أخبار لبنان..بوصلة الحرب إلى الشمال.. ويوم المواجهات على طاولة الحسابات والقرارات..التهويل يسابق التصعيد..إسرائيل تضغط على «حزب الله» بالنار والاغتيالات..إسرائيل تغتال قيادياً فتحاوياً في لبنان مسؤولاً عن تسليح «الضفة»..جبهة لبنان تطغى على غزة وتنزلق إلى حافة الحرب الأوسع..تصعيد عسكري وأمني يسابق «حرباً إسرائيلية وشيكة» على لبنان.. جيران مراكز «حزب الله» يخلون منازلهم خوفاً من «ضربات انتقامية»..مطار بيروت يحاول «التأقلم مع التهديدات» ويستأنف جزءاً من نشاطه..

تاريخ الإضافة الخميس 22 آب 2024 - 2:34 ص    عدد الزيارات 465    التعليقات 0    القسم محلية

        


بوصلة الحرب إلى الشمال.. ويوم المواجهات على طاولة الحسابات والقرارات..

سوناطراك تشحن اليوم أولى حمولات الفيول.. وإجراءات لتسديد الدفعات للعراق

اللواء....هل دارت بوصلة الحرب التدميرية الى الشمال، مع تكتيك للجيش الاسرائيلي، ضمن استراتيجية استمرار الحرب هناك حتى اخضاع حماس، او تصفية الحساب الكامل مع قيادتها؟

السؤال، لم يكتسب مشروعية من سياق الوضع الميداني وحسب، بل من معطيات تبدأ باخفاق مفاوضات الهدنة في غزة، ومغادرة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من دون اي موقف يتعلق بالمسار التفاوضي، فضلاً عن تصاعد العمليات الميدانية الى درجة ان من يشاهد مسار الاغتيالات، وردود المقاومة، وتوسع الجبهة في العمق الاسرائيلي او باتجاه البقاع، لا يتردد في القول ان الحرب واقعة بين لحظة ولحظة.. وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تأكيدات واضحة بشأن مصير مجريات المواجهات بين العدو الإسرائيلي وحزب الله وبالتالي فإن التصعيد الحاصل حاليا يوحي بأن الأوضاع سلكت مسارا جديدا ما يعني أن جميع الاحتمالات واردة وعلى الرغم من ذلك ما من توجُّه حازم ولا يزال الانتظار قائما حتى أن الاتصالات الديبلوماسية للحؤول دون انحدار الأوضاع لم تُعلّق. وقالت المصادر إن هاجس الحرب لم يتبدد وإن المواقف السياسية عكست ذلك مع العلم ان المواقف شيء والتقديرات شيء اخر، وفي هذا الوقت تتواصل المواكبة الرسمية لأي طارئ تحسبا لأي سيناريو، مشيرة إلى أن لا شيء فوق العادة إنما تجهيزات استباقية. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي بدأ ينقل ثقله من قطاع غزة الى الحدود مع لبنان، في وقت كان فيه رئيس وزراء اسرائيل يجتمع مع رئيس اركان سلاح الجو وقائد منظومة الدفاع الجوي، واصفاً القوات الجوية بقبضة اسرائيل التي «تضرب الخاصرة الرخوة لاعدائنا». وقال للجنود: جئت لزيارة قاعدة «رمات ديفيد» لأراقب عن كثب استعداداتنا ضد التهديدات القريبة والبعيدة. ومن الوقائع الميدانية المقلقة، وردّ المقاومة على العدوان الذي طال منطقة البقاع بقصف قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصواريخ الكاتيوشا، وبالمسيَّرات الانقضاضية، استهدفت المقاومة المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل، مما استدعى عقد اجتماع للقيادة العسكرية الشمالية لمناقشة الرد، ودفع الامر الى المستوى السياسي. ومع هذه المعطيات المقلقة، يطرح سؤال آخر: كيف ستفي الادارة الاميركية وموفدها الى بيروت آموس هوكشتاين بوعدوها بحفظ استقرار لبنان؟

حسب مصادر سياسية متابعة، فإزاء التصعيد العسكري المعادي المتدرّج في جبهة الجنوب واستهداف المدنيين اكثر والتوغل بالغارات في عمق البقاع اكثر، وقرب الرد على اغتيال القائد العسكري للمقاومة الشهيد فؤاد شكر في حال التأكد من إفشال اسرائيل لمفاوضات التهدئة في غزة، يصبح الكلام الاميركي والغربي عموماً عن «الحرص على استقرار لبنان والمسعى لتطبيق القرار 1701 من جانبي الحدود لا من جانب لبنان فقط «حبراً على ورق او كلام في الهواء للإسترضاء». وعلى هذا، تضيف لمصادر السياسية: «في حال فشلت مفاوضات غزة، قد يزور هوكشتاين لبنان مجدداً في محاولة جديدة للضغط على لبنان لمنع اي رد على الاغتيالات الاسرائيلية، وقد لا يحمل جديداً حول ترتيب الحدود البرية... وهناك احتمال ان لا يزور هوكشتاين لبنان اذا انفجر الوضع مباشرة بعد نعي مفاوضات غزة، وانتقل كيان الاحتلال الى التصعيد في الجنوب، واذا حصل رد محور المقاومة على الاغتيالات. لذلك باتت المسألة مسألة ساعات ربما وليس اياماً لتبيان مسار الوضع.

وكان تصريح النائب مروان حمادة زاد من حجم الترقب والمخاوف عندما قال:

آخر معلومات عندي من دبلوماسيين غربيين لهم علاقة مباشرة بالمفاوضات وأيضاً بالتحضيرات عند الفرقاء، أكان عند العدو أو عند «محور المقاومة» وعند حزب الله، أن الحرب واقعة خلال أيام قليلة إذا لم يكن خلال ساعات، وهذا كلام خطير نقوله، ولكن كلام يجب أن نتنبه له، لأن الأحداث خلال الساعات الأخيرة، وخصوصاً خلال 48 ساعة الأخيرة، حتى قبل أن يقول (وزير حرب العدو) يوآف غالانت إن نقطة الارتكاز في الحرب انتقلت عندهم من الجنوب (غزة) إلى الشمال (لبنان)، كان واضحاً من خلال الغارات على البقاع أو من خلال الاستهداف المستمر بالمسيَّرات لأشخاص ولقيادات، قبل ان يتراجع ويغير موقفه تحليلاً صحافياً وليس معلومات. وأقرّ تقرير لـ «معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» بأنّه «ليس من المؤكد أن «الفوائد الاستراتيجية للحرب مع لبنان، سوف تفوق الضرر الناجم عنها، مشيراً إلى أنّه «من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الحملة المكثفة ضد حزب الله» . وقال المعهد في تقريره: أنّه من المهم الأخذ في الاعتبار، «الظروف القاسية»، التي قد تنجم عن توسّع الحرب مع لبنان، الذي شكّل منذ بداية معركة طوفان الأقصى جبهة إسنادٍ لغزّة ومقاومتها، عبر عمليات مستمرة ضد أهداف تابعة للاحتلال، شمالي فلسطين المحتلة.

رئيس مراقبة الهدنة في الخارجية

وفي السياق الدبلوماسي، بحث وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا يرافقه رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة الهدنة في بيروت المقدم جيرارد كيرنز الأوضاع المتوترة في لبنان والمنطقة في ظل استمرار اسرائيل في عدوانها وتصعيدها وعرقلتها مساعي التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وشدد بوحبيب على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، وأدان الاستهدافات الاسرائيلية لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، كما أمل أن تُـصدر الأمم المتحدة تقريراً بشأن حادثة مجدل شمس لتبيان حقيقة ما جرى وسحب ذريعة حق الدفاع عن النفس التي اعتمدتها اسرائيل لشنّ اعتدائها على الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 30 تموز 2024. من جهته، حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، مؤكدا أن الـ UNTSO تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.

