وفعلها الشباب.. تنحى مبارك

تاريخ الإضافة الأحد 13 شباط 2011 - 5:17 ص    عدد الزيارات 3025    التعليقات 0    القسم عربية

        


وفعلها الشباب.. تنحى مبارك

الجيش يؤدي التحية العسكرية لـ «شهداء الثورة» ويؤكد أنه لن يكون بديلا للشرعية التي يرتضيها الشعب * المشير طنطاوي قام بجولة أمام قصر الرئاسة وحيا المحتفلين * المحتجون ألقوا بالورود على الجنود فأداروا المدفع تجاه القصر الرئاسي * أوباما: المصريون حركوا مشاعرنا بهتافهم «سلمية.. سلمية»

 
المتظاهرون المصريون يحملون لافتة ضخمة تحمل أسماء وصور ضحايا «ثورة الشباب» في ميدان التحرير أمس (أ.ف.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القاهرة: محمد مصطفى أبو شامة
في لحظة فريدة في تاريخ مصر، خرج ملايين المصريين إلى الشوارع، واطلقوا الألعاب النارية والرصاص في الهواء، ابتهاجا بتنحي الرئيس حسني مبارك عن سدة الحكم، بعد 18 يوما من ثورة شبابية صاخبة اجتاحت مدن مصر وقراها، مطالبة برحيله، لتعلن نهاية عهد مبارك الذي امتد لنحو 30 عاما. وكلف الرئيس السابق، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي, بإدارة شؤون البلاد, فيما توجه مبارك إلى منتجع شرم الشيخ.

وأعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان مقتضب، انه «في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون لبلاد», ووجه الجيش رسالة تطمين مؤكدا انه «لن يكون بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب». وأكد في بيان التزامه إحداث تغييرات جذرية يتطلع اليها الشعب المصري، مشيرا الى ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يتدارس هذا الأمر وسيصدر لاحقا بيانات تحدد الخطوات والاجراءات والتدابير التي ستتبع.

مصر: أفراح الشعب تغمر الشوارع والبيوت.. و«الفيس بوك»

قوات الجيش أمام قصر الرئاسة حولت وجهة مدافعها إليه ردا على تحية المواطنين

 

القاهرة: محمد مصطفى أبو شامة وسارة ربيع وخالد محمود
مؤديا التحية العسكرية، وأمام عيون ملايين المصريين، حيا اللواء محسن الفنجري مساعد وزير الدفاع في بيانه الثالث للأمة المصرية، أرواح الشهداء الذين سقطوا في الثورة المصرية، التي بدأت في 25 يناير (كانون الثاني) وحققت مطلبها بتنحي الرئيس حسني مبارك بعد 18 يوما، وبعد نحو ساعتين من إعلان نائب الرئيس المصري تنحي حسني مبارك عن السلطة.

واحتفل المصريون بانتصار ثورتهم السلمية، التي لم تخل روحها الكرنفالية الجياشة من خفة دمهم، رغم أيام الدم التي تخللتها. وعقب انتهاء كلمة نائب الرئيس المصري عمر سليمان الموجزة، التي أعلن فيها تخلي مبارك عن السلطة وتسليمها للجيش، ومنهيا ثلاثة عقود من الحكم الانفرادي، انفجرت البلاد بمسيرات الفرح وامتدت لمحيطها العربي من المحيط إلى الخليج. وانهالت برقيات التهاني على شاشات الهواتف الجوالة، بينما نثر مصريون الورود والأزهار أمس على قوات الجيش أمام قصر العروبة وقصر الاتحادية مقر مكتب الرئيس، تحية للجيش المصري. وردت عناصر من قوات الجيش تحية المواطنين بأن أداروا فوهات مدفعية دباباتهم نحو القصر، بعد أن كانت باتجاه جماهير الشعب.

