هل يستعد جنوب اليمن لإعلان الإنفصال مغتنماً فرصة غياب صالح؟

تشبث صالح بالحكم قد يدخل كافة طوائف الشعب في حرب أهلية

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 تموز 2011 - 7:08 ص    عدد الزيارات 3250    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حتى الأشقاء يتناحرون حول أزمة بلادهم
تشبث صالح بالحكم قد يدخل كافة طوائف الشعب في حرب أهلية
أشرف أبو جلالة من القاهرة
تختلف نظرة اليمنيين حول أزمة بلادهم، فحتى الأشقاء لا يتفقون على رؤية موحدة. فالناشط المناهض للحكومة يرى النضال اليمني السلمي على أنه قضاء إلهي، فيما يعتبر شقيقه، العضو في الحرس الجمهوري، أن الإنتفاضة هي نتيجة اللصوص الذين يحاولون التحريض على الفوضى.
مؤيدون لصالح يطلقون الرصاص ابتهاجاً بعد ظهوره المتلفز
القاهرة: رغم الاحترام المتبادل بينهما إلا أن الشقيقين اليمنيين، هاشم وغازي، ينظران إلى الأزمة التي تشهدها البلاد حالياً، كلٌ حسب رؤيته الشخصية ومن منظوره الخاص. فهاشم، الناشط المناهض للحكومة والكاتب المولع بالنقل عن الفلاسفة المسلمين، يرى أن نضال اليمن السلمي من أجل الديمقراطية هو قضاء إلهي. في حين ينظر شقيقه، غازي، وهو عضو في الحرس الجمهوري اليمني، إلى الوضع بصورة مختلفة.
يرى غازي ان انتفاضة اليمن لم تندلع نتيجة للتطلعات الديمقراطية، بل نتيجة اللصوص الذين يحاولون التحريض على الفوضى. ونقلت عنه صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في هذا الصدد، قوله " لقد هاجموا محطات توليد الكهرباء، وقطعوا خطوط الإمداد إلى المدن الكبرى". ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن هاشم يحب ويحترم شقيقه، وإن كان يرفض ولاءه للحرس الجمهوري، الذي يعتبر جزءًا من جهاز الرئيس علي عبد الله صالح العسكري، الذي تعامل بممارسات قمعية عنيفة مع المتظاهرين منها أن أطلق الجنود النار على المتظاهرين في شباط/ فبراير الماضي.
وفي جلسة جمعتهما في منزل غازي المتواضع في صنعاء، سأل هاشم شقيقه "إن تلقيت أوامر بأن تطلق النار على المتظاهرين، هل ستقوم بذلك ؟ - وكانت الإجابة من جانب غازي – والكلام على لسان هاشم – "نعم". وأتمم غازي حديثه بالقول "بالطبع، كنت سأطلق عليهم النار. فهم مجرمون وخونة لقائدنا. وكنت سأتبع الأوامر".
وأوضح هاشم وغازي، اللذان رفضا الكشف عن أسمائهما الحقيقية خشية التعرض لعمليات انتقامية، الشقوق العميقة بداخل المجتمع اليمني التي تهدد بتمزيق البلاد. وقالت الصحيفة إن الحال قد ينتهي برجال القبائل والفصائل العسكرية المتنافسة والمتظاهرين السلميين وحتى الأشقاء بالوقوف على جانبين متقابلين لحرب أهلية طويلة، إذا أصر الرئيس علي عبد الله صالح أو أقرباؤه على البقاء في السلطة والتشبث بالحكم.
ومضت الصحيفة تقول إن الصراع يقتصر بصورة كبيرة حتى الآن على اتحاد عشائري قوي يتصارع مع الموالين للرئيس في العاصمة صنعاء. وبينما يقضي صالح فترة نقاهة في السعودية إثر الهجوم الذي تعرض له في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الماضي، يسترخي نجله أحمد في القصر الرئاسي وتحرس قوات الأمن الشوارع.
