تزايد المخاوف من الانزلاق إلى الأسوأ في «الوطن الهش»

لبنان: كوشنير في بيروت لـ «دعم الاستقرار والمحكمة»

تاريخ الإضافة الأحد 7 تشرين الثاني 2010 - 5:39 ص    عدد الزيارات 3360    التعليقات 0    القسم محلية

        


يتجه الواقع المأزوم في لبنان، وبوتيرة متسارعة، نحو افق مسدود يؤشر الى انفتاح المأزق المتمادي على المجهول، الذي باتت ملامحه «معلومة»، وتنذر بتحولات عاصفة في مجمل المشهد اللبناني.
وثمة اجماع من طرفي الصراع على ان لبنان يجتاز واحدة من اكثر ازماته الوطنية ضراوة منذ عقود، الامر الذي يجعل من التطورات فيه و«حوله» بالغة الخطورة وعلى درجة عالية من الدراماتيكية، نظراً الى حدة الانقسام في البلاد.
ويعكس الاهتمام الخارجي المتزايد بالاوضاع في لبنان، الاقتناع بـ «حساسية» المرحلة التي يعيشها «الوطن الهش»، وليس ادل على هذا الاهتمام من «اليقظة» الدولية المتعاظمة غداة زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبيروت.
وكان من اللافت مع تزايد مظاهر «الطلاق» الداخلي الناجمة عن التأجيل المتمادي لجلسات مجلس الوزراء المنتجة ومقاطعة قوى «8 مارس» لطاولة الحوار، تعاظم المخاوف من انهيار التهدئة «المحروسة» بالمظلة السورية ـ السعودية.
وبرز مع صعود نجم المواجهة السياسية الى الصدارة مؤشرات توحي بأن ضغوطاً تتجه لدفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس «اللقاء الديموقراطي» الى مغادرة المنطقة الوسط بين طرفي الصراع. وصدرت في هذا الاتجاه انتقادات للرئيس سليمان، الذي اتهمته مصادر «8 مارس» بالانحياز الى فريق «14 مارس» عبر اصراره على عقد طاولة الحوار في موعدها، رغم مقاطعتها من اقطاب المعارضة السابقة. وبدا ان هذا المشهد يتجه نحو المزيد من «البلبلة» مع العد التنازلي لصدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وما يشاع عن سيناريوات لـ «قلب الطاولة» في وجهه.
وعلى وقع التوقعات بأوضاع اكثر صعوبة تحرك الخارج في اتجاه بيروت، تعبيراً عن القلق المتزايد على الاستقرار في ضوء ما يساق من تهديدات تتناول المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الحريري.
ووسط هذا «الصخب» اللبناني وتردداته الاقليمية والدولية، وصل وزير الخاريجة الفرنسي برنارد كوشنير الى بيروت عصر امس حيث التقى رئيسيْ الجمهورية والحكومة على ان يجتمع اليوم بالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ونطيره اللبناني علي الشامي ويلتقي شخصيات سياسية وحزبية من مختلف المشارب.
وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية فان زيارة كوشنير «هي مناسبة للتذكير بدعم فرنسا للسلطات اللبنانية ولعمل حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها الرئيس الحريري»، موضحة ان رئيس الديبلوماسية الفرنسية «سيذكّر في معرض لقاءاته بتمسّك فرنسا باستقرار لبنان وسيادته إلى جانب وضع القرار 1701 موضع التنفيذ وبدور القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل»، كما سيجدد تمسك فرنسا باستقرار المنطقة واستعدادها للمساهمة بذلك، وسيصرّ على ضرورة أن يعمل كلّ شركاء فرنسا بشكل مسؤول وبنّاء على تقوية هذا الإستقرار».
واشار بيان الخارجية الفرنسية الى ان كوشنير سينقل إلى البطريرك صفير «رسالة تضامن فرنسية مع مسيحيي الشرق بعد الإعتداءات الدموية التي لحقت بمسيحيي العراق».
ووضعت دوائر مراقبة زيارة كوشنير في إطار الحِراك الدولي المتصل بلينان والذي تجلى في المحادثات الأخيرة التي جرت في العاصمة الفرنسية بين مسؤولين فرنسيين وأميركيين.
واستوقف هذه الدوائر توقيت زيارة وزير الخارجية الفرنسي في حمأة انفجار سجال سوري - اميركي بـ «مكبراتن الصوت» عكس توتر العلاقات بين دمشق وواشنطن، في حين لم تستبعد مصادر ديبلوماسية ان يمهّد كوشنير لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبنان هو الذي سبق أن اسرّ برغبته هذه، خلال زيارة الرئيس نبيه بري الأخيرة لباريس.
واستبقت واشنطن المحطة اللبنانية لكوشنير بتوجيه رسالة دعم جديدة الى لبنان، من خلال الاتصال الذي أجرته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالرئيس سعد الحريري والذي اكدت فيه التزامها «القوي بسيادة لبنان واستقلاله واستقراره»، مشيدة «بقيادة الرئيس الحريري المثابرة».
