أخبار لبنان..عدوان إسرائيلي جوّي «استباقي» يستهدف إمدادات البقاع..غارات إسرائيلية تستهدف مخازن أسلحة لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية..لبنان عيْنه على مفاوضات «الفرصة الأخيرة»..انفراج أم انفجار؟..احتمالات توسّع الحرب تتراجع في لبنان على وقع المفاوضات..الحكومة اللبنانية بين ألغام الرسائل الدولية ورد «حزب الله»..اليونيفل باقية: تمديد «كلاسيكي» رغم الضغوط..الـ«NGOs» غير معنيّة بالحرب..ما عدا قلّة..الحكومة طلبتْ التحقيق في أسباب انقطاع الكهرباء كلياً عن لبنان..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 20 آب 2024 - 4:57 ص    عدد الزيارات 380    التعليقات 0    القسم محلية

        


عدوان إسرائيلي جوّي «استباقي» يستهدف إمدادات البقاع..

ميقاتي يطلب من التفتيش تحديد مسؤوليات قطع الكهرباء.. وترحيب رسمي وشعبي بمبادرة الرئيس الجزائري

اللواء...كشفت المحادثات المكثفة والمطوّلة التي بدأها وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن عن الصعوبات التي تواجه مفاوضات وقف النار في غزة وصفقة تبادل الاسرى والمحتجزين، لا سيما بعد لقاء الساعات الثلاث مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي بدا اكثر تشدداً من اي وقت مضى، بما اسماه الحاجات الامنية «لدولة الاحتلال»، مما يكرّس الفجوة الكبيرة في مواقف دولة الحتلال وحركة حماس، ومعها الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة. وعليه، ارتفعت المخاوف من العودة الى التصعيد، سواءٌ لجهة تزايد عمليات التدمير في غزة او لجهة توسيع الحرب الاستباقية علي جبهات المساندة، ومنها جبهة لبنان، مع توسيع عمليات الاستهداف الجوي، لتطال البقاع ليل امس. وحسب المعلومات ان الطائرات المعادية نفذت 3 غارات، طاولت الاولى سهل قصرين، والثانية سهل النبي شيت - السفري، والثالثة حصلت بين السفري وسرعين، بعد يوم حافل بالقصف طاول معظم البلدات الحدودية الجنوبية.

التحقيق بانقطاع الكهرباء

في خضم هذا التأزم التفاوضي والحدودي قفزت الى الواجهة مسألة بالغة الخطورة، تتعلق بالانقطاع الشامل للكهرباء السبت الماضي، الامر الذي كشف حجم الخلل في عمل المؤسسة وعمل الدولة ككل.. وعليه، قرّر الرئيس نجيب ميقاتي التحرك، فبعث بكتاب لرئيس هيئة التفتيش المركزي جورج عطية، طالبه باجراء تحقيق فوري بموضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهرباء.. واعتبر الكتاب «انه بدلا من تجاوز الازمة بفعل التجاوب المطلق مع طلب وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة كهرباء لبنان، تفاجا رئيس الحكومة بأن مجلس ادارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام، لا بل قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أياً من اعضاء المجلس بالصلاحيات لا سيما المالية منها، علما انه لا يمكن تنفيذ التدابير التي تم الاتفاق بشأنها بصورة طارئة تفاديا للوقوع في الظلمة الكاملة، مع ما ينتج عن ذلك من اضرار مباشرة للمواطنين وللمرافق العامة، الا من خلال مقررات مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان صاحب الصلاحية في اتخاذ القرارات الادارية اللازمة، ورغم الحالة الطارئة والخطيرة، ورغم تجاوب مجلس الوزراء مع طلبات الوزارة والمؤسسة، لم يبادر مجلس ادارة المؤسسة الى القيام بواجباته، ولم يجتمع لإتخاذ القرارات اللازمة بغياب اي دعوة من رئيسه حتى تاريخ يوم الاحد 18 آب ،وذلك بعد ان حصلت العتمة الكاملة وانفصلت الشبكة عن الخدمة، ووقعت الاضرار التي كنا نسعى جاهدين لتفاديها. ولم يكن خفياً ان الرئيس ميقاتي يتهم بصورة لا لبس فيها بأن مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان هو المسؤول عن الازمة. ففي الكتاب جاء: بعدما تبين ان التقصير في عدم دعوة مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان الى الانعقاد، ادى الى وقوع ازمة كان من الممكن تفاديها، مما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها، نطلب منكم اجراء التحقيقات لتحديد المسؤوليات القانونية». وفيما تحدثت المعلومات ان الباخرة الجزائرية في طريقها الى الشواطئ اللبنانية نفى الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي امس ان يكون العراق قد توقف عن تزويد لبنان بالوقود. وقال: الشحنة الجديدة خلال الايام المقبلة، مؤكداً التزام العراق بالاتفاق الموقع بين بغداد وبيروت. بدوره، ثمّن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، خلال استقباله سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي، المبادرة الأخوية المقدّرة جداً لفخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بشكل فوري بالفيول لسدّ حاجته في قطاع الكهرباء. ونقل بوحبيب للجزائر عبر السفير بلباقي امتنان حكومة لبنان وتقديرها لقرار الرئيس تبون. ولاقت مبادرة الرئيس الجزائري ارتياحاً شعبياً لدى الاوساط كافة، فضلاً عن التقدير النيابي والحكومي والاقتصادي للخطوة الجزائرية. وكشف وزير الطاقة وليد فياض أن لبنان ينتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 آب الجاري.

شكوى ضد خرق جدار الصوت

دبلوماسياً، وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية ومن ضمنها العاصمة بيروت. وأدان لبنان في متن الشكوى هذه الخروقات التي تشكل إنتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ (٢٠٠٦)، إضافة الى خرقه لعدد من أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر كافة أساليب العقاب الجماعي والترهيب المعنوي الذي تمارسه إسرائيل من خلال ترويع جميع المدنيين وبث الذعر بينهم، الامر الذي يؤثر بصورة خاصة على الشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأطفال.

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة الشوميرا بالاسلحة الصاروخية. وليلاً، استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي البقاع بعدوان جوي، مستهدفاً عدداً من البلدات في البقاع، شرق لبنان. ووقع انفجار كبير في بلدة سرعين البقاعية، تحدثت مصادر امنية عن استهداف مستودع اسلحة لـ«حزب الله». وحسب المعلومات سجلت 6 اصابات طفيفة من جراء الغارات التي طالت البقاع. وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي نفذ هجمات ضد ما اسماه مستودعات صواريخ لحزب الله على مسافة 80 كلم من الحدود مع اسرائيل. وكانت اسرائيل أغارت على محيط بلدتي المنصوري وبيوت السياد في الجنوب. كما غارت الطائرات المعادية ليلاً على بلدة الطيبة.

