وواشنطن وباريس وتل أبيب لن تسمح له بالسيطرة على بيروت

تشاور دولي - إقليمي مفتوح لتجاوز أزمة <إسقاط الحكومة>

تاريخ الإضافة الجمعة 14 كانون الثاني 2011 - 4:57 ص    عدد الزيارات 3064    التعليقات 0    القسم محلية

        


أوباما يؤكدّ للحريري تصميمه على الإستقرار والعدالة ··· وساركوزي يتصل بالأسد
تشاور دولي - إقليمي مفتوح لتجاوز أزمة <إسقاط الحكومة>
المعارضة تستعجل توقيع مراسيم الإستقالة والإستشارات ··· وتواجه مشكلة <المرشح البديل>

  الرئيس الحريري مجتمعاً مع الرئيس أوباما (أ·ف·ب)

هل تسحب الازمة السياسية المفتوحة نفسها على الوضع الامني في البلد، وبالتالي العودة الى الاضطرابات الامنية والمرحلة التي كانت عليها في الاعوام الماضية التي تبعت اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟!
 

هذا السؤال، شغل الناس امس وسط اجواء عارمة من القلق، بعد انسحاب وزراء المعارضة من حكومة الوحدة الوطنية، واعتبار الحكومة مستقيلة دستورياً، بعد ان انضم الوزير عدنان السيد حسين المحسوب على رئيس الجمهورية الى وزراء المعارضة.

وفيما بقيت المعالجات تنتقل من عاصمة الى اخرى، عربياً واقليمياً ودولياً لتوحي بأن ازمة المحكمة الخاصة بلبنان، لم تعد ازمة لبنانية، بل اتخذت ابعاداً دولية واقليمية وعربية، بقيت الاتصالات بين الاطراف الداخلية مقطوعة ومعطلة بالكامل، في وقت تعرض فيه الوضع الاقتصادي للاهتزاز، عبر الانخفاض اللافت الذي اصاب الاسهم الرئيسية في بورصة بيروت مثل سوليدير وبنك لبنان والمهجر وبنك عودة، وسجلت التعاونيات ومحلات سوبرماركت الكبرى تهاتفاً على شراء المواد الغذائية التي سجلت ارتفاعاً عما كانت عليه في الايام السابقة.

ولاحظت مصادر دبلوماسية ان المعالجات العربية والاقليمية انحصرت في محاولات بذل ضغوطات تركية وقطرية وسعودية على دمشق لعدم انفلات الامور في لبنان، وكانت لافتة على هذا الصعيد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى انقرة ولقائه نظيره التركي احمد داوود اوغلو وتأكيده بعد انتهاء محادثاته على ضرورة الحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان وعلى اهمية تنبه اللبنانيين الى كل ما يمكن ان يحفظ بلدهم من نزاعات شكلت خطراً كبيراً على لبنان.

وذكرت وكالة الانباء السعودية (واس) ان اوغلوا اجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة سعد الحريري تناول المستجدات السياسية الاخيرة والقضايا المحلية في لبنان.

وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية ان انقرة تتابع التطورات اللبنانية عن كثب.

وفي الدوحة، كرر رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم في وجود نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون، موقف قطر الداعم لاستقرار لبنان وعدم تعريض الوضع الامني فيه للاهتزاز، مؤكداً انه لا يوجد دوحة-2 ولا نفكر بدوحة -2 بل نفكر بالطائف والدوحة -1 وكيفية تفعيلهما وجعلهما يعملان، فيما كان موفد قطري هو الشيخ جبر بن يوسف يصل إلى بيروت للاطلاع من المسؤولين اللبنانيين عن كثب على مواقفهم من الأزمة بعد سقوط اتفاق الدوحة الذي نص في فقرته الثانية على عدم استقالة الوزراء من حكومة الوحدة الوطنية، وعدم إعاقة عمل المحكمة الدولية، والذي على أساسه وافقت قوى 14 آذار على صيغة الثلث المعطل.

