ثلاث ساحات مرشحة لارتدادات الصراع العربي - الإيراني الآخذ إلى التفاقم

الحريري: لن نقبل لبنان <محميَّة إيرانية> ولا خطف المجتمعات العربية

تاريخ الإضافة السبت 9 نيسان 2011 - 5:38 ص    عدد الزيارات 2689    التعليقات 0    القسم محلية

        


ميقاتي في طرابلس ينتظر جواباً على <الصيغة الأخيرة>
<دور طهران> يفجّر السجال بين حزب الله والمستقبل
الحريري: لن نقبل لبنان <محميَّة إيرانية> ولا خطف المجتمعات العربية

  الرئيس الحريري يتحدث في الملتقى السعودي - اللبناني (تصوير: سمير المصري)

 

ثلاث ساحات مرشحة لارتدادات الصراع العربي - الإيراني الآخذ إلى التفاقم
<سيناريوهات> لحماية النظام في سوريا تمتد من لبنان إلى الجولان

<إذا قرّر حلفاء واشنطن في المنطقة أن يواجهوا الإيرانيين، فان الأميركيين لا يستطيعون إلا أن يواجهوا معهم>
شكّل دخول <درع الجزيرة> إلى البحرين رسالة سياسية واضحة لإيران بأنها تجاوزت كل الخطوط الحمر في المنطقة، وأن قرار المواجهة من قبل دول الخليج لها قد اتخذ· قبل ذلك، كان مستشار بارز في الكونغرس الأميركي خبير في شؤون الشرق الأوسط يؤكد أنه <إذا قرّر حلفاء واشنطن في المنطقة أن يواجهوا الإيرانيين، فان الأميركيين لا يستطيعون إلا أن يواجهوا معهم>، ليصل إلى استنتاج مفاده <أن طهران تجازف في خرقها للخطوط الحمر، وأن الرهان على الولايات المتحدة في كبح جماح حلفائها، لكونها مثقلة بملفات عدة، هو رهان في غير محله· فعندما ترفع دول الخليج نبض تحركها دفاعاً عن أمنها القومي، فسوف تُجْبِر الأميركيين على الوقوف معها> وهذا ما حصل·

ويظهر من مسار المواقف يوماً بعد يوم أن الأزمة مرشحة إلى التفاقم، ما يرفع منسوب المخاوف الداخلية من انكشاف الساحة اللبنانية، بوصفها إحدى جبهات المواجَهة الإيرانية - الأميركية وتالياً الإيرانية - العربية التي تقف على فالق الصراع السياسي - المذهبي·

هذا من جهة، أما العامل الآخر، فيتمثل في المخاوف من انعكاس التطورات التي تشهدها سوريا على الداخل اللبناني، بشكل سلبي، إذا ارتفعت وتيرة الاحتجاجات الشعبية في وجه النظام هناك وشعر أنه بات محاصراً من الداخل والخارج·

فالمحور الذي يجمع القوى المناهضة لأميركا وحلفائها سوف يسعى بداية الى منع سقوط النظام السوري كنقطة ارتكاز رئيسة في السياسة الإيرانية حيال الشرق الأوسط ونقطة العبور نحو المتوسط· وهو ما قد يدفع طهران ودمشق و <حزب الله> إلى اعتماد سياسة الهروب إلى الأمام بما تفتحه من خيارات أمنية وعسكرية· وهي خيارات تتراوح بين حد أدنى وحد أقصى، حيث يتمظهر الحد الأدنى بعمليات إرباك من الداخل، سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين، خصوصاً أن هذه الساحات تعاني الداء المشترك وهو هشاشة الوضع الأمني وغياب المناعة الوطنية في ظل الاصطفافات السياسية الحادة على خلفية الاصطفافات المذهبية في بعض منها، وعجز السلطة السياسية والمؤسسات الأمنية وشللها·

وليست الأحداث، التي سُجلت على الساحة اللبنانية خلال هذين الأسبوعين من اختطاف الأستونيين إلى تفجير الكنيسة في زحلة فالتمرد داخل سجن روميه والتحكم بأهالي السجناء خارجه، وصولاً إلى تحريك ممسكوك داخل المخيمات الفلسطينية، سوى عيّنات لما يُمكن أن يصيب الوضع اللبناني في ظل الفراغ السياسي المرشح أن يطول إلى أمد يبدو بعيداً· كما أن الصورة في الساحتين العراقية والفلسطينية تحتوي على الكثير من النماذج المماثلة·