غارات إسرائيلية تستهدف مخازن أسلحة لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية

الجيش الإسرائيلي: مقتل "حسين علي حسين" القيادي البارز في وحدة الصواريخ بحزب الله

العربية.نت، وكالات... استهدفت ضربة إسرائيلية، اليوم الاثنين، مخزناً للأسلحة لحزب الله في وادي البقاع شرق لبنان. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن "تعرض بلدات في قضاء بعلبك" في منطقة البقاع في شرق لبنان "لثلاث غارات إسرائيلية مساء الاثنين، بدون أن تحدّد ما الذي طالته. وفي وقت لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل "حسين علي حسين" القيادي البارز في وحدة الصواريخ بحزب الله. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في لبنان تحديث للغارات الإسرائيليه على البقاع حيث ارتفع عدد الجرحى إلى تسعة أشخاص مع إدخال سيدة سورية إلى الطوارئ لمعالجة جروح اصيبت بها، وذلك إضافة إلى ستة مواطنين لبنانيين وطفلة سورية تبلغ من العمر خمس سنوات وفتاة سورية تبلغ من العمر خمس عشرة سنة. وقد عولجوا بدورهم في الطوارئ. وفي تحديث آخر للغارة الإسرائيليه على المنصوري، ارتفعت حصيلة الجرحى إلى شابتين فلسطينيتين تبلغان من العمر سبع عشرة وثماني عشرة سنة. ونقلتا إلى المستشفى اللبناني الإيطالي لتلقي العلاج. يأتي هذا بعدما قتل جندي إسرائيلي ومقاتلان من حزب الله، في وقت سابق من الاثنين، في تبادل قصف بين الجيش الإسرائيلي والحزب عبر الحدود، كما أعلن الجانبان، وسط مخاوف من ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة واتساع رقعة الحرب. وذكر مراسل "العربية" والحدث" أن مبنى في مستوطنة يعارة الإسرائيلية قرب الحدود اللبنانية تعرض لإصابة مباشرة بعد استهدافه بصاروخ. ولفت إلى مقتل جندي إسرائيلي ووقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين. وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن أنباء أولية تشير إلى انفجار طائرة مسيّرة انطلقت من لبنان في بلدة إسرائيلية بالجليل الغربي، في حين أُصيب إسرائيليون بحريق اندلع إثر انفجار مسيرة في بلدة ياعرة. ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر غداة بدء الحرب في قطاع غزّة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل، يتبادل حزب الله المدعوم من إيران القصف مع إسرائيل بصورة شبه يومية عبر الحدود. وأعلن الجيش الاسرائيلي، الاثنين، مقتل أحد جنوده "خلال القتال" في منطقة شمال إسرائيل. وخلال مؤتمر صحافي، أشار المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر إلى "هجوم بطائرة مسيرة" من حزب الله" في الشمال. ولم يدل بتفاصيل عن ضحايا محتملين لهذا الهجوم. ونعى حزب الله من جهته في بيانين منفصلين اثنين من مقاتليه. وكانت وزارة الصحة اللبنانية أفادت في وقت سابق عن مقتل شخصين في غارة للجيش الإسرائيلي على بلدة حولا. وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إنه قصف مقاتلين من حزب الله الاثنين "في منطقة حولا". يأتي ذلك فيما أعلن حزب الله في بيان الاثنين أن عناصره شنّوا "هجوماً جوياً مُتزامناً بأسراب من المسيرات الانقضاضية" على موقعين عسكريين أحدهما ثكنة قرب مدينة عكّا الساحلية على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود، والثاني قاعدة لوجستية. وأشار بيان حزب الله إلى أن هجوم المسيّرات جاء "ردّاً على الاعتداء والاغتيال" الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في منطقة قدموس في منطقة صور في جنوب لبنان، فيما كان الجيش الإسرائيلي قال السبت إن قواته "قضت" على "قائد" في قوة الرضوان في حزب الله في غارة جوية على منطقة صور. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت "أهدافاً جوية مشبوهة آتية من لبنان" ونجحت بإسقاط بعضها في منطقة يعارا في الجليل الغربي. وأعلن حزب الله ليل الأحد الاثنين أن مقاتليه استهدفوا "بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية" جنوداً إسرائيليين عند رصد "تسلّل" مجموعة منهم قرب الحدود، ما أجبرهم على التراجع. وجدّد الحزب صباح الاثنين قصفه بالصواريخ والمدفعية على ثكنة عسكرية إسرائيلية. وعلى وقع استمرار التصعيد، قال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا في بيان إنه لا يزال "نحو 150 ألف شخص يعيشون في مناطق وقرى تتعرض للضربات المدفعية والهجمات الجوية يومياً" في جنوب لبنان. وأشار إلى أن "الملايين يسترجعون ذكريات أليمة من حرب 2006، ويخشون من مخاطر أي تصعيد محتمل". وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح أكثر من 110 آلاف شخص من جنوب لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر بسبب التصعيد. وتقول السلطات الإسرائيلية من جهتها إن نحو 100 ألف نزحوا من شمال إسرائيل. وأوضح ريزا أنه في لبنان "قُتل 21 مسعفاً كانت مهمتهم إنقاذ الآخرين" في التصعيد، مضيفا أن "الإفلات الواضح من العقاب الذي ارتكبت به هذه الأعمال" يظهر "تجاهلاً مقلقًا للقانون الدولي الإنساني". وأدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 584 شخصا على الأقل في لبنان، من بينهم 377 مقاتلا من حزب الله وما لا يقل عن 128 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي الحزب والمجموعات الأخرى. وأعلنت السلطات الإسرائيليّة مقتل 23 عسكريّا و26 مدنيّا على الأقلّ منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتلّ. من جهتها، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وقوع إصابة مباشرة شمال إسرائيل جراء الهجوم بالمسيرات والصواريخ من جنوب لبنان. وأضافت الصحيفة أنه تم رصد 3 مسيرات و10 قذائف صاروخية أُطلقت من لبنان. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه نجح في اعتراض بعض الأهداف الجوية، وسقطت أخرى في منطقة ياعرة. وأمس الأحد، أفاد مراسل قناتي "العربية" و"الحدث" بمقتل عنصر في حزب الله يدعى فادي كنعان، جراء غارة بمسيرة إسرائيلية على دراجة نارية في بلدة شبعا جنوب لبنان. كما أوضح مراسلنا أن الجيش الإسرائيلي شن غارة أخرى على وسط عيتا الشعب جنوب لبنان أيضاً. أصيب ثلاثة جنود من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان بجروح، على ما أعلنت اليونيفيل في بيان، جراء "انفجار" وقع بالقرب من آليتهم في ظل تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ أشهر عبر الحدود. ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر غداة بدء الحرب في قطاع غزّة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية، يتبادل حزب الله القصف مع إسرائيل بصورة شبه يومية عبر الحدود. وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية ذكرت في وقت سابق أن "الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارتين متتاليتين على بلدة الضهيرة" التي تبعد قرابة كيلومتر واحد عن يارين، ما أدى "إلى وقوع إصابات". ورجّح مصدر في اليونيفيل، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن يكون الانفجار الذي تسبب بإصابة جنود القوة بجروح ناجما عن غارة جوية قريبة وليس "استهدافا مباشرا".

لبنان عيْنه على مفاوضات «الفرصة الأخيرة»... انفراج أم انفجار؟

«حزب الله» يُعمّق استهدافاته... ويتصدّى لتسلّل إسرائيلي

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- إعلام إسرائيلي: ردّ الحزب قد يأتي على شكل «محاولات اغتيال»... وقد يستهدف تل أبيب

- لبنان «يشكو» إسرائيل بسبب «جدار الصوت»