ورجحت أوساط دبلوماسية مطلعة أن تشهد الأيام المقبلة تحركاً قطرياً تركياً وفرنسياً في اتجاه العواصم المعنية بالوضع اللبناني، وخاصة دمشق، لإبقاء الأزمة السياسية تحت السيطرة وعدم انتقالها إلى الشارع، مع كل ما يعني هذا الانتقال من تدهور الوضع الأمني، والتخوف من الاغتيالات، خصوصاً بعدما تبلغت بعض القيادات نصائح بوجوب اتخاذ القدر الممكن من الحيطة والحذر، طالما أن هذه المصادر لم تستبعد ان تدعم المعارضة خطواتها بتحرك شعبي لتدعيم ظروف مفاوضاتها وفرض الأجندة السياسية التي وضعتها.

اتصال ساركوزي بالأسد وفي باريس، جدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعمه للسلطات والمؤسسات اللبنانية في اتصال هاتفي اجراه مساء أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد وبحث فيه الأزمة الحكومية في لبنان.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان أن ساركوزي تشاور مع نظيره السوري في <التطورات التي حصلت داخل الحكومة اللبنانية>، مؤكدة أن الرئيس الفرنسي سيستقبل اليوم الخميس في الاليزيه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

وأضاف البيان أن ساركوزي <جدد دعمه للسلطات والمؤسسات اللبنانية> و <أمل أن يؤدي التشاور الدولي إلى مساعدة اللبنانيين في تجاوز هذه المرحلة الحسّاسة في إطار الاحترام الكامل للمؤسسات الديمقراطية اللبنانية واستقلال لبنان والتزاماته الدولية>.

وأشاد ساركوزي بالحوار الدائم الذي تجريه فرنسا وسوريا على أعلى مستوى في هذا الشأن والذي تجلى أيضاً خلال زيارة الرئيس السوري لفرنسا> في التاسع من كانون الأوّل.

وقالت أوساط دبلوماسية أن حركة المشاورات والاتصالات الدولية التي قادتها وزيرة الخارجية الأميركية اثمرت طلائع موقف مشترك أميركي - أوروبي وتركي وسعودي وقطري يضع مروحة من الخطوط الحمر تتمحور حول المحكمة والاستقرار اللبناني، ويحذر من مغبة المس باستقرار لبنان وسيادته واستقلاله ورفض العودة إلى ما قبل اتفاق الدوحة أي توسل العمل الأمني - الميداني لتحقيق مكاسب سياسية، تحت طائل فرض عقوبات دولية اقتصادية وسياسية تشمل لبنان وسوريا على حد سواء.

وقال مصدر أميركي لـ <اللواء> إن الموقف الدولي المشترك يقطع الطريق على أي مساس بالمحكمة الدولية أو على أي عودة للوصاية السورية على لبنان، أو على إعادة عقارب الساعة اللبنانية إلى ما قبل العام 2005، وهو موقف تبلغته دمشق بوضوح وحزم، ولا يمكنها التغاضي عنه أو تجاهله في أي تحرك لبناني لها.

أوباما - الحريري وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي التقى الرئيس سعد الحريري في البيت الأبيض عصر أمس، قد أثنى على قيادة الحريري وجهوده المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار والتوافق في لبنان خلال الظروف الصعبة التي يمر بها.

وأكد الرئيس أوباما، بحسب بيان صدر عن البيت الأبيض <أن جهود حزب الله وحلفائه للإطاحة بالحكومة اللبنانية تظهر خوف الحزب وتصميمه على تقويض قدرة الحكومة على مواصلة أعمالها وتحقيق طموحات الشعب اللبناني. وأكد أوباما والحريري التزامهما تعزيز سيادة لبنان واستقلاله عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن كافة والمضي في شراكة شاملة وطويلة الأمد بين لبنان والولايات المتحدة>.

