المعارض فارس تمو: الغضب الكردي مقبل لا محالة.. مهما حاولت السلطة تحاشي التصادم

الجيش يجتاح حماه ومعرة النعمان

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 تموز 2011 - 6:44 ص    عدد الزيارات 3769    التعليقات 0    القسم عربية

        


الجيش يجتاح حماه ومعرة النعمان
داهم المنازل واعتقل العشرات.. والأهالي واجهوا الدبابات بالتكبير * دعوة لمقاطعة التجار الموالين تحت شعار «لن ندفع ثمن الرصاص»
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
اجتاحت القوات السورية، أمس، مدينة حماه التي تشهد انتفاضة شعبية عارمة، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، واقتحمت المنازل، واعتقلت العشرات، بينما واجهها آلاف السكان الذين نزلوا إلى الشوارع بالتكبيرات.

قتيلان وعشرات الجرحى في حماه بعد يوم على إقالة المحافظ
المتظاهرون ردوا على دخول الدبابات بالخروج إلى الشوارع بالتكبير احتجاجا على القمع
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
لم تخب توقعات أهالي حماه بأن يكون إعفاء أحمد خالد عبد العزيز من مهمته محافظا لحماه، مؤشرا على تصعيد النظام السوري وتغليب الحل الأمني، فبعد ساعات قليلة من إقالة المحافظ وصلت الدبابات إلى مشارف المدينة، أول من أمس، إلا أن تلك الدبابات توجهت إلى جبل الزاوية (شمال غربي البلاد)، بينما دخلت المدينة نحو ثلاثين حافلة تقل رجال أمن صباح يوم أمس، وتم شن حملة اعتقالات واسعة ومداهمات للبيوت، مع إطلاق نار عشوائي في بعض الأحياء على المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للتكبير احتجاجا على القمع، وأسفرت عن إصابة نحو 15 شخصا بينهم إصابة خطيرة بالصدر في منطقة كرم الحوراني، كما سقط شهيدان، الأول نصر الشامي في شارع المرابط، حيث تم فتح النار من قبل الأمن على المتظاهرين وأصيب حوله 20 متظاهرا. والشهيد الآخر الطفل عرم خلوف عمره 12 سنة، من حي كازو وقد تم خطفه من قبل أجهزة الأمن من بين أهله لكي لا يتم تشييعه وأهالي الحي في حالة استنفار، بحسب ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» التي قالت إن المحتجين قاموا بقطع بعض الطرق في وسط المدينة وأشعلوا إطارات وحاويات القمامة لمنع دخول قوات الأمن إلى بعض الأحياء. وقالت مصادر محلية إن تلك الإجراءات أفلحت في منع دخول «الشبيحة والأمن» إلى بعض الأحياء، إلا أنهم وبعد عدة ساعات من المداهمة انسحبوا من الأحياء وتمركزوا عند فرع الحزب.

المعارضة السورية تتابع تحركاتها اليوم تحت عنوان «لن ندفع ثمن الرصاص»
اللاجئون في المخيمات التركية يبدأون إضرابا مفتوحا عن الطعام حتى تحسين أوضاعهم
بيروت ـ دمشق: «الشرق الأوسط»
تتابع المعارضة السورية تحركاتها الشعبية اليوم تحت عنوان «لن ندفع ثمن الرصاص»، في حملة تسبق دعوتها إلى إضراب عام تنفذه بعد غد الخميس في إطار محاولتها لتسريع انهيار النظام، وفق ما ذكرته في صفحتها على شبكة «فيس بوك»، انطلاقا من أن «النظام يعتمد بالدرجة الأولى على استهلاك الشعب للسلع التي يقوم هو بإدخالها عبر رجال الأعمال المستفيدين منه».

اللاجئون مصدر إحراج بالغ للنظام السوري
روايات الشهود تظهر القمع الوحشي الذي يمارس ضد الحركة الاحتجاجية
لندن: «الشرق الأوسط»
قال نشطاء إن الدبابات السورية قد دخلت قرية في شمال غربي البلاد أمس وفتحت النار، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل خلال المناورة العسكرية الأخيرة في الحصار الذي استمر لأسابيع بالقرب من الحدود التركية والذي يسعى لسحق الثورة المطالبة بالديمقراطية في البلاد.

