التفجيرات تستهدف دولاً أوروبية قواتها عماد "اليونيفيل"

لبنان: شهوة السيطرة على أراضي المسيحيين

تاريخ الإضافة الجمعة 29 تموز 2011 - 7:01 ص    عدد الزيارات 3193    التعليقات 0    القسم محلية

        


شهوة السيطرة على أراضي المسيحيين
لاسا "غيض من فيض" وعنوان صغير في ملف كبير ومشبوه

ما جرى في بلدة لاسا في قضاء جبيل ليس سوى "غيض من فيض" ملف كبير عنوانه "السيطرة على اراضي المسيحيين"، يتم تناوله بتعابير ملطفة مثل "بيع الاراضي" او "المحافظة على الارض" وما الى ذلك حرصاً على الوحدة الوطنية والعيش المشترك. وعلى رغم ادراج بند "بيع الاراضي" في جدول اعمال "القمة المارونية" في بكركي، والمساعي الحثيثة التي تقوم بها نخبة من المسيحيين من كل المذاهب من اجل التصدي لعمليات البيع والتعامل معها، فإن الشهوة الى استملاك اراضي المسيحيين تظل لا تعرف حدوداً.
المفارقة ان المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً، الذين اتهموا زوراً خلال سني الحرب على لبنان بأنهم "تقسيميون" و"انعزاليون"، انما هم الاكثر مقاومة لمشاريع الفرز الديموغرافي من خلال انتشارهم على كل الجغرافيا اللبنانية. ويشير مصدر متابع للوضع في الرابطة المارونية التي شكلت "لجنة طوارئ" لمتابعة عمليات بيع الاراضي المشبوهة، خصوصاً العقارات الكبيرة والتي تستشف منها رائحة الفرز الديموغرافي والكانتونات التقسيمية، بهدف مواجهتها وافشالها، الى ان الهيئة تحار من اين تبدأ عملها في ظل الهجمة على عقارات المسيحيين وموجة الاغراءات والاغراق بالعملات الصعبة التي يتعرضون لها. ويضيف ان اكبر العمليات العقارية التي رصدتها الهيئة تمت في منطقة الحدت – بعبدا، تليها منطقة جزين، وبدرجات اقل مناطق اخرى.
ويشرح المصدر ان ثمة جهداً كبيراً تبذله بلديات منطقة بعبدا وفاعلياتها وقواها السياسية والاجتماعية المتعددة من اجل الحفاظ على هوية المنطقة والعيش المشترك والتصدي للهجمة العقارية، لكن حجم الاغراءات والضغوط ليس بالسهل اطلاقاً، فالاموال التي تتدفق من اجل العمليات العقارية تقدر بمئات ملايين الدولارات، وكل ذلك دون ان تكلف الدولة اللبنانية نفسها عناء البحث والتحري عن مصدر هذه الاموال الضخمة.
وفي جزين وانحائها تستهدف المنطقة الممتدة بين نيحا ومغدوشة بهجمة اغراءات مالية هائلة لشراء كل ما توافر من اراضي المسيحيين والدروز من ثلاثة محاور، الاول من صيدا صعوداً في اتجاه كفرفالوس وجزين حيث يتولى متمولون سنّة شراء الاراضي وبناء المجمعات السكنية ودور العبادة، بحيث تحوّلت قرى مسيحية مجرد ضواحي بسيطة معزولة مقارنة بالمجمعات السكنية الضخمة التي شيّدت. والثاني من البقاع الغربي في اتجاه جزين، والثالث من اقليم التفاح في اتجاهها ايضاً ويتولاهما متمولون شيعة يقومون بدورهم ببناء مجمعات سكنية تتمتع بما يشبه الاكتفاء الذاتي التجاري والتربوي، حتى اصبح ممكناً الكلام على ربط محكم بين منطقتي البقاع الغربي والجنوب من خلال هذه المجمعات السكنية الضخمة. ويشرح المصدر ان "الهيئة الايرانية" شقت طرقاً في اراض يملكها آل اندراوس وغيرها من العائلات في جزين دون ان يستطيع احد التصدي لها او وقفها، سواء من الهيئات المدنية ام الرسمية.
وما يصح في الجنوب وبعبدا ينطبق ايضاً على ساحل اقليم الخروب ومحيط زحلة في البقاع ومنطقة ساحل المتن امتداداً الى ساحل جبيل ووسطه، التي تتعرض بدورها لهجمة عقارية واسعة يتولاها سماسرة مسيحيون يقومون بالاتصال بمالكي العقارات وتقديم عروض مغرية جداً لهم لدفعهم الى القبول ببيع الاراضي، وايضاً دون ان تحرّك الدولة اللبنانية ساكناً في مواجهة هذا "الاعتداء على العيش المشترك".
 

