لقاء بكركي ليقظة وطنية تحمي المسيحيين من التطرّف والمسلمين من الفتنة

تاريخ الإضافة الأحد 7 تشرين الثاني 2010 - 5:10 ص    عدد الزيارات 2847    التعليقات 0    القسم محلية

        


مجلس الأمن لمواصلة المحكمة عملها بشكل هادئ ومستقل ··· وكوشنير يحمل رسالة تهدئة
لقاء بكركي ليقظة وطنية تحمي المسيحيين من التطرّف والمسلمين من الفتنة
إتصالات للتفاهم على مخرج <لشهود الزور> في مجلس الوزراء الأربعاء
  الرئيس الحريري مستقبلاً الوزير كوشنير ليلاً (تصوير: سمير المصري)

في غمرة اشتداد التأزم السياسي الداخلي وانهيار الترتيبات الاقليمية والدولية التي اعقبت خروج المحافظين الجدد من البيت الابيض مع انتخاب الرئيس باراك اوباما، كاد اللبنانيون لا يكترثون الى تزامن الذكرى 21 لاتفاق الطائف الذي انهى الحرب واعاد توحيد البلد، وانهى الميليشيات وسلاحها، وصار دستوراً يحكم العلاقات بين المجموعات اللبنانية التي تشكل لبنان الشعب والدولة والمؤسسات.

ولولا الالتفاتة للنائب بهية الحريري بتكريم سفراء السعودية وسوريا وايران في منتدى الطائف للمناسبة، واشارة كتلة نواب <المستقبل> ولو على سبيل تذكير اللبنانيين بضرورة <التمسك بهذا الاتفاق الوطني الجامع كأساس لارادة اللبنانيين بالعيش المشترك> لكانت الذكرى مرت من دون ان يشعر بها احد، على الرغم من خلاص التشرذم والانقسام الى شاطئ الامان، عبر الدولة الواحدة بمؤسساتها وارضها وشعبها.

ولولا التفاتة رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع واعلانه التمسك بالمبادئ الاساسية للطائف وميثاق العيش المشترك، لكان سجل بقوة على البيان الذي صدر عن اللقاء المسيحي الذي عقد في الصرح البطريركي في بكركي قبل ظهر امس برئاسة البطريرك الماروني نصر الله صفير وحضور الرئيس امين الجميل والدكتور جعجع ووزراء ونواب حاليين وسابقين من تجمع 14 آذار وشخصيات سياسية ورؤساء احزاب مسيحية، انه اغفل الاشارة لمؤتمر الطائف ودستوره في اللحظة التاريخية الحرجة، بصرف النظر عما اذا كان سهواً او تعمداً، والذي يشكل وثيقة مسيحية على درجة من الاهمية في ظرف لبناني وشرق اوسطي بالغ الحساسية والخطورة.

وبحسب مصدر في امانة قوى 14 آذار، فإن الغرض من اللقاء هو التأكيد على ان مسيحيي 14 آذار هم الذين يمثلون المسيحيين في غمرة الاستهداف الذي يحاول الفريق الآخر تخويفهم من تنظيم <القاعدة> واشاعة اجواء معينة ضد فريق معين من المسلمين بهدف التفرقة الطائفية والمذهبية، كما يهدف ايضاً الى توجيه رسالة مفادها ان المسيحيين ليسوا خارج الدفاع عن لبنان، وبالتالي فإن لا خلاص لأي جماعة على حساب افراد من دون الاخرى.

واشار المصدر الى ان البيان حوى في مضمونه صراحة رسائل ثلاث الى كل من الرئيس ميشال سليمان بحضه لتحمل مسؤولياته مع دعمه، والى الرئيس سعد الحريري بالتأكيد بأنه ليس وحده في مواجهة الدفاع عن المحكمة الدولية، وهو ليس معزولاً، وان هناك قوى اساسية في البلد تدعمه، وبالتالي فهو ليس معزولاً.

اما الرسالة الثالثة فهي الى <حزب الله> وإن كانت غير مباشرة، ومفادها ان هذا البلد لا يستطيع ان يسيطر عليه احد.