وتدفق الملايين إلى الشوارع والميادين عقب صلاة الجمعة أمس، التي أطلق عليها شباب ثورة 25 يناير «جمعة الحسم» التي توجت ما سمي «أسبوع الصمود»، فيما صلى نحو مليوني مصري في ميدان التحرير، الذي غدا رمزا للثورة المصرية، بعد أن سيطر عليه المصريون منذ يوم 28 يناير.

واختفى مبارك عن المشهد السياسي منذ خطابه الثاني منذ اندلاع الثورة، فيما أعلن نائبه اللواء عمر سليمان في بيان مقتضب، تلاه بصوت متهدج من مقر رئاسة الجمهورية، أنه «في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك، تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان».

ولم يوضح البيان الذي ترقبه الجميع وحبسوا أنفاسهم في انتظاره، مكان وجود الرئيس مبارك الذي انتقل وأسرته إلى منتجعه المفضل في مدينة شرم الشيخ، على ساحل البحر الأحمر، حسبما أشارت قنوات فضائية.

وقبل إعلان تنحي مبارك وتقديمه استقالته، احتشد الآلاف حول مقره الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة، فيما كان آلاف آخرون يجوبون شوارع القاهرة متجهين أيضا إلى القصر، الذي تتولى حمايته وحدات الحرس الجمهوري.

وقال مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس مبارك اتخذ قراره بالاستقالة من موقعه، بعدما بدأ آلاف من المحتجين الغاضبين من ميدان التحرير، وعدة مناطق أخرى من العاصمة المصرية، في الاحتشاد حول القصر.

وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن قادة الجيش عقدوا اجتماعا مقتضبا عاجلا مع مبارك في ساعة متأخرة من مساء أمس، طالبوه فيه بالاستقالة حقنا للدماء، ولتفادي وقوع مواجهات بين الجيش أو الحرس الجمهوري والمتظاهرين.

ولفت إلى أن مبارك فهم من قادة الجيش أنه لا يمكن إعطاء أوامر للحرس الجمهوري بإطلاق النار على المتظاهرين، لحماية القصر الجمهوري، لأن هذا معناه وقوع مذبحة جماعية، واندلاع حرب أهلية في البلاد.

وأضاف أنه على الفور قرر مبارك الخضوع لإرادة الشعب وتقديم استقالته، حتى لا تتفاقم الأوضاع، مشيرا إلى أنه رفض أن يتحدث للشعب، ويلقى بنفسه بيان الرحيل الختامي، وأوعز إلى نائبه بإعلانه بدلا عنه. وهلل المحتفلون في ميدان التحرير ورددوا قائلين «الله أكبر»، وقال المطرب هاني صبحي، الذي كان يحتفل في الميدان: «أنا واحد ممن ساعدوا في إسقاطه. كنت هنا منذ 17 يوما. مستقبل مصر في يد الشعب»، فيما أضاف آخر «لا أصدق هذا.. هذه هي نهاية الظلم».

وقالت تقارير إعلامية إن حجم التغطية الإعلامية التي حظيت بها الثورة المصرية، لم تحدث في أي أزمة عالمية منذ نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي، فيما قفزت مؤشرات البورصات العالمية، وصعدت أسعار سندات الخزانة الأميركية، وتخلت أسعار الذهب عن خسائرها بعد تنحي مبارك. وفي غضون ذلك، انتشرت على صفحات «الفيس بوك» التهاني وعبارات الفرحة والدعوة للخروج إلى شوارع الجمهورية للاحتفال بالنصر.

رانيا منصور كتبت تقول: «حمد الله ع سلامتك يا مصر! ماتخافيش..هنحافظ عليكي وهترجعي بينا أم الدنيا بجد هتبقي أنصف، وأجمل، وأحن وأروع، وهيحلف بيكي العالم، يا حبيبتي يا مصر» ومثلها أميرة هشام تقول: «عشت وشفتك حرة يا مصر»، مشيرة إلى أنها لا تكف عن البكاء فرحاً بخبر التنحي! أما علي قنديل فيقول مازحاً: «كده رئيس مصر الجديد هيفكر 1000 مره قبل أي قرار وأول ما هيسمع اسم الفيس بوك هيقوم يقف يضرب تعظيم سلام».

