القرار الإتهامي قريباً في عهدة فرانسين ·· وبيلمار قلق من التقرير الكندي

تاريخ الإضافة الخميس 25 تشرين الثاني 2010 - 6:14 ص    عدد الزيارات 2987    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحريري يجدّد ثقته بالحسن وقوى الأمن تحتفظ بحقها بملاحقة من يسيء لسمعتها
القرار الإتهامي قريباً في عهدة فرانسين ·· وبيلمار قلق من التقرير الكندي
نصيحة قطرية بتدارك الإنقسام ·· وأردوغان ينضم اليوم الى الجهد العربي - الإيراني
  الرئيس سليمان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في حفل تدشين مبنى السفارة اللبنانية الجديد في ا

اوحى الردّ الذي اصدره المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار، على التقرير الذي بثته السبت الماضي قناة <سي.بي.سي> الكندية، ويشير الى <معلومات ووثائق حصلت عليها من مصادر في الامم المتحدة> تتضمن ادلة تم جمعها من قوى الامن الداخلي، وبعد ذلك من الامم المتحدة تشير الى ان القتلة هم من حزب الله، او حتى بأن القرار في قضية اغتيال الرئيس الشهيد بات قاب قوسين او ادنى او بلغة بيلمار نفسه في <المستقبل القريب> حيث سيسلم مسودة قرار الاتهام الى قاضي الاجراءات التمهيدية ليصدّق عليها.

واعتبر بيلمار ان ما انتهت اليه القناة الكندية من استنتاجات حول الجهة المتهمة لا يتوافق مع رؤيته التي تقضي بأن يعود الى القضاة والقضاة وحدهم تقييم الادلة والتوصل الى نتائج مستندين الى الوقائع التي سيتم اثباتها من خلال المحاكمة والقانون.

ولاحظت مصادر قانونية ان بيان بيلمار اتسم بالآتي:

1- لم يكذب صراحة ما ورد في تقرير قناة <سي. بي.سي>.

2- لاحظ ان اخطر ما في ما بثته القناة انه <يعرض حياة بعض الاشخاص للخطر> ويؤثر على سرية التحقيق الضرورية <لضمان نجاح التحقيق نفسه>.

3- اشارة بيلمار الى ان تسليم المسودة في <المستقبل القريب> للقاضي دانييل فرانسيس للتصديق عليها، لا يعني ان القرار الاتهامي بات جاهزاً للصدور خلال ساعات او الايام، لانه بعد ان يتسلم قاضي الاجراءات التمهيدية سيحتاج الى وقت لمراجعته والتدقيق فيه والمصادقة عليه قبل احالته الى المحكمة.

اتصالات لاحتواء المفاعيل على انه بصرف النظر عن المدى الزمني لصدور قرار الاتهام، فإن حركة الاتصالات لا سيما الزيارة الخاطفة لرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل جابر الى بيروت يوم عيد الاستقلال، تصب في اطار احتواء المفاعيل التي يمكن ان تترتب على قرار اتهامي يؤشر على ضلوع عناصر من <حزب الله> في جريمة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وكشف مصدر مطلع أن المسؤول القطري أكّد امام الرؤساء الثلاثة على ضرورة التهدئة في مواجهة القرار الاتهامي، الذي بات قريب الصدور.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ <اللواء> أن المهمة القطرية كانت منسقة مع سوريا والسعودية للحفاظ على التهدئة، وإعطاء مزيد من الوقت للتوصل إلى صيغة ترضي كل الأطراف.

وأشارت المصادر إلى حدوث تقدم في العلاقات السعودية - الإيرانية حيث كان من المتوقع أن تكرّس زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد إلى المملكة لاداء فريضة الحج المصالحة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الا أن ظروفه الصحية حالت دون الزيارة واللقاء.

وأكدت هذه المصادر أن ثمة توافقاً اكيداً بين سوريا والسعودية وإيران على منع أي انفجار، والحفاظ على الاستقرار حتى ولو صدر القرار الاتهامي ضد <حزب الله>، بهدف تفويت الفرصة على المحور الأميركي - الإسرائيلي الذي يسعى لزج المنطقة بفتنة مذهبية بين السنّة والشيعة.

وكان الرئيس ميشال سليمان عاد ليلاً من قطر بعدما رعى حفل تدشين مبنى السفارة اللبنانية بحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، وشارك في تدشين منشأة الحوض الجاف في مدينة راس لفان الصناعية.