الكهرباء

على صعيد الكهرباء، خصص الاجتماع الذي ترأسه الرئيس نجيب ميقاتي امس وضم وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير المال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي لبحث موضوع دفع مستحقات المؤسسات والإدارات العامة لصالح «كهرباء لبنان»، وكما هو معلوم كان هناك سلفة خزينة بقيمة 6800 مليار ليرة ولم يدفع منها سوى ألف مليار ونعمل على صياغة حل للمبلغ المتبقي كي يتم دفعها بأسرع وقت ممكن. أضاف: بطلب من دولة الرئيس ميقاتي، سيتم إرسال إشعارات من مؤسسة «كهرباء لبنان» مباشرة إلى وزارة المالية وبهذه الطريقة تتجمع كل الإشعارات في وزارة المالية ويتم دفع المبلغ مرة واحدة قبل نهاية العام، وتبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار ليدخل هذا المبلغ في حساب مؤسسة الكهرباء، عندها يمكن للمؤسسة أن تفي جزءاً من مستحقات العراق وهو الجزء الذي تم التوافق عليه في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والتي يجب على الشركة أن تسدّدها. الى ذلك، تنطلق اليوم الخميس من الجزائر أولى شحنات الفويل أويل الجزائرية إلى لبنان في إطار المبادرة التي أمر بها الرئيس الجزائري لتزويد لبنان بالمحروقات اللازمة لتشغيل معامل الكهرباء. وذكرت صحيفة «الشروق» الجزائرية أن مجموعة «سوناطراك» شرعت في شحن أول حمولة من مادة الفيول إلى دولة لبنان، تطبيقا لأمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وحسب بيان للمجموعة، فإن الشحنة التي تم تجهيزها في ميناء سكيكدة البترولي، تقدر بحوالي 30 ألف طن من مادة الفيول كمرحلة أولى، وستُشحن إلى لبنان عبر ناقلة الفيول «إينيكر» التابعة لمجموعة سوناطراك والتي ستنطلق الخميس باتجاه لبنان. وبحسب الصحيفة، «تهدف هذه العملية إلى الوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف الصعبة، من خلال تزويده بشكل فوري بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد. وتأتي هذه المبادرة لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر ولبنان». في قصر العدل، استمع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الى افادة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون اي تصريح. وحضر الى قصر العدل الوزير فياض ودخل فوراً الى مكتب النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الذي باشر الاستماع الى افادته في ملف الكهرباء. وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان حايك ابرز الوثائق والمراسلات والكتب التي حذر فيها من انقطاع الكهرباء، معتبراً ان المسألة تتعلق بالقرار السياسي، وهي تعني اساساً وزير الطاقة والمياه الذي يُعتبر وزير الوصاية.

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدف قصف مدفعي بلدة علما الشعب. وأيضاً، تعرضت اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة لقصف مدفعي متقطع، وكذلك بلدة الطيبة حيث استهدفت ساحتها بعدد من القذائف، كما تعرضت بلدة طلوسة لقصف مدفعي معاد. وبعد ليلة عنيفة عاشتها منطقة البقاع جراء سلسلة غارات شنّها الطيران الإسرائيلي في تصعيد يُنذر في اتّساع المواجهات إلى حرب أوسع، أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباح أمس، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة بيت ليف. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى استشهاد مواطن لبناني. كذلك أدى القصف الاسرائيلي المعادي على الوزاني إلى استشهاد شاب سوري. واستهدفت اسرائيل بالقصف المنطقة الواقعة بين شيحين والجبين في القطاع الغربي، كما استهدف القصف الاسرائيلي وسط بلدة مركبا. والاخطر، كان اغتيال اسرائيل بمسيَّرة في منطقة الفيلات في صيدا الضابط في شهداء الاقصى خليل المقدح. ورداً على استهداف بيت ليف، وسقوط شهيد لحزب الله، قصف الحزب ثكنة راميم مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني، وكذلك استهدفت مسيَّرة انقضاضية للمقاومة حدب يارون. كما استهدفت المقاومة دبابة ميركافا في موقع العباسية في القطاع الشرقي، وكذلك استهدفت موقع المالكية بالقذائف المدفعية. كما استهدف حزب الله مستوطنة موشاف زرعيت في الجليل الأعلى.

التهويل يسابق التصعيد

الأخبار ... لا يزال الجميع في انتظار النتيجة النهائية للاتصالات الجارية من دون توقف بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع تكثيف الاتصالات الغربية لاحتواء التصعيد المحتمل مع لبنان وإيران. غير أن التعثّر الواضح في المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، رفع من منسوب الخشية من تدهور الوضع في غزة، وتوسّع المواجهات في ساحات الإسناد.وبالتزامن مع توسّع المواجهات بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال على الجبهة اللبنانية، رفع قادة العدو من مستوى تهديداتهم ضد حزب الله، وسط عملية تهويل إعلامية كبيرة في الإعلام الإسرائيلي حول «نقل قوات من غزة إلى الشمال وإيلاء أهمية أكبر لجبهة لبنان»، واستعدادات لتوجيه ضربات رداً على ما سماه الناطق باسم الجيش «قصف حزب الله منشآت مدنية». وصرّح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعد جولة في قاعدة «رمات ديفيد» قرب الحدود مع لبنان، بـ«أننا مستعدّون لأي سيناريو سواء في الدفاع أو الهجوم. سلاح الجو هو القبضة الحديد التي نستخدمها لضرب نقاط ضعف أعدائنا». احتمالات توسّع الحرب وردت أيضاً على لسان الرئيس الجديد للاستخبارات العسكرية شلومي بندر وسلفه المنتهية ولايته أهارون هاليفا، إذ قال الأول إن «احتمالات التوسع قائمة»، فيما أشار الثاني إلى أن هذه الإمكانية «موجودة على الطاولة». كذلك انخرط خصوم الحزب في لبنان في حملة التهويل بالحديث عن حرب وشيكة، وحتى «خلال ساعات»، بما يظهر تجدّد رهانات هؤلاء على توجيه إسرائيل ضربة كبيرة إلى المقاومة لاستثمارها في الداخل. فيما تجاهل الحزب هذه الحملات، وبقي على موقفه الرافض للاستماع إلى أي رسائل تهديد تولّى دبلوماسيون وسياسيون نقلها في الفترة الأخيرة، وأكّد على لسان النائب إبراهيم الموسوي أن الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر قائم بمعزل عن كل ما يقال من العدو أو غيره. وبعدما شنّ طيران العدو غارات ليل أول من أمس على بلدات بقاعية، زعم أنها استهدفت مواقع للمقاومة وأدّت إلى سقوط شهيد و19 جريحاً من المدنيين، ردّت المقاومة أمس بإدخال مواقع جديدة على لائحة الاستهدافات في مناطق داخل العمق الإسرائيلي. وفيما كان رئيس وزراء العدو يستعرض في قاعدة رامات دافيد الجوية في محاولة لترميم شيء من صورة الردع، نشرت وسائل الإعلام العبرية مشاهد الدمار الذي خلّفته صواريخ حزب الله في مستوطنة «كتسرين» في الجولان، ووضعتها في إطار إثبات المزيد من تآكل الردع الإسرائيلي، علماً أن الإجراءات الأمنية فرضت على نتنياهو أن تقتصر جولته الشمالية على زيارة القاعدة التي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو خمسة كيلومترات. وأدّى وابل من الصواريخ أطلقته المقاومة على المستوطنة إلى تدمير خمسة منازل تلقّت ضربات مباشرة، وإصابة مستوطن بجروح متوسطة. وعقب ذلك، أوصت البلدية السكان الذين أصيبوا بالهلع، وآخر بجروح متوسطة الخطورة، بالبقاء في الأماكن المحصّنة وعدم التجوّل. وبعد تفقّده المستوطنة، صرّح وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بأن «كتسرين كتل أبيب. لا حديث مع حزب الله بل توجيه فوهات المدافع، وأحد أسباب مطالبتي بدخول الكابينت المصغّر هو ما يحدث هنا». ودعا إلى بدء معركة واسعة ضد حزب الله، و«يجب أن نهاجم، وأن نفتح معركة. هذه هي الفرصة، ويجب ألا نفوّتها». فيما طُرح على النقاش في إسرائيل حول كيفية التعامل مع قصف المستوطنة، إذ نقل معلّقون بأن الجيش طلب من الحكومة أن يكون هناك رد، معتبراً أن الضربة «رد عالي السقف من حزب الله».