المعارض فارس تمو: الغضب الكردي مقبل لا محالة.. مهما حاولت السلطة تحاشي التصادم
قال لـ «الشرق الأوسط»: ما يخشاه الأسد هو إغضاب الأكراد السوريين خوفا من تكرار أحداث 2004
لندن: «الشرق الأوسط»
لعل جمعة «ارحل» في سوريا هي واحدة من الجمع المتشابهة من عمر الانتفاضة الشعبية في سوريا إن لجهة القمع أو أعداد القتلى على أيدي القوات الأمنية والفرق التابعة لها في مختلف المحافظات مع تصاعد الحركة الاحتجاجية، لكن المراقب لجمعة «ارحل» يمكنه أن يلاحظ أن هذه الجمعة حملت ما يميزها عن الجمع الأخر، فبالإضافة إلى دخول حلب بقوة إلى المشهد الثوري الذي تشهده البلاد، فإن مناطق أخرى ذات أغلبية كردية شهدت مظاهرات للمرة الأولى منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا تطالب بإسقاط النظام، نتحدث هنا عن منطقة «وادي المشاريع» في ضواحي دمشق ذات الأغلبية الكردية، التي كان لها نصيبها الوافر من القمع في الأحداث الاحتجاجية التي شهدتها مناطق الأكراد عام 2004. ويرى المراقبون أن انفجار الغضب في المناطق الكردية في العاصمة سيدفع، بسرعة فائقة، باتجاه إسقاط نظام الأسد في سوريا، هنا يجب أن نميز بين مشاركة الشباب الكردي الثائر وإغضاب الشعب السوري الكردي كله بجميع فئاته العمرية، كما يقول الناشط السياسي الكردي المحامي فارس تمو «لذا فإن الموضوع لا يتوقف على المشاركة الكردية في دمشق فقط، على الرغم من الوجود الكردي الكثيف في العاصمة، فبالإضافة إلى الأحياء الكردية الرئيسية في دمشق، وهي: زورافا (وادي المشاريع) وركن الدين يتوزع الأكراد في باقي أحياء دمشق بنسب متفاوتة، كما في الكسوة وقرى الأسد وسبينة وقدسيا وشبعا وصحنايا وبناية الكويتي، والشباب الكردي في دمشق هم مشاركون ميدانيا بجميع مظاهرات دمشق وريف دمشق منذ انطلاق الثورة السورية».لكن ما السبب في تواضع الحركة الشبابية الكردية ضمن الثورة التي تعيشها سوريا حتى الآن؟ يرد فارس تمو بالقول: هو ليس تواضعا؛ لأن الشباب الكردي شاركوا في المظاهرات والاحتجاجات بكل فاعلية منذ بداية الثورة السورية في أواسط مارس (آذار) الماضي في دمشق وحلب وجامعاتها وفي المناطق الكردية التي انضمت منذ بداية الثورة إلى المظاهرات، كما في القامشلي وكوباني وعامودا والدرباسية وراس العين، إنما يمكن القول إن هناك سياسة أمنية خاصة بالملف الكردي في سوريا تعمل بكل جهد على تحييد الشارع الكردي عن المشاركة الفاعلة والحاسمة في الثورة السورية وتهدف، باستخدام جميع الوسائل الأمنية من ترغيب وترهيب، إلى فصل الشارع الكردي عن الشارع السوري العام، بالإضافة إلى هذه السياسة الأمنية الخاصة التي تتحاشى أي تصادم عنيف مع الشباب الكردي.

النظام السوري مستمر في الاعتقالات التعسفية
نداءات للجيش عبر المساجد في بلدة كفر نبل تحذر السكان من التجول حتى إشعار آخر
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
دعا اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أمس إلى خروج مظاهرات في جميع أرجاء سوريا نصرة لمدينة حماة ومحافظة إدلب، وذلك مع إرسال تعزيزات أمنية إلى شمال غربي البلاد. وقالت مصادر محلية في محافظة إدلب إن الجيش وجه نداءات عبر المساجد في بلدة كفر نبل للأهالي، تحذرهم من التجوال في البلدة حتى إشعار آخر، وحذر النداء، بحسب المصادر، كل من يخرج من خطر الإصابة برصاص القناصة، وذلك بعد اقتحام الجيش لبلدة كفر نبل أمس. في حين قالت المصادر إن قوات الأمن مدعومة بالجيش قامت بحملة مداهمات وتفتيش للمنازل والمحلات في قريتي كفر رومة وحاس في الوقت الذي تراجعت فيه الآليات في بلدة كفر نبل لتكتفي بعزلها عن حاس القريبة منها. وفي قرية البارة شنت القوات الأمنية حملة مداهمات وتخريب ونهب لمنازل المواطنين أمس.

«التشبيح» الإلكتروني.. أحدث وسائل مواجهة الاحتجاجات في سوريا
يخترق عشرات الصفحات ويسلب الناشطين حساباتهم الشخصية
القاهرة: هيثم التابعي
ربما يجد المتابع للاحتجاجات في سوريا نفسه مجبرا في كثير من الأحيان على اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة آخر تطورات المواجهات المستعرة بين السلطات السورية والمحتجين، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك على هذه الشبكات حربا إلكترونية لا تقل ضراوة عن نظيرتها الدائرة على أرض بانياس وحماه، وإذا كان نظام الأسد يستخدم الشبيحة لبث الرعب والخوف في نفوس السوريين، فإنه يستخدم شبيحة افتراضين على مواقع التواصل الاجتماعي لتقطيع أوصال النشطاء والمعارضين وسرقة حساباتهم الشخصية ومنعهم من التواصل مع متابعيهم.

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمر كردي في بروكسل
تمهيدا لمؤتمر وطني شامل.. وبمشاركة 11 حزبا كرديا
أربيل: شيرزاد شيخاني
كشف قيادي سوري عن انعقاد مؤتمر كردي خلال الأسبوعين القادمين في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة 11 حزبا كرديا والعديد من الشخصيات الكردية السياسية والأكاديمية المقيمة في أوروبا، يعقبه مؤتمر آخر للقوى الكردية والعربية بسوريا للخروج بموقف موحد تجاه التعامل مع تطورات الوضع الداخلي السوري.