وأكّد سليمان في كلمة في تدشين مبنى السفارة على أهمية الاستمرار بدعم اتفاق الدوحة ومتابعة تنفيذ اتفاق الطائف من دون تردّد، والمضي على نهج الحوار، وتغليب مصلحة لبنان على أي مصلحة فئوية والاحتكام في كل ظرف إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية.

برنامج حافل لأردوغان في بيروت إلى ذلك، يصل اليوم إلى بيروت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة تستمر يومين، حيث ينتظره برنامج حافل.

ويصل عند العاشرة من صباح اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي، ويستقبله الرئيس سعد الحريري، ثم يُقابل الرؤساء الثلاثة كل على حدة، وينتقل بعد ذلك الى عكار، حيث يفتتح مدرسة في الكواشرة، ويلقي كلمة هناك، ويجري عند السابعة مساء محادثات رسمية، يتخللها التوقيع على اتفاقية تجارة حرة بين لبنان وتركيا، بعدها مؤتمر صحفي مشترك للرئيسين، ثم مأ دبة عشاء تكريمية يقيمها الرئيس الحريري على شرفه.

وفي اليوم التالي وعند التاسعة والنصف صباحاً، يشارك أردوغان في مؤتمر اتحاد المصارف العربية في فينيسيا حيث يلقي كلمة الى جانب كلمة الى الرئيس الحريري، ويتسلم جائزة.

ثم ينتقل عند الساعة الحادية عشرة والنصف الى صيدا لافتتاح مستشفى لمعالجة الحروق، وهو الأحدث من نوعه، ثم يتفقد الوحدة التركية العاملة في قوات <اليونيفيل>، ثم يلتقي عدداً من الشخصيات السياسية ضمن برنامجه، في مقر إقامته، ويتحدث عن علاقة تركيا بلبنان والموقف من القضية الفلسطينية.

وكانت قذيفة انيرغا أطلقت مساء أمس في المنطقة بين جبل محسن وباب التبانة، أدت الى سقوط جريح نقل الى ا لمستشفى، عشية وصول أردوغان الى الشمال.

الحريري في طهران وفي أجندة الأسبوع. دبلوماسياً، الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري الى طهران، والتي يدرجها دبلوماسي عربي رفيع في اتصال مع <اللواء> ضمن ثلاثة محاور:

أولا: هذه الزيارة تأتي في اطار اكمال العلاقة التي كانت تربط بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وطهران ،فقبل استشهاد الحريري كان هناك بعض المشاريع التي خطط لها الحريري الأب مع كبار المسؤولين الايرانيين ولم تستكمل والرئيس سعد كرجل اعمال طامح يريد المسير على خطى والده في المجال الاقتصادي خصوصا لان السوق الايراني واعد وكبير وقد يؤسس لحركة اقتصادية ممتازة تساعد في حل الأزمات المالية اللبنانية.

ثانيا: على المستوى الرسمي اللبناني هذه اول زيارة لسعد رفيق الحريري كرئيس حكومة الى طهران مع العلم انه زارها مرة سابقا برفقة والده وهذه الزيارة هي استكمالا للعلاقات الثنائية الرسمية بين البلدين وتأتي اكمالا لزيارة الرئيس الايراني الى لبنان الشهر الماضي، ويرافق الحريري سبعة وزراء لبنانيين لوضع الاتفاقات التي جرى التوقيع عليها حيز التنفيذ واهمية الزيارة تنطلق من كونها ستحقق العديد من الانجازات وستستتبع بزيارات لنواب ورجال اعمال مهمين لبنانيين بعد فترة وجيزة.

ثالثا:على المستوى الاقليمي فهذه الزيارة تصب في دعم الحراك السوري-السعودي المدعوم ايرانيا الى اقصى الحدود والمواكب تركيا وقطريا ولا يمكننا ان نغفل عن اهمية الدور الذي ستلعبه قطر في الايام المقبلة في الملف اللبناني،وهذا الحراك سيؤدي الى نتائج جيدة وملموسة على كافة الأصعدة وسيساهم في ايصال لبنان الى بر الأمان،ومن المواضيع المهمة التي ستطرح على طاولة البحث الحريري الايراني موضوع تسليح الجيش اللبناني ومحاولة تذليل العقبات التي تعترض تسليحه من ايران اضافة الى تصحيح المسار بين بيت الوسط والضاحية وتأمين التغطية اللازمة لحل الخلافات بين الطرفين على طاولة الحوار.

