أخبار لبنان..معارك لبنان الرمادية: منع تغيير انتداب اليونيفيل ومحاصرة النظام المصرفي.. تقديرات متباينة لحجم التصعيد بين حزب الله وإسرائيل..الصين تدعو رعاياها للمغادرة بأسرع وقت واليابان قلقة من حرب شاملة..لبنان يرصد «الأيام الحاسمة» لصفقة غزة ويخشى "أياماً قتالية"..هل صحيح أن واشنطن لا تريد الحرب؟..لبنان على حافة الهاوية والأخطار تتهدده بغياب الضمانات..جعجع يطالب الحكومة بفتح ميناء جوي بالشمال: مطار بيروت معرض لمخاطر..الصراع مع إسرائيل يكلف لبنان 10 مليارات دولار..

تاريخ الإضافة الجمعة 23 آب 2024 - 3:32 ص    عدد الزيارات 318    التعليقات 0    القسم محلية

        


معارك لبنان الرمادية: منع تغيير انتداب اليونيفيل ومحاصرة النظام المصرفي..

الباخرة الجزائرية تصل الأحد والكهرباء خلال أيام.. والتصعيد الجنوبي يتمدَّد

اللواء....تكاثرت على نحو، غير مفاجئ مواجهات لبنان الدولة لجملة من التحديات، بعضها يتعلق بالسعي لمنع الحرب الشاملة بين اسرائيل وحزب الله، واستطراداً لبنان، وهي أشبه بالمعارك الدبلوماسية والحالية للحفاظ على استقرار، يسمح بالانتقال من حالة السلطة القلقة الى مرحلة السلطة المستقرة، مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وثاني المعارك، التمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تغيير في المهام، يزيد الوضع تعقيداً اكثر من تعقيداته.

أما ثالثة المعارك، او ثالثة الاثافي، فهي معركة منع وضع لبنان على اللائحة الرمادية لأسباب باتت معروفة.

وأبدى مصدر دبلوماسي لبناني سابق ومتابع للتطورات لـ «اللواء» قلقه على الوضع اللبناني خلال الاشهر المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية وتسلم الادارة الجديدة مهامها في مطلع العام المقبل، نتيجة حالة التوتر القائمة في المنطقة وعدم قدرة الادارة الاميركية الحالية على لجم اندفاعة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وشركاؤه المتطرفين في الحكومة نحو التصعيد مع لبنان وربما الذهاب نحو حرب لو محدودة، لا سيما مع تعذر التوصل حتى الان الى اتفاق حول الوضع في غزة. وقال المصدر: ان المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات خطرة لا احد يعلم مداها وكم ستطول، خاصة ان نتنياهو لا شيء لديه ليخسره فحين تنتهي الحرب سينتهي سياسياً ما لم يذهب للسجن. ولا يعلم احد متى يحصل رد ايران وحزب الله على اغتيال الشهيدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، وكيف سيكون وكم سيستمر وما سيتلوه، لكن التقديرات والمنطق يقول ان اسرائيل يفترض ان تستوعب الرد ولا تذهب لرد اقوى، لأنها تدرك كما كل العالم ان ما قامت به لا يمكن ان يمر مرور الكرام. واكد الرئيس نجيب ميقاتي ان الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية التي يجريها تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في الجنوب، من دون ادخال أي تعديلات على مهامها، وتماماً كما هي الحال اليوم.. وكشف عن تفهُّم دولي للموقف اللبناني، خشية ان تؤدي التعديلات الى اعادة تأزيم الوضع اكثر مما هو متأزم. وأكد ميقاتي ان الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات فليتقدم بها للمعالجة، بدل الانتقال او اللجوء الى السلبية والمقاطعة. دبلوماسياً، وفيما طالبت الصين امس رعاياها بمغادرة البلد بأسرع وقت، تلقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحيب اتصالا هاتفيا من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا ناقشا خلاله الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وجدد بوحبيب التحذير في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة.

معركة «اللائحة الرمادية»

وسط هذه الاجواء القاتلة بدا ان القطاع المالي والمصرفي يواجه معركة مع مجموعة العمل المالي (FATF) لمنع ادراجه على اللائحة الرمادية، على خلفية المضي باعتماد الاقتصاد النقدي، والذي يشكل مستنقعا لنمو الجرائم المالية.. مما يهدد بوضع النظام المالي تحت مراقبة جديدة قد تحيله مستقبلا الى القائمة السوداء. واستعرض حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري اجراءات المصرف المركزي وسعي لبنان لتخطي صعوبات ابرزها ادراجه في العام 2000 من قبل مجموعة العمل المالي لمكافحة تبييض الاموال على قائمة الدول غير المتعاونة. وأوضحَ منصوري أن مصرف لبنان «أصدر التعميم 165 الذي أتاح فتح حسابات جديدة بالأموال النقدية بالدولار والليرة، لاستعمالها لتسوية التحاويل المصرفية الإلكتروية الخاصة بالأموال النقدية، وتسوية مقاصة الشيكات التي يتم تداولها أيضاً بالأموال النقدية، مما يحد من محاولات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ويحجِّم الاقتصاد النقدي. كما يعمل مصرف لبنان على تطبيق إجراءات لتعزيز استخدام وسائل الدفع الإلكترونية، بهدف تقليل الاعتماد على النقد في السوق اللبناني. وتتماشى هذه المبادرات مع المعايير الدولية، لا سيما تلك التي تهدف إلى مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب». وحذر الامين العام للمصارف العربية وسام فتوح من ادراج لبنان على اللائحة الرمادية، معتبرا ان لذلك «تداعيات وعواقب خطيرة».. ومنها احتمال توقف المصارف المراسلة عن التعامل مع النظام المالي اللبناني، وتوقف عمليات تمويل التجارة الدولية، والتحويلات المالية، والضرر الكبير بسمعة لبنان. وقال رئيس هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان عبد الحفيظ منصور ان الاقتصاد النقدي حالة غير مرغوب فيها في المنظومة المالية العالمية.. مؤكدا التزام لبنان بالمعايير الدولية لمكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، موضحا ان حجم الاقتصاد النقدي يبلغ 4 مليار دولار اي ما يشكل نصف حجم الاقتصاد. واعتبر رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه ان لبنان بحاجة لإيجاد حل للازمة المصرفية بما يعيد للمصارف دورها في ادارة الاقتصاد الوطني، وتوسيع الوصول الى الخدمات المالية للافراد والشركات بما يقلل الاعتماد على النقد.

الكهرباء خلال أيام!

ابلغ وزير الطاقة وليد فياض «اللواء» ان اقرب شحنة غاز اويل لمعامل انتاج الكهرباء ستصل الى لبنان من مصر يوم 25 او26 آب الحالي وتقدر حمولتها بـ 30 الف طن، وهي نتيجة المناقصة التي اجرتها الوزارة وربحتها شركة مصرية، وسيتم دفع ثمنها من حساب مؤسسة كهرباء لبنان بمبلغ 25 مليون دولار. وسيتم اجراء الفوصات المخبرية لها للتأكيد من مواصفاتها في اليوم التالي ثم يتم تفريغها. واوضح ان شحنة الفيول اويل الجزائرية ستصل الى لبنان في 27 آب الحالي، لكن لا يمكن استخدامها فوراً بل سنجري لها مزايدة لمبادلتها بكمية نحو 20 الف طن من الغاز اويل لزوم معامل الكهرباء، لأن الغاز اويل افضل واسرع من الفيول. واضاف الوزير فياض: بالنسبة لشحنة الفيول العراقي المقدرة بمائة الف طن فستصل ايضاً في 25 آب الحالي (الأحد) وسيتم تحميلها من ميناء البصرة، وستتم ايضاً مبادلة الكمية بنحو 60 الف طن من الغاز اويل. واوضح ان الكميات التي سيتم استعمالها تكفي حاجة لبنان لمدة شهر وستؤمّن انتاج الكهرباء بين 4 الى 6 ساعات يومياً. بإنتظار استكمال وصول الدفعات الاخرى من الفيول العراقي على امل ألّا تتعرض لعقبات. وقد أبحرت الناقلة الجزائرية «عين أكر» إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول، بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد. وستتبع هذه الشحنة شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن الكمية الإجمالية من الفيول التي سيتم إرسالها. واوضح الوزير فياض، إن «شحنة الوقود التي قررت الجزائر إرسالها إلى لبنان لمساعدته على حل أزمة انقطاع الكهرباء، هي هبة غير مشروطة».

