أخبار لبنان..«البنتاغون»: تعديل تموضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط تحسبا لأي تصعيد..تجاوز ميداني لخطوط الإشتباك يرفع منسوب المخاطر..التمديد لليونيفيل يلامس خفض التصعيد..قوة المقاومة في منع الحرب والاستعداد لخوضها..تصعيد إسرائيلي بقاعاً..وتفكيك خزانات حيفا..«حزب الله» يعتبر مفاوضات غزة منتهية ويرى التصعيد حتمياً..«نداء» من مقاومة غزة لـ «حزب الله» والمحور لفتْح الجبهات «لإزالة إسرائيل»...

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 آب 2024 - 8:14 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


«البنتاغون»: تعديل تموضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط تحسبا لأي تصعيد..

الراي... أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس الثلاثاء، تعديل تموضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط تحسبا لأي تصعيد «من إيران أو مجموعات مسلحة في المنطقة». وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر للصحافيين في مقر الوزارة إن «أكثر من 30 ألف» عسكري أميركي بالشرق الأوسط يعملون مع شركاء وحلفاء متعددين، مضيفا أن واشنطن «ستحافظ على المرونة» كما «ستواصل التركيز على الأهداف التشغيلية في أبرز النقاط». وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أصدر مطلع شهر أغسطس الجاري أوامر بإجراء تعديلات على التموضع العسكري الأميركي بالشرق الأوسط «للتخفيف من احتمالات التصعيد الإقليمي». وأمر أوستن بنشر «سرب مقاتلات إضافي في الشرق الأوسط مما يعزز» قدرات واشنطن على دعم الدفاع الجوي، مؤكدا أن «المزيد من التصعيد ليس أمرا لا مفر منه وأن جميع الدول في المنطقة ستستفيد من خفض التوترات»....

تجاوز ميداني لخطوط الإشتباك يرفع منسوب المخاطر..

التمديد لليونيفيل يلامس خفض التصعيد.. وحايك إلى القضاء اليوم مع ملفات الكهرباء

اللواء....مع دخول شهر آب أسبوعه الأخير، لتقترب حرب غزة من سنتها الأولى، على وقع مؤشرات عن أفق مسدود للمفاوضات، ودفع من قبل رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو باتجاه حرب لا تتوقف، فهو مع «صفقة اذعان» في غزة، وليس مع صفقة توقف النار وتنهي الحرب وتعيد القطاع المنكوب الى اهله، ليتصرفوا وفقاً لمصالحهم وبإرادتهم وليس كما يحلو للاحتلال.. من المؤشرات الاسرائيلية الواضحة عن النية باستمرار الحرب، ما نُقل عن نتنياهو، بعد ساعات من لقاء بلينكن: لن ننسحب من نتساريم وفيلاديلفيا وسنواصل الحرب حتى القضاء على حماس. ومن بوادر التصعيد، توسع اسرائيلي باستهداف مناطق بعيدة عن الشريط الحدودي ما لا يقل عن 70 او 80 كلم. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إن الحراك الديبلوماسي الذي حصل الأسبوع الفائت لم يتمكن من إرساء التهدئة المطلوبة، ولا تزال الخشية قائمة من توسع رقعة الحرب في ظل التصعيد الذي سجل مؤخرا. واعتبرت هذه المصادر أنه كان واضحا منذ البداية أن هذا التصعيد لن يتوقف عند حد معين، مشيرة إلى أن ما يشهده الميدان يعزز التأكيد أن الكلام الديبلوماسي شيء وما يحصل على أرض المواجهات شيء آخر، والسؤال المطروح دائما هو ما يمكن أن يؤدي إليه الخرق المستمر لسقف هذه المواجهات خصوصا أن ما من ضمانات محددة في هذا المجال. ولعل رسالة المقاومة الفلسطينية الى حزب الله من المؤشرات على ان اطراف المحور، تستعد للحرب المتوسعة، وجاء فيها: «هذا العدو الاحمق المهزوم الغارق في وحل غزة، يستجدي كل يوم قيادته للهروب والنجاة من ضربات مجاهدينا وكمائنهم التي شيَّبت روؤس الضباط والجنوب الصهاينة، كيف له ان يواجهكم ويقاتلكم». وحسب المصادر المطلعة، فإن مؤشرات الاخفاق في مفاوضات صفقة تبادل الاسرى، تُبقي رد حزب الله، وايران على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية قيد التداول، سواءٌ طال الزمن او قصر.. (حسب هذه المصادر).. وحسب قيادي في محور المقاومة فإن «الرد «آتٍ» في قلب الكيان الاسرائيلي حتى لو ادى الامر الى سقوط المدنيين». ومضى القيادي الى التأكيد «نحن على ابواب الحرب، وما يفصلنا عنها هو كيفية تعامل العدو الاسرائيلي مع الردّ المنتظر».. واعتبر القيادي ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين يحاول عبر وساطته الالتفاف على القرار 1701 وايقاف الحرب في الجنوب بمعزل عن توقف الحرب في غزة. لكن بقي ايضا انتظار الرد الايراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية في طهران، حيث نقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني قوله امس: إن فترة انتظار رد إيران على إسرائيل قد تكون طويلة. وقال المتحدث: لم نُبقِ أي اعتداء على أهدافنا من دون رد وعلى العدو انتظار الردود المدروسة في وقتها المناسب. أضاف: ردّنا قد لا يشبه العمليات العسكرية السابقة وسيناريوهات الرد ليست متشابهة.

مجلس الأمن واليونيفيل

من جهة ثانية، علمت «اللواء» من مصادر رسمية ان اعضاء مجلس الامن الدولي الـ 15 الذي انعقد مساء امس الاول في نيويورك، بدأ بمناقشة مسودة قرار التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب سنة اضافية الذي كتبته فرنسا، لكنهم لم يناقشوا مضمونه ولم يقترح احد من ممثلي الدول اي تعديل على الصيغة،بل ادلى الاعضاء بمواقفهم من الوضع في الجنوب وتركزت حول «وجوب خفض التصعيد العسكري واحترام الخط الازرق والالتزام بتنفيذ القرار 1701 كاملاً ووقف الاعمال العدائية». لكن مشروع القرار بات موضع نقاش على مستوى الخبراء بين بعثة لبنان في الامم المتحدة وبين ممثلي باقي البعثات، هذا النقاش الذي يستمر حتى نهاية هذا الاسبوع، قبل تقرير صيغته النهائية وعرضها على مجلس الامن يوم 29 آب الحالي للتصويت عليه وإقراره، سواء تم إدخال بعض التعديلات عليه او يبقى كما قرار التمديد العام الماضي.