وقال عبد الباقي يوسف عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي بسوريا في تصريح خص به «الشرق الأوسط» إن الأحزاب الكردية الـ11 هي نفسها التي وقعت على المبادرة التي أعلنوها في مدينة القامشلي في وقت سابق قبل عدة أسابيع، والمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل هدفه جمع الكلمة الكردية وتوحيد رؤية مشتركة للأحزاب الكردية حول صيغة التعامل مع الأحداث الحالية بسوريا، وسيتمخض عن المؤتمر تشكيل قيادة أو ممثلية موحدة بهدف التنسيق والاتصال بالقوى الوطنية العربية السورية من أجل عقد مؤتمر أشمل يضم كافة القوى السورية بمختلف انتماءاتها من أجل قيادة النضال الوطني داخل سوري في هذه المرحلة.في غضون ذلك تتصاعد السجالات بين القوى المؤيدة والمعارضة لتشكيل الهيئة التنسيقية الوطنية التي أعلن عنها قبل عدة أيام داخل سوريا، فقد كشف سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عبد الحميد درويش عن وجود خلافات بين الأحزاب والقوى السياسية بسوريا حول تشكيل هيئة التنسيق الوطنية، مشيرا إلى «أن 6 أحزاب كردية لم تنضم إلى الهيئة، وأن هناك حزبا كرديا من الموقعين يحاول التراجع عن توقيعه».

وأوضح علي شمدين القيادي في الحزب التقدمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن حزبنا هو جزء من إعلان دمشق قبل أن يكون جزءا من أي هيئة جديدة تتشكل في سوريا على خلفية الأحداث الجارية هناك، ونحن حريصون على عدم تهميش أطراف إعلان دمشق الذي تأسس منذ عام 2005 ولعب دورا هاما في النضال من أجل التغيير الديمقراطي السلمي في سوريا، إلى جانب كون سكرتيرنا عبد الحميد درويش نائبا لرئيس هذا الإعلان، من هنا نحن ملتزمون بإعلان دمشق الذي هو إطار سياسي لا يستهان به في الساحة الوطنية السورية، وأن حرصنا على عدم تهميش هذا الإعلان نابع من حرصنا على المصلحة الوطنية السورية، ولذلك طلبنا من الإخوة الموقعين على وثيقة تشكيل الهيئة أن يتريثوا بعض الوقت، لكنهم تسرعوا لأسباب تخصهم ونحن نحترم خيارهم.

ولكن شيرزاد عادل اليزيدي كاتب سياسي معارض ومقرب من حزب العمال الكردستاني أشار في تصريح لـ« الشرق الأوسط» إلى «أن الوثيقة هي توافق مبدئي بين أطياف واسعة من المعارضة العربية والكردية في سوريا في الداخل والخارج وهي ككل مشروع توافقي تنطوي على مبادئ عامة وقواسم مشتركة عريضة تجمع المجهود المعارض في إطار سياسي واضح ومحدد ومنتج حيث ومع توالي زخم الانتفاضة الشعبية الواسعة على النظام القاتل في سوريا لا بد من بداية ما لتأطير معارضة سوريا عربية - كردية فاعلة ومبادرة تطرح بديلا توافقيا جامعا عن النظام المحتضر والراحل لا محالة، والصيغة فيما خص القضية الكردية معقولة إلى حد كبير لجهة اشتقاقها من كون قضيتنا القومية كأكراد سوريين هي قضية أرض وشعب رغم أنها ليست الصيغة المثلى طبعا لكنها أفضل الموجود والمطروح خاصة لجهة الإقرار بالشراكة العربية - الكردية في سوريا المستقبل، وعموما فالصيغة ليست دستورا أو قانونا مقدسا فهي قابلة للتطوير والتعديل، أما عن النص أن سوريا جزء من الوطن العربي فلا اعتقد أن هذه النقطة تستحق التوقف عندها طويلا إذ لا وجود لكيان سياسي أو قانوني باسم الوطن العربي حتى تترتب على هذا النص أي مفاعيل أو استحقاقات ملموسة لا على عرب سوريا ولا على أكرادها فالمصطلح أقرب ما يكون إلى مفهوم أو فضاء ثقافي وإن استخدم ووظف لأغراض وأجندات سياسية معروفة فهو من فرط أدلجته وترداده بات لا يرمز فعلا إلى شيء محدد وملموس وواقعي وأنا أعتبر هذه الصياغة عن البعد العربي لسوريا أخف وطأة وأقل إلزاما وأكثر عمومية من الصيغة الواردة مثلا في الدستور العراقي ما بعد البعث عن البعد العربي للعراق والتي تنص على أن العراق عضو مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية وملتزم بميثاقها حيث تترتب هنا التزامات ومحددات موثقة ومشخصة على العراق، وعليه فليس صحيحا ما تقوله بعض الأحزاب الكردية المنضوية في جماعة إعلان دمشق عن سبب عدم توقيعها على الوثيقة فهي لم توقع بسبب تمنع إعلان دمشق عن التوقيع ربما لخلافات بينه وبين بعض الأطراف من المعارضة العربية السورية الموقعة على الوثيقة فلا حاجة للمزايدات والمناقصات من قبل هذه الأحزاب الهامشية التي ربما كان خوفها من استفزاز النظام هو على الأرجح الباعث الأكبر على تمنعها عن التوقيع».