تعامل جيش العدو مع قصف مستوطنة كتسرين في الجولان كـ «رد عالي السقف من حزب الله»

ونقل موقع «واينت» عن المستوطن بني كوهين، الذي يسكن بجانب أحد البيوت التي احترقت بالكامل، أنه «نحو الثامنة صباحاً انطلقت صافرات الإنذار تلتها صواريخ ضربت مناطق واسعة، وتسببت بحرق منزلين مجاورين في الحي»، وأضاف: «لم يسمحوا لنا بالخروج أو التجوّل في البلدة، وقاموا بإغلاق الطرق. أشاهد أعمدة الدخان تتصاعد من المناطق المفتوحة التي سقطت فيها صواريخ»، مشيراً إلى أنه «هذا اليوم الثاني الذي نعايش فيه تأهّباً عالياً». وقال رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الجولان، أوري كلنير، للموقع «إن معجزة حصلت هنا لأن أحداً لم يُصب بجروح خطيرة في ظل الدمار الذي أشاهده». وأضاف: «لا أحد محميّ، والصواريخ تسقط في كل مكان»، محمّلاً «حكومة إسرائيل المسؤولية، وعليها إعادة الأمن وأن تأمر الجيش بنقل المعركة إلى خارج الحدود». فيما قال رئيس بلدية المستوطنة في اتصال مع صحيفة «معاريف» إن «هناك عدداً كبيراً من المصابين بحالات الهلع وحالتهم النفسية غير بسيطة على الإطلاق، فصوت الانفجارات كان قوياً، وكثير من الشظايا تطايرت في الجو». وشهد يوم أمس كثافة في العمليات النوعية للمقاومة التي استهدفت دبابة «ميركافا» في موقع العباسية بصاروخ موجّه أصابها إصابة ‏مباشرة. ‏كما استهدف المقاومون مجموعة من جنود العدو في محيط ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية. ‏ ورداً على ‏الاعتداء الإسرائيلي على البقاع، قصفت المقاومة الإسلامية قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صواريخ ‏كاتيوشا، وشنّت هجوماً جوياً بأسراب من المُسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة ‏تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ‏ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقّة».‏ كذلك استهدفت المقاومة، رداً على ‌‏‌‏الاعتداء الإسرائيلي والاغتيال في بلدة بيت ‏ليف، موقع حدب يارون بمحلّقة انقضاضية، وقصفت ثكنة راميم (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات ‏من لواء غولاني) بصلية من صواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت موقعَي المالكية وحدب يارون، وتموضعات لجنود العدو في ‏موقع مسكفعام، والتجهيزات ‏التجسسية في موقع بركة ريشا، إضافة إلى ثكنتَي زرعيت ‏وراموت ‏نفتالي بِصليةٍ من صواريخ الكاتيوشا.

إسرائيل تضغط على «حزب الله» بالنار والاغتيالات

مخاوف في لبنان من تدحرج نحو الحرب

بيروت: «الشرق الأوسط».. تضغط إسرائيل على لبنان عسكرياً وأمنياً، بتوسعة القصف الجوي، وبالاغتيالات التي بلغت أمس مدينة صيدا، واستهدفت القيادي في «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» في لبنان، خليل المقدح، وقالت إنه ينقل السلاح إلى الضفة الغربية في فلسطين. وتصاعدت وتيرة الاستهدافات المتبادلة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على نحو واسع خلال الساعات الـ48 الماضية، حين نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية في منطقة البقاع على مدى يومين متتاليين، كما أسفرت الاستهدافات عن سقوط 6 قتلى من «حزب الله» ومدني سوري. من جانبه، وسّع الحزب دائرة القصف إلى الجولان ومحيط طبريا وصفد، ومستوطنة كاتسرين في هضبة الجولان السوري المحتل، ما دفع الجيش الإسرائيلي للقول إنه «استهدف مدنيين بقصف كاتسرين، وسنرد بما يتلاءم مع ذلك». وعكس التصعيد مخاوف لبنانية من توسع رقعة الحرب، عزّزها عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» (التقدمي الاشتراكي) النائب مروان حمادة، بتأكيده حرباً وشيكة، إذ قال: «لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات بأنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات».

إسرائيل تغتال قيادياً فتحاوياً في لبنان مسؤولاً عن تسليح «الضفة»

مجزرة إسرائيلية بخان يونس..ومفاوضات هدنة غزة مع اختتام بلينكن جولته في الدوحة

الجريدة....قتلت إسرائيل القيادي البارز بالجناح العسكري لـ «فتح»، خليل المقدح، بغارة جوية استهدفته بجنوب لبنان، في أول استهداف لمسؤول من الفصيل الذي يتزعمه رئيس السلطة محمود عباس منذ بدء التصعيد عبر الحدود، في حين رأت تقديرات أميركية وإسرائيلية متشائمة قرب انهيار مفاوضات غزة التي من المقرر استئنافها بالقاهرة في غضون أيام. وسط تقديرات متشائمة بقرب انهيار مفاوضات غزة وتزايد احتمالات أن تشهد المنطقة تصاعداً للأعمال العدائية على عدة جبهات إقليمية، اغتالت إسرائيل القيادي في «فتح»، خليل المقدح، المسؤول عن تسليح الضفة الغربية، بغارة جوية على جنوب لبنان، في أول استهداف للحركة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر الماضي. ونعت «كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري للحركة التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، المقدح، وقالت إنه قتل «خلال أداء واجبه النضالي ضمن معركة طوفان الأقصى». ولفتت، في بيان، إلى أن المقدح له «دور مركزي بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته»، كما ذكر البيان أنه عمل على دعم الخلايا الفلسطينية ضد إسرائيل على مدار سنوات في الضفة الغربية المحتلة. وأكد أمين سرّ «فتح» في لبنان، فتحي أبو العردات، أن المقدح استهدف في مدينة صيدا، ذات الأغلبية السنيّة، والبعيدة عن الحدود اللبنانية - الإسرائيلية نسبياً، والتي تضم مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وفي حين حذّر عضو اللجنة المركزية لـ «فتح» في رام الله، توفيق الطيراوي، من أن إسرائيل تريد «إشعال المنطقة بحرب إقليمية واسعة عبر إراقة الدم الفلسطيني في كل أماكن وجوده»، اتهم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، دانيال هاغاري، القيادي الراحل (وهو شقيق قائد «شهداء الأقصى» في لبنان، منير المقدح) بأنه كان «يعمل لمصلحة حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ويواصل محاولة الترويج لهجمات ضد إسرائيل في الضفة الغربية». وجاءت الضربة التي تأتي في سياق زيادة وتوسّع حدة المواجهات الدائرة بين إسرائيل و«حزب الله» بموازاة حرب غزة، بعد يومين من حديث مصدر رفيع بـ «فيلق القدس» الإيراني لـ «الجريدة» عن نجاح «الحرس الثوري» وحلفائه في تهريب أسلحة إلى الضفة الغربية، وتخطيطهم لفتح مسارات لنقل أسلحة ثقيلة إلى هناك لمفاجأة إسرائيل من المناطق الداخلية في حال اندلاع حرب كبرى تشمل جبهات لبنان والعراق واليمن والجولان السوري. تهديد وأولويات وفي ظل ترقّب لردّ طال انتظره على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، الذي قضى على إثره رئيس أركان «حزب الله» فؤاد شكر، جدد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير إيرواني، الوعيد بالثأر لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية في قلب طهران. وقال إيرواني، في تصريحات أمس: «يجب أن يكون للرد الإيراني نتيجتان واضحتان، الأولى، يجب معاقبة المعتدي بتهمة الاغتيال وانتهاك السيادة الوطنية الإيرانية، والثانية يجب أن تعزز قوة الردع الإيرانية، ما يتبعه ندم عميق لهذا الكيان لمنع أي عدوان في المستقبل». لكنّ إيرواني أشار في الوقت نفسه إلى أنه «يجب أن يتجنب رد إيران أي تأثير سلبي محتمل على وقف إطلاق نار محتمل في غزة، ومن المحتمل أن يكون رد إيران في الوقت المناسب والشروط وبالطريقة الأقل توقّعاً من قبل هذا الكيان الإسرائيلي». وأفادت «وول ستريت جورنال» بأن إيران وضعت 3 محاور رئيسية لردها على اغتيال هنية. وأشارت إلى أن طهران تنظر إلى التهديد بشن هجوم مباشر على الدولة العبرية باعتباره وسيلة ضغط لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة. كما نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن إيران لا تريد التدخل في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر بين إسرائيل و»حماس»، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الاتفاق من شأنه أن يمهّد الطريق أمام واشنطن لتقليص وجودها العسكري المتزايد في الشرق الأوسط، وهو ما يشكل أولوية بالنسبة لطهران. نهاية وانهيار وبينما أنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة إقليمية، هي التاسعة من نوعها منذ اندلاع حرب غزة، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن الاتفاق الذي يهدف إلى إنهاء القتال «على وشك الانهيار»، مع عدم وجود اتفاق بديل واضح يمكن طرحه. وقال بلينكن، قبل مغادرته الدوحة إلى واشنطن، إن الاتفاق «يجب إنجازه في الأيام المقبلة، وسنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك»، في إشارة إلى جولة مرتقبة من المباحثات ستستضيفها القاهرة بغضون أيام في محاولة لتسوية النقاط العالقة بشأن الصفقة المطروحة التي رفضتها «حماس»، في ظل تمسّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدة نقاط في مقدمتها عدم التعهد بوقف شامل للنار والانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتسريم. في السياق، شدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، على ضرورة وقف حرب غزة لمنع تصاعد العنف إقليميا، كما أكد ضرورة وقف كل الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية، والانتهاكات للوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس المحتلة، محذراً من خطورة هذه الإجراءات التي تقتل كل فرص تحقيق السلام. وأمس، كشفت هيئة البث العبرية أن الاجتماع بين بلينكن ونتنياهو، «لم ينجح في تقليص الفجوات ولم يحرز تقدماً بشأن صفة تبادل المحتجزين»، رغم التصريحات الأميركية المتفائلة بإمكانية إبرام اتفاق التبادل والهدنة. وتزامن ذلك مع مطالبة الجيش الإسرائيلي لسكان مناطق دير البلح، وسط غزة، بمغادرة منازلهم وتقليص المنطقة الآمنة بها لشنّ عملية عسكرية فورية، فيما أعلنت «كتائب حماس» قتل وإصابة جنود إسرائيليين في تفجير فتحة نفق مفخخة شمال مدينة خان يونس. وأفادت السلطات الصحية بمقتل 13 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، بغارات إسرائيلية استهدفت عدة مناطق في مدينة خان يونس.