ولا ينتهي استخدام البعض للأغاني الوطنية فسندريلا نبيل كتبت هي الاخرى تقول: «يا بوووي يا مصر أما الواد بيحبك حب» وتضيف «إننا مميزون أيضا في هذا اليوم وتاريخه فهو 11 ـ 2 ـ 2011 لن ينساه التاريخ أبدا».

فريد وهدان يعبر عن سعادته بدهشة قائلا: «جه اليوم اللي هشوف فيه رئيس مصري بحقيقي تاني» ويدعو محمد هنداوى للشهداء: «المجد للشهداء، شهداء الحرية، عاشت مصر حرة مستقلة».

ولا يخفي محمد السمان وهو مصري يعمل في الكويت غيرته في تلك اللحظة الاحتفالية الرائعة قائلا: «كان نفسي أسجد على ترابها دلوقتي». وتقاوم هبة خفاجي خوف أسرتها من النزول للاحتفال في شوارع القاهرة، بإطلاق الزغاريد من شرفة الدور الرابع.. لتنطلق إلى الجميع حاملة تهنئتها لمصر وشعبها.

ويغني عيسي الدفراويك «كلنا كده عاوزين صورة تحت الراية المنصورة» وهي احدى أشهر أغاني الراحل عبد الحليم حافظ، ولا ينسى عيسي إرسال التحية والعرفان إلى الشعب التونسي، الذي أشعل في قلوب المصريين شرارة الثورة.

أما محمد توفيق فكتب قائلا «هذه هي مصر الجديدة بحق وحقيق»، وكتبت منار منجد الفلسطينية الجنسية «يا مصر كيف أكتب احتفالي بك حروفاً.. يا مصر يا رأسي المرفوع»، وعبرت ماريان منجد عن فرحتها قائلة: «تكلم المصريون.. فخلعوا نظاما وغيروا قوانين الدول المجاورة، وحيروا حكومات وأنظمة وبهروا العالم».

ومثلها أحمد عبد الفتاح الذي كتب قائلا: إنها «مشاعر لا توصف فرحة لا تسعها فرحة، انجاز لأول مرة سيختار الشعب المصري حاكمه». ويضيف «ياما عدا علينا أيام جمعة طوال 30 سنة، ولكن هذه الجمعة أبت إلا أن يخلدها التاريخ، فهي جمعة الثوار جمعة الأحرار، جمعة شهداء مصر الأبرار». وكتب اشرف فايز المصري المقيم في السويد قائلا: «وانتهت مباراة ميدان التحرير بفوز الشعب على النظام وإسقاطه بالضربة القاضية مبروك يا مصر».

واحمد رجب يتمني من ميدان التحرير قائلا: «الآن استطيع أن أحلم بمستقبل سعيد في مصر»، ومثله احمد خليل الذي قال: «مصر يا جميلة يا ولادة يا ست الكل يا طاهرة»، وتمزح أميرة حسن الدسوقي قائلة: «مصر جابت جون النهائي».

وعن ثقة وبخفة دم كتب البراء اشرف: «مش قلنا مصر بتاعتنا»، مضيفا «أنا مش عايز أقول مبروك لمصر، ولا مبروك للشعب، أنا عايز أقول مبروك لمبارك، إنه عمل أول حاجة صح في حياته».

وفي غمرة الاحتفال تتذكر أماني مجدي «النهارده احتفال وبكرة ساعة العمل معا لنبني بلادنا». ويتوجه محمد الديب بالدعاء للشهداء الثورة «ليتكم تحتفلوا معنا الآن.. لكني أثق بأنكم في المكان الأفضل، وتأكدوا أن دماءكم لم تضيع هدرا».