تقترب لعبةُ «عضّ الأصابع» بين إسرائيل وحركة «حماس» ومعها «محور الممانعة»، من لحظةِ حسْمٍ تشكّلها مفاوضاتُ وقْف النار في غزة والتي باتت بمثابة «خطٍّ فاصل»، فإما انفراجةُ ربع الساعة الأخير وإما انفجارٌ إقليمي «صاعقُه» الردُّ المعلَّق حتى الساعة من «حزب الله» وإيران على اغتيال إسرائيل كلاً من فؤاد شكر وإسماعيل هنية في الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران، أو حتى «عملية استباقية» من بنيامين نتنياهو الذي يرفع شعار «لا أخشى شيئاً وجاهِزٌ لكل السيناريوهات دفاعاً وهجوماً». وبقلقٍ كبيرٍ راقبتْ بيروت، التي تخشى تَمَدُّدَ نار ميني الحرب المشتعلة في الجنوب لتحرقَ كل البلاد والتي قررتْ أن تشكو تل أبيب لتَماديها في خرق جدار الصوت الذي هزّ العاصمة اللبنانية تكراراً يوم أمس، عدم تواني وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن التعبير عن حراجة اللحظة بوصْفه المفاوضات الجارية في شأن هدنة غزة بأنها «ربما آخِر فرصة» لاستعادة الأسرى، في الوقت الذي كثّف كل أطراف الصراع المباشر في القطاع وأخواته من ساحاتٍ، وأبرزها جبهة الجنوب اللبناني، من لعب أوراقٍ جديدة، على الطاولة وفي الميدان. وفي حين ارتسمتْ ملامحُ سباقٍ محموم بين جولة المحادثاتِ المفصلية في القاهرة هذا الأسبوع وبين المناخات الحربية التي تتجمّع غيومُها الداكنة في سماء المنطقة، بدا من الصعب التكهّن بما إذا كانت شروط نتنياهو التراكُمية هي في إطارِ تفخيخِ كل مسار التفاوض، وصولاً لصِدامٍ لم يَعُد يمانعه مع «حزب الله» وإيران، اعتقاداً منه أن الحضور العسكري الأميركي غير المسبوق في المتوسّط يُشكّل «بوليصةَ تأمينٍ» له وذلك بهدف استدراج حلٍّ على الساخن لجبهة لبنان، أم أن هذه الشروط هي في سياق رفْع السقف الأعلى لتحصيل بنودٍ لا حياد عنها في «صفقة غزة». وعدم اليقين هذا يفسّر لجوء «المحور الإيراني» الذي يتحرّق لهدنةٍ تُجَنِّبه «حرْقَ خط العودة» من حربٍ شاملة لا يريدها، إلى إستراتيجية توجيه الرسائل «حمّالة الأوجه» على أقصى حافة الهاوية، بأنه مستعدّ من جهةٍ للذهاب أبعد ما لم تسهّل إسرائيل بلوغَ هدنةٍ، وفي الوقت نفسه بأنه متمهّلٌ في نقْل المواجهة إلى مستوى أكثر تعقيداً يحدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي «مسرحه وقواعده وتوقيته»، وهو ما تجلّى في:

- أولاً تعميق «حزب الله» ضرباته في شمال إسرائيل (حتى عمق نحو 17 كيلومتراً) حيث استهدف للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر قاعدة سنط جين (قاعدة لوجستية تابعة لقيادة المنطقة الشمالية) وأماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها «بهجوم جوي مُتزامن بأسراب من المسيّرات الانقضاضية شمل أيضاً ثكنة يعرا (مقر قيادة اللواء الغربي 300)». وأعلن الحزب أن المسيّرات أصابت أهدافها بدقة في قاعدة سنط جين «وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى»، موضحاً أن «سنط جين تقع شمال مدينة عكا المحتلة، وتبعد عن الحدود اللبنانية - الفلسطينية نحو 16.5 كيلومتر، وأنها تُستهدف للمرة الأولى، وهي قاعدة لوجستية تتبع لقيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو»، ومؤكداً أن ضرب هذه القاعدة تم «رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في منطقة قدموس (صور)» لأحد عناصره. وكان لافتاً في الإطار الميداني نفسه، كشْف الحزب، الذي سقط له أمس، عنصران في غارة على بلدة حولا الجنوبية، أن «مجموعة من قوات العدو الإسرائيلي تسللت إلى حرش حدب عيتا، فتصدى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية واستهدفوها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، ما أجبرها على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة». وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي «مقتل جندي برتبة رقيب في هجوم حزب الله بطائرات مسيرة على الجليل الغربي شمال إسرائيل»، بقيت «رادارات» الاهتمام على الطائرة المسيّرة للاستطلاع التي «حامت» فوق المنزل الخاص بنتنياهو في مدينة قيسارية الساحلية، في حين تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن ردّ «حزب الله» على اغتيال القيادي شكر قد يأتي على شكل «محاولات اغتيال لشخصيات إسرائيلية، بما في ذلك وزراء وأعضاء في الكنيست وضباط كبار في جيش الدفاع الإسرائيلي في الماضي والحاضر ومسؤولين رفيعي المستوى سابقين في الموساد والشاباك».

- ثانياً إحياء «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، العمليات «الاستشهادية» وفي قلب تل أبيب، وهو ما اعتُبر في إطار تحذيرٍ من أن تفجير نتنياهو المفاوضات سيعني فتْح «أبواب جهنّم» جديدة على إسرائيل.

- تريُّث إيران وحرْصها على الظهور في مظهر مَن يوفّر «ممراً آمناً» لمفاوضات الهدنة، بإرجائها غير المعلن، ومعها الحزب، لتنفيذ الردّ على اغتيال هنية (وشكر) ريثما ينقشع الغبار الذي يحوط بالمفاوضات، وبحيث إن بلوغ وقف نار يمكن أن يساهم في تأمين سلّم للنزول عن شجرةِ «الردّ الموجع والنوعي» الذي يحقق الردعَ و«ترتيب» ثأرٍ تتم هنْدسته بما لا يخرّب على المناخ الجديد، ومن دون أن يعني ذلك بأي حال، وفق أوساط مراقبة، «ضمان» الخطوة التالية من نتنياهو. ورغم كلام صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن الحزب سينتظر فقط حدوث أزمة في المفاوضات في شأن صفقة الأسرى، وبعد ذلك سينفّذ إطلاق نار واسع النطاق على إسرائيل من لبنان، بما في ذلك استهداف تل أبيب، للمرة الأولى في الحرب، وبهذه الطريقة لن يُنظر إلى أمينه العام حسن نصرالله على أنه مَن أفسد الصفقة، لكن من وجهة نظره سيكون لديه مبرر للهجوم، فإن ثمة مناخاً بأن الحزب وطهران يتهيّبان الانجرارَ إلى حربٍ واسعة بات نتنياهو يستدعيها بسلوكه المتفلّت من كل قيود أو «احتساب»، بالتوازي مع حاجتهما الماسة إلى ردْعه عن التمادي في استخدام أنيابه بالاغتيالات أو الضربات«تحت الحزام» وربما حتى بالهجوم الاستباقي، وهو ما يضعهما أمام مأزق إيجاد هذا «التوازن» الدقيق الذي يصبح أصعب بكثير وربما مستحيلاً بحال انهارت مفاوضات الهدنة في غزة. ولعلّ أبرز تعبير عن كيفية مقاربة الحزب للمرحلة جاء على لسان نائبه حسن فضل الله، بتأكيده «أن قرارات المقاومة لا تؤخذ نتيجة حماسة أو انفعال أو تسرّع (...)». وشدد على «أن كل قرار للمقاومة له هدف، أما كيفية تطبيقه فهذا تتولاه قيادتها التي تبحث دائماً عن أفضل السُبل لبلوغ الهدف، لا أن نُؤخذ بما يريده فلان أو علّان، والمقاومة لا تعمل عند أحد، وتوقيتها ليس على ساعة أحد، وإنما على ساعة رؤيتها الدقيقة والمتأنية لأي خيار تأخذه»...

احتمالات توسّع الحرب تتراجع في لبنان على وقع المفاوضات

محاولة تسلّل إسرائيلية إلى الجنوب... وغارات مسائية على بعلبك

بيروت: «الشرق الأوسط».. سجّلت عملية تسلّل للجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان للمرة الثالثة منذ بدء المواجهات مع «حزب الله»، في وقت لا يزال فيه التوتر يسود في لبنان سياسياً وعسكرياً، لا سيما مع استمرار تعليق بعض شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت. ومددت مجموعة «لوفتهانزا» الألمانية الاثنين، تعليق رحلاتها إلى كل من تل أبيب وطهران وبيروت وعمّان وأربيل حتى 26 أغسطس (آب). وقالت المجموعة، التي تضم شركات الخطوط الجوية السويسرية والخطوط الجوية النمساوية و«يورو وينجز»، إنها ستتجنب أيضاً المجالين الجويين الإيراني والعراقي حتى ذلك الموعد، على خلفية مخاوف من تفاقم الأوضاع بالشرق الأوسط.