ولفت إلى أنه <خلال اللقاء أكد الرئيس أوباما أهمية عمل المحكمة الخاصة بلبنان كوسيلة لإنهاء عصر الاغتيالات السياسية والإفلات من العقاب في لبنان. وتركز البحث بين الطرفين على توحيد الجهود مع فرنسا والمملكة العربية السعودية وأطراف دولية وإقليمية أخرى بغية الحفاظ على الهدوء في لبنان وتأكيد استمرارية عمل المحكمة من دون أن تتعرض إلى أي عرقلة من قبل أي طرف آخر.

وأعرب الرئيسان عن تصميمهما على تحقيق الاستقرار والعدالة في لبنان خلال هذه المرحلة الحرجة، واتفقا على أهمية أن يتجنب الأفرقاء التهديدات والأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى حال من اللااستقرار>.

وانتقل الرئيس الحريري مباشرة بعد لقاء أوباما إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل عودته إلى بيروت الجمعة حيث تنتظره قوى 14 آذار لعقد اجتماع موسع لقياداتها قد يعقد ما بين 48 و72 ساعة لتدارس الموقف والخطوات التي يفترض اتخاذها بعد إعلان المعارضة استقالة وزرائها العشرة وانضمام الوزير السيد حسين إليهم موفراَ الثلث زائداً واحداً الذي يفرض استقالة الحكومة دستورياً وتشكيل حكومة جديدة.

وتوقع مصدر مطلع أن يزور الرئيس الحريري الرئيس ميشال سليمان غداً الجمعة على أن يلي ذلك صدور مرسوم استقالة الحكومة.

وفي تقدير مصدر واسع الاطلاع، أن الأزمة الحكومية الراهنة، إما تجد حلاً دراماتيكياً لها في غضون 5 أو 6 أيام وإما أنها ستطول متجاوزة الأشهر التسعة وربما الاثني عشر المقبلة، مشيراً إلى أن المعطيات المتوافرة ترجح أن تطول فترة تصريف الأعمال، بحيث لا يستوي تشكيل حكومة جديدة في المرحلة المقبلة نتيجة التعقيدات المحلية، والموقف الدولي الرافض لانتقال لبنان من ضفة سياسية الى اخرى، ولانقلاب موازين القوى السياسية والنيابية.

موقف المعارضة وقال قيادي بارز في قوى الثامن من آذار لـ <اللواء> ان المعارضة تتطلع الى ان يبادر رئيس الجمهورية الى الدعوة الى الاستشارات النيابية ضمن مهلة معقولة لا تتعدى الـ 5 او 6 ايام، لافتا الى ان لا تبرير لاي تأخير، والرئيس مطالب بأن يطبق احكام الدستور ومندرجاته.

واكد ان قوى المعارضة التي تواجه ازمة المرشح البديل لم تتطرق بعد الى الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة الجديدة، على رغم ان مكونات فيها تميل الى تسمية إما الوزير السابق بهيج طبارة وإما الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده. واستدرك: اننا على قناعة تامة اننا متى جاءت ساعة الحسم، قادرون على تسمية الرئيس المكلف وعلى تزكية الترشيح، وعلى تشكيل الحكومة في حال عدم تعاون الفريق الآخر معها.

اضاف: التمثيل الوزاري سيكون كاملا، ولدينا تصور مكتمل لشكل الحكومة الجديدة، التي سيكون هدفها الرئيس اسقاط المحكمة الدولية من خلال استعادة البروتوكول الموقع بين لبنان والامم المتحدة ومعالجة مسألتي التمويل والقضاة اللبنانيين المنتدبين.

وجزم ان المعارضة لن تلجأ في اي حال من الاحوال الى الشارع او الى عمل امني على غرار ما حصل في السابع من ايار 2008، لانها على قناعة ان اي عمل من هذا النوع سيضرها قبل غيرها، وهي التي اعتمدت الاساليب الديمقراطية في تحركها الراهن وتظللت بالدستور والتزمت احكامه وآلية استقالة الحكومة. وقال: لا يمكن ان نسمح لاحد أن يستغل اي خلل امني، او ان يطل طابور خامس ليعبث بالاستقرار.

