الناطق باسم الحكومة يرفض التعليق على مصير المفاوضات مع البوليساريو

الهدوء يعود نسبيا الى مدينة العيون وقوات الامن تتوقع الأسوأ

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 تشرين الثاني 2010 - 4:49 ص    عدد الزيارات 3315    التعليقات 0    القسم عربية

        


رغم عودة الهدوء النسبي الى مدينة العيون المغربية، تستعد قوات الامن الى الاسوأ وقد وضعت في حالة إستنفار قصوى. في وقت إعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري في حديث لـإيلاف انه من السابق لأوانه الحديث عن مصير المفاوضات بين المغرب والبوليساريو.

 

 

 

 

 

 

 

 

أيمن بن التهامي وأحمد نجيم من الدار البيضاء: عاد الهدوء إلى مدينة العيون في الساعات الأخيرة من يوم الاثنين بعد اشتباكات عنيفة بين القوات الامنية وعناصر من البوليساريو. وقال شاهد عيان في اتصال مع "إيلاف" إن "الوضع هادئ وبعض المواطنين خرجوا إلى الشوارع، لكن في بعض الأحياء لم يستطع السكان مغادرة بيوتهم بعد".

وعلمت "إيلاف" أن قوات الأمن المحلية في العيون وضعت تحت حالة استنفار قصوى تحسبا للأسوأ مساء الاثنين، إذ رفعت درجة الحذر إلى اللون الأحمر. وتوقع ناشط حقوقي أن تتم مهاجمة بعض المنشات العمومية ليلا.

وعلى صعيد متصل، قال خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية إنه من السابق لأوانه معرفة مصير المفاوضات بين المغرب والبوليساريو تحت الرعاية الأممية في نيويورك. وأضاف في تصريح لـإيلاف "يمكن أن تتنظر الأسوأ عندما تحاور شخصا سيئا"، في إشارة إلى وقوف البوليساريو وراء ما عاشته مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء في الجنوب المغربي من اضطرابات.

وفي تعليقه على تدخل قوات الأمن، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية انها" قامت بوظيفتها والتزاماتها لحماية المواطنين وفك الاعتصام على مخيم سيطرت عليه مجموعة من اللصوص الملاحقين من قبل السلطات، وجاء تدخلها لحماية المواطنين". وأضاف أنه بعد ذلك "قام قلة قليلة من اللصوص والمجرمين بتصرفات إجرامية سخرتهم البوليساريو ومن يدور في فلكها، فسقط ثلاثة من رجال الشرطة". كما استغرب الوزير دفاع من سماهم بالـ "عصابة من المجرمين" عن قضايا سياسية. وأكد أن السلطات المحلية كانت قريبة من التوصل إلى حل للمطالب الاجتماعية" لمجموعة من المواطنين أقاموا في مخيم ضواحي مدينة العيون. وقال "لقد تعاملنا مع المطالب بحسن نية وكنا على وشك التوصل إلى حل لمشاكلهم الاجتماعية".

ومساء الاثنين اعلنت السلطات المغربية وفاة اثنين آخرين من قوات الامن ما يرفع الى خمسة عدد الضحايا في صفوفها خلال مواجهات مع محتجين صحراويين اثناء تفكيك مخيم اقيم قرب مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية.

وقال مصدر حكومي مغربي لوكالة فرانس برس ان "دركيا وأحد افراد القوات المساعدة قضيا مساء الاثنين في المستشفى العسكري بالعيون متأثرين بالجروح البليغة التي اصيبا بها خلال التدخل الاثنين الذي ادى الى تفكيك مخيم".

وكان وزير الداخلية المغربي طيب الشرقاوي اكد قبل ذلك امام البرلمان ان الهجوم بالقرب من العيون، 1200 كلم جنوب غرب الرباط، تسبب فجر الاثنين بمقتل ثلاثة عناصر من قوى الامن. واضاف ان التدخل اوقع "اكثر من 60 جريحا في صفوف قوات الامن"، مؤكدا ان اربعة "مدنيين" فقط اصيبوا. من ناحيتها، اكدت جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال المنطقة، ان صحراويا قتل واصيب "مئات" اخرون في الهجوم.

وكان أحد أفراد القوات المغربية المساعدة لقي مصرعه، بعد ظهر الاثنين بمدينة العيون، بعد أن تلقى عدة طعنات بواسطة السلاح الأبيض من طرف بعض المساهمين في أحداث الشغب، وتوفي عنصر القوات المساعدة مباشرة بعد تلقيه لهذه الطعنات.
 