وينشط على الـ«فيس بوك» بشكل ملحوظ، جيش افتراضي يناصر النظام السوري، لا يهدف إلى النقاش والتحاور مع مناصري الثورة السورية فقط، بل يتعدى نشاطه لإعطاب حسابات المناهضين للنظام على الشبكة العنكبوتية.. الجيش الافتراضي يعمل تحت مسمى «الجيش السوري الإلكتروني» وقد نجح بامتياز في اختراق بعض صفحات المعارضة السورية على الموقع الاجتماعي الـ«فيس بوك». آخر تلك الاختراقات كانت من نصيب الناشطة الحقوقية هيام جميل التي تمت القرصنة على حسابها، ما أفقدها القدرة على التواصل الإلكتروني وأخرجها من دائرة المواجهة الفكرية مع نظام بشار لأيام قليلة قبل أن تنجح في العودة للصراع مرة أخرى عبر تدخل جيش التقنيين المناصرين للثورة، كما تعرضت صفحة «سهير الأتاسي» المعروفة بـ«سيدة سوريا الأولى أشجع من الرجال» للاختراق بعد أن دخلها أعضاء الجيش ونشروا فيها عبارات تأييد للرئيس بشار الأسد. وتضم صفحة الجيش السوري نحو ما يزيد على 20 ألف مناصر، ويعرفون نفسهم على الإنترنت قائلين «نحن منبر إعلامي للجيش السوري الإلكتروني ولموقعه الرسمي، سوف تجدون هنا آخر أخبار الجيش السوري وهجماته، وما يقدمه أعضاء الجيش من إبداعاتهم».

وتابعت الصفحة في رسالة إلى مناصريها «تعلن قيادة الجيش السوري الإلكتروني نجاح كتيبة (الطير الحر) وذلك باختراق 5 صفحات من الصفحات المعادية خصوصا الصفحات المعادية التي أنشئت في ألمانيا وكندا».

وتابعت الرسالة «إننا مستمرون في حملة تطهير الـ(فيس بوك) من هذه الصفحات الجرثومية، وإننا لن نكل ولن نمل من الدفاع عن الوطن والتخلص من هذه الصفحات المحرضة».

المثير أن أعمال القرصنة الإلكترونية في حق النشطاء السوريين أفرزت جيشا آخر ينشط إلكترونيا الآن لمواجهة المواقع الإلكترونية الرسمية السورية، الجيش المعارض الذي يعمل تحت اسم «اتحاد قراصنة سوريا الأحرار لدعم الثورة السورية»، والذي يتبعه ما يقارب 17 ألف مشترك على الـ«فيس بوك» أعد قائمة بالمواقع السورية التي تم تدميرها.. أحد المسؤولين عن الجيش المعارض قال لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من دمشق «النظام يستخدم شبيحة على الإنترنت لتوقيف نشاطنا المناهض له، ونحن لن نسكت وسنسقط كل المواقع الموالية للنظام».

ويرى رامي نخلة، الناشط الإلكتروني المشهور إعلاميا باسم ملاذ عمران لـ«الشرق الأوسط» أن «التشبيح الإلكتروني يندرج بين حدة الحوار مع مناصري الثورة على الإنترنت وحتى خطف الحسابات الشخصية وإعطاب صفحاتنا». ويكشف نخلة لـ«الشرق الأوسط» عن الطريقة التي يتم بها إعطاب صفحات الناشطين قائلا: «كل صفحة لها حد أقصى في تحمل عدد زائريها فإذا زاد عدد الزائرين عن الحد سقطت الصفحة. وأوضح «هناك أسلوب آخر، هو أن يتم بعث رسائل لإدارة الـ(فيس بوك) بأن صفحاتنا تخالف الآداب العامة مثلا».

وفي ريف حلب شمال البلاد، قال ناشطون على موقع «فيس بوك» وعقب مسيرة تأييد للنظام في قرية عين عرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية إن عناصر أمن بلباس مدني مع شبيحة جاؤوا بسيارات جيب من منطقة تل أبيض وجرابلس، وتجمعوا عند دوار الكراج لمنع خروج مظاهرة احتجاجية، وقام هؤلاء بالاعتداء على بعض الشباب الذين حاولوا التجمع بهدف التظاهر.

وفي حي الحجر الأسود في دمشق تحول تشييع الشهيدين معتصم الظاهر ومحمد الخليل اللذين قتلا من قبل الأمن، إلى مظاهرة أخرى بعد الاعتداء على المشيعين.

وفي البوكمال - شرق - القريبة من الحدود مع العراق، خرجت مظاهرة أمس احتجاجا على تكثيف الوجود الأمني في المدينة. وفي مدينة الرقة شمال شرقي البلاد لا تزال حملة الاعتقالات مستمرة، فيما قال المعارض والكاتب ياسين حج صالح إنه تم اعتقال شقيقه فراس حج صالح، وذلك بعد أقل من أسبوع على اعتقال شقيقه خالد حج صالح، وكتب ياسين في صفحته على «فيس بوك»: «اعتقلوا أخي فراس كمان من شوي. ضل أحمد. ما بعرف ليش تاركينو!».

