"mtv": خامنئي يعتبر أن المحكمة الدولية شكليّة وأي قرار يصدر عنها لاغياً

رسالة لأتباع طهران: شحنة أسلحة أطاحت بمتكي... والسياسة يصنعها المرشد وينفذها الحرس

تاريخ الإضافة الإثنين 20 كانون الأول 2010 - 1:23 م    عدد الزيارات 3076    التعليقات 0    القسم دولية

        


طارق نجم::

لم يكن امتناع وزير الخارجية الايراني المقال منوشهر متكي عن حضور مراسم حفل التسلّم والتسليم الذي جري يوم السبت 18 كانون الأول في مبني الخارجية الإيرانية بالأمر المستغرب. فليس هناك إهانة أكبر لموظف حكومي منّ يتمّ فصله من مركزه أثناء قيامه بمهمة خارجية علنية كما حصل مع متكي الذي اقيل من منصبه بموجب مرسوم صادر عن الرئيس أحمدي نجاد يوم الإثنين 13 كانون الأول حينما كان في زيارة رسمية الى السنغال. وقد عيّن بدلاً منه علي اكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية والذي يحمل دكتورا في الفيزياء النووية من جامعة MIT، كمشرف على وزارة الخارجية (وليس كوزير!) ريثما يتم تعيين وزير لهذه الوزارة في خطوة تبدو انها متسرعة وغير مدروسة.

هذه الإقالة التي يمكن وصفها على الأقل بالمفاجئة حظيت بإهتمام واسع في داخل ايران وخارجها، وقد ترافقت بقدر كبير من الحيرة والجدل حول الأسباب التي دفعت بالرئيس الإيراني لإستخدام حقه الدستوري لإقالة الوجه الدبلوماسي الأول لإيران في الخارج، والذي قد يظهّر الصراعات الداخلية العميقة في قلب النظام الحاكم، مع ما سيحمله من تبعات على الخيارات الخارجية لإيران.

الجميع يجمع على إنها إقالة مهينة وغير منطقية...والجواب هو في رغبة نجاد بإحتفاظه بالكلمة الفصل والنهائية

وقد أفادت كيهان العربي، أنّ النائب الاول لرئيس الجمهورية محمد رضا رحيمي قد اشاد بالخدمات الجليلة التي قدمها وزير الخارجية السابق منوشهر متكي قائلا انّ "الحكومة لازالت بحاجه الى خدمات متكي", ماضيفا "انّه كان حتى اخر لحظة يتمتع بروح مفعمة بالحيوية والنشاط والعمل الدبلوماسي ومن هذا المنطلق قام بآخر مهمة عمل الى السنغال, مؤكّدا ان "الحكومة تأمل بأن يبقى منوشهر متكي عضوا في مجلس الوزراء ويستمر بتقديم الخدمات اللازمة الى هذه الحكومة".

إزاء هذه الدبلوماسية الكلامية، كان جواب متكي واضحاً بما لا يقبل الشك. فقد نفى الوزير المقال تفصيلاً مهماً ورد في كلام رحيمي هو "أنّ السيد متكي كان على علم مسبق قبل توجه البعثة الإيرانية إلى السنغال أن السيد صالحي سيتمّ تعيينه مشرفاً على وزارة الخارجية". وقد صرح متكي رداً على هذا الكلام إلى وكالة مهر الإيرانية "أنه كان على رحيمي توخي الصدق والدقة بكلامه بإعتباره مسؤولاً رسمياً. وقد عقدت اجتماعاً مع احمدي نجاد قبل الزيارة ولم نتطرق لأي موضوع كإقالتي المفاجئة ولا حفل الوداع السخيف الذي جرى في وزارة الخارجية". واضاف متكي أنّ "القيام بإقالة كهذه هي مسألة منافية للإسلام بالدرجة الأولى إضافة إلى كونها مناقضة للأعراف الدبلوماسية وهي مهينة بالفعل" لمسؤول رفيع المستوى يمثّل بلاده في الخارج".

حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" ومدير الخابرات الإيرانية الأسبق ومستشار المرشد الاعلى آية الله خامنئي، رأى كذلك في الإقالة "اهانة علنية".

