الحرب نتيجة أي رد إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وإذا كانت المعلومات الغربية تتحدث عن رسائل روسية واضحة إلى طهران بعدم تصعيد الموقف، ما يؤدي إلى تفلت الوضع في المنطقة إلى نقطة اللارجوع، جاء الهجوم الأوكراني على كورسك، في توقيت ملتبس، بدعم غربي وأميركي واضح، ليعطي موسكو رسالة تحذيرية بعدم التورط أكثر في الجانب الإيراني. وهذا من شأنه أن يشغل روسيا أكثر في المرحلة التي يعاد فيها تنشيط الدور الأوروبي عسكرياً وسياسياً، متقاطعاً مع الدور الأميركي الذي يوازن بين الاتصالات والوجود العسكري في المنطقة دعماً لإسرائيل.

لا سلطة للبلديات لمنع دخول النازحين إلى مناطقها

الاخبار..تقرير زينب حمود ... بعض البلديات تمهل النازحين 48 ساعة للبحث عن ملجأ آخر

تتصرف السلطات المحلية «على هواها» في مسألة استقبال النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية ومناطق أخرى تحسباً لتوسع الحرب مع العدو الإسرائيلي، من دون أي توجيه أو رقابة من السلطة المركزية في وقت حساس جداً تمر به البلاد. بلديات تفتح بيوتها وقلوبها للنازحين وأخرى تستعجل القول لهم إنه «غير مرحب بكم بيننا»، فتمنع تأجيرهم أو حتى استضافتهم وتمهل الواصلين 48 ساعة للمغادرة والبحث عن ملجأ آخر. ولأن أماكن النزوح ليست كلها «متاحة»، تُقسَّم خريطة النزوح في لبنان بحسب الانتماء السياسي والطائفي لكل منطقة، وتوجهات رئيس بلديتها وموقفه من حزب الله والحرب مع إسرائيل، والأهم من ذلك كله درجة الإنسانية والأخلاق التي يتحلى بها.قبل أيام، وبطريقة مباغتة، عمّمت بلدية فالوغا (قضاء بعبدا) على جميع الأهالي «عدم تأجير أي جهة لبنانية وغير لبنانية، إلا بعد الاطلاع على هوية المستأجر والتأكد من سجله وموافقة البلدية مسبقاً»، متذرعة «بالمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة». بهذه الطريقة، تصرفت بلدية فالوغا تجاه «الأوضاع الأمنية الصعبة التي تمرّ بها البلاد وتؤدي إلى توافد أعداد كبيرة من المواطنين من مدن وقرى لبنانية مختلفة»، على حدّ قولها، «من دون تسجيل أي حادثة في المنطقة «أخلّت بالأمن والاستقرار»، كما يؤكد رئيس جمعية «وتعاونوا» عفيف شومان الذي تولّى إدارة خطة النزوح بالتنسيق مع حزب الله، علماً أنّه «لا يوجد في الأصل نازحون في فالوغا مسجلون في خلية الأزمة، وإذا كان هناك عائلات توجهت من تلقاء نفسها فعددها ضئيل جداً لأنه في العادة حتى هذه العائلات تحدد وجهتها بالتنسيق معنا». إذاً، لا تبرير لتعميم رئيس بلدية فالوغا «القوتجي» جوزيف أبو جودة غير التحريض على بيئة المقاومة، وهو قد مرّ مرور الكرام من دون أن يستوقف أي جهة حكومية ولا سيما وزارة الداخلية والبلديات التي حاولت «الأخبار» التواصل معها من دون أن تحصل على جواب، وخصوصاً أنّ نموذج «فالوغا» ليس استثناء، فـ«هناك بلديات أخرى لا تمنع الإيجار فقط، بل تمنع استضافة النازحين في منازل أقاربهم وأصحابهم في البلدة، بمعنى آخر لا تقبلهم مستأجرين ولا ضيوفاً وتضيّق عليهم»، وفق شومان، «ما يتطلب إصدار وزارة الداخلية تعميماً عاجلاً لوضع البلديات عند مسؤوليتها الوطنية وخصوصاً على صعيد استقبال النازحين وعدم استغلالهم بإيجارات المنازل المضخمة». من جهته، يؤكد وزير البيئة ناصر ياسين المكلّف تنسيق «خطة الطوارئ الحكومية» أن «لا سلطة للبلديات بأن تسمح أو لا تسمح للنازحين بدخول مناطقها، وتتوقف سلطتها عند تسجيل عقد الإيجار فقط، ولا تتمتع بسلطة مطلقة خارج توجيه الحكومة، وخصوصاً في هذا الوقت الحساس». ويؤكد أن «اتخاذ بعض البلديات إجراءات للتضييق على النازحين أمر غير قانوني إلى جانب أنه غير أخلاقي، ويستوجب موقفاً فورياً من الحكومة، وتحديداً عبر وزارة الداخلية والبلديات، لتلافي هذه الأحداث قبل أن يحصل أيّ تهجير قسري لا سمح الله». ويؤكد أنه «لا يمكن إجبار الأفراد على تأجير منازلهم للنازحين أو استضافتهم، لكن، من غير المقبول أن يصدر عكس هذا الشيء عن البلديات». لذلك «أثرتُ الموضوع أثناء جلسة مع المحافظين أمس لمناقشة تجهيز مراكز الإيواء في حال حصول تهجير قسري، وسأعيد طرحه خلال جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل».