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلنت المقاومة عن استهداف موقع لقوات الاحتلال، بدءا من استهداف محيط ثكنة افيغيم بالاسلحة المناسب، كما استهدفت المقاومة مستعمرة المنارة. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مبنى في زرعيت في الجليل تعرض لاضرار بسبب سقوط صاروخ اطلق من لبنان. كما تحدثت المقاومة الاسلامية عن استهداف مبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة. كما استهدفت المقاومة تموضعا للاحتلال في محيط موقع الغجر. كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية لموقع العلام بمحلَّقة انقضاضية. وسجلت سلسلة غارات للطيران المعادي، احداها على عيتا الشعب.. ما قصفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الناقورة. كما هاجمت الطائرات الاسرائيلية بلدة الجبين.

لبنان: تقديرات متباينة لحجم التصعيد بين حزب الله وإسرائيل..

الجريدة... بيروت - منير الربيع ....يرتفع في لبنان منسوب القلق مع تراجع مسار المساعي الدبلوماسية لإنهاء حرب غزة، في مقابل تقدّم مسار التصعيد العسكري. وارتفعت وتيرة المواجهات والضربات بين حزب الله والإسرائيليين في الأيام القليلة الماضية، على وقع انسداد مسار المفاوضات للوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، فيما تأجلت جولة المفاوضات، التي كان يفترض أن تعقد في القاهرة إلى يوم الأحد المقبل، بينما يُنتظر أن يزور رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني طهران للتنسيق والبحث في مسار منع التصعيد أو منع انفجار الحرب بشكل أوسع. في المقابل، لا تبدو أصداء التهدئة أو خفض التصعيد مؤثرة في إسرائيل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو لا يزال متمسكاً بخيارات الاستفزاز وتعميق الضربات وتكثيفها. وهو بذلك يحاول استدراج حزب الله إلى ردّ أعنف لاتخاذه ذريعة بهدف توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان. لا سيما بعد تصريحات لنتنياهو من قاعدة رامات دافيد التي كان قد صورها حزب الله سابقاً بطائرة «الهدهد»، وقد أشار نتنياهو لجاهزية سلاح الجو للدفاع والهجوم. يأتي ذلك قبل عقد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي مع رؤساء المجالس المحلية في «الشمال» علماً أن هؤلاء يضغطون لشنّ حرب على لبنان. اقرأ أيضا أنفاق حزب الله... أصغر من شبكة غزة ويمكن لإسرائيل تدمير لبنان دون الوصول إليها 22-08-2024 لا تنفصل هذه التطورات عن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أكد أن الأنظار تتجه وتتركز على جبهة الشمال، مطلقاً المزيد من التهديدات تجاه الحزب. كل ذلك ينعكس قلقاً في لبنان الذي لا يزال ينتظر ويترقب لمسارات الأمور وسط تشاؤم بإمكانية الوصول إلى حلّ دبلوماسي يفصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، وطالما أن مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع متعثرة. في هذا السياق، تتضارب وجهات النظر اللبنانية بين من يعتبر أن التصعيد سيبقى محدوداً ومضبوطاً ومدروساً على قاعدة الضربات التي تحصل ويمكن أن تتكثف أو يتوسع نطاقها قليلاً. وبين من يستعيد تجارب سابقة مع الإسرائيليين الذين قد يستغلون الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لرفع منسوب المواجهات ولتحقيق أهداف يعتبرون أنهم بإمكانهم تحقيقها بالاستفادة من وجود القوات الأميركية الذي لا يزال مبهماً بالنسبة إلى كثيرين، لا سيما الذين يستبعدون اندلاع حرب كبرى. أما دبلوماسياً، فلبنان لا يزال يراهن على مسار مختلف يتعلق في البحث عن مقومات لتخفيف التصعيد، وإرساء أجواء تبقي الإطار العسكري قابلاً للاحتواء دبلوماسياً. وهو ما يتم العمل عليه من خلال إعادة التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان «اليونيفيل»، باعتبارها القوة التي ستكون معنية بمراقبة خفض التصعيد، وتكريس الاستقرار في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، بالتعاون مع الجيش اللبناني. صيغة التمديد للقوات الدولية أصبحت ناجزة، على الرغم من محاولة الإسرائيليين الضغط على الولايات المتحدة الأميركية، لتقليص فترة التمديد من سنة إلى 6 أشهر. وهذا مرفوض لبنانياً ومن دول متعددة. كما أن الأميركيين أرادوا إدخال تعديلات على الصيغة المعتمدة سابقاً، والانتقال من كلمة وقف إطلاق النار وتثبيت الاستقرار، إلى اعتماد صيغة «خفض التصعيد العسكري». وهو أمر أيضاً رفضه لبنان ودول أخرى، فسّرت ذلك بإعطاء المجال لإسرائيل لمواصلة عملياتها ضد الحزب ولو حصراً في الجنوب.

الصين تدعو رعاياها للمغادرة بأسرع وقت واليابان قلقة من حرب شاملة..

لبنان يرصد «الأيام الحاسمة» لصفقة غزة ويخشى "أياماً قتالية"..

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |...... على وقع اقتراب مفاوضات هدنة غزة من «خط النهاية» الذي تُكشف معه النياتُ الحقيقية و«النهائية» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رَسَمَ «من أول الطريق» هدفيْن متناقضيْن، هما استعادة الأسرى والقضاء على «حماس»، بقي لبنان على تَرَقُّبه المُثْقَل بسيناريوهاتٍ سود تحوم فوق جنوبه، وسط تَشابُكٍ مُرْبِكٍ بين مناخاتِ الحرب النفسية الملتبهة والموصولة بمحاولةِ ردْع «حزب الله» عن تنفيذِ الردّ على اغتيال قائده فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت وحضّه على فكّ ارتباط هذه الجبهة بمجريات المواجهات في القطاع، وبين وقائع الميدان التي تشي بتحشيدٍ سياسي وعسكري من جانب تل أبيب تحت عنوان «إلى الشمال دُر». وغداة ليلٍ مشتعل في جنوب لبنان تخلّلتْه استهدافات إسرائيلية عنيفة لِما قيل إنها أهداف لـ«حزب الله» في عشر بلدات، لم يقلّ نهار أمس، صخباً، قصفاً وغارات إسرائيلية وعمليات من الحزب، وسط سِباقٍ جديد تعزّزتْ ملامحه، بين ما بدا نسَقاً تمهيدياً لتصعيد أوسع تستدرجه تل أبيب وبين بلوغ مفاوضات هدنة غزة لحظةً حاسمةً ساد انطباعٌ بأن الوسطاء يتهيّبون التسليمَ بأنها ستحمل فشلاً في بلوغ اتفاقٍ يُراد منه واقعياً أن يشكّل «باباً خلفياً» لخروجِ جبهة لبنان من دوامة عنفٍ تشي بالانزلاق إلى انفجارٍ يُخشى أن يكون نتنياهو يتحيّنه على قاعدة «اشتدّي أزمة تنفرجي» في الساحتين... معاً. وقبيل اجتماع المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلي لبحث ملفي صفقة التبادل وجبهة الشمال، كان لبنان عيناً على جهود واشنطن لمحاولة انتزاعِ «شيء ما» من نتنياهو، خلال الاتصال «الصعب» بينه وبين الرئيس جو بايدن، لضمان عقد محادثات القاهرة في اليومين المقبلين وعدم قفل باب الأمل بإنجاح «الفرصة الأخيرة» لتفادي فقدان السيطرة على الصراع المتعدّد الجبهة، وعيناً على حِراكٍ إقليمي متسارع عَكَس استشعاراً بمخاطر بلوغ الحائط المسدود ومسعى لضبْط تشظياتِ مثل هذا الأمر وخصوصاً في ظلّ استمرارِ جبهة لبنان على سخونتها وعدم تعطيل «صاعق» الردّ من «حزب الله» (على اغتيال شكر) وإيران (على اغتيال إسماعيل هنية في عاصمتها). وإذ اعتُبرت عودة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى واشنطن من دون تبلور «خريطة طريقٍ» لعبورٍ آمِنٍ لمفاوضات الهدنة مؤشراً لحجم التعقيدات التي تعترض وقف حرب غزة، وحتى إطلاق المرحلة الأولى من الاتفاق علّها «تشتري المزيد من الوقت» وتؤجل صِداماً إقليمياً لا تريده بالتأكيد واشنطن ولا طهران، فإن الأنظار اتجهتْ إلى زيارةٍ أعلنت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سيقوم بها لإيران في الأيام المقبلة، وسط التعاطي معها على أنها في سياق محاولةِ «التحسّب لكل الاحتمالات» على الجبهات الأخرى والتحوّط لها خصوصاً بحال بقي نتنياهو على شروطه. وأبْدت أوساط سياسية في بيروت عدم ارتياح كبير لحرص نتنياهو بعد جولته في قاعدة «رمات ديفيد» قرب الحدود مع لبنان، على تأكيد «أننا مستعدّون لأي سيناريو سواء في الدفاع أو الهجوم، وسلاح الجو هو القبضة الحديد التي نستخدمها لضرب نقاط ضعف أعدائنا»، بالتوازي مع كلام الرئيس الجديد للاستخبارات العسكرية شلومي بندر عن «أن احتمالات التوسع قائمة»، وقبْلها إعلان وزير الدفاع يوآف غالانت «أن الجيش الإسرائيلي استطاع القضاء على لواء رفح التابع لحركة حماس (...) والآن ننظر إلى الشمال». وفي حين لم يقلّ دلالةً اعتبار وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بعد تفقّده مستوطنة «كتسرين» (في الجولان المحتل) التي استهدفها «حزب الله» وأصاب منازل سكنية فيها - رداً على غارات متمادية على مستودعات سلاح له في البقاع - «ان كتسرين كتل أبيب، لا حديث مع حزب الله بل توجيه فوهات المدافع»، بدا من الصعب استشراف الوضع على جبهة لبنان خصوصاً في ظلّ استحالة وقف «حزب الله» عملياته ما دامت حرب غزة مستمرة، وهي مرشَّحة لمزيد من جولات الاستنزاف، واستحالة موافقة نتنياهو على بقاء الوضع عليها كما هو وذلك ربْطاً بما يرتأيه لـ «اليوم التالي» الذي يريده مختلفاً بالكامل عن الستاتيكو الذي ساد قبل 8 أكتوبر، أي اعتماد نسخة للقرار 1701 على قاعدة أن «ما لا يُرى» (من سلاح حزب الله ومقاتليه) جنوب الليطاني غير موجود. وعلى وقع استمرار الخوف من أن يعمد نتنياهو، ورغم تردُّد «حزب الله» وإيران في الردّ على اغتيال شكر وهنية تلافياً لجرّهما لصِدام مع الولايات المتحدة وأساطيلها، إلى إشعال «أيام قتالية» - برزت خشيةٌ من أن يكون تصعيد الساعات الماضية تمهيداً لها - مع «حزب الله» بغية فرْض إخراج جبهة الجنوب «من الخدمة» على الساخن، برزت أمس دعوة الصين مواطنيها إلى مغادرة لبنان في «أسرع وقت». وأفادت السفارة في بيان، «في الفترة الأخيرة يستمرّ الوضع عند الحدود بين لبنان وإسرائيل بالتوتر، والأوضاع الأمنية في لبنان خطرة ومعقدة»، موضحة أن «مستوى الخطر الحالي للسفر إلى جنوب لبنان والنبطية هو أحمر (مستوى الخطر الأعلى) وبرتقالي في المناطق الأخرى (خطر مرتفع)».