حريق قرب مركز «يونيفيل»

اندلع حريق قرب مركز قوات «اليونيفيل» نتيجة إلقاء الجيش الإسرائيلي قذائف فسفورية على منطقة تل نحاس، وذلك بعد ساعات على إعلان القوات الدولية عن إصابة 3 من عناصرها جراء انفجار وقع بالقرب من آليتهم خلال دورية لهم بمحيط بلدة يارين بجنوب لبنان. وقبل ذلك كان قد أعلن «حزب الله» في وقت متأخر من ليل الأحد - الاثنين، أن مقاتليه تصدّوا لجنود إسرائيليين «تسلّلوا» قرب الحدود اللبنانية ما أجبرهم على التراجع، مشيراً كذلك إلى أنه شنّ هجمات جديدة على قوات ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل بالصواريخ والمدفعية والمسيرات. وقال الحزب في بيان له، إنه «بعد مراقبة ومتابعة لقوات العدو الإسرائيلي وعند رصد تسلل مجموعة من جنوده إلى حرش حدب عيتا (بالقرب من بلدة عيتا الشعب)، تصدى لها مجاهدو المقاومة يوم الاثنين واستهدفوها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، مما أجبرها على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة». ويرجّح العميد المتقاعد، الخبير العسكري، خليل الحلو، أن يكون الهدف من عملية التسلل الإسرائيلي، إما زرع ألغام أو وضع أجهزة تنصت وكاميرا مراقبة. مع العلم أنها المرة الثالثة التي تسجّل فيها عملية تسلل إسرائيلية باتجاه الجنوب منذ بدء المواجهات في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ كان «حزب الله» قد أعلن في 3 و4 مارس (آذار) الماضي عن عمليتي تسلل؛ الأولى في منطقة وادي قطمون مقابل رميش، والثانية من جهة خربة زرعيت، مقابل بلدة راميا. في موازاة ذلك، استمرت الاثنين، العمليات المتبادلة والقصف على جنوب لبنان، حيث أدت غارة استهدفت بلدة حولا صباحاً، إلى مقتل شخصين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، وأشارت المعلومات إلى أنهما عنصران في «حزب الله» الذي عاد ونعى اثنين من مقاتليه؛ هما محمد علي حسن قدوح من بلدة الغندورية، وعباس بديع ملحم من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان. وأعلنت «المقاومة الإسلامية» أن مقاتليها شنوا «هجوماً جوياً مُتزامناً بأسراب من المسيرات الانقضاضية» على موقعين عسكريين؛ أحدهما ثكنة قرب مدينة عكّا الساحلية على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود، والثاني قاعدة لوجيستية. وبحسب البيان، فإن هجوم المسيّرات جاء «ردّاً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في منطقة قدموس» بمنطقة صور جنوب لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي السبت، إن قواته «قضت» على «قائد» في قوة الرضوان التابعة لـ«حزب الله» في غارة جوية على منطقة صور. كذلك، شن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت منزلاً في الساحة العامة لبلدة طيرحرفا بالقطاع الغربي من قضاء صور، واستهدفت غارتان بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، بالتزامن مع إطلاق مسيّرة صاروخاً موجهاً استهدف بلدة حانين، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام». من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت «أهدافاً جوية مشبوهة مقبلة من لبنان»، ونجحت بإسقاط بعضها في منطقة يعارا بالجليل الغربي.

احتمالات الحرب تتراجع

وارتفع منسوب التوتّر في الفترة الأخيرة بعد مقتل القائد العسكري البارز في «حزب الله» فؤاد شكر نهاية الشهر الماضي، بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، بحيث توعّد «حزب الله» بالرد على مقتله الذي نفذ قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنيّة بطهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، وهو ما أعلنت إيران أنها سترد عليه، ما أدى إلى تصاعد التهديد والتحذيرات من حرب شاملة. وبانتظار ما سيكون عليه الرد في ظل المفاوضات المستمرة في محاولة لإرساء التهدئة في غزة التي يفترض أن تنسحب على لبنان، يرى خليل الحلو في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن احتمالات الحرب الموسعة تراجعت في جنوب لبنان بعدما كانت قد ارتفعت في المرحلة الأخيرة، عازياً ذلك إلى أسباب سياسية وعسكرية. ويوضح: «السياسة ترتبط بالمفاوضات المستمرة التي تسهم إلى حدّ كبير بلجم الرد الذي سيحصل بحسب تأكيد كل الأطراف، إنما سيكون الترقّب لما سيكون عليه الرد الإسرائيلي على رد (حزب الله) ومسار المواجهات بعدها». الأسباب الثانية ترتبط، بحسب الحلو، «بتعب الطرفين واستنزافهما، أي (حزب الله) وإسرائيل بعد 11 شهراً على الحرب، وهو ما تعكسه أصوات المسؤولين في تل أبيب التي تراجعت حدّة مواقفها عما كانت عليه في فترة سابقة». من هنا يعدّ الحلو أن العمليات في جبهة الجنوب ستبقى مستمرة، ويقول: «ستستمر حرب الاستنزاف التي ترتفع وتيرتها وتتراجع وفقاً للوقائع الميدانية، في ظل غياب الحل الدبلوماسي، وبانتظار ما ستنتهي إليه مفاوضات غزة التي لا بد أن تنعكس على جبهة الجنوب». وفي هذا الإطار، كان قد حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، في تل أبيب، حيث يلتقي مسؤولين، من أن المفاوضات الجارية من أجل هدنة في قطاع غزة هي «ربما آخر» فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

شكوى لبنانية إلى مجلس الأمن

في غضون ذلك، لا يزال لبنان واللبنانيون على وقع الخوف الذي يتسبب به خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت في مختلف المناطق، وكان آخره يوم الاثنين. وهو ما قدّمت بشأنه بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن بناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب. ودان لبنان في متن الشكوى هذه الخروق «التي تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم 1701، إضافة إلى خرقه لعدد من أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر كل أساليب العقاب الجماعي والترهيب المعنوي الذي تمارسه إسرائيل من خلال ترويع جميع المدنيين وبث الذعر بينهم، الأمر الذي يؤثر بصورة خاصة على الشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأطفال».

غارات على بعلبك

ومساء، نفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات في منطقة بعلبك (شرق لبنان)، حيث أشارات معلومات الى استهداف مستودع أسلحة. و أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» عن سماع أصوات انفجارات في منطقة البقاع وبعلبك ناتجة عن غارات إسرائيلية، فيما أفادت وكالة "رويترز" نقلًا عن مصدرين أمنيين، بأن ضربة إسرائيلية استهدفت مستودع أسلحة لـ«حزب الله» في سهل البقاع. وأشارت المعلومات إلى أن المستودع المستهدف يقع في بلدة سرعين. وانتشر مقطع فيديو يظهر اشتعال النيران وتطاير المقذوفات منه ما أدى الى إقفال الطرق المؤدية إليه. وقبيل ذلك، شن الطيران المسير الإسرائيلي غارة استهدفت سيارة على طريق دير قانون – رأس العين جنوب لبنان. وفيما أعلنت وزارة الصحة العامة مقتل شخص بالغارة، أشارت قناة "الحدث" إلى أنه عنصر في «حزب الله».

