نسبة المقترعين في استفتاء السودان ستتجاوز 60 في المئة
الخميس 13 كانون الثاني 2011 - 7:02 ص 3812 0 عربية |
نسبة المقترعين في استفتاء السودان ستتجاوز 60 في المئة
العنف يستمر ومقتل 10 جنوبيين في هجوم اتُهم به المسيرية
سودانيات جنوبيات مقيمات في مصر بعد اقتراعهن في مركز بالقاهرة امس. (أ ف ب) |
وصرح وزير الشؤون الداخلية في حكومة الجنوب غير غوانغ ألونغ في مؤتمر صحافي عقده في جوبا بأن "موكباً يضم جنوبيين عائدين من الشمال الى الجنوب تعرض لمكمن أمس (الاثنين) الساعة 17:00 (14:00 بتوقيت غرينيتش) من قبيلة المسيرية، مما ادى الى مقتل عشرة اشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح". وكان "الموكب يضم 30 باصاً وسبع شاحنات. الشاحنات نُهبت والباصات عادت الى الشمال". والمهاجمون كانوا مسلحين، وقد قدموا في "ست او سبع آليات"، ووقع على الحدود بين ولايتي جنوب كردفان الشمالية وبحر الغزال الجنوبية.
وأضاف ان "المسيرية ينتمون الى دولة، وهذه الدولة يجب ان تكون مسؤولة عنهم"، في اشارة الى شمال السودان، مع ان هؤلاء يقيمون ستة أشهر على الأقل في أبيي بين الشمال والجنوب. ولاحظ ان "السودانين الجنوبيين العشرة كان من الممكن أن يدلوا بأصواتهم. هذه الهجمات ليست في جنوب السودان. إنها في شمال السودان. المسيرية ليست قبيلة أجنبية. إنها في السودان، لذا فالشمال مسؤول".
وفي المقابل، تساءل أحد زعماء المسيرية: "كيف يمكن ان نكون نحن مسؤولين عن هذه الأعمال في حين ان قوة الامم المتحدة تنتشر بيننا وبين قبائل الدنكا نقوك؟". كما ان كثيرين من الجنوبيين العائدين عدلوا طريقهم خلال الأيام الاخيرة لتجنب المرور في مناطقنا".
وأعلنت الأمم المتحدة تعزيز وجودها في أبيي التي شهدت أعمال عنف منذ الجمعة أوقعت نحو 35 قتيلاً.
وفي الخرطوم علق الناطق باسم الشرطة السودانية الفريق احمد التهامي على هذه الأحداث بقوله إن "هذه اشياء متبادلة بين الطرفين، فالجيش الشعبي (لتحرير السودان الحاكم في الجنوب) أتى بقواته الى مناطق المسيرية شمال حدود 1956، فقامت قبائل المسيرية بالدفاع عن نفسها، وحصل نهب متبادل من الطرفين".
وعن الهجوم على موكب العائدين إلى الجنوب، قال: "ورد إلينا ان سيارات عائدين كانت تتحرك نحو ولاية بحر الغزال تعرضت للنهب، ولكن ليست لدينا اي تفاصيل".
وقال نائبه شان ريك مادوت ان "الأجواء رائعة حتى الآن، والمشاركة مرتفعة جداً في الجنوب، إلا انه ليست لدينا بعد ارقام محددة. فترة فتح مراكز الاقتراع ستمدد حتى الساعة 18:00 (15:00 بتوقيت غرينيتش) مساء كل يوم". واستبعد تمديد التصويت يوماً إضافياً بعد انتهائه السبت.
وقدرت مفوضية الاستفتاء عدد المقترعين في اليومين الأولين بمليون ناخب فى الجنوب، أي أكثر من 20 في المئة، وفي الشمال بلغت النسبة أكثر من 25 في المئة، وخارج السودان أكثر من 63 في المئة.
وبعد نفي وزارة الخارجية السودانية، تراجع الرئيس الاميركي سابقاً جيمي كارتر عن تصريحات نسبتها إليه شبكة "سي ان ان" الأميركية للتلفزيون عن ولادة جنوب السودان دولة من دون ديون. وقال إن تصريحاته فسرت خطأ، وإن الشبكة نقلتها "بالرؤية التي تراها". وأضاف ان ما دار بينه وبين الرئيس السوداني هو أن "على شركاء السلام التزام عهودهم، فكما التزم السودان تنفيذ إتفاق السلام، عليهم أن يفوا بما التزموه باعفاء السودان من الديون ورفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب". وكرر انه يوافق البشير هذا الرأي، ووجوب ان تعم الحوافز الاميركية الشمال والجنوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويسيطر الاوغنديون تماماً على أسواق المدينة، سواء أسواق الخضر والفاكهة أو أسواق الملابس والأحذية وحتى أسواق العملة التي يضعونها عادة على أقفاص صغيرة ويجوبون بها الشوارع كأنها بضاعة عادية.