حايك إلى النيابة التمييزية

كهربائياً، يستمع مدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار ابتداءً من اليوم لعدد من المعنيين بقطاع الكهرباء على خلفية الازمة التي شهدها لبنان في الايام القليلة الماضية.. وأتى تحرك حجار على خلفية الاحالة التي رفعها اليه الرئيس نجيب ميقاتي، وهي نفسها التي رفعت الى التفتيش المركزي. ويستعد رئيس مجلس ادارة الكهرباء كمال حايك لإعداد ملف يتضمن مئات الصفحات، بما فيها الكتب التي رفعها الى وزير الطاقة والمياه، ورئاسة الحكومة حول الخطر المحدق بالكهرباء. وفي السياق، علمت «اللواء» ان وزارة الطاقة لم تتبلغ بعد تفاصيل المساعدة الجزائرية وكيفية وموعد وصولها، ويفترض ان يتابع وزير الطاقة وليد فياض هذه التفاصيل اليوم. وقال الوزير فياض: إن «أزمة الكهرباء في لبنان ودخول البلاد في العتمة الشاملة تعود إلى أمرين أساسيين، الأول خارجي ويتمثل في الحصار المفروض والعقوبات الأميركية عبر قانون «قيصر»، ما أدى إلى حرمان لبنان من تعدد الموارد في حصوله على الفيول، وهو ما حدث بعد توقيع اتفاقيات مع مصر والأردن إلا أن قانون «قيصر» منع تنفيذها، والأمر الثاني وهو العامل الداخلي المتمثل في المناكفات السياسية بين الافرقاء.

وكشف فياض عبر إذاعة «سبوتنيك» عن «رسالة أميركية وصلت الى السلطات اللبنانية قبل عامين تعد بحل العقوبات المتعلقة بقانون «قيصر»، إلا أن الأمر لم يحصل حتى الساعة لا بل على العكس، فالشروط التي كانت تتخذ طابعا إداريا تحوّلت إلى شروط مالية وأمنية تتعلق بأمن إسرائيل، ونحن نريد مساعدة بدون شروط». وأعلن أن « شحنة الـ«سبوت كارغو» من المتوقع أن تصل إلى لبنان في 24 آب وبعد أن تُفحص تدخل إلى مخازن الكهرباء». وأوضح أن «الشحنة تحمل 30 ألف طن من «الغاز أويل» وتؤمن 600 ميغاوات تغذية أيّ ما يعادل 6 ساعات كهرباء يومياً،لافتًا إلى أن «مؤسسة كهرباء لبنان أعطت الأمر لمصرف لبنان بفتح الاعتماد المخصص لتحرير عمل الباخرة وملء الفيول لتصل إلى لبنان في الموعد المتوقع». وأشار فيّاض إلى أن «هذه الازمة كان لها جانب إيجابي تمثّل في مسارعة الدول الصديقة إلى مساعدة لبنان ومنها دولة العراق التي جددت التزامها مع لبنان، والجزائر التي قدمت هبة من الفيول لإنقاذ لبنان من العتمة الشاملة».

الوضع الميداني

ميدانياً، طاول القصف الاسرائيلي المعادي اطراف بلدات عيتا الشعب والناقورة وجبل اللبونة. واستهدفت اسرائيل منطقة حامول في الناقورة، مما ادى الى اصابة 3 مسعفين من الدفاع المدني بإصابات طفيفة. واستهدف الحزب امس عمق الكيان الاسرائيلي بقصف مقر الفرقة 146 في «جعتون» بصليات من صواريخ الكاتيوشا رداً على ‏الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة دير قانون رأس العين.‏ وتقع «جعتون» في وسط الجليل الغربي بالعمق الفلسطيني المحتل اسفل تقاطع «كابري» الحيوي الواصل بين الجليل ونتانيا غرباً وشمال فلسطين وشرقها. وتبعد عن حدود لبنان قرابة 20 كلم. كما استهدفت المقاومة رداً على الغارات المعادية امس الاول على البقاع، بصليات مكثفة من الصواريخ، مقر قيادة فرقة الجولان 210 في «ثكنة نفح»، ومقر فوج المدفعية ‏ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في «ثكنة يردن» بالجولان المحتل. وافادت وسائل الاعلام العبرية عن سقوط اكثر من 80 صاروخا امس على مناطق شمال فلسطين المحتلة. كما اعلن حزب الله انه استهدف ثكنة يعرا (مقر قيادة اللواء الغربي 300) بصواريخ الكاتيوشا. كما اطلق حزب الله صاروخاً مضاداً للطائرات من الجنوب باتجاه طائرة حربية اسرائيلية.

أميركا تحشد للدفاع عن إسرائيل: لدينا 30 ألف جندي في الشرق الأوسط | العدو ينقل تركيزه شمالاً

الأخبار.... مع تزايد «التشاؤم» في الكيان الإسرائيلي حول احتمالات التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ينتقل التركيز نسبياً إلى الجبهة الشمالية للكيان مع لبنان، حيث تتصاعد التهديدات. وكان واضحاً منذ ما بعد الاغتيالين اللذين نفّذتهما إسرائيل، في طهران وبيروت، للقائدين الشهيدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، أن الحرب تسير في اتجاه التوسّع، خصوصاً على الجبهة الشمالية للكيان. وفي «اللحظة الصعبة»، أدارت الإدارة الأميركية محرّكاتها بطاقتها القصوى، وعملت على مسارين: الأول؛ استدعاء حاملات الطائرات ومجموعاتها وأسراب الطائرات الحربية ومنظومات الدفاع الجوي على مستوى المنطقة بأكملها، لإظهار الاستعداد للدفاع عن الكيان، ومحاولة «ردع» أعدائه، بالتزامن مع حملة سياسية ودبلوماسية، تضمّنت ضغوطاً مختلفة على أطراف كثيرة في المنطقة، خصوصاً قوى «محور المقاومة»، وتوزّعت بين الترهيب والترغيب، واتّسمت برسم الخطوط الحمر وتحديد ما يمكن «هضمه»، وما سيؤدي الى تصعيد كبير وشامل لن تكون الولايات المتحدة معزولة عنه. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس «أننا أعدنا تموضع قواتنا في الشرق الأوسط تحسباً لأي تصعيد من جانب إيران ووكلائها، وللمساعدة في الدفاع عن إسرائيل». وأضافت أن «إعادة الانتشار في المنطقة أخيراً منحتنا قدرة أكبر على الدفاع عن قواتنا»، مشيرة إلى أن «لدينا أكثر من 30 ألفاً من قواتنا في الشرق الأوسط يعملون مع شركاء وحلفاء متعدّدين ولا ننظر في تغيير ذلك».