وكشف المصدر ان فكرة اللقاء المسيحي في بكركي انطلقت من شعور مسيحي عارم، ولا سيما لدى التيارات الروحية والسياسية بتغيير قوى المعارضة قواعد الاشتباك السياسي، والانتقال إلى مرحلة بالغة الخطورة تبدأ بتعطيل مؤسسات الدولة، وهو ما تجلى في مقاطعة جلسة الحوار وتسريب معلومات مقصودة عن سيناريوهات انقلابية، عدا عن الضغط على مجلس النواب عبر لجنة المال والموازنة والضغط على مجلس الوزراء عبر ما يسمى بشهود الزور، مشدداً على أن اللقاء في طابعه الشكلي قد يكون وحيداً، غير أن تطوّر اللعبة السياسية في حال مضت قوى المعارضة في مخططها قد يستدعي حركة على مستوى أعلى.

نداء كركي اما البيان الذي حمل عنوان <نداء من أجل لبنان> وهو ما كانت اشارت إليه <اللواء> أمس، فقد دعا اللبنانيين المؤمنين بوطنهم النهائي لجميع أبنائه الى يقظةٍ وطنية في مستوى التحدي المصيري دفاعاً عن لبنان> مؤكدا دعم رئيس الجمهورية، بصفته رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وداعيا اياه الى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تنفيذ أحكام الدستور والعمل على وضع حدٍّ لازدواجية السلاح وحصر مسؤولية الدفاع عن لبنان بالقوى الشرعية مدعومة من الشعب اللبناني وتثبيت حقّ اللبنانيين في وطنٍ لا يكون ساحةً دائمة للحرب من أجل مصالح خارجية أو حزبية>. كذلك دعا النداء> شركاءنا في الوطن الى العمل معاً لانقاذ لبنان من الأخطار التي تتهدده> والمسيحيين <الى استعادة الدور الذي لعبوه منذ عصر النهضة وصولاً إلى معركة الاستقلال التي انطلقت في العام 2000 مع نداء المطارنة الموارنة الشهير، والانضواء تحت الثوابت الوطنية للكنيسة، وتحمل مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن لبنان الكيان>.

ومن ناحيته، أكّد البطريرك صفير الذي ترأس الاجتماع أن بكركي هي لجميع اللبنانيين، واصفاً الظروف التي نعيشها في هذه الأيام بالصعبة، وتستدعي لقاءات تشاورية لإنقاذ البلد، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك موقف لانقاذ الدولة وحفظ السيادة والدولة والمؤسسات والثوابت، داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الاخطار المحدقة بالبلاد، وفي ظل خطر الابتعاد عن فكرة الدولة، ورفض الاحتكام إلى مؤسساتها وتقييدها بشروط فئوية تؤدي إلى شل عملها.

اما جعجع فقد أعاد التذكير بالدور التاريخي للمسيحيين في لبنان، حيث كان لهم رأيهم في كل ما يحدث لأنهم حماة الدولة والنظام والحرية، مشدداً على أن هذا اللقاء ليس موجهاً ضد <حزب الله> ولا النائب ميشال عون، مشيراً الى أن بكركي لا يمكن لأحد أن يستعملها لإيصال رسائل سياسية، مؤكداً أن لا عودة مرّة جديدة إلى <دوحة - 2> مهما بلغت التحديات واشتدت الأزمات.

عون في المقابل، ردّ العماد ميشال عون، الذي بدا انه المستهدف الأول من لقاء بكركي، على التجمع المسيحي بزيارة جمعية المرسلين الموارنة في جونية، استهلها بتفقد مبنى <صوت المحبة> الذي تعرض للتفجير عام 2005، ثم انتقل الى مركز الرئاسة العامة الكائن في دير مار يوحنا الحبيب الملاصق لمبنى الإذاعة، وشارك في قداس أقيم في كنيسة الدير ترأسه الأب إيلي ماضي الذي أقام عشاء على شرفه.

وتجاهل عون في كلمة أمام الآباء الإشارة الى لقاء بكركي، مشدداً على الخطر المباشر على المسيحيين وهو التوطين، مشيراً الى أن سلاح <حزب الله> الذي شكل رادعاً لإسرائيل، لم يشترك في الصراعات المحلية، وكان يهدف الى الدفاع عن جنوب لبنان، لافتاً الى أن كل القوى التي تدعم المحكمة كانت تدعم اسرائيل بالأسلحة لضرب وإخضاع قوة <حزب الله> الذي لم يعتد يوماً على الداخل الاسرائيلي.

