<بؤس سياسي> يلف المشهد وباريس تسوّق< الإستقرار والمحكمة>

تاريخ الإضافة الجمعة 7 كانون الثاني 2011 - 5:12 ص    عدد الزيارات 2774    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

<بؤس سياسي> يلف المشهد وباريس تسوّق< الإستقرار والمحكمة>
إجتماع للجنة النفط الأسبوع المقبل برئاسة الحريري
الحاج حسن لـ <اللــواء>: جلسات الحكومة معلقة لبت <الشهود الزور>

 

حال المراوحة الذي دخل اسبوعه الثاني، منذ الاسبوع الاخير من السنة الماضي، والمرشح للتمدد اسبوعاً آخر وربما اكثر، بدا يعكس نفسه على البلاد نوعاً من المأزق السياسي، يعترف به السياسيون في مجالسهم الخاصة، ليس فقط حيال التسوية المنتظرة من التفاهم السعودي - السوري، ولا من القرار الاتهامي، وهو أصلاً موجود منذ ان بدأ تسريب المعلومات عن مضمونه، ولا حتى حيال ملف شهود الزور الذي باتت البلاد معلقة على لحظة الافراج عنه، احالة الى المجلس العدلي او لا احالة، بالتصويت أو بالتوافق لا فرق، بل لان كل ذلك وفوقه كان سبباً في التعطيل الحكومي والشلل الذي بدأ يعبر عن نفسه تلقائياً من خلال قصر يد المسؤولين في معالجة تداعيات هذا الشلل، فضلاً عن <تباعدهم الذي لا يحمل على الاطمئنان>، على حد تعبير المطارنة الموارنة·

المراوحة سيدة الموقف مع بروز مؤشرات للتصعيد السياسي
مصادر دبلوماسية عربية تحمّل المعارضة مسؤولية تعثر المسعى السعودي - السوري
<كان واضحاً من تسريبات المعارضة ان المسعى السوري - السعودي أفضى إلى اتفاق على إلغاء المحكمة الدولية، وصولاً الى تغيير الحكومة الحالية واستبعاد حزبي الكتائب والقوات اللبنانية منها، ما حدا بالسفير السعودي في لبنان الى الرد على هذه التسريبات>
مع مرور الاسبوع الاول على العام الجديد تبدو ملامح المشهد اللبناني مثقلة بالعقد والازمات والاستحقاقات البعيدة عن الاجندة الزمنية، وذلك في ضوء الشلل المحيط بعمل المؤسسات ولا سيما مؤسسة مجلس الوزراء، وفي غياب اي معطيات ملموسة وعملية عن مصير التسوية السعودية - السورية، سوى ارتفاع منسوب التفاؤل المتجدد عند الاطراف اللبنانية كل من منظار وزاوية مختلفة عن الآخر، بإمكان انضاج هذه التسوية بموافقة عربية واقليمية ورضى دولي في وقت غير بعيد·

وفي ظل التكتم المحيط بحركة الاتصالات بين العواصم ذات الصلة، ولا سيما بين دمشق والرياض، عادت موجة التنبؤات بمحتوى المسعى السعودي - السوري تزدهر على الساحة الداخلية، لتعطي صورة عن اتساع هوة الخلاف بين الاطراف اللبنانية، والصعوبات التي تواجه المسعى السعودي - السوري، وتحول دون وصوله الى خواتيمه الحميدة، قبل صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية المتوقع وفق ما اجمعت عليه مصادر المعلومات قبل نهاية الشهر الجاري·

وكان واضحاً من تسريبات المعارضة التي ملأت اعمدة الصحف، وغطت معظم الشاشات المحلية والعربية، ان المسعى السوري - السعودي أفضى الى اتفاق على الغاء المحكمة الدولية وعلى اسقاط كل ما له صلة بها من قرار اتهامي او ظني، وصولاً الى تغيير الحكومة الحالية واستبعاد حزبي الكتائب والقوات اللبنانية منها، في مقابل بقاء سعد الحريري رئيساً للحكومة الجديدة، ما حدا بالسفير السعودي في لبنان الى الرد على هذه التسريبات والى الايضاح بأن المسعى السعودي - السوري لا يتعدى افكاراً طرحها الجانبان وعلى اللبنانيين انفسهم ان يتحاوروا في ما بينهم للوصول الى تظهير اتفاق يجنب البلد مزالق وارتدادات القرار الاتهامي، ما يفهم منه ان لا علاقة للمسعى السوري - السعودي بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولا شأن لهما بها كما تروج المعارضة، وان ما يسعيان اليه هو الحفاظ على استقرار لبنان وتجنيبه اي تداعيات امنية جراء صدور القرار الاتهامي·