«اليونيفيل»

في موازاة ذلك، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن «الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لقوات اليونيفيل أظهرت تفهُّماً للمطلب اللبناني بوجوب الإبقاء على مهامها كما كانت عليه وعدم إدخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة أصلاً. ونأمل أن يصار إلى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر للحفاظ على دور اليونيفيل ومهامها في جنوب لبنان». وفي سياق متصل، حذّر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من أنه «في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة». وجاء موقف بوحبيب خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا، الذي أكد «أن طوكيو تراقب بقلق بالغ الوضع في الشرق الأوسط وتدعو الأطراف كافة للامتناع عن التصعيد وتجنيب المنطقة حرب شاملة»، متمنياً على بيروت «الطلب من حزب الله عدم التصعيد».

هجمات مُتبادلة

ولم تحجب هذه التطورات وقائع الميدان الذي التهب فجر أمس، مع شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات عنيفة جداً استهدفت بلدات وقرى في جنوب لبنان وأحدثت ارتجاجات كبيرة. وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي على منصة «إكس» أمس: «في هجوم واسع النطاق: هاجم جيش الدفاع ودمّر أهدافاً لحزب الله في أكثر من 10 مناطق مختلفة في جنوب لبنان، ومن بين الأهداف مخازن أسلحة، مبانٍ عسكرية، ومنصة إطلاق استخدمها حزب الله لتنفيذ عمليات هجومية ضد دولة إسرائيل». في المقابل، شنّ الحزب، سلسلة عمليات بينها «هجوم جوي بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تموضعات ‏لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة وأصابت أهدافها بدقة».‏...

هل صحيح أن واشنطن لا تريد الحرب؟

الأخبار .... انعكس قرار حزب الله الرافض استقبال أيّ مبعوث يحمل رسالة تهديد أو وعيد أو تحذير جموداً في حركة الاتصالات. وفي ظل تأكيد الحزب على أن الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، في 30 تموز الماضي، «حتمي»، يتعرّض لبنان منذ نحو أسبوع لحملة تهويل ضخمة تقودها جهات غربية، أوروبية تحديداً، علماً أن مصادر دبلوماسية في بيروت ونيويورك أكّدت أن التقييم حتى الآن هو أن «واشنطن غير متحمّسة لخيار حرب كبيرة». لكنّ المصادر استبعدت عودة الهدوء في غزة ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.ونقلت شخصيات سياسية لبنانية أن دبلوماسيين بريطانييين وألماناً ناقشوا معها الأوضاع على الجبهة اللبنانية من زاوية مختلفة عن السابق، إذ إن هؤلاء لم يعودوا ينقلون تهديدات إسرائيلية مباشرة. لكنهم يعمدون إلى صياغة التهديد نفسه بطريقة مختلفة، كالقول إن «إسرائيل لا يمكنها تحمّل الوضع الحالي مع لبنان»، وإنها «حاولت التوسط عبر دول عربية وغربية والأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق. ولكن، إزاء رفض حزب الله الأمر، فإنها تجد نفسها معنية بمعالجة المشكلة بنفسها، والذهاب بالتصعيد نحو المواجهة الكبيرة»، محذّرين من أن «لبنان يعرّض نفسه لحرب مدمّرة» ستكون إسرائيل «شديدة القسوة فيها»، في محاولة لثني الحزب عن الرد، أو جعله دون المستوى الذي يزعج العدو الإسرائيلي. ومع «تسكير» الحزب، لجأت هذه الجهات إلى القوى السياسية المحلية المعادية لحزب الله، والتي تتصرف كشريكة في الحملة الهادفة إلى التأليب على المقاومة، واستغلال تأخر الرد على اغتيال شكر لإشاعة أجواء بأن حزب الله ضعيف وخائف من المواجهة مع إسرائيل، حتى ليبدو وكأن في لبنان من لم يتعلم من درس عام 2006، عندما راهن قسم من اللبنانيين، بقيادة فريق 14 آذار في حينه، على «سحق» إسرائيل للمقاومة. وفي هذا السياق، جاء كلام النائب مروان حمادة في مقابلة تلفزيونية أول من أمس عن نشوب الحرب «خلال ساعات»، قبل أن يشيع في معرض توضيحاته المعلنة وغير المعلنة، بأن كلامه كان استنتاجاً بعد عشاء جمعه والنائب السابق وليد جنبلاط مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، ما أوحى بأن مصدر معلوماته هو السفير نفسه، علماً أن أوساط السفارة الفرنسية نفت أن يكون أيّ من العاملين فيها قد تطرّق إلى الوضع على الجبهة اللبنانية من زاوية أن الحرب واقعة حتماً. وعلمت «الأخبار» أن حمادة تعرّض فور انتهاء الحلقة التلفزيونية لتأنيب من جنبلاط الذي طلب منه إصدار توضيح والتراجع عن كلامه، وهو ما حصل، إذ أعلن أنه بنى معلوماته على «وقائع وحقائق مقلقة حصلت خلال الـ48 ساعة الماضية» وأن ما قاله مجرد «تحليل صحافي»، علماً أن حمادة كان قد أكّد وراء كواليس الحلقة التلفزيونية أنه استقى هذه المعلومات من دبلوماسيين فرنسيين.

ميدانياً، واصل حزب الله أمس عملياته ضد مواقع العدو على طول الجبهة اللبنانية، فاستهدف ثكنة برانيت ومواقع السماقة والمالكية والمرج، والتجهيزات ‏التجسسية في موقع جل العلام بمحلّقة انقضاضية، وتموضعات لجنود العدو ‏الإسرائيلي في محيط موقع المطلة، وانتشاراً للجنود في محيط ثكنة أفيفيم، وشنّ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على تموضعات ‏لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة. كما استهدف تموضعاً للجنود في محيط موقع الغجر ومبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستعمرات المطلة والمنارة وزرعيت. وفيما تحدّث رئيس مجلس الجليل الأعلى عن تزايد نشاط حزب الله مقابل انهيار مستوى الأمن في الشمال، اعتبر عضو الكنيست الجنرال احتياط يائير غولان أن «ما نعيشه اليوم هو هزيمة للمشروع الصهيوني وفشل قومي بسبب حكومة نتنياهو»، داعياً إلى «التوصل إلى صفقة تبادل تنهي الحرب في الجنوب وتكبح التصعيد في الشمال».