وفي اتصالها الثاني بالقيادة اللبنانية في غضون أسبوعين (الأول كان بالرئيس ميشال سليمان) تطرقت كلينتون مع الحريري الى «التطورات الأخيرة والقضايا السياسية في المنطقة»، منوّهة بأهمية «استقلال لبنان وسلامه بالنسبة الى الولايات المتحدة» ومشددة على التزام واشنطن بـ «تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية عبر برامجنا للمساعدات الاقتصادية والأمنية».
واكدت رئيسة الديبلوماسية الاميركية ورئيس الوزراء اللبناني انهما «يتطلعان قدماً لاستكمال شراكتهما وتعميق الروابط والسعي نحو شرق أوسط أكثر سلاماً وأمناً وازدهاراً».
في موازاة ذلك، بقيت ارتدادات مقاطعة قوى 8 مارس طاولة الحوار الوطني حاضرة بقوة في الساحة السياسية وسط اعتبار اوساط سياسية ان المعارضة السابقة من خلال ربط النزاع الذي أحدثته بين الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية في هيئة الحوار الوطني وبين بت ملف شهود الزور على طاولة مجلس الوزراء، أطلقت مرحلة جديدة من معركتها التصاعدية في تصعيدها لإسقاط المحكمة الدولية و«محاصرة» قرارها الاتهامي المرتقب ومحاولة نسف صدقيته لبنانياً بـ «انتزاع» اتهام مسبق لهذا القرار من «فم» الرئيس سعد الحريري يدينه بأنه «مسيس واسرائيلي» اذا اتهّم عناصر من «حزب الله» بالوقوف وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وبرز في هذا الإطار، إصرار قوى 8 مارس على حسم موضوع شهود الزور في مجلس الوزراء بجلسته المقبلة، لإصابة عصفوريْن بحجر واحد هما: دفع وزراء 14 مارس للانسحاب من الجلسة وتطيير النصاب، ما يعني بحسب هذه القوى ان 14 مارس تعترف بأنها أصبحت «اقلية»، وايضاً «امتحان» رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ووزرائه الثلاثة واين سيتموضعون مع اي تصويت، وهو ما عبّرت عنه صراحة مصادر المعارضة السابقة التي قالت عبر احدى الصحف القريبة من 8 مارس «ان جنبلاط يعلم تماماً دور الإدارة الأميركيّة والأطراف المحليّة والإقليميّة في اتهام سورية باغتيال الرئيس رفيق الحريري وإعداد الملفّات لنقل الاتهام إلى حزب الله. وبالتالي لم يعد مجدياً أن يُقدّم الاعتذارات في اللقاءات الضيقة لأن البلاد أمام مفصل خطير جداً، وحان الوقت كي يقول وليد جنبلاط ما يجب قوله من أجل إنقاذ البلاد من المؤامرة التي تُحاك ضدّه».
وكان لافتاً ان بري حاول امتصاص تداعيات مقاطعة حلفائه الحوار معلناً «ان المعتذرين عن عدم المشاركة في جلسة الحوار ليسوا ضد مبدأ الحوار، ولكن بعض المعطيات التي طرأت أخيراً والمتعلقة بالمحكمة الدولية ولّدت نوعا من النقزة لديهم»، مضيفاً: «في النهاية الحوار هو الملاذ ولا بد منه لمعالجة الخلافات».
من جهته، اعلن، رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون أنه لن يُجالس أو يُحاور «حماة شهود الزور». وقال «لم أعدْ معنياً بأي حوار ما لم يبت مجلس الوزراء ملف شهود الزور، ولن أقبل بالدعوة إلى أي جلسة لمجلس الوزراء ما لم يكن جدول أعمالها هو نفسه جدول أعمال الجلسة المؤجّلة، وعلى رأسه ملف شهود الزور بنداً أوّل». كما أعلن «أن وزراءه سيُطالبون بالتصويت على هذا الملف في الجلسة المقبلة إذا لم يُبتّ بالتوافق. فالمسألة لم تعد تحتمل التأجيل، وعلى الجميع أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم في هذا الشأن».
وقال رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد تعليقاً على غيابه عن الحوار «اننا نجد أنفسنا في حزب الله معنيين قبل غيرنا بالتضامن مع موقف العماد عون وأقطاب المعارضة ولذلك فإن عدم حضورنا أمر طبيعي».
واستوقف الدوائر السياسية اشادة الرئيس الحريري خلال رعايته وضع الحجر الأساس لمبنى جديد للقسم الابتدائي في مدرسة «انترناشيونال كولدج» بـ «حضور الرئيس بري جلسة الحوار الوطني لأن حضوره كان تأكيداً على أن التواصل بين اللبنانيين يجب أن يستمر، وهو قاعدة أساسية من قواعد النظام الديموقراطي ومن قواعد العيش المشترك الذي هو في النهاية، أسمى وأجمل وأصلب أشكال الحوار». وقال: «رغم كل الضجيج الذي تسمعونه، فإن واجبي يفرض علي أن أؤكد لكم أن الأوضاع لن تذهب، لا نحو ما يتمناه البعض، ولا نحو ما ربما يخطط له البعض الآخر (...) ونحن لم نكن يوماً دعاة عنف، ولن نكون وسيلة لدفع لبنان نحو الخراب»..

 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,567,766

عدد الزوار: 7,698,426

المتواجدون الآن: 0