الحكومة اللبنانية بين ألغام الرسائل الدولية ورد «حزب الله»

رئيسها دعا المواطنين إلى «الصبر والصلاة والصمت»

يؤكد مصدر مقرب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه لم يتلق أي ضمانات دولية من المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين (إ.ب.أ)

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... تسير حكومة تصريف الأعمال في لبنان، برئاسة نجيب ميقاتي، وسط حقل ألغام تفرضه رسائل الموفدين الدوليين الذين يضغطون لتنفيذ القرار «1701» وانسحاب «حزب الله» من جنوب مجرى نهر الليطاني، لتلافي اندلاع حرب واسعة مع إسرائيل، وتفرّد الحزب بقرار المواجهة والتحضير لرد عسكري على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في عمق الضاحية الجنوبية، مع ما يحمل ذلك من مخاطر عملية إسرائيلية لا أحد يعرف مداها. وبينما قرأ خبراء تراجع العمليات العسكرية للحزب في الجنوب، بالتزامن مع زيارات الموفدين الدوليين إلى بيروت، أنه «يتناغم مع الحكومة ورئيسها»، نفى مصدر وزاري وجود أي تنسيق بين الحكومة والحزب. كما أكد مصدر مقرّب من «حزب الله» أن «أولويته إدارة المعركة على الجبهة الجنوبية، والاستعداد للرد على اغتيال شكر، وإرساء توازن ردع يضع حداً لتمادي إسرائيل في جرائمها بحق لبنان واللبنانيين». وحملت العبارة التي أطلقها ميقاتي، ودعا فيها اللبنانيين إلى «الصلاة والصبر والصمت» حتى لا تقع الحرب، تفسيرات أقلقت المواطنين، ووضعتهم أمام حالة ترقب تنذر بإمكان تدحرج الأمور نحو الأسوأ، خصوصاً أن ميقاتي أطلق هذا الكلام بعد لقاءاته مع موفد الرئيس الأميركي آموس هوكستين، ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه.

لا ضمانات دولية

ورأى مصدر مقرب من ميقاتي أن رئيس الحكومة «أعطى توصيفاً واقعياً للأوضاع، خصوصاً أن المعطيات الدولية لا تحمل كثيراً من الإيجابيات، وأن ميقاتي لم يتلقّ ضمانات دولية على عدم انزلاق الأمور نحو الأسوأ». ورأى المصدر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس الحكومة «عندما يجد البلد أمام واقع ضبابي فمن واجبه أن يدعو إلى اليقظة»، مشيراً إلى أن «لا أحد يضمن مغامرات (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو. كما أن محادثات الدوحة التي ترعاها دول كبرى لم ترشح عنها أجواء إيجابية، وبالتالي على لبنان أن يكون يقظاً إلى حد كبير». ويتمثّل «حزب الله» بوزيرين في حكومة تصريف الأعمال، لكن ذلك لا يعني أن رئيس الحكومة يطلع مسبقاً على ما يقوم به الحزب. وجزم مصدر وزاري بـ«عدم وجود أي تنسيق بين الحكومة و(حزب الله)»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الدولة بكل مؤسساتها الدستورية والإدارية لا تملك سلطة على الحزب وتصرفاته». ورأى المصدر أن «المجتمع السياسي في لبنان غير متوافق على آلية الحكم، وأنه لا يمكن للحكومة أن تؤثر في قناعات (حزب الله)، لكنها معنية بعدم إدخال لبنان بمتاهات يصعب الخروج منها، بما فيها خيار الحرب». وسأل: «إذا لم يستطع المجلس النيابي أن يكون سلطة حقيقية وينتخب رئيساً للجمهورية، فكيف يمكن للحكومة أن تكون هذه السلطة في ظل الاختلال في التوازنات السياسية؟». ولا يراهن «حزب الله» على أي دور للموفدين الدوليين، بدليل أن نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم سارع إلى وصف مهمة آموس هوكستين بـ«الاستعراضية»، ما يعني رفضه لكل طرح يفرض عليه الانسحاب إلى عمق يتراوح ما بين 7 و10 كيلومترات شمال الخط الأزرق.

«حزب الله» جاهز

وعدّ الباحث السياسي المتخصص بشؤون «حزب الله» قاسم قصير أن الحزب «معني بإدارة الجبهة العسكرية في الجنوب، أكثر من أي شيء آخر». ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «أبلغ جميع اللبنانيين والمسؤولين، بمن فيهم الحكومة، أنه جاهز للرد على الجرائم الإسرائيلية، وآخرها اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية»، لافتاً إلى أن «إسرائيل تضع المنطقة أمام خطر الحرب وليس الحزب». وقال قصير: «لا شك أن الحزب اطلع من بعيد على أجواء زيارات الموفدين الدوليين إلى لبنان، لكن معيار أي حل هو نجاح مفاوضات الدوحة ووقف إطلاق النار في غزة، وفي حال مُنيت المفاوضات بالفشل، فإن الأمور ذاهبة إلى تصعيد حتمي لا أحد يمكنه أن يتنبّأ بمداه أو حجمه». وعلى قاعدة التحضير للأسوأ، لفت قصير إلى أن الحزب «يتابع من كثب خطة الطوارئ التي تعمل الحكومة على تنفيذها، عبر تأمين مراكز إيواء للنازحين إذا ما وقعت الحرب»، مشيراً إلى أن «ما حصل في الضاحية عبر اغتيال فؤاد شكر، وما حصل في طهران باغتيال إسماعيل هنية، جريمتان لا يمكن التساهل معهما، لكن إذا حصلت تسوية أفضت إلى وقف النار في غزة يصبح الأمر قابلاً للبحث، وربما يكون الرد على الاغتيالات أقل تأثيراً».

قرار دولي بحجب التمويل

الاخبار.. آمال خليل ...بعد مرور أشهر على العدوان الإسرائيلي، يُبقي المجتمع الدولي حصاره على الجنوبيين، وتتمسّك الجهات المانحة بقرارها حجب التمويل عن برامج الإغاثة والدعم للنازحين من البلدات الحدودية الجنوبية. رئيس خلية الأزمة الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين قال لـ«الأخبار» إن سفراء الدول الأوروبية والولايات المتحدة في لبنان يشاركون في اجتماعات الجمعيات والمؤسسات الرسمية لبحث خطط الإغاثة والدعم، لكنّ هذه الدول لا تشارك في تمويل تنفيذها، لافتاً إلى «أن هناك خلفية سياسية تتحكّم بقرارات هذه الدول تجاه أزمة إنسانية كبيرة تتعلق بأكثر من مئة ألف إنسان تركوا منازلهم وأرزاقهم»، ومشيراً إلى أن المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ترفض تغطية نفقات المصابين السوريين «لأن التأمين الصحي الذي يشملهم لا يغطي حالات الحرب من جهة ولأن حجم التمويل تقلّص».ولفت ياسين إلى أن الـ 150 مليار ليرة التي وافق مجلس الوزراء أخيراً على صرفها من الخزينة لصالح الهيئة العليا للإغاثة، ستُنفق بشكل رئيسي لتجهيز مراكز للإيواء في حال توسّع العدوان ورقعة النزوح. وقال ياسين إن ضيق الموارد المادية ينعكس على ملف إعادة الإعمار بعد انتهاء العدوان، موضحاً أنه «ليست هناك بعد خطة واضحة لدى الحكومة حول إعادة الإعمار. ننتظر انتهاء العدوان لتحديد الحاجات ومسح الأضرار». وجال ياسين في بلدة الهبارية (قضاء حاصبيا) أمس لمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني برفقة منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في بيروت عمران ريزا وممثلي الصليب الأحمر الدولي وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية.

