أخبار لبنان..استهداف شاحنة لحزب الله "محملة بصواريخ" شرقي لبنان..مشاغلة «بالمحلّقات والغارات» على جبهة الجنوب بانتظار الردّ الإيراني!.."تداعيات كارثية"..جبهة الجنوب تثقل كاهل لبنان بخسائر فادحة..انكفاء جبهة لبنان إلى «الوعاء المغلي» والعين على..إيران..لبنان بعد عملية الأربعين: اتفاق بضمانات دولية أم حرب مؤجلة؟..هل يتحوّل لبنان إلى جبهة استنزاف دائمة؟..عودة إلى السؤال الأول: ماذا تنتظرون من المقاومة؟..

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 آب 2024 - 2:59 ص    عدد الزيارات 337    التعليقات 0    القسم محلية

        


مشاغلة «بالمحلّقات والغارات» على جبهة الجنوب بانتظار الردّ الإيراني!...

مواكبة دبلوماسية للتمديد لليونيفيل.. وترحيب بالباخرة الجزائرية في طرابلس ودعوة لطرد فياض..

اللواء....على الرغم من أن الوضع الجنوبي، استقر في المدى المنظور على العودة الى «قواعد اشتباك» مع «توازن رعب» متجدد ضمن «ستاتيكو» مواجهة بات معروفاً: قصف، فردّ على القصف، فاغتيالات فتصعيد، فإن الايام القليلة المقبلة من شأنها أن تحمل معطيات حول المسار المقبل لحرب غزة، قبل اقل من عشرة ايام من دخولها الشهر الثاني عشر، وسط اصرار رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو على التشديد على استكمال الحرب، من دون افق او اهداف لحرب عسكرية. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى ان البلد تحت تأثير المواقف من رد حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر، في حين أن السلطات المعنية تواصل أي عمل يندرج في إطار الاستعداد لأي طارىء، مشيرة إلى الى أن جبهة الجنوب محور متابعة. إلى ذلك قالت المصادر أن الوقت حان للإنتقال إلى مواكبة الملفات الأخرى التي تحمل الطابع المحلي، مع العلم أن لا معطيات جديدة على الصعيد الرئاسي أو غيره. إلى ذلك توقعت المصادر أن ينعقد مجلس الوزراء قريبا. اما على صعيد ما قاله النائب جبران باسيل بشأن المواجهة، فإن أوساط مراقبة اعتبرت أن شكل هذه المواجهة لم يتقرر بعد على أن يتظهر ذلك في وقت لاحق. ولعلّ ما طرأ من تطمينات اميركية على الموقف، على لسان رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال تشارلز براون، من شأنه انه يريح الاجواء المضطربة على مدى اسابيع بعد اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية. وكان براون قد اعلن لدى مغادرته تل ابيب ان المخاطر على المدى القريب لاتساع الحرب في المنطقة قد انحسرت الى حد ما، بعد تبادل اسرائيل وحزب الله اطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد. وقال: كان لديك امران كنت تعلم انهما سيحدثان، حدث احدهما بالفعل، والآن يعتمد الامر على كيفية مضي الثاني (في اشارة للرد الايراني المنتظر). وعلى صعيد الموقف الايراني، اعلن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان موعد انتقامنا لاغتيال هنية سيكون مفاجئاً ومتناسباً، وعلى اسرائيل ان تعيش حالة من القلق النفسي، مشيراً الى ان لا رغبة لبلاده بالحرب، لكن الاعتداء سيقابل بالرد. وسط حالة الترقب والتسخين الجارية على امتداد جبهة الجنوب، وسائر جبهات المساندة مضى لبنان في اتصالاته من اجل التمديد لليونيفيل. وفي الاطار، استقبل الوزير عبدالله بو حبيب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وتم التباحث في الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية للبنان والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الاراضي اللبنانية، بالاضافة الى الوضع في قطاع غزة والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة مع كل من مصر وقطر للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس. وتطرق اللقاء بين بوحبيب وجونسون الى مسألة التمديد لليونيفيل، وجدد التأكيد على «موقف لبنان المتمسك بأن يكون التمديد لسنة أخرى ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد المرتقب صدوره عن مجلس الأمن». وفي سياق متابعة موضوع التجديد، زار السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعرض معه سير الاوضاع في لبنان عموما لا سيما الوضع في الجنوب. وزار ماغرو ايضاً، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سفير فرنسا في لبنان يرافقه المستشار السياسي في السفارة رومين كلافاري، بحضور النائب ندى بستاني. وتطرق الحديث الى آخر المستجدات التي يشهدها لبنان والمنطقة. واستمع ماغرو لوجهة نظر النائب باسيل وسبل ايجاد الحلول، وخاصة بما يتعلق فصل مسألة انتخاب رئيس للجمهورية عما يحدث في المنطقة كمدخل لحل العديد من المسائل العالقة داخلياً. ووضعت مصادر دبلوماسية حركة السفير الفرنسي في اطار متابعة مواضيع لبنانية واقليمية ملحَّة ما زالت مفتوحة، وقالت لـ «اللواء»: ان الحركة الفرنسية تركز حالياً ايضاً على اتصالات التجديد لقوات اليونيفيل بإعتبار فرنسا حاملة قلم صياغة قرار التجديد التقني للقوة الدولية. اضافت المصادر:المتوقع صدور قرار مشابه لقرار التجديد العام الماضي ولو تم ادخال تعديلات على بعض العبارات التقنية مثل وضع عبارة « وقف العمليات القتالية في الجنوب» بدل عبارة «وقف الاعمال العدائية» التي وردت في الصيغة الاولى للقرار عند صدورالقرار 1701عام 2006 وبقيت بلا تعديل حتى الآن. واوضحت المصادر: ان النقاش لا زال يتناول في جزء منه هل يتم تعديل مهام اليونيفيل بما يتلاءم مع تطبيق القرار 1701 مع الاخذ بعين الاعتبار التطورات التي حدثت منذ عملية طوفان الاقصى وماتلاها حتى الآن. ام يبقى نص قرار التجديد كماهو بفصل التجديد عما يجري من مواجهات، خاصة ان مهمة قوات اليونيفيل هي اصلا «مراقبة تطبيق القرار 1701 لا تولّي تطبيقه». لذلك كل المقترحات تركز على ضرورة واهمية تطبيقه. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يتم التجديد لقوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في جلسة مجلس الأمن الدولي يوم غد الخميس لعام إضافي، استنادا إلى الصيغة التي اعدتها فرنسا، اذا لم تطرح اي دولة من الدول الخمس الكبرى، تعديلات على المشروع، وان كان هذا الامر مستبعدا حتى الساعات الماضية. وقالت المصادر ان الديبلوماسية اللبنانية تتحرك في الامم المتحدة مع مندوبي الدول المعنية بقرار التجديد، لتلافي اي مفاجآت غير متوقعة، ولقطع الطريق على أي محاولة تقوم بها إسرائيل في الساعات الاخيرة،في محاولة لوضع تعديلات على مشروع القرار، تتناسب مع نفوذها وسيطرتها، وإن كان ذلك صعبا، استنادا الى مواقف وتوجهات الدول الخمس المذكورة، كما تبلغتها الديبلوماسية اللبنانية، بينما يبقى الحذر قائما حتى صدور قرار مجلس الأمن الدولي بصيغته النهائية. وفي اطار الحركة الدبلوماسية، زار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، وليد بن عبد الله بخاري، السفير التركي لدى لبنان علي باريش أولوصوي، في مقر السفارة في منطقة الرابية. وجرى خلال اللقاء مناقشة التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في كافة المجالات.

كلمة لبري

سياسياً، سيكون هناك كلمة للرئيس نبيه بري ستكون شاملة بالذكرى الـ«46 لتغييب الامام السيد موسى الصدر» عند الثالثة من بعد ظهر السبت 31 آب الجاري. ورجح مصدر مطلع ان تتطرق الى الوضع في الجنوب، والمسائل المتعلقة بالوضع الداخلي، بما في ذلك الحوار المقتضي الى انتخاب رئاسة الجمهورية.

باسيل: لماذا تخاض هذه الحرب

سياسياً، جدد رئيس التيار الوطني الحر معارضته بعد 7 ت1 2023 ربط لبنان بالساحات الخرى كجبهة مساندة، مذكراً بأن المقاومة قوة للبنان، وقد تمكنت من تحقيق الاستقرار لمدة 17 عاماً بعد حرب الـ2006. وقال في عشاء للتيار مساء امس: نساند القضية الفلسطينية، ولكن من حق اللبناني ان يسأل اليوم لماذا تخاض هذه الحرب. مالياً، أحال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إلى مجلس الوزراء مشروع قانون قطع حساب الموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2020. وكانت مديرية المحاسبة العامة قد أودعت ديوان المحاسبة مشروع القانون هذا، إضافة إلى حساب المهمة للعام 2020 وحساب مهمة محتسب المالية المركزي للعام المذكور.

وصول الباخرة الجزائرية

كهربائياً، يمكن التطلع الى تباشير الانفراج الكهربائي بوصول ناقلة النفط «كام الين» المحملة بـ٣٠ الف طن من الفيول المصري لزوم إنتاج معامل الكهرباء، بناء لإتفاق «سبوت كارغو» من ميناء الاسكندرية الى الزهراني وأفرغت حمولتها، ما يسمح برفع التغذية بالتيار الكهربائي الى ما بين ٤ و٦ ساعات. ووصلت عصر امس، الباخرة الجزائريّة «عين أكر» مساء الثلاثاء، إلى قبالة منشآت نفط طرابلس الكائنة في البداوي. ورست الباخرة في عرض البحر بالقرب من خزّانات نفط المنشآت، بانتظار السّماح لها بتفريغ حمولتها، وهي عبارة عن 30 ألف طن متري من الفيول أويل الجزائري، مقدّمة على شكل هبة من الحكومة الجزائرية. وسيتم مبادلة كمية القيول الجزائري بنحو20 الف طن من غاز الفيول الملائم لمعامل انتاج الكهرباء في لبنان.