جنبلاط أنّب حمادة، وخصوم المقاومة في الداخل ينخرطون في حملة التهويل

ورأى اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك، في مقال في صحيفة «هآرتس»، أنه «إذا اندلعت حرب إقليمية بسبب عدم التوصّل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، فإن إسرائيل ستكون في خطر». وأضاف: «إسرائيل تسير مُسرعة نحو هاوية. إذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله، إسرائيل ستنهار خلال ما لا يزيد على سنة». وجزم بأن «كل مسارات المستوى السياسي والمستوى العسكري تقود إسرائيل إلى منزلق»، وفي إشارة إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، قال إن «ديكتاتوراً يسيطر على مصير إسرائيل، وهناك قطيع غنم يسير خلفه أعمى إلى الذبح». من جهة أخرى، نشرت «سلطة الطبيعة والحدائق» الإسرائيلية أن الحرائق في الشمال منذ بداية العام الجاري أتت على 189 ألف دونم من المساحات، جراء سقوط صواريخ المقاومة في المنطقة. وأشارت إلى أن غالبية المساحة المحترقة، وتبلغ 114ألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتي العشبي القابل للاشتعال. أما في الجليل فقد احترقت 74 ألف دونم. وأشار موقع القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخية أُطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعاً في الشمال.

واشنطن تتراجع عن طلب تعديلات على مهام «اليونيفل»

أكّدت مصادر رسمية أن الولايات المتحدة تراجعت عن طلبها إدخال تعديلات على مشروع القرار الخاص بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل). وأضافت أن الاتصالات مع الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين وفرنسا باعتبارها «صاحبة القلم»، أي الطرف الذي يعدّ صياغة مسوّدة القرار، أدّت إلى التوجه نحو إقرار التمديد وفق الصياغة نفسها التي اعتُمدت العام الماضي، من دون أي تعديل في مهام القوة وطبيعة عملها وآلية التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني. وأكّدت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن القرار «سيمرّ من دون أي مشاكل».

واشنطن: الحرب التي لن يربحها أو يخسرها أحد

الاخبار..تقرير هيام القصيفي ... الكلام عن الحرب لا يعني أنها ستقع، وإن كان الجميع يتهيّأ لها. في واشنطن كلام عسكري حول وجهة الحرب التي لن يربحها أحد ولن يخسرها أحد، لتصبح أشدّ خطورة في حال حصولها.......ينقل عن أحد كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين الرفيعي المستوى قوله في أحد اللقاءات أخيراً إن «الحرب التي يُخشى منها في الشرق الأوسط هي من نوع الحروب التي لا يمكن أن يربحها أحد أو يخسرها أحد». أي أنها ستكون حرباً مكلفة من دون أن يصل أيٌّ ممّن سيتورطون فيها الى النتيجة التي يتوخاها منها. من هنا، ارتفاع منسوب الخوف من حصولها لدى الأطراف المعنيين بها مباشرة، وفي العواصم الدولية على اختلاف اتجاهاتها، لأن نتائجها ستكون كارثية في انعكاسها على كل دول المنطقة.تعطي هذه الخلاصة لمحة عن التفكير الأميركي العسكري - السياسي حيال ما يحتمل حصوله، في حرب لا يخوضها طرفان متقابلان، بل تتعدد فيها الأطراف، ولكل منها حسابات مختلفة. وهذا يؤدي في نهاية المطاف الى زعزعة الخلاصات التي يمكن أن ترسو عليها نتائج أيّ حرب، فكيف إذا كانت تتعلق بقضية تتدخل فيها أكثر من دولة وأكثر من طرف عسكري، وتتشابك فيها القضايا والساحات بكل تركيباتها. حتى الآن، لا يزال التقييم الأميركي ينحاز إلى خيار اللاحرب، وعلى يقين بأن الأطراف المعنيين لا يريدون الانزلاق إليها. لكن الخلاصة نفسها لا تزال أيضاً تخشى، رغم كل الرسائل المتبادلة حول الرغبة الجامعة في تفادي الانفجار الكبير، من خطأ يؤدي الى وقوع الحرب بمعناها الواسع. من هنا، حجم التدابير والاحتياطات الغربية الاستباقية، وهي كلها تقع ضمن استراتيجية واسعة، لا تتعلق فقط باستعراض القوة أو بحجم الانحياز التلقائي الى إسرائيل التي تصرّ على التصرف على أنها ليست في وارد التراجع عن أهدافها، لأن المرتبة الثانية التي تلي الاستعداد العسكري تتعلق بالوقائع السياسية المتأتية لاحقاً عما قد يحصل. ومقولة «لا أحد يمكن أن يربح الحرب ولا أحد يمكن أن يخسرها»، بحسب الخلاصة العسكرية، لا تتعلق بكلام عن توازنات عسكرية أو ردع متبادل أو شكوك حوله أو نوايا الأطراف المشاركة في الصراع حالياً، بل في قراءة الاصطفافات الدولية والإقليمية حيال القوى التي ستتورط في الحرب، كما مستقبل المنطقة وفق ما بدأ ينتج من حدث 7 تشرين الأول. من هنا، تقرأ دوائر أميركية مستوى الضغوط التي تمارس ليس من جانب الدول الغربية وحدها، إزاء مسار التدهور ولجمه في اللحظة المناسبة لوقف الردود المتبادلة، من أجل ضبط إيقاع المنطقة، حيث لا حلول مستدامة ولا أفق واضحاً لما قد ترسو عليه نتائج 7 تشرين الأول وتداعياته في غزة والضفة الغربية، ولبنان الذي لم يكن معدّاً ليكون ساحة مواجهة.

لا يزال التقييم الأميركي منحازاً إلى خيار اللاحرب مع خشية من أيّ خطأ يؤدّي إلى وقوعها

ولعل البداية تكمن في أن هذا الحدث الذي فاجأ الجميع ولم يكن متوقعاً أن يحصل بالسرعة التي حصل فيها، رغم الإشارات التي كانت تدلّ على انفجار يقع في لحظة ما، سحب معه القضية الفلسطينية من الواجهة، وقد يبقى الأمر كذلك لسنوات عدة مقبلة. فرغم كل ما يعلن وما تعتدّ به دول وعواصم عربية وإقليمية حيال مستقبل القضية الفلسطينية والحلول المقترحة، ليس حلّ الدولتين أحدها فقط، فإن أنظار العالم كله تتجه نحو الحدث الوحيد اليوم، هو الصراع بين إيران وإسرائيل والحرب المحتملة بينهما ومستقبل المنطقة بينهما إن لم تقع الحرب. إذ إن هذا الصراع يؤسس لمرحلة جديدة تختلف تماماً عن السنوات السابقة التي شهدت صعود إيران ونفوذها في ساحات الشرق الأدنى، وما يمكن أن ينجم عنه من كفّ يدها أو العكس. وفي هذا الصراع، لا بد من أن تتداخل عناصر إقليمية ودولية عدة، لكل منها حساباته في تأجيج الصراع أو كبحه، أو حتى استخدامه لتعزيز صعود دول وعواصم إقليمية أخرى. لكن كل ذلك مرهون بحسابات تدرس برويّة وليس تحت ضغط الحرب أو الانتخابات الأميركية أو حرب أوكرانيا والدور الروسي وما ينتظر منه. من هنا، تصبح التدخلات الفاعلة للجم الاتجاه نحو الحرب أكثر جدية في التعامل بواقعية، مع أن عامل الخسارة والربح سيكون مؤثراً على جميع الأطراف، بحيث تذهب المنطقة الى صراع مكلف ومدمّر وطويل الأمد، من دون أن يكتب الفوز النهائي لأيّ طرف. لكن، في المقابل، فإن خيار اللاحرب بلا اتفاقات نهائية لا تتعلق بالمرحلة الآنية التي بدأت في تشرين الأول ولا بغزة وحدها، ولا حكماً بوقف «الأعمال العدائية» موقتاً، ستنتج منه حتماً تداعيات تضع المنطقة على فوهة بركان لسنوات مقبلة، لأنّ أيّاً من الأطراف المعنيّين ليس مستعداً لتجاوز حجم الخسارة التي تكبّدها خلال الأشهر الماضية، وهي خسارة مكلفة إذا لم يقبض سلفاً أثماناً توازي حجم الخسارة. وحتى الآن، لا تبدو الأثمان جاهزة لتدفع في الوقت القريب، في لبنان والقضية الفلسطينية والمنطقة تباعاً، للطرف المناسب ومن الطرف المناسب أيضاً.