ويرى فارس تمو، وهو نجل الناشط مشعل تمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي الذي أفرج عنه منذ أسابيع قليلة، أن هناك عوامل أخرى تؤثر على الشارع الكردي، وهي: خشية الشعب الكردي من المستقبل السياسي لسوريا، مما أدى إلى استثمار هذا الخوف من قبل بعض الأحزاب الكردية التي لا تقوى على اتخاذ موقف صريح وحاسم من الثورة السورية في تسويق مخاوفها وترددها إلى الشارع الكردي بشكل كبير، وهذا أثر بشكل سلبي في بداية الثورة على الحراك الشبابي الكردي بشكل خاص في القامشلي، على الرغم من محاولات المجموعات الشبابية رفع وتيرة المظاهرات والاعتصامات، إلا أنها كانت تصطدم دائما بمخاوف الشارع التي بدأت تتلاشى أمام وعي الشباب السوري الثائر وصموده، علما بأن هناك أحزابا حسمت موقفها السياسي بالانضمام الرسمي إلى الحراك الشبابي.

ويعتبر تمو أن الحراك الشبابي الكردي في تصاعد، ومتوازٍ مع عموم الحراك الشبابي السوري، وهو يكتسب زخما أكبر في أوساط الشارع الكردي ومشاركة أكبر من الشباب الكردي مترافقا مع صمود شباب الثورة السورية، كما أن في استمراريتهم إسقاطا لجميع الأقنعة النافذة في الشارع الكردي أو المؤثرة فيه لتمرير أجندات خاصة أو خدمات مميزة للنظام.

وما تخشاه سلطة الأسد الأمنية، برأي فارس تمو، هو إغضاب الشعب السوري الكردي، أو هو الحالة الخاصة من التواصل العاطفي بين أبناء الشعب الكردي نتيجة ما عاناه خلال مراحل التاريخ المتنوعة من حملات تطهير قومي، كالتهجير والقتل والإبادة، وهذه الحالة لا تحتاج إلى إعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي لتحريضها؛ لذا تتحاشى عائلة الأسد أي مواجهة مباشرة بالرصاص الحي مع المتظاهرين الأكراد بأي ثمن؛ لأن غضب الشعب الكردي هذه المرة سيختلف عن 2004 وستكون نهاية النظام.

ويجزم المعارض السياسي المقيم في أربيل بأن الغضب الكردي مقبل لا محالة مهما حاولت السلطة تحاشي التصادم المباشر مع المتظاهرين الكرد، ومهما حاولت الأحزاب السياسية الكردية تحييد الشارع الكردي عن الثورة، ومهما حافظت المعارضة العربية التقليدية على خطوطها الحمراء المتعلقة بالقومية العربية وبعروبة سوريا.

ويؤكد تمو أن أحد أشكال تحاشي الاصطدام بالشارع الكردي هو أنه في الكثير من حالات الاعتقال العشوائي في مظاهرات المدينة الجامعية في كل من دمشق وحلب كان يتم اعتقال شباب كردي أيضا، لكن بعد التحقيق ومعرفة أنهم أكراد يفرج عنهم، أما في الأحياء الكردية في المدينتين وفي المناطق الكردية هناك حالات اعتقال وضغوط كبيرة على الشباب الكردي لكن يتم الإفراج عنهم بعد ممارسة شتى أنواع الترهيب والترغيب.

وعن الخيوط الخارجية التي تؤثر على الشارع الكردي اليوم، يجيب تمو، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: إن من أهم أوراق عائلة الأسد فيما يتعلق بالوضع الكردي: الاتفاق الثلاثي مع تركيا وإيران بخصوص الملف الكردي، هذا الاتفاق لا يتأثر بأي خصومة سياسية معلنة أو غير معلنة بين هذه الأنظمة، وعدم استخدام العنف في المناطق الكردية وتحاشي إغضاب المتظاهرين الأكراد هو اتفاق ثلاثي؛ لأن الأكراد بشكل عام في جميع الأجزاء الكردستانية يتأثرون ببعضهم بشكل كبير في الكوارث الإنسانية والقومية وفي حالة الانتفاضة الشعبية، وعلى النقيض من الاتفاق الثلاثي، تتمتع عائلة الأسد بعلاقة تاريخية واستراتيجية مع الأحزاب الكردستانية في العراق وتركيا، وهذا أمر لا يخفى على أحد، ومراهنة هذه الأحزاب على صمود نظام الأسد القمعي وانتصاره على الشعب السوري لها أثر يطال الشارع الكردي السوري، وإن كانت الأحزاب الكردستانية تتحاشى أي تدخل في الشأن الكردي السوري باستثناء حزب العمال الكردستاني التركي.

وأهم ورقة تلوح بها عائلة الأسد لتخويف المجتمع الدولي والمجتمع العربي هي الوضع العراقي في حال تغير النظام في سوريا، وهذا ما يفسر الصمت العربي والتردد والتقلب في المواقف الدولية، وأهم استراتيجية في هذا المجال هي فتح أبواب سوريا أمام إيران لإنشاء خلايا عسكرية ومخابراتية وتجهيز نقاط ارتكاز لنشر التشيع ودخول العملية السياسية السورية كما حدث في العراق الديمقراطي الحالي الذي تمتلك إيران فيه زمام القرار السياسي.