وقالت مي الحناوي: «مبروك علينا الحرية.. نحن نتنفس الآن حرية». وكتب أحمد ندا قائلا: «يا مصر.. افرحي وافخري. الله اكبر الله اكبر»، ولا تنسى نجلاء الابصيري شهداء الثورة فتقول: «سلاما على أرواح الشهداء.. سلاما على أرواح الشهداء»، ومثلها نهي جمال «الآن أنا أغني بدموعي لضحكة الأوطان»، وكتبت دينا إكرام «الشعب أخيرا اسقط النظام.. مبروك للمصريين، وبداية خير أن شاء الله»، وكتب محمود بزاري قائلا: «مبروك لقد تحررنا وسنبدأ من جديد».

ونشرت الروائية المصرية مي التلمساني المقيمة بكندا ملصقا طريفا بعنوان: «هنتغير إحنا الأول»، قالت فيه «مش هادفع رشاوي وإكراميات في المرور والمصالح الحكومية، مش هارمي حاجة في الشارع، مش هاعاكس بنات ولا حتى أغلس عليهم، مش هامشي عكسي، ولا أجري بسرعة، بالعربية هاحتم الإشارة.. هاطلع على القوانين واعرف حقوقي.. الخ».

المشير حسين طنطاوي قام بجولة أمام قصر الرئاسة وحيا المحتفلين

القاهرة: «الشرق الأوسط»
قام وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي مساء امس بجولة في سيارته امام قصر الرئاسة في منطقة مصر الجديدة، شرق القاهرة، وتبادل التحية مع جمهور كان يحتفل برحيل مبارك، بحسب مصور وكالة الصحافة الفرنسية، واصبح المشير حسين طنطاوي، بعد تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، رئيسا للمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة في البلاد. وقال مصور وكالة الصحافة الفرنسية ان المشير طنطاوي قام بجولة في سيارته ورآه مصريون كانوا يحتفلون في الشوارع برحيل مبارك فهللوا له ورد لهم التحية ملوحا بيده.

واوضح المصور ان طنطاوي كان يستقل سيارة من طراز جيب مدنية تتبعها سيارتا حراسة وكان يجلس بجوار السائق فتعرف عليه الناس واخذوا يهتفون «المشير المشير» فحياهم ثم استدارت سيارته إلى شارع جانبي.

أوباما: الشعب المصري ألهمنا وكذب نظرية أن العدالة تتحقق بالعنف

الرئيس الأميركي راقب تطورات استقالة مبارك ووضع أفكاره الخاصة في الخطاب

 
واشنطن: مينا العريبي
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، دعمه للشعب المصري، بعد استقالة الرئيس المصري حسني مبارك، قائلا ان «مصر تغيرت للأبد». وعبر أوباما عن اعجابه بالشعب المصري، قائلا: «لقد ألهمنا الشعب المصري»، مضيفا ان «الشعب المصري لن يقبل بأقل من الديمقراطية الحقيقية.. مصر قد تغيرت للابد».

وفي خطاب عاطفي، ركز اوباما خطابه على ما انجزه الشعب المصري وأهمية «كرامة الانسان التي لا يمكن قمعها». ولكن في الوقت نفسه، حذر اوباما من «ايام صعبة امامنا وأسئلة تحتاج أجوبة»، موضحا ان «الشعب المصري هو الذي سيقدم الأجوبة بنفس الاتحاد الذي اظهره» خلال الايام السابقة. واوضح مسؤول أميركي في البيت الابيض لـ«الشرق الاوسط» ان اوباما حرص على عدم اعطاء «الاملاءات» في خطابه، ملتزما بالموقف الاميركي بعدم اعطاء «حلول» للمصريين. الا أن أوباما حرص على تأكيد «مسؤولية الجيش في ضمان انتقال سلمي ومنتظم» للسلطة في مصر، و«ضمان انتخابات حرة وعادلة». واكد الرئيس الاميركي مواصلة دعم بلاده لمصر، قائلاً: «سنبقى اصدقاء وشركاء لمصر، ومستعدون لتقديم اية مساعدة مطلوبة مننا». وشدد اوباما على اهمية الطابع السلمي للمظاهرات المصرية لتحقيق هدف سياسي. وقال اوباما: «كذب الشعب المصري الفكرة بأن العدالة تحقق من خلال العنف، بل النشاط السلمي وليس الارهاب او العنف هو الذي اعاد قوس التاريخ باتجاه العدالة»، مستخدما كلمة «سلمية.. سلمية» التي كان يرددها المتظاهرون في مصر تدليلا على سلمية احتجاجاتهم.