لبنان على حافة الهاوية والأخطار تتهدده بغياب الضمانات

قلق من تعثر وقف النار في غزة وتداعياته جنوباً

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. وصل الوضع المشتعل جنوباً إلى حافة الهاوية ما ينذر بما هو أشد خطورة بتدحرجه نحو توسعة الحرب، منذ أن قرر «حزب الله» مساندة حركة «حماس»، ما لم تبادر واشنطن إلى الضغط على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لإنقاذ المباحثات، من أجل التوصل إلى وقف النار في غزة، التي توقفت بسبب إصرار نتنياهو على شروطه، ما أدى إلى تعطيل المهمة الموكلة إلى المشاركين فيها. فالمراوحة التي تصطدم بها المباحثات تدعو للقلق بغياب التطمينات والضمانات لنزع فتيل التفجير في جنوب لبنان، بتراجع التصعيد الذي يتقدم على الحل الدبلوماسي، بدءاً من غزة، ليشمل الجبهة الجنوبية، خصوصاً أن «حزب الله»، كما يقول مصدر في الثنائي الشيعي («حزب الله» و«حركة أمل») لـ«الشرق الأوسط»، ليس في وارد الانجرار لتوسعة الحرب؛ كونه لا يريدها ويمارس ضبط النفس إلى أقصى الحدود لمنع حصولها بعدم توفير الذرائع لإسرائيل، ويُفترض بواشنطن أن ترفع منسوب الضغط على نتنياهو لما لديها من أوراق، وليس هناك من يصدّق بأن لا قدرة لها لإلحاقه بالمباحثات للتوصل لوقف النار في غزة، طالما أنه في حاجة ماسة إلى دعمها للدفاع، كما يدّعي، عن إسرائيل.

قلق بري

ولم يكن أمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في مقاربته لما آلت إليه المباحثات لوقف النار، في ضوء ما لديه من معلومات دقيقة تتعلق بالأجواء التي سادت لقاءاتها حتى الساعة، سوى التحسُّب للتداعيات المترتبة على تمرّد نتنياهو على الإدارة الأميركية، ما لم تنزل بكل ثقلها للانخراط في الجهود الرامية للتوصل لوقف النار في غزة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن بري لم يكن مرتاحاً للتمهل الأميركي بمراعاة نتنياهو، بدلاً من الضغط عليه، وهذا ما عكسه بترؤسه، في الساعات الماضية، اجتماع هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، مبدياً قلقه حيال تمادي إسرائيل في تصعيدها الذي لم يقتصر على الجنوب، وطاول بلدات بقاعية في العمق اللبناني. ونقل مصدر في «أمل» عن بري تشديده على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية، ليكون في وسع اللبنانيين استيعاب التصعيد الإسرائيلي الذي لا مبرر له سوى استدراج الحزب لتوسعة الحرب، وحذّر المصدر، بحسب قوله لـ«الشرق الأوسط»، من رضوخ واشنطن للابتزاز الذي يمارسه نتنياهو على الرئيس الأميركي جو بايدن، لجهة أنه يتصرف وكأنه أحد أبرز الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأميركية. فنتنياهو يريد أن يبيع موقفه لواشنطن بأثمان سياسية باهظة، اعتقاداً منه، كما يقول مصدر سياسي بارز، بأن استجابته لطلب بايدن بإزالة العقبات التي تمنع التوصل لوقف النار في غزة، ستسمح لمرشحة الحزب «الديمقراطي» للرئاسة الأميركية كامالا هاريس بأن تسجل تقدماً على منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، بخلاف عدم تجاوبه الذي يبقي على حظوظ الأخير قائمة.

مصر وقطر تتحفظان

بدورها، تلفت المصادر السياسية إلى أن نتنياهو يريد أن يأخذ من مبادرة بايدن لوقف النار في غزة ما يريحه ويخدمه في مواجهة معارضيه في الداخل، ولا يترك لـ«حماس» ما يدعوها للاطمئنان بتوفير الضمانات بدلاً من الوعود، وهذا ما يلقى معارضة من مصر وقطر؛ اللتين كانتا أعلمتا بلينكن بتحفظهما على التعديلات التي أُدخلت على المبادرة لاسترضاء نتنياهو، بدلاً من الضغط عليه لتحقيق التوازن المطلوب للتوصل لوقف النار. وتؤكد (المصادر) أن القلق من لجوء تل أبيب لتوسعة الحرب يكاد يكون جامعاً بين بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وتقول المصادر نفسها إن عدم توافر التطمينات لكل هؤلاء يدعوهم للتحرك دولياً وعربياً لكبح جماح نتنياهو نحو توسعة الحرب، وإن كان المفتاح للجمه، وصولاً لنزع فتيل التفجير، يبقى بيد واشنطن، لقطع الطريق على تمددها إلى دول الإقليم، مع أن الحزب وطهران يتمهلان في ردهما على الاغتيالات؛ رغبة منهما بإنجاح المباحثات الخاصة بغزة، وأن مصلحة واشنطن تكمن في إعادة الاستقرار إلى الجنوب كمدخل للبحث في المخارج لتطبيق القرار 1701 على مراحل، وهذا ما طرحه الوسيط الأميركي أموس هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت، التي جاءت تحت عنوان ضرورة خفض التصعيد جنوباً، إفساحاً في المجال لوقف النار في غزة.

دعوة لـ«هدنة» بين الموالاة والمعارضة

أما على الصعيد الداخلي، فترى المصادر نفسها أن هناك ضرورة لتحصين الجبهة الداخلية لمواجهة كل الاحتمالات، وتقول إن لا شيء يمنع من التوصل إلى مهادنة تحت سقف الحاجة الوطنية لربط النزاع، ولو مؤقتاً، بين الموالاة والمعارضة، من موقع الاختلاف في مقاربتهما للوضع المتفجر جنوباً وتمدده إلى العمق اللبناني بغياب الضمانات، لضبط إيقاع إسرائيل ومنع الوضع من الخروج عن السيطرة، خصوصاً أن عدم تبلغ لبنان الرسمي حتى الساعة تحذيرات دولية من لجوئها لتوسعة الحرب لا يعني أن المخاطر غير موجودة، لأن قوى محلية على اختلافها تلقت تحذيرات من جهات أوروبية لا تدعو للارتياح، ولا يمكن إدراجها في خانة التهويل الإسرائيلي؛ لأنه ليس في مقدور أي جهة التكهن بما يخطط له نتنياهو.

ميقاتي والتجديد لـ«اليونيفيل»

وتؤكد المصادر أن الهم الأول لميقاتي وحكومته يكمن في التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» لعامٍ جديد، من دون أي تعديل في المهام الموكلة إليها، وتقول إنه وبو حبيب يواصلان تحركهما لمنع تل أبيب من إدخال أي تعديل يؤدي إلى تجويف قرار التجديد من مضامينه، مع استعداد مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قراره بالتجديد لها قبل نهاية الشهر الحالي، وهذا ما يدعو للارتياح بأن الاتصالات تُوّجت بتفهم دولي لموقف لبنان. والسؤال المطروح الآن: هل تنجح واشنطن بإقناع نتنياهو بالانخراط بالمباحثات للتوصل لوقف النار في غزة ليشمل لاحقاً لبنان؟ أم أن المواجهة جنوباً ستشتعل بشكل غير مسبوق، ما يضطرها للتدخل على عجل تحت ضغط النار لإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية تمهيداً لتثبيته بتطبيق القرار 1701؟...