بلدات عكار والشمال تعرض بيوتاً مجاناً للإيواء وتعاون كبير من الاشتراكي والمردة

بناءً على ما سبق، وبعد دخول الضاحية الجنوبية دائرة التهديد، تتوجّه إبرة بوصلة النزوح إلى المناطق الشيعية بالدرجة الأولى ولا سيما في بعلبك ـــ الهرمل، إضافة إلى التعاون الكبير الذي أبداه كلّ من تيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي في مناطق نفوذهما، «في زغرتا مثلاً، وتحديداً في مرياطة، هناك مأوى لحوالي 50 عائلة، وفي عاليه والشوف لم نواجه أي مشكلة ولم تسجل أية اعتراضات على العائلات النازحة»، يقول شومان. وانعكس التضامن في مواقف رؤساء البلديات «الدرزية» التي دعت إلى «استقبال النازحين أفضل استقبال، واعتبارهم ضيوفاً، والتعامل معهم بما تقتضيه تقاليدنا في حسن الضيافة». مقابل الخصوم، «المحبّون كثر»، وفق شومان، «فخريطة النزوح تمتد من عكار وطرابلس والكورة إلى جبيل وزحلة والبقاع الأوسط، ولا نتحدث هنا عن مبادرات فردية فحسب، بل عن تعاون مئات البلدبات وخصوصاً في الشمال، إذ يتصلون بنا ويعرضون علينا منازل لإيواء النازحين من دون بدلات إيجار». ويتوقف شومان عند «الاستعداد الكبير لدى أهالي عكار لاستضافة النازحين بما في ذلك تيار المستقبل والبلديات والمخاتير والفعاليات المحلية والمجتمع المدني وجماعة الثورة ووجهاء المناطق والشخصيات النافذة»...

المدارس آخر الخيارات

لم تندرج الضاحية الجنوبية بعد ضمن المناطق التي تستدعي إخلاء سكانها، وعليه ينصح رئيس جمعية «وتعاونوا» عفيف شومان الذين غادروها تحسباً لأي تطور عسكري: «ابقوا في منازلكم، وعندما يحين الوقت، لا سمح الله، لن تُتركوا لمصيركم، فهناك جهات خطّطت للنزوح ولن ترسلكم من دون الحفاظ على أمانكم، بل ستكون معكم منذ الانطلاق حتى الوصول وستجدونها على الطرقات حيث تنزحون». ورداً على من يسارع إلى استئجار منزل تجنباً للنزوح في مراكز إيواء مثل المدارس، يقول: «لدينا الكثير من الخيارات للنزوح، وستكون المدارس آخرها»، مطمئناً بأنه «إذا دخلت الضاحية دائرة الاستهداف فلن تقع كل المناطق تحت الخطر الذي يستوجب الإخلاء. الناس تستعيد مشاهد حرب تموز وتعززها بالمجازر التي تُرتكب في غزة من دون الأخذ في الحسبان أن بنك أهداف العدو مختلف اليوم عما كان عليه عام 2006، بفعل قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة، والتي تجبر العدو على تجنّب استهداف المدنيين مباشرة».



السابق

أخبار وتقارير..ترتيبات خاصة أتاحت للسنوار إجراء محادثات هاتفية..الأميركيون يريدون إحباط الايرانيين..والمخاوف من حزب الله تتعاظم..رئيس وزراء بريطانيا لرئيس إيران: الحرب ليست في مصلحة أحد..«لوفتهانزا» لن تستخدم المجال الجوي للعراق وإيران حتى 21 أغسطس..موسكو تقر بصعوبات على الجبهة..والقوات الأوكرانية تتمدد في 28 بلدة روسية..معضلة كييف..ماذا بعد العملية «الجريئة» في كورسك الروسية؟..من بلد عربي ودول أخرى..أوراق نقدية بمليارات الدولارات تصل روسيا..بولندا تبرم صفقة لشراء 48 قاذفة من منظومة باتريوت للدفاع الجوي..الأمن الباكستاني يحبط مخططاً إرهابياً في إقليم السند..أطباء الهند ينفّذون إضراباً للاحتجاج على اغتصاب زميلة لهم وقتلها..الحكومة الأفغانية تُعلن «يوم الفتح» عطلة رسمية..ألمانيا: تهديد «الإرهاب الإسلاموي» على برلين مرتفع بشكل مستمر..اتفاق بين كانبيرا وواشنطن ولندن محوره الدفع النووي البحري..استطلاع رأي حديث يكشف تزايد ثقة الأميركيين في قدرة هاريس..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..بايدن: اتفاق في غزة قد يمنع هجوما إيرانيا على إسرائيل..«الموساد» و«الشاباك» يريدان مندوبين فلسطينيين وقوة دولية في رفح..إجماع إسرائيلي على استمرار الحرب..رغم الاختلاف بين المستويين السياسي والأمني..مئات المستوطنين المتطرفين يقتحمون المسجد الأقصى..السنوار يربط المشاركة في مفاوضات غزة بوقف الحرب وطهران تبحث المشاركة..الاحتلال يستخدم مدنيين «دروعاً بشرية»..أبومازن: الأمم المتحدة فشلت في حل أزمة غزة..بوتين لعباس: تجاهل القرارات الدولية بخصوص فلسطين جوهر الصراع..استشهاد شاب متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في رام الله..نتنياهو: حماس طلبت إجراء 29 تغييرا على اتفاق إطلاق سراح الرهائن..الرد الإيراني..إسرائيل تستعد لكنها لا تتوقع حرباً..واشنطن توافق على بيع إسرائيل أسلحة بقيمة 20 مليار دولار..المنطقة تعيش على وقع سباق الدبلوماسية والتصعيد..صاروخ أطلق من غزة يسقط في البحر قبالة تل أبيب..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,194,667

عدد الزوار: 7,623,241

المتواجدون الآن: 0