الشروط المتشدّدة لنتنياهو في المفاوضات ترجّح كفّة التصعيد

أما المسار الثاني، فكان إيفاد واشنطن مبعوثيها السياسيين والأمنيين إلى المنطقة، بمهمة عنوانها تفعيل المفاوضات حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، بالتعاون مع الوسطاء في مصر وقطر. وهو ما مرّ عليه أسبوع، منذ جولة محادثات الدوحة، ويقترب من أسبوعه الثاني مع جولة منتظرة في القاهرة، لكن يجمع المراقبون، في الكيان وخارجه، وتدلّ تصريحات ومواقف المقاومة الفلسطينية، وكذلك تصريحات ومواقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على أن الاتفاق لا يزال بعيداً، في حين تميل الإدارة الأميركية، أكثر من أي وقت، إلى تبنّي بعض الشروط المتشدّدة لنتنياهو، وهو ما يُنذر برجاحة كفّة التصعيد على التهدئة. وعليه، أرسل جيش العدو الإسرائيلي، أوامر استدعاء لـ 15 ألف مُعفى من الاحتياط إلى الخدمة، حتى سن 35 عاماً، استعداداً لسيناريوات التصعيد. وأعلن وزير الأمن يوآف غالانت أن عمليات القصف التي استهدفت البقاع مساء أول من أمس، كانت «تجهيزاً لكلّ الاحتمالات التي قد تتطوّر»، مشيراً إلى أن «مركز ثقلنا انتقل من غزة إلى لبنان، ونحن في تغيير تدريجي». وعلى مستوى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى وقع ارتفاع احتمالات التصعيد في الشمال وتهديدات المقاومة في لبنان، توصّلت بلدية حيفا إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية، ينصّ على تفكيك 9 خزانات تحتوي على موادّ خطرة، بدءاً من مطلع العام المقبل، على أن يستمرّ الإخلاء على مراحل تمتدّ على عامين ونصف عام. بينما تعيش إسرائيل أيامها، حكومة ومستوطنين، تحت ضغط انتظار ردود «محور المقاومة» على الاغتيالات والاعتداءات، حيث رأى الدكتور مردخاي كيدار، المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان العبرية، أن «الإيرانيين انتقموا عندما وضعونا في حالة من عدم اليقين»، فيما «إذا قمنا بضربة استباقية ضدّ حزب الله، فإن العالم كله سيتّهمنا باعتداء غير مبرّر». وبدورها، رأت الباحثة الأولى في «معهد دراسات الأمن القومي» الإسرائيلي، أورنا مزراحي، أن «حزب الله ينجح في شنّ حرب نفسية ضدّنا على مستوى عالٍ جداً، ونرى نتيجته خوفاً من توسّع الحرب».

قوة المقاومة في منع الحرب والاستعداد لخوضها

الاخبار..علي حيدر.... أظهرت مواقف قادة حزب الله وأداؤه العملياتي، منذ اللحظات الأولى التي تلت عملية «طوفان الأقصى»، إدراكه للمخاطر التي تنطوي على خيار إسناد غزة ودعم أهلها، وأيضاً مخاطر الامتناع عن ذلك فلسطينياً ولبنانياً وإقليمياً. فلم يحبطه تخاذل نخب وقوى سياسية في دول محيطة بفلسطين، وأبعد منها، كان يمكن لتحرّكها الجدي أن يُغيّر جذرياً مجرى التطورات والمعادلة التي تحكم الميدان. كما لم يتوقف عند حماسة المنفعلين، ولا مزايدات المزايدين، ولا خوف الخائفين، بل قارب المتغيّرات استناداً إلى خبرة أربعة عقود من المواجهة مع العدو، وفهم دقيق للواقع الإسرائيلي ومتغيّراته.منذ اللحظات الأولى، حدَّد حزب الله مهمة جبهة لبنان بأنها إسناد للمقاومة في غزة ودعم لأهلها، مع ما لهذا التحديد من قيود وموجبات، آخذاً في الحسبان مصالح لبنان. ومن الواضح، في ضوء آلية صناعة القرار في حزب الله، أن هذا الخيار تبلور نتيجة تقدير استراتيجي للخيارات الممكنة والمجدية، واستناداً إلى قراءة دقيقة لعناصر القوة والضعف في مواجهة التهديدات والفرص، مع الأخذ في الاعتبار التحولات التي استجدّت في العقل الاستراتيجي الإسرائيلي بعد الطوفان الذي هشّم أغلب مرتكزات الأمن القومي. في هذا الاتجاه، هدفت المقاومة في جبهة لبنان إلى مراكمة الضغوط على كيان العدو، بما يُعقّد خطته إزاء غزة، ويحول دون الاستفراد بها في معركة طويلة يراهن فيها على أن ما لم يتحقق في الأشهر العشرة الماضية يمكن أن يتحقق بمواصلة هذا المسار لأمد زمني مفتوح. لكن ربط جبهة لبنان بغزة، مكَّن المقاومة من أن تفرض على مجمل الكيان، جمهوراً ونخباً ومؤسسات بأن مواصلة هذا المسار تعني استمرار جبهة لبنان في الضغط العسكري إلى أمد مفتوح أيضاً. ولضمان ذلك، عمدت المقاومة إلى استخدام مدروس للقدرات، وفرض قواعد تمنع استباحة المدنيين والمنشآت الاستراتيجية للدولة اللبنانية، وتوفير أوسع نطاق ممكن من مواصلة الحياة في الجنوب وبقية الأراضي اللبنانية. نتج عن هذا الخيار العملياتي تهجير عشرات آلاف المستوطنين (من دون حساب عشرات الآلاف غير المشمولين في الإحصائيات الرسمية لأنهم تركوا مستوطنات لم يشملها القصف)، وربط عودتهم بوقف الجبهة، وبثّ حال من الخوف واللااستقرار في مستوطنات خط المواجهة، أخذت تتسع مع فرض حزب الله معادلة جديدة بضم مزيد من المستوطنات إلى قائمة الأهداف رداً على إصابة مدنيين، وتحويل شمال فلسطين المحتلة إلى ساحة مواجهة، وإشغال جيش العدو واستنزافه. ونتج عن ذلك جذب ثلاث فرق من جيش العدو في وقت كان يحتاج فيه إلى مزيد من القوات في غزة. في ضوء المراحل والمتغيّرات التي توالت خلال الأشهر الماضية، أصبحت محدّدات حزب الله في خياره العملياتي، دفاعاً ورداً وابتداء، أكثر وضوحاً، ومن ضمنها:

تحت سقف الحرب

لا يخفي حزب الله حقيقة أن أولويّته العمل تحت سقف الحرب ما دام ذلك ممكناً. وليس هذا الخيار مستجداً في عقيدته. ففي كل تاريخه لم يسبق أن تبنّى أو دفع باتجاه الحرب. ومن أسباب ذلك أن خيار الحرب، ابتداء، يتعارض مع ماهية المقاومة، وأن موازين القوى لا تُحسب فقط في مواجهة العدو الإسرائيلي، وإنما أيضاً في مواجهة حلف شمال الأطلسي (وعلى رأسه الولايات المتحدة) الذي سيهبّ لنجدة إسرائيل كما اتضح في ثلاث محطات رئيسية حتى الآن في الأشهر العشرة الأخيرة. ولذلك، كان العدو يرد على عمليات حزب الله أحياناً بشن الحرب أو بعملية عسكرية واسعة، وكان حزب الله يخوضها من موقع الدفاع والرد، ويخرج منها منتصراً. في ما يتعلق بالظروف الحالية، فإن اللجوء إلى الحرب ليس من مصلحة المقاومة ابتداء، ولا يحقق الأهداف المنشودة، سواء في ما يتعلق بغزة أو لبنان أو الساحة الإقليمية، وإنما سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب على مستوى المنطقة، لا إيقافها. والسبب أنه لا الأميركي ولا الإسرائيلي سيكونان مستعدّيْن للتراجع في ضوء ما أدّى إليه «طوفان الأقصى» من نتائج وتداعيات على الأمن القومي الإسرائيلي. أما في حال فُرضت الحرب، فيصبح خوضها من موقع اللاخيار، ويصبح هامشها أوسع وأكثر فعالية، إضافة إلى أن مشروعية المقاومة ستكون أوسع وأعمق.

الهامش العملياتي

تحضر في هذا السياق إشكالية استغلال العدو لحرص المقاومة على العمل تحت سقف الحرب، ليوسّع اعتداءاته انطلاقاً من اطمئنانه بأنها لن تردّ بما يؤدي إلى الحرب. لكن هذا المفهوم ليس مطلقاً. بمعنى أن ردود المقاومة تتصاعد أيضاً بحسب الاعتداءات، خصوصاً أنها تدرك أن ليس من مصلحة العدو هو الآخر الذهاب نحو حرب واسعة وشاملة. وبالتالي، لا يعني حرص حزب الله على العمل تحت سقف الحرب، أن يقف مكتوف الأيدي أياً كانت الاعتداءات، ولا يعني حرص العدو على تجنب الحرب، أن ذلك خياره مهما كانت عمليات المقاومة التي يتعرض لها رداً وابتداء. فقد أثبت أداء حزب الله أنه عندما كان يتجاوز العدو بعض الخطوط الحمر، كان الرد يأتي مختلفاً عن النسق العملياتي الحاكم للميدان، ويتحرك بين محدّدين: بين جبي أثمان أكثر تناسباً (بالمعنى الواسع للكلمة) من العدو، وعدم الدفع نحو الحرب. وبذلك كان قرار الحرب ينتقل الى أحضان صنّاع القرار في تل أبيب وواشنطن، ويحافظ على موقع المقاومة في الدفاع والرد. وهو أمر شديد الأهمية في نتائجه وتداعياته والتفاف بيئة المقاومة حولها وثباتها وصمودها. وينطبق هذا المفهوم على ردود حزب الله على بعض الاغتيالات والاعتداءات التي ارتقى سقفها عن ضربات سابقة، وبقيت أيضاً تحت سقف الحرب.

لا يخفي حزب الله حقيقة أن أولويّته العمل تحت سقف الحرب ما دام ذلك ممكناً

تجدر الإشارة إلى أن حرص المقاومة على تفادي الدفع نحو الحرب لا يعني أنه بعد الرد تعود المعادلات والوقائع إلى ما كانت عليه قبل الاعتداء، بل تكون لها نتائج وتداعيات فعلية وإيجابية. ويعود ذلك إلى أن معادلة الرد و/ أو الردع التي تنتج عن ذلك، تساهم في تقويض خيارات ورهانات لدى العدو، وتوفّر مظلة للمقاومة لمواصلة برامجها وخياراتها الاستراتيجية. فانتصار المقاومة في مواجهة حرب نيسان 1996، أنتج مظلة للمقاومة مكَّنتها من توسيع نطاق ضغوطها، وتقليص رهانات العدو على خيارات عدوانية، ما مهَّد الطريق إلى التحرير. كما أدى انتصار المقاومة في حرب 2006 الدفاعية إلى تغييرات مفاهيمية في كيان العدو، من ضمنها سقوط الرهان على إمكانية الحسم وعلى ردع حزب الله، ووفّر مظلة للمقاومة ساهمت في تسارع تبلورها كقوة إقليمية. في الخلاصة، بعد أكثر من عشرة أشهر من القتال، تتجلّى حقيقة نجاح حزب الله حتى الآن في ردع العدو عن شن حرب شاملة على لبنان، ونجاحه أيضاً في فرض قواعد ساهمت في تقييد عدوانه، رغم توسيع نطاقه في بعض الأحيان بشكل مضبوط، إلا أن حزب الله كان يرد بما يتناسب مع هذه الاعتداءات. والنتيجة الأهم في هذه المعادلة للمقاومة أنها منعت استباحة المدنيين، وهو ما نلحظه في جنوب لبنان الذي هو ساحة المعركة الرئيسية، كما في العمق اللبناني.