تحذيرات لبنانبة من «خروج الوضع عن السيطرة»

جعجع يطالب الحكومة بفتح ميناء جوي بالشمال: مطار بيروت معرض لمخاطر

بيروت: «الشرق الأوسط».. حذّر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بوحبيب، من «خروج الوضع عن السيطرة في المنطقة» في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة، وذلك على إيقاع تصعيد نفّذ خلاله الجيش الإسرائيلي «هجوماً واسع النطاق» في الأراضي اللبنانية، فجر الأربعاء، في أعقاب قصف صاروخي نفذه «حزب الله» على هضبة الجولان السورية المحتلة، وأدى إلى أضرار في 60 منزلاً، وفق ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية. وبدا لافتاً تحذير رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من أن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، قد يكون معرضاً للمخاطر. وسأل جعجع في تغريدة على منصة «إكس»: «هل يستطيع أحد أن يفسِّر لي لماذا لا تبادر الحكومة إلى تشغيل مطار القليعات» الواقع في شمال لبنان، «خصوصاً أن بناه التحية متوافرة بشكل كامل تقريباً، ولا يلزمه إلا بعض التجهيزات التقنية؟». وقال جعجع: «القاصي يعلم، كما الداني، بأن مطار بيروت معرّض للمخاطر والمحاذير، خصوصاً أيضاً أن الحكومات موجودة لتسيير أمور المواطنين». وتابع: «ليس مفهوماً انزعاج البعض عندما نوصِّف الأكثرية في الحكومة الحالية بأقذع العبارات، لأنها تستحق حتى أكثر من ذلك». وعلّقت بعض شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى بيروت، مع تصاعد وتيرة التهديدات التي تلت اغتيال المسؤول العسكري في «حزب الله» فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية، المحاذية لمطار بيروت. وتطرح قوى سياسية محلية، خلال العقد الأخير، بشكل متكرر، إعادة تشغيل مطار القليعات الواقع في شمال لبنان ليكون بمثابة مطار بديل، في حال تعرّض المطار المدني الوحيد في لبنان لأي خضة. وتمضي تلك الدعوات على إيقاع تحذيرات من تدهور الوضع الأمني في حال فشلت مفاوضات غزة، وهو ما أكده وزير الخارجية عبد الله بوحبيب خلال اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية اليابان، يوكو كاميكاوا، إذ حذّر «من أنه في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة، فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة». وأعاد التشديد على عدم رغبة لبنان بالتصعيد واندلاع حرب، وعلى الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة لإرساء التهدئة في جنوب لبنان والمنطقة. ووسط التحذيرات، يتمسك لبنان بالتمديد لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب الـ«يونيفيل». وجدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «التأكيد أن كل الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية التي يجريها حالياً تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للـ(يونيفيل)، في مجلس الأمن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعي والأساسي لحل الوضع في جنوب لبنان». وقال خلال لقاءاته في السراي: «إن الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد للـ(يونيفيل) أظهرت تفهماً للمطلب اللبناني بوجوب الإبقاء على مهام البعثة كما كانت عليه، وعدم إدخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة أصلاً. ونأمل أن يصار إلى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور الـ(يونيفيل) ومهامها في جنوب لبنان». وتصاعدت المخاوف اللبنانية من احتمالية التصعيد، مع إجراء الـ«يونيفيل» مناورة ليل الأربعاء في مراكزها، رغم أن البعثة وضعتها في سياق «تطبيق بروتوكولات أمنية للحفاظ على سلامة حفظة السلام، حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم في تهدئة الأوضاع التي لا يمكن التنبؤ بها، والحد من التوترات»، وفق ما قال الناطق الرسمي باسم الـ«يونيفيل» أندريا تيننتي، مضيفاً أن «الوضع في جنوب لبنان لا يزال متوتراً للغاية، ويشهد تبادلاً لإطلاق النار بشكل يومي». وأكد تيننتي: «إننا لا نتلقى معلومات مسبقة من أي طرف أو جهة فاعلة بشأن مكان أو توقيت حدوث مثل هذا العمل، بل نتصرف بدافع من الحذر الشديد لضمان سلامة الرجال والنساء الذين يخدمون من أجل السلام في جنوب لبنان قدر الإمكان، في هذا الوضع الذي لا يمكن التنبؤ بتطوراته، مع الإشارة إلى أنه لم يكن هناك تدريب يحاكي تصعيداً الليلة الماضية»، الأربعاء.

10 ضربات جوية

لكن التصعيد كان واضحاً ليل الأربعاء من حجم الخروقات الجوية الإسرائيلية، وتكرار خرق حاجز الصوت فوق الأراضي اللبنانية، فضلاً عن تحليق الطائرات المسيّرة على ارتفاعات منخفضة جداً فوق منطقة الزهراني. ولوقت طويل، وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، تُنفّذ 10 هجمات، استهدفت إحداها منطقة كوثرية السياد في الزهراني، فجر الخميس. وقال الجيش الإسرائيلي: «إن هجوماً واسع النطاق نفذ خلال ليلة الأربعاء وفجر الخميس، حيث هاجم ودمر أهدافاً لـ(حزب الله) في أكثر من 10 مناطق مختلفة في جنوب لبنان». وتابع: «شنّت الطائرات الحربية التابعة للجيش هجمات على أهداف إرهابية تابعة لـ(حزب الله) في أكثر من 10 مناطق مختلفة في جنوب لبنان»، مضيفاً: «من بين الأهداف التي جرى استهدافها، مخازن أسلحة، مبانٍ عسكرية، ومنصة إطلاق استخدمها الحزب لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل». وتبنى «حزب الله» الخميس، 8 عمليات عسكرية، استهدف بعضها منازل يتحصن بها جنود إسرائيليون في المطلة وكريات شمونة، علماً بأن استهداف مبانٍ يستخدمها عسكريون في كريات شمونة، هو أمر نادر، على ضوء بُعد المسافة (8 كيلومترات وتعيقها تضاريس طبيعية) التي تمنع التقصي واستخدام أسلحة موجهة مباشرة إلى تلك المنازل، كما استهدف مواقع المرج والمالكية وجل العلام وتموضعاً لجنود إسرائيليين قرب بلدة الغجر الحدودية. وجاءت الضربات غداة استهداف «حزب الله» مستوطنة في الجولان، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الصواريخ أصابت 60 منزلاً بأضرار. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، عن تسجيل 564 حالة وفاة جراء الهجمات الإسرائيلية. وذكرت في تقرير تراكمي للطوارئ الصحية، إنه تم تسجيل ألفين و412 إصابة منذ اندلاع المواجهات في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

تمرّد محدود في سجن طرابلس بشمال لبنان: عمليات تشطيب وشعارات طائفية

إدارة السجن كذّبت رواية السجناء

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. نفذ عدد من السجناء تمرداً محدوداً داخل سجن القبة في طرابلس (شمال لبنان) متهمين القوى الأمنية المسؤولة عن حماية السجن بـ«مضايقتهم وتعذيبهم وإلحاق الأذى الجسدي والمعنوي بهم لأسباب طائفية»، في حين نفى مصدر أمني هذه المزاعم، وأكد أن «إشكالاً نشب مع موقوفين آخرين، وأن السجناء المنتفضين استغلّوا هذا الإشكال وزعموا تعرضهم للتعذيب، وخلق واقع غير موجود أصلاً». وشهدت إحدى زنزانات سجن القبّة حالة تمرّد لنزلائها ليل الأربعاء؛ إذ أقدم أكثر من 30 سجيناً على تشطيب رؤوسهم وأجسامهم بآلات حادة، ووزّعوا مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهروا فيها مضرجين بالدماء وبعضهم ملقى على الأرض والدم يسيل منهم، وادعوا أن القوى الأمنية «داهمتهم واعتدت عليهم بالضرب، ما تسبب بجروح خطيرة لبعضهم، وانتزاع هواتف كانت بحوزتهم؛ لأنهم من الطائفة الشيعية». وأكدت مصادر من داخل السجن لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يحصل أي احتكاك مع السجناء الذين ظهروا بالصور ومقاطع الفيديو المعممة، وأن هؤلاء استغلوا عملية نقل بعض السجناء إلى سجون أخرى، في حين يتم تجاهل طلباتهم لنقلهم إلى سجن روميه المركزي (شرق بيروت) أو أي مكان آخر خارج مدينة طرابلس البعيدة نسبياً عن مناطقهم، وثمة صعوبة لزيارة ذويهم لهم». ودائماً ما تشهد السجون اللبنانية حركات احتجاج وتمرّد متفاوتة العنف والتأثير، تحت شعارات ومطالب مختلفة، منها ما يتعلّق بتحسين ظروف السجناء، وبعضها يطالب بتخفيض مدة السنة السجنية، لكن المطلب الدائم والأكثر إلحاحاً يكمن بإصدار قانون العفو العام، الذي دائماً ما تعد به القوى السياسية والكتل النيابية عند كل استحقاق أو انتخابات. وبعد انتشار فيديو السجناء بشكل واسع، أوضح مصدر أمني أنه «لا يوجد أي إشكال بين هؤلاء السجناء وإدارة السجن أو المسؤولين عن حمايتهم، بل المشكلة مع سجناء آخرين يمارسون البلطجة ويفرضون الخوّات (ابتزاز الأموال) على زملاء لهم في زنازين أخرى». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أنه «لدى مداهمة هؤلاء السجناء المشكو من تصرفاتهم في السجن ومصادرة عدد من الهواتف الجوالة والممنوعات الموجودة لديهم ونقلهم إلى سجون أخرى لأسباب عقابية؛ استغل السجناء الذين ظهروا في الفيديو الوضع وأقدموا على تشطيب أنفسهم، زاعمين أن القوى الأمنية داهمتهم وأقدمت على ضربهم وتعذيبهم لكونهم من الطائفة الشيعية»، جازماً بأن «روايتهم مختلقة، وهؤلاء استغلوا الضجّة التي حصلت مع السجناء الآخرين وزعموا مداهمتهم وتعذيبهم»، مشيراً إلى أن «أياً منهم لم يتعرض لأذى، وقد عمدوا إلى تشطيب أجسادهم للضغط على إدارة السجن بغرض نقلهم إلى سجون أخرى، وأن الجرحى الذين ظهروا في الصور والدماء تغطّي أجسامهم نُقلوا إلى المستشفى وقُدمت لهم الإسعافات وعادوا إلى الزنزانة وهم بخير». وتطرح مسألة وضع سجناء من أبناء منطقة البقاع، وتحديداً من الطائفة الشيعية، في سجن طرابلس البعيد جداً عن مناطقهم وإقامات ذويهم، وحصرهم ضمن زنزانة واحدة، علامات استفهام عن سبب عدم وضعهم في سجون قريبة من مناطق سكنهم، لكنّ المصدر الأمني برر الأمر وأفاد بأن «هناك نوعاً من التوازن الطائفي داخل كلّ سجن؛ إذ لا يمكن فرز السجناء على أساس طائفي، وجمع طائفة معينة في سجن واحد». أما عن وجود ما يزيد على 30 سجيناً من طائفة معينة ضمن زنزانة واحدة، فأوضح أن «هؤلاء أغلبهم من منطقة البقاع، ومتفاهمون ويمارسون عباداتهم وشعائرهم الدينية مع بعضهم، ولا يمكن وضعهم في الزنزانة نفسها مع قادة المحاور (الذين تحاربوا خلال جولات القتال في مدينة طرابلس) حتى لا تقع إشكالات فيما بينهم».