وكان لافتاً في السياق نفسه المواقف التي صدرت عن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي والتي جاءت متناغمة مع المواقف التي ادلى بها السفير السعودي لجهة ان المسعى المشترك وضع اطاراً عاماً للتسوية وعلى اللبنانيين انفسهم ان يتحاوروا في ما بينهم ويجتهدوا للوصول الى اتفاق يجنب بلدهم تداعيات القرار الاتهامي على الاوضاع العامة·

وفي حين ابدت قوى الرابع عشر من آذار تجاوباً مع مواقف السفيرين السوري والسعودي ودعت الفريق الآخر الى التخلي عن شروطه المرفوضة والدخول في حوار على اساس تجنيب البلاد تداعيات القرار الاتهامي، والتخلي عن فرض الاملاءات على الرئيس سعد الحريري وفريقه، من الغاء المحاكمة والتبرؤ من القرار الاتهامي قبل صدوره، والاخطر من كل ذلك الاقرار بإلغاء الاكثرية التي جاءت بعد انتخابات نيابية ديمقراطية والتسليم بالتالي للمعارضة بحكم البلد رفعت المعارضة منسوب التحدي في وجه الرئيس الحريري وفريقه وذلك بالعودة الى لغة التهديد بقلب الاوضاع في حال صدر القرار الاتهامي قبل بلوغ التسوية السورية - السعودية مداها المطلوب وتسليم الاكثرية بمشيئة المعارضة ان لجهة سحب الاعتراف بالمحكمة الدولية وبالقرار الاتهامي او لجهة الغاء الاكثرية لنفسها وتسليم البلد للمعارضة، وقد بدأت تظهر في وسائل اعلام المعارضة بوادر حملة ضغط مركزة على الرئيس الحريري وفريق الرابع عشر من آذار ينتظر ان تشتد وفي الايام القليلة المقبلة، وتأخذ اكثر من منحى واتجاه، متجاوزين بذلك الخطوط الحمر للمسعى السعودي - السوري الذي حسم كما تقول مصادر دبلوماسية عدة امور هي:

اولاً: ان المحكمة بوضعها انشئت بقرار من مجلس الامن الدولي استناداً الى الفصل السابع لا يمكن تغييره حتى لو فرض على الحكومة اللبنانية إعلان عدم علاقتها بها، الامر غير الوارد اصلاً عند الرئيس الحريري وفريقه·

ثانياً: ان جل ما يمكن القيام به وهو ما حصل فعلاً، التشديد على تحقيقات جدية وقرار اتهامي مدعم بالبراهين والقرائن والادلة التي لا يرقى اليها الشك، وهو ما عبر عنه اكثر من مرة الرئيس السوري بشار الاسد ولا سيما خلال زيارته الاخيرة لفرنسا، وقد لاقى المدعي العام بيلمار هذا الموقف بتوضيحات مفصلة حول التزام المحكمة التي يمثلها بأدق المعايير في سعيها للقيام بواجبها·

ثالثا: التزام الافرقاء اللبنانيين بالعمل من ضمن المؤسسات الدستورية التي انبثقت عن اتفاق الطائف اي العودة الى مجلس الوزراء ومجلس النواب في اتخاذ القرارات، وانهاء المراوحة في عملية بناء الدولة، وما قد يتطلب ذلك في تعديلات في الصيغة الحكومية والسير في عملية التعيينات الادارية، وكل ما يتعلق بعمل المؤسسات الامنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة التهديدات الخارجية والارهاب·

خامساً: تأكيد التزام مختلف الفرقاء بحماية المقاومة بوصفها ورقة قوة في يد لبنان لمواجهة التهديدات الخارجية من مثلث الشعب والجيش والمقاومة·