وقد التقى السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي الرئيس الحريري مساء لمتابعة التفاصيل العملية لزيارته المرتقبه نهاية الأسبوع الحالي.

اما داخليا، ففي كل المعلومات تشير الى جمود في مواعيد مجلس الوزراء وطاولة الحوار، فإن عيد الاستقلال مر سريعاً هذا العام، وكذلك شريط الاستقبالات التي شهدها القصر الجمهوري، بعد الاحتفال العسكري الذي اقيم في وسط بيروت.

الاهم كان الاجتماع الذي عقد بين الرئيس سليمان وبري وانضم اليه لاحقا الرئيس الحريري ضمن اصرار على كسر حلقة الجمود في عمل المؤسسات الرسمية.

ولمناسبة الاستقلال، اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن عزمه الوقوف الى جانب لبنان وسيستمر بدعم المحكمة الخاصة من اجل لبنان التي ستضع حداً لعهد من الاغتيالات السياسية التي ترتكب بدون عقاب.

وقال اوباما في رسالة مكتوبة بمناسبة يوم عيد استقلال لبنان، <إني عازم على القيام بكل ما يمكنني القيام به لدعم لبنان والتأكد من انه خال من اي تدخل اجنبي ومن الارهاب ومن النزاعات المسلحة>.

واضاف ان <لبنان يستحق السلام والازدهار.. أولئك يفكرون بشكل مختلف ليسوا اصدقاء لبنان>.

وكان رئيس الوزراء الحريري وضع تقرير القناة الكندية الذي تحدث عن تورط عناصر من حزب الله باغتيال والده في خانة <التسريبات> التي <لا تخدم العدالة>، مجدداً ثقته برئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذي أشير إلى إحتمال تواطئه مع حزب الله وقال الحريري للصحافيين بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي <نحن لا نعلق إجمالاً على أي شيء لا يكون صادراً بشكل رسمي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو أحد مكاتبها>. وأضاف:<شخصياً، أرى أن التسريبات لا تخدم مجرى العدالة.

وقال النائب عقاب صقر، عضو كتلة لبنان أولاً لفرنس برس: نعتبر أي تقرير غير صادر عن المحكمة والأمم المتحدة بشكل رسمي فاقداً للصدقية حتى ولو تضمن وثائق ومستندات.

قوى الأمن تأكيد على التعاون مع التحقيق وعلى صعيد ما بثه تلفزيون كندا عن دور ما للعقيد وسام الحسن أكد مصدر أمني مسؤول لـ <اللواء> ان الرد على مثل هذه التسريبات ليس من مهمة قوى الأمن التي أبدت تعاوناً كاملاً مع لجنة التحقيق الدولي سعياً لكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وأضاف المصدر: أن التقرير الإخباري الذي أذاعه التلفزيون الكندي يندرج في اطار التسريبات التي لا يمكن اعتماد ما يرد فيها من معلومات قبل انتهاء لجنة التحقيق من عملها، أو قبل صدور القرار الظني الذي سيضع حداً لكل مثل هذه التسريبات والتأويلات.

وكرر المصدر الأمني تأكيده بأن قوى الأمن ما زالت على استعدادها للتعاون الكامل مع لجنة التحقيق التي تملك وحدها الوقائع والحقائق كاملة، وما توصلت اليه من نتائج عمل المحققين الدوليين المشهود لهم بكفاءتهم وبخبرتهم.

وأردف المصدر: وقوى الأمن على تجاوبها لتلبية كل ما يطلبه المحققون من معلومات ووقائع جديدة تساعد على كشف الحقيقة، ولو تتطلب ذلك إجراء مقابلات جديدة مع ضباط من قوى الأمن لكشف ملابسات بعض النقاط التي يركز عليها التحقيق.

واحتفظ المصدر بحق قوى الأمن ملاحقة اجهزة الاعلام التي تروج لتسريبات تسيء لسمعتها أو تحاول النيل من معنويات ضباطها وعناصرها، وذلك أمام المحاكم الدولية بالنسبة للإعلام الخارجي، وامام المحاكم اللبنانية بالنسبة لأجهزة الإعلام المحلية.