إسرائيل تمعن في ضرب البقاع وتطلّ على الضفة الغربية من صيدا وتتوعّد المدنيين

جبهة لبنان تطغى على غزة وتنزلق إلى حافة الحرب الأوسع

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- مروان حمادة: لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات

- اغتيال قيادي في «كتائب الأقصى» في صيدا وإسرائيل تربطه بنقل المال والسلاح إلى الضفة

- نتنياهو حوّل تردُّد «حزب الله» وإيران في «الردّ» فرصةً لمزيدٍ من القضم على جبهة الجنوب

... من منطقة بعلبك البقاعية، وعاصمة الجنوب صيدا، إلى الجولان السوري المحتلّ. مثلثُ تصعيدٍ خطير عمّق التوجُّس المتصاعدَ من أن مرحلةً جديدةً بالكامل بدأتْ على الجبهة اللبنانية مع إسرائيل ويُخشى أن تكون ديناميتُها المتدحرجة سبقتْ المفاوضات الشائكة لبلوغ هدنة في غزة و«تجاوزت» الردّ «المعلَّق» من «حزب الله» وإيران حتى الساعة على اغتيال كل من فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت وإسماعيل هنية في طهران. وتطايرتْ المخاوفُ أمس في أكثر من اتجاه في ضوء الأبعاد الخطيرة لِما بدا قرْع طبولِ «حربٍ أوسع» شقّتْ طريقَها بين ألغامِ مفاوضات هدنة غزة وممرّاتها غير السالكة، والكوابح التي تضعها إيران و«حزب الله» لأي اندفاعةٍ غير محسوبةٍ والتي باتت خلفياتها «مكشوفةً» لبنيامين نتنياهو الذي حوّل تردُّدَ المحورَ الإيراني فرصةً لمزيد من القضم على جبهة لبنان - التي صارت «الرقعة الأهمّ» في الصراع المشتعل والتي تُدار كل محاولات وقف حرب غزة بخلفيةِ منْع انفجارها - وذلك بعدما أرسى ما يَعتقد أنه أرضية لـ win-win situation بحال تجرّع الحزب ضرباته «التوسعية» أو اختار مقابلتها بما هو أعنف فتكون «دقتّ ساعة» الاصطدام الكبير الذي يريد جرَّ الجميع إليه «مُحْتمياً» بـ «الدرع» الأميركية الحديدية في المتوسط.

وفي هذا الإطار توقفت أوساط واسعة الاطلاع عند 3 تطورات نوعية:

- الأول إمعان إسرائيل في تسديدِ ضرباتٍ موجعةٍ وفي العمق اللبناني وتحديداً في البقاع مستهدفةً (منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء) ولليوم الثاني على التوالي ما أعلنتْ أنه مخازن أسلحة لـ «حزب الله» وذلك بغاراتٍ شنّها الطيران الحربي والمسيّر تباعاً على محلة مزرعة الضليل عند أطراف بلدة بوداي، والمنطقة السهلية بين سرعين التحتا والسفري، ومنطقة مأهولة بالسكان في بلدة النبي شيت، ما تسبّب بانفجارات هائلة وأدى في حصيلة نهائية إلى سقوط مواطن لبناني وإصابة 30 شخصاً بجروح (بينهم 4 سوريين وتسعة أطفال) أحدهم حاله حرجة.

اغتيال خليل المقدح

- والثاني إطلالة إسرائيل من صيدا على محاولةِ «خنْق» مَلامح تصعيدٍ في الضفة الغربية ربما يلامس مستوى انتفاضة ويستعيد نمط العمليات الانتحارية على شاكلة «أول الغيث» في تل أبيب (قبل أيام)، وذلك باغتيالها القيادي في «كتائب شهداء الأقصى» - الجناح العسكري لحركة «فتح» - خليل المقدح (شقيق القيادي في فتح منير المقدح) قرب مخيم عين الحلوة بغارةٍ على سيارته. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المقدح «كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية وكان يعمل مع الحرس الثوري الإيراني» وأنّه «في مارس 2024 تم الكشف عن كمية كبيرة من الأسلحة التي تم تهريبها إلى مناطق يهودا والسامرة، وجرى تسليمها للمجموعات التي تم تجنيدها وكان المقدح مسؤولاً عنها». وفي حين اعتبر عضو «فتح» في رام الله توفيق الطيراوي تعليقاً على الاغتيال «أن إسرائيل تحاول توسيع الصراع وإشعال حرب إقليمية واسعة»، نعت كتائب «شهداء الأقصى» المقدح معلنة أنه «استُشهد أثناء قيامه بواجبه النضالي ضمن معركة طوفان الأقصى»، مشيرة إلى أنه «لعب دوراً مركزياً في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال هذه المعركة، كما كان له دورٌ كبيرٌ في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة في الضفة الغربية». وكذلك قال منير المقدح إنَّ شقيقه «كان مسؤولاً عن إمداد المقاومة في الداخل الفلسطيني». ويشار إلى أن هذا الاغتيال هو الثاني في أقلّ من أسبوعين يطول مدينة صيدا، إذ استهدفت إسرائيل في التاسع من أغسطس الحالي مسؤول الأمن في حماس بمخيم عين الحلوة سامر الحاج