وقال اوباما إن «شعب مصر قد تحدث وصوته سمع، فمصر تغيرات للابد». ولفت اوباما ان «الرئيس المصري حسني مبارك تنحى واستمع لمناشدة الشعب». وشدد اوباما على ان «لا شيء اقل من الديمقراطية الحقيقية ستكون مقبولة» للشعب المصري، مشيدا بدور الجيش المصري الذي قال انه «عمل بمسؤولية، وعليه ضمان الانتقال السلمي للسلطة». ومن بين المطالب الاميركية التي حددها اوباما «وقف فوري لقانون الطوارئ.. ووضع مسار واضح لانتخابات حرة وعادلة، ويجب جلب جميع الاصوات المصرية الى طاولة المحادثات لانتقال السلطة». واشاد اوباما بـ«الروح الريادية المصرية» التي قادت شباب مصر والتي قال انها ستكون ضرورية في تحديد مستقبل مصر وخلق فرص العمل وتحسين الاوضاع في مصر.

واكد مسؤول في البيت الابيض لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس الاميركي «وضع لمساته الخاصة على الخطاب»، مضيفا انه تمت صياغة الخطاب صباح امس وبعد الاعلان عن استقالة مبارك. وتحدث اوباما عن «الكرامة» التي اظهرها الشعب المصري و«العدالة» التي تشهدها مصر. وفي تركيز من اوباما على مكانة مصر، لفت في خطابه الى اهمية «القيادة المسؤولة لمصر ليس فقط في المنطقة بل العالم»، مؤكدا اهمية الاحداث في مصر للعالم كله. واشار اوباما الى سرعة وتيرة الاحداث في مصر، قائلا: «خلال الاسابيع الماضية، تحركت عجلة التاريخ بوتيرة ملحة»، مضيفاً ان الطابع السلمي لهذا التاريخ مهما. واضاف: «رأينا الناس متحدين في ايمانهم... هذه المناظر تذكرنا بأن ما يحدد هويتنا ليست الفوارق بل الانسانية المشتركة». ولفت اوباما الى دور الشباب في المظاهرات وتحديد مصير مصر، قائلاً: «يخرج جيل جديد، استخدم براعته وابتكاره لمناشدة الحكومة للرد على الآمال وليست المخاوف». واعتبر اوباما ان «القوة الاخلاقية عكست قوس التاريخ باتجاه العدالة مرة اخرى»، مشيرا الى لحظات تاريخية اخرى مثل اسقاط جدار برلين لانهاء الحرب الباردة. ولكنه اضاف ان «اليوم ملك للشعب المصري»، لكنهم «حركوا مشاعر الاميركيين» وغيرهم حول العالم. وخلص اوباما بنطق كلمة «تحرير» بالعربية، في اشارة الى ميدان التحرير في القاهرة، قائلا ان كلمة «تحرير» ارتبطت بالشعب المصري. واضاف ان «التحرير يشير الى امر يحرك ارواحنا وهو المناداة بالحرية». وكشف مسؤول في البيت الابيض لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل إعلام اوباما باستقالة الرئيس المصري، موضحا ان اوباما لم يبلغ مسبقا من قبل المصريين بالاستقالة، بل علم بها مثلما علم بها الملايين حول العالم. وكان الرئيس الاميركي يترأس اجتماعا في المكتب البيضاوي في البيت الابيض صباح امس، عندما دخل احد المسؤولين في البيت الابيض الى الاجتماع بشكل مفاجئ، ليبلغ اوباما بأن الرئيس المصري قرر التنحي. وترك اوباما الاجتماع على الفور ليتجه الى مكتب مجاور فيه جهاز تلفزيون يراقب عليه التطورات في مصر. وبينما امتنع المسؤول عن كشف القناة التي كان راقبها اوباما، اوضح ان هناك 59 قناة اخبارية تلتقطها اجهزة التلفزيون في البيت الابيض، وان اوباما تابع احدها للحصول على آخر الأخبار في مصر. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس: «خلال الصباح، حصلنا على مؤشرات بأن الخطابات الاخيرة لم تلق والتغييرات لم تنته، خاصة بعد الاعلان عن انتظار تصريح». واضاف ان «علينا التذكر بأن الشعب المصري هو الذي قاد هذه العملية». يذكر ان اوباما لم يقم بأية اتصالات مع قادة المنطقة منذ الاعلان عن تنحي مبارك، وحتى القائه خطابه حول مصر عصر امس. وحضر اوباما المؤتمر الصحافي الذي تبع خطابه، ليودع الناطق باسمه روبرت غيبس، الذي انهى عمله في البيت الابيض امس.