واوضحت المصادر ان هذه البنود او الافكار هي اساس التسوية السعودية - السورية المطروحة بحسب ما يردده كثيرون من المتابعين الذين يجتهدون في تحليلات خاصة عند الحديث عن اولوية بند على بند آخر او عن توقيت معين لأسبقية أمر على آخر، وهذا ما يفسر الى حد بعيد حالة التهدئة القائمة منذ انطلاق المسعى المشترك والتي تعني بشكل او بآخر ان التسوية منجزة لكن اموراً اخرى ما تزال تستلزم اتصالات ابعد من لبنان والمعني بها سوريا وايران من جهة والولايات المتحدة وفرنسا من جهة اخرى من دون اغفال تركيا والدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي ولا سيما روسيا من اجل ضمان نجاح المسعى ومعه تثبيت الاستقرار·

د· عامر مشموشي


 

 

 

واللافت ان هذا المأزق الذي لا يعرف احد الى متى يمكن ان يستمر، او اذا كان لبنان قادراً على ان يتعايش من دون ان يدفع من امنه واستقراره وهدوء اعصاب ابنائه، يتزامن مع تطورات تنبئ بخروج لبنان من دائرة الاهتمام او الاستقطاب الاقليمي والدولي، في ضوء التفجير الارهابي الذي اوقع بالاقباط المسيحيين في الاسكندرية ليلة السنة الجديدة، والذي فتح جراح الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق، بالمقارنة مع ما يمكن ان تكون عليه نتائج الاستفتاء في جنوب السودان، وعودة اسرائيل الى الحديث عن حتمية المواجهة مع <حزب الله> بالرغم من هدوء الحدود الشمالية في الفترة الاخيرة·

ولاحظت مصادر دبلوماسية مطلعة، ان هذه التطورات تطرح احتمالية خروج لبنان من دائرة الاهتمام جدياً، وان موضوع المحكمة الدولية قد يتحول الى تفصيل صغير، في خضم الحديث عن الصفقات الكبرى التي يرسمها المتفاوضون الكبار على الصعيدين الاقليمي والدولي، والتي يبدو انها دخلت منعطفات حاسمة، لا سيما في ما يتصل بالملف النووي الايراني، وهو ما يفسر التشدد في طرح المواضيع على الطاولة وخاصة المحكمة·

ولا تستبعد هذه المصادر ان تطرح مجمل هذه المواضيع والقضايا خلال القمة الاميركية - الفرنسية التي ستنعقد في واشنطن في 10 كانون الثاني الجاري، ومن بينها بالطبع ملف لبنان بتشعباته في محادثات الرئيسين باراك اوباما ونيكولا ساركوزي الى جانب قضايا المنطقة، وكذلك خلال زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لعدد من عواصم المنطقة، اعتباراً من 19 الجاري وتزامناً مع اللقاءات الرئاسية العربية على هامش المنتدى الاقتصادي في مصر والذي يشارك فيه الرئيس ميشال سليمان، علماً ان مصادر مطلعة كانت توقعت لـ?<اللواء> أن تشمل جولة مدفيديف بيروت من دون أن تحدد موعدها·

موقف فرنسي

على انه وسط هذه التوقعات، برز موقف لافت لوزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري وأن كان تكراراً لما كان أعلنه السفير الفرنسي دوني بيتون في بيروت، من أن اتهام المحكمة الخاصة بلبنان لعناصر من <حزب الله> في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يخص افراداً لا حزباً ولا طائفة، مشددة على عدم إمكان إلغاء المحكمة، على اعتبار انها <نتيجة إرادة دولية لا يمكن لأحد أن يمنعها من العمل>·

ولفتت اليو - ماري إلى أن الحفاظ على وحدة لبنان ما زال ممكناً، وأن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري حريص على ذلك، لكن رغم ذلك يجب ان تواصل المحكمة عملها·