.- والتطور الثالث إيحاء تل أبيب بأنها «لن تمرّر» ارتقاء «حزب الله» في عملياته إلى ما قالته إنه استهداف للمدنيين وأحياء سكنية كما زعمت أنه حصل أمس في الجولان المحتل وتحديداً في مستوطنة كاتسري خلال ردّه على غارات بعلبك. وكان «حزب الله» أعلن صباحاً أنه «ردّاً على ‏اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ ‏كاتيوشا»، موضحاً أن هذه القاعدة «تتموضع فيها قوات المشاة أثناء فترة تدريبها في الجولان السوري المحتل، وتضم مركزاً لذخيرة المدفعية يتبع لوحدة التسليح الإقليمية في جيش العدو محمية بمنظومة القبة الحديدية، وهي تُستهدف للمرة الثانية». وأعلن في بيان آخر أنّه في الإطار نفسه شنّ هجوماً جوياً «بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة ‏تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد»، مستهدفاً «مراكز القيادة وأماكن تموضع ‏ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة».‏ ولم يكن عابراً أنه بعد الهجوم على الجولان، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «مثل أي دولة عليها أن تدافع عن مواطنيها، ستتحرك إسرائيل في لبنان رداً على استهداف حزب الله المدنيين في القصف الأخير الذي أصاب بلدة كتسرين»، متحدثاً عن «50 قذيفة صاروخية أطلقت في اتجاه البلدة وبشكل عشوائي نحو المدنيين الإسرائيليين». وكتب الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي: «مثل كل دولة تدافع عن مواطنيها - سنتحرك بالشكل المناسب»، ناشراً صورة لِما قال إنه «أحد منازل عدة تم تدميرها للتو في الهجوم الهمجي الذي شنه حزب الله على المدنيين الإسرائيليين في كتسرين (...) وكانت هذه المنطقة تخلو من أي أهداف سوى حي مدني وأطفال يقضون عطلتهم الصيفية». وعبّرت الأوساطُ المطلعة عن قلقٍ بالغ من المنحى غير المسبوق من التجرؤ من قِبل نتنياهو في الاستهدافِ اليومي لبعضٍ مما يتضمّنه «بنك الأهداف» الإسرائيلي في ما خص البنية التحتية لـ «حزب الله» ومستودعات أسلحته، وسط انطباعٍ بأن هذا المسار هو بمثابةِ إطلاقٍ ضمنيّ للضربة الاستباقية ضدّ الحزب المتريِّث في الضغط على زرّ ردٍّ (على اغتيال قائده الكبير شكر) قد يسرّع بتحقيق غايات رئيس الوزراء الإسرائيلي سواء بـ «غَسْلِ يده من دم» إجهاض الفرصة الأخيرة لوقف النار في غزة أو في جرّ المحور الإيراني إلى صِدامٍ «لا عودة عنه وربما منه» يكون عملياً مع الولايات المتحدة وأساطيلها في المتوسط، وذلك على قاعدة محاولة تل أبيب جعْل «التمهّل بالردّ» بمثابة انتظارٍ مُكْلِفٍ لحزب الله وفسحة لإيلامه أكثر.

وما عزّز المخاوفَ هو الاقتناعُ بأن جنوب لبنان تحوّل «الجبهة الرئيسية» في الصراع - بعدما انتهت واقعياً حرب غزة بمعناها العسكري الواسع - وربما في محاولةٍ من نتنياهو لاستدراج تصعيدٍ كبير تعقبه تهدئة تمهّد لاتفاقٍ حول ترتيبات أمنية لهذه الجبهة على قاعدة المسودة التي بحثها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مراراً بين بيروت وتل أبيب وترتكز على مراسيم تطبيقية للقرار 1701 تراعي متغيرات 8 اكتوبر (فتح جبهة الإسناد من جنوب لبنان) وتكون ممرحَلة بدءاً من تراجع «حزب الله» عن الحدود بما بين 8 و10 كيلومترات، وبحيث أن الفصل الذي تصرّ عليه تل أبيب بين جبهة الجنوب وغزة (في أي هدنة بحال حصولها أو عدمه ) يَرْمي إلى فرض «وحدة حلّ» على الجبهتين بعدما بات إطار الحلّ للقطاع واضحاً رغم الشروط المستحيلة من إسرائيل. وفي حين استوقف الأوساط نفسها ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية عن «أننا أعدنا تموْضع قواتنا في الشرق الأوسط تحسباً لأي تصعيد من جانب إيران ووكلائها، وللمساعدة في الدفاع عن إسرائيل»، مشيرة إلى أن «لدينا أكثر من 30 ألفاً من قواتنا في الشرق الأوسط يعملون مع شركاء وحلفاء متعدّدين ولا ننظر في تغيير ذلك»، توقفت أيضاً عند كلام وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن «ان الهجمات التي نفذناها في عمق لبنان هي استعداد لأي تطورات قد تحدث»، واعتباره «أن مركز الثقل ينتقل بشكل تدريجي من الجنوب إلى الحدود الشمالية مع لبنان»، قبل أن تنقل «سكاي نيوز عربية» عن مصدر عسكري أن إسرائيل مستعدة للهجوم والدفاع في لبنان ونعرف أنه لا يمكن الانتصار بالدفاع فقط ونحن نوجه ضربات مهمة للبنى التحتية لـ«حزب الله»، وزاعماً«أن حدود إسرائيل مع لبنان ستتغير ولن تعود لما كانت عليه قبل الحرب».

معلومات حمادة

وفيما كانت«قِطع بازل»الحرب الأوسع تتجمّع تباعاً، برز موقف للنائب اللبناني مروان حمادة قال فيه عبر محطة«ام تي في»:«لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات». في ملف العتمة الشاملة... القضاء اللبناني استمع إلى إفادتيْ وزير الطاقة ورئيس«الكهرباء» باشر القضاء اللبناني، تحقيقات غير مسبوقة في قضية العتمة الشاملة التي قبضتْ على«بلاد الأرز»يوم السبت ووضعتْ مَرافق حيوية أمام خطر وشيك بالانهيار المتدحرج. وقد استمع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار أمس، تباعاً، إلى إفادتيْ كل من وزير الطاقة وليد فياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من التفتيش المركزي فتْح تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلّيّ للكهرباء«مع كلّ المسؤولين من دون استثناء، بغية ترتيب مسؤوليات قانونية بناء على نتيجة التحقيقات»، وأحال نسخة من الكتاب على النيابة العامة التمييزية.

تصعيد عسكري وأمني يسابق «حرباً إسرائيلية وشيكة» على لبنان

اغتيال قيادي بـ«فتح»… و«حزب الله» يقصف الجولان وطبريا رداً على غارات البقاع

بيروت: «الشرق الأوسط».. يسابق التصعيد العسكري والأمني على ضفتي الحدود بين لبنان وإسرائيل التحذيرات من اندلاع حرب وشيكة، ظهرت التنبيهات منها في تصريح للجيش الإسرائيلي، قال فيه إن «(حزب الله) استهدف مدنيين بقصف كتسرين وسنرد بما يتلاءم مع ذلك»، في مقابل ذلك كشف النائب اللبناني مروان حمادة عن أن «الحرب وشيكة». وتصاعدت وتيرة الاستهدافات المتبادلة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على نحو واسع خلال الساعات الـ48 الماضية، حين نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية في منطقة البقاع على مدى يومين متتاليين، كما اغتالت قيادياً في «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» في لبنان، إلى جانب سقوط 6 قتلى من «حزب الله»، فيما وسع الحزب دائرة القصف إلى الجولان ومحيط طبريا وصفد، في توسعة لدائرة القصف.

حرب وشيكة

وقال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» (التقدمي الاشتراكي) النائب مروان حمادة في تصريح لقناة «إم تي في» المحلية: «لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات»، مستدلاً بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال فيه إن الجيش ينقل مركز ثقله العسكري من الجنوب إلى الشمال. ورأى حمادة أن الحرب قد تبدأ من شرق الجليل والجولان، حيث تتصاعد وتيرة الاستهدافات، ملمحاً إلى استقدام قوى عسكرية ممانعة مثل «الحشد الشعبي» وغيره إلى المنطقة السورية المحاذية للجولان. وفي ظل هذا التصعيد، يواصل لبنان حث الأمم المتحدة على ضبط الانفلات القائم، وشدد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب خلال لقائه رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، فيما حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن الـUNTSO تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.