ولفت عون الى أن <شهود الزور حاولوا حرف التحقيق نحو سوريا>، مبدياً اعتقاده أنه إذا تابعنا مسار شهود الزور سنعرف الجهة الدولية التي تلاعبت بهم ويمكن أن نصل الى القاتل والجاني الحقيقي.

وقال: <نحن لا نبرئ أحداً ولا نتهم أحداً، لكننا نطالب بمسار تحقيق سليم، متسائلاً عن سبب الممانعة بإحالة هؤلاء الى المجلس العدلي، مؤكداً بأن هذه الممانعة هي سبب الأزمة، وأن رئيس الحكومة يحمي شهود الزور، وأن لا مسؤولية أخلاقية أو تربوية تسمح أن يرفض رئيس الحكومة إحالتهم على المحكمة بصرف النظر عما إذا كان <حزب الله> مسؤولاً أو غير مسؤول.

وعلم أن رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية سيزور اليوم غزير لتهنئة رئيس الرهبنة المارونية على انتخابه في خطوة مماثلة لخطوة عون الذي اتهمت أوساطه بوجود بصمات لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان في التحضير للقاء بكركي، مشيرة الى أن الهدف منه تحويل الصراع الى مسيحي - مسيحي، بعدما كانت لغاية اليوم سنية - شيعية.

كتلة <المستقبل> ومن جانبها، رحبت كتلة <المستقبل> النيابية، <باللقاء المسيحي الذي عقد في بكركي>، خصوصاً لجهة التزامه بالثوابت الوطنية والدفاع عن الجمهورية نظاماً وكياناً ومؤسسات، وهي كانت شاركت في الاجتماع بعدد من نوابها المسيحيين، أبرزهم نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري.

وبعد ان اطلعت الكتلة من رئيسها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على جولة الاتصالات الداخلية والخارجية التي أجراها في الأيام الاخيرة، فقد أكدت <التزامها التمسك بالهدوء والحوار في مواجهة أجواء التهويل والتصعيد الاعلامي والسياسي التي يحاول البعض فرضها على لبنان واللبنانيين>، مشددة على <أهمية التمسك بالوحدة الاسلامية كعنصر اساسي من عناصر الوحدة الوطنية التي تحمي لبنان في مواجهة المخاطر الداخلية وخصوصا المخاطر التي تفرضها تهديدات اسرائيل وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية والقرار 1701>.

واوضحت مصادر نيابية في الكتلة، ان جلسة مجلس الوزراء المقررة مبدئياً يوم الاربعاء المقبل، لا تزال قائمة، مشيرة الى ان الرئيسين سليمان والحريري لا يستطيعان عدم عقدها في كل الأحوال، ومن الطبيعي ان تناقش الجلسة ملف شهود الزور طالما هو مدرج على رأس جدول، الا انه لغاية الآن لا أفق لامكانية التوصل الى مخرج توافقي، وبالتالي فإن امكانية الاصطدام باللجوء الى خيار التصويت متوافر بقوة، بالنظر الى تمسك كل من الفريقين بوجهة نظره، غير ان الآمال ما زالت معقودة على المساعي العربية، ولا سيما على المشاورات بين المملكة العربية السعودية وسوريا، بالرغم من استبعاد امكان توصل هذه المشاورات الى اجتراح حلول سحرية، على اعتبار انه لا يمكن لاحد التدخل في مسار المحكمة الدولية، خصوصا في ظل الدعم الدولي لها.

واكد مصدر وزاري في حزب الله ان مقاطعة جلسة الحوار امس الاول ليس المقصود بها رئيس الجمهورية بل هي موقف احتجاجي على تمييع ملف شهود الزور.

واوضح المصدر، ان هناك اجماعا لدى المعارضة ببت ملف شهود الزور في الجلسة المقبلة مهما كانت النتيجة، فموقفنا واضح اما التوافق او التصويت واذا انسحب الفريق الآخر فليكن، وحينها يكون كل فريق كشف حقيقة مواقفه ونواياه، مبديا في الوقت عينه خشيته من تعرض البلد لمزيد من الانقسام والخلاف اذا استمر الوضع على ما هو عليه>.