ورداً على سؤال لـ <اللواء> أشار المصدر إلى أن الملاحقة القانونية ستتم بعد صدور القرار الظني الذي سيضع حداً فاصلاً بين الحقائق والوقائع وما يروح من تسريبات وترويجات.

ويطل الأمين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله يوم الأحد المقبل خلال رعايته حفل تخريج طلاب جامعيين، ومن المقرر أن يلقي نصر الله كلمة بالمناسبة يتطرق في خلالها إلى الوضع اللبناني الراهن لا سيما ما يتعلق بالمحكمة الدولية والقرار الظني.

وفي الإطار عينه اتهم النائب حسن فضل الله عضو كتلة الوفاء للمقاومة اجهزة المخابرات الاسرائيلية بزرع <خطوط هاتفية سرية> داخل اجهزة خليوية يستخدمها عناصر من الحزب. وقال فضل الله في مؤتمر صحافي في وزارة الاتصالات خصص لاستعراض <الخروقات الاسرائيلية> لقطاع الاتصالات اللبناني <نعم تمكن العدو من زرع خط هاتفي سري كان يشتريه له عملاؤه على الارض داخل خطوط هاتفية لمقاومين حتى تتزامن حركة الخطوط مع بعضها البعض>. واوضح ان فنيين في حزب الله ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنوا من <كشف هذا السر الكبير الذي يؤكد قدرة اسرائيل على زرع خط هاتفي سري في خط هاتفي عادي بعدما حير العقول لفترة طويلة>. وروى ان القصة بدات بعدما شكك فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في ولاء ثلاثة عناصر في حزب الله <ظهر انهم يستخدمون ارقاما هاتفية اشتراها عميل لاسرائيل>. وذكر فضل الله وهو رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية ان حزب الله <اجرى تحقيقا معقدا في المسألة (...) ولم يجد اي خطوط هاتفية ثانية مع المقاومين الثلاثة>. وشرح ايضا ان اجهزة المخابرات الاسرائيلية <قادرة على زرع خطوط سرية داخل اجهزة خليوية من خلال برمجيات متطورة وامطار الهاتف باكثر من الف رسالة غير مرئية لا يعلم بها صاحب الهاتف>. من جهته، قال وزير الاتصالات اللبناني شربل نحاس في المؤتمر الصحافي <نحن في مواجهة مع اكثر الدول تقدما في مجال> التجسس على الاتصالات، <ويجب الارتقاء الى مستوى هذه المواجهة>. ويأتي اتهام فضل الله لاسرائيل بعدما ذكر التلفزيون الكندي العام <سي بي سي> الاثنين انه حصل على نسخ من تقارير لمحققين دوليين حول تحليل اتصالات بالهواتف الخليوية مرتبطة بقضية اغتيال الرئيس الحريري في شباط العام 2005 وتشير الى تورط لحزب الله. لكن فضل الله اكد ان توقيت المؤتمر الصحافي غير مرتبط بهذه المسألة.

 


 
بلمار: تقرير الـ C.B.C يعرّض حياة أشخاص للخطر ويعود للقضاة وحدهم تقييم الأدلة
الحريري يؤكد أن التسريبات لا تخدم العدالة و<حزب الله> يُعلن أن التقرير لا يعنيه
مع اقتراب صدور القرار الظني عن المحكمة الخاصة بلبنان والذي يُقال أنه في منتصف الشهر المقبل، برز الى واجهة الاهتمام <تحقيق استقصائي> نقلت فيه قناة الـ الكندية تقريراً مفصلاً تناول معلومات ووثائق قالت إنها حصلت عليها من مصادر في الأمم ا لمتحدة على علاقة بالتحقيقات الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تتهم <حزب الله> بالجريمة وتشير الى تجاهل معلومات للمحققين تشير الى شكوك حول رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن·

وقد ترك الكشف عن هذا التقرير تساؤلات عدة سيّما وأنه تزامن مع إعلان المحكمة الدولية عن تعديلات أجرتها على الاجراءات والإثباتات، وفي ظل توتر سياسي داخلي ناجم عن التسريبات في شأن القرار الظني والجهة التي يتجه هذا القرار لتوجيه أصابع الاتهام إليها في ما خص اغتيال الرئيس الحريري·