إشكال مع فياض

وحدث اشكال، خلال استقبال الباخرة في طرابلس، فعندما قال الوزير وليد فياض ان مسؤولية التأخير تقع على الحكومة، انبري رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي شادي السيد للرد عليه، بتأكيد دور الرئيس ميقاتي بالبحث عن الحلول، متهماً الوزير بالفشل، والجميع يعلم ذلك. وتوجه الى سفير الجزائر بالقول: سعادة السفير أنت مرحب بك هنا، في مدينة طرابلس، وبيوتنا مفتوحة لك، ونحن نشكر الجزائر، لكن كلام الوزير فياض مرفوض في طرابلس، واستطرد: في حال استمرار الافتراء بحق الرئيس ميقاتي فأنت غير مرغوب فيك في طرابلس لا انت ولا من يعاملك، ولا احد من تيارك.. انتم تظلمون طرابلس، وتتحاملون عليها منذ زمن. يذكر ان فياض اعلن امس ان ناقلة النفط شكام ألين» المحملة بـ30 الف طن من الفيول وصلت الى الزهراني، وبدأت افراغ حمولتها ما يسمح برفع التغذية بالتيار الكهربائي الى ما بين 4 و6 ساعات، معرباً عن امله في بدء زيادة التغذية بدءاً من يوم غد.

الوضع الميداني

ميدانياً، يحاول الاحتلال توسيع نقاط الاهداف التي يقصفها في محاولة لزيادة الضغط على المقاومة، وبالتالي الاستقرار في المنطقة. وسجّل خرق لجدار الصوت فوق بيروت والجنوب ومنطقتي صيدا والزهراني. كما شنت الطائرات المعادية غارة على العديسة. ورداً على القصف المعادي، شنت المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل، كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية في موقع العباد بمحلقات انقضاضية.

استهداف شاحنة لحزب الله "محملة بصواريخ" شرقي لبنان..

الحرة – واشنطن.. نقلت مراسلة موقع "الحرة"، مساء الثلاثاء أن سيارة شحن "بيك آب" تعرضت للقصف في منطقة رسم الحدث في البقاع، شرقي لبنان. وتداول ناشطون مقاطع فيديو قالوا إنها للشاحنة أثناء استهدافها. يقول ناشرو هذه التغريدة إن الغارات استهدفت ثلاث شاحنات في البقاع. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني لبناني قوله إن غارة إسرائيلية استهدفت ليل الثلاثاء شاحنة محملة بصواريخ تابعة لحزب الله أثناء مرورها في منطقة بعلبك في شرق لبنان. وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ "الطيران الإسرائيلي أغار على شاحنتين تابعتين لحزب الله أثناء مرورهما على طريق رسم الحدث - شعت" الدولية، على بُعد نحو عشرة كيلومترات شمال مدينة بعلبك. وأوضح أنّ الغارة "أصابت إحدى الشاحنتين المحملتين بصواريخ، ما أسفر عن انفجارات متتالية تردّد صداها في المنطقة". وأكد مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس "استهداف شاحنة على الأقلّ، وهي من طراز بيك آب، بغارة صهيونية"، لافتاً الى أن الانفجارات التي أعقبت الغارة "ناجمة عن احتراق ذخائر كانت محمّلة داخلها"، من دون تسجيل إصابات. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي. واستهدفت إسرائيل مرات عدة شاحنات وصهاريج تابعة لحزب الله قرب الحدود اللبنانية-السورية، حيث يتمركز الحزب على الجانبين. وتأتي غارة الثلاثاء بعد يومين من مواجهة واسعة النطاق دارت بين الطرفين، مع إعلان حزب الله صباح الأحد قصفه مواقع إسرائيلية بأكثر من 300 صاروخ كاتيوشا وعشرات المسيّرات ردّا على مقتل القيادي العسكري البارز فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 30 يوليو. وقال حزب الله إن قاعدة الاستخبارات العسكرية قرب مدينة تل أبيب شكلت "الهدف الأساسي" لعمليته، لكنّ اسرائيل نفت إصابة أيّ من قواعدها. وقالت إنها أحبطت "جزءا كبيرا من هجوم" حزب الله على أراضيها، ونفّذت ضربات استباقية. ورغم أن الطرفين يتبادلان القصف يوميا منذ أكثر من عشرة أشهر، ارتفع منسوب التوتر مؤخرا بعد مقتل شكر، ثم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة بعد ذلك بساعات في طهران بضربة نسبت الى إسرائيل. وتوعّدت طهران وحزب الله بالردّ على مقتلهما. ورغم مواجهة الأحد، مارس الطرفان، وفق محللين، "ضبط النفس" خشية انزلاق التصعيد إلى حرب، لا يرغبان حتى اللحظة بالانجرار إليها.

"تداعيات كارثية".. جبهة الجنوب تثقل كاهل لبنان بخسائر فادحة

الحرة....أسرار شبارو – بيروت... أشعل حزب الله جبهة جنوب لبنان في إطار "الدعم والإسناد" لحركة حماس في حرب غزة، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية على جانبي الحدود اللبنانية، لاسيما مع تصاعد التوترات العسكرية بين الحزب وإسرائيل. وانخرط حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر بتبادل شبه يومي للهجمات الصاروخية وإطلاق الطائرات المسيّرة، وسط مخاوف من تطور الصراع بينهما إلى حرب شاملة. هذه التطورات فاقمت الوضع في لبنان، الذي يعاني منذ حوالي 5 سنوات من أزمة اقتصادية خانقة. فقد أدت "جبهة الإسناد" إلى دخول البلاد في دوامة جديدة من الأزمات، شملت القصف والدمار والنزوح والمعاناة الإنسانية، وسط تصاعد التوترات السياسية والانقسامات الداخلية، وزيادة الضغط على الحكومة اللبنانية التي تواجه تحديات كبيرة في محاولة معالجة الوضع المتدهور.

خسائر بشرية

"رغم تصاعد الخسائر التي يتكبدها لبنان نتيجة فتح جبهة الإسناد لدعم غزة، إلا أن هذه الجبهة لم تحقق أي مكاسب ملموسة لغزة ولم تُلحق ضرراً بإسرائيل"، وفقاً لما يؤكده المحلل العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد المتقاعد يعرب صخر. ويشدد صخر في حديث لموقع "الحرة" إلى أن "لبنان المتضرر الأول في هذه المعركة، إذ تحوّل إلى منصة لإطلاق صواريخ حزب الله، مما جعل الشعب اللبناني وقوداً لهذه الصواريخ، بينما تتحول أركان السلطة اللبنانية إلى أسلحة استراتيجية بيد الحزب، باختصار لبنان بأسره يعاني من تداعيات فتح هذه الجبهة." ويؤكد أن حزب الله تكبد خسائر جسيمة، إذ "قتل نحو 500 عنصر منه، بينهم قياديون من الصف الأول والثاني والثالث، دون تحقيق أي نصر يُذكر." من جانبه، يلفت العميد المتقاعد والخبير العسكري اللبناني، ناجي ملاعب، إلى تصاعد الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها لبنان. ويشدد في حديث لموقع "الحرة" على أن حجم "هذه الخسائر لا يمكن إحصاؤه بشكل كامل ما دامت الحرب مستمرة". ووفقاً لإحصاءات وزارة الصحة، سجل منذ الثامن من أكتوبر حتى العشرين من الشهر الحالي، 2412 إصابة، منها 564 قتيلا معظمهم من مسلحي حزب الله، أما عدد النازحين، فقد بلغ 110,099 شخصاً. وفي تصريح اعلامي، قال رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر أمس الاثنين، إن الخسائر البشرية الحالية بلغت 619 قتيلاً، منهم 558 لبنانيين و61 من غير اللبنانيين، بالإضافة إلى نحو ألفي جريح.

خسائر مباشرة

تخلّف الحروب نوعين من الخسائر المادية: مباشرة وغير مباشرة، وفقاً للصحفي الاقتصادي اللبناني، خالد أبو شقرا، و"تتمثل الخسائر المباشرة في تدمير المنازل، إغلاق المؤسسات، تضرر الزراعة، والنزوح، وهي تقدر بنحو 8 مليارات دولار". ويشير أبو شقرا، في حديث لموقع "الحرة"، إلى تصريح رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، الذي أكد خلاله أن "الأضرار شملت حتى أمس الاثنين تدمير حوالي 4 آلاف منزل بالكامل وتضرر نحو 20 ألف منزل آخر بشكل كبير، مع الإشارة إلى أن جزءاً كبيراً منها قد يحتاج إلى هدم إذا لم تكن صالحة للسكن، في حين تضرر 25 ألف منزل بشكل طفيف". وبيّن حيدر أن الأضرار الناتجة عن الحرب الحالية تتراوح بين 40 و50% من الأضرار التي شهدتها حرب يوليو 2006، معبراً عن قلقه من تفاقم الوضع إذا استمر هذا الواقع. وفي هذا السياق، يوضح صخر أن "عشرات القرى والبلدات في الجنوب اللبناني، بعمق يتراوح بين 5 و10 كيلومترات، باتت مناطق مدمرة ومهجورة تشبه غزة، وسكانها يعانون من النزوح الداخلي والخارجي". كما يشير ملاعب إلى التدمير الذي طال مناطق جنوبية "تمتد على مسافة لا تقل عن 8 كيلومترات، وهي المناطق التي طالبت إسرائيل حزب الله بالانسحاب منها لتحويلها إلى منطقة معزولة"، مضيفاً أن إسرائيل "استهدفت بعض المنازل بحجة استخدامها من قبل حزب الله، مما أدى إلى تدمير شبه كامل لبعض القرى الجنوبية". ويلفت ملاعب إلى أن إسرائيل "بدأت في استخدام قذائف اختراقية وفراغية في عملياتها العسكرية"، مشيراً إلى أن إحدى غارات "إف-16" على منطقة كفركلا دمرت أربعة أبنية بشكل كامل، وكان صوت الارتجاج الناتج عنها مسموعاً في كل منطقة الجنوب وصولاً إلى صيدا، وقد امتد استخدام هذا النوع من الأسلحة إلى مناطق في البقاع". وعلى الصعيد الزراعي، يوضح أبو شقرا أن "الزراعة في الجنوب، التي تشكل حوالي 20% من إجمالي الإنتاج الزراعي في لبنان، تعاني من خسائر فادحة نتيجة المعارك الدائرة. فقد تسببت الحرائق في أضرار جسيمة طالت حوالي 20 مليون متر مربع من المساحات الزراعية، خاصة في أحراج الزيتون والأشجار المثمرة. كما تضررت زراعة التبغ والقمح، إلى جانب تدمير قفران النحل وبعض مزارع الحيوانات والدواجن". ويتطرق ملاعب أيضاً إلى الخسائر الزراعية، مشيراً إلى أن "مساحات كبيرة من الأراضي أصبحت غير صالحة للزراعة نتيجة القصف بقذائف الفوسفور عدا عن خسائر لبنان لمساحات واسعة من أحراجه التي ابتلعتها النيران".