أما الحد الأقصى، فيتمثل في الإقدام على قلب الطاولة كلياً، من خلال القيام بتفجير الوضع مع إسرائيل سواءً في غزة أو في جنوب لبنان أو حتى في الجولان لخلق واقع جديد على أقله في ما خص المزاج الشعبي العربي الذي ستدغدغه المشاعر القومية في لحظة المواجهة مع إسرائيل·

ويسود اقتناع في الدوائر الغربية أن هذا السيناريو هو أحد السيناريوهات الموجودة على طاولة دمشق كما على طاولة طهران وحلفائهما، لكن اللجوء إليه يتطلّب قراراً مشتركاً كبيراً من كل هؤلاء، ولا يمكن لأحد أن ينفرد به· ذلك أنه سيكون بمثابة قرار <المواجهة الأخيرة>، إذ يُعتَبر في المفهوم الغربي، والأميركي تحديداً، من القرارات التي تقع <ما فوق الخط الأحمر>، الأمر الذي يحتوي على مخاطرة كبرى، ولا سيما سورية· فالهروب نحو تفجير كبير في المنطقة وسط اهتزاز الكيان السوري من الداخل ليس مضموناً أن يوفّر للنظام فرصة احتواء الاعتراض الداخلي أو <ذريعة> لقمع المعترضين من بوابة أن الأولوية هي لمواجهة العدو·

تلك المقاربات للخيارات الأمنية والعسكرية سواء بحدها الأدنى أو الأقصى وما بينها من خيار - لا يغفله المراقبون - بإمكان محاولة <حزب الله> استكمال انقلابه في لبنان، إذا شعر باشتداد الضغط على حليفيه، تنطلق في واقع الأمر من اعتبارات، وربما مخاوف، من أن لا تشكل الخطوات <الإصلاحية> والمعالجات السياسية التي ينتهجها الأسد والمرتكزة على فصل كل مكوّن من المكونات السورية، و <إرضائه> على حدة، كما هي الحال مع المكوّن الكردي أو جماعة الإخوان المسلمين، صمّام الأمان للنظام السوري لإعادة تماسك جبهته الداخلية، فيدخل عندها في حال استنزاف طويلة تؤدي في نهاية الأمر الى انهياره، خصوصاً في ظل انحسار الآمال بإمكان تحقيق خرق في عملية السلام على مستوى المسار السوري - الإسرائيلي الذي يشهد <مفاوضات ما بعيدة عن الأنظار> وفق معلومات دوائر أميركية·

فهذا الخرق كان يمكنه أن يوفّر رافعة للنظام الذي تغذى من معجن التمسك باسترجاع أرضه المحتلة في الجولان، والتي ظنّ الأسد حتى الأمس القريب أن سياسته الخارجية وموقفه من ملف الصراع العربي - الإسرائيلي يمنحه المناعة الداخلية إزاء وصول رياح التغيير إلى بلاده وشعبه ونظامه·

وإذا كانت الإشارات الداعمة التي تلقاها الرئيس السوري من الجار التركي والحليف الروسي معطوفة على أدائه <المنفتح> في تعاطيه مع الاستحقاقات الداخلية، تبعث على بعض الاطمئنان الحذر لدى دمشق وحلفائها وتعزّز الفرص أمام الأسد لتمرير عاصفة الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية، فإن كل نهار جمعة سيضعه، على غرار غيره من قادة الدول الملتهبة والأنظمة المهتزة، أمام الامتحان الذي، على وقعه ونتائجه وردّات الفعل عليه ، يتبلور المشهد الآتي في الفصل التالي·

رلى موفّق


 

 

بري تلقى رسالة إيرانية للتعاون البرلماني
<وأمل> تتحدث عن حملة تستهدفها ورئيسها
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في عين التينة رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مرادالذي اكد وجوب انضمام كل تكتلات وتيارات وهيئات المعارضة السابقة الى الجبهة الوطنية العريضة ينطلق منها تشكيل الحكومة التي يفترض ان تتمثل سنيا بالمناطق· وقال : <أما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، فما زلنا في الدوامة نفسها، والرئيس بري يطرح دائما التفاؤل ويتمنى التشكيل اليوم قبل الغد، ولكنني لم أشعر ببوادر أمل لتشكيل الحكومة قريبا وتذليل بعض العقبات التي ما زالت تدور في حلقة مفرغة ولم تصل الى حلول، ونأمل ان يتم ذلك قريبا وتشكل الحكومة>·