استهداف ضابط بـ«فتح» في صيدا

وبلغت الملاحقة الإسرائيلية في لبنان ضابطاً سابقاً في حركة «فتح»، قالت إنه ناشط في تهريب السلاح إلى الضفة، وذلك باستهداف سيارته في مدينة صيدا. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه «استهدف» القيادي في كتائب شهداء الأقصى في لبنان خليل المقدح، مضيفاً في بيان «قصفت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الإرهابي خليل حسين المقدح في منطقة صيدا في جنوب لبنان». وأضاف أن خليل المقدح وشقيقه اللواء منير المقدح الذي يشغل منصب قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان «يعملان لصالح الحرس الثوري الإيراني»، و«متورطان في قيادة الهجمات الإرهابية وتهريب الأموال والأسلحة لأنشطة إرهابية» في الضفة الغربية. والمقدح هو أول مسؤول من حركة فتح يُقتل بضربة إسرائيلية في لبنان منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. ونعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، في بيان «الشهيد القائد البطل» خليل المقدح وأشادت «بالدور المركزي» الذي لعبه «في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى»، وبـ«دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة (الغربية) الباسلة». وقال منير المقدح إن «الاغتيالات تزيدنا قوة وهذه الشهادة وسام شرف والمقاومة لا تزال صلبة على الأرض»، مضيفاً أن خليل المقدح «عميد في حركة فتح ويعمل في الجناح العسكري في كتائب شهداء الأقصى».

قصف الجولان وطبريا

ومع تواصل تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط خمسة قتلى في غارات إسرائيلية طالت عصر الثلاثاء وفجر الأربعاء جنوب لبنان وشرقه. وأعلن «حزب الله» أنه أطلق الثلاثاء «صليات مكثفة من الصواريخ» ومسيّرات انقضاضية على مواقع للجيش الإسرائيلي، فيما أكد الجيش رصد إطلاق نحو 115 صاروخاً أطلقت من لبنان على شمال إسرائيل والجولان المحتل، من دون ذكر إصابات. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «انفجار طائرة من دون طيار في منطقة عميعاد في الجليل الأعلى»، كما قال الجيش الإسرائيلي «إننا رصدنا تسلل عدة أهداف جوية مشبوهة من لبنان... تصدينا لبعضها وأخرى سقطت في الجليل الأعلى». ودوت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى والجولان الجنوبي، كما سقطت 5 صواريخ بشكل مباشر على عدة مبانٍ في كتسرين بالجولان. ومع أن الحزب أعلن عن استهداف قاعدة عسكرية بالمستوطنة، اندلعت الحرائق فيها. وقال رئيس المجلس الإقليمي في الجولان أوري كلنر: «هذا هو واقعنا هنا في (كتسرين). ببساطة، هذا غير مقبول من جهتنا. هذا هو الوضع، ويجب على الحكومة (الإسرائيلية) وقف هذا الأمر».

9 عمليات لـ«حزب الله»

وتبنى «حزب الله» حتى بعد ظهر الأربعاء 9 عمليات، استهدفت أبرزها قاعدة تسنوبار اللوجيستية في الجولان السوري المحتل «بصليات من صاروخ ‏كاتيوشا»، كما شن الحزب «هجوماً جوياً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة ‏تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجيستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ‏ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة»، كما جاء في بيانه، إضافة إلى استهداف دبابة ميركافا في موقع العباسية. وتم استهداف «مقر في ثكنة راميم تشغله قوات من لواء غولاني بصلية كاتيوشا وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكافعام». كما نعى الحزب خمسة من عناصره. وتقع قاعدة «عميعاد»، شمال غربي بحيرة طبريا، وتبعد عن الحدود اللبنانية نحو 19كلم، يتمركز فيها احتياط فرقة الجليل ومخازنها، وفيها مقر احتياطي ‏للفيلق الشمالي. وتتبع القاعدة لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.

غارات البقاع

وجاء القصف على الجولان وطبريا، رداً على استهدافين إسرائيليين في عمق البقاع. وارتفع عدد الجرحى جراء الغارات الإسرائيلية فجر الأربعاء إلى قتيل وثلاثين جريحاً بينهم أربعة سوريين، حسبما أفاد «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة اللبنانية. وكان الطيران الإسرائيلي المسير والحربي قد نفذ فجر الأربعاء ثلاث غارات استهدفت وادي البقاع شرق لبنان، استهدفت محلة مزرعة الضليل عند أطراف بلدة بوداي، والمنطقة السهلية بين بلدتي سرعين التحتا والسفري، ومنطقة مأهولة بالسكان في بلدة النبي شيت. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «شنت طائرات سلاح الجو غارة على مستودعات ذخيرة تابعة لـ(حزب الله) في منطقة البقاع في العمق اللبناني»، مضيفاً: «بعد الهجمات، تم رصد انفجارات ثانوية تشير إلى وجود الأسلحة في المستودعات التي تعرضت للهجوم». وقال: «تعرض مجمع عسكري يستخدمه نظام الدفاع الجوي التابع للحزب في منطقة البقاع لسلسلة غارات، حيث يشكل المجمع تهديداً لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي».

جيران مراكز «حزب الله» يخلون منازلهم خوفاً من «ضربات انتقامية»

قناعة لدى المناصرين بأن «إسرائيل تعرف كل شيء»

بيروت: «الشرق الأوسط».. أخلى إبراهيم (أحد السكان، البالغ 61 عاماً) منزله الكائن قرب مركز ديني لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، منذ الغارة الجوية الإسرائيلية على منطقة حارة حريك التي أدت إلى اغتيال القيادي بالحزب فؤاد شكر. «لا أحد يعلم ما إذا كان الإسرائيليون سيستهدفون مراكز الحزب»، يقول إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن القرار الذي اتخذه «احترازي، ما دام كل الناس يعرفون طبيعة المركز، وبالتأكيد فإن إسرائيل تعرف أيضاً، وهو ما دفعنا للرحيل، إلى حين فرض اتفاق لإنهاء الحرب». وإبراهيم، واحد من عشرات أخلوا مراكز سكنهم في الضاحية والبقاع والجنوب. يقول السكان في هذه المناطق إن مراكز الحزب معروفة للناس، سواء أكانت دينية أم منازل عائلات منتمين للحزب، أو حتى منشآت يترددون إليها؛ لذلك، اتخذ الناس قراراً بإخلائها «ما دامت الحرب فقدت كل الخطوط الحمر، ولم يعد هناك أي شيء بمنأى عن الاستهداف إذا قرر الإسرائيلي ذلك»، وفق ما يقول أحد سكان الضاحية، مضيفاً: «إذا كان الناس يعرفون، فمن الطبيعي أن إسرائيل تعرف. لا يخفى عليها شيء»، في إشارة إلى النشاط الاستخباري الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. ويتساءل السكان: «كيف يمكن لإسرائيل أن تعرف كل شخص أو كل مكان تستخدمه من دون أن تكون متمكنة استخباراتياً؟». وبات السكان على قناعة متزايدة بأن إسرائيل تمتلك معلومات (داتا) ضخمة جداً، وبيانات كبيرة عن أشخاص أو مواقع جغرافية يرتادها «حزب الله». ويردد هؤلاء ما يؤكده المحللون بأن هناك اختراقاً كبيراً لبيئة الحزب، ولجميع الوسائل التقنية. ولا تنفي أوساط مقربين من «حزب الله» هذه الفرضيات، واحتمالية الاختراق البشري، لكنها تؤكد أن الخروقات التي ترتكبها إسرائيل منذ العام 2006، على صعيد المراقبة الجوية بطائرات الاستطلاع فوق الأراضي اللبنانية، ومراقبة خطوط الهاتف وداتا الاتصالات وتعقب الهواتف الذكية، مكّنتها من جمع معلومات ضخمة تحتاج إلى عشرات السنوات لجمعها عبر الخروقات البشرية. وساهمت تلك البيانات في صناعة أرضية صلبة لقاعدة بيانات استخبارية عن الحزب وعناصره ومواقعه، ومن تريد من اللبنانيين، وسكان لبنان، ويجري تحديثها عبر الطائرات المسيّرة والتقنيات التي تمتلكها. هذا الاعتقاد العام لدى اللبنانيين، دفع مَن يسكن في مواقع يُشتبه بأن «حزب الله» كان يشغلها، للخروج منها، ومن ضمنها محيط منشأة في منطقة النبي شيت في البقاع بشرق لبنان، استهدفتها الطائرات الإسرائيلية فجر الأربعاء، بثلاث غارات جوية. يقول أحد سكان النبي شيت لـ«الشرق الأوسط» إن المنشأة كانت فارغة، «فقد أخلاها الحزب منذ أشهر، ولا يتردد عناصره عليها، لكن مجرد أنها قائمة على بنك أهداف إسرائيل، فإنها تعرضت للقصف». ويشير إلى أن السكان في محيطها «أخلوا منازلهم في المنطقة قبل يوم، بعدما استهدفت الطائرات الإسرائيلية ليل الاثنين منشأة أخرى في النبي شيت، وتبيّن أنها مستودع ذخيرة للحزب»، لافتاً إلى أن المنشأة التي قُصفت فجر الأربعاء، «تشبه المنشآت الفارغة التي قصفت فجر الثلاثاء أيضاً في سرعين وقصر نبا بمنطقة القطاع الأوسط». وبُعيد منتصف الليل، شنّ الطيران الحربي سلسلة غارات عنيفة بعدد من الصواريخ على بلدات النبي شيت، بوداي وسرعين، خلّفت كرة لهب في سماء المنطقة، ودويّاً كبيراً في أرجائها. وفي البقاع، كما في الجنوب، أخلى عناصر الحزب والمنتمون إليه منازلهم العائلية التي كانوا يقطنونها. وقال مصدر آخر من بعلبك إن عناصر الحزب الذين يتحدرون من المنطقة، أخلوا منازلهم منذ أشهر، ولم يعد هناك أي حركة لهم، لكن منازلهم لا تزال قائمة بطبيعة الحال، وهو ما يثير الذعر من أن تكون على قوائم الاستهداف الإسرائيلي، وتنفذ إسرائيل ضربات انتقامية، وهو ما دفع البعض إلى الخروج من محيط تلك المنازل.