تصعيد إسرائيلي بقاعاً..وتفكيك خزانات حيفا

الأخبار.... صعّد العدو اعتداءاته أمس ووسّع دائرة استهدافاته، ونفّذ لليلة الثانية على التوالي غارات على بلدات في البقاع طالت محيط بوداي وسرعين والنبي شيت، بعد إعلان وزير الأمن الاسرائيلي يوآف غالانت أن عمليات القصف التي استهدفت البقاع مساء أول من أمس، كانت «تجهيزاً لكلّ الاحتمالات التي قد تتطوّر».وتسيطر في إسرائيل الخشية من أن يؤدي الانتظار الطويل لردّ حزب الله، إلى إضعاف اليقظة، إذ إن «القوات والتشكيلات لا يمكنها أن تبقى مستنفرة، وهي عرضة للأخطاء»، بحسب يوآف ليمور، الذي رأى في تقرير في صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن مُسيّرات حزب الله «أصبحت تحدياً كبيراً لقوات الجيش الإسرائيلي، كما ثبت مرة أخرى (الإثنين) في الحادثة التي قُتل فيها جندي إسرائيلي في الجليل الغربي». وعلى هامش الاستنفار الأمني والعسكري تحسّباً لرد المقاومة من لبنان، باشرت سلطات العدو سلسلة جديدة من الإجراءات في منطقة حيفا التي يُنظر إليها باعتبارها نقطة ضعف أمام حزب الله في أي مواجهة. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن بلدية حيفا توصّلت إلى اتفاق مع شركة «البنى الوطنية للطاقة» الحكومية، على تفكيك 9 خزانات تحتوي على مواد خطرة، بدءاً من كانون الثاني المقبل، على أن يجري إخلاء خزانات أخرى في حال عُثر على مواقع بديلة لها. وأوضح موقع «كالكاليست» أنه «بعد مسيرة طويلة أمام القضاء، وقّع الطرفان مذكّرة تفاهم تمكّن الشركة الحكومية من مواصلة عملها، إلى حين العثور على بدائل لبعض خزانات ومستودعات النفط»، لافتاً إلى أنه «رغم الاتفاق، فإن 8 خزانات ستبقى نشطة» حفاظاً على أعمال مجموعة «بازان» النفطية، وهي مجموعة كبرى لتكرير النفط والبتروكيماويات في خليج حيفا، وتدير أكبر مصفاة للنفط في إسرائيل. وأشار الموقع إلى أن «شركة البنى الوطنية للطاقة» تُخزّن موادَّ خطرة مثل النفط الخام في مجمع المستودعات في كريات حاييم، وأن الاتفاق «جاء بعد سنوات طويلة من شكاوى المواطنين في المنطقة». بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن الوضع الأمني أدّى إلى هذا التطور في الملف، إذ «من الواضح للجميع أن الخزانات تشكل خطراً لا يمكن التعايش معه». ولفتت إلى أن الاتفاق يُعد تطوراً حقيقياً في أزمة استمرت عشرات السنوات، ونقلت عن المصدر أن الخطوة «تُعد بشرى لسكان حيفا وكريات حاييم، في وقت جرى فيه الحديث عن مواقع لتخزين مواد خطرة على مقربة من التجمعات السكنية والمؤسسات التعليمية والمهنية». وخلال المرحلة الأولى التي تبدأ مطلع العام المقبل، ستُفكك خزانات ومستودعات تقع على مقربة من مناطق سكنية ومؤسسات تعليمية، على أن تُترك الخزانات الأبعد، التي ستُستخدم لتخزين النفط الخام. ومنذ فتح حزب الله جبهة المساندة لغزة من جنوب لبنان، وتحوّل شمال فلسطين المحتلة إلى ساحة مواجهة مستمرة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، توجّهت الأنظار صوب مدينة حيفا التي تضم محطات للطاقة ومنشآت بتروكيماوية وخزانات أمونيا ومستودعات للنفط الخام. وتخشى إسرائيل سيناريو تعرّض تلك المنشآت، ولا سيما تلك الواقعة في خليج حيفا، لصواريخ حزب الله ومُسيّراته. وواصل حزب الله أمس، عمليات المسانَدة لغزة والرد على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. فاستهدف ثكنة برانيت والتجهيزات ‏التجسسية في موقع جل العلام، ما أدى إلى تدميرها، كما استهدف موقعَي المرج ‏وراميا. ورداً على ‏الاعتداء الإسرائيلي على البقاع ليل أمس، قصف حزب الله بصليات مكثّفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ‏ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن. وفي وقت لاحق، شنّ هجوماً جوياً بأسراب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة اللواء المدرّع السابع التابع لفرقة ‏الجولان 210 في ثكنة كتسافيا، استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها ‏بدقة».‏ كما ردّ على ‏الاغتيال الذي نفّذه العدو الإسرائيلي في بلدة دير قانون رأس العين، بقصف مقر الفرقة 146 في جعتون بصليات من صواريخ الكاتيوشا.‏ ورداً على ‏الاعتداء والاغتيال الإسرائيلييْن في بلدة الضهيرة، قصف حزب الله ثكنتَي شوميرا وميتات وانتشارَين لجنود العدو في محيطهما بصليات من صواريخ ‏الكاتيوشا. ورداً على ‌‏الاعتداء الإسرائيلي على بلدة الناقورة، ‏قصف حزب الله ثكنة يعرا (مقر قيادة اللواء الغربي ‌‏300)، بصلية من صواريخ الكاتيوشا.‏ كما استهدف موقع بركة ريشا ‏بقذائف المدفعية الثقيلة.‏ كما تصدّت وحدة ‏الدفاع الجوي في حزب الله لطائرة حربية معادية ‏انتهكت الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب بصاروخ أرض - جو، ما أجبرها على التراجع باتجاه ‏فلسطين المحتلة.‏ ونعى حزب الله أمس الشهداء علي أحمد دقماق (النبطية) وزياد محمد قشمر (الحلوسية) ورائد علي خطاب (عيتا الشعب) ومحمد غازي شاهين (صور).