وكان بري التقى السفير الايراني غضنفر ركن ابادي الذي قال: نقلت رسالة من رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني، وتحدثنا ايضا عن التطورات الاقليمية عموما والساحة اللبنانية خصوصا، وتطرقنا الى العلاقات الايرانية - اللبنانية·

وعن طبيعة هذه الرسالة قال: هذه الرسالة تعود الى التعاون البرلماني بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية·

من جهة ثانية اعتبرت حركة امل انها مستهدفة ورئيسها نبيه بري من المتضررين من سياسة الوفاق، ويتعرضان لحملة سياسية اعلامية منسقة في وسائل الاعلام·

وقالت في بيان اصدرته امس: من نافل القول ان تكون حركة امل ورئيسها على وجه الخصوص مستهدفين من كل المتضررين من سياسة الوفاق والحوار التي نتبعها ولكن في المرحلة الاخيرة ارتفعت وتيرة استهداف الحركة ورئيسها من خلال حملة سياسية اعلامية منسقة في وسائل الاعلام التقت على هدف واحد هو محاولة شطب حركة امل والبيئة المقاومة وخطها وقد استخدمت الحملة المذكورة جملة عملاء مسعورين من اجل تشويه سمعة الحركة وامتداداتها النيابية والسياسية وتحالفاتها وشعاراتها·

وقد اعتمدت هذه الحملة فيما اعتمدت عليه برقيات وتقارير امنية وكلام مشافهة وهمس وتلميح وقراءة افكار ونوايا وجعلت من تحليل كلام احد السفراء الاجانب شاهد عدل في اعلامها الذي يعتمد ايضا مطرودين من حركة امل لاستهدافها· ان كل هذه الادوات و ما صدر اليوم في احدى الصحف جزء من مطبخ سياسي تآمري مكشوف لمخطط افشل سابقا وسيفشل حتما في تحقيق اهدافه اليوم· ان هذه الحملة التي نأت عن استهداف حزب الله مباشرة باستثناء مسالة السلاح فانها جعلت هجومها الرئيسي على حركة امل ورئيسها في تكتيك يهدف الى التعمية معتقدين ان الحزب سوف لا ينتبه الى انه اكل حيث اكلت الحركة·

ان حركة امل التي تكسرت على صخورها امواج هجمات كل اعداء الخارج وكل هجمات المتضررين والعملاء وهي المؤسسة وفي طليعة المقاومة ستبقى في طليعة الساعين الى استقرار النظام العام وترسيخ السلم الاهلي وتعزيز التعايش وهي ستفشل بالتأكيد الهجوم الذي يستعمل العملاء السياسيين والاعلاميين كرأس حربة·

 

 

اغتنم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد· الحريري افتتاح الملتقى السعودي ? اللبناني السادس، في فندق <فور سيزنز> لإطلاق رسائل سياسية ساخنة، غامزاً فيها من القناة الإيرانية، مستكملاً الهجوم الذي شنّه أمس الأول على <حزب الله>، غامزاً من قناة سياسته في البحرين وساحل العاج، مؤكداً أن السياسة الإيرانية لم تعد مقبولة، وأن الخطف المتدرج للمجتمعات العربية تحت أي شعار، أمر لن يكون في مصلحة إيران ولا في مصلحة العلاقات العربية - الإيرانية، مشيراً إلى أننا <نحن في لبنان لا نرضى بأن نكون محميّة إيرانية، بمثل لا نرضى لإخواننا في البحرين أو الكويت أو أي دولة بأن يكونوا محميّة إيرانية>، مؤكداً بأن <الأيام القريبة ستثبت أننا لا نحتاج ولا نحتاج إلى أي قومية أخرى مهما حاولوا>، معلناً بأن زمن الفراغ العربي إنتهى·