وبغضّ النظر عما يتضمنه التقرير فإن توقيت الإعلان عنه هو بمثابة عملية تشويش على عمل المحكمة التي تحرص على أن يكون عملها بعيداً عن التأويل والتفسير وأن تكون أي معلومات تتعلق بمجريات التحقيق محصورة فقط بالقاضي دانيال بلمار الذي يعرف وحده مضمون التقرير الظني الذي تنوي المحكمة إصداره·

وقد عكس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري هذه الصورة في دردشة مع إعلاميي السراي حيث قال: <نحن لا نعلق على أي شيء لا يكون صادرا في شكل رسمي عن المحكمة الدولية ومكاتبها، لكنني شخصيا أرى ان التسريبات الإعلامية لا تخدم مجرى العدالة· وردا على سؤال عما ورد في شأن رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، قال: <العقيد الحسن كان ولا يزال موضع ثقتي التامة

>· بدورها علقت الأمم المتحدة على التقرير الكندي عبر لسان المتحدث باسمها فرحان حق الذي اوضح: <لا اتمتع بالقدرة على تأكيد صحة الوثيقة> الصادرة عن <سي بي سي>، قائلا: <اذا اعتقدنا انها وثائق من لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للامم المتحدة، فقد كان يتعين تغطيتها بواسطة مبدأ الحصانة الوارد في شرعة الامم المتحدة>، مشدداً على <أن التسريبات هي اسباب للقلق، نريد أن نتأكد من أن المحكمة الخاصة بلبنان يمكن أن تواصل عملها من دون عقبات ولا تدخل>·

وعلّقت أوساط <حزب الله> على التقرير في حديث صحافي قائلة: <في النهاية، هذا تقرير وسواه لا يعنينا إطلاقا>·

وإعتبرت أن> ما ينشر في الصحف الأجنبية بين الحين والآخر يؤكد أن المحكمة الدولية مسيسة ولا تقوم بعملها كما يجب مع كل ما يتم تسريبه من محاضر التحقيق>·

بلمار

وعلّق مكتب المدعي العام دانيال بلمار على التقرير بالقول: <يعرب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان عن قلقه الشديد إزاء التقارير التي نشرتها قناة <سي بي سي> الكندية مؤخرا في الوقت الذي يسعى فيه مكتبه جاهدا ليضمن تسليم مسودة قرار الاتهام في المستقبل القريب إلى قاضي الإجراءات التمهيدية ليصدق عليها>·

أضاف: <قرار مكتب المدعي العام بعدم التعليق على المسائل المتصلة بالتحقيق لن يتغير· ويرتكز هذا القرار على اعتبارات ناجمة عن قلقه الشديد حيال نزاهة التحقيق وسلامة المتضررين والشهود والمشتبه بهم والموظفين· ويعتبر مكتب المدعي العام أن الحفاظ على السرية ضروري لضمان نجاح التحقيق>·

علق المدعي العام، بلمار، على الموضوع قائلا: <إن أخطر أثر يمكن أن تخلفه تقارير قناة <سي بي سي> هو أن بثها قد يعرض حياة بعض الأشخاص للخطر>·

وقال: <يعود إلى القضاة، والقضاة وحدهم، تقييم الأدلة والتوصل إلى نتائج مستندين إلى الوقائع التي سيتم إثباتها من خلال المحاكمة والقانون>·

وختم: <في هذه الأثناء، يقيم مكتب المدعي العام الأثر الذي خلفته هذه التقارير على التحقيق· ويفيد المدعي العام قائلا: <مهما كانت التحديات التي نواجهها في خلال هذا التحقيق الذي تم إجراؤه في ظل ظروف صعبة للغاية، يبقى الموظفون في مكتب المدعي العام ملتزمين إنجاح التحقيق>·

المحكمة

من جهتها أكدت مديرة مكتب المحكمة الدولية في بيروت وجد رمضان أن لا صلاحية للمكتب للتعليق على التقرير الذي افاد أن ضابطا في الجيش اللبناني أبلغ الى المحققين في المحكمة الدولية، أن هناك أدلة قوية الى تورط <حزب الله> في الاغتيال·