مطار بيروت يحاول «التأقلم مع التهديدات» ويستأنف جزءاً من نشاطه

مؤشرات إيجابية عكستها عودة رحلات «الخطوط الفرنسية»

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. ساهم تراجع منسوب القلق من احتمال شن إسرائيل حرباً واسعة على لبنان، باستئناف شركات طيران أجنبية حركتها في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، وهو ما يراه مسؤولون لبنانيون بأنه «تأقلم مع التهديدات» التي بدأت قبل 3 أسابيع، على خلفية اغتيال مسؤول عسكري بارز في «حزب الله» بالضاحية الجنوبية لبيروت. واستأنفت الخطوط الجوية الفرنسية رحلاتها الجوية بين باريس وبيروت يوم 15 أغسطس (آب)، بعد أن علقتها لأسبوعين، في حين لم تتأثر رحلات شركة الناقلة الجوية اللبنانية «طيران الشرق الأوسط» التي تعمل منذ بدء الحرب بعشرين طائرة، فيما بقيت بعض الشركات على قرارها بتعليق الرحلات إلى بيروت، وفي مقدمها مجموعة «لوفتهانزا» الألمانية.

مؤشرات سياسية ودبلوماسية

وقالت مصادر لبنانية مواكبة لنشاط المطار، إنه بعد 3 أسابيع على التوتر «بدا أن هناك تأقلماً مع التهديدات المتبادلة»، في إشارة إلى حركة المسافرين من المطار وإليه، والقرارات التي اتخذتها بعض الشركات لاستئناف الرحلات، عادّةً أن هذا الأمر «يستند إلى المؤشرات السياسية والحركة الدبلوماسية التي نشطت» عقب اغتيال المسؤول العسكري بـ«حزب الله»، فؤاد شكر، في الضاحية، ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، والتهديدات بالرد. ورأت المصادر أن الحركة الدبلوماسية «ساهمت في تخفيف التوتر، وهو ما نراه اليوم مؤشراً في المطار». ولا يستبعد رئيس لجنة الأشغال والنقل في البرلمان اللبناني، النائب سجيع عطية، أن تكون المؤشرات الأخيرة قد دفعت شركة «الفرنسية» لاستئناف رحلاتها إلى مطار بيروت، معرباً عن قناعته، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بأن الشركات العالمية، حين تتخذ أي قرار، فإنها تستند إلى معطيات سياسية ودبلوماسية، وتتقصى ما إذا كان الوقت حساساً أو مناسباً، ومن ثم، «لا أستبعد بأن يكون هناك ضوء أخضر لاستئناف الرحلات»، مؤكداً أن هذا التطور «إشارة إيجابية»، من دون تحديد نسبة هذه التهدئة وحدودها. ويربط عطية هذه المؤشرات في بيروت مع مؤشرات أخرى في تل أبيب لجهة حركة الطيران، مضيفاً: «يبدو أن الجو العام يعكس ضوءاً أخضر أميركياً بأن احتمالات التدهور الآن مستبعدة»، مشيراً إلى أن شركات التأمين أيضاً تعمل وفق تطمينات ومعطيات دبلوماسية. وشهدت بيروت حركة دبلوماسية لافتة في الأسبوع الماضي، تصدرها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكستين، ووزير الخارجية الفرنسية، ستيفان سيجورنيه، في مسعى لإخماد سقف التوتر، ومنع توسع التدهور، وإعطاء الدبلوماسية فرصة لحل النزاعات القائمة، سواء في غزة أو في جنوب لبنان. كما تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، بهدف الحث على تهدئة الوضع. ولم تحسم الزيارات والاتصالات الدبلوماسية مع بيروت أي فرضية لجهة تدهور الوضع الأمني أو انتفاء احتمالاته، لكن تبيّن أن التهدئة «مطلب دولي»، وفق ما يقول عطية، معرباً عن اعتقاده بأن كل المؤشرات السياسية «تعكس صورة أن التدهور في الوقت الراهن، غير مطروح، بالنظر إلى (الستاتيكو القائم) ضمن حالة لا حرب ولا تهدئة كاملة، وفي ظل عدم نضوج تسوية كاملة لإنهاء الحرب في غزة، يدفع إلى وجوب أن يبقى الوضع منضبطاً»، كما يعرب عن قناعته بأن «حزب الله» سيردّ استناداً إلى تصريحات مسؤوليه، «لكنه يتجنّب استدراج إسرائيل إلى حرب واسعة». وفي ظل هذا الواقع، تحسّنت حركة الوصول في مطار بيروت أخيراً، بعدما شهدت بعض الحذر في ظل التحذيرات الدولية وتوقيف رحلات شركات عالمية. وقالت مصادر مطلعة على حركة طيران «الشرق الأوسط» اللبنانية، إن الشركة تشغل منذ بدء الحرب 20 طائرة من أسطولها البالغ عدده 24 طائرة، ولم تجرِ أي تعديلات على ذلك، مؤكدة أن الرحلات «كان مليئة بالمسافرين، ولا تزال». وبينما يعدّ هذا الموسم هو موسم المغادرة، ومن الطبيعي أن تكون رحلات المغادرة مليئة بعد انتهاء الإجازات الصيفية، يشير عدد المسافرين على متن الطائرات القادمة لبيروت، إلى أن الحركة لم تتوقف، وتشهد صعوداً في الأسبوع الأخير، ما يؤشر إلى أن الناس «تأقلمت مع الوضع الأخير وتجاوزت المخاوف». ولا تزال شركات التأمين تفرض إجراءاتها التي تتناسب مع طبيعة الظروف لجهة رفع قيمة التأمين، كون المخاوف والمخاطر لم تُرفع بعد، وهو ما دفع بعض شركات الطيران، ومن ضمنها «الشرق الأوسط»، إلى تأخير رحلات كانت تصل فجراً، إلى توقيت تصل فيه خلال ساعات الصباح.