وكان الرئيس الحريري اختتم جلسة الإفتتاح، بكلمة هنا نصها (راجع تفاصيل الملتقى ص 7): <إن انعقاد الملتقى اللبناني ? السعودي في ظل التحديات الكبيرة التي تمر بها منطقتنا، هو خير دليل على أهمية العلاقة بين بلدينا· وحضور الأشقاء السعوديين إلى لبنان في هذا الوقت بالذات هو أبلغ تعبير عن إيمانكم بلبنان واقتصاده وقدرته على النمو، على رغم المصاعب والنهوض من الأزمات والانطلاق من جديد بفضل مرونة قطاعنا الخاص ومهاراتنا، وإبداعنا وثقافتنا في الإِتقان والمعرفة والحداثة والحرية· لكن الصدق يحتّم علينا أيضاً أن نقول إن كل ذلك لما كان ممكناً لولا الدعم المتواصل من أشقائنا العرب، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، وتحديداً، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان على الدوام حريصاً على استقرار لبنان واقتصاده، فوقف مع لبنان، مع كل لبنان وكل اللبنانيين من دون قيد أو شرط·

صحيح أن المملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً، قطاعاً خاصاً وقطاعاً عاماً، هي أكبر مستثمر في لبنان، 40 في المئة من الإستثمارات العربية في لبنان تأتي من المملكة، وعدد السياح السعوديين في العام الماضي شكل 10% من إجمالي السياح· لكن المملكة العربية السعودية هي أيضاً، وبكل المعاني، بفضل حكمة وقيادة وبُعد نظر خادم الحرمين الشريفين، هي أكبر وأول المستثمرين في الاستقرار في لبنان· وهذا استثمار لا يقدّر بأرقام ولا يثمّن مادياً، إنما يشكـل الأساس في تقدم لبنان ونمو اقتصاده· في المقابل، هناك جهات ودول وقوى إقليمية، تعمل على الإستثمار في الفوضى، وتلجأ إلى تصدير مختلف وسائل الإِضطِراب السياسي والأَهلي والأمني، في سبيل ضرب وحدة مجتماعتنا العربية· المعروف أن إسرائيل هي أكبر المستثمرين في الفوضى الإِقليمية، وفي إثارة العنف والإضطراب في اتجاهات مختلفة· والمعروف أيضاً أن لبنان دفع ضرائب باهظة لمثل هذه السياسات التي جاءت على صورة حروب مدمّرة وخروقات وأعمال عدوانية تسبّبت بأفدح الخسائر والأضرار في الإقتصاد اللبناني·

هذا عن العدو، فماذا عن الصديق؟ لا يحق لأي كان، تصدير الفوضى إلى الأراضي اللبنانية·

وإلى الدول العربية· كلنا يشهد في هذه المرحلة مظاهر الاستثمار في الغرائز الطائفية والمذهبية التي تريد أن تتخذ من لبنان أو البحرين أو الخليج ساحة لبسط النفوذ السياسي والأمني·

الصراحة تقتضي في هذا المجال بأن نقول الأمور كما هي: إن لبنان والعديد من الدول العربية، في الخليج وغير الخليج، تعاني سياسياً واقتصادياً وأمنياً من التدخل الإيراني السافر في الداخل العربي، بل إن أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، وبينها لبنان يتمثل في الخروقات الإيرانية المتمادية للنسيج الإجتماعي للمنطقة العربية· والحقيقة أن الدول العربية، لم تقارب هذا الأمر من زاوية العداء لإيران، وهي عملت على مدى سنين طويلة، في سبيل إستيعاب الفعل الإيراني الأمني والسياسي والمالي المتنامي في الساحات العربية، بالكثير من الحكمة والمسؤولية، على قاعدة أن إيران دولة صديقة وشقيقة، تتطلب العلاقة معها إلتزام موجبات الصداقة وحسن الجوار ووحدة الإيمان· ويبدو مع الأسف الشديد، أن القيادة الإيرانية ترجمت هذا الأداء العربي المسؤول والدعوات المتتالية الى الإنفتاح، بأنه من علامات الضعف والإستسلام في الموقف العربي، فقررت الذهاب إلى أبعد مدى في خرق المجتمعات العربية واحدة تلو الأخرى، فكان ما كان في لبنان، ثم البحرين ثم غيرها· إننا نقول بكل صدق ومسؤولية إن هذه السياسة الإيرانية لم تعد مقبولة، وإن الخطف المتدرج للمجتمعات العربية تحت أي شعار، أمر لن يكون في مصلحة إيران ولا في مصلحة العلاقات العربية ? الإيرانية· ونحن في لبنان، لا نرضى بأن نكون محميّة إيرانية، بمثل لا نرضى لإِخواننا في البحرين أو الكويت أو أي دولة بأن يكونوا محميّة إيرانية·