وجاءت هذه الخطوة في قرية كفر رومة بعد ساعات من قيام قوات الأمن بفتح النار على المتظاهرين المعادين للنظام، مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة ثمانية في ضاحية الحجر الأسود بالعاصمة السورية دمشق مساء الأحد الماضي، وفقا لما صرح به رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له، بناء على تصريحات شهود عيان على الأرض. وقد أثبتت الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد بشكل رائع أنها قادرة على التكيف وفقا للتغيرات بعد صمودها لما يقرب من أربعة أشهر على الرغم من الحملة الوحشية التي تشنها الحكومة والتي قوبلت بموجة من الإدانات والعقوبات الدولية. ويواجه الأسد أخطر تحد لسلالة عائلته الحاكمة في سوريا منذ أربعة عقود، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وصرح نشطاء بأن قوات الأمن قتلت أكثر من 1400 شخص - معظمهم من المتظاهرين العزل - منذ منتصف مارس (آذار) الماضي. ومن جانبه، يشكك النظام في هذا العدد، ويلقي بمسؤولية الاضطرابات على «المجرمين المسلحين» والمتآمرين الأجانب.

يذكر أن سوريا فرضت حظرا على جميع وسائل الإعلام الأجنبية وفرضت قيودا على التغطية الإعلامية، مما يجعل من المستحيل تقريبا التحقق مما يحدث على الأرض بشكل مستقل، ولكن روايات الشهود، بما في ذلك مقابلات مع اللاجئين الذين فروا إلى البلدان المجاورة، تظهر القمع الوحشي الذي يمارس ضد الحركة الاحتجاجية. ويبدو أن آخر عمل قامت به القوات السورية في منطقة جبل الزاوية في شمال غربي البلاد يهدف إلى منع السكان من الفرار إلى تركيا التي يعيش فيها أكثر من 10 آلاف سوري يقيمون بالفعل في مخيمات للاجئين، حسب تصريحات النشطاء. ويعد اللاجئون مصدر إحراج بالغ للنظام السوري الذي يعد واحدا من أكثر الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط. وقال الناشط الحقوقي مصطفى أوسو المقيم في سوريا إن العمليات في جبل الزاوية لها سبب آخر وهو انشقاق عدد كبير من ضباط الجيش والاحتجاجات المكثفة المناهضة للحكومة في المنطقة.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن وقوات مسلحة اعتقلت أكثر من 20 شخصا في بعض أحياء مدينة حماة في وقت مبكر أمس. وقال المرصد إن السكان وضعوا إطارات مشتعلة وصخورا في الشوارع من أجل إبطاء حركة القوات.

وجاءت هذه الاعتقالات بعد تجمع نحو 300.000 متظاهر في مدينة حماة يوم الجمعة الماضي في أكبر مظاهرة منذ اندلاع الثورة وحتى الآن. وفي اليوم التالي، قام الأسد بعزل محافظ حماة أحمد عبد العزيز. ولم تعلن وكالة الأنباء السورية التي تديرها الدولة عن السبب وراء إقالة المحافظ، ولكن بعض النشطاء صرحوا بأنهم يخشون من أنه قد تمت إقالة عبد العزيز، الذي ينظر إليه على أنه متعاطف مع المتظاهرين، حتى يتم إطلاق العنان لقوات الأمن في المدينة.

وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع تنفيذ إضراب عام أمس في مدينة حماه، التي أقال الرئيس السوري بشار الأسد محافظها منذ 3 أيام على خلفية مظاهرة «جمعة ارحل» التي فاقت التوقعات الشعبية والرسمية في آن معا. ونفذت القوى الأمنية أمس حملة اعتقالات طالت الكثير من شبان المدينة وردت أسماؤهم في لوائح كانت بحوزتها.

وأكد معارضون لوكالة الصحافة الفرنسية أن «قوات الجيش والأمن السورية نفذت منذ فجر أمس حملة اعتقالات في بعض أحياء مدينة حماه واعتقلت أكثر من 20 شخصا»، مشيرين إلى أن «الأهالي تصدوا لهم بالحجارة وأقاموا حواجز على مشارف المدينة وأشعلوا النيران في مستوعبات القمامة وإطارات السيارات كما سمع دوي إطلاق رصاص من الأحياء الغربية على أطراف المدينة».

وأكد أحد المقيمين في المدينة أن «30 حافلة على الأقل تقل جنودا وقوات أمن دخلت حماه صباح أمس، وهم يطلقون النيران بشكل عشوائي على المناطق السكنية»، موضحا أنه «رأى عشرات الجنود يحاصرون منزلا في حي المشاع ويلقون القبض على أشخاص».

وكانت دبابات الجيش السوري انسحبت من مداخل مدينة حماه، بعد يومين على أضخم احتجاجات شهدتها المدينة منذ تفجر الانتفاضة الشعبية، ضد الرئيس بشار الأسد الذي قام والده الرئيس حافظ الأسد بدفع قواته إلى حماه عام 1982 لقمع انتفاضة إسلامية مسلحة.