بيار عطاالله     
 

 

الجميّل في جرود جبيل: سيقولون لنا "بيعونا الوطن"

جال الرئيس أمين الجميل بعد ظهرأمس في بلدة الغابات - قضاء جبيل في زيارة تضامنية، "بعد ازدياد الأخبار عن اعتداءات شملت أملاكا لأفراد وللكنيسة في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما في لاسا وقهمز والغابات"، على ما أورد بيان لمكتب الرئيس الجميّل.
والتقى رئيس الكتائب في قاعة كنيسة مار يوحنا مارون ابناء البلدة واستمع الى شكواهم ومطالبهم. وحضرت اللقاء النائبة السابقة نهاد سعيد، رئيس اقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، كاهن رعية السيدة في لاسا الأب جبرايل حاتم، نقيب موظفي كازينو لبنان بطرس افرام، المختار بشير افرام وجمع من أبناء البلدة.
ورحب الأب حاتم بالرئيس الجميّل باسم راعي ابرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل عنداري، وتحدث السيدان حبيب الخويري وجورج عساف عن "مضايقات واعتداءات" على املاكهما في بلدة افقا المجاورة. ثم ألقى الجميّل كلمة ذكّر فيها بأن "منطقة جبيل وجرودها هي اكبر مثال للتعايش والتآلف بين كل الطوائف (...) ويتبين اكثر فأكثر أن الأرض هي ملك للأهالي وللعائلات. تأكدت ملكيتها منذ القرن التاسع عشر، فإما محافظة على القانون أو يفتح الباب امام فتنة نحن في غنى عنها. إننا نتضامن مع اهلنا في الغابات والقرى المجاورة تضامنا مطلقا للحفاظ على حقوقهم واستعادتها. ولقد اتخذ غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مبادرة مشكورة، ونحن ندعمه لمعالجة جزء من المشكلة التي تتعلق باملاك للكنيسة، ونتمنى له النجاح في هذا المسعى".
وقال: "لا نطالب بالعدالة الدولية بل الوطنية، فليثبت القضاء اللبناني انه جدير وقادر وليعط لكل صاحب حق حقه". وحذر من العودة إلى "منطق المربعات الأمنية".
وقيل له: النائب العماد ميشال عون قال بالأمس "بيعونا هالقصة". فأجاب: "سيقولون لنا بعد قليل "بيعونا الوطن" . البيع والشراء لم يكونا يوما من شيمنا (...). والواضح ان مسؤولاً في تنظيم سياسي مسلح يفاوض على الحلول في مشكلة أراض متنازع عليها في هذا الجبل، وهذا دليل على (تأثير) عنصر السلاح في معالجة المواضيع الخلافية".

 


 

التفجيرات تستهدف دولاً  أوروبية قواتها عماد "اليونيفيل"