وقال مسؤول أمني لـ "إيلاف" إن "الوضع الأمني في المدينة تحت السيطرة"، مشيرا إلى أن "تدبير النظام العام حاليا عادي".وأوضح المسؤول الأمني أن "ما صعب عملية الأمن هو مبدأ التناسب"، مبرزا أن "وضع المدينة دفع الشرطة إلى التدخل بطريقة غير عنيفة".

وذكر أن الوضع في العيون لا يستدعي تدخل الجيش، مضيفا أن "الشرطة تتعامل مع ثلاثة أنواع من المحتجين.النوع الأول يشرح المصدر، هم مواطنون جرى التغرير بهم من طرف المشاغبين، أما النوع الثاني فهم أصحاب سوابق استغلوا الوضع لإثارة البلبلة، أما النوع الثالث فهم انفصاليون لهم مطالب سياسية.

وقال مصدر رسمي إن تنسيقية المخيم كانت تضم في صفوفها عناصر مبحوث عنهم في ملفات تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات، مبرزا أنه أثناء التدخل الأمني فوجئ عناصر الشرطة، بالمشتبه فيهم يحملون أسلحة نارية وبيضاء.

إلى ذلك، اعلن متحدث باسم الامم المتحدة في بيان بدء جولة المباحثات بين جبهة البوليساريو والمغرب الاثنين بالقرب من نيويورك رغم الصدامات التي جرت صباح الاثنين خلال هجوم للقوات المغربية على مخيم لمحتجين صحراويين واوقعت اربعة قتلى.

واوضح البيان ان "جولة المفاوضات غير الرسمية الثالثة بين المغرب وجبهة البوليساريو بشان الوضع المستقبلي للصحراء الغربية بدات صباح اليوم (الاثنين) في لونغ ايلاند" قرب نيويورك.

واضاف "من المؤسف جدا ان هذه العملية (المغربية) وما سبقها وتلاها من احداث اثرت على الاجواء التي تجرى فيها هذه المباحثات. وندعو كل الاطراف المشاركة الى ممارسة اكبر قدر من ضبط النفس في الساعات والايام المقبلة".

وفي هذه الأثناء، انطلقت تظاهرة حاشدة في أحياء المدينة مؤيدة لمغربية الصحراء، ومنددة بأعمال الشغب.

وكانت عدد من المؤسسات تعرضت للإحراق والتخريب، منها وكالات مالية، إضافة على إحراق عدد من السيارات، وغيرها.

من جهتها، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير الصحراء (بوليساريو)، المطالبة باستقلال الصحراء، إن 13 شخصا لقوا حتفهم في اشتباكات بين محتجين من الصحراء وقوات الأمن المغربية. وقال بشرايا بيون، مندوب البوليساريو لدى أسبانيا، إن 12 شخصا قتلوا عندما تمكنت القوات المغربية من تفكيك مخيم احتجاجي بالقرب مدينة العيون. وأضاف أن شخصا آخر لقي حتفه جراء الاضطرابات التي أعقبت ذلك بالمدينة.

 بدوره قال محمد جلموس، والي (محافظ) جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عامل محافظة العيون، في تصريح للصحافة، إن قوات الأمن المشكلة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة قامت على الساعة السادسة و45 دقيقة بعملية تحرير الشيوخ، والنساء، والأطفال المتواجدين تحت قبضة مجموعة من ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا للحق العام بمخيم أكديم إيزيك، بعدما استنفذت كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع غير مقبول قانونا.

وأوضح محمد جلموس أن قوات الأمن التي كان هدفها إيقاف العناصر الخارجة عن القانون وبشكل سلمي، قد وجهت بالمنع من ولوج المخيم، وبرد فعل عنيف تمثل في استخدام الزجاجات الحارقة وقنينات الغاز.

وكان بلاغ لوزارة الداخلية أكد أن من بين هؤلاء الموقوفين ذوو سوابق قضائية، وآخرون مبحوث عنهم في قضايا الحق العام، وكذا عناصر انتهازية لا علاقة لها بالمطالب الاجتماعية بل خططت لاستغلالها لخدمة أغراض سياسية وفق أجندة معلومة.

وسيجري تقديم مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية للعدالة فور انتهاء البحث القضائي.

من جهته، قال أكديم حمودي، ناشط جمعوي صحراوي، إن "العيون تحترق"، مضيفا أن "النيران تصاعد في أغلب المرافق العمومية بشارع السمارة".