خسائر غير مباشرة

وفيما يخص الخسائر غير المباشرة، يشير أبو شقرا إلى أن " القطاع السياحي في لبنان يعاني من خسائر فادحة بلغت حتى الآن نحو 3 مليارات دولار" موضحاً أن تقديرات نقابات السياحة وأصحاب الفنادق والمطاعم تشير إلى "تراجع عائدات القطاع بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، حيث حقق حينها عائدات بقيمة 6 مليارات دولار". وفي سياق متصل، يلفت ملاعب إلى أن لبنان كان "يعوّل على القطاع السياحي لتعويض جزء من خسائره الناتجة عن الأزمة الاقتصادية، غير أن السياحة شهدت تراجعاً كبيراً، واقتصرت الزيارات على المغتربين اللبنانيين الذين أمضوا فترات قصيرة في بلدهم". وفي حين أن قطاع الطيران لم يسجل تراجعاً كبيراً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع استمرار قدوم المغتربين إلى لبنان، كما يشير أبو شقرا، إلا أن "قطاع تأجير السيارات شهد تراجعاً ملحوظاً، إذ لم يتمكن سوى من تأجير نصف أسطوله المكوّن من 8 آلاف سيارة". ويشدد أبو شقرا على أن "صندوق النقد العربي أكد أن كل زيادة بنسبة 1% في الإيرادات السياحية يمكن أن تزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.36%، ما يعني حرمان لبنان من فرصة زيادة ناتجه المحلي الإجمالي الذي لا يتجاوز حالياً 20 مليار دولار". يذكر أنه في ظل الأوضاع المتوترة، قطع العديد من المغتربين اللبنانيين والسياح الأجانب إجازاتهم وعادوا إلى بلدانهم، كما دعت عدة دول رعاياها إلى مغادرة لبنان، واتخذت شركات طيران وطنية وعربية وأجنبية قرار تعديل جدول رحلاتها أو تعليقها إلى بيروت. كما خسر لبنان "الفرصة البديلة" وفقاً لما يقوله أبو شقرا، "إذ كان من الممكن أن يحقق نمواً اقتصادياً لو لم تُفتح جبهة الجنوب"، مشيراً كذلك إلى أن تراجع الاستثمارات يعد من الخسائر غير المباشرة. إضافة إلى ذلك، شهدت تكلفة الشحن إلى لبنان ومنه ارتفاعاً كبيراً، ويقول أبو شقرا "ارتفعت أسعار الاستيراد والتصدير بنسبة 15% ويعود ذلك إلى اضطرار السفن القادمة من شرق آسيا للالتفاف حول أفريقيا للوصول إلى البحر المتوسط، بدلاً من عبور البحر الأحمر وقناة السويس، وفي الوقت ذاته، تصاعدت تكلفة النقل البري وزادت العراقيل أمام عمليات الاستيراد والتصدير عبر سوريا".

اختلال ميزان الردع

عسكرياً، تتمثل الخسارة الكبرى لحزب الله، وفق ما يقوله صخر "في تراجع أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن تهديداته السابقة، حيث كان قد أعلن أن أي هجوم على الضاحية الجنوبية سيتبعه هجوم على حيفا أو تل أبيب. ولكن رغم تعرض الضاحية للقصف الإسرائيلي مرتين، لم يجرؤ حسن نصر الله على تنفيذ تهديده." وفي هذا السياق، يوضح صخر أن "إسرائيل توسعت في ضرباتها لتشمل العمق اللبناني وصولاً إلى بعلبك والهرمل، متجاوزة مسافة 120 كيلومتراً"، مشدداً على أن إسرائيل "استهدفت البقع اللوجستية الخلفية والوسطية والمتقدمة لحزب الله." وفي إطار قصف البقع الخلفية، يشرح صخر أن إسرائيل "تستهدف إضافة إلى بعلبك والهرمل، مناطق في سوريا مثل حمص وحلب وحماة ودمشق، بما في ذلك المطارات، بهدف تدمير مخازن وخطوط الإمداد اللوجستية لحزب الله. وبالنسبة للبقع الوسطية، يمكن الإشارة إلى قصف إسرائيل للنبطية، وكذلك تقصف البقع المتقدمة مثل بنت جبيل. كل ذلك في وقت يقف فيه حزب الله عاجزاً عن الرد بما يتجاوز عمق 15 كيلومتراً، معتمداً على صواريخ كاتيوشا وغراد التي تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية". وفيما يتعلق برد حزب الله على مقتل القيادي فؤاد شكر، يشير صخر إلى أن "نصر الله كان يهدف من خلال ذلك إلى استعادة توازن الردع، وقد كان متوقعاً أن يشمل رده إطلاق آلاف الصواريخ لكنه لم يتمكن من إطلاق سوى 340 صاروخاً، معظمها انفجر في الجو أو سقط في مناطق خالية". الهدف الأساسي لنصر الله كان استعادة "توازن الردع"، ولكن كما يقول صخر "هذا التوازن لم يتحقق، بل كشف عن الفجوة العميقة بين حزب الله وإسرائيل في ميزان الردع، وعدم قدرة الحزب على تجاوز الخط الأحمر الذي تضعه الولايات المتحدة لإيران، والتي تلزمه الأخيرة به".

الخاسر الأكبر

تطال تداعيات جبهة الجنوب المشهد السياسي في لبنان، وبحسب ملاعب فإن "فتح هذه الجبهة في وقت تعاني فيه البلاد من فراغ رئاسي وحكومة منتهية الصلاحية، دون استراتيجية اقتصادية أو أمنية، يعد أمراً خطيراً للغاية"، ويضيف أن "هذا الوضع عمّق الانقسام السياسي الموجود مسبقاً، وأدى إلى تدمير المؤسسات الرسمية، مع العلم أن إضعاف الدولة أخطر من الأزمة الاقتصادية أو الوضع العسكري القائم منذ أشهر". وبشكل عام تعد الخسائر التي يتعرض لها لبنان نتيجة فتح جبهة الجنوب "فادحة"، كما يشير أبو شقرا، متسائلاً عن الجهة التي ستتعامل مع هذه الخسائر، ومؤكداً عدم قدرة الحكومة على تحمل هذا العبء، "خاصة في ظل عدم استعداد الجهات الخارجية لدعم لبنان عبر القنوات الرسمية، كما حدث بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث تم توجيه المساعدات عبر جمعيات المجتمع المدني بسبب انعدام الثقة بالمؤسسات الرسمية". ويشرح: "لا يوجد رغبة دولية في إعادة إعمار لبنان بعد الحرب، مما يمثل تحدياً كبيراً للبلاد" ويشير إلى أن "مصير سعر صرف الليرة اللبنانية قد يكون مهدداً إذا قررت الدولة تقديم التعويضات بالعملة المحلية". من جانبه، يشير صخر إلى أن "الإنجازات الميدانية هي العامل الحاسم في تحديد نتائج المفاوضات"، ويؤكد أن "المفاوضات حالياً تسير لصالح إسرائيل، مما يعني أنها المنتصرة وليس حزب الله أو المحور الذي ينتمي إليه"، ويشدد على أن "جبهة الإسناد لم تجلب سوى الخسائر والخيبات لحزب الله، ويبقى لبنان الخاسر الأكبر". ورغم الآثار الكارثية التي خلفتها مشاركة لبنان في الصراعات الخارجية، يواصل أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الإصرار على إبقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة حتى يتوقف إطلاق النار في غزة، بغض النظر عن التكلفة العسكرية والخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عن ذلك.

رئيس الأركان الأميركي: مَخاطر اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت

انكفاء جبهة لبنان إلى «الوعاء المغلي» والعين على... إيران

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- بوحبيب التقى رئيس بعثة سفارة الكويت: تأكيد عمق العلاقات الأخوية ومتانتها