«حزب الله» يعتبر مفاوضات غزة منتهية ويرى التصعيد حتمياً

إسرائيل تهدد بضربات استباقية تدمر مخازن صواريخ الحزب

الجريدة...بيروت - منير الربيع .....كل المؤشرات تبدو سلبية حيال الوصول إلى اتفاق في المفاوضات المرتقبة بالقاهرة، و«حزب الله» لا يبدو متفائلاً، ولا يزال يرفع معادلته المعروفة، أولاً منع حسم المعركة عسكرياً ومنع القضاء على حركة حماس، وثانياً تنفيذ ضربة قوية رداً على اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. ويرفض الحزب القول إنه قبِل بتأجيل رده على اغتيال شكر بانتظار نتيجة المفاوضات، وتقول مصادر قريبة منه إنه لم يقدم أي موقف بهذا الصدد، ومسألة الرد ترتبط عنده بحسابات الميدان، وإنه لا يربط مسار الرد بمسار المفاوضات حول غزة. وتؤكد المصادر أن الحزب لا يمكنه تحمل تكرار ما جرى في الضاحية، وسيقوم برد «قوي ومحسوب»، مشددة على أن «الرد لن يكون رمزياً، وسيحقق إصابة مباشرة، ويردع إسرائيل عن تكرار ما فعلته»، مضيفة أنه في حال أعطى الحزب مهلة لإنجاح المفاوضات فالمهلة انتهت، والمفاوضات انتهت قبل أن تبدأ. اقرأ أيضا نتنياهو يفاوض بـ«وجهين» ويتشبث بمحور فيلادلفيا 21-08-2024 وتشير المصادر إلى أنه في عام 2006 عندما أراد الحزب تنفيذ عملية أسر جنود إسرائيليين اتخذ القرار قبل 7 أشهر من تنفيذه، وأجرى محاولة فاشلة بمنطقة الغجر في مارس 2006، حتى تمكن من النجاح بالعملية في يوليو، وبالتالي فإن الوقت مسألة ثانوية في هذا المجال. وتوضح أن أحد أبرز أهداف الحزب من فتح الجبهة في جنوب لبنان هو «منع القضاء على المقاومة في غزة، أي أن تبقى حماس كبنية عسكرية وبنية مقاومة، وأن يأتي الحل على حساب الحركة أو يستثنيها»، مبينة أن الحزب يريد كذلك أن تتمكن «حماس» من تكرار تجربته بعد حرب 2006، أي أن تكون قادرة على ترميم نفسها وإعادة هيكلة جسمها العسكري والحفاظ على منظومة القيادة والسيطرة بغض النظر عن القيادات التي تم اغتيالها. وشددت على أن هذا مبدأ أساسي في هذه المعركة، ولو كان سيؤدي إلى حرب كبرى أو واسعة. يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل توسيع استهدافاتها، بعد أن نفذت مساء أمس الأول ضربات لمواقع في عمق لبنان وصولاً إلى البقاع على بعد 100 كلم من الحدود، استهدفت إحداها مخزن أسلحة صواريخ للحزب. وهذه تحمل إشارة إسرائيلية بأن تل أبيب لديها بنك أهداف واضح حول مخازن الحزب ومراكزه. ونقل الإسرائيليون تهديدات باستعدادهم لتدمير هذه المراكز والمخازن عبر ضربات استباقية.

«نداء» من مقاومة غزة لـ «حزب الله» والمحور لفتْح الجبهات «لإزالة إسرائيل»

لبنان «يحبس الأنفاس»..هدنة غزة على «التنفس الاصطناعي» وإلى الميدان دُر

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- إسرائيل دشّنت الضربات الاستباقية لردّ «حزب الله» بغارات على مُستودعات أسلحة في البقاع

- ميقاتي لم يتلقّ ضمانات دوليةً بعدم انزلاق الأمور نحو الأسوأ

- الحرس الثوري: ردنا قد يطول وسيؤدب إسرائيل جيداً

فيما دَخَلَتْ مُفاوضاتُ وقْفِ النار في غزة «العنايةَ الفائقةَ» وسط تَمَسُّك بنيامين نتنياهو بـ «لاءاته» الناسفة لاتفاقٍ «قابلٍ للحياة» واتّهامِ «حماس» الرئيس الأميركي جو بايدن بالانحياز لإسرائيل والرضوخ لشروطها، تركّزت الأنظارُ أكثر على الميدانِ ولا سيما جبهة جنوب لبنان التي باتت «باباً» للرياح العاتية الآتية على «بلاد الأرز» والإقليم، سواء تمّ اجتراحُ «معجزة الهدنة» أو خصوصاً إذا لم تنجح الوساطاتُ في إخماد الحريق المروّع في القطاع وإهماد تشظياته التي يُخشى أن تلتهم خطوطاً حمراً في المنطقة المتحسّبة لأسوأ السيناريوهات. ولم يكن ممكناً في بيروت التي تَمْضي في تقليب «خطة الطوارئ» الحكومية التي غرقت فجأة في عتمة أزمة الكهرباء التي تَطَلّبتْ «حلولاً طارئة» ترقيعية وانتقالية، إشاحةُ النظر عن الإشارات المُقْلِقة التي أطلّتْ من كواليس محاولاتِ إبرام اتفاق وقْف النار بين إسرائيل و«حماس» والتي يحاول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن شخصياً تفكيك صواعقها قبل أن تنفجر بالجميع، وتحديداً انطلاقاً من جبهة الجنوب في ضوء تحفُّز نتنياهو لتوسيعها بـ «فتيلِ» الردّ المؤجَّل منذ 3 أسابيع من «حزب الله» وإيران على اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية في الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران. ومع المؤشرات التي عكستْ أن مفاوضاتِ الهدنة باتتْ على أجهزة «التنفس الاصطناعي»، ازداد حبْسُ الأنفاس في لبنان حيال ما سيكون على جبهة الجنوب وخصوصاً بعدما وُضع تعليقُ «حزب الله» وإيران ثأرهما لِما ارتكبتْه إسرائيل باغتيال شكر وهنية في إطار تفادي منْح نتنياهو فرصةً لإفشال المفاوضات ورمي كرةِ المسؤولية في ملعب محور «الممانعة»، وتالياً «حماية ظهر» الحزب وطهران في ردّهما الذي أكدا أنه حتميّ. وفي حين استوقفَ أوساطاً سياسية إعلانُ الحرس الثوري الإيراني «أن فترةَ انتظارِ الردّ الإيراني قد تكون طويلةً وأن مرور الوقت في صالحنا، وردُّنا قد لا يشبه العمليات العسكرية السابقة، والكيان الصهيوني ارتكب جريمة كبرى باغتياله الشهيد هنية، وسيعاقب هذه المرة بصورة أشد من ذي قبل، وردنا سيؤدب إسرائيل جيداً، فعليها أن تترقب»، فإن هذا الموقف بدا في سياق واحد من أمرين:

-إما المزيدُ من «توسعة كوع» التمهّل وتمديده تَفادياً لصِدامٍ كبير لا ترغب طهران في أن تنجرّ إليه مباشرةً ولا قدرةَ لها عليه في ظل وجودِ الولايات المتحدة على الضفة المقابلة في معركةٍ لطالما تجنّبتْها لأنها ستعني هدْمَ كل ما راكمتْه من تمدُّدٍ في المنطقة وساحات «قوس النفوذ» المترامي حتى المتوسط.

- وإما محاولة «إلهاءٍ» لاستعادةِ عامل المباغتة في الضربة التي لا بدّ أن تأخذ في الاعتبار، في حال تنفيذها، «المعطى الأميركي» وتكون بمنسوبٍ تَفترض إيران أنه لا يعطي نتنياهو مسوغاً لردّ على الردّ يكسر كل القيود وينقل الصراعَ إلى مرحلةِ «وبعدي الطوفان».