مجلس الامن وفي هذا الصدد، كان لافتاً للانتباه ان مجلس الامن الدولي، ناقش في جلسة مشاورات بعد جلسة خاصة بكينيا، ملف المحكمة الخاصة بلبنان، رغم انها لم تكن مخصصة للبنان أو للمحكمة، لكن اعضاء مجلس الأمن وافقوا على طلب بريطانيا وفرنسا طرح حادثة العيادة النسائية التي تعرض لها محققان تابعان للمحكمة مع مترجم.

وأوضح رئيس مجلس الامن السفير البريطاني مايك غراند بعد الجلسة أنها كانت فقط لعرض ما حققته المحكمة وصولاً لحادثة العيادة.

ومن جهته، أشار السفير الفرنسي في مجلس الامن الى انه لا يجب تسييس عمل المحكمة وقال بعد الجلسة:<نحن نؤكد دعم المحكمة وكانت فرصة اليوم (أمس) للوقوف على سير نشاط هذه المحكمة>، مشدداً على أن مجلس الأمن لا يريد للمحكمة إلا أن تعمل باستقلالية وبدون تدخل>.

وبدوره أكد المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام ان المسؤولين اللبنانيين عبروا على الدوام عن التزام لبنان بالشرعية الدولية.

وقال امام الصحافيين اثر الجلسة، ان لبنان يسعى لتعزيز سيادة القانون على أراضيه، وكان من دواعي سروري اعلام المجلس ان السلطات القضائية اللبنانية باشرت التحقيق في الحادث الذي وقع في بيروت في السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي.

كوشنير يشار الى ان وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير وصل مساء أمس الى بيروت، في زيارة وصفتها وكالة <فرانس برس> الى انها تهدف الى تخفيف حدة التوتر بسبب الجدل حول المحكمة، وهو باشر لقاءاته بمحادثات اجراها بصورة منفردة مع كل من الرئيسين سليمان والحريري، على أن يلتقي اليوم البطريرك صفير في زيارة صباحية ونظيره اللبناني علي الشامي، ورؤساء الكتل البرلمانية و<حزب الله>، قبل أن يقعد في الرابعة عصراً مؤتمراً صحافياً في مقر السفارة الفرنسية.

وذكرت مصادر ديبلوماسية، ان في جعبة المسؤول الفرنسي رسائل أوروبية من ثلاث نقاط:

- التأكيد على ان المحكمة الدولية ولدت نتيجة قرار دولي وتتمتع باستقلالية تامة في عملها ومهمتها الكشف عن الحقيقة ومعرفة القتلة وحاكمتهم.

- التحذيرمن مغبة تداعيات احداث اي خلل او اضطراب امني وهز الاستقرار.

- التحذير من التعرض للقوات الدولية العاملة في الجنوب.

وأوضحت الخارجية الفرنسية في بيان ان زيارة كوشنير هي مناسبة للتذكير بدعم فرنسا للسلطات اللبنانية ولعمل حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الرئيس الحريري>. وسيذكّر كوشنير <بتمسّك فرنسا باستقرار لبنان وسيادته إلى جانب وضع القرار 1701 موضع التنفيذ وبدور القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان <يونيفيل>، كما سيجدد تمسك فرنسا باستقرار المنطقة واستعدادها للمساهمة بذلك، وسيصرّ على ضرورة أن يعمل كلّ شركاء فرنسا في شكل مسؤول وبنّاء على تقوية هذا الإستقرار.

 


  البطريرك صفير متوسطاً الرئيس الجميل والدكتور جعجع خلال اجتماع مسيحيي 14 آذار (تصوير: جمال الشمعة)

 

 

<التجمّع المسيحي في بكركي> أطلق نداءه الأول َ<من أجل لبنان>: الكيان في خطر ولمنع إزدواجية السلاح
4 رسائل إلى سليمان ومسيحيي 8 آذار والشركاء في الوطن واللبنانيين
صفير يدعو الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم وجعجع يعد بخطوات لاحقة ويرفض دوحة2
  اللقاء المسيحي الموسّع في بكركي برئاسة البطريرك صفير يحيط به الرئيس الجميّل وجعجع (تصوير: جمال الشم