وأشارت رمضان الى أن مكتب المدعي العام هو وحده المخول الرد، لكنه ليس في الوارد حاليا، خصوصا أن لا أحد يعلم تفاصيل التحقيقات التي تبقى سرية بالنسبة الى قاضي التحقيق نفسه، حسب قولها·

نص التقرير الكندي

وكانت قناة C.B.C تبث تقريراً مفصلاً تناولت فيه معلومات ووثائق حصلت عليها من مصادر في الأمم المتحدة مشيرة الى أن الادلة التي تم جمعها من قوى الامن الداخلي، وبعد ذلك بكثير، من الامم المتحدة تشير الى ان القتلة هم من <حزب الله>·

وأشار التقرير الذي نشرته ايضا صحيفة <واشنطن بوست> إلى أن القاضي دانيال بلمار رفض التعليق على التقرير، والعاملين في مكتبه رفضوا الرد على الهاتف، مؤكدا أنه استند الى نتائج توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية عن تحليل معلومات وبيانات شبكة الاتصالات اللبنانية، والتي تشير إلى أن مسؤولي <حزب الله> اتصلوا بمالكي هواتف نقالة استخدمت في تفجير موكب الحريري لدى مروره في وسط بيروت، والذي أدى أيضا الى مقتل 22 شخصا آخرين·

وذكر التقرير تجاهل معلومات للمحققين تشير إلى شكوك حول رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، باعتبار أن حجة غيابه يوم الاغتيال كانت ضعيفة وأن إجاباته في شأنها لم تكن دقيقة·

واشار إلى وجود مذكرة داخلية في الأمم المتحدة بتاريخ 10 آذار 2008 تتضمن معلومات وأوصت بأن يتم <التحقيق في هدوء لتحديد هل لعب وسام الحسن دورا في اغتيال الحريري، لكن وفق تقرير الشبكة الكندية فإن إدارة اللجنة <تجاهلت توصية> التحقيق او استجواب الحسن·

تقرير عيد

وأفادت الواشنطن بوست، أن تقرير ال سي· بي·سي· إنتقد محققي الأمم المتحدة لتجاهل معلومات وتقارير، قدمها النقيب وسام عيد، وتتضمن سجلات لمكالمات من كل الهواتف المحمولة، التي استخدمت في محيط فندق السان جورج، حيث تم تفجير موكب الحريري· وأشارت الى أن عيد كشف بسرعة شبكة من الهواتف <الحمراء> التي كانت تستخدم من قبل فريق الاغتيال، ثم تم ربطها مع غيرها من شبكات الهاتف الصغيرة، المشتبه في تورطها في تخطيط لعملية الاغتيال·

وتبين له إثر تعقب جميع الشبكات، أنها تابعة لأحد خطوط حزب الله، داخل مستشفى الرسول الأعظم في جنوب بيروت· وبعد عام ونيف، تم اكتشاف تقرير عيد من قبل فريق من محققين بريطانيين يعمل لمصلحة الامم المتحدة، لكن عيد اغتيل بعد ثمانية أيام فقط من لقاء المحققين العام 2008 ·

وأفادت محطة CBC أن اكتشافات النقيب وسام عيد أظهرت أن كل ما يتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرتبط بشبكة هواتف أرضية داخل مستشفى الرسول الأعظم التابع لـ>حزب الله> في الضاحية الجنوبية من بيروت·

كان وسام عيد شخصية غامضة· لم يكن عيد يريد فعلا أن يصبح شرطيا، أو ضابط مخابرات· في المجتمع العربي السلطوي (حسب ما جاء في التقرير)، لم يكن لديه اي طموح آخر في اي مكان في السلطة· ولكن في النهاية لم يجد خياراً آخر·

عندما كان عيد يؤدي خدمته العسكرية في التسعينات، لاحظت قوى الامن الداخلي، ان عيد حاصل على درجة في هندسة الكمبيوتر· وكان جهاز الأمن عندها يحاول إنشاء قسم تكنولوجيا المعلومات، وهذا ما حدث بعدها·

في الوقت الذي قتل الحريري اي في العام 2005، كان عيد برتبة نقيب في قوى الأمن الداخلي· وتم تعيينه من قبل رئيسه الكولونيل سمير شحادة، ليقوم بالتحقيق·