ومن قلب المؤسسة التشريعية، صرّح علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، اليوم الأحد 19 كانون الأول لوكالة IRNA، أنه "كان يجب القيام بتغيير قيادة وزارة الخارجية بأسلوب أكثر إحتراماً للوزير السابق متكي فيما كان يزور بلدا آخر"، وذلك خلال خطاب له في البرلمان. وقد أيده بذلك رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان علاء الدين بورجردي الذي وصف الإقالة "بأنها صادمة"، واضاف عضو اللجنة حشمت الله بأنها "خرق للتقاليد المتعارف عليها ونحن بانتظار توضيحات بهذا الشأن". وكان الملفت بين المواقف ما أدلى به النائب احمد تافاكومي، بأنّ "الإقالة سوف تضعف وزارة الخارجية، وتشير الى انه لا يوجد رشد في الحكم، وهي رسالة الى العالم بأن البلد غير مستقر وان شخصاً واحداً بمقدوره ان يفعل ما يشاء".

التوتر بين نجاد ومتكي أصبح مسألة علنية في الأوساط الإيرانية مع بروز جملة قضايا خلافية؛ ففي السنة الماضية مثلاً عارض متكي بشدة قيام نجاد بتعيين مبعوثين خاصين به إلى عدة مناطق حول العالم لأنها خطوة محرجة لوزارة الخارجية. فإحتكم متكي في حينه إلى المرشد الأعلى الخامنئي الذي طلب من نجاد العدول عن قراره. وفي أيلول المنصرم، هاجم متكي علناً أحد المبعوثين الأهم لدى احمدي نجاد، هو محمد بهائي، فوصفه "بأنه يفتقر للخبرة ويخلق مشاكل في السياسة الخارجية لبلده" لأن ذلك يخلق سياسة خارجية مزدوجة وموازية لوزارة الخارجية.

وعند هذه الحدود يبدو الجواب واضحاً هو أنّ الرئيس احمدي نجاد يرغب من وراء هذه الإقالة بأسلوبها الفجّ إرسال رسالة قاسية لمن يحيطون به أن له الكلمة العليا عندما يريد ذلك ولديه القدرة كذلك على اتخاذ أي قرار يشاء وقتما يشاء وبإستطاعته حسم الخلافات لصالحه كي لا يتوهمن احد غير ذلك. غير أن أسباب أخرى قد تكمن وراء اتخاذ قرار كهذا.

إقالة متكي هي كبش فداء لسياسة نجاد الفاشلة إقتصادياً وأمنياً...والسياسة الخارجية يصنعها المرشد وينفذها الحرس

لاريب أنّ إقالة متكي هي إستعراض قوة من جانب نجاد في مواجهة خصومه الداخليين خصوصاً في المعسكر المحافظ ومنهم علي لاريجاني. وكان لاريجاني قد تلقى دعماً كبيراً من متكي خلال انتخابات 2005، والذي كان وجه للرئيس نجاد انتقادات لاذعة بأنه تجاوز حدود صلاحياته وتعدى على صلاحيات البرلمان في عدة مناسبات. كما أن عدداً من النواب كان قد دعا منذ فترة لجمع توقيعات تتيح لهم مساءلة الرئيس امام البرلمان (وربما بإيحاء من لاريجاني)، وقد تؤدي إلى طرح الثقة برئيس الجمهورية في نهاية المطاف وتنحيته عن السلطة.

من ناحية أخرى، نجاد أصاب أيضاً عصفوراً آخر في إقالته لمتكي؛ فمع قرب انعقاد جولة المفاوضات النووية الرابعة، يعمل الجانب الإيراني للحصول على هامش مناورة اكبر وكسب بعد الوقت الذي قد يسمح له بتحقيق بعض النقاط هنا وهناك. ثمّ أنّ زيادة ضغط العقوبات الإقتصادية التي اقرها مجلس الأمن يصعّب الأمر على الجمهورية الإسلامية. فالتجارة الإيرانية مع الخارج تتعرض للمزيد من القيود، وقد ارتفعت اسعار المواد المستوردة نتيجة ذلك بنسبة تتراوح بين 15% إلى 30% بحسب أرقام غرفة التجارة الإيرانية. يضاف إلى ذلك أنّ الحكومة تواجه متاعب اقتصادية داخلية أقلها رفع الدعم عن المحروقات الذي من المتوقع أن يخلق موجة من الغضب في الأوساط الشعبية والذي أستدعى استنفارا عاما في قوات الشرطة تحسباً لهذا الأمر. من هنا يبدو وزير الخارجية منوشهر متكي كبش الفداء الأمثل لسياسة نجاد. وبكل بساطة يمكن لمتكي ان يتحمل وزر فشل منع إقرار العقوبات الإقتصادية الجديدة على إيران في مجلس الأمن.