لم يعد خافيا على المسؤولين أن جهة معينة تستهدف جنود الدول الأوروبية المشاركة في قوة "اليونيفيل" ولاسيما منها تلك التي لها مشاركة عددية كبيرة. في 26 تموز الجاري كان دور دورية فرنسية على المدخل الجنوبي لصيدا ما ادى الى سقوط خمسة جرحى. ووقع هذا الانفجار غداة زيارة لقائد الجيش العماد جان قهوجي لفرنسا هي الأولى لقائد الجيش اللبناني منذ الاستقلال،  وعد خلالها بتوفير الحماية للقوة الدولية. وقبل قرابة شهرين، استهدفت دورية ايطالية وجرح ستة من طاقمها. وقبل نحو اربع سنوات وشهر في حزيران 2007، اصابت سيارة مفخخة دورية تتألف من ثلاثة جنود اسبان وثلاثة كولومبيين مما أدى الى مقتلهم داخل منطقة عمليات القوة الدولية.
يمكن الاستنتاج من خلال العمليات الثلاث ان الجهة التي تقف وراءها لا تستهدف دوريات تضم جنودا اوروبيين يعتمرون القبعات الزرق، وليس لأنهم من قوة "اليونيفيل"، بدليل ان دوريات اخرى لدول اخرى تساهم في مهمة القوة الدولية وعددها  35 ومن اصلها 11 اوروبية لا تستهدف بأي عملية تفجير لا داخل منطقة العمليات ولا خارجها. إذاً الراصد الارهابي يصطاد دوريات الجنود لثلاث دول اوروبية تضطلع بدور بارز في "اليونيفيل"، وقد قادت القوة الدولية هي فرنسا وايطاليا واسبانيا.
وما يشجع المعتدين على المضي في مخططهم، هو ان التحقيقات لم تكشف الفاعلين. ولا يكاد ينتهي تحقيق حول انفجار حتى يتلوه آخر. والمؤسف ان التحقيق عادة ينطلق من ان تنظيماً فلسطينياً متطرفاً يقيم في مخيم عين الحلوة هو وراء هذا التفجير او ذاك، لكن لم يثبت ذلك. ونُقل عن مسؤولين امميين ان السلطات اللبنانية هي المسؤولة عن امن أفراد "اليونيفيل" وتوفير الحماية لهم.
اما تداعيات التفجيرات التي وقعت لجنود اوروبيين في "اليونيفيل"، فكانت موضع استنكار شامل من جميع المسؤولين اللبنانيين حكوميين وسياسيين وديبلوماسيين. إضافة الى التذكير بوجوب كشف الفاعلين ومحاكمتهم وضمان تنقل جنود "اليونيفيل". كما ان الدولة التي ينتمي اليها هؤلاء الجنود تدعم سلامة لبنان واستقراره وسيادته واستقلاله. غير ان اللافت ان ايطاليا قررت في اعقاب ما تعرض له جنودها من تفجير خفض قواتها في نهاية السنة.
وافادت مصادر ديبلوماسية انها ابلغت المسؤولين رغبتها في إتاحة المجال أمام الجيش لمزيد من الانتشار والصلاحيات، واستحداث نقاط تجمع دولية، اولا للحؤول دون الاحتكاك مع سكان القرى واحداث شرخ وعداوة بين الطرفين، وثانيا لعدم تعريض جنود القوة للخطر في حال وقع عدوان اسرائيلي واسع في ايلول المقبل كما يروج له، قد يستهدف اجزاء من منطقة جنوب الليطاني.
ونبهت الى ضرورة وضع خطط امنية عملية جدية تحمي دوريات "اليونيفيل" اثناء تنقلها ليس ضمن منطقة عملياتها فحسب بل أيضاً خارجها، مثل المواكبة الأمنية غير المرئية او استعمال الجنود شاحنات مدنية او ركوب سيارت عسكرية لبنانية، او زرع كاميرات على الطرق التي تسلكها قوافل "اليونيفيل".