وعندها كان التحقيق لبنانيا، وقيل لعيد، انه ايضاً تحقيق للامم المتحدة·

عملية القضاء

واشار التقرير الى ان النقيب عيد، لم يكن مهتما بالخوض في بعض النظريات الخطيرة لادخال لبنان في العديد من الجولات· وعلل ذلك بأن العثور على الاثر الاول للقتلة يكمن في عملية غربلتهم·

وحصل على سجلات المكالمات من الهواتف المحمولة التي سجلت من الأبراج الملاصقة لفندق السان جورج من شركات الهاتف اللبنانية·

وعندما حصل عيد على تلك التسجيلات، بدأ التخفيف منها للوصول الى الارقام التي كان يحملها من قام بالتفجير، كما بحث عن الارقام الموجودة في حاشية الحريري، ثم ارقام الناس الذين وجدوا في مكان الجريمة· ولم يستغرق الامر كثيراً حتى وجد عيد الهواتف <الحمراء> التي استخدمها الذين قاموا بالتفجير· ولم يتوقف عند هذا الحدّ وتابع بجهد ليصل الى البرج الذي كانت الهواتف <الحمراء> متصلة به في الايام التي سبقت الاغتيال، وبالمقارنة مع تسجيلات الحريري في تحركاته، فإكتشف ان هذه الشبكة كانت تتعقب رئيس الوزراء السابق·

وكانت شركات الهاتف الأحمر تبدو مجموعة منضبطة· وكانوا يتواصلون مع بعضهم البعض وفي الاغلب لم يتكلموا ابداً من هواتف خارجية·

وبعد الاغتيال مباشرة، اختفت هذه الارقام <الحمراء> الى الابد ولم تعدّ موجودة وماتت تماماً·

ووجد عيد اتصالا آخر· وحدّد ثمانية هواتف اخرى استخدمت لاشهر من البرج نفسه الذي استخدمته الهواتف <الحمراء

>· وما اكتشفه النقيب عيد هو ان كل فرد من فريق الاغتيال حمل هاتفاً آخر، وان اعضاء الفريق استخدموا الهاتف الثاني للتواصل مع عدد اكبر من شبكة الدعم الكبيرة والتي كانت موجودة لمدة لا تقل عن سنة·

وفي نهاية الامر، فإن الأمم المتحدة ستسمي تلك المجموعة الشبكة <الزرقاء>·

شبكات أخرى

الشبكة <الزرقاء> تمارس الانضباط أيضا· وهي ايضاً بقيت شبكة <مغلقة>· لم يقدم عضو في الشبكة الزرقاء على الانزلاق للتمكن من التجسس على اتصالاتهم·

وهؤلاء الاشخاص كانوا يحملون هواتف للمشاركة في موقع التفجير وعيد ظلّ يلاحق الفتات ليصل الدرب التي كانت تتوسع مع الوقت·

والصدمة الكبيرة كانت عندما تم إغلاق الشبكة الزرقاء والهواتف جمعت بواسطة اختصاصي الالكترونيات الذي يعمل لحساب <حزب الله>، عبد المجيد غملوش·

وكان غملوش على حد تعبير أحد المحققين السابقين للامم المتحدة، <احمق>·

وعندما اعطي مهمة جمع والتخلص من الهواتف <الزرقاء>، لاحظ انه لا يزال يملك الوقت فتحدّث منهم الى صديقته، صوان، وهنا استطاع عيد ان يلتقطه·

كما ان غباء غملوش دفع عيد في نهاية المطاف الى الاخوين حسين ومعين خريس، وهما عنصرين من <حزب الله>· وواحد من الاخوين تمت رؤيته في موقع الانفجار·

واكمل عيد بحثه ليصل الى تحديد المزيد من الهواتف في شكل مباشر أو غير مباشر مع الفريق الذي ضرب· وقال عيد انه وجد نواة الشبكة الثالثة ، وفريق المراقبة الطويلة الأجل والتي اطلق عليها اسم <الأصفر>·

وعمل عيد ادّى ايضاً الى اكتشاف آخر وهو: كل الاتصالات متعلّقة بخطوط ارضية في مستشفى <حزب الله>، الرسول الاعظم في ضاحية بيروت الجنوبية·

وتمّ تحديد شبكة اخرى اطلق عليها الهواتف <الوردية> والتي كان يتم من خلالها الاتصال بين المستشفى والشبكات الاخرى في شكل غير مباشر·