بن اليعازر: تحدثت مع مبارك وقال كلاما قاسيا عن أميركا

نقل عن الرئيس المصري تأكيده أنه لن يهرب حتى لو قتل

 
القدس المحتلة: «الشرق الأوسط»
قبل يوم من تنحيه وجه الرئيس المصري السابق حسني مبارك كلاما قاسيا بشأن الولايات المتحدة وما وصفه بأنه مسعى خاطئ لاقامة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وذلك في اتصال هاتفي مع عضو في الكنيست الاسرائيلي.

وقال بنيامين بن اليعازر، وهو عضو سابق في الحكومة الاسرائيلية، للتلفزيون الاسرائيلي أمس انه أجرى محادثات هاتفية على مدى 20 دقيقة أمس وانه خلص إلى الشعور بأن الزعيم البالغ من العمر 82 عاما قد أزفت نهاية عهده.

وأضاف بن اليعازر، وهو عضو في حزب العمل، وأجرى محادثات مع مبارك عدة مرات أثناء عمله في حكومات اسرائيلية مختلفة «لقد قال أشياء قاسية جدا بشأن الولايات المتحدة».

وتابع «أعطاني درسا في الديمقراطية وقال نرى الديمقراطية التي قادتها الولايات المتحدة في ايران ومع حماس في غزة، وهذا هو مصير الشرق الأوسط».

وقال «ربما يتحدثون عن الديمقراطية ولكنهم لا يعلمون ما يتحدثون بشأنه وستكون النتيجة تطرفا واسلاما راديكاليا».

وقال بن اليعازر ان مبارك تحدث باستفاضة خلال المحادثة الهاتفية بشأن «ما يتوقع حدوثه في الشرق الأوسط عقب سقوطه». وأضاف «توقع أن يتضخم الامر بحدوث اضطرابات مدنية لا تتوقف عند مصر ولن يسلم منها أي بلد عربي في الشرق الأوسط وفي الخليج». وتابع بن اليعازر «قال مبارك لن أدهش اذا ظهر في المستقبل مزيد من التطرف والاسلام الراديكالي ومزيد من الاضطرابات والتغيرات الجذرية والهبات». وقال بن اليعازر ان مبارك «يبحث عن خروج مشرف». وأضاف ان مبارك كرر الجملة «أنا خدمت بلادي مصر لمدة 61 عاما. هل يريدونني أن أهرب.. لن أهرب. يريدون القائي في الخارج.. لن أغادر. اذا دعت الحاجة فسأقتل هنا».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,721,458

عدد الزوار: 7,707,645

المتواجدون الآن: 0