ثم تحدثت الصحيفة عن الكلمة التي ألقاها صالح مؤخراً، والتي عرض خلالها، ليس للمرة الأولى، أن يتقاسم السلطة بموجب إطار دستوري يوافق عليه الشعب، وإن أكد في السياق عينه أيضاً أنه سيواجه التحدي بالتحدي. ومع تزايد حالة الغموض التي تحيط بوضعية صالح والاستقرار الاقتصادي لليمن، قد يتسع نطاق الصراع. ويرى البعض، وفقاً للصحيفة، أن أحمد لا يمتلك المصداقية أو الاتصالات التي تمكنه من توحيد صفوف الأمة الممزقة مثلما فعل والده، مع أنه وابن عمه يحيي، الذي يشغل منصب قائد قوات الأمن، قد يحاولان القيام بذلك خلال الفترة المقبلة.
ونقلت ساينس مونيتور هنا عن عبد الغني الإيرياني، المحلل السياسي اليمني، قوله " ليس لأبناء صالح فرصة في حكم اليمن. فرغم اتصالات ومهارات صالح، إلا أنه يفقد السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد. ومع هذا، ... فإن شعر أحمد أو ابن عمه يحيي أن خروج صالح سيكون مخزياً، فإنهما قد يضطران إلى حمل السلاح ضد كل من يعارض سلطانهما". وأوضحت الصحيفة كذلك أنه وعلى مدار تاريخ اليمن الحديث، لم يكن هناك إمام أو رئيس قادر على فرض سيطرته على القبائل. وبينما يرى هاشم أن التعليم هو الطريق الأمثل نحو حياة أفضل، يؤكد غازي أن الخدمة في إحدى وحدات اليمن العسكرية هي الوسيلة التي تحقق له إحساسه بالمغامرة. 
حراك الجنوبي يرى أن الإستقلال تفرضه اختلافات ثقافيّة لا تقبل المصالحة
هل يستعد جنوب اليمن لإعلان الإنفصال مغتنماً فرصة غياب صالح؟
عبد الاله مجيد
يرفع العلم اليمني أنصار نظام الرئيس علي عبد الله صالح ومناوئوه على السواء. ولكن الفارق في ميناء عدن الجنوبي أن العلم نفسه لا يخفق إلا بعد رش رقعة زرقاء والنجم الأحمر للحزب الاشتراكي على الجهة اليسرى منه ليصبح علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت تشكل ثلثي اليمن تقريبا قبل الوحدة.
لندن: يلاحظ غياب القوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بشكل ظاهر في عدن. وبخلاف العاصمة حيث لا توجد اللافتات والشعارات المناهضة للحكم إلا قرب جامعة صنعاء فإن مدينة عدن مطرّزة بالشعارات المناوئة للنظام على الجدران وواجهات المتاجر وحتى على المباني الحكومية المهجورة الآن، كما تقول مجلة تايم في تقرير من الميناء.
وفي حين أن بعض المحتحين الجنوبيين يؤيدون استمرار الوحدة في ظل حكومة جديدة فإن الغالبية تطالب بدولة حرة ومستقلة، بحسب التقرير. وإذ أصبح جيش الرئيس صالح مشهدا نادرا فإن خصومه من الحراك الجنوبي ظهروا من مخابئهم للمجاهرة بتحديهم الرئيس الذي يقضي فترة نقاهة في السعودية بعد إصابته في هجوم على المجمع الرئاسي في حزيران/يونيو، والمطالبة برحيله واستعادة السيادة للجنوب.
وأكد محسن بن فريد الأمين العام لحزب رابطة ابناء اليمن (رأي) لمجلة تايم أن الجنود اليمنيين لن يطيعوا الأوامر بالتوجه الى الجنوب لفرض الوحدة إذا أعلن الحراك الجنوبي استقلال المنطقة.
وقال إن الجنود الذين لم ترسلهم صنعاء لمقاتلة بعض القبائل لن يواجهوا الجنوب بأكمله. والحق أن الجيش يشتبك مع قبائل في الشمال وجماعات إسلامية مسلحة في الجنوب لكنه منقسم على نفسه في العاصمة حيث يدور صراع مرير على خلافة صالح.
في غضون ذلك، يغتنم الحراك الجنوبي هذه الفرصة لإعادة تأكيد مطلب الجنوب بالاستقلال وإعادة تقسيم البلد الذي دعمته الولايات المتحدة والغرب بوصفه سدا في مواجهة تنظيم القاعدة.