الجزائر ترسل أول شحنة فيول إلى لبنان لتشغيل معامل الكهرباء

بيروت: «الشرق الأوسط».. أبحرت الناقلة الجزائرية «عين أكر»، الخميس، إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد. وقررت الجزائر، الأحد، في لفتة تضامن، منح كميات الفيول اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء في لبنان التي توقفت نهائياً، الأسبوع الماضي، عن العمل بسبب نقص الوقود. وستتبع ذلك شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي لم يتم الإعلان عن الكمية الإجمالية من الفيول التي سيتم إرسالها. واتخذ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرار مساعدة لبنان بعد الإعلان عن توقف محطات توليد الكهرباء في لبنان، السبت. وأجرى رئيس الوزراء الجزائري نذير العرباوي، الأحد، اتصالاً مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي؛ «لإبلاغه بالقرار الصادر عن رئيس الجمهورية... تزويد لبنان الشقيق، وبشكل فوري، بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية». وليست المرّة الأولى التي يغرق لبنان فيها بالظلام، ويعتمد اللبنانيون على المولدات الخاصة أو البطاريات أو الطاقة الشمسية للتزوّد بالكهرباء، بسبب أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، ترافقها أزمة سياسية تتمثل في شغور منصب رئيس الجمهورية ووجود حكومة تصريف أعمال وشلل مؤسساتي تام. وانطلقت، الثلاثاء، عملية تحميل الفيول على متن الناقلة «عين أكر» التابعة للمجموعة العامة للنفط والغاز (سوناطراك) بميناء سكيكدة على بعد أكثر من 400 كلم شرق الجزائر العاصمة، وتواصلت العملية لمدة 18 ساعة، وفق ما صرح به المسؤول في «سوناطراك» حسين بلعابد، لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وأوضح بلعابد أنه كان من الضروري الانتظار ساعات بعد الانتهاء من التحميل؛ لإتمام الإجراءات الفنية التجارية، وإجراءات السلامة، قبل أن تتمكن السفينة من الإبحار نحو وجهتها. وتبلغ طاقة إنتاج مصفاة سكيكدة نحو 16.5 مليون طن سنوياً. والجزائر هي المصدّر الأفريقي الأول للغاز الطبيعي والسابع عالمياً. ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان في عام 1990، لم تتمكّن الحكومات المتعاقبة من إيجاد جلّ جذري للكهرباء بسبب الفساد، واهتراء البنى التحتية، والأزمات السياسية المتتالية. وصُرفت مليارات الدولارات في هذا القطاع من دون نتيجة. وحتى إذا أعيد تشغيل معامل توليد الطاقة في لبنان، فلن يحصل اللبنانيون إلا على ساعات قليلة جداً من الكهرباء في اليوم.

الصراع مع إسرائيل يكلف لبنان 10 مليارات دولار

أجهض آمال إنعاش الاقتصاد في ظل تراجع الإيرادات المتوقعة

بيروت: «الشرق الأوسط».. تراجعت آمال لبنان في إنعاش اقتصاده المتعثر من خلال عائدات السياحة، بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية على العاصمة بيروت وتهديد باندلاع حرب شاملة إلى فرض سلسلة من الإجراءات، منها حظر السفر، كما غادر المصطافون البلاد. وكان من المتوقع أن يتجاوز دخل الموسم الصيفي من الزوار – معظمهم من بين الجالية اللبنانية الكبيرة – ما بين 5 و7 مليارات دولار تم ضخها في العام الماضي، وفقاً لوزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام. لكنه قال في مقابلة إن كل ذلك تغير بعد الغارة أواخر الشهر الماضي، والتي أثارت مخاوف من صراع أوسع على الأراضي اللبنانية بين إسرائيل و«حزب الله»، وفق «بلومبرغ». وأدى الهجوم الصاروخي على الضواحي الجنوبية لبيروت إلى مقتل قائد رفيع في «حزب الله». وقالت إسرائيل إن القائد، فؤاد شكر، كان مسؤولاً عن هجوم على مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، وأسفر عن مقتل 12 شاباً كانوا يلعبون كرة القدم. وقدَّر سلام أن الصراع كلف لبنان بالفعل أكثر من 10 مليارات دولار، استناداً إلى العائدات المفقودة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. وقال: «كنا نحلم بأن يستمر النمو في إنفاق السياح والعائدين اللبنانيين». لكنه أضاف: «لقد ألغى الجميع حجوزاتهم، وكل من كان هنا غادر. هذا القطاع تجمد. الفنادق والمتاجر فارغة». ومنعت الجهود الدبلوماسية الدولية الهادفة إلى تهدئة التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط تصعيد الاشتباكات بشكل أكبر. وأصدرت الحكومات الدولية تحذيرات سفر في وقت قريب من الغارة الإسرائيلية، وعلّقت شركات الطيران الرحلات الجوية. حتى أن الولايات المتحدة عرضت على مواطنيها قروضاً لشراء التذاكر، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير. وكان إنفاق السياح في لبنان دفعة كبيرة للاقتصاد المتوسطي الذي كان في حالة انهيار على مدى السنوات الخمس الماضية بسبب أزمة مصرفية وديون. وقال سلام: «هذا المال هو ما أبقى البلد على قيد الحياة». من جانبه، يقول «حزب الله»، المدعوم من إيران، إنه سيواصل الأعمال العدائية مع إسرائيل حتى توافق الدولة على وقف إطلاق النار مع «حماس» في غزة. وقد دمرت النيران المتبادلة مع إسرائيل مئات المنازل والأعمال التجارية اللبنانية ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، التي تعد إلى جانب السياحة المصدر الرئيسي للدخل في البلاد.