اليونيفل باقية: تمديد «كلاسيكي» رغم الضغوط

تقرير الأخبار .... يوماً بعد آخر، تزداد مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب الليطاني (اليونيفل) صعوبة، وتفتح التطوّرات المتسارعة الأسئلة حول مصير قوة «حفظ السلام». الظروف الموضوعية، والموقف الغربي الحالي الداعم بشكل عام للعدوان الإسرائيلي، وعدم قدرة الأمم المتحدة على القيام بأيّ مبادرة فعّالة لوقف العدوان على غزّة، تجعل التشكيك بدور القوة في الجنوب اللبناني خلال الحرب الحالية، مشروعاً. وكذلك الأمر بالنسبة إلى إسرائيل، التي تنظر إلى القوة الدولية على أنها شرطيّ دولي لمراقبة حزب الله وإعاقة عمله في جنوب لبنان، ولا تقبل أقلّ من ذلك، فتترك القوّة عرضة للتشكيك الدائم، الرسمي والإعلامي، وتصل إلى حدّ استهداف مواقع اليونيفل بنيران الدبابات لتوجيه الرسائل بالنار.وتبدو مخاوف القوة الدولية متعددة المصادر، وأوّلها اندلاع حرب واسعة على الجبهة اللبنانية، وهي مخاوف تعززت في المرحلة الأخيرة، وتحديداً بعد مجزرة العدوّ في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وما أعقبها من عملية اغتيال نفّذها العدوّ ضد القائد العسكري في المقاومة فؤاد شكر، إضافة الى تعرّض جنودها لخطر النيران جراء المواجهات الجارية على الحدود، علماً أن القوات الدولية كانت تاريخياً هدفاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل وجرح العديد من الجنود الدوليين. ولا تختلف الخطوات التي اتخذتها القوات الدولية عن تلك التي اتخذت من قبل البعثات الأجنبية والغربية، حيث أشرفت على مغادرة كل عائلات الموظفين الأجانب، ووضعت سلسلة من الخطط تحاكي الاحتمالات المختلفة، وصولاً إلى الإخلاء الكامل في حال صدور قرار عن نيويورك بذلك، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عام 1978. يبقى الإخلاء آخر الاحتمالات طبعاً، على أن تقوم القوات الدولية بدور ما لمساعدة السكّان في الجنوب في حال بقائها. ثاني المخاوف، هو تحوّل القوات الدولية إلى خطر بالنسبة إلى الجنوبيين، وهي التي تحاول القيام بنشاط اجتماعي واسع لضمان ترحيب الجنوبيين بجنودها. ثالث المخاوف، هو سقوط دورها مع تصاعد الصراع وانتفاء مهمة مراقبة وقف الأعمال العدائية.

الكباش الحالي في مجلس الأمن يجعل مستحيلاً على الولايات المتحدة إقناع الصين وروسيا بأيّ تعديل

لكن، حتى الآن، فإن قرار التمديد للقوة الدولية سيحصل نهاية الشهر الجاري، بغضّ النظر عن كل التشويش الحالي. إذ لا يبدو أن أحداً قرّر التخلّي عن دور القوة الدولية في جنوب لبنان مع التعويل الكبير، غربياً، على دورها في اليوم التالي للحرب. إذ إن إسرائيل تعرف تماماً ماذا تعني الحدود اللبنانية من دون القوات الدولية. كما يتمسك الجانب الرسمي اللبناني بالقوات الدولية لاعتبارات عدة، ولا يمانع حزب الله بحضورها الحالي، رغم ما تقوم به بعض الكتائب أو الأفراد من نشاط معادٍ أحياناً. وقبل أيام من بدء المداولات الجدية واتخاذ قرار التمديد للقوّة الدولية، لا تملك المحاولات الأميركية لإدخال تعديلات لفظية على نصّ القرار، واستبدال «وقف الأعمال العدائية» بـ«تخفيض الأعمال العسكرية»، أملاً بالوصول إلى قرار بالتعديل، إذ إن الكباش الحالي في مجلس الأمن الدولي يجعل مستحيلاً على الولايات المتحدة إقناع الصين وروسيا بالتعديل، فيما تتمسك فرنسا بنص القرار كما هو. وحتى بريطانيا، التي تقف دائماً الى جانب الأميركيين وإسرائيل، ستكون مضطرّة إلى التفكير مرتين قبل الانسياق خلف الرغبات الأميركية والإسرائيلية، طالما أنها لا تزال مهتمة بأداء دورٍ مرتجى في «اليوم التالي» في جنوب لبنان. وكذلك الأمر بالنسبة إلى اقتراح خفض التمديد لستة أشهر بدلاً من سنة، بذريعة الأزمة المالية التي تمر بها الأمم المتحدة، فإن تقصير التمديد لنصف سنة يضيف توتراً مجانياً بداية السنة الحالية، بدل أن يرحّل التوتر المعتاد قبل التمديد إلى الصيف المقبل، ولا يظهر أن حظوظه أفضل من التعديلات الأخرى، إلّا إن كان بعض أعضاء مجلس الأمن يعتقدون بأن الظروف ستكون مختلفة بعد نصف عام من الآن. ورغم ذلك، يبدو الاتفاق على التعديل مستحيلاً في مجلس الأمن.

الـ«NGOs» غير معنيّة بالحرب... ما عدا قلّة

الاخبار...تقرير ندى أيوب .. قليلة هي الجمعيات المحلية المُنخرطة جدياً في العمل الإغاثي في جنوب لبنان. «هجمة الجمعيات» التي شهدتها وحدات إدارة الكوارث مع بدء العدوان الإسرائيلي على قرى الجنوب قبل 11 شهراً، لم تدم أكثر من شهرٍ، وسرعان ما انحسرت إلى عددٍ لا يتخطى أصابع اليدين من المنظمات غير الحكومية (NGOs)، التي حافظت على حضورها في مراكز إيواء النازحين، وفي الجولات الميدانية على البلدات المُستهدفة وتلك التي تستقبل نازحين، في ظل عجز الدولة اللبنانية عن تلبيةِ أكثر من 34% من حاجات نحو 100 ألف نازح.وعلى هذا النسق من التدخّل المحدود، يتوقّع أن تكون الأمور في حال توسّع الحرب، ولا سيّما أنّ جمعيات كثيرة، وفق معطيات «الأخبار»، لم تحضّر خططاً مُرتبطة بالحرب. وكما بررت عدم مشاركتها في الأعمال الإغاثية طوال الأشهر الماضية، تتذرّع اليوم مجدداً بـ«انعدام التمويل المخصّص لهذا النوع من التدخل». إلا أن الخلفيات لا تقتصر على إحجام الجهات المانحة عن رصد أموالٍ لمساعدة الجنوبيين، بل يتّضح في بعض الحالات أنّ هناك فئة غير قليلة من الجمعيات تستخدم المموّل شمّاعة لتبرّر عدم مشاركتها في العمليات الإغاثية جنوباً. وهذا ما تؤكده محاولة عدد قليل من المنظمات تقديم المساعدة للنازحين بما تيسّر لديها من موارد، رغم أن تمويلها يأتي من الجهات المانحة نفسها التي تموّل الجمعيات المنكفئة (حكومات، اتحاد أوروبي، USAID...)، ما يعني أن «التحايل» على الميزانيات المحدودة ممكن لمن يُريد الانتصار للمبادئ الإنسانية التي يرفع شعارها. وهذا ما فعلته جمعيات عدّة، أوضحت في اتصالات مع «الأخبار» أنّها «رغم الموارد القليلة، بدأت بزيارة مراكز الإيواء لتقديم دعم نفسي اجتماعي، وتنظيم جلسات توعية في البلدات الجنوبية حول الطريقة الفضلى للتصرف في حال حدوث تصعيد أمني، وتعمل على خطط الإخلاء، وتوزيع حصص غذائية وحصص نظافة شخصية، وتقديم الرعاية الصحية الأولية». كما تعمل جمعيات أخرى على «الاهتمام بالنساء والأطفال، وتوعية النازحات حول المخاطر التي قد يتعرّضن لها أثناء النزوح، مع تنظيم يوم طبي مجاني للنساء والأطفال». مسؤولة إحدى الجمعيات أقرّت بأن «الوضوح السياسي في خطابها حرمها فرصة الحصول على تمويل هذا العام، ولذلك جهّزت مركز العمل الخاص بها ليتحول عند الحاجة إلى مركز إيواء يستوعب 50 سيدة». وهذه الفئة من الجمعيات وضعت خططها للحرب، وهي بصدد تجهيز مراكز إضافية في الجنوب والبقاع والشمال وبيروت وتدريب المتطوعين لتكون على جهوزية تامة في حال حدوث تصعيد إضافي، للاستجابة كل في مجال عمله، وبالتنسيق مع لجنة الطوارئ ووحدات إدارة الكوارث. العدد المحدود من المنظمات المنسجمة مع شعاراتها هو أشبه بحالات فردية وسط صورة عامة لجمعيات تُحاضر منذ نشأتها عن احترام حقوق الإنسان والفئات المهمشة ولا تعتبر نفسها معنية بما يجري حولها. بل إن معظم الجمعيات اللبنانية المحلية تزايد على المموّل، بعدما انغمس الجزء الأكبر منها في اللعبة الداخلية القائمة على الفرز السياسي والطائفي والتموضع مع فريق ضد آخر. وتظهر مقارنة بسيطة بين الحضور الكثيف للمنظمات بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، وبين انسحابها من العمل الإغاثوي جنوباً حالياً، كيف أن الـ«NGOS» تتصدى للمشهد أو تغيب عنه، بحسب الفئة المستهدفة، والظرف السياسي الحاكم للحدث. وليس في الأمر مبالغة أو افتراء، فالسواد الأعظم من المنظمات لم تسجّل في الأشهر الأولى من الحرب، ولو موقفاً معنوياً على منصاتها. فعلى سبيل المثال، بعض المنظمات رفضت توقيع بيان مشترك أصدرته فروعها في العالم العربي يدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ربطاً بالخلفية السياسية للقيمين عليها في لبنان. والأمر نفسه ينطبق على جمعيات بيئية وناشطين بيئيين لا يتركون فرصة من دون استغلالها للحديث عن الانتهاكات بحق الطبيعة، فيما التزموا صمتاً مطبقاً حيال إحراق العدو حوالي 1600 هكتار من الأراضي الزراعية جنوباً!.......شكّل العدوان الإسرائيلي فرصةً للجمعيات لتثبت تماهيها مع شعاراتها، ولتعيد تصويب الصورة بعد تجربة الرابع من آب، ولا سيّما أنّ عدد طلبات التدخل ارتفع بنسبة 400%، لكن غالبية الـ«NGOs» في لبنان اختارت التحوّل من كيانات تعمل في الشأن العام وتنحاز للمبادئ الإنسانية الجامِعة إلى جمعياتٍ سياسية.