- فيديو «حربي»... حان وقت الدور الإيراني

... إلى إيران دُر. هكذا بدا المشهد في بيروت أمس ومنها مع الانحسار النسبي المستمرّ للمواجهات على جبهة جنوب لبنان بعدما عادت «عقاربُ الساعة» إلى ما قبل 30 يوليو تاريخ اغتيال إسرائيل القيادي الكبير في «حزب الله» فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في أعقاب تنفيذ الحزب (الأحد) «ثأره» المحسوب الذي تَحَسَّبت له أيضاً تل أبيب بـ«ردّها قبل الردّ» ما وفّر فجوةً لتخفيف النار تحت «طنجرة الضغط» التي أوشكت أن تنفجر بالمنطقة برمّتها. ومع استمرار القراءاتِ في أحداث «الأحد المشهود» التي اعتُبرت الأكثر تعبيراً عن إدراك جميع اللاعبين، حتى الساعة، مَخاطر نقْل الصراع إلى مستوى «يا قاتل يا مقتول» إقليمياً، وعن مضيّهم في ما وُصف بأنه اختبارٌ متبادَل لحدود قدرة كل منهم على التحمل في إطار لعبة «عض الأصابع» المحتدمة على تخوم حرب غزة، بدا أن جبهة لبنان التي حَجَبَ هديرُها على مدى نحو شهر مجريات التطورات في القطاع انكفأتْ وعادت الى «الوعاء المغلي» نفسه الذي كانت تتقلّب فيه منذ 8 أكتوبر كـ«ساحة مشاغَلةٍ» كادت أن تتحوّل مفتاحَ إشعال صِدامٍ في المنطقة عبر «قوس النفوذ» الإيراني بمختلف حلقاته. وإذا كانت «تجزئةُ» الردّ بين «حزب الله»، الذي «قاد» صفوف «مَهمة الانتقام» وثأرَ لاغتيال شكر، وبين إيران التي مازالت في وضعية ON HOLD في ما خص ضربتها التي توعّدتْ بها على خلفية اغتيال إسماعيل هنية في عاصمتها (فجر 31 يوليو) - ومثلها الحوثيون على استهداف ميناء الحديدة - عكستْ قراراً إستراتيجياً بتفكيك «وحدة الساحات» موْضعياً ومرحلياً بهدف تجنّب حرب شاملة يعتبرها المحور الإيراني «فخاً» سيضعه بمواجهةٍ مباشرة مع الأساطيل الأميركية في المتوسط، فإنّ البارز في الساعات الماضية تَقَدُّمُ الإشاراتِ إلى أن طهران «لم ترمِ راية الانتقام» وأن ردّها حتمي وآتٍ. ورغم أنه بدا من الصعب التمييز بين ما هو في إطار «الحرب النفسية» بهدف زيادة الضغط على إسرائيل للإفراج عن هدنة غزة، وبين حقيقة استعداد إيران لردّ قريب، فإنّ أجواء متناقضة سادت وسط عدم إسقاط البعض من الحساب إمكان أن تقوم طهران، وفي «استنساخٍ» لضربة حزب الله، بردٍّ مُنْضِبط وقد يكون أمنياً أو عسكرياً «مدروساً بدقة» بحيث تنتهي بدورها من «وعد الثأر» الذي بات حتى عبئاً عليها مستفيدةً في ذلك من مؤشرات إلى أن نتنياهو أظهر أيضاً أنه لا يريد الحرب الواسعة، في مقابل اعتبار أوساط أخرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ «تجرُّعه» ردّ الحزب ودَسّه «الضربة الاستباقية» فيه ربما ينصب كميناً لإيران، وهو ما تدركه، ولا سيما أن اندفاعته الاستباقية على جبهة لبنان شكّلتْ «إنذاراً سبّاقاً» لِما قد ينتظر الجمهورية الإسلامية متى لاحت رؤوس الصواريخ أو أنوف المسيّرات. ولم يكن عابراً فيديو نشرته «وكالة إيران بالعربية للأنباء» على موقع «اكس» وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام تحت عنوان «حان وقت الدور الإيراني» وتظهر فيه أنفاق إيرانية وصواريخ بعيدة المدى منقولة على عربات أو منصوبة على منصات إطلاق وبعضها يلوح وقد رُمي، وسط أسئلة عن سر استخدام عبارة الدور وليس الردّ، في الوقت الذي نُقل عن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني «ان ردّ إيران على جريمة الصهاينة في طهران أمر حتمي وتوقيت الرد بيد القوات العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية».

المخاطر «انحسرت»

وفي الوقت الذي جرى التداول أيضاً بخبر، لم يتم تأكيده ولم يكن جرى نفيه، عن أن إيران وجهت تحذيراً إلى شركات الطيران لتوخّي الحذر عند التحليق فوق أجزاء من مجالها الجوي اعتباراً من الأول من سبتمبر المقبل، برز كلام رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية سي كيو براون عن أن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما، بعد تبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد «لكن إيران لاتزال تشكل خطراً كبيراً بتفكيرها في توجيه ضربة لإسرائيل». وجاء كلام براون لـ «رويترز»، بعد رحلة استغرقت 3 أيام إلى الشرق الأوسط، زار فيها إسرائيل بعد ساعات فقط من إطلاق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة عليها. وهو أشار إلى أن هجوم حزب الله كان واحداً فقط من هجومين كبيرين هُدِّد بشنهما ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، حيث تهدد إيران أيضاً بشن هجوم على خلفية اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. وقال لدى مغادرته إسرائيل: «كان لديك أمران كنتَ تعلم أنهما سيحدثان. حدث أحدهما بالفعل. والآن يَعتمد الأمر على كيفية مضيّ الثاني. كيفية رد إيران ستكون من محدِّدات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع». كما حذر براون من أن هناك أيضاً خطراً تشكله أذرع إيران في الشرق الأوسط الذين يهاجمون القوات الأميركية، وكذلك الحوثيون حلفاء طهران في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيّرة على إسرائيل. وقال براون إن الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وقواته في الشرق الأوسط مما كان عليه الأمر في 13 أبريل، عندما شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، إذ أطلقت مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية. وأشار إلى قرار يوم الأحد الإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، فضلاً عن إرسال سرب إضافي من الطائرات «إف 22» المقاتلة، وقال: «نحاول التحسين عما فعلناه في أبريل». وذكر أنه «مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار. يريدون أن يفعلوا شيئا يرسل رسالة، لكنهم أيضاً، كما أعتقد، لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع». وفي هذا الوقت، وغداة تأكيد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أن «مهمتنا واضحة وهي إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان في أسرع وقت»، مشدداً خلال جولة له على الحدود الشمالية مع لبنان «نحن مصممون على مواصلة إلحاق الضرر بحزب الله والقضاء على قياداته»، استمرت الاستهدافات الإسرائيلية لجنوب لبنان حيث أغارت مسيّرة على سهل المجادل شرق صور ما أدى إلى اضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية وإصابة ثلاثة مواطنين بجروح، فيما أسفرت غارة على شيحين عن إصابة مواطن بجروح متوسطة. وفي حين تم استهداف سيارة «رابيد» في مزرعة المجيدية الحدودية في قضاء حاصبيا بعدد من القنابل ما أدى الى احتراقها، مع تسجيل قصف لعدد من البلدات، نفّذ الحزب عمليتين طوال نهار أمس إحداهما ضد «مبان يستخدمها جنود العدو في مستعمرة نطوعة بالأسلحة المناسبة».

الحراك الدبلوماسي

في موازاة ذلك، استمرّ الحِراك الدبلوماسي مواكبة لمرحلة ما بعد ردّ «حزب الله» وملاقاةً للتمديد المرتقب في مجلس الأمن يوم غد لقوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب والتي تُعتبر الذراع التنفيذية للقرار 1701 مع الجيش اللبناني. وفي الإطار، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان ليزا جونسون «وتم التباحث في الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية للبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الاراضي اللبنانية، بالاضافة الى الوضع في قطاع غزة والمساعي التي تقودها واشنطن مع كل من مصر وقطر للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين إسرائيل وحماس». كما تم بحث مع مسألة التمديد لـ«اليونيفيل»، وجدد بوحبيب «تأكيد موقف لبنان المتمسك بأن يكون التمديد لسنة أخرى ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد المرتقب صدوره عن مجلس الأمن». واجتمع بوحبيب، أيضاً، مع رئيس بعثة سفارة الكويت لدى لبنان الوزير المفوض عبدالله الشاهين وجرى عرض الأوضاع الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة والجهود الجارية للتهدئة «وتم تأكيد عمق العلاقات الأخوية ومتانتها بين البلدين والشعبين الشقيقين وعلى ضرورة تعزيزها والارتقاء بها على مختلف الصعد»، كما أورد المكتب الإعلامي للوزير اللبناني.

لبنان بعد عملية الأربعين: اتفاق بضمانات دولية أم حرب مؤجلة؟

الجريدة...منير الربيع... بعد «عملية الأربعين»، التي نفّذها حزب الله ضد إسرائيل صباح الأحد الماضي، عاد لبنان إلى قواعد الاشتباك السابقة لعملية اغتيال المسؤول العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت. مساعٍ كثيرة بُذلت في الكواليس قادها الأميركيون في سبيل احتواء انتقام حزب الله ومنع التصعيد، وقد بدأ هذا الدور الأميركي يتكشف تباعاً، لا سيما لجهة الحرص على الردّ المضبوط من قبل الحزب، والضربة الاستباقية من قبل الإسرائيليين، وهي ضربات لم يحصل فيها أي خطأ من شأنه أن يستدرج الجبهة الجنوبية للبنان إلى مزيد من التصعيد. بذلك تجاوز لبنان قطوعاً لمرحلة معينة، ولكن من دون ضمانات بعدم عودة مخاطر التصعيد الأكبر، طالما أن الحرب مستمرة على غزة، والجبهة مفتوحة من قبل الحزب الذي يرفض أي وقف لعملياته، بما أنه لم يتم الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة. في الوقت نفسه، هناك محاولات للالتفاف على أي تصعيد من خلال تمرير محطة التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، وسط مساعٍ بذلت لإبقاء الصيغة القديمة من دون إدخال تعديلات عليها، لا سيما أن لبنان نجح في التوافق مع فرنسا، وروسيا والصين على اعتماد الصيغة القديمة وعدم تخفيض مدة ولاية «يونيفيل» إلى 6 أشهر بدلاً من سنة. في المقابل، هناك تعقيدات جديدة تطرأ على مسألة دور «يونيفيل» والدولة اللبنانية ما بعد وقف الحرب، وأبرز هذه المعضلات هو كيفية مواجهة معضلة سلاح حزب الله الموجود في الجنوب، في ضوء ما كشفه الحزب عن أسلحته وصواريخه ومسيراته القادرة على الوصول إلى تل أبيب والإعلان عن صواريخه البالستية أو كشفه عن الأنفاق، وفق ما صدر في فيديو عماد 4، إذ إن كل هذه الأسلحة والتوازنات العسكرية التي يحاول الحزب تكريسها تتجاوز أي مساحة ترتبط بتطبيق القرار 1701 وبمساحة عمل قوات «يونيفيل» في جنوب نهر الليطاني، لا سيما بعدما أعلن نصرالله القدرة على إطلاق مسيرات من البقاع أي من مسافات تتجاوز عشرات الكيلومترات. كل هذه الملفات والبنود تبدو حاضرة في المفاوضات الدولية، من دون توافر أي بلورة لصورة الحلّ في المرحلة التالية لما بعد الحرب، وما هي الضمانات التي يمكن أن يتم تقديمها بشكل يوفر «الأمن لسكان المستوطنات الشمالية» في إسرائيل. وذلك ما يسعى الإسرائيليون للضغط من خلاله على القوى الدولية في إطار التحفيز على دعم تل أبيب، في أي عملية عسكرية تفكّر تنفيذها في لبنان في المرحلة اللاحقة، أو الضغط في سبيل الحصول على هذه الضمانات. وبذلك أصبح الواقع في لبنان شديد التعقيد، على الرغم من انخفاض منسوب الانفجار العسكري للحرب والمساعي القائمة لتجنّبها، مما يعني أن لبنان سيكون أمام احتمال من اثنين، إما الوصول إلى اتفاق كبير مع ضمانات كبرى برعاية قوى دولية وإقليمية بما فيها إيران، وإما أن الحرب ستكون واقعة، لكنها مؤجلة، وفق ما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قبل أيام.

الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جندي في هجوم طائرة أطلقها «حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن «طائرة معادية» انطلقت من لبنان أصابت أحد جنوده في شمال إسرائيل. ولم يذكر الجيش طبيعة الطائرة، لكنه يشير عادةً إلى هجمات بطائرات مسيّرة، ونُقل الجندي إلى المستشفى. وقال الجيش إن جنوده حدّدوا «خلية إرهابية» تعمل داخل هيكل عسكري لـ«حزب الله» في منطقة العديسة بجنوب لبنان، مضيفاً أنه ضرب ذلك الهيكل العسكري وقضى على الخلية. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقتي شبعا ويارين في جنوب لبنان. وكان «حزب الله» أعلن في وقت سابق، في بيان مساء الثلاثاء، أن عناصره استهدفوا التجهيزات التجسّسية في موقع «العباد» الإسرائيلي بمسيّرات انقضاضية. وجاء في بيان «حزب الله»: «استهدف مقاتِلونا اليوم التجهيزات التجسّسية في موقع (العباد) بمحلّقات انقضاضية، وأصابوها إصابة مباشرة». وكان «حزب الله» قد أعلن في بيانَين منفصلَين سابقين، الثلاثاء، أن عناصره استهدفوا التجهيزات التجسّسية المستحدَثة في محيط ثكنة «دوفيف» الإسرائيلية بمحلّقة انقضاضية، واستهدفوا مباني يستخدمها جنود إسرائيليون في مستوطنة «نطوعة» الإسرائيلية بالأسلحة المناسبة. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، على بلدة العديسة. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن، مساء الثلاثاء، غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة العديسة. وسقط 4 جرحى في غارتين إسرائيليتين استهدفتا، قبل ظهر الثلاثاء، بلدتَي المجادل وشيحين بجنوب لبنان. واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية، قبل ظهر اليوم أيضاَ، سهل بلدة المجادل في جنوب لبنان، وأدّت الغارة إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية. ونفّذت طائرة مسيّرة إسرائيلية، صباح الثلاثاء، غارة استهدفت منطقة مفتوحة عند أطراف بلدة النبطية الفوقا الشرقية، وأطلقت صاروخاً لم ينفجر. كما أطلقت القوات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، النار من الرشاشات الثقيلة على بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، ما أدّى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات. يُذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة رداً على هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل.

لبنان: «اليونيفيل» تكشف إطلاق صاروخ الأحد الماضي بالقرب من موقع لها

بيروت: «الشرق الأوسط».. كشفت قوة «الأمم المتحدة» المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لوكالة «رويترز»، اليوم (الثلاثاء)، إن أحد الصواريخ التي أُطلقت من لبنان خلال الاشتباك العنيف بين جماعة «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، أُطلق من مكان قريب من موقع تديره قوات حفظ السلام الدولية. وأوضحت القوة أنها رصدت «عدداً كبيراً من الغارات الجوية وإطلاق الصواريخ في منطقة عملياتها» بداية من صباح يوم الأحد. وقالت المتحدثة باسم اليونيفيل، كانديس أرديل: «رصدنا إطلاق صواريخ بالقرب من أحد مواقعنا في الحنيّة»، في إشارة إلى بلدة في جنوب لبنان على بعد نحو 10 كيلومترات شمال الحدود مع إسرائيل. وأضافت المتحدثة أن انفجاراً وقع في وقت لاحق من اليوم بالقرب من موقع ليونيفيل في ميس الجبل الحدودية دون حدوث أضرار أو إصابات. وتابعت: «نؤكد للجميع باستمرار أن استخدام المناطق القريبة من مواقعنا لشنّ هجمات عبر الخط الأزرق بما يعرض قوات حفظ السلام للخطر هو أمر غير مقبول ويشكل انتهاكاً للقرار 1701». والخط الأزرق هو خط ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

هل يتحوّل لبنان إلى جبهة استنزاف دائمة؟

الاخبار..هيام القصيفي... تراجع التهديد بتوسيع الحرب، على قاعدة توازن الردود المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، لا يلغي أن لبنان لا يزال في قلب الحدث العسكري مع إسرائيل. جبهة الإسناد بالنسبة إلى الحزب هي جبهة حرب مفتوحة بالنسبة إلى إسرائيل....... الانحسار الآني لموجة التهديد بتوسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان وحزب الله لا يعني أن لبنان لم يعد في قلب العاصفة. ثمة فارق كبير بين التلويح بحرب على قاعدة الردود والردود المتبادلة إثر عملية الضاحية الجنوبية، والرغبة الإسرائيلية في نقل الصراع مع حزب الله إلى مستوى آخر، واغتنام فرصة لن تتكرر لـ«حل مسألة الحزب» لمرة أخيرة، إذ إن توصيف الحرب الدائرة جنوباً كحرب إسناد بالنسبة إلى حزب الله، لا تعترف به إسرائيل التي تتعامل مع ما يجري على أنها حرب ترتفع وتيرتها وتخفّ بحسب المقتضيات العسكرية والأمنية والسياسية المتعلقة بها وبحجم المساندة الأميركية المفتوحة لها، ولا يستبعد احتمال نقلها في أي مرحلة إلى نوع مختلف من الحروب التي قد لا يكون لبنان شهد مثلها بخلفياتها وأهدافها، إن لم تنضج المفاوضات الأميركية - الإيرانية وتستقر على أثمان مقبولة، وحين تصبح اللحظة مناسبة لوضعيتها العسكرية، في ظل حشد أميركي هجومي متأهّب لمساعدتها.تتقاطع معلومات غربية مع قراءة تداعيات وقف الاندفاعة نحو الحرب، ليس فقط أميركياً وإسرائيلياً، إنما أيضاً من جانب إيران وحزب الله. وإذا كانت طهران أكدت منذ البداية عدم رغبتها في توسّع الحرب، فإن إسرائيل كرّرت في رسائلها رفضها كذلك. لكنها كانت - ولا تزال - متمسّكة بمفصل أساسي يتعلق بمستقبل حضور حزب الله على الحدود الشمالية. ما تبدّل في الأيام الأخيرة ليس انقلاب موقف إسرائيل تجاه الحزب، إنما درس أعمق لانعكاس توسّع الحرب على المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية قبل الانتخابات الأميركية، ومراعاة لأوضاع سكان الشمال، وما حقّقته إسرائيل حتى الآن بما تعتبره غضّ نظر عربي ودولي لمصلحتها.

لبنانياً، قد يحمل نزع فتيل الحرب ظرفياً مفارقات مختلفة عن السائد. فجبهة الجنوب التي يفترض أن تكون جبهة إسناد، ستكون من الآن وصاعداً أقرب إلى مثال الصراع الدائم بين إسرائيل والضفة الغربية من خلال صدامات عسكرية ترتفع أو تخفت حدّتها بحسب الظروف السياسية والعسكرية. وما خلا الدخول العسكري الإسرائيلي المتكرر إلى الضفة، فإن جبهة الجنوب، بعد مرحلة استتباب منذ عام 2006 والقرار 1701، عرضة لأن تصبح شبيهة بجولات الكر والفر بين الفلسطينيين وإسرائيل، والأكثر خطورة أن تصبح أمراً واقعاً طويل الأمد، حتى ولو توقّفت حرب غزة. وهذه هي النقطة الأساسية في قراءة مفاعيل ما يتعلق بالتفاوض حول لبنان ومستقبل الجنوب، والقدرة على التعايش مع احتمالات مجهولة وسيناريو جديد بحيثياته، يختلف تماماً عن مراحل مواجهات سابقة بين الطرفين.

تتعامل إسرائيل مع ما يجري جنوباً كحرب ترتفع وتيرتها وتخفّ بحسب المقتضيات العسكرية والأمنية والسياسية

على الجبهة السياسية كذلك، فإن ما حصل حتى الآن نتيجة المفاوضات الدائرة حول غزة، هو أن لبنان دخل في قلب الصراع الفلسطيني - (الإيراني) - الإسرائيلي، بعد سنوات طويلة تأجّجت فيها الخلافات في لبنان والمنطقة حول ضرورة فصل أزمته عن أزمة الشرق الأوسط، فأُعيد اليوم دمج المسارات في المنطقة بين الساحات التي لإيران نفوذ فيها، ومنها لبنان الذي بات مصيره معلّقاً على مصير التفاوض الإقليمي، في وقت خرجت دول عربية من هذه المسارات، وتحررت من عبء القضية الفلسطينية، ولكل منها مصالحها: من قطر التي تسعى إلى ربط التواصل بين الإخوان المسلمين وإيران، ومصر التي تريد، وكذلك الأردن، عدم دفع فاتورة الحرب ونقل الصراع إلى أراضيهما، إلى سوريا التي أصبحت خارج اللعبة، فيما تحمي الصين الدور السعودي وتبعده عن تأثيرات الحركة الإيرانية. لذا، يصبح عنوان لبنان في التفاوض الجاري تحت سقف غزة أكثر حضوراً في المشهد الإيراني - الأميركي، وفي تحوّله إلى بند من بنود النقاش حول مستقبل دول المنطقة في ظل التحوّل الذي يشهده الصراع مع إسرائيل، سواء بالنسبة إلى من يريد إبقاء الصلات معها واستمرار فتح قنوات الاتصال، أو من يريد الإفادة من صعود الفورة الفلسطينية التي تبدّلت صورتها مع حدث 7 تشرين الأول، لتحقيق قفزة في نوعية الصراع العسكري. ولبنان عالق بين الحدّين، إلى أن ينضج التفاوض الأميركي - الإيراني. لكنه باقٍ في دائرة النار ما دامت إسرائيل لم تحسم بعد كيف ترى مستقبل الجنوب من وجهة نظرها، بما هو أبعد من حرب الاستنزاف التي تخوضها لأشهر مقبلة، لأن ما يتكرر في النقاشات الأميركية هو أن إيران وحزب الله وحماس لا يتعاملون مع التحول الإسرائيلي بعد 7 تشرين الأول، على أنه جوهري في المسار الأمني والعسكري، فيما إسرائيل مصرّة على إشهار أنها لن تعود إلى مرحلة ما قبل 7 تشرين، وتعويلها على الانتخابات الأميركية قد يتلاقى مع هذه النقطة، سواء بالنسبة إلى لبنان أو غزة والضفة الغربية.