وشدد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، رامي عبد الرحمن لـ«رويترز» على أن «أي هجوم عسكري على المدينة التي شهدت أدمى الفصول في تاريخ سوريا الحديث، قد يحفز السوريين على الخروج إلى الشوارع في شتى أنحاء سوريا بشكل جماعي ويسفر عن عزلة دولية كاملة للنظام». وأوضح أن «مئات الآلاف احتجوا سلميا في حماه يوم الجمعة الفائت، ولا يوجد مبرر لدى السلطات للقول بأن حماه مليئة بالجماعات الإرهابية المسلحة».

وكان ناشطون حقوقيون أشاروا إلى أن عدة مدن سورية بينها حماه شهدت أول من أمس مظاهرات ليلية، بعد انسحاب الآليات العسكرية التي كانت تتمركز على مداخلها الشرقية. وخرج ما «ما بين 40 و50 ألف مواطن للتظاهر في ساحة العاصي رغم قطع التيار الكهربائي وتواجد بعض الدوريات الأمنية، بالتزامن مع خروج أكثر من 10 آلاف متظاهر في دير الزور وما يقارب من 2500 متظاهر في مدينة السلمية»، وفق ما أعلنه الناشطون.

وواصلت القوات السورية عملياتها العسكرية أمس، حيث اقتحمت آلياتها مدينة معرة النعمان من عدة اتجاهات، بالتزامن مع فرض حظر للتجول بعد قصف عشوائي بالرشاشات الثقيلة أوقع الكثير من الإصابات. وأفاد ناشط حقوقي بأن «القوات السورية اقتحمت فجر أمس بلدة حاس ووصلت إلى مشارف كفر نبل وجالت على مشارفها قبل أن تعود باتجاه حاس»، بعد أن فرضت سيطرتها على قرية كفر رومة، وتمركزت وحداتها على الطريق الواصل بين حاس وكفر نبل. وأفادت صفحة «الثورة السورية» على شبكة «فيس بوك» بأن «قوى الأمن والجيش اقتحمت لاحقا بلدة كفر نبل، على وقع إطلاق نار كثيف واعتلاء القناصة أسطح المباني، في وقت تمت فيه محاصرة معظم القرى المحيطة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي إشارته إلى أن «الأجهزة الأمنية قامت بحملة مداهمة واعتقالات واسعة في قرية نصيب (ريف درعا) الواقعة على الحدود السورية الأردنية اعتقل خلالها 14 شخصا بالإضافة إلى استمرار الاعتقالات في قرى جبل الزاوية (ريف أدلب)».

ولفت ناشطون إلى «خروج مظاهرات في أحياء عدة من مدينة حمص مساء الأحد قدر عدد المشاركين فيها بأكثر من 7000 متظاهر»، فيما خرجت «مظاهرتان نسائيتان في باب السباع والخالدية في حمص». وشيع أهالي المدينة أمس الشابة منور الفيصل (29 سنة)، وهي أم لثلاثة أطفال استشهدت برصاص القناصة من شرفة منزلها يوم الجمعة الفائت، وطالب المشيعون الذين احتشدوا بكثافة في جامع الروضة في حي الوعر بإسقاط نظام الأسد.

وفي الحجر الأسود، إحدى ضواحي دمشق الفقيرة التي يقطنها آلاف اللاجئين من مرتفعات الجولان السورية المحتلة والتي شهدت احتجاجات واسعة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، نقلت وكالة «رويترز» عن نشطاء قولهم إن «الشرطة قتلت أول من أمس اثنين من المحتجين». وقال أحد الشهود العيان إنه «كانت هناك مظاهرة ليلية عادية عندما أطلق وابل من الرصاص، فجرح كثيرون، وكان الأمر مفاجئا للجميع، لأن تلك كانت المرة الأولى التي يطلق فيها الأمن النار على مظاهرة ليلية في الحجر الأسود».

من جهة أخرى، قرر اللاجئون السوريون في المخيمات التركية بدء إضراب مفتوح عن الطعام أمس «نظرا للظروف الصعبة في المخيمات التركية للاجئين السوريين منذ أكثر من شهر» وفق ما جاء في بيان أصدروه على أن يستمروا في تنفيذه «حتى تحسين وضع المخيمات والمعونات الغذائية والطبية والاهتمام الأكبر بالأطفال الذين يشكلون نصف عدد النازحين في المخيمات».

وأوضح اللاجئون أن «إضرابنا عن الطعام هو لتحسين ظروف إقامتنا في هذه المخيمات التي هي ملاذنا الوحيد الآمن». وإذ أعربوا «عن شكرهم لما تقدمه الحكومة التركية»، طالبوها في الوقت عينه «بفتح باب تقديم المساعدات لجهات أخرى». وتحدث اللاجئون عن تعرضهم «إلى ضغوط داخلية وخارجية للعودة إلى سوريا التي تولدت لدينا قناعة كاملة بأن النظام فيها سيقوم بالتنكيل بنا».