بكركي - نالسي جبرايل يونس

 

عكس اللقاء المسيحي الذي أطلق <نداء من أجل لبنان> من الصرح البطريركي، توجهات الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، وقد وجّه اللقاء أربع رسائل لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الفريق المسيحي في <8 آذار>، الشركاء في الوطن، ورسالة الى اللبنانيين، فطالب اللقاء الرئيس ميشال سليمان <بصفته رمز وحدة الوطن، وضع الجميع امام مسؤولياتهم في تنفيذ احكام الدستور ووضع حد لازدواجية السلاح وحصر مسؤولية الدفاع بالقوى الشرعية>

أما الشركاء في الوطن فدعاهم لمد اليد <لتجاوز الحساسيات الطائفية والمذهبية والعودة الى الدولة بشروطها لا بشروط طائفة او حزب>·

والى المسيحيين شدد المجتمعون على <وجوب استعادة الدور وتحمل مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن لبنان الكيان>·

واللبنانيين دعاهم اللقاء المسيحي الى <يقظة وطنية في مستوى التحدي المصيري>· ويمكن القول أن لقاء بكركي لمسيحيي الرابع عشر من آذار شدد في بعده الوطني على <دور الصرح البطريركي الماروني التاريخي في المفاصل الحساسة والمفترقات المصيرية من خلال اظهار فاعلية المسيحيين كرأس حربة في الدفاع عن الكيان ورسم الملامح الاساسية لصورة الحياة السياسية واهتمامهم بالوضع القائم والملفات الساخنة التي تكاد خطورتها تلامس حدود الانفجار ولا سيما في ضوء ما يتعرض له مسيحيو منطقة الشرق الاوسط في اكثر من بلد عربي>· اما في البعد الخاص بطبيعة المجتمعين فاظهر اللقاء لحمة المنضوين الى ثورة الارز في صورة جامعة لكل مكوناتها الواقفة خلف الدولة ومؤسساتها بعد مراهنات واسعة على انفراط عقدها، وصلابة الوحدة المسيحية ?الاسلامية داخل قوى 14 اذار·

المتحاورون

وكان بدأ في العاشرة والربع من قبل ظهر أمس اللقاء الموسع الذي تداعت إليه قيادات مسيحية في صالون الصرح البطريركي في بكركي لدعم مواقف البطريرك ولاطلاق نداء من أجل لبنان· شارك في اللقاء إضافة إلى البطريرك صفير، الرئيس أمين الجميل، والوزراء: بطرس حرب، ميشال فرعون، ابراهيم نجار، جان أوغاسابيان، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنواب: شانت جنجيان، فؤاد السعد، إيلي ماروني، أنطوان زهرا، روبير غانم، نبيل دو فريج، فادي الهبر، سامر سعادة، سيبوه كلبكيان، إيلي كيروز، جورج عدوان، رياض رحال، نديم الجميل، نضال طعمة، هادي حبيش، دوري شمعون، سيرج طورسركيسيان، ستريدا جعجع، جوزف معلوف، طوني أبو خاطر، عاطف مجدلاني وفريد حبيب والنواب والوزراء السابقون: صلاح حنين، غطاس خوري، سمير فرنجية، الياس عطالله، جواد بولس، نايلة معوض، صولانج الجميل، إدمون رزق، أنطوان إندراوس، إضافة إلى رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع، عميد <الكتلة الوطنية> كارلوس إده ،عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد وكل من إدي إبي اللمع، ميشال خوري، كميل دوري شمعون وسجعان قزي·

صفير

افتتح اللقاء البطريرك صفير بكلمة ترحيبية مؤكداً <أن بكركي لجميع اللبنانيين>، واصفا الظروف <التي نعيشها هذه الايام بالصعبة وتستدعي لقاءات تشاورية لانقاذ البلد>، وشدد على <ضرورة ان يكون هناك موقف لانقاذ الدولة يحفظ السيادة والدولة والمؤسسات والثوابت>، داعيا الى <تحمّل مسؤولياتهم تجاه الاخطار المحدقة بالبلاد وفي ظل خطر الابتعاد عن فكرة الدولة ورفض الاحتكام الى مؤسساتها وتقييدها بشروط فئوية تؤدي الى شل عملها>·