نحن جزء من مجتمع عربي متكامل، بكل أطيافنا ومذاهبنا وانتماءاتنا الفكرية والروحية والثقافية· نحن ننتمي لهذه الأمة الثابتة على عروبتها، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وستثبت الأيام القريبة أننا لا نحتاج ولن نحتاج إلى أي قومية أخرى مهما حاولوا·

زمن الفراغ العربي إنتهى، ونحن نستعيد كل يوم صحتنا العربية وقدراتنا الإقتصادية والثقافية والحضارية· إن حضوركم هنا اليوم هو رسالة لكل من يريد أن يسمع بأننا نحن العرب قررنا أن نصنع مصيرنا بأيدينا، بشبابنا وشابتنا، وأصحاب الرأي منا، برجال الأعمال والمبادرة الناجحين· في مجتمعاتنا· إن العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية هي أعمق من المصالح، إنها علاقة مصير واحد، لن نترك لغيرنا أي كان، أن يقرره نيابة عنا>·

القاهرة غداً....الحريري غداً إلى القاهرة للقاء شرف: زمن الفراغ العربي إنتهى
لن نرضى بأن نكون محميّة إيرانية ولا نحتاج إلى قومية أخرى 


 

ويغادر الرئيس الحريري غداً إلى مصر في إطار زيارة رسمية يلتقي خلالها رئيس الوزراء المصري عصام شرف وعدد من كبار المسؤولين المصريين ويبحث معهم في آخر المستجدات الاقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين·

وأقام الحريري ظهر أمس في بيت الوسط مأدبة غداء على شرف عدد من المهندسين ورؤساء المكاتب الاستشارية والمقاولين، حضرها نقيب المهندسين بلال العلايلي ومرشح قوى 14 آذار للنقابة عماد واكيم ونقيب المقاولين الشيخ فؤاد الخازن ومستشار الرئيس الحريري فادي فواز·

وتحدث الرئيس الحريري أمام المدعوين عن التطورات العامة التي تشهدها البلاد وأكد ضرورة استمرار عملية النهوض والانماء في البلاد والتي يجب ألا تتوقف أياً كانت الصعوبات التي تواجهها·

 

 

حزب الله> يرد على الحريري:مواقفه تنسجم مع أهداف
المخطط الأميركي لبث الفتن بين دول وشعوب المنطقة
اعتبر <حزب الله> ، ان <المواقف التحريضية لرئيس <حزب المستقبل> سعد الحريري ضد الجمهورية الإسلامية في إيران هي ترجمة أمينة لما سمعناه من مواقف أخيرة لوزير الحرب الأميركي روبرت غيتس من الرياض حول الدور الإيراني في المنطقة، وهي تأتي في سياق محاولة مكشوفة للتعمية على التدخلات الأميركية في شؤون المنطقة ومصادرة إرادة شعوبها التواقة للحرية وللتخلص من الهيمنة الأميركية ولحرف الأنظار عن تمادي العدو في ممارساته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وسعيه الدؤوب لتهويد القدس>·

وقال في بيان اصدره امس: <إن مواقف الحريري لا تمت إلى موقع لبنان ودوره ومصالحه بصلة، إنما تنسجم مع أهداف المخطط الأميركي لبث التفرقة والفتن بين دول وشعوب المنطقة، وتحوير الصراع عن وجهته الأصلية مع العدو الإسرائيلي خدمة للمشروع الأميركي الذي بدأ يتهاوى منذ هزيمة جيش العدو في تموز 2006 التي كشفت وثائق <ويكيليكس> حجم رهانات الحريري على تلك الحرب لجعل لبنان محمية أميركية - إسرائيلية>·