وذكر أكديم، في تصريح لـ "إيلاف"، أن المواجهات بدأت في الساعة السابعة والنصف من مساء أمس الاثنين، واصفا قرار التدخل لإخلاء المخيم بـ "غير الصائب". وعبر عن خوفه من الوضع في المدينة، مشيرا إلى أنه شاهد سيارات أمن تحترق.
وكان ممثل جبهة البوليساريو في اسبانيا، بوشرايا بيون، قال إن مواجهات اندلعت في مخيم الاحتجاج الذي أقامه آلاف الصحراويين قرب مدينة العيون، بعد تدخل قوات الأمن لإخلاء المخيم.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، أكد بيون أن قوات مكافحة الشغب مرفوقة بشاحنات تحمل حاويات للماء دخلت المخيم حيث طلبت هذه القوات، عبر مكبرات الصوت، من سكان المخيم، خاصة النساء والأطفال، مغادرة المنطقة أو تحمل المسؤولية والعواقب المترتبة عن البقاء في المخيم.

وتتعيش أحياء في مدينة العيون (جنوب المغرب) بعد أن قامت قوات الأمن المشكلة من عناصر للدرك الملكي والقوات المساعدة وتحت إشراف السلطات القضائية، وفي احترام تام للضوابط القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، بإيقاف عناصر بمخيم كديم إيزيك شرق المدينة، كانت تمارس التهديد تجاه المتواجدين بالمخيم.

ولجأت محلات في بعض الأحياء، التي تعيش جوا من التوتر كمعطى الله والسمارة، إلى إغلاق أبوابها، في حين يمارس السكان في الأحياء الأخرى نشاطهم اليوم بشكل عادي.

وحسب مسؤولين محليين، فإن المخيم جرى إخلاءه بشكل كامل، مشيرين إلى أن السلطات طلبت، أمس، إخلاء المخيم، وهو ما قام به متواجدون في المخيم، غير أن بعض المحسوبين على البوليساريو، دخلوا في مواجهات عنيفة مع الأمن.

وأوضحت المصادر أن هؤلاء كانوا يعمدون إلى منع الموجودين في المخيم من مغادرته، رغما عنهم.

وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية صدر سابقا أن من بين هؤلاء الموقوفين ذوو سوابق قضائية، وآخرون مبحوث عنهم في قضايا الحق العام، وكذا عناصر انتهازية لا علاقة لها بالمطالب الاجتماعية، بل خططت لاستغلالها لخدمة أغراض سياسية وقف أجندة معلومة.

وأضاف البلاغ أن هذه العناصر تعمدت، بشكل ممنهج، حجب نتائج الحوار الذي باشرته السلطات العمومية منذ أسابيع بخصوص المطالب الاجتماعية المعبر عنها، وتحوير مضامينه، وممارسة التهديد والعنف المادي والنفسي تجاه المتواجدين بالمخيم، خاصة منهم الشيوخ والنساء والأطفال قصد منعهم من مغادرة المخيم، أو إزالة خيامهم، وذلك في الوقت الذي تباشر فيه عملية دراسة جميع الملفات الاجتماعية والاستجابة لها حسب معايير الاستحقاق والعدالة، من قبل اللجان المشكلة من السلطة العمومية وشيوخ مختلف القبائل والمنتخبين وممثلين للمجتمع المدني.

وذكر البلاغ بأن السلطات العمومية أقدمت على هذه العملية من أجل الحفاظ على الأمن والنظام العامين، وضمان سلامة المواطنين، بعدما استنفذت كل محاولاتها لإرساء مقومات الحوار الجاد والمسؤول، وبعدما تجاوزت الأفعال التي قام بها الموقوفون الحد المسموح وذلك في تحد سافر للقانون.

وأشار البلاغ إلى أنه سيتم تقديم مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية للعدالة فور انتهاء البحث القضائي.

وتزامنت هذه الأحداث مع انطلاق، اليوم، جولة ثالثة من المفاوضات بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) حول مصير الصحراء، برعاية الأمم المتحدة في إحدى ضواحي نيويورك.

وقد ضم المغرب سنة 1975 المستعمرة الإسبانية سابقا، التي تطالب بها جبهة البوليسايو مدعومة من الجزائر باستفتاء حول تقرير المصير برعاية الأمم المتحدة يفتح أمام الصحراويين المجال بين ثلاثة خيارات إما الانضمام إلى المغرب، وإما الاستقلال، وإما الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وتقترح الرباط هذا الخيار الأخير رافضة فكرة الاستقلال، وهو المقترح الذي لقي تأييدا دوليا.

 
 


المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,233,881

عدد الزوار: 7,625,312

المتواجدون الآن: 0