بعدها توالى على الكلام كل من الرئيس الجميل ، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ،الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون، والنائب الاسبق فرنجية·

وإثر الاجتماع تحدث رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فأشار الى أنه < استدعت الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد هذا اللقاء خصوصاً وأننا في مواجهة تحديات كبيرة وأهمها الوضع المتفجّر في المنطقة والذي اذا ما أحسنّا التصرف أول ما سينعكس علينا كلبنانيين من دون أن يكون لنا لا ناقة ولا جمل في ما يحدث· وهنا طبعاً أتحدث بعيداً عن الصراع مع اسرائيل· من جهة ثانية، ان ما يحدث على الجبهة الداخلية اي حسن سير ادارة الدولة والالتزام بالنظام والمؤسسات الدستورية، والمحكمة الدولية وما يسمى بشهود الزور ومشاريع كهرباء وغيرها، وهذا أمر طبيعي يجري في كل مجتمع، ولكن غير الطبيعي هو ان يحاول فريق أن يحل مشكلة لديه أو رأي يريده من خارج المؤسسات الشرعية· وانطلاقاً من الذي حصل أمس في جلسة الحوار يتبين وكأن الفريق الآخر، ولا أريد أن أكون مخطئا في تقديري، يقرر رويداً رويداً الخروج عن المؤسسات· وخارج المؤسسات تبقى طريقة واحدة كي يحاول الوصول الى أهدافه هي استعمال الشارع والشارع ليس من مصلحة أحد>·

وقال: <نحن ندرك أن اللبنانيين جميعاً يعيشون في قلق، ولكن هذه المرة لدينا فسحة أمل واضحة جداً يجب أن نعرف كيف نتصرف تجاهها لتؤدي المطلوب منها، وفسحة الأمل هذه تتلخص بوجود حدّ أدنى من الدولة وهذا لم يكن مؤمناً في مراحل سابقة· فهناك رئيس للجمهورية بكل معنى الكلمة ورئيس حكومة ولدينا حكومة أقله حتى إشعار آخر، ومؤسسات أمنية في طليعتها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وادارات الدولة، وطبعاً هناك رئاسة المجلس النيابي>·

اضاف: <ما دام الرؤساء الثلاثة مصرّين، ولو في الحدّ الأدنى، على تحمّل مسؤولياتهم، يمكننا القول أن الوضع في لبنان سيبقى بخير· ندعو الى دعم المؤسسات لانها تشكل الخلاص وبغيابها لا خلاص ·علينا البقاء خلف هذه المؤسسات الشرعية والأمنية الشرعية ولا حل بخلاف ذلك، يجب التمسك بالطائف والعيش المشترك>·

حوار

ورداً على سؤال ألم يكن الأجدى دعوة المسيحيين الآخرين الى الاجتماع معكم؟ أشار جعجع الى أنه <مع احترامي الكامل للمسيحيين في الطرف الآخر، ولكني لا أعرف الى أي مدى يملكون حرية القرار، والبعض منهم يتبين أنه مكلف بمهمة معينة بخلاف كل تاريخه وقناعاته والقاعدة التي يمثلها وهو يقوم بأعمال بالنسبة لي غير مفهومة· من هنا فضّلنا أن نجتمع معهم في الافكار السياسية الواحدة لأنهم يملكون حرية اتخاذ القرار>·

وعن تشبيه اللقاء بـ>قرنة شهوان> قال جعجع: <نحن اليوم في عصر 14 آذار وسوف ترون خطوات متقدمة أكثر· هذا لقاء خاص لأن بكركي لم تكن يوماً في تاريخها على هامش الأحداث في لبنان واليوم أيضاً· واللقاء هذا لديه طابع أساسي للدور التاريخي للمسيحيين في لبنان حيث لديهم رأيهم في كل ما يحدث وكيف يجب أن يكون لبنان كونهم حماة الدولة في لبنان والنظام والحرية· من أجل ذلك كان عليهم أن يؤكدوا مجدداً دورهم التاريخي في لبنان>·