موقف سليمان اما الرئيس سليمان الذي كان ينتظر خطوة المعارضة باستقالة وزرائها، لكنه فوجئ بموقف الوزير المسمى عليه، بسبب اعلان استقالته من قناة <المنار> قبيل وصوله الى بعبدا لابلاغها الى رئيس الجمهورية، عملا بالاصول، فإنه ابلغ المتصلين به ان صدور مراسيم اعلان استقالة الحكومة وتكليف رئيسها بتصريف الاعمال والدعوة الى استشارات تسمية الرئيس المكلف، لن يلجأ اليها الا بعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت والتشاور معه في التطورات الجديدة.

وأوضح زوار بعبدا ان الرئيس سليمان بقي على اتصال امس مع الرئيس الحريري للتشاور في مطلب المعارضة عقد جلسة خاصة للحكومة، كما ان خطوط الاتصال لم تنقطع بين بعبدا والداخل، كما الخارج، وهي بقيت مفتوحة مع دمشق ومع الدوحة حيث تلقى اتصالا من راعي اتفاق الدوحة امير قطر للتشاور بالمستجدات.

وقال هؤلاء الزوار ان الرئيس الحريري لم يمانع من مبدأ الدعوة الى جلسة، إنما بعد عودته الى بيروت خلال الساعات الـ 48 المقبلة، والتشاور مع رئيس الجمهورية في ظروف ومعطيات هذه الجلسة.

ونقل الوزير بطرس حرب عن الرئيس سليمان قوله انه لا يمانع شخصياً في عقد الجلسة، وهو يأخذ بالاعتبار مطلب المعارضة. وقال: صحيح ان الدستور يعطيه الحق بالدعوة الى جلسة استثنائية انما بالاتفاق مع رئيس الحكومة، وهو لا يمكنه التفرد بالدعوة الى جلسة فيما رئيس الحكومة موجود خارج البلاد.

اما وزير الطاقة جبران باسيل، فقد حضر بدوره الى بعبدا، وقالت مصادر المعارضة انه تبلغ من رئيس الجمهورية رسمياً موقف رئيس الحكومة بعدم الموافقة على مطلب المعارضة لعقد جلسة انطلاقاً من رفضه ان يحدد له احد موعد الدعوة الى الجلسة، او جدول اعمالها.

وأبلغ باسيل الرئيس سليمان أن ردّ المعارضة سيكون مفصلياً وبالإستقالة.. وهكذا حصل.

وقد تعمد وزراء المعارضة إعلان إستقلاتهم، بعد اجتماع عقدوه في دارة العماد ميشال عون في الرابية، بالتزامن مع استقبال الرئيس الأميركي أوباما للرئيس الحريري في البيت الأبيض، <لكي يخرج رئيس الحكومة من اللقاء فاقداً الشرعية الدستورية، أو رئيس حكومة تصريف أعمال.

وكشفت مصادر مطلعة في بعبدا أن الرئيس سليمان سيبدأ مشاورات اليوم مع القيادات السياسية، وستكون طليعتها على هامش الغداء الذي يقيمه على شرف أمير موناكو رينيه الثاني، بلقاء مع الرئيس نبيه بري الذي أكد أمس أنه يتطلع إلى س.س 2 لحل الأزمة، مشدداً على أن الإستقرار الداخلي خط أحمر.

وأشاد رئيس المجلس خلال لقاء الأربعاء النيابي بالدور الذي لعبه خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً الى تأكده من ارادتهما الصادقة للوصول الى تسوية للأزمة لكن يبدو أن لعبة الدول الكبرى كانت أكبر.

وعكس أمام النواب حرصه على أن أي خطوة يجب أن تكون في إطار اللعبة الديمقراطية.