والمتجول في أسواق المدينة يدهش لكون جميع المحال المتعلقة بتجارة السلع يملكها اوغنديون من دون منازع.
ويحتل أبناء أوغندا مكانة خاصة لدى السودانيين الجنوبيين، ذلك أن الاوغنديين فتحوا لهم أبوابهم عندما فروا من الحرب الأهلية. كما ساعدهم في التمتع بتلك المكانة قرب المسافة بين اوغندا وجنوب السودان وعدم وجود أي نوع من الجمارك على السلع والبضائع بين الجانبين.
وكانت حكومة جنوب السودان بدأت تأجير الأوغنديين الأراضي التي يعملون عليها لمدد طويلة تصل الى 25 سنة.
أما الأثيوبيون والصوماليون فإن خبرتهم في مجال الفنادق والمقاهي والمطاعم لا تُضاهى. فمعظم الفنادق الموجودة في جوبا ملك لهم أو هم مساهمون بارزون فيها، أو حتى عاملون في قطاع الطبخ.
وقد بدأ بعض اللبنانيين والأريتريين خوض مجال الفندقة، ولكن بنسبة أقل، بالمقارنة مع الأثيوبيين الذين لا يزالون أسياد هذا القطاع.
ويعمل الكينيون في مجال المواصلات، واكثر وسائل النقل يملكها كينيون أو يقودونها، وهم الذين يحددون التسعيرة ولا قيود عليهم في ممارسة عملهم.
وسيستفيد كثيرون من انفصال الجنوب عن الشمال، فهناك حركة عمرانية كبيرة واستثمارات ضخمة في مجالات النفط والزراعة والثروة المعدنية والحيوانية والكهرباء تحتاج الى شركات كبرى وأعدادا كبيرة من العمالة.
ويقول طبيب مسيحي: "قبل الاستفتاء كان هناك نوع من التوازن في البلاد بين المسيحيين والمسلمين. أما بعد الانفصال، فلن نشكل سوى أقلية صغيرة. أخشى ان يأتي وقت نُعامل كغرباء. من يضمن الا يطلبوا منا الرحيل؟".
واستناداً الى آخر احصاء، يقيم 520 ألف جنوبي، غالبيتهم من المسيحيين، في شمال السودان. غير ان الجنوبيين الموجودين في الشمال يؤكدون ان عددهم مليون ونصف مليون شخص.
وهناك أقلية قبطية متركزة في الخرطوم وفي بعض مناطق جبال النوبة وولاية النيل الازرق. واستبعد أسقف الكنيسة القبطية في الخرطوم الأنبا ايليا تطبيق الشريعة "بشكل يضر" بغير المسلمين. وفي المقابل، قال مسؤول في الكنيسة القبطية طلب عدم ذكر اسمه "للتكلم بحرية": "بالطبع نشعر بالقلق، غير أننا لسنا خائفين. لكن لا يمكن ان ننكر اننا مواطنون من الدرجة الثانية".
وساند السودان الذي يحصل على ثانية كبرى الحصص بموجب المعاهدات الموروثة، القاهرة في خلاف مع دول منبع النيل، غير ان محللين يقولون إن الجنوب المستقل يرجح أن يكون أقل استعداداً لذلك.
وقال إن "حصة مصر من مياه نهر النيل لن تتأثر بتقسيم السودان، وذلك تطبيقا للاتفاقات والمعاهدات الدولية. الفارق الوحيد في حال تقسيم السودان هو تقسيم حصة السودان بين شماله وجنوبه، من دون الاقتراب من حصة مصر".
وجاء في البرقيات الديبلوماسية الأميركية السرية التي نشرها موقع "ويكيليكس" أن المسؤولين المصريين حاولوا تأخير استفتاء جنوب السودان لأنهم يخشون أن يؤدي استقلاله إلى خفض حصة البلاد من مياه النيل.
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ، أ ب
المصدر: جريدة النهار