وبشأن الخطوات التي سوف تلي هذا الاجتماع لفت جعجع الى أنه <هناك مجموعة خطوات اساسية ولكنها جميعها تصبّ في اتجاه المرجعيات الرسمية فرئيس الجمهورية يتحمّل مسؤولياته وسنبقى الى جانبه ورئيس الحكومة ايضاً ورئيس المجلس النيابي، وخطواتنا المستقبلية ستكون ضمن المؤسسات الدستورية>·

وهل لقاء اليوم هو رسالة ضد حزب الله والنائب ميشال عون واستعمالكم بكركي مظلّة لتعويم 14 آذار، أكد جعجع <بكركي لا يمكن لأحد أن يستعملها· وأكثرية الذين حضروا اليوم لم يكونوا في العام 2000، ولا يمكن أن يتصور أحد من الحاضرين أن يصدر هكذا بيان ،كالبيان الذي صدر عن مجلس المطارنة الموارنة في أيلول عام ألفين· لا أحد يوحي لبكركي ولا يؤثر عليها وكثيرون حاولوا ولم ينجحوا في المرحلة الماضية منذ الـ1995 و2005 حيث حصلت ضغوط كي يزور غبطته سوريا ولكن لم يقم بذلك· وأستطيع القول نحن متأثرون ببكركي ومواقفها وليست هي المتأثرة بنا>·

وهل تعتبرون اجتماعكم اليوم استنجاداً بالمجتمع الدولي لحماية المنطقة المسيحية؟ أجاب: <ابداً، هدفنا اليوم استنهاض اللبنانيين والمسيحيين في الدرجة الأولى كي يكونوا في الجو الحاصل في لبنان، لان هناك رأي عام نتوجه اليه، واليه نحتكم، وعلى الفريق الآخر أن يدرك أن هناك فريقاً آخر وعليه اخذه في عين الاعتبار في أي خطة يضعها في المستقبل>، مشدداً على أنه <لا عودة الى دوحة ثانية مهما بلغت التحديات وتغيّرت الظروف>·

نداء المجتمعين

وأصدر المجتمعون بياناً في ختام اجتماعهم تلاه رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل، تحت عنوان <نداء من أجل لبنان>، وفي ما يلي نص البيان:

<إدراكاً منا للخطر الذي يتهدد أمن المنطقة واستقرارها والوجود المسيحي فيها، جراء رفض اسرائيل إقامة سلام عادل وشامل على أساس قرارات الشرعية الدولية، وجراء تنامي التطرف الديني الذي كان من آخر ضحاياه عشرات المصلين في كنيسة بغداد ، وهو الخطر الذي دفع قداسة البابا بنيدكتس السادس عشر الى عقد <السينودوس من أجل كنائس الشرق الأوسط>·

وتابع: <واقتناعاً منا بأن الأزمة الوطنية الحادة التي تعاني منها البلاد لم تعد محصورة بخلافات من طبيعة سياسية بل تعدتها لتطال جوهر الخيارات الوطنية التي قام عليها لبنان، بعد أن أعلنت قوى محلية وإقليمية عزمها على سلخ لبنان عن محيطه العربي وعن المجتمع الدولي، ودفعه بالإكراه نحو خيارات مناقضة لتاريخه وعقده الوطني، متجاوزة مؤسساته الدستورية وإرادة الأكثرية اللبنانية التي عبرت عنها نتائج الانتخابات النيابية في الدورتين الأخيرتين، وشعوراً منا بخطورة وضع اللبنانيين أمام معادلة ظالمة ومستحيلة - التنكّر للعدالة حفاظاً على السلم الأهلي، أو التضحية بالسلم الأهلي من أجل العدالة - ودعوتهم تحت تهديد السلاح الى العمل على إلغاء المحكمة الدولية>·

أضاف: <ادراكاً منا بأن الجمهورية هي اليوم في خطر نتيجة الابتعاد عن فكرة الدولة ورفض الاحتكام لمؤسساتها وتقييدها بشروط فئوية أدت الى شل عملها، نعلن، نحن المجتمعين هنا، أن لبنان، كياناً ونظاماً ديموقراطياً ومجالاً مفتوحاً على العالم، هو اليوم بخطر شديد· وهو خطر يطال كل اللبنانيين، المسيحيين منهم الذين يخشون، وعن حق، أن يصيبهم ما أصاب إخوانهم في العالم العربي جراء سقوط الدولة في بلدانهم وسيطرة التطرف الديني، والمسلمين منهم الذين يخشون، وعن حق، أن تنتقل الفتنة التي اشتعل فتيلها في بعض العالم العربي الى الداخل اللبناني>·