وعلم أن الرئيس بري أوفد معاونه السياسي النائب علي حسن خليل للقاء النائب وليد جنبلاط في كليمنصو بعيداً عن الإعلام، للتشاور معه في مرحلة ما بعد استقالة وزراء المعارضة وسقوط الحكومة ديمقراطياً، بعد 430 يوماً على ولادتها في 9 تشرين الثاني 2009.

خصوصاً وأن موقف جنبلاط بات يقاس <بميزان الذهب> على حد تعبير مصدر معارض.

وكان جنبلاط قد استغرب، بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير بتهنئته بالميلاد، من انقطاع الإتصال بين الأفرقاء، مشيراً إلى أنه لم يحدث في تاريخ لبنان أن انقطع الإتصال بين الأفرقاء في عز الحرب.

وقال أن الجهد الإستثنائي الجبار السعودي - السوري مشكور ولكن دخلت قوى ظلامية عطلت المبادرة السورية - السعودية، التي كان من خلالها اختراق كبير لتعطيل المفاصيل السلبية للقرار الإتهامي.

أضاف:<لو كنت مطلعاً على بنود التسوية برعاية سورية - سعودية لاقترحت ان تكون المطالب (المعارضة ورئيس الحكومة) في سلة واحد برعاية سورية - سعودية في الرياض، ونستطيع اليوم إعادة تلك السلة برعاية لبنانية>.

 

كرامي: مفاجأة وإستياء
فوجئ الرئيس عمر كرامي بترشيحه لرئاسة الحكومة من قبل المعارضة، عبر <الاعلام>· ونقل عنه استغرابه واستياءه لمثل هذا التصرف·
 
 
تصرّف المعارضة أطاح بإتفاق الدوحة وأدخل البلاد في المجهول
إستقالة الوزير حسين أحرجت رئيس الجمهورية وسهّلت النجاح للإنقلاب
<إستقالة الوزير السيد حسين تضامناً مع وزراء المعارضة لم تفاجئ قوى الأكثرية لأنها كانت محسوبة>

لم تخلف المعارضة السابقة عن الموعد الذي حدّدته لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال لقاء ممثلين عنها به، مساء أمس الأول الثلاثاء، بل سارعت إلى إذاعة بيانها بعد اجتماع لها برئاسة العماد ميشال عون، باستقالة وزرائها العشرة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري الذي كان في ذلك الوقت مجتمعاً إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في مكتبه في البيت الأبيض، في إطار اتصالاته مع قيادات دولية وعربية لطلب مساعدتها في حلّ الأزمة الناشبة بين اللبنانيين على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في جريمة اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري وكل الاغتيالات الأخرى التي حصلت في لبنان بعد الرابع عشر من شباط من العام 2005، ولم تتوقّف إلا بعد اتفاق الدوحة إثر أحداث السابع من أيار 2008، والذي قضى بانتخاب رئيس توافقي للجمهورية والعودة للاحتكام إلى المؤسسات من خلال قيام حكومة وحدة وطنية تضمّ المعارضة والموالاة تحت جناحيها وعلى أساس بيان وزاري مصدّق من الهيئة العامة لمجلس النواب·

وعزا بيان استقالة الوزراء العشرة من حكومة الوحدة الوطنية، والذي تلاه وزير الطاقة جبران باسيل، هذه الاستقالة إلى رضوخ الفريق الآخر للضغوط الخارجية ولا سيّما الأميركية منها والتي أدّت إلى تعطيل الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة الوطنية الناجمة عن عمل المحكمة الدولية، وإلى امتناع نفس الفريق عن اتخاذ القرارات المتصلة بقضايا المواطن والوطن وصيانة المال العام ومنع الحكومة من ممارسة دورها الفعلي وفق الآليات الدستورية وعرقلة عمل الوزراء في تنفيذ أولويات الناس التي نصّ عليها البيان الوزاري·