وإذ كان الميدانُ الذي تتركّز عليه الأنظارُ يتوسّع ليشمل توقعات بتصعيدٍ في الضفة الغربية «وربما بحجم انتفاضة، ستتخلله عمليات تفجيرية وانتحارية في إسرائيل، وأن الانفجار في تل أبيب قد يكون مؤشراً على ذلك» كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإنّ أفقَ الميدان في جنوب لبنان بدا غامضاً في ضوء تَهَيُّب «حزب الله» رداً قبل أن تكتمل محاكاةُ الخطوة التالية لإسرائيل بعده، وهو ما يستوجب جهوزيةً دفاعية وهجومية من الحزب، ويدخل في الوقت نفسه في احتساب توقيت الردّ وإذا كان يصبّ في مصلحة تل أبيب بمعنى أن يأتي على «ساعة التفجير» الكبير التي تحددها هي، ناهيك عن وجوب أن يكون هناك «تزامُن في السرعة» بين الحزب وإيران في الردّ «غير المتسرّع». وفيما تمّ التعاطي مع الرسالة البارزة التي وجّهتْها المقاومة الفلسطينية في غزة أمس إلى «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصر الله والتي عكستْ بلوغَ مفاوضات الهدنة حائطاً مسدوداً باستعادتها لغة «زوال إسرائيل من الوجود» ودعوتها الحزب وباقي «محور المقاومة» للقيام بذلك و«التقدم نحو فتح باب خيبر من جديد»، على أنها بمثابةِ «نداءٍ» للدعم يَستحضر دعوة محمد الضيف بعد «طوفان الأقصى» لـ «فتْح كل الساحات وتوحيد الرايات»، فإن مفعولَ هذه الرسالة وتأثيرها على قرار «حزب الله» بدا محكوماً في أي حال بالاعتبارات البالغة الدقة التي تَحْكم مقاربته للمواجهة مع إسرائيل ومنسوبها والتي تتكامل مع رؤية طهران للمعركة من زاوية المشروع الإستراتيجي وفي الوقت نفسه مقتضيات إدارته بتقنين الخسائر وتوزيعها. واستوقف الأوساطَ السياسية أنه في الوقت الذي انشدّتْ العيون على غزة ومفاوضات الهدنة، فإن إسرائيل أمعنتْ في توجيه رسائل بـ «فصْل الساحات» بين القطاع وجنوب لبنان الذي لن تشمله بأي وقف نارٍ، على صعوبة حصوله، وصولاً إلى إشاراتٍ سبّاقة أطلقتْها ليل الإثنين إلى بدء ضربات استباقية لردّ «حزب الله» على اغتيال شكر عبر الغارات على مستودعات أسلحة له في البقاع.

ضربة استباقية

ولم يكن عابراً قول القناة 12 الإسرائيلية إن «سلاح الجوّ نفّذ ضربة استباقية على أهداف مهمّة لـ«حزب الله»، تبعد عن الحدود الشمالية أكثر من 100 كلم، وذلك في إشارة إلى 3 غارات نفّذت في سهل قصرين، وسهل النبي شيت - السفري، وبين السفري وسرعين، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنها استهدفت عدداً من مخازن السلاح التابعة لحزب الله في وادي البقاع، قبل أن تشير تقارير عبرية إلى أن هذه المواقع معدّة للاستخدام في ردّ الحزب على اغتيال شكر. وإذ لم يسفر الهجوم عن سقوط قتلى وسط تأكيد وزارة الصحة اللبنانية أنها أحصت 11 إصابة، فإن الفيديوهات التي تم تداولها عن الغارات أظهر أحدها انفجارات هائلة وتطايُر ما يُعتقد أنه صواريخ في اتجاهات عدة، وسط تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه «على إثر الهجمات، سُمع دوي انفجارات، ما يشير إلى أنه كانت توجد كميات كبيرة من الأسلحة في المخازن». وسبق ذلك قيام الجيش الإسرائيلي باغتيال حسين علي حسين في منطقة يارين معلناً أنه «كان يعمل في وحدة القذائف الصاروخية التابعة حزب الله». ورداً على غارات البقاع ويارين أطلق «حزب الله» أكثر من 75 صاروخاً باتجاه شمال إسرائيل والجولان، معلناً في إحدى بياناته أنه «رداً على ‏اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال البقاع، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية الثلثاء بصليات كثيفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن».

لا ضمانات دولية

وفي موازاة ذلك نقل موقع «لبنان 24» (محسوب على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي) عن أوساط حكومية معنية «أن الرئيس ميقاتي لم يتلقّ ضمانات دولية على عدم انزلاق الأمور نحو الأسوأ، لأن لا أحد يضمن مغامرات بنيامين نتنياهو. كما أن محادثات الدوحة التي ترعاها دول كبرى لم ترشح عنها أجواء إيجابية، وبالتالي على لبنان أن يكون يقظاً إلى حد كبير»، مشددة «على أن رئيس الحكومة يواصل اتصالاته الدبلوماسية بهدف حض أصدقاء لبنان على وقف التهديدات الإسرائيلية ومنع العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان».

رسالة المقاومة الفلسطينية إلى «حزب الله»

وجّهت المقاومة الفلسطينية رسالة إلى «المقاومة الإسلامية» في لبنان، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

«قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ»

الإخوة المجاهدون الأحبة في المقاومة الإسلامية في لبنان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام على سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، السلام على الشهداء والجرحى، السلام على المجاهدين الصابرين الثابتين كالجبال الراسيات، تزول الجبال ولا تزول أقدامهم.

أيها الإخوة الأحبة

أنتم والله نعم الإخوة ونعم السند ونعم الرجال الأوفياء ونعم المقاومة الصادقة المخلصة. أكثر من عشرة شهور ونحن نرى جهادكم وصبركم وتضحياتكم بأعز ما لديكم في نزال هذا العدو الذي يخشى مواجهتكم. هذا العدو الأحمق المهزوم الغارق في وحل غزة، الذي يستجدي في كل يوم قيادته للهروب والنجاة من ضربات مجاهدينا وكمائنهم التي شيّبت رؤوس الضباط والجنود الصهاينة، كيف له أن يواجهكم ويقاتلكم!!