وتحولت هذه الهواتف إلى أن تكون بالغة الأهمية· وحتى من قبل الحكومة اللبنانية عندما استفسرت وزارة الاتصالات عما صدر عنهم، والجواب جاء من الحكومة على شكل ارقام في سجل·

وحصلت CBC على نسخة من السجل الذي قدّم الى اللجنة، وفيها قام احدهم بابراز اربع ادخالات من الارقام الموجودة في العمود من ستة ارقام· الى جانب الارقام البارزة، باللغة العربية، وجدت كلمة <حزب الله>·

ومدرب عيد، الكولونيل شحادة، تعرض لعملية تفجير في ايلول 2006· وقتل في الانفجار أربعة من حراسه الشخصيين، وتوجه بعدها الى كيبيك لتلقي العلاج الطبي·

في ذلك الوقت ، كان النقيب عيد ارسل تقريره الى الامم المتحدة وانتقل إلى عملية أخرى·

وادرج تقرير عيد في قاعدة البيانات التابعة للامم المتحدة من قبل اشخاص إما لم يفهموا أو لم يهتموا بما فيه الكفاية لتبرز إلى الأمام· واختفت·

في كانون الاول 2007 ، ظهر تقرير عيد اخيراً، وكان رد الفعل الفوري لفريق الاتصالات للأمم المتحدة حرجا، ثم الشك·

ادعى عيد ان تحليله <اقتصر على استخدام جداول البيانات إكسل، فيما قال الخبير البريطاني ان ذلك مستحيل قائلا: لا يمكن لاحد ان ينجز عملا كهذا من دون مساعدة اجهزة الكمبيوتر القوية والتدريب اللازم· واعتبر المتخصصون ان الهواة (كما وصفوا عيد)، في إمكانهم ان يخوضوا من خلال الملايين من التبديلات الممكنة التي يشكلها الهاتف واستخراج سجلات شبكات الفردية·

واعتبر خبراء الاتصالات ان عيد حصل على مساعدة او أن يكون شخص ما اعطاه هذه المعلومات· وتساءلوا انه ربما كان متورطاً بشكل ما؟

كان ذلك في كانون الثاني 2008· وكان المفوض الجديد للامم المتحدة المكلف، مسؤولا قضائيا كنديا يدعى دانيال بلمار· وكان المحققون بداوا يعتقدون انهم يصلون الى مكان ما·

وتم إيفاد وفد من خبراء الاتصالات لمقابلة عيد· واستجوبوه حيث عادوا مقتنعين بأنه، في شكل ما، حدّد فعلا الشبكات بنفسه·

وبدا عيد ليكون واحدا من هؤلاء الناس الذين يمكن أن يستشعر أنماط الرياضي، من النوع الذي يعتقد الكثير من التحركات المقبلة في لعبة الشطرنج· حتى أفضل ، وقال انه على استعداد للمساعدة مباشرة· انه يريد قتلة الحريري لمواجهة العدالة ، وان تحذيرات <حزب الله> لعينة·

وبعد أسبوع ، التقى فريقا أكبر للأمم المتحدة مع عيد وجرت الامور في شكل جيد·

ثم ، في اليوم التالي، في 25 كانون الثاني 2008، بعد ثمانية أيام من لقائه الأول مع محققي الامم المتحدة ، تلقى النقيب وسام عيد، مصير الحريري نفسه وقتل مع حارسه الشخصي وثلاثة من المارة·

وقال التقرير: <لأنه لا يوجد شك في ذهن أي عضو من أعضاء فريق الاتصالات لماذا مات عيد: استنتج <حزب الله> انه تمّ اكتشاف تقرير النقيب عيد، وانه كان مرتبطاً كثيراً مع محققي الامم المتحدة وانه وافق على العمل معهم·>

على الفور، كان فريق الاتصالات في سجلات خلية الأبراج قرب موقع انفجار عيد جمعها، والسبب يعود الى انه ربما ان القتلى قد يتركون بصمات رقمية يمكن ملاحقتها·

عند اغتيال عيد هذه المرة، لم يترك القتلة اي بصمات لانهم استخدموا أجهزة الراديو مستخدمة في هذه العملية، وليس الهواتف المحمولة، وأجهزة الراديو لا تترك أي أثر·

 

 


 

 


المصدر: جريدة اللواء

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,241,773

عدد الزوار: 7,235,237

المتواجدون الآن: 77