خليل فليحان      
 

سليمان لساركوزي: العبث ممنوع مع دول تساعد الجيش

دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاعتداء الذي تعرضت له دورية تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية في الجنوب، طالباً الى الأجهزة المعنية تكثيف جهودها لكشف الفاعلين ومعاقبتهم، ومعتبراً "أن تكرار مثل هذه الاعتداءات لا يصب في خانة مصلحة لبنان وصورته الخارجية". ولفت الى أن "الحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد هو الأرضية الصالحة والضرورية لإطلاق عجلة الاقتصاد والانماء خصوصاً أن البلاد في عزّ موسم السياحة والاصطياف". ورأى "أن ما يحصل من حولنا في المنطقة يحتم علينا أن نتشبث باستقرارنا الأمني"، مجدداً التأكيد "أن العبث بالأمن ممنوع تحت أي سبب وبشكل خاص تجاه الدول الصديقة والشقيقة التي أرسلت جنودها لمساعدة الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب وتطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 الذي لا يزال العدو الاسرائيلي يخرقه باستمرار براً وبحرا وجواً".
وأبرق الرئيس سليمان الى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي مندداً بالاعتداء الذي طاول جنوداً من الكتيبة الفرنسية، مجدداً تأكيد حرص لبنان على سلامة افراد "اليونيفيل" ومتمنياً الشفاء العاجل للعسكريين الذين اصيبوا بالانفجار.
وكلّف وزير الصحة علي حسن خليل وداع الجرحى في المطار لدى مغادرتهم الى باريس لمتابعة العلاج.
وفي نشاطه عرض رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري التطورات الراهنة على الساحة الداخلية وموضوع اعادة اطلاق الحوار الوطني بين القادة اللبنانيين.
وتناول رئيس الجمهورية مع وزير البيئة ناظم الخوري الأوضاع العامة وعمل وزارته في هذه المرحلة.
وعرض مع النائب وليد خوري عدداً من الشؤون والقضايا السياسية المطروحة.
وزار بعبدا وفد حاكمية المنطقة 351 لجمعية أندية الليونز برئاسة حاكمة المنطقة وفاء خوري التي اطلعت رئيس الجمهورية على برنامج عمل الجمعية لهذه السنة.
ومن زوار القصر الجمهوري أيضاً راعي أبرشية صيدا المارونية المطران الياس نصار الذي دعا الرئيس سليمان الى حضور القداس والعشاء لمناسبة زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الاعي للأبرشية في 6 و7 و8 آب المقبل.
واستقبل سليمان بعد الظهر وزير الطاقة جبران باسيل وأطلع منه على أجواء زيارته لسوريا أول من أمس ولقائه الرئيس بشار الأسد.

 


 

  "شركة ومحبة" حسناً أما السياسة فموضوع آخر
انتقادات هامسة في الغرف المغلقة لا توفّر البطريرك