أردف: <عليه، ندعو اللبنانيين، جميع اللبنانيين، المؤمنين بوطنهم النهائي لجميع أبنائه الى يقظةٍ وطنية في مستوى التحدي المصيري دفاعاً عن لبنان، لبنان الحرية والتنوع في مواجهة المشاريع الشمولية، لبنان السيد المستقل في مواجهة مشاريع الاستتباع، لبنان العدالة في مواجهة القمع والاستبداد، لبنان الصيغة الفريدة للعيش المشترك في مواجهة الفتن الطائفية والمذهبية، لبنان الدولة الواحدة في مواجهة مشاريع الدويلات، لبنان النموذج في محيطه العربي في مواجهة المشاريع الهادفة الى تحويله رأس حربة ضد العالم العربي،لبنان القوي القادر بوحدة شعبه وجيشه ودعم اشقائه العرب ومساندة الشرعية الدولية على مواجهة أطماع اسرائيل>·

وقال: <ندعو وندعم رئيس الجمهورية، بوصفه رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، الى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تنفيذ أحكام الدستور والعمل على وضع حدٍّ لازدواجية السلاح وحصر مسؤولية الدفاع عن لبنان بالقوى الشرعية مدعومة من الشعب اللبناني وتثبيت حقُّ اللبنانيين في وطنٍ لا يكون ساحةً دائمة للحرب من أجل مصالح خارجية أو حزبية، وطنٍ تحتكر فيه الدولةُ القوةَ المسلحة، من دون شريك، وحيث سيادتُها مبسوطةٌ على جميع أراضيها والمقيمين· كذلك ندعوه الى مطالبة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها في حماية لبنان من الهجمة التي يتعرض لها والتي من شأنها أن تضرب استقرار المنطقة العربية بأسرها، ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداته حيال لبنان، لا سيما القرارين 1701 و1757>·

ودعا <شركاءنا في الوطن الى العمل معاً لانقاذ لبنان من الأخطار التي تتهدده· <فنحن ? والكلام لبطاركة الشرق الكاثوليك - مسيحيين ومسلمين، مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ> · <فخلاص لبنان، كما جاء في المجمع البطريركي الماروني، يكون لكلّ لبنان أو لا يكون، ويقوم بكلّ لبنان أو لا يقوم، ذلك أنّه ليس من حلّ لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى>· فمن هذا المنطلق، علينا أن نعمل معاً على تجاوز الحساسيات الطائفية والمذهبية التي انبعثت على نحو لم تشهده البلاد من قبل، وحماية أنفسنا من تكرار التجارب المأساوية التي عشناها على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وذلك من خلال عودتنا جميعاً الى الدولة وبشروط الدولة، لا بشروط طائفة أو حزب>·

وختم: <ندعو أخيراً المسيحيين الى استعادة الدور الذي لعبوه منذ عصر النهضة وصولاً إلى معركة الاستقلال التي انطلقت في العام 2000 مع نداء المطارنة الموارنة الشهير، والانضواء تحت الثوابت الوطنية للكنيسة، وتحمل مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن لبنان الكيان· إن الظرف خطير والتاريخ لا يرحم، فمستقبل لبنان هو اليوم أمانةٌ في عهدة كل واحد منا>·

 

 


  الرئيس الجميّل يتلو <النداء من أجل لبنان>
  جعجع: لا دوحة2
  ممثلو تيار المستقبل، مكاري ودو فريج وخوري وكلبكيان ورحال
  مشاورات جانبية بين سعيد وعطا الله وفرنجية

 


المصدر: جريدة اللواء

Iran’s Presidential Election: A Preview.....

 الأربعاء 3 تموز 2024 - 11:42 ص

..Iran’s Presidential Election: A Preview..... Iranians head to the polls on 28 June to choose a … تتمة »

عدد الزيارات: 162,734,581

عدد الزوار: 7,263,066

المتواجدون الآن: 107