الأزمة الاقتصادية

وانحدر لبنان إلى أزمة بعد أن بدأت تدفقات الدولار من المغتربين في التراجع عام 2019، وتلاشت الثقة في قدرة البلاد على تمويل ديونها. واندلعت احتجاجات جماهيرية وسط ارتفاع التضخم والفساد الحكومي المستشري. وتفاقم الوضع بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 الذي أسفر عن مقتل نحو 220 شخصاً. وتخلف لبنان عن سداد أكثر من 31 مليار دولار من السندات، ولا يزال مغلقاً عن الأسواق المالية. ولم تبدأ بعد محادثات إعادة الهيكلة. وفي العام الماضي، كانت دولرة الاقتصاد – وهو ما وصفه سلام بأنه إنجازه الأهم – وطباعة المصرف المركزي كمية أقل من النقود قد أتاح بعض الراحة؛ مما ساعد على تباطؤ التضخم من نحو 270 في المائة إلى 42 في المائة ابتداءً من يوليو (تموز). وفي العام الماضي، أصدر سلام قراراً بضرورة تسعير جميع السلع بالدولار في محال السوبر ماركت وتجار التجزئة. وجاء هذا القرار في أعقاب التحديات التي كانت تواجهها المحال في إعادة تسعير السلع بشكل مستمر بالليرة اللبنانية. ومع ذلك، لا يزال الاقتصاد بعيداً عن الإصلاح. ولا تزال الدولة غير قادرة على التوصل إلى اتفاق حول كيفية إعادة هيكلة المصارف وتنفيذ الإصلاحات الأخرى التي ستكون ضرورية للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي وتعزيز النمو. ويوم الثلاثاء، قال بنك عودة، أحد أكبر المصارف في لبنان، إن الذراع الاستثمارية الخاصة للبنك الدولي تقاضيه لفشله في سداد الديون الثانوية. وقال سلام إن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وهناك حاجة ماسة إلى تدخل من داعمين أجانب. وقال: «أولاً نحن في حاجة إلى استعادة ثقة الناس، ثم ثقة المجتمع الدولي».

الفصائل الفلسطينية في لبنان تعيد ترتيب إجراءاتها الأمنية..

للتصدي لعمليات اغتيال كوادرها

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح... باشرت الفصائل الفلسطينية في لبنان مؤخراً إعادة ترتيب إجراءاتها الأمنية بعد تكثيف إسرائيل عمليات الاغتيال التي تطول كوادر وقياديين فلسطينيين في لبنان، كان آخرهم قيادي في «شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح» الفلسطينية، خليل المقدح، يوم الأربعاء. وبعدما كانت عمليات الاغتيال ضد الفصائل الفلسطينية في لبنان تتركز على حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اللتين انخرطتا إلى جانب «حزب الله» في عمليات قتالية جنوباً، وإن بقيت رمزية وتحت إمرة الحزب، كان لافتاً اغتيال قيادي في «فتح»، وإن كانت إسرائيل بررت ذلك بارتباطه بـ«الحرس الثوري الإيراني» وتنسيق هجمات ضدها في الضفة الغربية المحتلة.

لا عمليات داخل المخيمات

ويأتي اغتيال المقدح بغارة استهدفت سيارته في مدينة صيدا، البعيدة نسبياً عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعد أيام على اغتيال القائد الميداني المنتمي لـ«كتائب القسّام»، سامر محمود الحاج، بنفس الطريقة وفي المنطقة نفسها. وارتفع عدد قادة «حماس» الذين اغتالتهم إسرائيل في لبنان منذ بدء «طوفان الأقصى» إلى 19، إضافة إلى 8 من حركة «الجهاد الإسلامي». ولم تستهدف إسرائيل أياً من هؤلاء داخل المخيمات الفلسطينية المكتظة الموجودة في لبنان، وهو ما اعتبره البعض سعياً من قبلها لتجنب انخراط أكبر للفصائل الفلسطينية في لبنان في القتال الدائر جنوباً، ورغبة قي تجنب اشتعال جبهات جديدة ضدها، فيما رجح البعض أن الاكتظاظ في المخيمات يجعل أي ضربة مكلفة جداً بشرياً، كما أن تتبع الشخصيات في ظل الزحمة والشوارع الضيقة قد يكون صعباً. ويؤكد مصدر فلسطيني مطلع أنه «إذا كان لدى العدو الإسرائيلي هدف في المخيم وكان متأكداً من تحقيق إصابة فلن يتردد بضربه»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «جغرافيا المخيم المعقدة قد تجعل عمليات قصف الأهداف داخله أصعب نسبياً».

إجراءات أمنية جديدة

ويشير المسؤول الإعلامي لـ«حماس» في بيروت، وليد كيلاني، إلى أنه خلال الشهر الحالي، تم استهداف اثنين من القياديين الميدانيين، الأول من «حماس» والثاني من «فتح»، وهما شهيدا مخيم عين الحلوة، ويبدو واضحاً أن الهدف من العمليتين كسر إرادة المقاومة وفصل ما يحصل في غزة عن لبنان، موضحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «في ظل هذه العمليات، فإن معظم الفصائل الفلسطينية أعادت ترتيب إجراءاتها الأمنية، سواء في موضوع التنقلات أو السكن أو غيرها من تدابير الاحتياط اللازمة». ولا يستبعد كيلاني أن تعمد إسرائيل إلى توجيه ضربات داخل المخيمات، مذكراً بأنه «في حرب يوليو (تموز) 2006 تم استهداف عدد من المخيمات، ومن ضمنها عين الحلوة. والمخيمات اليوم ليست بعيدة عما يحصل في غزة أو جنوب لبنان. فالعدو يعلم بوجود العديد من الشبان المستعدين للانخراط في المعركة إذا شنت إسرائيل حرباً موسعة وشاملة على لبنان». ويعتبر كيلاني أن «عمليات الاغتيال التي تنفذ يريد منها العدو التحذير بأنه يمكن استهداف أي شخصية تنخرط في العمل المقاوم، لكن هذا بالطبع لا يخيفنا أو يرهبنا، بل بالعكس يزيدنا إصراراً على مواصلة الكفاح والنضال حتى تحرير فلسطين والعودة إليها».

لا تقوقع داخل المخيمات

بدورها، توضح مصادر حركة «فتح» في لبنان أن «القيادات الفلسطينية، وبعد تكثيف العدو عمليات الاغتيال، اتخذت إجراءات أمنية وحدّت من حركتها، لكنها لا زالت تمارس أعمالها بحيطة وحذر أكبر»، نافية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تقوقع هذه القيادات داخل المخيمات، مؤكدة استمرارها بممارسة نشاطها وواجباتها داخل وخارج المخيمات. وتعتبر المصادر نفسها أن «المخيمات ليست في مأمن، وهي معرضة للاستهداف في أي لحظة، لكن الكثافة السكانية وصعوبة تتبع الشخصيات قد تكون أسباباً لعدم القيام بأي عملية داخلها حتى الآن، من دون استبعاد أن العدو لا يريد استفزاز المنظمات الفلسطينية بشكل أكبر وفتح جبهة جديدة في لبنان يكون العامل الفلسطيني فيها عاملاً أساسياً».



السابق

أخبار وتقارير..حاملة طائرات أميركية ثانية تصل إلى الشرق الأوسط.. «خطأ فادح» لجنرال روسي أسهم بنجاح التوغّل الأوكراني..الرئيس الروسي يقبّل القرآن الكريم في مسجد النبي عيسى..جندي روسي يفجّر قاعدته العسكرية قبل انشقاقه إلى أوكرانيا..روسيا والصين تبحثان التعاون بقطاع الطاقة ومودي يمر في بولندا قبل التوجه إلى أوكرانيا..بكين قلقة بعد إقرار بايدن استراتيجية نووية تركز على «الخطر الصيني»..محكمة فرنسية تدين طفلا بـ«تمجيد أعمال إرهابية»..حزب نمساوي متشدد يتعهد بـ «تهجير» المهاجرين..بسبب الجفاف.. طوابير للحصول على المياه المعبأة في إسبانيا..فنزويلا: المعارضة لن تعترف بمصادقة المحكمة العليا على إعادة انتخاب مادورو..الانتخابات الأميركية تُعمّق «الفجوة» في أنماط التصويت بين الرجال والنساء..ميشيل أوباما لترامب: الرئاسة من وظائف السود..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..تقارير إسرائيلية: «حماس» قد تنفذ عمليات ضد إسرائيل في الخارج..كلية إسرائيلية تتراجع عن استضافة مؤتمر لأنصار السلام مع غزة..إسرائيل تشن هجوماً استباقياً في طولكرم..وتتوعد بالمزيد..واشنطن تضغط لإنقاذ مفاوضات غزة وتستعين بقطر لتهدئة طهران..بايدن يؤكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي ضرورة التوصل لاتفاق في شأن غزة..«حماس»: نرفض أي مقترحات جديدة ولن نرفع الراية البيضاء.."غزة مستقرة وآمنة"..مباحثات أميركية إماراتية بالبنتاغون..الحرب في غزة "تنتج" آلاف الأيتام..مصادر: مطلب "اللحظة الأخيرة" عرقل الاتفاق بشأن غزة..شهادات تكشف تفاصيل الاعتداء الجنسي على عضو من نخبة حماس في إسرائيل..إسرائيل تريد البقاء في "محور فيلادلفي" حتى نهاية العام..رحيل القدومي..رفيق عرفات وعباس ومعارض اتفاق «أوسلو»..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,129,654

عدد الزوار: 7,621,967

المتواجدون الآن: 0