ضغوط لإشراك القطاع الخاص في حل أزمة الكهرباء

بعد انقطاعها عن كامل الأراضي اللبنانية

«كهرباء لبنان» عاجزة عن حل الأزمة منذ سنوات طويلة

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. أعاد توقّف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً في جميع الأراضي اللبنانية، نهاية الأسبوع، بعد خروج آخر مجموعة إنتاجية متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بشكل كامل، التداولَ بحلول واقتراحات للنهوض بالقطاع الكهربائي الذي يتخبط في الفساد، وسوء الإدارة، والنكايات السياسية، منذ أكثر من 30 عاماً. واعتمد هذا القطاع في السنوات الماضية، بشكل أساسي، على حلول جزئية و«ترقيعية»، كبّدت الدولة اللبنانية نحو نصف الدَّين العام، البالغ نحو 102 مليار دولار، من دون أن تؤدي هذه المبالغ الضخمة لبناء أي معامل جديدة، أو اعتماد أي تقنيات حديثة تضعه على سكة النهوض. ويُجمِع كثيرون على أن حل أزمة لبنان الكهربائية يكون بإشراك القطاع الخاص، وتفعيل الاعتماد على الطاقة الشمسية.

إدارة فاشلة

ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في تصريح له، الاثنين، أن «أزمة الكهرباء التي وقعت فيها البلاد اليومين الأخيرين ليست الأولى من نوعها، وتدلّل بشكل لا يقبل الجدل على أن إدارة قطاع الكهرباء كما هي عليه منذ 15 سنة وحتى اليوم، هي إدارة فاشلة تماماً، ولا يوجد أي مؤشر يدل على أن هذه الإدارة ستتغير»، مشيراً إلى أنه «لم يبقَ سوى حل واحد، وهو إشراك القطاع الخاص فوراً في عملية توليد الكهرباء وتوزيعها في لبنان». وتوجّه جعجع إلى رئيس اللجنة النيابية للأشغال، النائب سجيع عطية، «كي يستعجل مناقشة اقتراح قانون أو أكثر أمامه لإشراك القطاع الخاص، ويرسلها إلى اللجان المشتركة في أسرع وقت ممكن، وبناءً عليه يُطلب من الرئيس نبيه برّي الدعوة إلى جلسة تشريعية تحت بند الضرورة القصوى؛ لأن إخراج المواطن اللبناني من العتمة هو أقصى الضرورات التي تتطلّب إقرار قانون واضح وصريح في المجلس النيابي؛ لإشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء وتوزيعها بلبنان».

إشراك القطاع الخاص

وتلقّف النائب عطية برحابة صدر مطالبة جعجع، مؤكداً أنه يتفق معه على «وجوب الاستعجال ببتّ قانون إشراك القطاع الخاص الذي نَعدّه أساسياً جداً؛ كونَ الكثير من الشركات عرضت العمل في هذا القطاع»، لافتاً إلى أن جلسات اللجان النيابية يُفترض أن تعود للانعقاد مطلع شهر سبتمبر (أيلول). وتحدث عطية لـ«الشرق الأوسط» عن أن «المشكلة الأساسية في قطاع الكهرباء هي غياب الإدارة السليمة، بسبب أنه لا هيبة للدولة للقيام بالجباية كما يلزم وبشكل كامل، فالجباية التي تُحصَّل ضعيفة، والوجود السوري والفلسطيني يؤثر كثيراً في هذا المجال»، لافتاً إلى مشكلتين أخريَين: الأولى تكمن في الهدر الفني والإداري والمالي، الذي تبلغ نسبته نحو 40 في المائة، إضافةً إلى كلفة التشغيل التي تبلغ الضعف في معاملنا». ورأى عطية أن الحل في اللجوء إلى «التغويز؛ لأن كلفته ضئيلة، وإلى الطاقة الشمسية والشراكة مع القطاع الخاص، وهي كلها أمور يتم العمل على استصدار القوانين المرتبطة بها»، مشدّداً على أن ملف الكهرباء «هو أهم ملف في الدولة اللبنانية؛ لأنه نموذج عن سلوك كل المرافق العامة في البلد». كان وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أمين سلام، قد اتهم سياسيين، وشركات وقود، ومزوّدي الكهرباء بالوقوف أمام عرض قطري لبناء 3 محطات للطاقة المتجددة؛ لتخفيف أزمة الكهرباء المستمرة في لبنان منذ عقود.

الهيئة الناظمة

أما الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي، فيرى أن «المشكلة الرئيسية لما نحن فيه بملف الكهرباء هي المهاترات السياسية، كما أن آلية التعاطي معه بعيدة كل البعد عن الحلول العملية والعلمية والمنطقية لحل الأزمة، أضِف إلى ذلك أن هناك فريقاً سياسياً يحتكر القطاع، ويديره بشكل خاطئ، وبخطط عشوائية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «أننا صرفنا أكثر من 45 مليار دولار على الكهرباء، منها نحو 26 مليار خلال السنوات الـ14 الأخيرة، حسبما ورد في التدقيق الجنائي، وفي المقابل لا إنتاجية تُذكر، ولم يتم بناء أي مصانع أو معامل، علماً بأن هذا المبلغ كان كفيلاً بإضاءة كل لبنان».