وكان شطرا اليمن توحدا في عام 1990 بعد نحو 40 عاما من الانقسام. ولكن الوحدة الهشة اهتزت بعد اربع سنوات بحرب أهلية شهدت بدايتها قصفا جويا لا هوادة فيه لمدينة عدن قبل ان يتمكن الرئيس صالح من إعادة الجنوب الى الوحدة عن طريق الهيمنة العسكرية الخالصة.
ويرى قادة الحراك الجنوبي الآن أن استقلال جنوب اليمن ليس قضية خلاف سياسي فحسب بل تفرضه اختلافات ثقافية لا تقبل المصالحة. وقال قاسم داود العضو المخضرم في الحزب الاشتراكي اليمني لمجلة تايم "نحن لا نريد نظام المحسوبية القبلية القائم في الشمال بل نريد حكم القانون". وأضاف ان الوحدة مع الشمال كانت خديعة "ونحن الآن مستعدون لإقامة دولتنا من جديد".
 وقال القيادي البارز في الحراك الجنوبي العميد علي محمد السعدي "ان البريطانيين احتلوا الجنوب والحزب الاشتراكي اليمني حكمه بقبضة حديدية ومنذ عام 1994 نعيش تحت احتلال النظام القبلي الشمالي".
واشار العميد السعدي الى فترة اعتقاله حين اقتحم رجال الأمن منزله في عدن عام 2008 ونقلوه الى سجن الأمن السياسي في صنعاء قائلا ان " اعضاء القاعدة كانوا يُحتجزون في زنازين اعتيادية ولكني واعضاء الحراك الآخرين كنا محبوسين داخل صناديق صغيرة في قبو دامس الظلام".
وبقي العميد في زنزانته الضيقة 18 شهرا قبل أن يُفرج عنه بلا توضيح. ولكنه مستعد للعودة الى ظلام السجن لو كان في ذلك عودة ابنه القتيل. فقبل فترة شارك العميد ونجله جياب الذي كان طبيبا وأبا لطفلين في تشييع ناشط من الحراك قُتل برصاص قوى الأمن. وقال السعدي إن قوى الأمن أطلقت النار على المشيّعين من رشاشات ثقيلة على ظهور الدبابات وان "ابني قُتل واقفا جنبي. وهو الآن واحد من أكثر من 1300 شهيد من الحراك".
 منذ تأسيس الحراك الجنوبي رسميا في عام 2007 أُعدت مشاريع لإقامة حكومة جديدة دون تحديد موعد لإعلانها. ويرى كثيرون من ناشطي الحراك في استقلال جنوب السودان مصدر إلهام لكنهم يلفتون الى ان جنوب السودان لم يكن ذات يوم دولة مستقلة ذات سيادة، في حين ان لدى الجنوب مثل هذا التراث والأفضلية التي تخدم توجهه. وقال العميد السعدي ان الحراك أعد خططا لإقامة حكم جديد وبناء مستقبل سياسي جديد وان الدولة الجديدة ستكون "اشتراكية ديمقراطية ليبرالية على غرار الاشتراكية القائمة في اوروبا".
ولكن الحراك يفتقر الى القوة العسكرية النظامية، والدفاع عن الاستقلال سيكون مهمة صعبة إذا قرر صالح أو من يخلفه في صنعاء استعادة الجنوب تحت سيطرة صنعاء، وإن كان غالبية اعضاء الحراك يشكون في قدرة صالح أو خلفه. ويقول العميد السعدي "نحن لسنا قلقين من رد الشمال. فإن البناء السياسي ومؤسسات الحكم موجودة اصلا وكل ما علينا هو ان نستأنف المسيرة التي توقفت في عام 1990".
 وفي صنعاء تنتشر الدبابات والمدرعات والسيارات التي تحمل في احواضها الخلفية رشاشات ثقيلة على غالبية المفترقات والمنافذ الحساسة، وفي الليل يفتش الجنود السيارات المارة بحثا عن السلاح. اما في عدن فقد اختفى النظام. وتنقل مجلة تايم عن يمني من سكان الميناء: "انظروا حولهم. إذا اعلنا الاستقلال مَنْ سيوقفنا". ثم عاد الى احتساء الشاي في شارع المعلا تحت علم اليمن الجنوبي مرسوما على جدار عمارة سكنية.

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,758,000

عدد الزوار: 7,212,036

المتواجدون الآن: 97