وتأتي أهمية هذا الكلام مع معلومات عن احتمال تأجيل إصدار القرار الاتهامي إلى شهر آذار المقبل، وسط سباق غير مألوف بين القرار والتسوية العربية المنتظرة، والتي يبدو انها باتت لدى المعارضة شرطاً يفترض أن يسبق القرار، لا أن تأتي بعده، فيكون <لكل حادث حديث> على حدّ تعبير وزير الزراعة حسين الحاج حسن، الذي اكد لـ?<اللواء> أن جلسات الحكومة ستبقى معلقة حتى يُقرّر فريق 14 اذار وقف تعطيل البلد من أجل ملف شهود الزور، وحتى التوصل الى حل سياسي، لان من صنع الشهود ومن يحميهم الآن هو نفسه من عطّل البلد ماضياً وحاضراً، مبدياً اعتقاده بأنه لكي يحل الملف في مجلس الوزراء هناك ثلاثة احتمالات، اما انه لا وجود لشهود الزور، وهذا أصبح من الماضي ويبقى خياران، إما احالتهم الى المجلس العدلي اولاً، ونحن لا نطلب من مجلس الوزراء الا بت الملف، واذا خسرنا بالتصويت، وحينها سنعلم أن <شهود الزور اهم من البلد>·

في المقابل، أوضحت مصادر مطلعة لقناة <المستقبل> أن خطوة وزير العدل ابراهيم نجار حول الطلب من نظيره السوري باحالة ملف مذكرات التوقيف التي كانت قد صدرت عن القضاء السوري بحق مسؤولين لبنانيين، حيث لم يلق جواباً من الجانب السوري، رغم ان الخطوة مضى عليها أكثر من 20 يوماً، هي أحد البنود التي كان اتفق عليها كمدخل للتسوية، والتي كانت تفترض أن تستكمل بموافقة قوى الثامن من اذار على إحالة ملف شهود الزور إلى القضاء العادي، الا ان المعارضة لم تعمل على تنفيذ هذه التسوية·

لقاء الاربعاء النيابي

بعد انقطاع دام لاكثر من شهور لاسباب سياسية وتقنية تتعلق بالورشة التأهيلية لمبنى مجلس النواب، اعاد الرئيس نبيه بري اطلاق اللقاء الاول للاربعاء النيابي، ولكن من عين التينة هذه المرة، تحت عنوان تفعيل العمل المجلسي، والرد على الاتهامات بتجميد عمل الهيئة العامة، وهو (اي بري) وجه في هذا المجال رسائل عدة من خلال التلويح بجلسة للاسئلة والاجوبة للحكومة في حال لم يتأمن قبل نهاية الشهر الحالي العدد الكافي من المشاريع لجلسة تشريعية·

لكن اللقاء الذي حضره ممثلون عن مختلف الكتل النيابية باستثناء <القوات اللبنانية> و<اللقاء الديمقراطي> بقي هزيلاً وقاتماً، لم يتجاوز عدد النواب الـ 18 لم يخرجوا عن تكرار ما كان ينقله النواب عن الرئيس بري من تمني ان يكون الشهر الحالي شهر التحول الايجابي الى الامام من دون اي تفسير لهذا التحول، داعياً الى التقاط الفرصة والتي قد لا تتكرر، واصفاً المبادرة السورية - السعودية بالنفط السياسي الواجب استثماره قبل ان ينقل الى النفط الطبيعي ليركز على ضرورة اصدار المراسيم التطبيقية للقانون الخاص بالتنقيب عن النفط·

وشدد بري على اهمية وضرورة حماية مسيحيي الشرق، مذكراً ان هذا الامر هو حماية لتنوع المنطقة، وانه سيطرح في مؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية·

وعلمت <اللواء> ان الرئيس الحريري سيرأس مطلع الاسبوع المقبل، اي بعد عودته الى بيروت اجتماعا للجنة النفط في السراي، للبحث في الموضوع لجهة وضع المراسيم التطبيقية للقانون موضع التطبيق·

ولاحظت مصادر نيابية ان البيان الذي اصدرته كتلة <التحرير والتنمية> بعد اجتماعها برئاسة الرئيس بري اقتصر على ادانة جريمة التفجير الارهابية في الاسكندرية، والمطالبة بالتعويض عن الاضرار الناجمة عن العاصفة الاخيرة، والتنبيه من عدم وضع قانون النفط موضع التطبيق، من دون اي اشارة الى الوضع السياسي ولا الى الازمة الراهنة الامر الذي اوحى بمدى حالة البؤس السياسي الذي يعيشها المجتمع السياسي اللبناني، حيث لم يعد هناك طرف لبناني معني بالتسوية المحكى عنها·


المصدر: جريدة اللواء

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,145,295

عدد الزوار: 7,622,342

المتواجدون الآن: 0