45 مليار دولار أنفقها لبنان على الكهرباء حتى دخل في ظلام من أقصاه إلى أقصاه

ويشدّد جباعي على أن «كل ما يُحكى عن أن المشكلة هي عدم تمويل القطاع من مصرف لبنان أمر غير صحيح»، موضحاً أن «المصرف المركزي يسمح لوزارة الطاقة، كما لكل الوزارات، باستخدام أموالها كما هو مذكور في الموازنة، علماً بأن مؤسسة كهرباء لبنان تحصّل فواتير عالية وبالدولار الأميركي، أما تمويل القطاع من حسابات المصرف المركزي وأموال المودِعين فأمر مرفوض تماماً». ويرى جباعي أن «النهوض بالقطاع يبدأ بإنشاء هيئة ناظمة، لإعطاء فرصة لخصخصة القطاع، ولدخول شركات من القطاع الخاص»، مشيراً إلى أن «الأساس هو فصل السياسة عن الاقتصاد في هذا الملف، وكل الملفات الاقتصادية الأخرى». ويضع البنك الدولي 3 شروط لتمويل قطاع الكهرباء في لبنان، وهي: التدقيق المالي لشركة كهرباء لبنان، وإنشاء الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، وضمان استرداد التكلفة.

الحكومة طلبتْ التحقيق في أسباب انقطاع الكهرباء كلياً عن لبنان

بيروت غارقة في العتمة

| بيروت - «الراي» |.....مع الخروج «الانتقالي» للبنان من نفق العتمة الشاملة على حمّالة إجراءات طارئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على صعيد استمرارية مرافق عامة حيوية وذلك في انتظار «المعونة» الجزائرية واستئناف شحناتِ الوقود العراقية، بدتْ البلادُ للمرة الأولى وكأنها غادرت مربّع تقاذُف المسؤوليات إلى «تحميلها» وربما المحاسبة على ما وُصف في بيروت بأنه «فضيحة». ولم يكن عابراً أمس، قيام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتوجيه كتابٍ إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي لإجراء تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي، مصوّباً ضمناً على المسؤولية الأكبر في هذا المجال لمجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، ومتحدّثاً عن «تقصير ظهر بعدم دعوة مجلس إدارة المؤسسة للانعقاد» لترجمة قراراتٍ كان وافق عليها مجلس الوزراء «ما أدى إلى وقوع أزمة كان من الممكن تفاديها ما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها منعاً لتكرارها بعدما وضعت الحكومة مسألة الكهرباء من أولويات خطة الطوارئ لديها»، ولافتاً إلى أن مجلس إدارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام، لا بل بسبب قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أياً من أعضاء المجلس بالصلاحيات ولا سيما المالية منها. وكان ميقاتي اجتمع مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي قال«عقدنا اجتماعاً وضعتُ خلاله رئيس الحكومة في التطورات بالنسبة لأزمة الكهرباء التي حصلت، وساهم دولة الرئيس في معالجة الموضوع خلال اليومين الماضيين، واستطعنا تأمين الديزل من منشآت النفط، حيث كانت هناك بعض العرقلة على مستوى الإدارة بسبب عدم وجود صلاحية لاتخاذ القرار». وأضاف«في موضوع تجديد الالتزام العراقي، فإن العراق قيادة وشعباً يؤكد وقوفه إلى جانب لبنان والتزام تزويده بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك التزامه بزيادة الكميات خلال هذا الشهر لتصبح 125 ألف طن بدل 100 ألف طن ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الجاري. كذلك نحن بصدد تنفيذ اتفاقية تبادل كرود اويل من العراق والتي من خلالها نستحصل على زيادة الكمية، والعراق أكد التزامه بذلك. والأحد أجريت اتصالاً مع الوزير حيان عبدالغني ومع رئاسة الحكومة العراقية وهم لديهم الرغبة بالسرعة في تنفيذ هذا الموضوع كي يكون لدينا عدة مصادر للفيول، وليس مصدراً واحداً». وتابع«ما حصل معنا إستراتيجياً خلال هذه الأزمة منبثق من اعتمادنا على مصدر واحد، بينما الاتكال على عدة مصادر هو الأفضل، ولدينا استعداد منذ فترة للاستحصال على (سبوت كارغو) وتحدثنا في السابق أن العراقيين قد ينزعجون من هذا الموضوع، وكان مدير عام الكهرباء طلب تغطية من الرئيس ميقاتي بقرار خطي، لكن على العكس من ذلك كي يكون لدينا مصدر آخَر لاستيراد الفيول حتى لا نقع بالعتمة، علماً اننا أجرينا المناقصة في يونيو وتم تلزيمها موقتا في اوائل يوليو، وانتظرنا أكثر من عشرة أيام للتلزيم النهائي كي تكون شركة الكهرباء مستعدة لتسلم البضاعة ولكنها ربطت قرارَها بمجلس الوزراء أو بقرار مكتوب من الحكومة ما أدى الى تأخر الموضوع». يُذكر أن مجلس إدارة كهرباء لبنان كان وافق الأحد على استعارة 5000 كيلو ليتر ديزل من منشآت الزهراني. وتمّت أيضاً الموافقة على تغطية ثمن شراء باخرة 30 ألفMT SPOT CARGO من الغاز أويل بناءً على موافقة مجلس الوزراء الذي كان انعقد الأربعاء الفائت. وابتداء من منتصف ليل الأحد - الاثنين بدأت التغذية لبعض المرافق الأساسية كالمطار ومرفأ بيروت ومضخات مياه، كمرحلةٍ أولى إلى حين وصول شحنة الـspot cargo ثم الفيول العراقي والهبة الجزائرية التي كان تبلّغها ميقاتي في اتصال من رئيس وزراء الجزائر نذير العرباوي الذي أعلن أنه«بتوجيه من الرئيس عبد المجيد تَبُّون، سيتم تزويد لبنان فوراً بكميات من النفط لمساعدته في تجاوز الأزمة الحالية في قطاع الكهرباء». وأمس أكّد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن شحنة جديدة من الوقود سيتم تصديرها إلى لبنان خلال الأيام المقبلة، نافياً ما يشاع عن توقف العراق من تزويد لبنان بالوقود، ومشيراً إلى أن التأخير حصل لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن. وقال العوادي، إن«العراق ملتزم بالاتفاق الذي وقع بين بغداد وبيروت، والأهم والأصدق هو الالتزام الأخوي والقومي والإنساني من الحكومة العراقية والشعب العراقي تجاه أشقائنا في لبنان في الأوقات العصيبة الحالية»...



السابق

أخبار وتقارير..الرئيس الكولومبي يوقع مرسوماً يحظر تصدير الفحم إلى الاحتلال..كييف تدمر جسرا استراتيجيا ثانيا بكورسك..وبوكروفسك في مرمى روسيا..لوكاشينكو نشر ثلث قوات بلاده على الحدود..بوتين يصل إلى أذربيجان في زيارة رسمية..تخريب وتنصّت ومؤامرة اغتيال..ألمانيا تعيش أجواء الحرب الباردة «الثانية»..فنزويلا: النظام والمعارضة نحو مواجهة مفتوحة..«الخوارج»..اسم جديد يطلقه الجيش الباكستاني على «طالبان»..أطباء في الهند يواصلون الإضراب بعد اغتصاب وقتل زميلتهم..الديموقراطيون يفتتحون مؤتمرهم اليوم مع استمرار تقدم هاريس على ترامب..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..بلينكن: إسرائيل قبلت مقترح وقف إطلاق النار في غزة..وزير الخارجية الأميركي يتحدث عن «آخر فرصة» بشأن الرهائن..«حماس» و«الجهاد» تتبنيان انفجار تل أبيب..وتخوّف إسرائيلي من عودة العمليات الانتحارية..«هدنة غزة»: شريط «فيلادلفيا» عقدة جديدة في مسار المفاوضات..عباس يطلب من نتنياهو تسهيل زيارته إلى غزة..المخابرات الإسرائيلية تحذر وزراء وجنرالات من اغتيالات يعدّها «حزب الله»..«حال توتر» تسود النظام السياسي في إسرائيل..لماذا يُعد تفجير تل أبيب متغيراً مهماً؟..تركيا تحقق بمقتل فلسطيني في إطلاق نار في إسطنبول..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,117,502

عدد الزوار: 7,621,606

المتواجدون الآن: 0