عودة إلى السؤال الأول: ماذا تنتظرون من المقاومة؟

الاخبار..ابراهيم الأمين.... مرة جديدة، تقف المقاومة في لبنان أمام انقسام سياسي حول أصلها وفصلها ووظيفتها ودورها ومستقبلها. وأي تغيير في المواقف، لا يعكس بالضرورة تحوّلات كبرى، بقدر ما يعكس طبيعة موازين القوى الحاكمة. وإذا كانت جريمة غزة غير المسبوقة دفعت بالبعض إلى الصمت، ولو من باب الحياء، إلا أن هذا البعض حاله كالأفاعي التي تنتظر لحظة الانقضاض على الفريسة.قد تكون صعبةً مجاراة كل صاحب رأي في ما تفعله المقاومة، لأن الأمر يعود أصلاً إلى طبيعة النقاش وهدفه. وإذا كان بيننا، في لبنان، أو العالم العربي، من لا يزال يرفض المقاومة فكرة أو خياراً لمواجهة التوحّش الأميركي - الأوروبي - الإسرائيلي، فمن الأفضل تجاهل هؤلاء بصورة تامة. وإذا احتجّ بعضهم على إهمالهم باعتبار ذلك سلوكاً عدائياً ينمّ عن فوقية واستعلاء من جانب المقاومة، فإن الدونية التي تتسم بها طبائع هؤلاء لن ترفعهم إلى مرتبة عليا عند المجرم الغربي. وقد يكون مفيداً أن يُترك أمرهم إلى من ابتُلينا بهم من «جوقة فائض القوة»!.... لكن، ثمة جهات مركزية تتمثل أساساً في المقاومة الفلسطينية، التي تقود اليوم أصعب جولات القتال مع هذا العدو اللئيم. وهي من يجب التوقف عند رأيها، والاستماع إلى ملاحظاتها، ومناقشتها في كل ما يتصل بسلوك المقاومة في لبنان على وجه الخصوص. وهو نقاش تظهر أهميته عند كل محطة، وآخرها كيفية التعامل مع ردّ حزب الله على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر.

ليس التوحّش وحده جديد العدو ورعاته، بل استنفاره لمواجهة خيارات وجودية فرضت وجود جيوش العالم لحمايته ومساندته في معاركه اليومية ..

لنعد قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى الأسبوع الأول الذي تلا عملية «طوفان الأقصى». يومها قام نقاش على أساس النداء الذي وجّهه قائد «كتائب القسام» المجاهد محمد الضيف، داعياً قوى المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران إلى الانخراط في المعركة مع العدو. وهو نداء لم يكن يترك مجالاً لنقاش بارد، باعتبار أن الحرب قامت، وأن ردة فعل العدو ظهرت ملامحها في الجنون الذي اتّسم به سلوك جيش الاحتلال وشرطته في معارك غلاف غزة، حيث لم يرفّ جفن ضابط أو جندي أو مسؤول وهو يأمر بقتل كل ما يتحرّك على الأرض. قبل أن ينتقل العدو، برعاية خارجية استثنائية، إلى إطلاق أكبر عملية إبادة ضد شعب، عرفتها البشرية خلال قرنين على الأقل، وهي المذبحة المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة والمرشّحة لأن تمتد إلى الضفة الغربية وبقية مناطق فلسطين. وفي تلك الفترة، انتظر الجميع، ولأسابيع، لمعرفة موقف حزب الله. وقبل الخطاب الأول للسيد حسن نصرالله، انطلق النقاش بين القيادات السياسية والعسكرية لفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين ومع إيران واليمن، وكان السؤال الأول والأساسي الذي طرحه حزب الله على حلفائه: هل تعتقدون بأن انخراطنا الكامل في الحرب سيؤدي حتماً إلى وقف العدوان على غزة؟....

حصل تضارب في التقدير والتقييم، لكنّ الخلاصة التي أقرّ بها قادة المقاومة الفلسطينية، حسمت بأن أي أمر تقوم به قوى المقاومة لن يمنع العدو من السير في خطته ضد القطاع، وأُضيف على ذلك لاحقاً إقرار بتقدير مستجدّ، يقول إن توسّع الحرب الآن يعني استدعاء الغرب المتوثّب للدفاع عن إسرائيل للانخراط في الحرب. ولا يوجد يقين عند أحد لما ستؤول إليه الأمور. بناءً على هذه الخلاصة، انتقل البحث سريعاً نحو تحديد المهمة المطلوبة، والتي أُطلق عليها، اسم «عملية الإسناد»، وهدفها إفهام إسرائيل، ومعها الأميركيون وبقية الغرب، بأن غزة ليست وحيدة. كما هدفت إلى إشغال جيش الاحتلال بما يحدّ من اندفاعه بكامل قوته للحرب على غزة، إضافة إلى فتح الباب أمام تحولات ميدانية وسياسية، تساعد المقاومة الفلسطينية على صياغة خطواتها اللاحقة. وتمّ في هذا السياق تفعيل برنامج التعاون العسكري والأمني من خلال غرفة العمليات المشتركة، التي تضمّ كل القوى الأساسية في محور المقاومة، بما في ذلك إيران. مرّت أسابيع قاسية قبل التوصل إلى اتفاق الهدنة الأولى تحت عنوان تبادل للأسرى المعتقلين وإدخال مساعدات إلى القطاع المحاصر، وفتح الباب أمام حل سياسي. في تلك الفترة، قامت خلافات فعلية على مستوى تقدير الموقف، لكنّ الجميع أقرّ بأن العدو يتعامل مع الحدث بطريقة لا تشبه سلوكه في كل العقود السابقة. وبالتالي، فإن فكرة الحرب الطويلة واقعية وقابلة للعمل، وهو ما أثبتته الأيام، خلافاً لما كان يعتقده كثيرون بأن العدو ليس مستعداً لتحمّل تبعات حرب طويلة، وخرج من يتحدث عن تجارب العدو السابقة في الحروب السريعة، ومدى استعداده لتحمّل الأثمان البشرية والمادية. وحتى بعد مرور أشهر على الحرب، كان لا يزال بين قوى المحور من يعتقد بأن عدم رغبة العدو نفسه، أو الغرب الداعم، بتوسّع الجبهة، سيتحول إلى عامل لكبح جماح إسرائيل، ودفعها إلى البحث عن مخرج يوقف الحرب على غزة. وهو أمر ثبت أنه غير دقيق أيضاً، الأمر الذي دفع جبهات الإسناد إلى البحث في سبل تعديل طريقة عملها، بما يخدم الفكرة الأولى، أي تحويل الضغط الجانبي على العدو، إلى ضغط يهدف إلى دفعه لوقف الحرب والذهاب نحو حل. وعندما تقرّر فتح جبهات الإسناد، كان الجميع يعرف أن هناك قواعد جديدة للاشتباك. وفي جبهة لبنان، مثلاً، قام تماس شديد الحساسية بين المقاومة والعدو. لكنه تماس من نوع مختلف. وكلنا يذكر كيف أن خيمة مع عنصرين في المقاومة دفعت إلى مفاوضات وتوترات، وجعلت الجميع يشعر برعب الحرب إن وقعت. لكنّ العاصفة التي قامت بعد «طوفان الأقصى» اقتلعت الخيمة من جذورها، ودفعت الجميع إلى موقع جديد في التقدير والفعل وفي القتال، وهو ما جعل المقاومة في لبنان تختار نهجاً عسكرياً لم يكن وارداً في حساباتها سابقاً، ما اضطرها إلى إطلاق عملية تكيّف مع الواقع الجديد، وتحمّل أكلاف بشرية باهظة، من أجل تثبيت قواعد اشتباك جديدة، تحرم العدو من فرصة الانقضاض على لبنان كما يفعل في غزة. عند هذه اللحظة، وقع الجميع في حيرة من أمرهم. لكنّ العدو، الذي تبيّن حجم متابعته الدقيقة لما قامت به المقاومة في لبنان خلال 15 عاماً، كان شديد الحذر إزاء فكرة توسيع الحرب. والأمر نفسه ظهر في مواقف الدول الداعمة له في الغرب، وحتى عند بعض العرب. غير أن هذا الفريق وجد في التهويل بالحرب السلاح البديل ضد المقاومة في لبنان، وعاملاً ضاغطاً على بيئتها الاجتماعية والسياسية. ويمكن توثيق مئات التصريحات والتسريبات الخاصة بالحرب الوشيكة والتدهور القائم والمواجهة المدمّرة والواسعة. فيما كانت المعطيات الميدانية تشير إلى العكس، وحتى إن من الإنصاف القول إن العدو الذي تصرّف بجنون غير مسبوق في غزة، كان شديد التعقل في تعامله مع جبهة لبنان، وظل في غالبية الوقت، محترماً لقواعد طرحها حزب الله منذ اليوم الأول، عندما حصر المواجهة بين العسكريين، علماً أنه دفع ثمناً مباشراً وباهظاً جراء «القلق الوجودي»، عندما بادر إلى الإقرار بالحزام الأمني داخل أراضي فلسطين، مرغماً أكثر من مئة ألف مستوطن على النزوح، في سابقة لا تزال تؤرق كل مسؤول سياسي وعسكري وأمني في كيان الاحتلال.