كما رد <حزب الله> في بيان على <تصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري حيال معاناة الجالية اللبنانية في ساحل العاج>، وقال: <إن ادعاء الحريري أن السياسة التي اعتمدت منذ بدء الأزمة هي سياسة خرقاء، هو محاولة بائسة للتنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتقه بوصفه رئيسا لحكومة تصريف الأعمال، وهو الذي أدار ظهره بالكامل لهذه القضية الوطنية وتخلى عن أبسط دور مناط به، فأين كان رئيس هذه الحكومة طيلة الأزمة؟ وماذا فعل لمعالجتها؟ ولماذا أعطى أذنا صماء لمناشدات الجالية ومطالبها فلم يتصرف كمسؤول معني بهذه الجالية· وأما تحركه الخجول الأخير فجاء لرفع العتب بعد تفاقم الأمور واتساع نطاق التحركات السياسية والشعبية في الأيام الأخيرة·

إن السياسة التي تم اعتمادها منذ بدء الأزمة هي التي حمت اللبنانيين من مخاطر جمة، ولولاها لتعرضت الجالية لما هو أكثر خطورة وسوءا·

إن المسؤولية الوطنية والسياسة الحكيمة كانت تقتضي المسارعة إلى المساعدة بشكل جدي، وليس فتح سجال من قبل الحريري وفريقه لاستغلال آلام أبناء الجالية في المزايدات الداخلية، وهذا ما يؤكد اعتماد هذا الفريق على الكيدية في التعاطي مع القضايا الوطنية على حساب معاناة اللبنانيين وآلامهم>·

 

 

 


 

فجأة، اقتحم العامل الاقليمي الساحة السياسية الداخلية، وسط اسئلة مقلقة، عن التوقيت والمدى الذي يمكن ان يذهب اليه انفجار السجال الحاد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال رئيس <تيار المستقبل> سعد الحريري من جهة، و<حزب الله> من جهة ثانية.

وبقدر ما ينطوي عليه هذا السجال من حساسية على خلفية الحملات المتبادلة بين ايران ودول الخليج، لا سيما المملكة العربية السعودية، فإن الاوساط اللبنانية الرسمية والسياسية تابعت بإهتمام وقلق مجرى المواقف والبيانات التي شغلتها طوال يوم امس، في ظل تزايد المخاوف من الاطاحة بأي فرصة قد تسنح لتأليف الحكومة الجديدة.

واذا كان السجال المندلع بين <حزب الله> وتيار <المستقبل> خطف الضوء من الملفات الحياتية المشتعلة من قصر العدل الى المطار وتقاطعات الشوارع، واخبار الحصار الاميركي على حركة اللبنانيين في مجالي المال والتجارة، وما تضج به الآذان من خبريات من <تسفير> اللبنانيين العاملين في عدد من الدول العربية، بعد محنة ساحل العاج، فإن الوسط السياسي يتخوف من ان يؤدي الانشغال العربي والدولي بملفات ما يحدث في العواصم من اليمن وليبيا وسوريا، الى تطويل حالة الفراغ الداخلي، مما يؤدي الى ربط البلد بمجريات التطورات المتفاقمة في المنطقة.

وقال مصدر مطلع ان <العودة الى تضخيم حالة الاحتقان في الشارع اللبناني من شأنه ان يشكل عائقاً اضافياً او عقبة كأداء تضاف الى العقبات التي حالت حتى الآن، دون تشكيل الحكومة، ولو من مكونات الكتل الاربع التي سمت الرئيس نجيب ميقاتي مع حصة وازنة ذات تأثير على القرار لرئيسي الجمهورية والحكومة>.

وجاء هذا التدهور في الموقف بين <حزب الله> و<المستقبل> في ظل موجة عادية من التفاؤل المشوب بالحذر الشديد من إمكان احداث خرق بعد تطوير الصيغ المتبادلة لحكومة متوازنة تلحظ 11 وزيراً لفريق الرئيسين سليمان وميقاتي مع النائب وليد جنبلاط، بعد تذليل العقدة العونية المركزة على 11 وزيراً زائد الداخلية، او اقناع من يعنيه الامر بحكومة تكنوقراط تخرج البلد من المأزق وتؤسس لمشروع بحث في تجديد الحوار الوطني.

وقال مصدر نيابي ان الرئيس ميقاتي الذي توجه الى طرابلس امس، اتفق مع الوسطاء انه بانتظار خبر عن نتائج ما يجري ليقرر تسريع العودة او البقاء الى يوم الاثنين، مشيراً الى ان البحث بات متقدماً في صيغة 11 x 19، إلا انه لم يطرأ شيء جديد، خصوصاً وان العماد ميشال عون يقترح توسيع الصيغة من 30 الى 32 وزيراً بحجة تمثيل الاقليات المسيحية.