وطلب البيان من رئيس الجمهورية الإسراع في اتخاد الاجراءات المطلوبة لقيام حكومة جديدة، أي أن على رئيس الجمهورية الدعوة بعد تسلّمه إستقالة وزراء المعارضة إلى إجراء إستشارات نيابية مُلزمة لتسمية رئيس لحكومة جديدة تشكّل وفق الآليات الدستورية·

وقد تزامنت هذه الخطوة من جانب وزراء المعارضة بخطوة مماثلة من الوزير الشيعي المحسوب على حصة رئيس الجمهورية عدنان السيّد حسين، عازياً هو الآخر استقالته إلى تعثّر أعمال حكومة الوحدة الوطنية بسبب الخلافات بين أعضائها، غامزاً في الوقت نفسه من قناة رئيس الجمهورية من زاوية أن هذا الأمر يُعيق دوره التوافقي داخل الحكومة أو يعطّله·

وعلى الرغم من أن استقالة الوزير السيّد حسين تضامناً مع وزراء المعارضة لم تفاجئ قوى الأكثرية لأنها كانت محسوبة، من خلال المواقف التي اتخذها الوزير الشيعي في جلسات مجلس الوزراء التي ناقشت ملف شهود الزور، ومن خلال سلسلة مواقف أطلقها على هذا الصعيد عبّر فيها صراحة عن وقوفه إلى جانب المعارضة في حال طرح ملف شهود الزور على التصويت مخالفاً بذلك موقف رئيس الجمهورية الرافض لمبدأ التصويت، والملتزم مبدأ الحياد في حال أقرّ مبدأ التصويت خلافاً لرغبته، على الرغم من ذلك، فإن هذه الاستقالة تشكّل إحراجاً لرئيس الجمهورية الملتزم باتفاق الدوحة وبدوره التوافقي بحيث يكون على مسافة واحدة من الفريقين داخل مجلس الوزراء ولا ينحاز لأي طرف أياً كانت الاعتبارات، فضلاً عن أن استقالة الوزير المحسوب عليه أدّت إلى إستقالة الحكومة حكماً أي الى اعتبارها مستقيلة الأمر الذي يعتبر خروجاً على اتفاق الدوحة الذي ألزم الوزراء بعدم الاستقالة من الحكومة أياً كانت الأسباب الموجبة ومهما كانت هذه الأسباب، وكشفت حقيقة اللعبة الجهنمية التي دخل فيها هذا البلد بكل خلفياتها الطائفية والمذهبية·

ورأت مصادر سياسية أن خطوة الوزير السيّد حسين وضعت رئيس الجمهورية في موقف حرج خصوصاً أنها جاءت تنفيذاً لقرار اتخذته المعارضة بالإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري رداً على عدم رضوخه لمطلبها في إلغاء المحكمة الدولية والتضحية بالأكثرية النيابية التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة، الأمر الذي أدّى إلى إدخال البلاد في أزمة سياسية وحتى في أزمة حكم مفتوحة على كل الاحتمالات·

وفي سياق آخر، تعتبر مصادر محايدة أن ما أقدمت عليه المعارضة باستقالة عشرة وزراء والوزير المحسوب على رئيس الجمهورية بهدف إسقاط الحكومة وإبعاد الرئيس سعد الحريري عن السلطة، يشكل الخطوة الأولى على طريق عملية الانقلاب الذي خططت له المعارضة منذ اتفاق الدوحة وبدأت عملية تنفيذه عندما فتح أمين عام حزب الله ملفي المحكمة الدولية وشهود الزور، وهذه الخطوة سوف تستكمل بخطوات أخرى بدأت معالمها تظهر في بعض المواقف التي تصدر عن قيادات المعارضة، ومنها تشكيل حكومة إنتقالية برئاسة أحد قيادات المعارضة السنّية تتولى مهمة إلغاء المحكمة بكل مفاعيلها وفق الترتيب الذي اقترحته المعارضة خلال مفاوضات الأشهر الأربعة الماضية أي إلغاء الاتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة وسحب القضاة اللبنانيين منها، ووقف الدعم المالي لها، وإصدار بيان بالتبرؤ من القرار الاتهامي إذا تأخر صدوره الى ما بعد تشكيل هذه الحكومة·