وفي الوقت عينه، يمكن ان نعتبر أن إقالة متكي هي إنذار لكل مسؤول تحت أمرة نجاد قد يفشل في الدفاع عن سياسته. فمتكي يمكن ان يلام أيضاً على الفشل في الحيلولة دون صدور عدة قرارات دولية مضرة بحق طهران منها ادانة من الامم المتحدة لانتهاكات حقوق الانسان في ايران، الفشل في الحصول على مقعد لايران في لجنة الامم المتحدة لحقوق المرأة، ورفض منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعلم (الأيونسكو) عقد المؤتمر الدولي للفلسفة في إيران. وتبقى كذلك، مسألة تهريب الاسلحة الايرانية الى نيجريا والتي شكلت فضيحة علنية لطهران، مع ما ترتب على ذلك من تداعيات سياسية ودبلوماسية بعد ان توجه إليها متكي في الشهر الماضي على وجه السرعة ولكنه لم يحل دون تفاقم الأمر. فكان نتيجة فشل متكي في احتواء الازمة إصدار المحاكم النيجيرية أمر إعتقال لضابط رفيع المستوى في الحرس الثوري متورط في شحنة الأسلحة بعد ان لجأ إلى السفارة الإيرانية في لاغوس.

من جهة أخرى استدعت السنغال سفيرها في طهران بمبرر ان ايران لم تقدم شروحات "مرضية" حول قضية شحنة الاسلحة ايرانية التي ضبطت في تشرين الاول في مرفأ لاغوس النيجيري وكانت موجهة الى غامبيا حيث تعسكر قوى انفصالية سينغالية. وكان متكي يزور الاحد والاثنين العاصمة السنغالية دكار لتسليم "رسالة شروحات من السلطات الايرانية حول قضية شحنة الاسلحة". لكن فشل متكي في التعاطي مع المسألة بنجاح قد عجّل في إقالته لأنّ إيران تنتج سيارات "خودرو" في السنغال منذ 2008 في مصنع إيراني وتحظى بدعم من الرئيس السنغالي فيما خصّ ملفها النووي.

متكي الذي عين في منصبه كوزير للخارجية في تموز 2005 بإعتباره من المحسوبين على المرشد الأعلى الولي الفقيه الخامنئي، من المعروف أن له الباع الطويل في السياسة الداخلية الإيرانية بعد ان انتخب كنائب في البرلمان الأول للجمهورية الإسلامية، ومارس المهام الدبلوماسية المتعددة منذ مطلع الثمانينات, لم يقل من منصبه فقط لأنّ أحمدي نجاد أختلف معه في الرأي أو لأنه فشل في مهمته الافريقية. فوزير الخارجية الأسبق لم يكن سوى واجهة تلطف الوجه الحقيقي للسياسة الخارجية الإيرانية الحقيقية التي تمارسها إيران عملياً في بلدان العالم من خلال تهريب السلاح، وتدريب المقاتلين، ومدهم بالتمويل، وإنشاء الشبكات التجسسية، وغيرها والتي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني.

وبالتالي، فإن اختيار نجاد أن يكون المشرف على وزارة الخارجية، أي الدكتور صالحي، المتخرّج من جامعة أمريكية، أتى لأن المؤسسة الحقيقية التي تدير السياسة الخارجية لإيران ليست الرئاسة بل هو المرشد الأعلى، أما المنفذّ العملي لتلك السياسة فليس الجهاز الدبلوماسي لوزارة الخارجية بل هو فيلق القدس التابع للحرس الثوري. لا ريب أن مسألة الإقالة المهينة لوزير الخارجية الأسبق متكي لن يتوقف عندها الكثيرون حول العالم بسبب تسارع الأحداث الأكثر إثارة حول إيران وفي قلب الجمهورية الإسلامية، ولكن هذه الإقالة هي رسالة وعبرة لمن يلهثون لخدمة لمشروع الولي الفقيه بأنّ "وليهم" قادر أن يتخلص منهم ساعة يشاء وعندما يثبتوا فشلهم في إخفاء عيوبه وتصحيح الأخطاء من ورائه. الإيرانيون يفاخرون بقدرتهم على الصبر من 5 إلى 30 عاماً لصنع سجادتهم الفارسية (العجمية) ولكن هم أيضاً قادرون على بيعها خلال 5 دقائق!
المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

"mtv": خامنئي يعتبر أن المحكمة الدولية شكليّة وأي قرار يصدر عنها لاغياً

أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم أن أي قرار سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي يمكن أن تتهم أعضاء من "حزب الله"، سيعتبر "لاغياً، وكأنه لم يكن"، بحسب ما نقل عنه تلفزيون "برس تي في" الايراني الرسمي.
 


المصدر: موقع 14 آذار

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,264,909

عدد الزوار: 7,236,981

المتواجدون الآن: 102