أيها الإخوة الأحبة:

من قلب غزة ومن رحى المواجهات والقتال وغبار المعارك، ومن قلب معاناة شعبنا المجاهد الصابر الثابت، نرسل لكم هذه الكلمات في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الأمة وخذلان البعيد والقريب، فهذا العدو المذعور في شوارع قطاع غزة وأزقته، وكما وصفه سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله حفظه الله، بأنه أوهن من بيت العنكبوت، يقف اليوم على أطراف أصابعه يتملكه الخوف والانتظار المؤلم المُكلف -للأيام والليالي والميدان- لقد أخطأ العدو في تقديراته وحساباته ونحن متيقنون من أنكم ستؤدون مهمتكم بكل جدارة، وسنرى بأسكم وجهادكم نافذاً بحول الله، أنتم وبقية إخواننا في محور المقاومة من إيران الإسلامية إلى سورية العروبة، إلى العراق الأبي، وصولاً إلى اليمن العزيز الذي حفر في التاريخ الإسلامي والعروبي بالدم والبارود أروع معاني الانتماء لفلسطين وقضيتها، فقد حان اليوم أيها الأبطال المجاهدون التقدم نحو فتح باب خيبر من جديد، والعمل لزوال"إسرائيل"من الوجود. ختاماً: يا من نكاتفهم قتالنا ونشاطرهم صبرنا وشموخنا في معركتنا معركة طوفان الأقصى نقول لكم: إن النصر قريب وشاهدناه ببركة عطاء مجاهدينا الأماجد في قطاعنا الباسل وضفتنا البطلة، فصبرٌ حتى النصر، وتحرير كامل تراب فلسطين الحبيبة ومقدساتها.

تقبل الله جهادكم وصبركم وتضحياتكم

وإنه لجهادٌ جهاد، نصرٌ أو استشهاد

إخوانكم: المقاومة الفلسطينية».

إقفال وقائي لمصلحة الأبحاث الزراعية في البقاع

أعلن رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، ميشال افرام «إقفال محطات الأبحاث في البقاع بعد الغارات الإسرائيلية التي حدثت ليل الإثنين، بحيث سقطت صواريخ لم تنفجر بالقرب من محطة تل عمارة». وأضاف البيان: «تحسباً لأي تطور سلبي وحفاظاً على أرواح الزملاء تقفل محطات تل عمارة وكفردان ورياق أبوابها غداً في انتظار جلاء الموقف».

وزير الطاقة اللبناني: الحصار الأميركي تَسَبَّبَ بدخول البلاد في العتمة الشاملة

أكّد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض أنّ «أزمة الكهرباء في لبنان ودخول البلاد في العتمة الشاملة تعود إلى أمرين أساسيين، الأول خارجي ويتمثل في الحصار المفروض والعقوبات الأميركية عبر قانون قيصر، ما أدى إلى حرمان لبنان من تعدد الموارد في حصوله على الفيول، والأمر الثاني وهو العامل الداخلي المتمثل في المناكفات السياسية بين الأفرقاء». وفيما بدأ لبنان بخطة طارئة انتقالية أتاحت توفير ساعات تغذية قليلة للمرافق الحيوية وسط طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فتْح تحقيقٍ في ملابسات الانقطاع الكامل للكهرباء عن كل لبنان يوم السبت ومحاسبة المسؤولين، كشف فياض عبر إذاعة «سبوتنيك» عن «رسالة أميركية وصلت إلى السلطات اللبنانية قبل عامين تَعِدُ بحلّ العقوبات المتعلقة بقانون قيصر، إلا أن الأمر لم يحصل حتى الساعة لا بل على العكس، فالشروط التي كانت تتخذ طابعاً إدارياً تحوّلت شروطاً مالية وأمنية تتعلق بأمن إسرائيل، ونحن نريد مساعدة من دون شروط». وأعلن أنّ «شحنة السبوت كارغو من المتوقع أن تصل إلى لبنان في 24 أغسطس وبعد أن تُفحص تدخل مخازن الكهرباء»، موضحاً أنّ «الشحنة تحمل 30 ألف طن من الغاز أويل وتؤمن 600 ميغاوات تغذية أيّ ما يعادل 6 ساعات كهرباء يومياً»، ولافتاً إلى أنّ «مؤسسة كهرباء لبنان أعطت الأمر لمصرف لبنان بفتح الاعتماد المخصص لتحرير عمل الباخرة وملء الفيول لتصل إلى لبنان في الموعد المتوقع». وأشار فيّاض إلى أنّ «هذه الأزمة كان لها جانب إيجابي تمثّل في مسارعة الدول الصديقة إلى مساعدة لبنان ومنها العراق الذي جدد التزامه مع لبنان، والجزائر التي قدمت هبة من الفيول لإنقاذ لبنان من العتمة الشاملة».....



السابق

أخبار وتقارير.."تقزم" في مصر و"جوع" بالسودان.. إحصائية صادمة عن 77 مليون طفل بالشرق الأوسط..رغم الضغوط..بريطانيا تمنع أوكرانيا من استخدام صاروخها المدمر داخل روسيا..تقرير: الجنود الأوكرانيون ظنوا أن خطط مهاجمة روسيا «مجرد مزحة»..روسيا: تضرر جسر ثالث نتيجة التوغل الأوكراني في منطقة كورسك..الكرملين: «لن نتحاور» مع أوكرانيا بعد هجومها على كورسك..موسكو: سنردّ بشكل مناسب إذا حاولت بولندا اعتراض صواريخنا..بعد أسابيع من لقائه بوتين في موسكو..رئيس الوزراء الهندي سيزور أوكرانيا..سفينة فلبينية «اصطدمت عمدا» بأخرى صينية في بحر الصين الجنوبي..مقتل 6 إرهابيين خلال اشتباكات مسلحة شمال غربي باكستان..أستراليا وإندونيسيا تبرمان معاهدة دفاعية..اليسار الفرنسي المتطرف يهدّد ماكرون بتنحيته دستورياً بتهمة «الإخلال بواجباته»..

التالي

أخبار وتقارير..إسرائيل تقتل شقيق قيادي بفتح في لبنان..كيف تجمع إسرائيل المعلومات للعثور على الرهائن في غزة؟..«أمان» تُحذّر من تصعيد بحجم انتفاضة في الضفة الغربية..على بعد 77 ميلاً من الحديدة..قصف يطال سفينة قبالة اليمن..أميركا لن تسمح للصين بتطوير النووي..خطة شديدة السرية..موسكو: لا محادثات مع أوكرانيا حتى تهزم تماماً..حرب المسيرات تتواصل..كييف أسقطت 50 وموسكو 45..روسيا: دول من حلف الأطلسي شاركت في الإعداد لتوغل أوكرانيا في كورسك..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,047,817

عدد الزوار: 7,619,508

المتواجدون الآن: 0