باتت الحاجة ملحّة لأن تفرج المقاومة عن تفاصيل الحرب التقنية والأمنية الضخمة التي تقودها أميركا وأوروبا إلى جانب إسرائيل ضد لبنان وغزة .....

مع الوقت، بات العدو يشعر بأن الإسناد تحوّل إلى حرب استنزاف لا قدرة له على التعايش معها لفترة طويلة، فقرّر اللجوء إلى خيارات اعتقد بأنها ممكنة ضمن القواعد نفسها، فشنّ عمليات أمنية وعسكرية دفعت بالأمور مرات كثيرة إلى حدود الانفجار الكبير، علماً أن المقاومة، في كل مرة ردّت على جرائم العدو، كانت تظهر استعدادها للدخول في حرب شاملة إذا تطلّب الأمر ذلك، لكنها كانت على الدوام، تقارب الفعل الميداني بما لا يمنح العدو فرصة للقيام بما لا يتناسب مع مصالحها في هذه اللحظة. طبعاً، هناك مسؤولية كبيرة على المقاومة في لبنان في شرح طبيعة الحرب القائمة الآن. وهناك حاجة لأن تفرج، سريعاً، عن تفاصيل أقسى المعارك الأمنية والتقنية الدائرة، التي تشارك فيها دول بكامل قوتها، وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، إلى جانب الوظيفة القذرة لأنظمة الأردن ومصر والإمارات. وهي معركة لا تزال مفتوحة على أفق عسكري - أمني - تكنولوجي مختلف جذرياً عن كل ما واجهه العرب في صراعهم مع إسرائيل. ومن يطّلع على تفاصيل هذه المعركة، سواء في ملاحقة المقاومين في الجنوب وبقية مناطق لبنان، أو ما يتعلق بمساعدة قوات الاحتلال في تجنّب ضربات عسكرية أو مساعدتها في شن هجمات، بما في ذلك ما حصل يوم اغتيال القائد شكر، أو يوم الأحد الماضي، فإن الصورة ستبدو خيالية عند أقزام النظام العسكري الرسمي في العالم العربي وحتى عند دول أوروبية أيضاً. وبانتظار أن تقرّر المقاومة البوح بتفاصيل هذه المعركة المستمرة، فإن القاعدة التي تتحكّم بعقل أصحاب القرار فيها، هي أن أي حرب مفتوحة، تكون على شكل مواجهة شاملة كما يجري في غزة، لن تثمر نتائج كالتي تتوخّاها المقاومة في لبنان أو حتى في فلسطين، وهو ما دفع بالسيد نصرالله إلى الحديث مبكراً عن الفوز بالنقاط. وفي هذا ما يقودنا إلى الأسئلة الصعبة: من نقاتل، ولأجل ماذا، وكيف نقاتل؟

لهذه الأسئلة أجوبتها العلمية أيضاً. لكنّ الأساس اليوم هو أن فكرة الحرب الواسعة مع العدو، تبقى خياراً قائماً في كل لحظة، ليس من باب الاستعداد فقط، بل من باب أن الفشل الاستراتيجي الذي جعل إسرائيل غير قادرة على حماية نفسها إلا بوجود جيوش الغرب على أراضينا، له ما له من تبعات، ليس على الكيان فقط، بل على كل المنطقة، وعلى تيار المقاومة أيضاً. وربما هناك من قرّر أن يعود بنا إلى وضع عشناه قبل أربعين عاماً، عندما جاءت الجيوش الأميركية والأوروبية إلى بلادنا، ليس لنصرة إسرائيل في حينه، بل لتأمين حصاد حربها الكبيرة التي وصلت إلى بيروت، فيما نحن اليوم، نقف على بوابة فلسطين، والغرب يأتي هذه المرة لمنع تكرار «طوفان الأقصى» بأشكال مختلفة، وبات مضطراً للبحث في سبيل الحفاظ على ما تبقّى من استثماره الخيالي في كيان الاحتلال... وللحديث صلة!

أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت يعودون إليها بعد تراجع مخاطر الحرب

كثير منهم غادروا إلى الجنوب والبقاع..والمقتدرون استأجروا في جبل لبنان

الشرق الاوسط...بولا أسطيح.. لم ينتظر قسم كبير من أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت طويلا، بعد دعوة أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله إياهم مساء الأحد الماضي للعودة إلى منازلهم، كي يتوجهوا مجددا إليها. فبعد عملية اغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر في الثلاثين من يوليو (تموز) الماضي والتي نفذتها إسرائيل وتوعّد «حزب الله» بالرد عليها، غادر كل من يستطيع المغادرة منزله خشية توسع الحرب لتشمل الضاحية، المعقل الأساسي لـ«حزب الله». وتوجه عدد كبير من السكان إلى مناطق البقاع والجنوب حيث يمتلكون منازل أو للمكوث لدى الأقارب، فيما عمد عدد قليل إلى استئجار شقق في مناطق في جبل لبنان. أما المغتربون الذين كانوا يزورون أهاليهم في الضاحية فغادروا البلد فورا بعد اغتيال شكر.

عودة آمنة

ويقول هيثم م، (50 عاما) وهو أحد سكان الضاحية إنه غادر وعائلته المنزل في الليلة نفسها التي تم فيها اغتيال شكر، لافتا إلى أنه أيقن بلحظتها أن الوضع لم يعد مطمئنا وأن «حزب الله» لن يسكت على العملية ما سيستدعي ردات فعل إسرائيلية قد تطول الضاحية من جديد. ويشير الرجل الخمسيني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه من المحظوظين الذين يمتلكون منزلا آخر في إحدى قرى الجنوب التي تُعتبر آمنة، باعتبارها تقع شمال خط الليطاني، لذلك لم يتأخر بالتوجه إليها فورا، حيث قضى فيها نحو 25 يوما قبل قرار العودة الاثنين صباحا الى بيروت. وفي خطاب مطوّل أطل فيه نصرالله مساء الأحد، فنّد عملية الرد على اغتيال شكر التي نفذها الحزب الأحد صباحا، وقال إنه تم إطلاق مئات الصواريخ والمسيرات التي استهدفت أكثر من 11 قاعدة عسكرية كما قاعدة مركزية للاستخبارات الإسرائيلية والتي يوجد فيها الوحدة 8200 للتجسس. ودعا نصرالله الناس للعودة إلى منازلهم، وقال: «بات بإمكان البلد أن يرتاح».

ركود رهيب

وبدا واضحا أن الضاحية الجنوبية وأهلها تنفسوا الصعداء بعد ذلك. وتقول هدى ع (33 عاما) وهي صاحبة محل بيع ألبسة في منطقة بئر العبد في الضاحية إن المنطقة عادت تتحرك تجاريا في الساعات القليلة الماضية بعد «حالة رهيبة من الركود» شهدتها في الأسابيع الماضية. وتشير الشابة الثلاثينية إلى أنها اعتادت أن تبيع يوميا «ما قيمته ما بين 1000 و2000 دولار أميركي، حتى إن المبيعات في الأعياد كانت تبلغ أحيانا 10 آلاف دولار»، لافتة إلى أنه «ومنذ اغتيال شكر توقف البيع نهائيا»، وهي في أفضل الأحوال باعت ما قيمته 30 دولارا في اليوم. وشهدت الضاحية منذ قرار «حزب الله» اتخاذ جبهة جنوب لبنان جبهة دعم وإسناد لغزة في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عمليتي اغتيال. الأولى أدت لمقتل نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري واثنين من مرافقيه في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي، كما تم اغتيال شكر في الثلاثين من شهر يوليو الماضي.

الضاحية آمنة؟

ويوضح الكاتب والباحث السياسي الدكتور قاسم قصير المطلع من كثب على شؤون الحزب أن «الوضع الآن عاد إلى طبيعته في الضاحية بعد جو من القلق ساد في الأيام الماضية»، معتبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «بالإجمال منطقة الضاحية آمنة، وقد حصل عدوان إسرائيلي عليها مرتين، لكن لا توجد فيها أجواء حرب باستثناء خرق جدار الصوت أحيانا».

لبنان: تراجع في حدة المواجهات جنوباً... وآمال في الداخل بـ«الحرب المنضبطة»

بعد انتهاء الردّ على اغتيال شكر... ومواجهات محدودة في جبهة الجنوب

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم.. تراجعت حدة التوتر في جنوب لبنان، من دون أن تنعكس هدوءاً شاملاً على الجبهة التي يتبادل من خلالها «حزب الله» وإسرائيل الهجمات منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وازدادت القناعة السياسية في لبنان بأن الحرب «ستبقى على وضعها الحالي، بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات الهدنة في غزة». وعكست المعطيات الميدانية، والتصريحات السياسية في لبنان، انحسار حالة التوتر التي تلت عملية اغتيال القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، وما تبعها من تهديدات متبادلة بتوسّع الحرب. وأتى ذلك نتيجة المواقف التي صدرت عن الطرفين، أي إسرائيل و«حزب الله» الذي دعا أمينه العام الأهالي إلى العودة إلى منازلهم التي غادرها كثيرون في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، خشية اندلاع حرب واسعة. وقال مصدر نيابي في «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجميع عاد إلى قواعد الاشتباك، وتراجعت حدة المواجهات بشكل ملحوظ في اليومين الأخيرين، بحيث يسجّل عدد قليل من عمليات (حزب الله) وقصف إسرائيلي محدود في الجنوب، معظمه في أماكن مفتوحة وليس في القرى أو الأحياء السكنية». ويشكك المصدر أيضاً فيما قيل إنها محاولة اغتيال قيادي في حركة «حماس» في صيدا، يوم الاثنين؛ مشيراً إلى أنه حتى إسرائيل التي اعتادت الإعلان عن تفاصيل أي عملية تقوم بها لم تفعل ذلك، مع العلم بأن إسرائيل أعلنت قبل ساعات تمديد إقامة النازحين من مستوطنات حدودية مع لبنان وغزة في الفنادق حتى نهاية العام، وهو ما عكس انطباعاً بأن الحرب ستستمر إذا ما بقي وضع المفاوضات متأرجحاً، كما هو اليوم. ويقرّ المصدر النيابي بأنه باتت هناك قناعة لدى الجميع في لبنان بأن الحرب الموسعة لن تحصل، ووقف إطلاق النار بشكل نهائي سيبقى مرتبطاً بنتائج المفاوضات بشأن غزة، وهو ما يراهن عليه الجميع في موازاة استمرار الجهود السياسية التي يقوم بها المسؤولون في لبنان؛ لا سيما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لمواكبة الجهود السياسية المبذولة، متحدثاً عن حراك غير معلن في هذا الإطار. وتأتي المواقف التي أعلن عنها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال سي كيو براون، في هذا الإطار؛ حيث عدَّ –الثلاثاء- أن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما، بعد تبادل إسرائيل و«حزب الله» في لبنان إطلاق النار، دون حدوث مزيد من التصعيد.