وتحدثت مصادر اخرى عن معادلة 11+1+18 التي توزع الحصص بمعدل 11 وزيراً لفريق الرئيسين سليمان وميقاتي وجنبلاط ووزير ملك و18 وزيراً للاكثرية من ضمنهم 6 وزراء شيعة ووزير للنائب طلال ارسلان وآخر للحزب القومي، وعلى ان تبقى لحصة عون 10 وزراء.

وقالت أن عون يسعى إلى أن يكون الوزير الملك قريباً منه لتلامس حصته بذلك 11 وزيراً.

غير أن أوساطاً نيابية في تكتل <التغيير والاصلاح> أكدت لـ <اللواء> أن التوازن في الحكومة لا يتحقق الا بإعطاء عون 12 حقيبة وزارية بينها الداخلية، مشيرة إلى أن صيغة حكومة التكنوقراط هروب إلى الأمام وستزيد الأزمة تعقيداً.

زوّار دمشق إلى ذلك، لمس زوّار العاصمة السورية انهماكاً جدياً ببرنامج الإصلاحات الموضوع على النار، والذي يكاد يختصر الاهتمام السوري في هذه المرحلة رسمياً وسياسياً وشعبياً، نظراً للاهمية القصوى التي توليها القيادة السورية لنجاح الإجراءات الإصلاحية وانعكاساتها على تثبيت الهدوء وقطع الطريق على عوامل التوتر.

وعلى الرغم من <الحشرة> السورية هذه، فان مصادر قريبة من دوائر القرار اشارت - استناداً إلى هؤلاء الزوار - في معرض تقييم ما نشر في صحيفة لبنانية، ونقلاً عن مرجع رفيع لبناني، إلى ان سوريا، وخلافاً لما ورد في موقع <ويكيليكس> لم تقف يوماً ضد الحوار بين اللبنانيين، بل هي دائماً شجعت عليه ودعت إلى اعتباره الطريق الأفضل إلى الوفاق الوطني اللبناني، بدءاً من طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي في 2 اذار 2006 وصولاً الى جلسات الحوار بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان.

ولمس هؤلاء الزوار أن البرنامج الاصلاحي في سوريا سوف ينعكس إيجاباً على العلاقة اللبنانية - السورية، كما من شأنه أن يُعزّز حال الممانعة ضد الاخطار الإسرائيلية.

سجال <المستقبل> - <حزب الله> وغداة الموقف المتشدد للرئيس الحريري في عشاء قطاع المهندسين في تيّار <المستقبل>، وسّع رئيس حكومة تصريف الأعمال دائرة بيكار هجومه، فأطلق صباحاً كلاماً أكثر تشدداً ليس في اتجاه <حزب الله> وحسب، وإنما في الاتجاه الإيراني، حيث أكّد انه لا يحق لأي كان تصدير الفوضى إلى الأراضي اللبنانية والدول العربية.

وقال في كلمة ألقاها، خلال افتتاح أعمال الملتقى السعودي - اللبناني في فندق <فور سيزن> أن لبنان والعديد من الدول في الخليج وغيره تعاني سياسياً وأمنياً من التدخل الإيراني السافر في الداخل العربي، مشدداً على أننا <لن نرضى أن نكون في لبنان أو في البحرين محميّة إيرانية>، مشيراً إلى أن <العلاقات بين لبنان والسعودية هي على أساس مصير واحد، ولن نترك لغيرنا أن يقرر نيابة عنا>.

وسارع <حزب الله> إلى الرد على مواقف الحريري التي وصفها <بالتحريضية> ضد إيران، معتبراً أنها تأتي في سياق محاولة مكشوفة للتعمية على التدخلات الأميركية في شؤون المنطقة ومصادرة إرادة شعوبها التوّاقة للحرية، ومشيراً الى أنها أيضاً لا تمتّ إلى موقع لبنان ودوره ومصالحه بصلة.