تعليق رحلات

وكان الخوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط قد دفع شركات طيران عالمية إلى تعليق رحلاتها إلى المنطقة أو تجنُّب بعض المجالات الجوية غير الآمنة. ولا تزال شركة طيران «إيجين»، وهي الناقل الوطني اليوناني، جميع رحلاتها من وإلى بيروت وعمّان وتل أبيب حتى 22 أغسطس، في حين مددت مجموعة «لوفتهانزا»، وهي مجموعة الخطوط الجوية الألمانية، التي تضم أيضاً الخطوط الجوية السويسرية، وخطوط بروكسل الجوية، والخطوط الجوية النمساوية، تعليق الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب وطهران وبيروت وعمّان ومدينة أربيل العراقية حتى 26 أغسطس. ونصحت بريطانيا شركات الطيران في المملكة المتحدة بعدم دخول المجال الجوي اللبناني من الثامن من أغسطس حتى الرابع من نوفمبر، مشيرة إلى «خطر محتمل على الطيران من نشاط عسكري».

لبنان ينزلق إلى هوة مالية وسط قرع طبول الحرب..

مجلس النواب يفشل في الانعقاد لقوننة استدانة الدولة من «المركزي»..

الجريدة...بيروت - منير الربيع .. على وقع طبول الحرب التي تقرع بقوة مع توسع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، أخفق المجلس النيابي اللبناني في عقد جلسته التي كانت مخصصة لإقرار قوانين تتعلق بالأزمة المالية وتقونن استدانة الدولة من المصرف المركزي، وهو الشرط الذي كان قد رفعه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم المنصوري ليقرض الدولة المبالغ المطلوبة، فتتمكن من دفع الرواتب بالدولار الأميركي. حضر الجلسة 53 نائباً فقط، فيما نصابها الدستوري للانعقاد هو 65، وقد أعلنت كتل المعارضة النيابية التي تضم، القوات اللبنانية، حزب الكتائب، كتلة تجدد، وبعض النواب التغييرين مقاطعة الجلسة رفضاً لإقرار القوانين في ظل الفراغ برئاسة الجمهورية، وقد انضم إلى المقاطعة أيضاً تكتل لبنان القوي بالإضافة إلى عدد من النواب المستقلين الآخرين. تعطيل الجلسة دفع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى رفع الصوت عالياً، محذراً من الوصول إلى وضع أصعب، وقد قال ميقاتي: «أستغرب بشدة عندما يقول البعض، إنه يحضر الى مجلس النواب من أجل تشريع الضرورة فقط، فهل يوجد أكثر الحاحاً وضرورة من المشاريع المطروحة على جدول أعمال جلسة اليوم. في البلدان التي مرت بأزمات اقتصادية مشابهة للأزمات التي نمر بها اليوم، كان مجلس النواب بحال انعقاد دائم، وخلال ثلاثة أيام كان يجري إقرار القوانين اللازمة لحل الأزمة، وبدأت الحلول تثمر وحُلّت الأزمات في تلك الدول. أما في لبنان فلا نزال منذ أربع سنوات نتحدث عن الكابيتال كونترول ولم نتوصل إلى مناقشته، لا في الجلسة العامة، ولا إلى إيجاد حل له». وأضاف: «في مجلس النواب العديد من اقتراحات القوانين تتعلق بخطة التعافي وإعادة هيكلة المصارف، والفجوة المالية، وكلها تحتاج إلى حل فوري، وإذا لم ينعقد مجلس النواب لإقرارها ضمن سلة واحدة، فلا استقرار اقتصادياً في البلد. لقد وصلنا إلى مرحلة صعبة جداً، وبات اقتصادنا يتحول إلى اقتصاد نقدي، ما سيعرض لبنان للكثير من المخاطر في حال عدم إقرار قانون إعادة هيكلة المصارف»، مشدداً على أنه «من الضروري إعادة الحياة المصرفية بطريقة طبيعية لكي نتمكن من الخروج من هذه الأزمة، وإلا فإننا سندخل في سلسلة أزمات، وسيكون الوضع أكثر صعوبة. إذا لم نصل إلى حل فليتحمل كل واحد مسؤوليته». جاء ذلك كله، على وقع دخول لبنان في عتمة شاملة لمدة 24 ساعة، بفعل توقف الشركة المشغلة لمعملي الزهراني ودير عمار عن العمل بسبب عدم تقاضيها مستحقاتها، وهو ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مطار بيروت وعن مرافق أساسية في الدولة. العتمة الشاملة فرضت على الحكومة توفير المبلغ المطلوب لدفع جزء من مستحقات الشركة، التي عاودت تشغيل المعملين لتوفير خمس ساعات كهرباء بالحد الأقصى. على وقع هذه الأزمات المرشحة للتفاقم، لا سيما من الناحية المالية وفي حال عدم إيجاد مخرج قانوني لتوفير الأموال للدولة، أصدر مصرف لبنان بياناً تحدث فيه عن موجوداته، وأكد البيان أن «مصرف لبنان لديه سيولة خارجية تعادل 8.573 ملايين دولار أميركي، يضاف إليها القيمة السوقية لمحفظة سندات اليوروبوندز البالغة 387 مليون دولار كما في 31 تموز (يوليو) 2023، وذلك لا يتضمّن قيمة الموجودات من الذهب»، وأعلن «التزام عدم جواز المَس بالاحتياطي الإلزامي». إصدار هذا البيان يعني أن حاكم المصرف المركزي بالإنابة يرفض الدخول في الممارسة ذاتها التي كان يعمل وفقها الحاكم السابق رياض سلامة، وهذا يؤشر إلى أنه يرفض المساس بالاحتياطي الإلزامي الذي يعتبر من أموال المودعين، ما سيضع الدولة اللبنانية في مواجهة مشكلة كبرى وهي كيفية توفير العملة الأجنبية للحفاظ على الاستقرار في سعر الصرف ومنع حصول تدهور دراماتيكي سريع.



السابق

أخبار وتقارير..إسرائيل تقتل شقيق قيادي بفتح في لبنان..كيف تجمع إسرائيل المعلومات للعثور على الرهائن في غزة؟..«أمان» تُحذّر من تصعيد بحجم انتفاضة في الضفة الغربية..على بعد 77 ميلاً من الحديدة..قصف يطال سفينة قبالة اليمن..أميركا لن تسمح للصين بتطوير النووي..خطة شديدة السرية..موسكو: لا محادثات مع أوكرانيا حتى تهزم تماماً..حرب المسيرات تتواصل..كييف أسقطت 50 وموسكو 45..روسيا: دول من حلف الأطلسي شاركت في الإعداد لتوغل أوكرانيا في كورسك..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..بايدن لـ نتنياهو: ضرورة ملحّة للتوصل لاتفاق في شأن غزة..تهدئة غزة تدخل «نفق الانتظار» مجدداً..نتنياهو يُلوّح بقدرات هجومية ودفاعية..وواشنطن للضغط بشأن فيلادلفيا..تميم بن حمد وبلينكن يبحثان جهود الوساطة لإنهاء الحرب..اعتقالات لمؤيدين للفلسطينيين وحرق العلم الأميركي في شيكاغو..طلاب المعاهد التوراتية يُفضّلون الموت على الجيش..خط نتانياهو "الأحمر" باتفاقية وقف إطلاق النار.. رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي يغادر منصبه رسميا..نتنياهو: مستعدون لأي سيناريو ضد التهديدات القريبة والبعيدة..هدنة غزة: «مؤشرات قاتمة» تُربك مفاوضات جولة القاهرة..غزة: عشرات القتلى بغارات إسرائيلية..وأوامر إخلاء في دير البلح..حرب غزة: الدول الداعمة لإسرائيل بالوقود والنفط قد تكون شريكة في جرائم حرب..الإعلام الإسرائيلي بين الدعوة إلى التجويع والمطالبة بترك غزة فوراً..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,081,119

عدد الزوار: 7,620,001

المتواجدون الآن: 0