3 جرحى في قصف إسرائيلي

هذا التراجع في التوتر عكسه الواقع الميداني في جنوب لبنان، يوم الثلاثاء؛ حيث أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدة عمليات، وقال في بيانات متفرقة، إنه استهدف «التجهيزات ‏التجسسية المستحدثة المنصوبة على رافعة، في محيط ثكنة دوفيف بمحلقة انقضاضية»، و«مباني يستخدمها جنود إسرائيليون في مستعمرة نطوعة». في المقابل سُجِّل قصف متقطع على بلدات جنوبية عدة، ما أدى إلى سقوط 3 جرحى. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بقصف استهدف بلدات الضهيرة ورامية والمجادل وعيتا الشعب، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، كما نفذت مُسيَّرة إسرائيلية غارة استهدفت منطقة مفتوحة عند أطراف النبطية الفوقا الشرقية، إلا أن الصاروخ لم ينفجر. كذلك سُجل قصف على جنوب شرقي بلدة ميس الجبل بالقذائف الفوسفورية، ما أدى إلى اندلاع حريق في المكان. وصدر عن وزارة الصحة بيان لفتت فيه إلى أن «غارة العدو الإسرائيلي على بلدة المجادل أدت إلى إصابة 3 مواطنين بجروح. تمت معالجة اثنين جروحهما طفيفة في المكان نفسه، بينما نقل الثالث وجروحه متوسطة إلى المستشفى. كذلك أدت الغارة على شيحين إلى إصابة مواطن بجروح متوسطة، استدعت نقله إلى المستشفى لإتمام علاجه».

الوضع الأمني بين بوحبيب وجونسون

الوضع في الجنوب، كما التمديد لقوات الأمم المتحدة، كان محور بحث بين وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، والسفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون؛ حيث «تم التباحث في الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية للبنان، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى الوضع في قطاع غزة، والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة مع كل من مصر وقطر، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و(حماس)». ولفت بيان لوزارة الخارجية إلى أنه كان قد بحث أيضاً في مسألة التمديد لـ«اليونيفيل»، وجدد بوحبيب تأكيد موقف لبنان «المتمسك بأن يكون التمديد لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على القرار المرتقب صدوره من مجلس الأمن».

حزب «الكتائب» يدعو لوقف العمليات ويحذِّر من صرف فائض القوة بالداخل

دعا حزب «الكتائب اللبنانية» إلى «توقف العمليات العسكرية فوراً من جانبي الحدود، بعد الانتهاء من عمليات الرد والرد المضاد، وانكشاف نيات كل الأطراف المتصارعة بعدم الدخول في حرب واسعة، من نوع إبادة الطرف الآخر، كما درجت عليه التصاريح». وقال «الكتائب» في بيان بعد اجتماع مكتبه السياسي: «إن حالة الحرب السائدة تستنزف لبنان واقتصاده وقدرة اللبنانيين على التحمّل، وتحرم أهالي الجنوب من العودة إلى أرزاقهم وممتلكاتهم، بعدما دمرها القصف وأحرقها الفوسفور، ناهيك من الضحايا الذين سقطوا عبثاً»، مؤكداً أنه «لا حل إلا بوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وعودة الهدوء إلى الحدود، والعمل على حل مستدام يسمح للبنان باستعادة مقومات الدولة، ومواكبة المساعي الدولية الهادفة إلى استقراره، وتطبيق القرارات الدولية؛ لا سيما 1559 و1701». وحذَّر «الكتائب» في المقابل «من محاولة نقل المعركة إلى الداخل، واستعمال فائض القوة لصرفه بهدف تحقيق مكتسبات سياسية، كما حصل في أكثر من محطة، وتحويل عملية الردع الخارجي إلى حملة ردع داخلية، تستهدف أصحاب الرأي الحر والمعارضين لأداء (حزب الله) وتدخّل إيران في الشأن اللبناني»، مؤكداً أن «أي محاولة من هذا النوع لن يُسكت عنها، وسنواجهها متحدين مع كل اللبنانيين الأحرار، ولن نسمح لبلدنا بأن يسقط مجدداً تحت وطأة هيمنة من أي نوع كانت».

رسائل تهديد «انتقامية» تتسبب بحالة من الذعر في الجنوب

وفي حين يعيش أهالي الجنوب حالة من الخوف في ظل استمرار الحرب، يحاول بعض الأشخاص استغلال هذا الوضع للانتقام من مواطنيهم أو بهدف المزاح، عبر إرسال رسائل قصيرة تهدد بضرورة إخلاء المنازل قبل قصفها. وتلقى مواطنون في بلدة الدوير بالنبطية رسائل نصية على هواتفهم الجوالة تتضمن نصاً باللغتين العربية والعبرية، وفيه تهديد بضرورة إخلاء المنازل خلال 48 ساعة؛ لأنه سيتم قصفها بسبب أوضاع أمنية، كما ورد فيها. وهو ما شكَّل جواً من التوتر، لتعود بعدها الأجهزة الأمنية المختصة وتكشف عدم صحتها، وأن أشخاصاً قد أرسلوها على خلفية المزح أو التشفي أو الانتقام.

لبنان يوقّع اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية

بيروت: «الشرق الأوسط».. وقّع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض، في حضور سفير الهند في بيروت محمد نور رحمن شيخ، اليوم (الثلاثاء)، اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية. وقال الوزير فياض إن توقيع اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية يمثل نقطة تحول في مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية». وأكد أن هذه الاتفاقية مع التحالف الدولي للطاقة الشمسية ستفتح أبواب التعاون مع الدول الأعضاء، مما يتيح للبنان الاستفادة من الخبرات الدولية والموارد المالية لدعم مشاريعه في مجال الطاقة الشمسية. وأضاف: «نحن ملتزمون بتسريع تبني الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، كجزء من استراتيجيتنا الوطنية لتأمين مستقبل طاقة مستدام واقتصادي». وأشار إلى «أن لبنان قد اتخذ خطوات مهمة بالفعل في هذا المجال، منها خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة التي تهدف إلى تحقيق نسبة 30 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات شراء الطاقة لمشاريع الطاقة الشمسية الكبرى، والتي حظيت باهتمام دولي كبير، علماً بأن عدداً من المبادرات في هذا الإطار سيتم الإعلان عنها خلال أسبوع بيروت للطاقة المزمع عقده بين 20 - 18 سبتمبر (أيلول) 2024». وتابع فياض: «لا يمكننا إغفال دور الهند، الدولة المؤسسة للتحالف وقائد عالمي في مجال الطاقة الشمسية، في دعم مسيرتنا نحو الطاقة المتجددة. علاقتنا مع الهند ستسهم بشكل كبير في تعزيز قدراتنا الطاقوية وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات».



السابق

أخبار وتقارير..50 ألف طن من الأسلحة الأميركية لإسرائيل..الجيش الأميركي: خطر اتساع الحرب «انحسر» بعد تصعيد إسرائيل و«حزب الله»..شولتس يتعهّد العمل سريعاً لإبعاد اللاجئين المخالفين..تحذير لألمانيا من استهداف موقع لـ «الناتو»..هجوم روسي على أوكرانيا بـ200 صاروخ ومسيّرة..وفد روسي يصل إلى كوريا الشمالية..الصين والفلبين تتجهان إلى مواجهات يومية مع رابع احتكاك في «البحر الجنوبي»..هاريس تتقدم على ترمب في الشوط الأخير من السباق الرئاسي..باكستان: 39 قتيلاً بهجمات للانفصاليين البلوش..طالبان: لن نستخدم القوة في تطبيق «الأخلاق»..مرشح المعارضة للرئاسة في فنزويلا امتنع عن المثول أمام النيابة العامة..ماكرون ينفي وجود خلفية سياسية لاعتقال بافل دوروف مؤسس «تلغرام»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..الجيش الإسرائيلي يقوم بأوسع عملية عسكرية في الضفة الغربية منذ عام ..2002..واشنطن تتحدث عن انحسار احتمال حرب شاملة في المنطقة..نتنياهو يعرض «حلاً شائكاً» لمحور نتساريم..النزوح إلى الشاطئ..ملاذ سكان غزة..ولي العهد السعودي استقبل عباس..غارة تستهدف «غرفة عمليات» في طولكرم وسط تحذيرات من «انتفاضة» في الضفة..البيت الأبيض: سندافع عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران..جثامين 552 فلسطينياً محتجزة في ثلاجات إسرائيل ومقابر الأرقام..«حماس» تتعهد بـ«تمدد المقاومة» في الضفة..نتنياهو يدفع بمشروع «مضاعفة الاقتحامات» اليهودية لباحات «الأقصى»..إسرائيل تتجه نحو أزمة دستورية..محمد مصطفى: إسرائيليون يقيمون دعاوى تعويضات على السلطة الفلسطينية..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,954,866

عدد الزوار: 7,617,079

المتواجدون الآن: 1