زعماء الموارنة مجتمعين برئاسة البطريرك الراعي في بكركي. (الأرشيف)
لولا بقية التزام لهدنة بكركي لكانت قضية أراضي لاسا وحدها صاعق تفجير بين الزعماء الموارنة، ولكن في الغرف المغلقة تتطاير انتقادات لا توفر البطريرك الجديد الذي يدخل المنازل كل يوم من شاشاتها.
يهمس سياسي يشغل موقعاً عالياً في الدولة لزائريه، أن سمير جعجع الذي يلتقيه أحياناً لا يريد أن يثير استياء البطريرك الماروني بشارة الراعي، وأن رئيس حزب "القوات اللبنانية" في تقدير السياسي ينتظر يوماً "يكتشف" فيه البطريرك من هو النائب الجنرال ميشال عون. يلاحظ السياسي أيضاً أن ما بين "القوات" والعونيين تاريخا من سياسة رد الفعل ناتج من عقد متبادلة وخيط دم لا يزال في الذاكرة على رغم كل السنين.
سياسي آخر ماروني في مجلس مختلف يرى بأسف ويهمس أيضاً، أن البطريرك يركب زورقاً واحداً مع الجنرال، ويسترجع مواقفه منذ انتخابه تقريباً. فمن إعلان الراعي نيته زيارة سوريا من غير توقف التي حدت سلفه الكاردينال نصرالله صفير إلى الإحجام عن هذه الزيارة، على رغم كل الإغراءات الكبيرة التي عرضت عليه خلال ولايته الطويلة، ينطلق السياسي ليسأل عن المقابل الذي كان البطريرك الجديد سيعود به للبنانيين لو حصلت الزيارة. في رأي المتحدث همساً أنها لن تحصل. فات الأوان. فبعد كلام بكركي اشتعلت درعا ثم كل سوريا.
المشترك بين الرجلين المتحدثين من مكانين مختلفين أن كلا منهما سأل عن الصورة التي جمعت في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الطاقة جبران باسيل. ما الغاية من هذه الزيارة؟ هل يظن الجنرال ميشال عون حقاً أنها لمصلحته، وان باسيل هو الرجل القوي والأقرب إليه في تياره؟ ثم أن الخبر الرسمي أوضح أن الحديث تناول أوضاع لبنان. فهل أراد الأسد من الصورة مجرد الإيحاء أنه مرتاح إلى وضعه لدرجة أن وقته يسمح بمتابعة أوضاع لبنان، وربما أحوال التيار الكهربائي فيه؟
يعود الحديث هنا إلى البطريرك وتصريحه العلني خلال لقاء شعبي في جبيل أن "ربيع العرب" هو مؤامرة صهيونية. يصمت السياسيون، المخاصمون بطبيعة الحال للنظام الحالي في سوريا، عن الكلام المباح. بالكاد يفلت سؤال من أحدهم: "يعني أن السوري المتظاهر في درعا من أجل حريته وكرامته ولقمة عائلته يخدم الصهيونية؟".
واضح أن أحدا لا يريد أن يعترض علناً على أي موقف للراعي، وحتى لو تحدث سياسيون كثيرون على طريقة الناس العاديين الذين لم يتعوّدوا - في الشكل - بعد أسلوب البطريرك الجديد، الذي يكثر من الظهور الإعلامي والكلام على مختلف المواضيع في نشرات الأخبار، فضلاً عن ظهوره اليومي عبر محطة "تيلي لوميار" في عظات ومحاضرات ولقاءات طويلة مسجلة له أيام كان مطراناً، وبعضهم يسأل عن سر ردائه الإرجواني اللافت وعن أشخاص يرافقونه حيثما توجه. في تناولهم للمضمون يهمس المتحدثون بأن كلمة من البطريرك السابق كانت تهزّ البلاد ( "وأين يقع قصر المهاجرين؟" أجاب صفير مراسلاً سأله في المطار عما إذا كان سيزور ذلك القصر).
في ترجمة الهمس: كل ما تقدم ليس إلا مقدمة للقول إن البطريرك الراعي الذي يتشبه بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني اقتحم العمل السياسي على طريقته، مازجاً بين الأرض والسماء، "شركة ومحبة" حسناً. البحث في اتفاق جديد بين اللبنانيين بدل الطائف؟ ماذا عن موازين القوى هل تترك شيئاً يذكر للمسيحيين بعدما ثبت بالملموس أن الجنرال عون أعجز- على رغم تحالفه الوثيق مع "حزب الله"- عن استعادة منصب المدير العام للأمن العام للمسيحيين أو حتى سحب منصب قيادة أمن المطار إليهم؟ دعم رئيس الجمهورية في كل مواقفه حسناً. أما التشبث علناً ببقاء زياد بارود في وزارة الداخلية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ليتبين لاحقاً أن الرئيس ميشال سليمان قد تخلّى عنه... وأما استجلاب بركة البابا بينيديكتوس السادس عشر لحكومة ميقاتي خلال زيارة الراعي للفاتيكان، فهذه مواقف تستدعي السؤال عن مستشاري البطريرك في السياسة. هل عنده مستشارون؟      
ولكن فوق كل ما تقدم، حقق البطريرك الجديد ما عجز عنه أسلافه إذ جمع زعماء الموارنة تحت سقف بكركي وحملهم احتراماً لموقعه على أن يقبل بعضهم بعضاً، وإن في الحد الأدنى وعلى مضض.
تبقى قضية أراضي البطريركية في لاسا التي كان الأفضل لو كلف البطريرك أحد المسؤولين في الكنيسة معالجتها، يقول السياسيان، فلا يترك الديمان إلى بكركي ليلتقي ممثل "حزب الله" ويعقد بنفسه اتفاقاً سرعان ما خرقه رجل اسمه ياسر المقداد، يبني اليوم على أرض متنازع عليها ولا يكترث.

إيلي الحاج     
 


المصدر: جريدة النهار

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,197,434

عدد الزوار: 7,623,325

المتواجدون الآن: 0