لكن الأكثرية، تضيف المصادر المحايدة، واعية لهذا المخطط، ولن تسمح بتمريره، بذريعة حاجتها لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة أو بحجة حماية نفسها من تداعيات الانقلاب الذي بدأت المعارضة عملياً أولى خطوات تنفيذه، وبادرت إلى رفض أي طرح أو محاولة لإبعاد الحريري عن رئاسة أية حكومة تشكّل في المستقبل·

وأمام هذين الموقفين، المتعارضين، يصبح الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات بدءاً باحتمال الدخول في أزمة حكم مفتوحة بدورها على أكثر من احتمال، وهذا ما أعربت عدة دول يهمّها هذا البلد عن قلقها من الوصول إليه·

د· عامر مشموشي


 

 

مصادر إسرائيلية: ساعة الحسم العسكري مع حزب الله اقتربت
وواشنطن وباريس وتل أبيب لن تسمح له بالسيطرة على بيروت
ذكرت مصادر امنية اسرائيلية ان معركة الحسم مع حزب الله قد بدأت وان الايام المقبلة ستشهد اعلان محكمة الدولية قرارها الظني حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي من خلالها سيتم الاعلان عن لائحة اتهام ضد اعضاء من الحزب·

وقالت المصادر ان انسحاب اعضاء المعارضة اللبنانية من حكومة سعد الحريري واعلان فشل الوساطة السورية السعودية تعني استيلاء حزب الله والقوى المؤيدة له على الاوضاع في لبنان، مشيرة الى ان واشنطن وتل ابيب وباريس والرياض اتفقت على عدم السماح بسيطرة الحزب على الاوضاع في بيروت·

وأوضحت المصادر ان واشنطن ارسلت بداية الاسبوع حاملة الطائرات <انتربريز> الى قبالة سواحل لبنان فيما وصلت الابسوع الماضي حاملة الصواريخ بندبريدجز وانضمت الى الاسطول السادس الاميركي في البحر المتوسط فيما امر الرئيس الفرنسي ساركوزي قوات بحرية فرنسية بالتوجه الى شواطئ لبنان استعدادا لأي طارئ·

وقالت المصادر لموقع <تيك ديبكا> المقرب من الدوائر الاستخبارية في اسرائيل ان احتمالات حدوث صدام اسرائيلي مع حزب الله اصبحت عالية للغاية، منوّهة الى ان حديث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول للمراسلين الاجانب حول الخطر الايراني وصواريخ حزب الله الـ 60 الف واجتماعه امس بقيادة الجبهة الداخلية تؤشر على امكانية انفجار الاوضاع في الشمال في كل لحظة·

وزعمت المصادر ان مشاورات مكثفة جرت خلال الـ 24 ساعة الماضية بين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والرئيس اوباما وساركوزي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حول التطورات الخطيرة المحتملة على الساحة اللبنانية، منوّهة الى ان الجميع اتفق على عدم السماح لحزب الله بالسيطرة على لبنان مهما كلف الثمن·

من جهة ثانية، أكد الوزير الاسرائيلي يوسي بيليد ان اسرائيل تحاول القيام بكل ما هو ضروري بغية تهدئة الاوضاع في المنطقة الا انها مضطرة ايضا لتجنيب الجبهة الداخلية اي اصابة في ظل التهديدات التي تحدق بها·

وأضاف بيليد وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية ان حزب الله في الشمال وحركة حماس في الجنوب يعملان على جمع الاسلحة لاستهداف المناطق السكنية في اسرائيل لأنهما اصبحا يدركان انهما لن يحققا شيئا في أي مواجهة عسكرية مباشرة·

(سما)


 

المصدر: جريدة اللواء

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,298,496

عدد الزوار: 7,671,445

المتواجدون الآن: 0