وقال ناشط من حماه إن «التصعيد كان متوقعا» بعد إقالة محافظ حماه، الذي أظهر تسامحا مع المتظاهرين وسمح لهم بالخروج إلى الشارع مع التعهد بعدم التعرض لهم من قبل قوات الأمن. إلا أن احتشاد أكثر من نصف مليون متظاهر من مدينة حماه وريفها في ساحة العاصي في أكبر مظاهرة تشهدها البلاد يوم جمعة (ارحل) - أثار حفيظة النظام. وبعد خمسة أسابيع من كف يد الأمن عن المدينة استجابة لتوجهات المحافظ نحو البحث عن حل سياسي والتفاوض مع المحتجين - قام الرئيس الأسد باستبعاد المحافظ، وعاد الأمن بقوة لفرض حلوله القمعية على الأرض. ومع أن مرسوم إعفاء المحافظ لم يأت على ذكر الأسباب، إلا أن مصادر إعلامية مقربة من النظام أعادت ذلك «لسوء إدارة» المحافظ للمدينة، وعدم توافر الخدمات، وبسبب «عدم ضبطه الاحتجاج»، الذي وصل حد إعلان مئات الآلاف المحتجين أنهم في حماه اسقطوا النظام، حيث رددت هتافات «يا أهالي الشام نحن في حماه أسقطنا النظام» كما أنهم «قاموا بقمع مسيرة تأييد للنظام، وذلك بعد أن طلبوا من المحافظ ألا يسمح بخروج هكذا مسيرة في حماه، ولما لم يستجب، قاموا بقمع المسيرة التي نظمها وحماها رجال الأمن»، كل تلك الأسباب دفعت النظام للعودة إلى تشديد القبضة الأمنية والضرب بيد من حديد، بعدما تحولت مدينة حماه إلى مكان للتظاهر يفد إليه المحتجون من مناطق ومدن عدة، وقالت المصادر الإعلامية إن النظام «سيعتمد الحل الأمني لفترة محددة لتعود بعدها إلى التفاوض مع وجهاء المدينة لتهدئة الأوضاع».

ومهد النظام لحملته على حماه بزيارة قام بها وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد واجتماعه مع خطباء وأئمة المساجد في المدينة، حيث دعاهم إلى «عدم السماح باستغلال المساجد لأغراض غير دينية تخل بالأمن العام»، مبينا أن مهمة علماء الدين هي «إرضاء اللـه وليس إرضاء فئة أو مجموعة من الناس»، وحثهم على ممارسة دورهم في دعوة الناس إلى «الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار سوريا»، وقال لهم، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن الإصلاح لا يمكن «أن يأتي عبر التحريض والتظاهر وإنما من خلال الحكمة والموعظة الحسنة»، مؤكدا أن «أبواب الحوار مفتوحة وأن برنامج الإصلاح قد بدأ تطبيقه»، وشدد على ضرورة أن «يوفر خطباء المساجد والمصلون الأجواء المناسبة لاستمرار ذلك لتحقيق أهدافه». وكشف وزير الأوقاف عن إطلاق قناة فضائية سورية دينية باسم «نور الشام» ستنقل خطب الجمعة والصلوات اليومية.

من جانبه، رأت مصادر محلية في مدينة حماه زيارة وزير الأوقاف إلى المدينة «دليلا جديدا» يؤكد أن النظام لا يريد الاعتراف بوجود مشكلة ولا يريد «الاعتراف بأن الشعب يريد إسقاطه»، ووصفت المصادر إطلاق النظام قناة دينية بأنها «رشوة» للمتدينين في الشارع السوري، لكنها رشوة لن تؤدي إلى شيء، لأن من يحتج في الشارع ليس فقط المتدينون وليس بين مطالبهم نقل خطب الجمعة عبر التلفزيون وإنما مطالبهم «الحصول على الحرية» و«إسقاط النظام والفساد»، ولفتت المصادر إلى أن الغاية من زيارة وزير الأوقاف إلى حماه هو التأثير على رجال الدين في المدينة لمنع تظاهر الناس في شهر رمضان، إذ من المتوقع أن يكون شهرا ساخنا، ففي كل يوم هناك تجمعات ضخمة في الجوامع والمساجد بعد صلاة التراويح، أي «سيكون كل يوم في شهر رمضان هو يوم (جمعة)».

وقال ناشطون ومعارضون في تصريحات لوكالة «رويترز» إن بعض الجنود ورجال الشرطة الذين تدفقوا إلى شوارع حماه فتحوا النار في الأحياء السكنية ونفذوا اعتقالات في مختلف أنحاء المدينة. وقال شاهد إن طائرات عسكرية حلقت فوق المدينة على ارتفاع منخفض. كما اجتاحت القوات السورية، أمس، مدينة معرة النعمان، وذكر ناشطون أن آليات عسكرية اقتحمت المدينة من عدة اتجاهات؛ حيث فُرض حظر التجول بعد قصف عشوائي بالرشاشات الثقيلة أوقع الكثير من الإصابات. وقالت وكالة «أسوشييتد برس»: إن الجيش أطلق نداءات في بلدة كفرنبل تحذر السكان من التجول حتى إشعار آخر وتحذرهم من القناصة المنتشرين على أسطح المنازل.

إلى ذلك، تتابع المعارضة السورية تحركاتها الشعبية تحت عنوان «لن ندفع ثمن الرصاص» في حملة في إطار إعلان إضراب عام الخميس، وتهدف الحملة إلى مقاطعة التجار وأصحاب الصناعات الموالين للنظام، قائلين إن «أيادي هؤلاء ملطخة بدماء الشهداء السوريين».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,679,645

عدد الزوار: 7,705,785

المتواجدون الآن: 0