وأضاف الحزب إلى هذا الرد رداً آخر على الحريري من معاناة الجالية اللبنانية في ساحل العاج، حيث كان وصف السياسة التي اتبعت <بالخرقاء>، واتهمه بالتنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتقه بوصفه رئيساً لحكومة تصريف الأعمال، وأنه أدار ظهره بالكامل لهذه القضية الوطنية، لافتاً النظر الى أن السياسة التي تم اعتمادها منذ بدء أزمة ساحل العاج هي التي حمت اللبنانيين من مخاطر جمّة ولولاها لتعرضت الجالية لما هو أكثر خطورة وسوءاً.

وردّ تيار <المستقبل> ليلاً على بياني الحزب ملاحظاً أن الحزب لم يستثر إزاء كلام اللبنانيين بشأن السلاح ودوره في الاعتداء على الدستور والقانون وعلى أمن اللبنانيين واستقرارهم وأن ما استثاره هو الكلام الموجه للقيادة الإيرانية، معتبراً ذلك بأنه إثبات على أن هذا الحزب هو الناطق الرسمي باسم إيران في لبنان.

لبنانيو ساحل العاج وكان الرئيس الحريري الذي يتوجه غداً السبت إلى القاهرة في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره المصري عصام شرف وعدد من المسؤولين المصريين، بعد التطورات الأخيرة، قد تابع ملف الجالية اللبنانية في ساحل العاج، وباشر من خلال قرار أصدره وضع توصيات المجلس الأعلى للدفاع موضع التنفيذ، وقضى القرار بتشكيل لجنة لدعم وإغاثة أفراد الجالية برئاسة عدنان مرعب، والتي قررت خلال اجتماع عقدته لاحقاً في السراي، إرسال فريق دعم وإغاثة إداري وعسكري وفني إلى أكرا عاصمة غانا لتقديم خدمات الإغاثة والمساعدات الطبية واللوجستية وإجلاء الرعايا اللبنانيين.

ومن المقرر أن تصل فجر اليوم الجمعة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط آتية من أكرا وعلى متنها لبنانيون تم اجلاؤهم من ساحل العاج، وهي الطائرة الثالثة، بعد الثانية التي كانت نقلت دفعة ثانية من اللبنانيين ضمت 176 راكبا من اللبنانيين الذين كانوا نقلوا من ابيدجان الى غانا بمساعدة القوات الفرنسية الموجودة على الارض هناك.

الى ذلك، افاد رئيس المجلس القاري الافريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نجيب زهر ان هناك نحو 700 لبناني عالقين في مطار ابيدجان، بعدما كانوا استغلوا فترة الهدوء وفروا الى المطار آملين التوجه منه الى لبنان، لافتا الى ان هؤلاء لا يستطيعون حالياً مغادرة المطار.

سجن رومية وسط هذه التطورات، انصبت الجهود الرسمية على معالجة ذيول وتداعيات تمرد السجناء في سجن رومية، وهو موضوع تحوطه ملابسات كثيرة ومتناقضة، خصوصاً وانه تزامن مع تحركات ملتبثة لاهاليهم ارتدت طابع قطع الطرقات في عدد من المناطق في ضاحية بيروت الجنوبية، وجوارها بالاضافة الى اعتصام وتظاهرة امام قصر العدل في بيروت لم تخل من الشتائم والانتقادات للمسؤولين القضائيين والامنيين، فضلا عن رشق المبنى بالحجارة واشعال الاطارات، غير ان القوى الامنية تعاملت مع التظاهرة بليونة واضحة الى ان تمكنت من احتوائه لاحقا.

ووصف مصدر امني بارز لـ <اللواء> هذه التحركات بأنها <فقاعة صابون>، لافتا الى ان <اللعبة> باتت مكشوفة، مشيرا الى ان هدفها هو التهويل وارباك الدولة، بقصد الوصول الى وضع مشابه لما يجري حول الوطن من تحركات.

واكد المصدر ان حركة السجناء في سجن رومية اجهضت تماما وقضينا عليها مثلما قضينا في السابق على <فتح الاسلام> في مخيم نهر البارد

.


المصدر: جريدة اللواء

..What is Behind Kenya’s Protest Movement?...

 الإثنين 8 تموز 2024 - 5:33 ص

..What is Behind Kenya’s Protest Movement?... Kenyan police have killed dozens of protesters sinc… تتمة »

عدد الزيارات: 163,029,154

عدد الزوار: 7,290,031

المتواجدون الآن: 119